روايات

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الثاني 2 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الفصل الثاني 2 بقلم رانيا الخولي

رواية ومقبل على الصعيد الجزء الثاني

رواية ومقبل على الصعيد البارت الثاني

رواية ومقبل على الصعيد الحلقة الثانية

نظر في مرآة السيارة ينظر إلى تلك البلدة وهو ينطلق بسيارته، وكأنه يودعها الوداع الأخير، لا ينكر تعلقه الشديد بها كموطنًا له، رغم تعلقة الأشد بحياة المدينة.
كلما أبتعد بسيارته؛ كلما ضغط على قلبه الذي يحن لمن تركهم خلفه، عليه الثبات إذا أراد السعى خلف حلمه، لن يلتفت خلفه بعد الآن، هو أكثر من يعلم بأخيه ويعلم جيدًا بأنه يستطيع بسهولة إنقاذ والده من تلك المعضلة.
هكذا أقنع ضميره الذى يعاتبه على تركه لهم.
❈-❈-❈
في منزل عاصم
كان عاصم جالسًا في مكتبه عندما ولجت وسيلة ووالدتها تحمل بين يديها حقيبة صغيرة
تقدمت من والدها ووضعت الحقيبة أمامه وهى تقول بجدية
_ أتفضل يابوى
نظر عاصم إلى الحقيبة ثم سألها بأهتمام
_ أيه ده؟

 

أجابته بهدوء
_ دي دهباتي كلها بيعها يابوى وأدي تمنها لچمال هو أولى بتمنهم.
نظر عاصم إلى أبنته وأراد التأكد إذا فعلت ذلك بدافع الواجب أو شئٍ فرض عليها فسألها بتوجس
_ برضاكي ولا مغلوبه على أمرك؟
ردت وسيلة بصدق
_ چال دلوجت في حكم زوچي والزوچة اللي متجفش مع راجلها في محنته يبجى متستهلش تعيش معاه وچمال عمره مابخل عليا بشئ ولازمن لما يتعرض لأزمة زي دي يلاجينى واجفه في ضهره، ولو بـ يدي شئ تاني كنت عملته
نظرة لخاتم الزواج الذي لم تستطيع التفريط به وتابعت بثبات
_ أنا مخلتش غير دبلته لإني مجدرتش أخلعها، بس لو أحتاچها أدهاله بطيب خاطر.
ابتسم عاصم بفخر لوردته التي أحسن تربيتها وتحدث بفخر
_ بنت أبوكي صُح
تقدم منها يربت على كتفها وتابع بجدية

 

_ في حاچه بردك لازمن تعرفيها، إن الست لما تجف جانب زوچها لازمن مـ تحسسوش بإكده واصل، وأنها صاحبت چميل علية، ده اللي ربنا آمرنا بيه، الأيام اللي چاية دي هتكون صعبة جوي عليه وعايزك ديمًا تكوني الحضن الدافي اللي ياچي يترمي چواه وينسى همومه، أنتي مش هتكوني زوچه وبس، لا أنتي هتكوني كل حاچه محتاچها في الوجت ده لحد ما تمر المشكلة دى، وإن شاء الله هتعدي على خير
تعلم ذلك جيدًا وستظل تدعمه حتى يعود كما كان
_ متجلجش يابوى أني خابره ده زين وربنا يجدرني وأكون جد المسؤلية
أكدت أم وليد بثقة
_ جدها وجدود يابنتي
ثم نظرت إلى عاصم وأردفت
_ وأني كمان چهزتلك دهباتي كمل عليهم بالفلوس اللي ركنها لزواچة وليد، دول ياما وجفوا معانا.
❈-❈-❈
وصل إلى القاهرة متوجهًا إلى منزلها، يريد أن يشرح لها ما حدث حتى تخفف عنه ذلك الألم
فأشد آلم هو آلم الضمير .

 

طرق الباب حتى فتحت له وفور رؤية ملامحه المتجهمه تلاعب الخوف بها فتحدثت بإرتباك
_ أهلاً يامنصور أتفضل
دلف منصور المنزل وهو يسألها
_ أومال عمي فين؟
سألته بتوجس
_ مالك يا منصور شكلك بيقول إن فيه مشكلة، أوعى يكون باباك رفض يديك الفلوس .
هز رأسه بنفي وتحدث باقطتاب
_ متقلقيش الفلوس كلها معايا؟
لم تستطيع أخفاء سعادتها بهذا الخبر وقالت بفرحة
_ بجد ياحبيبي أومال مالك مكشر كده ليه، رعبتني.
ابتسم لسعادتها رغم حزنه ورد بهدوء
_ متشغليش بالك أنا كويس
تقدمت منه تجلس بجواره وقالت بقلق
_ كويس إزاي وأنت باين إن فيه حاجه مضيقاك.

 

لم يستطيع أخفاء الأمر عليها وبدأ بسرد كل شئ من البداية حتى مجيئه إليها وتابع بجدية
_ أنا كده غلطت في حاجه؟
ردت سمر بنفي
_ طبعًا لأ، ده حقك ووالدك غلط لما عمل كده ولازم يتحمل نتيجة غلطة، ده مستقبلك ولازم تتمسك بيه ، تقدر تقولي لو كنت ادتهم الفلوس كانوا هيعملوا أيه؟
هيرجعوا شوية تراب وخلاص، وأنا شايفه إن الأرض دي مكسبها خسارة.
_ بس الأرض عند الصعايدة شرف اللي يتخلى عنها يبقى بيتخلى عن شرفه.
_ بس محدش أتخلى عنها، دي مجرد رهنيه ووقت ما يجهزوا الفلوس يقدروا يستردوها من تاني ، يعني الموضوع أبسط من اللى أنت عامله ده.
أستطاعت بمهارة أن تخسر صوت ضميره وتابعت بمكر
_ وبعدين كل واحد فيكم بيجري ورا هدفه، بمعنى إن جمال هدفه الأول والأخير هى الأرض، وأنت هدفك هو المشروع يبقى ليه عايزك أنت اللى تتخلى عشانه، ليه هو متخلاش عشانك.
تابعت بث سمومها عندما لاحظت شروده

 

_ لو كنت فاكر إنك باللي عملته كده تبقى أناني فبالعكس جمال هو اللي أناني ومش بيفكر غير في مصلحته وبس
فكر أنت كمان في مصلحتك وشوف حياتك.
أجادت دورها بأتقان وجعلته يسقط في براثينها، وقد قضت على ما تبقى بداخله من شيم الرجال..
❈-❈-❈
طرق جمال باب والده فخرجت له جليلة وهى تحاول الثبات أمامه وخاصةًعندما سألها عنه
_ أبوى عامل أيه دلوجت؟
لم تستطيع التظاهر بالثبات أكثر من ذلك ليسقط ذلك القناع وهي تقول بألم
_ مجدرش حتى يصلب طوله، خايفه عليه جوى.
ربت جمال على كتفها وقد آلمه رؤيتها بتلك الحالة وقال بتعاطف
_ متجلجيش إن شاء الله هيبجى زين، بس إنتي خليكي چانبه وأنا هروح دلوجت مع عمي عاصم نسدوا رهنية الأرض.
سألته بسعادة
_ كيف ده؟ عملت ايه.
ابتسم بحب وهو يقول

 

_ بعت عربيتي والفلوس اللي كانت بأسمي في البنك، وعمي عاصم جهز مبلغ كبير جوي والحمد لله قدرنا نجمع جزء كبير وهنروح دلوجت نجابل الحاج عتمان ونفك الرهنية.
ازدادت سعادته بذالك الخبر
_ الحمد لله، كان ظني في الله خير، احمده وأشكر فضله، هدخل أفرح أبوك
منعها جمال من الولوج وهو يقول
_ استني ياأمّاى لما نشوف لول هنعملوا ايه، لما ارجع إن شاء الله انا بنفسي اللى هخبره، هسيبك دلوجت لإن عمي ووليد مستنيينى تحت
_ بالسلامه ياولدي.
ذهبوا جميعًا إلى منزل عتمان الذي كان بإنتظارهم وفور جلوسهم تحدث عاصم
_ أحنا جايين نفك رهنية الأرض ياحاچ عتمان، صحيح مش المبلغ كلياته بس چهزنا چزء كبير منيه والباجى إن شاء الله هنكتب بيه وصل آمانه لحد ما نچهزه
رد عتمان بعتاب
_ أنا مكنتش موافج على العجد ياحاچ عاصم عشان أمضيكم على وصل آمانه

 

تقدم عتمان من درج مكتبه وأخرج عقد الرهنية من أحد الأدراج وتقدم منهم وهو يتابع بجدية
_ عيب جوى الكلام ده؛ اللي بينا كلمة رچالة مش حبر على ورج
ناوله العقد ثم أردف
_ العجد معاك وإن كان على الفلوس الباچيه براحتكم كأنها متشاله مع الحاچ عمران.
نظر إلى جمال وتحدث بصدق
_ اللي عنده ولد زيك ياچمال ياولدي ميسجطش واصل
أيد عاصم رأيه وهو يقول بفخر
_ مش ولد عمران النعماني
ثم نهض من مقعد وهو يردف
_ طيب نستأذن احنا بجى وهيبجى لينا كلام تاني.
خرجوا جميعًا من المنزل وأثناء عودتهم قال عاصم لجمال
_ إحنا إكده الحمد لله حلينا المشكلة ، انا خابر إن الأيام الچاية هتكون تجيله عليك بس أنت جدها ولو مش واثق إنك جدها مكنتش اديتك حته مني، يالا بجى شد حيلك عايزين حاچه تفرحنا بعد اللى شوفناه اليومين اللي فاتوا دول، والفرح زي ما اتفاجنا في ميعادة
أيد جمال رأيه

 

_ الغمه آخرها فرح، والحمد لله مرت الغمه والفرحه على الأبواب.
ابتسم جمال بأمتنان لذلك الرجل الذي لم يتخلى عنهم وظل بجوارهم هو وإبنه حتى مرت تلك المحنه
_ البركة فيك أنت ووليد وربنا يجدرني واردلكم كل الفلوس اللي دفعتوها
رد عاصم بحده
_ بلاش كلام ملوش عازه، أنا وأبوك مفيش بناتنا الحديت الماسخ ده.
حاول جمال التحدث لكن وليد قاطعه
_ بزيداك عاد ملوش لازمه الكلام دلوجت، المهم تلحج تبشر عمي اللي لولا إن الوجت وخري كنت روحت فرحته بنفسي.
رد جمال بإمتنان
_ ربنا يزيد المحبه بينا.
انصرف كلًا إلى وجهته وعاد جمال إلى المنزل سريعًا
❈-❈-❈
عاد والدها إلى المنزل ليجد منصور في إنتظاره ليقول بترحيب

 

_ السلام عليكم إزيك يامنصور
رد منصور بتهذيب
_ الحمد لله ياعمي
تقدمت منه سمر وهى تقول بسعادة
_ على فكرة يابابا منصور جهز الفلوس وهى معاه دلوقت، وعايزين نبدأ فيه من بكرة
اومأ شريف بفرحة وهو يجلس على المقعد
_ خلاص بكرة الصبح إن شاء الله هنبدأ نجهز المعدات، والمكان جاهز زي ما اتفقنا.
تحدثت سمر بحماس
_ أنا مش مصدقة إن أخيرًا المشروع هيتم
_ مدام الفلوس جاهزه كل حاجه هتم بسرعة، هنكلم بردوا المحامي يجهز عقود الشراكة اللي هتكون بينا وربنا معانا
❈-❈-❈
دلف جمال غرفة والده بعد أن سمحت له والدته بالدخول ليقول بسعادة
_ السلام عليكم.
ردت جليلة

 

_ وعليكم السلام ياجلبي، عملت أيه؟ طمني.
أقترب من والده ليقبل رأسه بحب وقال بسعادة
_ الحمد لله الأرض ورجعت يابوى.
أندهش عمران مما سمعه وسأله بجدية
_ كيف ده؟ وچيبت الفلوس منين؟
قص عليه ما حدث منذ البداية لينهى حديثه قائلًا
_ والحاج عتمان رفض نمضيله على وصل آمانه وجالنا هاتوها على ماهلكم.
ظهر الحزن واضحًا على وجه عمران وقد لمعت العبرات داخل عينيه فتسأله جليلة بقلق
_ مالك ياحاچ هتبكي ليه دلوجت؟ خلاص كل حاچه أتحلت والأرض رچعت، أيه بجى اللي مزعلك
كان يريد البوح بما يدور بداخله، وذلك القهر الذي شعر به من فعلة ابنه لكنه كتم بداخله حتى لا يحزن تلك التي تحاول بقدر الإمكان الثبات أمامه، لكن بداخلها قهر يوازي قهره وربما أكثر.
_ ده من الفرحه يا جليلة، الحمد لله على كل شيء

 

ربتت على يده التي لم تتركه لحظه واحده وظلت حاضنه إياها بين يديها وهى تقول براحه
_ غمة وأنزاحت ومع شوية صبر هنرچع كيف لول وأحسن كمان
نظرت إلى ابنها وتابعت
_ ربنا يخليك ضهر وسند لينا ياولدي ويرزجك من غامض علمه.
ابتسم لها بسماحه وهو يقبل رأسها ويقول بحب
_ وأني كفاية عليا الدعوة دي ياست الناس
ثم نظر إلى والده وسأله بأهتمام
_ عايز مني حاچه يابوى
نفى عمران قائلًا
_ مش عايز غير سلامتك ياولدي.
خرج جمال تاركًا والده ينظر إلى أثره فتعلم جليلة ما يدور بداخله فتهون عليه قائله
_ كفاية تفكير ياعمران، ربنا يوفقه في دنيته اللي أختارها إنت خابر من زمان أنه ملوش في الأرض ولا يفهم فيها وعشان إكده معرفش جيمتها.
لم يستطيع الثبات أكتر من ذلك ليرد بألم

 

_ خابر ياجليلة، بس هو كمان خابر زين إني وافجت على المشروع ده لجل ما أجهزله فلوس مشروعه يبجى أبسط ما فيها يتنازل لحد الموچه دي ما تعدي.
أرادت التخفيف عنه لكن لم تجد الكلمات التي تستطيع بها التخفيف عنه لتجد أن تغيير مجرى الحديث أفضل بكثير
_ المهم لازمن تجوم وتشد حيلك عشان تستعد للفرحه الكبيرة، فرح چمال ياحاچ.
نعم فرحه كبيرة لكن ناقصه
_ تفتكري منصور هياچي؟
تستبعد ذلك لكن عليها تطمئنه حتى لا تسوء حالته أكثر من ذلك
_ أومال أيه، ده فرح أخوه الكبير وعمر الدم ما يبجى مايه.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بدأ الجميع الأستعداد للزفاف الذي هدئ الحزن الذي سيطر على الجميع، لكن جليلة برغم سعادتها بزواج بكريها إلا أنها قلبها يأن ألمًا على فراق قطعة منها وهذا ما قد لاحظه جمال ليقترب منها وهى جالسة في وجوم قائلًا بمرح يحاول به التخفيف عنها

 

_ مالك ياست الناس قاعده حزينه أكده؟
مش فرحانه لولدك ولا أيه؟
نظرت إليه بإبتسامتها الصافية التي تنير دربه وتحدثت بحب
_ كيف ده وأنى بستعدله من وجت ما فتحت عينيك على الدنيا
تحدث بإمتعاض
_ أومالك مالك بجى هتكشري أكده ليه؟
عاد الحزن إلى ملامحها وقالت بحزن
_ ماانت خابر اللي فيها، مجدراش افرح وهو مش موچود
رد جمال بتفاهم
_ خابر زين من غير ما تجولي وأني أتصلت عليه دلوجت وخبرته إن فرحي في ميعاده وهو جالي أنه هياچي
سألته بسعادة
_ صُح ياولدي؟
أكد قائلًا
_ صُح متجلجيش ده بردوا أخوى وعمر الدم ما يبجى ماية
ردت بإمتنان

 

_ ربنا يكملك بعجلك ياولدي ويهدي أخوك ويرچعه لينا من تاني.
اومأ له دون النطق بشئ وهو يتذكر تلك المكالمة التى لم تتعدي ثواني معدودة
فلاش باك
كان جالسًا في المطعم بجوارها عندما رن هاتفه فيظهر القلق عليه عندما وجده رقم جمال أخيه، فسألته بترقب
_ مين اللى بيتصل؟
رد باقطتاب
_ ده جمال أخويا
رد بأمتعاض
_ خير؟ ليكونوا محتاجين فلوس ولا حاجه؟
أستاء من حديثها عن عائلته لكنه التزم الصمت ورد على أخيه الذي تحدث بعتاب
_ أيه ياخوي مش رايد ترد عليا ولا ايه؟
نفى جمال بصدق
_ لا طبعًا ياجمال كيفك وكيف أبوي وأمي
رد جمال ببرود

 

_ زين الحمد لله، أنا بتصل بس عشان أجولك إن الفرح في ميعاده
تراقص الأمل بداخله ظنًا منه أنهم قد مرت تلك المحنة ولم يعلم أنها في بدايتها
_ صُح يا خوي الف مبروك
تحدث بأقتطاب
_ صُح ياخوي هستناك إن شاء الله.
_ إن شاء الله
باك
عاد من شروده على صوت والدته
_ جمال أنت روحت فين ياولدي؟
رد بإنتباه مشتت
_ ها.. معاكي ياأماى بتجولي أيه؟
_ بجول أنا رايحة لعروستك لو رايد تاچي معاى
رد بإبتسامه
_ ياريت بس دي محرچه عليا، بتجول مـ ينفعش لحد يوم الفرح، جاسية آوى ياحاچه
ضحكت جليلة وردت بمكر
_ عشان تتلهف عليها أكتر، ربنا يسعدكم ويفرحكم قادر ياكريم.
❈-❈-❈

 

أما في مكان آخر
فجلست تبث سمومها التي لم تكف عنها
_ صدقت كلامي؟ أديهم فكوا رهنية الأرض وعايشين حياتهم عادي وبيجهزوا كمان لفرح أخوك، يعني معاهم فلوس، عرفت بقى إن كلامي صح؟
تحدث بحيرة
_ بس الفرح أصلًا كان متحدد من زمان وكل حاجه كانت جاهزة، أظن إن الموضوع مكلفهمش حاجه.
ابتسمت بسخرية
_ والله؟ والفرح ده إن شاء الله مش هيكلفهم حاجه بردوا يعني هيجيب العروسه من بيتها بشنطة هدومها وياخدها البيت عنده وخلاص على كده؟ وخصوصاً إني بسمع إن أفرحكم بتتكلف كتير ولا أيه؟
ولو عايز ناصحتي بلاش تروح الفرح ده
نظر إليها قائلًا بدهشة
_ إنتي بتقولي أيه؟
ردت بإصرار

 

_ اللي لازم يحصل، أنت متضمنش ممكن في الوقت ده أخوك يطلب منك إنك تتنازل عن حقك في الأرض مقابل المبلغ اللي أخدته، ووقته مش هتقدر تقول لأ، فالأفضل تخليك بعيد وأنتبه لمشروعك.
أقنعته رغم إنه يعلم جيداً بأن أخيه لم يكن يومًا ظالمًا، وكأنه أراد تصديق ذلك.
لم يهتم لوالدته التي رغم كل ما فعله إلا إنها تتوقى شوقًا لرؤيته، ولا والده الذي ظل يقارن بينه وبين الغريب الذي وقف بجواره بكل ما يملك.
مرت الأيام وقد تحسنت صحة عمران وها قد تم الزواج ودلف جمال بصحبة عروسه التي حلما بها كثيرًا ليتحقق حلمه وتصبح زوجته بعد ذلك الشقاء.
جلست في غرفتها تنتظر قدومه حتى طل عليها بهلته التي خطفت قلبها منذ أن عرف الحب طريق قلبها؛ وها هو ذا يقف أمامها بعينيه الصافية التي تشبه صفاء قلبه ويقول بحب
_ مبروك ياجلبي.
ردت عليه بخجل وهى تخفض عينيها
_ الله يبارك فيك
سألها بمكر
_ يا أيه؟

 

وضع انامله أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه كى تواجه عينيه التي تشتاق لعينيها وتابع بخبث
_ أنا جلت مبروك ياجلبي، وإنتي؟
تاهت في عينيه التي تلتهم ملامحها وكأنها يراها للمره الأولى مما جعلها ترد بدون وعي
_ إنت جلبي وكل دنيتي.
رفع حاجبيه متسائلًا
_ بس إكده؟
حاولت خفض عينيها لكنه منعها قائلاً
_ أوعاكي تخبيها عني، أنا حالمت كتير باللحظه دي ومصدجت لقيتها
حاوطها بذراعيه ليضمها إليه وقد تركزت عينيه على شفتيها وهو يقول بعشق
_ خليهم ديمًا جدامي ميبعدوش عني واصل، بحبك ومش رايد من الدنيا غيرك إنتي.
تاهت باقي الكلمات عندما قرب وجهها أكثر إليه كى يقبل تلك الشفاه التي حلم بها وتمنى تذوقها
أما هى فقد أختبرت معه أبجادية العشق وها هو يعلمها فنونه مستسلمه له ومرحبه بذلك…
(كفاية كده ملناش دعوة بيهم)
❈-❈-❈

 

دلفت جليلة غرفتها كي تحرر عبراتها التي حبستها حتى لا يشعر أحد بشئ
لم يتفاجئ بحالتها التي تشبه حالته بعد أن خذلهم مره أخرى ورفض المجئ دون حتى أعتذار
تقدم منها يجلس بجوارها على الفراش وقد شعرت به يربت على كتفها قائلًا
_ بكفياكي عاد، هو خلاص أختار طريجه وربنا يوفجه فيه، ملوش عازه اللي بتعمليه ده.
رفعت وجهها إليه لتقول بقهر
_ للدرچة دي بايعنا، مهنش عليه حتى يتصل علينا يطمن عايشين ولا ميتين، حتى فرح أخوه رفض ياچيه
تنهد بيأس وهو يقول بحزن
_ للأسف نصيبنا إكده، جدر ربنا ولازمن نرضى بيه.
ردت بإعتراض
_ يعني أيه هنسيبه إكده؟
_ لساته صغير هنكتفه ونچيبه إياك!
هو أختار طريجه بعيد عنينا وهمل البلد وسافر متلفتش حتى وراه، عايزاني أرخص نفسي عشانه.
ردت جليلة بنفي وهي تضع يدها على يده
_ أني مجلتش أكده واصل، بس غصب عني أنا أم ومجدراش على فراجه
تعاطف معها لعلمه الشديد بمدى تعلقه به وتحدث بتعاطف
_ هيرچع ياجلية متجلجيش وبكرة أفكرك
دعت ربها بتمني
_ يارب 🤲

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى