روايات

رواية وما معنى الحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الجزء الثالث عشر

رواية وما معنى الحب البارت الثالث عشر

رواية وما معنى الحب الحلقة الثالثة عشر

نظر فؤاد للصور والفيديو الذي حرره لمعاذ وهدير باحتراف شديد وابتسم بخبث قائلًا:
-يا ترى الخطوه الجايه أبدأها امته؟
قاطعه دخول فاتن الغرفه وضع رجلًا فوق الأخرى نظر لها وهو يمط ذراعيه قائلًا:
-تعالي اتفرجي بقا على جمال الفديو
ابتسم بفخر فهو قابع على ذالك الفديو منذ فترة طويلة، شوحت بيدها بلامبالاه وقالت:
-مش عايزه أشوف حاجه… أنا هنام
بحثت بداخل الخزانه عن البيجامه أخذتها ودلفت للحمام، وبعد دقيقتين خرجت مرتدية منامتها ورقدت على السرير، قام فؤاد ووقف أمامها قائلًا:
-مالك يا تونا؟ فيكِ حاجه غريبه!
ولته ظهرها وردت بهدوء:
،-مفيش بس محتاجه أنام
وقف أمامها ينظر إليها ويتفقدها فهذه ليست أخته التي عهدها دائمًا سألها بتوجس:
-إنتِ كنتِ فين من الصبح؟
زفرت الهواء من فمها وردت ببرود:
– كنت بتمشى يا فؤاد… سيبني بقا أنام

 

أخذ علبة السجائر من فوق الكمود وقال:
-ماشي أنا أصلًا كنت خارج
خرج وصفع الباب خلفه، قامت من رقدتها وجلست تفكر فيما يحدث معها وكيف سلمت رقبتها لشاب لا تعرف عنه شيء، تذكرت هدير وكيف استقرت حياتها بعد الفخ الذي أحاكته لها، فلماذا لم تكن هي بمكان هدير! تريد أن تطول كل شيء المال والراحه والأنس والهدوء، لا تعلم أنها أرزاق وزعها الله على عباده فإذا رضى العبد بما قسمه الله كان من أغنى الناس لكن إذا سخط ونسى نعم الله عليه كان من أغبى الناس، فقال صل الله عليه وسلم”ارض بما قسمه الله تكن أغنى الناس”.
أدمعت عينيها لكن سرعان ما مسحت دموعها وهبت واقفه تبحث عن الورقه التي تظن أنها ظفرت بها تلك الورقه التي تُثبت زواجها من رامي، تنهدت بارتياح فقد سولت لها نفسها بأنه يحق لها ما تفعل وأن تلك الكلمات التي خطها رامي على الورقه أثبتت ملكيتها له وملكيته لها، عادت لسريرها مجددًا لتنام وتهرب من كل هذه الأفكار التي تضرب رأسها.
___________________________
وبعد أن سردت أم مصطفى على نبيله كافة التفاصيل حول مروى ردت نبيله بحكمه:
-بس يا رقيه متظلمهاش… ما يمكن رجعت عن الي كانت بتعمله!
ردت أم مصطفى ساخرة:
-ليه يختي هو ديل الكلب بيتعدل… يحببتي المعوج مبيتعدلش!
اعتدلت نبيله في جلستها وقالت:
-لأ أنا مش معاكِ في الي بتقوليه دا… كلنا بنغلط وبنرجع وإلا ربنا مكنش فتحلنا أبواب التوبه!

 

مصمصت أم مصطفى بشفتيها قائله:
-خليكِ إنتِ مغفله كدا لحد ما تلف على ابنك
نظرت أم مصطفى لمروى التي تجلس بجوار سيف وهزت رأسها باستنكار قائلة:
-البت دي مش سهله
لوت نبيله شفتيها لأسفل وقالت:
-مين عارف! محدش عارف إيه الي في القلوب!
___________________________
كانت مروى تجلس جوار سيف الذي يهدئها ويطمئنها بأنه سيفعل الازم، رجعت بذاكرتها للوراء لعدة أعوام وقالت:
-تعرف إن أنا أصلًا من ست سنين كنت بنوته هادئه أوي… لو كان ولد كلمني في المدرسه او في الدرس كان وشي بيحمر ومعرفش أقول كلمتين على بعض
أدمعت عينيها وقالت:
-بس فجاه اتغيرت، اتحولت من مروى الهادئه المحترمه لمروى الضايعه الي البنات بتخاف تصاحبها أصل تشبههم
ابتسمت بسخريه:
-تفتكر ربنا بيعافبني بظهور حمدي تاني؟
نظر لها قائلًا:
-ربنا مبيعاقبناش… ربنا أحن علينا من نفسنا
نظر لمكان والدته وخالته وأردف:
-قومي تعالي نقعد معاهم… وبطلي عياط بقا عشان محدش يلاحظ حاجه
ابتسمت مروى بانكسار وتنهدت بألم ثم اومأت رأسها قائله:
-ماشي

 

جلست مروى بجوارهم، أقبلت هدير تسأل هدير أم مصطفى بابتسامه:
-مش هتنزلي البحر يا طنط؟
نظرت أم مصطفى لمروى كأنها توجه لها الكلام وهي تقول:
-لأ يا حببتي كفايه منى ومصطفى نزلوا واتبسطوا… أصلهم بيحبوا بعض أوي من لما كانوا أطفال
وأردفت بسخريه:
-أصل منى دي بنت متربيه ومحترمه مش زي ناس!
ظلت أم مصطفى تنظر لمروى باشمئزاز وتتكلم معها ساخرة، نظرت هدى لمنى وهمست قائلة:
-دا أنا شكلي نيلت الدنيا يا منى!
كرمشت منى وجهها بتسائل:
-عملتِ إيه ؟!
تلعثمت هدى وترددت أن تحكي لأنها تعرف رد فعل منى على هذا التصرف السخيف، استجمعت شجاعتها وقالت:
-أنا حكيت لطنط كل حاجه عن مروى وماضيها!
جحظت عيني منى وقالت:
-حكيتِ لطنط مين بالظبط؟
عضت هدى لسانها بقلق ثم قالت:
-حماتك

 

رمقتها منى بغيظ، وبدأت تنظر لرد فعل ام مصطفى التي تُسلط بصرها على مروى وترمقها بنفور واشمئزاز، ضربتها منى على ذراعها بغيظ وقالت بقلة حيله:
-حرام عليكِ والله
قالت هدى مبررة ما فعلته:
-علفكره أنا مش مرتاحلها يعني هي جايه معانا ليه شكلها بتلفت نظر مصطفى فعلًا!
نظرت منى لمروى بريب ثم زفرت الهواء من فمها بقلة حيله، تركتها هدى قامت لتجلس جوار أحمد وتحاول إرضائه…
_________________________
اتجهت هدير لوالدتها جلست جوارها ووضعت البشكير عليها لتجفف جسدها ثم نظرت لوالدتها قائلة:
-ماما!
التفتت لها مديحه فأردفت هدير:
-قولي لطنط نبيله إن أنا مش هروح أكشف
ردت مديحه برجاء:
-يحببتي هنروح للدكتوره نطمن دا حتى حماتك كانت بتقول هنروح دلوقتي!
اتسعت حدقتيها بدهشه وقالت:

 

-لأ يا ماما مش هروح لدكاتره قولتلكم والله ما فيه حمل
ردت والدتها بحده:
-وإنت متاكده كدا إزاي؟ خلينا نروح نتأكد
تزمرت هدير وزمت شفتيها بحنق، تجعدت ملامح وجهها ونظرت لوالدتها بتجهم، فأردفت الأم:
-يابنتي الله يهديكِ متوجعيش في قلبي
هتفت هدير بحدة:
-والله ما أنا رايحه مش هكشف ولا هتكشف على دكاتره
هتفت الأم بنفاذ صبر:
-إنتِ حره متوجعيش قلبي عنك ما كشفتي…. روحي بقاِ قولي لحماتك بنفسك
دبدبت قدميها بالأرض بطفوليه وزفرت الهواء من فمها بضيق قائله:
-هخلي معاذ يقولها
_______________________

 

جلست هدى جواره تنظر له بين وهلة والثانيه بابتسامه بدأت تدبدب بإحدى قدميها على الأرض بتوتر، أشاح وجهه بعيد عنها نظرت له قائله:
– أنا مبعرفش أعتذر والله ومش بحب أشوفك زعلان وواخد مني جنب كدا!
نظر لها أحمد وقال:
-يعني عارفه إنك غلطانه؟
ردت بسرعه:
-لأ أنا مبغلطش أصلًا… صالحني بقا لو سمحت
زفر الهواء من أنفه ونظر أمامه ببرود فأردفت:
-والله أوعدك هحكيلك كل حاجه بس مش وقته خالص هي أصلًا حاجه مش مهمه
نظر لها فابتسمت قائله بمرح:
-هاااا هتصالحني ولا نلغي الفرح دا
ابتسم لها قائلًا:
-تلغي فرح مين دا أنا مصدقت
اتسعت ابتسامتها أكثر وقالت:
-طيب يلا شوف هتصالحني إزاي؟
هتف أحمد بتوضيح:
-علفكره أنا الي زعلان!

 

إدعت الحزن ولوت شفتيها لأسفل:
-لا أنا زعلانه إني زعلتك فصالحني بقا
ضحك قائلًا بتعجب: لا والله!
أردف بمرح:
-إنتِ شكلك هتتعبيني باين!
ابتسمت له ونظر لها مبتسمًا وتنهد بارتياح فهو يحبها وسيتقبل منها أي شيء….
_____________________________
وبعد قضاء وقت ممتع للبعض ومقلق للبعض الأخر، بدؤا يعدون أدواتهم لمغادرة المكان، كان حمدي يقف على مقربة منهم وينظر لمروى نظرات غير مفهومه، ازدردت مروى ريقها بتوتر واقتربت نحو سيف كأنها تختبئ خلفه فسألها:
-مالك مش على بعضك؟
ردت بارتباك :
-ح… حمدى!
نظر لها قائلًا:
-شاوريلي عليه
صوبت سبابتها اتجاهه، رمقه سيف بغضب وحين رأه ينظر لمروى استشاط غضبه، اقترب نحوه كأسد ينوي الهجوم على فريسته، وقف أمامه قائلًا بابتسامة ساخرة:

 

-حمدى باشا
مد سيف يده ليصافحه وقال:
-أخيرًا اتقابلنا أنا مستني اليوم دا من زمان
مد حمدي يده ليصافحه بغرور فضغط سيف على يد حمدي بقوه وسحبه للإتجاه الأخر بعنف فوقع حمدي على الأرض، بدأ الناس بالصراخ والخروج من المكان وأقبل الجميع نحو سيف يحثانه على التوقف عن هذا النزاع، لم يستمع إليهم وانحنى سيف لمستواه ليسدد اللكمات في وجه حمدي حتى نزف فمه، وضع حمدي يده على وجهه متألمًا، أردف سيف بغضب:
– دي قرصة ودن عشان قربت من مروى، والمره الجايه هيكون فيها موتك إن شاء الله
ولى سيف ظهره وكان سيغادر لكنه وقف مجددًا ولف نفسه قائلًا:
-أيوه صحيح…. ومتلعبش معايا يا شاطر عشان متتعبش ياريت تكون فاهم قصدي
رد حمدي بغضب:
-وهي السنيوره تقربلك ايه ولا ماشيه معاك إنت كمان؟
نظر حمدي لسيف وأردف ساخرًا:
-بكره تزهق منك وتركنك على الرف زي غيرك
قال كلمته الأخيره وهو ينظر لمصطفى ويبتسم بسخريه، انحنى سيف وسدد لكمة أخرى ونظر لعينيه بغضب:
-متنطقش ولا كلمه زياده وإلا…
رفع حمدي كفه في وجه سيف وقام من الأرض يستند على حاله نظر لسيف قائلًا:
-أنا ماشي خليك كدا أعمي لحد ما تاخد على دماغك

 

مسكه سيف من ياقته وكان سيضربه مجددًا لكن فك مصطفى ومعاذ النزاع وتحرك حمدي مهرولً بصمت ليغادر المكان بدون أن ينبس بكلمه أخرى، لكنه من الداخل كان يستشيط غضبًا على ما حدث، وينوي لسيف على شر، ابتعد عنهم مسافة ثم حمل هاتفه وطلب رقم جابر قائلًا:
-أنا عرفت مين هو الظابط الي بيدور وراك…. ومحتاج رجاله عشان أبعده عن طريقنا!
___________________________
على جانب أخر نظرت والدته إليه تعنفه على ما فعله، فرد بنبره مرتفعه:
-بيعاكس مروى… كنت أسيبه يعني!
رمقت أم مصطفى مروى بغضب وهتفت بنبرة حادة:
-إنتِ خبيثه أنا قرياكِ من جوه… بتلفي على الواد عشان توقعيه صح؟
أردفت بغضب:
– فعلًا يامه تحت السواهي دواهي
ردت مروى بانكسار:
-أنا يا طنط حضرتك بتقولي أنا الكلام دا!
حاولت منى تهدئة أم مصطفى، وكذالك مصطفى وسيف لكنها لم تأبه وأكملت حديثها بنبرة مرتفعة وبحده:
-جايه معانا ليه! بتلفتي نظر مصطفى مثلًا متخيله إنه هيسيب منى البنت المحترمه ويبصلك إنتِ!
قالت جملتها الأخيرة وهي ترمقها باشمئزاز

 

ادمعت أعين مروى قائله:
-والله أبدًا أنا قفلت الصفحه دي نهائي
ابتسمت أم مصطفى بسخريه وقالت:
-يا بت…. عليا أنا الكلام ده!… الكلام ده تضحكي بيه على منى أو سيف إنما أنا فاهماكِ كويس أوي
نظرت مروى لأعينهم المسلطه عليها يبدو أنهم مشفقون عليها من هذا الكلام الجارح، أو مشمئزون منا لا تعلم حقيقة شعورهم نحوها، لم تستطع الصمود أكثر شعرت بدوار يضرب رأسها، فجلست على الكرسي جوارها ووضعت يده على رأسها ثم أغلقت عينيها فأضافت أم مصطفى:
-أيوه اتسهوكي يختي…
شهقت مروى باكية ولم تبس بكلمه اقتربت منها منى تربت على كتفها وتهدئها، ونظر سيف لخالته قائلًا:
-كفايه بقا يا خالتو لو سمحتِ
غادرت وتركتهم يلتفون حولها، وقفت هدى تلعن حالها على ما فعلت، نظرت لها بإشفاق واقتربت منها ترفع رأسها وتمسح دموعها، رفعت مروى رأسها عندما خف الدوار، صلبت طولها واقفة، قال مصطفى بأسف:
-أنا بعتذرلك يا مروى بالنيابه عن أمي
سقطت دموعها مجددًا، كانت كل دمعة تتساقط منها كالهيب الذي يحرق بقلب سيف، اتجه سيف نحو خالته وقال بنبرة حادة:
-ليه يا خالتو؟ يعني إنتِ كنتِ دخلتِ جوه قلبها وشوفتي هي خبيثه ولا طيبه، حرام يا خالتو دا ربنا بيقول” يآيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم…”

 

ردت بحده:
-أصل إنت مكنتش بتشوف الكلام الي بتكتبه لمصطفى والي بتقولهوله!
هز رأسه بأسف وقال:
-يا خساره يا خالتو كنت فاكرك أعقل من كدا
انصرف من أمامها وتركها تفكر فيما فعلته، فلا تصف ما فعلته إلا بالصواب، جلست نبيلة جوارها وقالت:
-ليه كدا يا رقيه! أحرجتيها!
هتفت ام مصطفى بحده:
-اسكتي يا نبيله أنا مش طايقه نفسي
_________________
على جانب أخر وقف سيف جوار مروى وقال:
-يلا يا مروى عشان أوصلك
تنهدت مروى بأسي وقالت بشموخ وقوة:
-شكرًا أنا مش محتاجه حد يوصلني… أقدر أمشي لوحدي
غادرت وتركتهم جميعًا ينظرون على طيفها بأسى، أما سيف فقد تبعها حتى يطمئن عليها ولو من بعيد، فقد أوصاه والدها عليها وسينفذ الوصيه بغض النظر عن مشاعره….
_________________________

 

نظرت ناهد للفديو للمره العاشره زفرت الهواء من فمها بضيق قذفت الهاتف على السرير بغضب وقالت:
-كل دا حصل وأنا مكنتش أعرف! منك لله يا سعد
اتسعت حدقتها وأردفت بقلق:
-يخوفي ليكون الفديو دا وقع في ايد أهلنا في سوهاج!
تنهدت بقلق فدائمًا ما يحكي لها والدها عن أعمامها ومدى صلابتهم ومكرهم، قاطع شرودها دخول مروي التي صفعت الباب خلفها بوجه متجهم دخلت وخلعت حقيبتها لتلقيها جانبًا ثم تجلس على الأريكه فهتفت ناهد:
-يا بت هدومك مبلوله هتبلي المكان
كانت مروى في عالم أخر تدمع عيناها بدون صوت اقتربت منها ناهد بقلق وقالت:
-مالك يا مروى؟
انقبضت ملامحها وانفجرت بالبكاء، جثت ناهد على ركبتيها بجوار أختها وقالت:
-بتعيطي ليه يا بنتي متقلقنيش!
تعلقت مروى برقبة ناهد كطفلة صغيره تختبئ بين ذراعي والدتها، كانت الدموع تتساقط على وجنتيها، تناست ناهد.أمر ملابس أختها المبتله وضمتها بحنان لتهدئها، وبعد فتره هدئت مروى وبدأت تسرد لها ما حدث بالتفصيل بدون ذكر حمدي وما فعله، هبت ناهد واقفه وقالت بعصبيه:
-إزاي تسكتي للست دي وتسيبيها تكلمك كدا! من امته واحنا بنسكت عن حقنا

 

أكملت مروى ببكاء:
-معرفتش أرد يا ناهد أصلها معاها حق أنا إيه الي وداني معاهم ما أكيد لازم يفهموا غلط ويحسوا إني بلفت نظر مصطفى!
ضمتها ناهد مجددًا قائله:
-طيب عشان خاطري متعيطيش
شهقت مروى ببكاء وقالت:
-أنا عايزه أمشي من هنا
ربتت ناهد على كتف أختها وقالت:
-حاضر هكلم بابا وأقوله بس متعيطيش… قومي اغسلي كدا وغيري هدومك وكلي حاجه
اومأت مروى برأسها وتوجهت للحمام، نظرت لها ناهد بإشفاق وحملت هاتفها تطلب رقم والدها حتى رد عليها وبعد التحيه قالت:
-بابا احنا عايزين نرجع اسكندريه
تذكر عوض جابر وخططه، وكيف وصى سيف على بناته حتى يعود من سوهاج فهما بأمان في الفندق، فرد بحده:
-هو لعب عيال ولا ايه! متتحركوش من مكانكم أنا جايلكم تاني
سالته ناهد:
-حضرتك هتيجي هنا تاني؟
-أيوه هاجي…
تنهد مردفًا:
-إنتِ شوفتي الفديو الي منتشر ده؟
ارتبكت وتلعثمت وحاولت أن تدعي الجهل قائله:

 

-فديو ايه؟
-فديو ليكِ مع سعد، لما أنقذك من الغرق!
-ايوه شوفته هو حضرتك شوفته؟
تنهد قائلًا بسخريه:
-دا مصر كلها شافته يا ناهد… أنا هقفل دلوقتي وهرجع أكلمك تاني
_______________________
نظر حمدي عبر المرآه على تلك الخدشات والكدمات التي تظهر على وجهه صرخ بجنون وضرب قبضة يديه بالجدار بغضب، وقف يلهث من شدة الغضب، نظر له زياد بتوجس وقاطعه قائلًا:
-قولتلك البنت دي مش جاي من وراها إلا وجع الدماغ
نظر حمدي بأعين ملتهبه من غضبه وزفر الهواء من أنفه قائلًا:
-والله لدفعه تمن الي عمله دي
قال زياد بغضب:
-هتغرق نفسك!!! حرام عليك فوق لنفسك بقا؟
وقف زياد من جلسته وتوجه إليه لينظر لعينه قائلًا:
-زمان برده قولتلي بحب نور وكانت النتيجه إيه؟
ارتعد جسد حمدي حين تذكر نور تلك الفتاه التي عشقها حد الجنون وحين رفضته قتلها وأخفى جثتها بمكان لا يعلمه غيره حتى الآن، وظل يمر بقبرها بين فترة وأخرى ويجلس أمامه يبكي كالطفل الصغير الذي فقد أمه، وفي كل مرة يطلب منها أن تسامحه، كان يتمنى أن يعود الزمان ليصلح غلطته، لكن حين رأى مروى التي تشبه نور كثيرًا رأى بها نور ظن أن الوقت قد عاد لتصليح ما أخطأ به لكن ها هو يخطئ من جديد ومن الواضح أن هلاكه سيكون على يد مروى، أفاق من شروده على صوت زياد:
-نور إلي قولتلي بحبها يا زياد مقدرش أعيش من غيرها…. عملت ايه لما رفضتك… قتلتها!

 

أردف زياد بتحذير:
-فوق يا حمدي مش كل مره هتعدي يا فوق لنفسك قبل فوات الأوان….
تركه زياد ودخل للحمام، جلس حمدى على الأريكة والعرق يتساقط من جبينه فتح الدرج من جواره وأخرج سرنجة ومعها سائل، حضرها في سرعة وبدأ يحقنها بداخل وريده، خرج زياد من الحمام ونظر له في صدمه قائلًا:
-إنت كمان رجعت الزفت دا تاني؟!
دخل حمدي في حالة من الإسترخاء بعد تناول جرعة المخدر فرد جسده ورقد على السرير، هز زياد رأسه بنفاذ صبر وقال:
-إنت مفيش فايده فيك
خرج زياد من الغرفه وصك الباب خلفه بعنف وترك حمدي في عالم أخر مع هلاوسه….
_______________________
وفي المساء
استيقظ سيف من نومه ارتدى ثيابه وجلس على طرف السرير سأله معاذ:
-إنت كويس؟!
اومأ سيف برأسه وزفر الهواء من أنفه عله يبرد ذالك الهيب المُتقد بداخل قلبه، ارتفعت نقرات متتاليه على الباب ففتحه معاذ، وخرج ليتركهم لحالهم، دخل مصطفى وجلس جوار سيف ربت على كتفه قائلًا:
-بتحبها؟!
كان سيف يعلم عن من يتحدث لكن راوغه قائلًا:
-هي مين؟
-إنت عارف بتكلم عن مين…. مروى!
رمقه سيف بغيظ وقال:

 

-إنت كنت بتحبها؟
هز مصطفى رأسه يمينًا ويسارًا وقال بنفي:
-لأ… ولا هي حبتني… أنا محبتش غير منى
لم ينبس سيف بحرف فأضاف مصطفى:
-ماما ظلمت مروى… إنتوا ليه مش فاكرين ليها هي عملت ايه مع منى… دي جريت وأخدتها مستشفى باباها واتبرعت ليها بالدم وكانت مستعده تديها بدل الكيس اتنين
لمس يد سيف قائلًا:
-يعني لو هي بتحبني زي ما انتوا بتقولوا كانت هتعمل كدا ليه مع البنت الي هي عارفه ومتأكده إني بحبها!
اومأ سيف برأسه وتنهد بضياع قائلًا:
-مش عارف مش قادر أفكر
ضرب مصطفى على كتف سيف بخفه وقال:
-يلا بس ننزل نتعشى وبعدين فكر براحتك.. مروى بنت محترمه لو بتحبها خد خطوه ناحيتها
اومأ سيف برأسه وابتسم قائلًا:
-ربنا يقدم الي فيه الخير
_______________________
وفي سوهاج رأى عوض اشعار برسالة تهديد جديده لأنه تواصل مع سيف مجددًا، طلب رقم سيف لكن هاتفه خارج التغطيه، كرر مرة بعد الأخرى بلا فائده، قاطعه رنين هاتفه فرد قائلًا:
-السلام عليكم

 

وبعد أن رد سعد السلام وعرفه بنفسه ثم تلعثم قائلًا:
-أ..أنا طالب إيد الأنسه ناهد بنت حضرتك وكنت عايز أخد ميعاد من حضرتك
ابتسم عوض فقد تمناه زوجًا لابنته وتمنى سيف زوجًا للأخرى، تنهد قائلًا:
-طيب أنا حاليًا في سوهاج… ومبدئيًا أنا مش هتلاقي عريس لبنتي أحسن منك
ابتسم سعد بفرحه وأردف:
-يعني نقرأ الفاتحه؟
ضحك عوض وقال:
-لأ مش للدرجه دي استنى لما أرجع عندك
ضحك سعد وقال:
-طيب ممكن أستأذنك إني أتكلم مع الأنسه ناهد وأتعرف عليها؟
ابتسم عوض ورد:
-تمام تقدر تتكلم معاها ونتعرف عليها
ابتسم سعد فرحًا، تردد عوض أن يقول جملته لكن استجمع قوته وقال:
-هو حضرة الظابط فين؟ أصل برن عليه موبايله مغلق!
رد سعد:
-هو في أوضته دلوقتي خير فيه حاجه ولا إيه؟
تلعثم عوض وقال:
-لأ مفيش حاجه بس كنت عايز أوصيه على مروى وناهد لحد ما أرجع
-متقلقش يا دكتور الفندق أمان واعتبرهم في حمايتنا لحد ما ترجع بالسلامه…. حضرتك هترجع امته؟
-إن شاء الله بعد تلت أو أربع أيام
سعد:
-فرح معاذ أخويا بعد أربع أيام أتمنى حضرتك تنورنا إن شاء الله
-إن شاء الله ربنا يتمم بخير
أغلق عوض الهاتف وزفر الهواء من فمه بضيق، ابتلع غصة في حلقه، ورجع لزوجته ليجلس جوارها ويحكي لها ما حدث…
_____________________________

 

التف الجميع حول مائدة العشاء في المطعم، كان سيف شارد في عالم أخر يفكر بكل ما يحدث، قاطع شروده ناهد التي ألقت السلام عليهم فرد عليها الجميع، وجهت ناهد نظرها لأم مصطفى وقالت:
-عايزه أقول لحضرتك كلمتين قدام الكل…. حضرتك أهانتي مروى أختي واتكلمتي عن علاقتها الي فاتت مع مصطفى
تنهدت أم مصطفى بزهق وقالت بثقه:
-كلكم شايفني غلطانه لكن أنا الي صح… أنا الي كنت بشوف الرسائل وبسمع الكلام الي بتقوله
ردت ناهد قائله:
-وأنا كمان كنت متابعه إلي أختي بتقوله وبتعمله…. أنا مش جايه أبرر وأقول إنها مش غلطانه…. لا هي غلطت لكن والله رجعت عن الي عملته واعترفت بغلطها
نظرت نبيله لناهد بإشفاق وقالت:
– طيب تعالي اقعدي يا ناهد ونتكلم بهدوء
سحبت نبيله الكرسي جوارها فجلست ناهد ابتلعت غصة في حلقها حين عادت بذاكرتها للوراء ست سنوات أكملت قائله بألم:
-إحنا كان لينا أخ أكبر مننا اسمه مصطفى، كان حنين أوي علينا كنا متعلقين بيه جدًا بس…
أخذت نفسًا من أنفها وزفرته من فمها بألم:
– بس توفى بالسرطان من ست سنوات بعد صراع مع المرض
أدمعت عيناها تلقائيًا فمسحت دموعها وأردفت:
-أنا عرفت أتجاوز موته وقربت من ربنا كنت بدعيله ليل ونهار وبدعي ربنا يجمعني بيه في الجنه
رتبت نبيله على ظهر ناهد وقالت:
-البقاء لله يحببتي
ردت ناهد برضى:
ونعم بالله

 

تنهدت ناهد بأسى وأردفت:
-مروى مقدرتش تتجاوز….. كانت بتكلم ولاد كتير وفي كل واحد بتدور على حنان مصطفى أخويا الله يرحمه…
نظر لها الجميع بشفقه وقالت منى:
-أنا متاكده إن مروى إتغيرت للأحسن… وسعيده جدًا إني إتعرفت على بنات محترمه زيكم
ابتسمت لها ناهد.وبدلت نظرها لأم مصطفى قائله:
-مروى كانت بنت محترمه جدًا لكن الي حصل دا أثر في نفسيتها…. والحمد لله رجعت تاني مروى الي أعرفها
نظرت بعيني أم مصطفى وقالت:
-أنا أختها وأعرفها أكتر من أي حد مروى إتغيرت والله
تنهدت أم مصطفى بحزن وقالت:
-أنا آسفه يا حببتي…. آسفه ليكِ وليها بس حطي نفسك مكاني…
أردفت أم مصطفى:
-هي فين مروى أنا لازم أروح أعتذرلها بنفسي
ناهد:
-لأ يا طنط أنا مش بقول كدا عشان تعتذري حضرتك مقامك أكبر من كدا…
قامت أم مصطفى واقتربت من ناهد لتضمها قائله:
-ربنا يحميكم يا حببتي…. سامحوني لو غلطت في حقكم

 

كان سعد ينظر لناهد بإعجاب وفخر فقد أحسن الإختيار، سحب سعد يد والدته ووقفا في ركن بعيد يتحدث معها ويسالها عن رأيها بناهد ويخبرها أنه قرر الزواج منها، ويحكي لها تفاصيل ما فعله وكيف طلبها من والدها، تراقص قلب نبيله فرحًا، رجعا مجددًا للطاوله وجلست نبيله ترمق ناهد بإعجاب زائد، وبعد فتره إستأذنتهم ناهد وقامت لتتمشى قليلًا لا تريد العودة لغرفتها حتى لا تُقلق أختها النائمة، وبعد أن ابتعدت عنهم مسافة مد البصر أوقفها سعد قائلًا:
-أنسه ناهد… ممكن أتكلم معاكِ شويه؟
التفتت له قائله:
-اتفضل
ابتسم قائلًا:
-أنا طلبت إيدك من الدكتور عوض وهو وافق
جحظت عينيها في دهشه وقالت بصوت مرتفع:
-إنت إزاي تعمل كدا؟ وازاي بابا يوافق أصلًا!؟
بدأ الناس ينظرون إليهما فاشار سعد بسبابته على فمه قائلًا:
-وطي صوتك الناس هتفهمني غلط
أشار لمقعد قريب وقال:
-تعالي نقعد هناك عشان لازم نتكلم
أردفت بكبرياء:
-مقدرش أتكلم معاك من غير إذن بابا!
نظر لها قائلًا:
-يا ستي أنا أخدت إذن بابا والله…. اعتبري دي رؤيه شرعيه عايز أعرفك عن نفسي
تحركت خطوتين وقالت:
-مش عايزه اعرف حاجه أنا أصلًا مش موافقه
لم ينتظر رأيها وجلس على المقعد ثم أشار إليها لتأتي، زفرتوالهواء من فمها بنفاذ صبر ثم اتجهت وجلست مقابله، كانت تنظر يمينًا ويسارًا لكن لم تنظر إليه، على عكسه تمامًا فقد سلط بصره عليها قطع الصمت قائلًا:
-علفكره عادي تبصيلي إحنا في رؤيه شرعيه

 

نظرت ناهد للأتجاه الآخر قائلة:
-ابصلك ليه طلما أنا مش موافقه!
أردف سعد بابتسامه:
-مش مهم توافقي، المهم إن عمي وافق
عدل ياقته وقال بغرور:
-طبعًا لازم يوافق، ما أنا برده عريس لقطه
أردف بثقة:
-شاب وسيم ومتدين وحافظ القرآن…
ابتسم مردفًا:
-والأهم من كل دا إني بعرف أغسل الأطباق وكمان الحلل الي بيلزق فيها الرز دي بغسلها كويس جدًا وبعرف أطبخ… يعني زوج مثالي
نظرت إليه وابتسمت فابتسم لها غضت بصرها عنه بحياء فقال بجديه:
-هااا هتوافقي ولا أتجوزك غصب؟
لم ترد عليه فأردف:
-علفكره إنتِ لازم تصلحي غلطتك وتوافقي عليا
عقدت بين حاجبيها متسائله:
– غلطتي أنا؟
-أيوه غلطتك لما دخلتي حمام الرجاله! لأن الحكايه بدأت من هناك….

 

نظر لها مبتسمًا وأردف:
– تخيلي إن احنا قصتنا بدأت من الحمام
ضحك قائلًا:
-بعد الجواز لازم قصتنا تتسجل في التاريخ
أردف ضاحكًا:
-هسميها اكتشفت زوجتي في الحمام
ضحكت على كلامه وقالت:
-الحمام!! حرام عليك لو قولت كدا قدام حد هيفهمنا غلط
كرمشت ملامحه قائلًا:
-علفكره محدش ليه حاجه عندنا
-مش ملاحظ إنك بتقول علفكره كتير؟
-لأ مش ملاحظ بس بما إنك لاحظتي تبقي مركزه معايا
ابتسمت بحياء قائله:
-أنا مقدرش أقولك أي حاجه إلا لما أتكلم مع بابا الرأي رأي بابا
تنهد بارتياح وقال:
-إن شاء الله ربنا يقدر لنا الخير
رمقته بطرف عينيها ثم أزاحت عينها عنه وابتسمت فابتسم لها استأذنته وعادت لغرفها، أغلقت الباب ووضعت يدها على قلبها تهدئه مما حدث، خرجت مروى من الحمام ونظرت لوجه أختها المبتسم رمقتها قائله:
-إيه سر السعاده العجيب دا
اتسعت ابتسامة ناهد وجلست على الأريكة بارتياح وهي تقول:
-سعد طلبني من بابا
اتسعت حدقتي مروى وسالت:
-سعد أخو الظابط؟
اومأت ناهد برأسها مبتسمه، ابتسمت مروى وغمزت بعينيها قائله:
-أيوه بقا عندنا عروسه

 

تنهدت مروى بارتياح قائله:
-أخيرًا حاجه تفرح النهارده
_______________________________
وفي سوهاج خرج عوض ليجلس مع أخوته هتف أخوه الكبير قائلًا:
-إزاي راچل غريب يبوس بتك وإنت متعملهوش حاچه
رد عوض بغضب:
-يبوس مين! الراجل أنقذ حياتها!
رد أخوه الأخر وهو ينظر لعوض :
-بص يا خويا إحنا هنچوز ناهد لابني حامد… ونچوز مروى لإبني التاني رياض ونچيب البنات إهنه نربيهم على عاداتنا وتجاليدنا
ارتبك عوض فلا يريد لبناته أن يتزوجا من حامد ورياض فهذا حامد حاد الطباع ورياض غليظ المعامله، بجانب تجارتهم المشبوهة، عقب عوض قائلًا:
-والله ياخويا إحنا نتمنى… بس انت اتأخرت فيه عريسين اتقدموا للبنات وأنا وافقت…
هب أخوه واقفًا وقال بنبرة حادة:
-ولاد عمهم أولى بيهم
قال عوض بحزم:
-ياخويا أنا إديت للناس كلمه وأكيد مترضاليش أرجع في كلمتي
أردف أخوه ساخرًا
-وهيتچوزوا مين إن شاء الله؟
توتر عوض فما الذي قاله فقد أقحم حاله بمشكله تردد كثيرًا لكن تذكر مكالمة سعد أردف أخوه بغضب:
-متنطج مين العرسان؟
رد عوض: سيف وسعد واحد ظابط وواحد واعظ والاتنين إخوات
تجهم وجه أخوه وقال بسخريه:
-ويا ترى بجا العريس شاف الفديو؟
رد عوض بثقه قائلًا:
-ما هو العريس يبقا هو إلي أنفذ حياة ناهد في الفديو أصلا!

 

تجهم وجه الأخ الأكبر وقال بحنق:
– عايز تچوز بتك ظابط وتدخله وسطينا، لا ترچع في كلمتك يا عوض وإلا تبچا چنيت على نفسك
هب عوض واقفًا وقال بحزم:
-بناتي خط أحمر يا رأفت، من زمان وأنا مليش في تجارتكم الممنوعه ولولا صلة الرحم مكنتوش هتشوفوا وشي!
تركهم غاضبًا ورجع لغرفته حمل هاتفه وطلب رقم ناهد ليطمئن عليهما وبعد.أن سألها عن أحوالهما وأجابت بخير، كانت تود أن تسأله عن سعد لكن لا تستطيع ترتيب الكلمات بداخل رأسها فسألها:
-سعد كلمك؟
تلعثمت قائله:
-أ.. أيوه كلمني وقالي…..
سكتت فقال:
-وإنتِ إيه رأيك فيه؟ موافقه؟
-أنا لسه هصلي استخاره
-طيب مبدأيًا أنا مرتاح وموافق عليه… شاب محترم هيصونك ويحافظ عليكِ
خطفت والدتها الهاتف وقالت بإبتسامه:
-ووسيم يبت وافقي
ضحكت ناهد وقالت:

 

-طلما إنتوا موافقين خلاص
رد والدها قائلًا:
– على بركة الله… تبقي مرتاحه ربنا يسعدك يا حببتي
كان قلبها يتراقص فرحًا وفي نفس الوقت يظهر الحياء بعينيها، أردف والدها:
-إن شاء الله هنرجع كمان أربع أيام بالكتير خلوا بالكم من نفسكم يا حببتي
-ماشي يا حبيبي تيجوا بالسلامه
وبعد انتهاء المكالمه ضمتها مروى بسعاده وهي تقول:
-أنا بجد هطير من الفرحه
اتسعت ابتسامة ناهد وأردفت مروى:
-أصلًا أنا من أول ما شوفته وأنا حاسه إنه من نصيبك
_____________________________
مرت الأيام بدون أحداث كثيرة سوى التجهيزات لحفل الزفاف، كانت ناهد قلقة على والديها فهاتفهما خارج نطاق الخدمه منذ الصباح، لم تفعل شيئًا سوى الإنتظار اليوم هو يوم عودتهم التي تنتظرها بفارغ الصبر، ارتفعت طرقات على باب الغرفه ففتحت مروى لتجدها أم مصطفى حين رأتها ناهد أقبلت لتسلم عليها، عاملتها مروى باحترام وقالت:
-اتفضلي يا طنط
ابتسمت أم مصطفى قائله:
-شكرًا يا حببتي….. النهارده فرح مصطفى ومنى أوعوا متجوش!
-لأ طبعًا هنيجي
صمتت أم مصطفى لوهله ثم أردفت:
-انا جايه اعتذرلك عن سوء الفهم والكلام الي قولتهولك
نظرت لها مروى قائله:

 

-حضرتك في مقام والدتي حصل خير
ضمتها أم مصطفى قائله:
-تسلمي يحببتي…
نظرت لهما ناهد قائله:
-طيب ادخلي يا طنط هتفضلي واقفه على الباب!
-لأ دا أنا مشغوله أوي يلا إنتوا اجهزوا كدا وتعالوا اقعدوا مع إخواتكم
ابتسمت ناهد قائله:
-حاضر هنلبس ونيجي
وبعد مغادرتها نظرت مروى لناهد قائله:
-إنتِ قولتيلها إيهوعشان تتغير كدا؟
-ولا حاجه فهمتها إنك فعلًا اتغيرتي
لوت مروى شفتيها لأسفل بتعجب ثم تنهدت ونظرت لأختها قائلة:
-ماما وبابا موبايلاتهم مقفوله لسه؟
ملئت ناهد رأتيها بالهواء ثم زفرته بقلق وقالت:
-أيوه… حتى عمامك أرقامهم مش معانا أنا قلقانه أوي
-إن شاء الله يرجعوا النهارده يارب…. يلا نطلع نعمل أي حاجه عشان اليوم يمر بسرعه ونلاقيهم داخلين علينا
ناهد:
-يلا عشان أنا لو قعدت مع عقلي هتجنن
__________________________
وفي المساء
كانت منى تجلس جوار مصطفى متوتره ومرتبكه، فمن الآن وصاعدًا لن تتهرب منه وستضطر على المكوث معه بنفس الغرفه، كانت الاغاني ترتفع من حولها ترتدي فستانها الأبيض الهادئ ولا تضع أي لمسات مكياج على وجهها على عكس هدير وهدى اللتان تزينتا بالمكياج الصارخ، كانت منكرة للوضع لكن مضطره فهذا الفرح ليس لها لحالها، نظرت لهدير التي تتراقص بفرح مع

 

معاذ، ابتسمت على تلك الفرحه التي تخرج من عينيها، نظرت لهدى التي تقف جوار أختها وتصفق بحراره وتهز يدها فقط ولا تتمايل بجسدها، كانت القاعه شبه خالية من الشباب وممتلئه بالسيدات، كان مصطفى يجلس جوارها إلى أن سحبه أحمد من جوارها ليدخل وسط الرقص ويندمج معهم، ابتسمت على تلك الفرحه التي تعلو وجوه الجموع والسعاده التي تتطاير في سماء القاعه، اقتربت منها ناهد التي ضمتها قائله:
-مبارك يا حببتي بجد إنتِ زي القمر…
ردت منى بإحراج قائله:
-وإنتِ طيبه يا حببتي
حمدت ربها أن الموسيقى صاخبه ولم تسمع ناهد ما قالته، ضمتها مروى التي تبتسم لها بسعاده وقالت بصوت مرتفع في أذنها:
-ربنا يسعدك يارب…. بجد قمر
ردت منى بخفوت:
-ماشي شكرًا
لا تعلم ماذا تقول لكنها هكذا دائمًا لا تستطيع الرد على كلمات المدح والثناء، اقتربت منها حماتها أم مصطفى وضمتها قائله:
-ألف مليون مبروك يا أحلى عروسه
ردت منى بخفوت:
-عقبالك يارب
وبعد أن قالت هذا أدركت ما قالته فضحكت لحالها، سرعان ما كبحت ضحكتها حتى لا يلاحظ أحد، حمدت الله فلا أحد يسمع صوتها، وسيبقى ما قالته سر بينها وبين حالها تضحك عليه كلما تذكرته…
___________________________
خرجت ناهد من القاعه فهي غير معتادة على مثل تلك الحفلات ولم تسمع الأغاني يومًا لكنها حفظت بعض كلمات الاغاني من أختها مروى التي كانت تُدمن سماع الأغاني، اشتغلت الأغنيه التي تحفظ كلمات منها ووصل إلي مسمعها كلمات الأغنيه “عليكِ عيون” فرددت:
– لا بتنافق ولا بتخون
-وفيها من الأمان مخزون
التفتت إليه وتلاقت أعينهم للحظات غضت بصرها وسألته بدهشه:
-إنت بسمع أغاني؟
رفع سبابته وأجاب:
-حافظ بعض الكلمات لكن مش بسمع
ابتسمت قائله:
-حافظ يبقا بتسمع!
اتسعت ابتسامته حتى ظهرت نواجزه وقال:
-أخواتي حافظين كل انواع الأغاني ودائما بيرددوها في البيت عشان كدا تلاقيني حافظ كلمات أغاني كتير
ضحك مردفًا:
-عندنا معاذ صوته كروان بيلم علينا العصافير… أما سيف صوته بيلم علينا الذباب

 

ابتسمت وسالته:
-وإنت بقا صوتك بيلم عليكم إيه؟
ابتسم قائلًا:
-مش عارف إيه رأيك تسمعيه وتحكمي
غضت بصرها عنه قائله:
-سمعني
فكر لوهله ونظر لها قائلًا:
-تعالي كدا هنقطع عليهم الأغاني والرقص دا ونكسب فيهم ثواب
تبعته بإبتسامه فمن الواضح أنه سيغلق الاغاني ويغني بنفسه، اتجه سعد للدي جي واغلق الاغاني ثم حمل الميكرڤون قائلًا:
-أنا بقول كفايه رقص كدا
غمز لوالدته وبدا يغني بصوته العذب:
“عليكِ عيون لا بتنافق ولا بتخون، وفيها من الأمان مخزون وفيها من الجمال أسرار”
اقترب من سيف ولف ذراعه حول كتفه مغنيًا:
“عليكَ كلام يمشي الحزن وأبقى تمام، يطمن قلبي يرجع خام أكون أنا وإنتَ كالأطفال”
اتجه لمعاذ وحاوطه بذراعه مردفًا بصوته الذي أسر القلوب:
“عليك سلام يقويني على الأيامفي طاقة تزقني لقدامووبها بكمل المشوار”
اقتربت نبيله تضمه بحب فنظر لناهد وغنى:
“عليكِ هدوء حلاوة صوت ونظرة شوق، أكون زعلان أشوفك أروق وأحس براحة وإستقرار”

 

ابتعد عن أهله وسلط نظره على ناهد مما جعلها ترتبك من نظراته لها وأردف:
“وجودك خير بضحكه تخلي يومي جميل هتسندي ظهري وقت ما أميل أنا فعلًا عرفت أختار”
امتلئت القاعه بالتصفيق الحار، هربت ناهد من القاعه لأن الأنظار أصبحت ترمقها بتسائل عن هويتها، سلم سعد الميكرڤون لمعاذ قائلًا:
-غني إنت شويه بلاش تشغلوا أغاني
أومأ معاذ برأسه وحمل المايك، أما سعد فقد هرول ليلحق بناهد، نادها قائلًا:
-ناهد…. رايحه فين؟
وقفت ونظىت له مبتسمه:
-إنت حافظ الأغنيه كامله!
أجاب مبررًا:
-جايب كلماتها من النت لكن والله فعلًا مش بسمع أغاني
ابتسمت وغضت بصرها عنه سرعان ما طغى الروع والقلق على مشاعرها، قررت أن تحكي له ما يشغلها، قالت:
-انا قلقانه أوي على ماما وبابا…. برن عليهم من الصبح موبايلهم مغلق
عقد بين حاجبيها وقال:
-أنا اخر مره مكلم والدك من حوالي يومين وقالي إنه جاي النهارده…. متقلقيش زمانه في الطريق ولا حاجه
تنهدت قائلة:
-يارب…. لأني هموت من القلق
ابتسم قائلًا:
– بعد.الشر عليكِ… تسمحيلي أتمشى معاكِ شويه
قالت بارتباك:
-م… مينفعش عشان مقولتش لبابا
-متقلقيش أنا استأذنته أتعرف عليكِ
أومأت رأسها وسارت بجواره فأردف قائلًا بهُيام:
-بينما هم يمرحون دعينا نصنع الحب…
نظرت أمامها بحياء وسارت جواره، مندهشه من هذا الجرئ الذي اقتحم حياتها فجأة…
____________________________

 

في مستشفى صغيره كان الطبيب يتحدث مع الأخر قائلًا:
-هو الراجل دا محدش سأل عليه برده؟
هز الأخر رأسه بأسف قائلًا:
-للأسف لأ
سأل الطبيب مجددًا:
-طيب الست الي كانت معاه حالتها إيه دلوقتي؟
رد الطبيب:
-هما الإتنين أصعب من بعض ربنا يلطف بيهم
فكر الطبيب قليلًا ثم قال:
-احنا ممكن نصوره وننزله على النت يمكن نوصل لأهله
وبالفعل صوره الطبيب ونشر صورته على الفيسبوك في كثير من المجموعات والصفحات.
________________________
يقف حمدي مع رجاله في ركن بعيد في القاعه هتف بأمر:
-استغلوا انشغال الناس في الفرح وعايز الي إسمه سيف دا مفهوش حته سليمه
رد أحد رجاله:
-متقلقش هنظبطه… ولو عاوزنا نخفيه من الوجود هنخفيه

 

-لأ مش مستاهله انا برده لسه محتاجه
نظر أمامه بخبث فهو يرتب لخطة كبيرة لسيف وجابر فسيستعمل سيف كأداه للتخلص من جابر، أما الآن فمروى هي المقصوده، يريد الحصول على مروى بأي ثمن فسيُلهي سيف عنها ويأخذ ما يريده، فقد أعد خطة لأجلها بعد أن اكتشف أنها لا تستحق حبه وتضحيته.
على جانب أخر كانت مروى تدور في أرجاء القاعه تبحث عن أختها فلفت نظرها حمدي الذي ينظر لسيف بتوعد ويشير عليه كأنه يخطط لشيء مع رجاله، هرولت مروى نحو سيف لتحتمي به وتحذره فيبدو أن حمدي ينوي له على شر، فقد أيقنت أنه لن يمرر موقف ضربه مرور الكرام، أشارت مروى لسيف ورفعت صوتها وهي تقف جواره:
-عاوزاك
سألها بعينيه يحثها على تفوه المزيد فأردفت:
-الموضوع مهم تعالى نتكلم بره
أومأ لها برأسه وتبعها لخارج القاعه….
_____________________
رأته فاتن يجلس مع فتاة أخرى ويضحك معها فاقتربت منه وقلبها يشتعل بالغيره، نظرت له بغضب وسألته:
-مين دي؟
رد بتهكم:
-ميخصكيش
اشتعل غضبها وقالت:
– يعني إيه ميخصنيش؟… أنا مراتك!
ضحك بسخريه:
– إنت هبله يبت هو أنا هتجوزك إنتِ؟
رمقته بغضب وقالت:
– والله لأوديك في داهيه
همت أن تغادر لكن أوقفها صوته:
– افتحي موبايلك عشان تشوفي الصور والفيديوهات الي هبعتهالك وبعدين قرري هتعملي إيه؟
تلعثمت قائله:

 

-ص..صور إيه؟
ابتسم بخبث وقال:
-شوفيها بنفسك
حمل هاتفه وأرسل لها بعض المقاطع القصيره، نظرت لصورها وتلك الفيديوهات الفاضحه، سألت الدموع من عينيها ونظرت له قائله:
-يا حيوان!
هجمت عليه لتضربه فضربها كفًا على وجهها وقال بغضب:
-مش عايز أشوف خلقتك تاني
سحب الفتاه التي ترافقه من يدها وغادر المكان تاركًا إياها تندب حظها!
____________________
على جانب أخر
تنهد فؤاد بارتياح وابتسم بخبث بعد أن أنهى عمله الذي سيقلب الزفاف رأسًا على عقب فهل سيفعل أم أن هناك ما سيمنعه؟ تفتكروا حصل ايه لأهل ناهد ومروى؟ ويا ترى حمدي هيعمل ايه في سيف؟ قولولي متوقعين إيه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وما معنى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى