روايات

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دعاء أحمد

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الجزء الثالث والعشرون

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) البارت الثالث والعشرون

رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الحلقة الثالثة والعشرون

مالي عليها قائلا بجدية يغلب عليها الثقه
“التعديل على العرض .. هو أن انا اللي هتجوزك”
أبتعد قليلا ليري وجهها المتشنج بصدمه
نظرت له بارتياب و صدرها يعلو و يهبط،
مطولاه النظر لتلك العسليتان القاسيتان المتضح بهما الثقة يصحبها الهيمنة الواضحة
رفعت عينيها البنية وظلت تتابع ما يحدث الا ان حركات شفتيهما و اعينهما تحكي نقاش حاد رفض قوي من الجبهتين صرخت بوجهه قائلة بتحدي
=أطلع برا و هات المفتاح اللي دخلت بيه مش عايزه أشوف وشك تاني لا أنت ولا أبوك وياريت تبلغه رفضي للعرض بتاعه، شلوني من دماغكم.. يارب ياخدني بقى.. أنتم ايه معندكمش رحمة.. أطلع برا”
أحتدت عينيه جاذباً أياها من ذراعها بقوة قربها منه
وهو يقول بنبره خطيرة وعيناه العسلي الضاريه شديدة الاحمرار أنها تشتعل كبركان ثائر و هي ترمقه بنظرات شرسه
قائلا بنبرة مبهمه خطرة
“مش هبعد يا نور…. هتجوزك و الأسباب دي تخصني، وانا مش هقف اتفرج على تعب سنين و هو بيضيع
نور

 

 

:أطلع برا لو سمحت… انا مش هتعصب و لا هزعق بس أطلع برا انا مش عايزه اتجوز لا انت ولا أبوك….. انا مش حمل دخول في مشاكل مع ناس زيكم”
هتف بنفاذ صبر
“مش هيبقى في مشاكل يا نور لو أنتِ معايا لكن اوعدك أنك هتفتحي على نفسك أبواب جهنم لو فضلتي راكبه دماغك… انتي متعرفيش زيدان العلايلي
“انت بتتهددني وعايزين اوفق على عرضك الغريب دا…..طب بص يا ابن الحلال انا واحدة الدنيا عماله تحط عليا من كل ناحيه و معنديش مشكله لكن ان حد يلوي دراعي يبقى على جثتي و اتفضل بقى اخرج اظن دا مش اسلوب انا قاعدة لوحدي و لو حد شافك هتبقى مصيبه ترضها لأختك”
باسل بجديه:
تمام انا همشي بس هستنا ردك فكري يا نور الفرصه دي مش هتتعوض
ربطت يديها أمام صدره قائلة بسخريه
” و حضرتك بقى يا حضرة ناوي تتجوزني عرفي و لا رسمي و ياترى عرضك دا عرضته على كم واحده..انا مش للبيع… علشان انا مش زيكم و لو مستني ردي فأنا من دلوقتي بكل احترام بقولك اني رافضه”
وضع يديه بجيب بنطاله قائلا بجديه تليق به
:بصي يا نور انا مش هجبرك لا مش بحب النوع دا انتي عندك مطلق الحريه لكن في النهاية اللي عايزه يحصل هيكون و بارادتك سلام يا شبح… هستناكي بكرا في…. الساعة تلاته و انا مجتيش انتي حرة
نور بغيظ:ما انا فعلا حرة و لا تقدرني تجبرني
زم شفتيه وهو يقترب بابتسامه مراوغه
:اااامم جدع يا شبح بس خليكي فاكرة ان اللي انا عايزه هعمله حتى لو غصب عنك
ضيقت عينيها بارتياب قائله
:انت سايكو صح؟! اطلع برا و اخفي من وشي بدل ما اعمل منك بطاطس مقليه و انت شكلك بسكوتايه مش هتستحمل….”

 

 

ابتساَمه جميلة شقت شفتيه اخذ يقترب بخطوات ثابته بينما تراجعت للخلف بضيق و عينيها تشتغل بضراوة مالي عليها قائلا بنبرة مخدره حادة
:دور الشبح دا مش لايق عليك.. عارفه تمثليه لكن مش انتي يا نور.. عيونك رغم الغضب اللي باين فيها الا انها أضعف بكتير من احتمالك…
ابتعدت قائلا بتحدي
:تيجي بكرا يا نور سلام…
رغم شعورها بالذهول و مرارة العلقم في حلقها فهو حقا استكشف ما تخفيه الا انها اخفت ذلك بمهارة قائلة
:مش جايه وياله امشي بقى ….
اتجه نحو الباب قائلا بحدة
:هستناكي و لو مجتيش انتي حرة…. و ابقى اقفلي الباب كويس
القى بالمفتاح على الاريكه قبل أن يغادر شقتها تاركا اياها خلفه
جلست على الاريكه وهي تضم جسدها بيديها تنهدت بارهاق و هي تتجه نحو الباب تغلقه جيدا….
————————————
وصلت سيارة باسل الي فيلا العلايلي تركها للخفير يصفها بالجراج بينما ترجل الي داخل القصر مميز و أنيق
لا يخلو من التحف النادره ان نظرت له تظن و كأنك بداخل متحف لا منزل عائلي
يخلو منه روح البهجة شي ما يفتقده ذلك المنزل الكئيب
ابتسم وهو ينظر لتلك الفتاة الجميله تجلس على احد المقاعد بينما تعمل بجديه و تركيز على احد المشاريع الهندسيه الخاصه بمجموعة العلايلي
باسل بابتسامه باهته:زينة…. جيتي امتى؟
زينه :باسل وحشتني اوي في الكم يوم اللي فاتوا تعالي اقعد في حاجات كتير في الشغل حابة نتكلم فيها بس مش وقته
صحيح بابا و مروة قاعدين في المكتب و شكلهم كدا بيخططوا لحاجه كبيرة سوا لان بقاله يجي ساعة ونص
وضع يديه بجيب بنطاله وهو يصوب عيناه نحو ذلك الباب المطلي بالون البني اللامع حيث مكتب والده قائلا بحده و لامباله
:زيدان بيه و مروه… تمام
استقام تتمسك في ذراعه قائلا بارتياب من اخيها
:باسل هتعمل اي؟! بلاش تهور
باسل :لا متقلقيش مش انا اللي مفروض اقلق هما اللي لازم يخافوا

 

 

وضع كف يديه الكبير على يد اخته يبعدها بينما يتوجه بخطوات ثابته و عيناه القاسيتان مصوبه على الباب كأنه يريد اختراقه
فتحه و دلف الي المكتب تحت نظرات زوجته السابقة و ابيه
وضع زيدان السيجار بفمه ينفثه ببط وهو ينظر لابنه بينما جلس باسل على مقعده يضع قدم فوق الأخرى
عضت مروة على شفتيها بحسرة تلوم نفسها على غيائها الذي جعلها تترك ذلك الوسيم لكن لا يتعلق الأمر بوسامة باسل لكن أيضا يتعلق بشخصيته القوية و نفوذه و هيمنة شخصيته …
هو دايما يفوق توقعات الجميع ليجعل اي شخص ينبهر منه حتى هي!
تجزم انها لم تشعر بانوثتها الا بين يديه
مروة برقه:اهلا يا باسل ….
صوت عسليته عليها بلامباله ثم عاود النظر لوالده
:في اجتماع من غيري؟ اااممم ياترى اي السبب اللي جايب مروه هانم لحد الساعه اتناشر اامم شكله موضوع مهم اوي
زيدان بجديه :
و حضرتك يهمك في ايه…. مروه كانت هنا معايا انا متخصكش….
زم شفتيه بضيق قائلا :
اوكي كملوا كلام ياله اتفضلوا
مروه
:باسل كنت عايزه اتكلم معاك ممكن….
“بخصوص اي؟” سأله بحدة
مروة بغضب و بجاحه:
بخصوصنا… فاضل في شهور العده ايام ايه هنفضل في لعب العيال دا كتير معقول انا مروة الخليل بنت وزير ال…. اتطلق..
انا كنت عارفه علاقاتك و جوازتك بس قلت وماله عدي كله يهون و لا اني يتقال عليا مطلقه بعد بجوازها بكم شهر
و بعدين انت وحشتني…. وحشتني اوي يا باسل اظن كفايه الفترة اللي بعدنها دي و تعالي نرجع لو سمحت
زمجر بقسوة و غضب
:اولا انتي بغبائك و غرورك وصلتينا للمرحله دي و انا عمري ما حبيتك و انتي عارفه انه
بيزنس از بيزنس دا كان اتفاقنا من اول يوم اتقابلنا فيه و انتي قلتي انك مش بتدوري على علاقه و جواز و المهم الشغل اللي بينا و خالص يا مروه البزنس بينا انتهى…. سامعه فنش….. و موضوع اردك دا انسيه
مروه بغضب :
فاهمه انت بتعمل ايه يا باسل بيه…. انت فاكر اني همو”ت عليك… صحيح اللي ذوقه واطي هيفضل واطي خليك مع اللي شبههك بس اللي بينا مخلصش يا باسل مخلصش
بعد اذنك يا اونكل
خرجت من المكتب وعينيها تشتعل بضراوة و قسوة رغم دفعه لها وكانها شي بلاقيمه تشتغل بداخلها رغبه قويه فيه
ليس من السهل ابدا تخطي شخصيه مثله
بينما اشتعلت حر”ب النظرات بين الاب و ابنه
انتهت بمغادرة باسل غرفه المكتب

 

 

_____________________________
في احد مدن لندن المعروفه بالمعمار
كما يطلق عليها مدينه الضباب
دلفت تلك الشابة بسيارتها الفارهه الي جراج الشركة بينما ترجلت من السيارة باناقه
امرأه في نهايه العشرينات.. انيقه ترتدي ثياب كلاسيكيه عملية، تمتاز بشعر اسود قصير يصل بالكاد لرقبتها، عيون بنيه واسعه
تتحدث بحدة في الهاتف
حنين بضيق
: اعملي اجتماع مجلس إدارة و عايزه كل المهندسين المشرفين على المشروع يحضروا في أقل من نص ساعة….
المهندس يوسف الصاوى في طريقه بلندن يمكن يكون في الطيارة دلوقتي لازم نعمل اجتماع علشان نتناقش في أهم التفاصيل قبل ما يرجع… بقاله شهرين في مصر و اخيرا راجع و هو اللي معه معظم التصاميم
و هو أهم حد في المشروع دا
ردت من الجهه الأخري
:حاضر يا فندم هبلغ الكل يكونوا في قاعه الاجتماعات
صعدت حنين على الإدراج اللمعه و كانها مرآه كزجاج الشركه الأزرق كل شي يبدو مميز و كلاسيكي ملفت
حنين بخبث
:دلوقتي ابعتيلي البشمهندسه ” عهد ” على مكتبي….
البنت على الجهه الاخري
:عهد…. حاضر يا بشمهندسة حنين….
اغلقت هاتفها و هي تقف تستند على حاجز السلم قائله بضيق

 

 

: للأسف مقدرش استغني عنك في الشركه لا دلوقتي و لا بعد ما المشروع ينتهي… مينفعش الشركه تخسر مهندس شاطر زيك يا يوسف…. بس طول ما هو مرتبط بمصر هيفضل متمسك بفكرة انه يرجع لها تاني
و كمان مراته دي….بس مفيش حاجه صعبة
انهت جملتها وهي تضع يديها بجيب سترتها تدلف بعملية الي مكتبها
مر حوالي عشر دقايق
طرقات مرتجفه على الباب
دلفت الى المكتب شابه في منتصف العشرينات بثياب انيقه تتكون متوسطه عهد
عهد :حضرتك طلبتي تقابلين يا استاذه حنين
حنين بجديه:ايوة يا عهد ادخلي
دخلت بارتباك و خطوات متعثره تخشي من الحديث مع مديرتها لطالما كانت شخصيه حادة متغطرسه
جلست أمامها على المقعد
حنين بخبث:عرفتي ان البشمهندس يوسف راجع لندن بكرا و هيكون هنا في الشركة
ابتسامه واسعه شقت شفتيها قائله بحماس
:بجد يوسف راجع… دا انا فكرت انه مش هيرجع تاني بجد دا احسن خبر سمعته
صمتت برهه تئانب نفسها على تلك السرعة لتبرر
:اقصد يعني ان البشمهندس يوسف من أحسن المهندسين اللي اشتغلوا في العشر سنين الاخرنين و وجوده هيفرق جدا
حنين بضيق:عهد انا عارفه انك معجبه بيوسف دا إذا مكنتش بتحبيه اني واي مش بتفرق معايا المسميات اد ما يفرق معايا البزنس…
عهد بارتباك:حضرتك تقصدي ايه؟
حنين :مش عايزه يوسف يرجع مصر تاني أو بمعنى أصح لو رجع تبقى اجازه صغيرهو فكرة انه يسيب الشركة دي ينساها
عهد :ياريت يا بشمهندسه بجد… بس ازاي؟
حنين :شوفي يا عهد الشركه دي فيها مهندسين كتير جدا عرب و غيرهم كتير من كل الجنسيات و روئساء مجلس الإدارة مش هيفضلوا لكل واحد علشان كدا انا عايزاك تقنعي يوسف انه يفضل يوسف اتجوز من مدة قصيرة بنت عمه على حسي معلوماتي وهو هيرجع لوحده من غيرها
استقامت تتحرك في ارجاء الغرفه بينما نهضت عهد بسرعه
حنين
:اقعدي يا عهد…. شوفي انا وانتي بنات و مش صغيرين وفاهمين دماغ الشباب كويس و مفيش راجل يا حبيبتي بيفضل وفي لواحدة
و خصوصا لو حبها و اتجوزها بيبدأ الحب يقل و يختفي و مع البُعد
يبدأ يتلاش الحب
و لو لاقي واحدة تانيه تديله الحب دا و الاهتمام بيرجع عيل صغير ممكن يضحي و ينسى علاقته الأولى يوسف لما رجع مصر كان راجع على اساس ان دي اجازه اسبوعين يعني اكيد مكنش ف خططته الجواز و لا فكرة انه يسيب الشركه
وواضح ان اللي اختلف هو جوازه مش اكتر، يعني البنت دي هي الرابط اللي مخليه فاضل في مصر
عهد بضيق و غصه:ايوه فاهمه حضرتك نفسي افهم عملت ايه علشان توقعه في أسبوعين
حنين بابتسامه ملتويه

 

 

:كل واحدة وليها سحرها و اي شاب بيحب يلقى حد مهتم بيه و بتفصيله و حياته
و انتي يا عهد جميلة و مهندسه ذكيه و عندك أهم المميزات اللي تخليه خاتم في صباعك… انك بتحبيه و اي واحدة بتحب بتعمل المستحيل علشان حبيبها يكون لها و انتي وشاطرتك المهم يوسف ميسفرش تاني أو على الأقل ما يسبش الشركة
عهد بهيام و حيرة
:تفتكري ممكن يشوفني اصلا دا طول الوقت قال ايه بيغض بصره و بيخلص شغل يرجع شقته او يخرج مع حد من المهندسين
حتى مفيش مرة قبل عزومتي….
حنين :
بصي يا عهد انا ممكن اساعدك و ممكن كمان اخليكي في التيم بتاع يوسف بس اللي قلته يتنفذ
عهد بسعادة:انا متشكره جدا حقيقي متشكرة
حنين :روحي دلوقتي على مكتبك
عهد:اوكي….بعد اذن حضرتك
==========================
في منزل يوسف الصاوي
يقف و هو يضع يديه على مقبض حقيبة السفر بينما الأخرى تبتسم بود
ايمان:برضو مش عايزني اجي معاك المطار يا جو
أبتسم بينما يقبل قمه راسها قائلا بجدية
:معليش يا ايمان انتي عارفه مبحبش الوداع ان شاء الله خير ادعيلي و اوعي تنكسلي على مكالماتي و لو حصل اي حاجه كلميني و بلاش تفضلي هنا لوحدك انا كلمت عمي و هو قال انه مش هسيبك ارجعي معه البيت هكون مطمن عليك وانتي معاهم
ايمان:خالي بالك من نفسك يوسف انا بحبك وواثقه فيك بلاش تخذلني و عارفه انك هتحقق أحلامك و ان شاء الله فترة و اجيلك
تنهد براحة بينما يحتضنها وكأنه يودعها اخذت نفس عميق تحاول الاسترخاء من زوبعة أفكارها بينما الاخر مرر يديه على ظهرها بحنان قائلا
:ان شاء الله ياله في حفظ الله
:في حفظ الله………..
تحرك وهو يسحب حقيبته يخرج من شقته بينما يقف في انتظاره تاكسي
وضع حقيبته في السيارة.. رفع راسه ينظر لشرفة المنزل اهدته أجمل ابتسامة ليها تدفعه و بقوة لتحقيق أحلامه
ركب التاكسي في طريقه لمنحني أخرى في حياته.. منحني سيغير مسار حياته
لا تخشى على حبك الحقيقي
مهما مرت سنوات و طالت المسافات
لكن أعلم ان نفوس البشر مليئه بالحقد و الكراهيه…. فقط سيظهر لك الأمر و كأنه انتكاسه قويه من بعدها قضى الامر
صعد للطائرة من بوابة الصعود رقم (..)

 

 

و هو يردد ذلك الدعاء بداخله
“الله اكبر الله اكبر الله اكبر
سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
وانا الي ربنا منقلبون
اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر و التقوي
ومن العمل ما ترضي
اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده
اللهم انت الصاحب في السفر
و الخليفه في الاهل
اللهم اني اعوذ بك من عثاء السفر
وكآبه المنظر وسوء المنقلب في الأهل والمال”
استقر في مقعده في الدرجه الاولي يغمض عيناه
ألقي نظره بعيدة عبر نافذة الطائرة.. فالفي كتلا من السحاب الأبيض على مرمى بصره تلتقي بافق رمادي ذي تدرج لوني الأزرق و بدايه يوم جديد
أيشتاق لها و ما يفارقهما
ما هي إلا مسافات اما القلوب فهي لم تفترق……و ربما تفترق!!
_________________________
طال الانتظار في احد الكافيهات في احد الأماكن الراقيه في اسكندريه
يجلس على احد الطاولات المنعزله و بعيدة عن الأجواء المزدحمه بينما ينتظرها بوجهه مكفهر قد مر علي الموعد ساعة و ربع
باسل بغضب
:يبقى انتي اللي اختارتي يا شبح
رفع هاتفه على اذنه يجري اتصال بمساعده الشخصي
باسل بجديه
:نيروز عايزك تعرفلي نورهان فين دلوقتي؟
رد عليها من الجهه الأخرى بهدوء:
اقل من عشر دقايق هكلم حضرتك…
أغلق الخط بينما ينفث سيجارته ببرود
….
:ايوه يا باسل بيه…. هي حاليا في مصنع القماش اللي في (…) بتاع جلال الشهاوي
خرج من الكافيه و قد نوى على فعل شي ما..
————————————-

 

 

اضجعت زينب على جانبها تتامله في نومه وهي تبتسم برقه حين عقد حاجبيه يهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومه
و ذراعه تشد من حولها يجذبها اليه قبل أن يعاود الاسترخاء مرة أخرى.. دافنا وجهه في عنقها مستغرقا في النوم بينما رفعت هي اناملها تدسها بين خصلات شعره الأسود تمررها بينهم بحنان هامسه لنفسها اكثر مما يكون له تستغل معرفتها لطبيعة نومه العميق قائله بسعادة
:انا شكلي حبيتك.. تعرف نفسي تفضل نايم علشان افضل ابصلك من غير كسوف
ازاي قدرتي تخليني أحبك كدا….
يمكن مقدرش اقولك الكلام دا وانت صاحي علشان مكسوفه اقولها… و خايفه يكون اللي جواك ليا مجرد اعتبارك اني مراتك و واجب عليك تعاملها كويس… بس مش مهم انا يكفيني اني افضل معاك كفايه انك الوحيد اللي عرفت تخليني افرح بجد…. اوعدك اني افضل أحبك حتى لو انت محبتنيش…
التمعت عينيها بسعاده وهو يضمها بين ذراعيه جاذباً اياها بين احضانه تشعر بانفاسه الساخنه تلفح بشرتها يريح راسه بين تجويف عنقها. تنعم بدفئه الغازي لحواسها قبل أن تستسلم هي الأخرى للنوم لا يشغل بالها اي شي فقط تستريح بجسدها بين احضانه
بعد مرور يومان
كانت زينب ترتب أغراضها في حقيبة السفر استعداد للعودة للاسكندرية
بينما صالح يجري عدة اتصالات تخص العمل.. زمت شفتيها بحنق وهي تنظر له يضع كل وقته به
خرجت تجلس في الصالون بعد أن جهزت كل شي مر حوالي نصف ساعة تقريبا
زفر صالح بضيق و هو يتقدم في الغرفه ليجد زينب جالسه باسترخاء تشاهد التلفاز بتركيز حتى انها لم تنتبه الي تواجده في الغرفه
تقدم ببطئ منها حتى جلس بجوارها على الاريكه لتشهف زينب حين شعرت بيد تلامس شعرها بلطف التفت لتجده يجلس بجوارها يداعب شعرها بحنان تنهدت بارتياح ويرتسم على وجهها ابتسامة وهي تهتف بحنق وهي تزم شفتيها للأمام بشكل مضحك
:اخيرا خلصت شغلك… كل دا في مكالمه
اجابها صالح بصوت متحشرجوهو يبعد بحنان خصلات شعرها المتناثره على وجهها للخلف
:معليش يا زينب كان عندي شغل كتير و لازم نرجع النهارده عارف اننا مكملناش اسبوع حتى بس ان شاء الله اعوضهالك مره تانيه و هتكون احسن بس معليش استحملي معايا شويه
اراحت راسها على ذراعه بابتسامه جميله

 

 

:انا يا عم مبسوطة كدا و الله مش زعلانه اننا هنرجع بالعكس انا مكنتش اتخيل اننا نيجي هنا حتى…. المكان جميل اوي و كفايه أنك معايا
طبع قبله على قمة راسها بحنان اغمضت عينيها بسعادة
صالح بحنو: اجهزي ياله هنتحرك يدوب نوصل اسكندريه على العصر…..
زينب:تومام….
ليتجهز الأثنان و يتحركا في طريقهما للعودة
____________________________
في بيت حبيبة
ارتدت فاطمة (والدة حبيبة) حجابها و هي تتجه نحو باب الشقه تسحب خلفها حقيبة التسوق قائلة بصوت عالي نسبياً
:انا نازلة السوق يا حبيبة و اخوكي في الكلية
خرجت من غرفتها و قد بدلت ثيابها السوداء الي عبايه بيتيه زرقاء تصل إلى ما قبل كحلها بقليل، رفعت شعرها ذيل حصان تعقده بوشاح اصفر
حبيبه :ماشي يا ماما و انا هنضف البيت و اجهز الغداء يكون زياد جيه من الكليه
فاطمة بسعادة:ايوة كدا الحمد لله قلعتي الأسود و نورتي تاني البيت ماشي يا ضي عيني وانا جايله هجيبلك الفاكهه اللي بتحبيها سلام يا عسل
ابتسامة بسيطه شقت شفتيها قائله
:ماشي يا ام حبيبة سلام…..
بدأت بتنظيف المنزل و تجهيز الغداء حاولت بجديه الخروج من زوبعة أفكارها التي تهاجمها كلما اغلقت الباب و بقيت وحدها بالغرفة
جلست على الاريكه في منزلها القديم و هي تستنشق نسمات الهواء البارده تستشعر الحرية من جديد….
شغلت التلفاز و أتت باحد المسلسلات التركية و التي كانت تعشقها منذ زمان طويل
اخذت تقطع الجزر قطع صغيره لصنع اخد الأطباق المفضله لدي أخيها
لكن قاطعها رنين جرس الباب
نهضت لتفتح باب الشقه دون الالتفات لحالتها
فتحت الباب لتجده يقف امامها
أبتسم على وهو يلمحها اخير منذ ايام طويله لم يراها رغم ذلك يطمئن عليها عن طريق والدتها
على :ازايك يا حبيبة؟
“بخير الحمد لله.. و انت اخبارك ايه؟”
“بخير الحمد لله يعني ماشيه ….”
هدى (والدة على) :ازايك يا بي… حبيبة؟
اقتربت منها وهي تحتنضها بود :
:انا بخير يا خالتي الحمد لله… اتفضلي…

 

 

على بجدية:خالص يا أمي أنا هنزل و لما تخلصي كلميني هجيلك
هدي:ماشي يا حبيبي روح ربنا يوفقك يارب
حبيبة بحرج
:ادخلي يا خالتي…
دلفت هدي مع حبيبة بينما الأخرى تشعر بالارتباك من تلك المقابلة… تشعر بالحرج قليلا
جلست هدى على الاريكه و هي تنظر للتلفاز
:تصدقي اني بحب المسلسل دا… اقعدي يا حبيبة
جلست بارتباك قائلة
:وحشتني يا خالتي ساعات كتير اوي كنت ببقى نفسي اشوفك بس الظروف بقى…
هدي بعتاب و ود
:اديك قولتي ظروف وراحت لحالها يبقى ايه بقى نفضل عايشين في اللي فات و نسيب حياتنا تضيع….
منكرش اني فضلت كتير زعلانه منك و مش طايقه ابص في وشك يمكن لو كنت شفتك كنت هضربك من غيظي
علشان انا أم… أم شافت ابنها و هو موجوع و قلبه مكسور… بس ليه يا حبيبة دا انا كنت أمك يا بنتي… ليه مقولتناش اللي جواكي و اللي حصل لزياد… جايز مكناش وصلنا للمرحله دي…
حبيبة بحزن :يمكن لانه مقدر و مكتوب
ربنا أراد اننا نمشي في طريق زحمه و طويل الدنيا تخبط فينا و نخبط فيها
حقك تزعلي وتكر”هيني كمان انا لو مكانك كنت ولعت في اي حد يجرح ولادي
ابتسمت السيدة بوجهه بشوش بينما تمسكت بيد حبيبة بين يديها قائلة بحب
:يبقى سيبي اللي فات يروح لحاله و احنا نكمل حياتنا… ربنا رحمك من شاكر و ادالك فرصه جديدة لحياتك
على فكرة” على” قالي اخد منك الورق بتاع الكليه اللي انتي كنتي سحبته علشان يقدملك تاني و ترجعي كليتك فات سنتين يبقى نشد حيلنا كدا و نرجع مع بدايه السنه الجديده كمان شهرين
حبيبة انا والله العظيم بعزك و بحبك لاني كنت متأكدة انك جدعة و استحملتي سنين من بعد ما ابوكي توفي و احنا اهلك يا بنتي لو حصل اي حاجه احنا جانبك
و على فكره انا مش بقولك كدا علشان موضوعك مع علي لا انا بس مش عايزاك تخافي و خليكي عارفه اننا في ضهرك
قوليلي بقى بتعملي اكل ايه حلو؟
حبيبه بسعادة: بسله بالجزر و رز و فراخ
لازم نتغدا سوا امي نزلت تجيب شوية حاجات من السوق… هدخل احط الجزر و ازودها… تشربي ايه؟
هدي بابتسامه : وحشني فنجان القهوة من ايدك… عايزه فنجان يظبط الدماغ لحسان حاسه اني مزاجي مش رايق
حبيبة:من عيوني
———————————

 

 

في منزل الشهاوي
دلفت ايمان لمنزل والدها و هي تنادي على والدتها بصوت عالي
حياء :في ايه يا بنتي في اي… صوتك جايب اخر الشارع!!
ايمان بسعادة: معليش من فرحتي وحشتني اوي… اومال فين بابا؟
زفرت بضيق و هي تنظر لابنتها بينما تتجه للمطبخ
:ابوكي نزل الوكالة مع عمك جمال.. ياله ادخلي غيري وتعالي ساعديني نجهز الغدا اخوكِ في طريق هو و زينب و يمكن يوصلوا في اي لحظه…. قوليلي عملتي ايه في المستشفى؟!
ايمان بحماس:ما هو دا اللي مفرحني اليوم كان حلو اوي و الأسبوع الجاي هدخل عمليات مع دكتور بس طبعا هكون مساعد له مش اكتر
حياء :الف مبروك يا حبيبة قلبي ان شاء الله تدخلي عمليات و تكوني الدكتورة الاساسيه و تنجح يارب دايما
ايمان بسعادة: يارب صحيح معاد مكالمة يوسف هدخل اغير عايز يكلمك…
حياء :والله وحشني اوي كان عامل حث للبيت حلو اوي يارب يرجعلك لينا بالسلامة يا ابن الصاوى….
أيمان باشتياق و حب:يارب يا أمي يارب.. تعرفي وحشني اوي رغم انه بيكلمني كل شوية بس مش بيكلمني دقيقتين على بعض حتى بليل بيرجع من الشغل متأخر بيقول ان طلع في مشكله و غلطه المهندسين عملوها في غيابه و لازم يصلحوا المشكله دي في وقت قصير
ابتسمت بهدوء و هي تربت على كتفها بحنان
:معليش يا قلبي بكرا تكونوا سوا و بعدين لازم تعذريه.. يوسف مهندس شاطر و ان شاء الله قريب يفضي و تتكلموا وقت أطول
ايمان:يارب
دخلت لغرفة نومها و بدلت ثيابها لأخرى مريحه في ذلك الوقت صدح هاتفها معلنا عن اتصال
ابتسمت وهي تاخذ هاتفها بلهفه
:الوا
يوسف بهيام: مساء الورد يا جميلة
عضت على شفتيها باشتياق قائله بسعادة
:مساء النور… بتعمل اي؟
يوسف بمراوغه :كنت شغال مع واحدة زميلتي إنما ايه… آآآه مزه
اشتعلت نيران الغيرة بقلبها قائله بغضب
:وحياة امك…. يوسف والله العظيم انت حيوان و حقير طلقني يا ابن الهام… طللقني بقولك يا ابو عين زيغه اومال لسه في أول يومين
تعثر في ضحكه قويه وهو يشير لاحد زملائه على احد التصاميم يخرج من المكتب يتجه نحو كافتيريا الشركة
يوسف بمرح
:معقول يا بيبي بتشكي فيا…. دا انا برى يا بيه… وحشتني…
ايمان بضيق :وانت لا اقفل بقى فصلتني
اغلقت الهاتف بغضب و ضيق و الغيرة تنهش بقلبها
يوسف بصدمة:يا بنت المجنونه… طب و ربنا بحبك
لم يستسلم ابدا في الاتصال بها مرار و تكرار رغم رفضها الرد عليه في البدايه
حياء :هاتي الموبيل يا هبلة انا عايزه اكلمه
ايمان :كلميه من موبيلك يا ماما دا واحد رخم مش رده عليه
حياء بعقلانيه :بلاش تخسري جوزك بغبائك يا ايمان بلاش الغيرة تسيطر عليك وانتي عارفه و متأكدة ان جوزك عمره ما يبص لغيرك ردي عليه و بلاش تهور الخصلة الزفت دي كانت هتخرب بيتنا ياله يا حبي روحي كلميه
ايمان:ماشي يا ماما هكلمه و أمري لله
اخذت هاتفها لترد بضيق

 

 

:ايوه عايز ايه؟
يوسف بحدة :افتحي الكاميرا..ياله
امتثلت لاوامره لترد بعد ثواني لكن ما ان رأته حتى ابتسمت
استند بيديه على حاجز الدرج و هو يمسك الهاتف بيديه الاخري
:وحشتني ابتسامتك…
ايمان :وانت كمان وحشني اوي يا يوسف…
يوسف:عندي بريك نص ساعه احكيلي عملتي ايه النهارده؟ و اخبار الشغل اي؟
ايمان باهتمام:طب المهم الاول انت اكلت
يوسف :متشغليش بالك هطلب اي حاجه او هنزل اتغد في اي مطعم
ايمان بخوف:خالي بالك على نفسك كان نفسي اقولك بلاش اكل المطاعم بس مفيش غيره ياريتني كنت معاك
يوسف :متقلقيش عليا والله انا كويس صحيح في شوية مشاكل لكن بتتصلح و كله ماشي تمام الحمد لله
ايمان :ماما عايزه تكلمك ابقي فكرني اديهالك قبل ما تقفل… صحيح حصل حاجات كتير اوي النهارده كان يوم جميل متعب شويه بس كان رائع……..
اخذ الاثنان يتحدثا لوقت طويل و كل واحد يتحدث عما حدث بيومه
(===================
في اليوم التالي
كانت زينب جالسه مع حياء في ساحة المنزل يتثمران نظرت زينب للساعه التي بيديها زافره بضيق قد تعدت الساعه التاسعه مساء
فقد تأخر صالح هذه الليله ولم يعود من عمله بعد
همست حياء بخبث وهي تنظر لها بتفحص
:ما تهدي يا زينب زمانه جاي
هتفت زينب بغضب طفيف وعينياه مسلطه فوق الباب
:اتأخر اوي يا ماما المفروض كان جيه من ساعتين على حسب ما قال و دلوقتي عدت تسعه و هو لسه مجاش المفروض لما يتأخر يكلمنا نطمن عليه ومقلقش كدا
غمزت حياء بعينها بمكر تنكزها في ذراعها بخفه قائلة بمرح
:ياسيدي ياسيدي على الدلع.. على القلق والحب يا بختك يا صالح بس والله يستاهل كل الحب دا
اشتغل وجهه زينب بالخجل تمتم بتوتر
:صالح حنين اوي يا ماما

 

 

لتكمل وهي تتنهد بخفه ضاممه يديها الي صدرها
:رغم طريقة جوازنا و كل اللي حصل ربنا عوضني بيه
هتفت حياء بمرح و قد التمعت عينيها بسعادة
:الله الله يا زينب دا انتي وقعتي ولا حد سم عليك
اشتعل وجهه زينب بخجل تمتم بتوتر
؛ انا… اقصد يعني انه… هو
قاطعتها حياء بحب وهي تربت على كتفها بحنان
:حاجه واحدة اوعي تفكري تبرريها هو الحب يا زينب علي فكرة انا شايفه في عيونك لصالح لان انا كمان حبيت و بحب و عارفه الشعور دا… و انا اكتر حد في الدنيا يتمنالكم السعادة… ربنا يسعدكم يا بنتي و تفرحونا كدا بقمر صغير … يارب
في تلك الانحناء استمعت حياء لجرس الباب لتتوجه زينب تفتحه بلهفه على اعتقاد انه زوجها لكن
وجدت سيده تبدو في منتصف العقد الخامس
بوجه مكفهر يبدو عليها الضيق و الاشمئزاز وهي تنظر لزينب
وراها فتاة تبدو في العشرينات من عمرها لا تختلف كتير عن والدتها في تلك النظرات
زينب :افندم؟!
شروق بضيق وتعالي
:انتي بقى زينب مرات صالح؟!
زينب بطيبة و ود :ايوة انا افندم
حياء:مين يا زينب؟
ردت زينب وهي تنظر لهما باستغراب لا يخلو من النفور الغريب
:مش عارفه يا ماما
ثريا لنفسها: يا محنو ما انتي اخدتي ابنها من حقك تاكل بعقولهم حلاوة شكلك مش سهله
ثريا:انا يا مدام حياء مرات الحج عثمان…
وقفت حياء بجوار زينب وهي تبتسم بود
:اهلا مدام ثريا اتفضلوا انستوا و نورتوا
ثريا بخبث وطيبه زائفه:
عثمان قالي ان الحج جلال كان معاكي في العيادة من كم يوم الف سلامه عليك انتي كويسه يا حبيبتي….
حياء بود:الحمد لله شويه تعب و راحوا لحالهم
احنا هنفضل واقفين كدا ولا اي اتفضلوا اتفضلوا…..
صعدت حياء برفقة ثريا و راهم زينب وشروق

 

 

ضغطت شروق على شفتيها بغضب و غيرة تلك الفتاة اللقيطه هي زوجة ابن اغني اغنياء اسكندرية… حتى أن لم غني فهو اكثر شاب معروف بالشهامة تتمناه اي فتاة تبحث عن زيجه جيده
و شروق تعرفه و تعرف أخلاقه لا تنكر انها تمنت ان يتم زواجهما و لكن يبدو أن خطتها فشلت بسبب زواجه من تلك الفتاة و لاجل تلك الاسباب
و مع ذلك لم يتوقف عقلها عن التفكير به و تشعر بالغيرة وهي تنظر لزينب و كم هي جميلة
حتى انها تفوق جمال شروق بمراحل والغريب لا يبدو أنها تستخدم مساحيق التجميل يبدو وجهها ناضرا مشرقاً حقا هو أيضا محظوظ
جلست حياء تتسامر معهم بينما دلفت زينب للمطبخ تحضر القهوة و العصير لهم
استندت بجسدها على الحائط وهي تنظر لساعة يديها بقلق و ارتياب من تأخيره ذلك تخشي ان يحدث له شيء
سكبت القهوة باقداح التقديم
دخلت الصالون على وجهها ابتسامة بسيطه
ابتسمت شروق بخبث و هي تزيح قدمها للأمام قليلا
بينما تعثرت زينب في طريقها كادت ان تسقط لكن استعدت توازنه في حين وقعت الصنيه من يديها
فزعت حياء بعد سقوط قليل من القهوة على قدمها
في ذلك الوقت دلف جلال للمنزل برفقة ايمان( أخذها في وقت سابق للتمشيه معا)
ثريا بضيق و صراخ بوجهه زينب
:مش تحسبي يا غبيه ولا امك معلمتكيش الاتيكيت لا صحيح امك… دا لو كان ليك أم
جلال بغضب و حدة من خلفها
:اطلع برا.. وبلغي جوزك ان الشغل اللي بينا منتهي… اللي يدخل البيت دا يا يحترم اهله ياما ميدخلوش
نظرت حياء لزينب التي ابتلعت الغصه التي تشكلت بحلقها مقاومة نوبه البكاء الاي صعدت بداخلها من جديد ترغب كثيرا بأن تشكي لها ما يحزنها و مدى الألم التي تشعر به
حياد :زينب متقلقيش محصلش حاجه
لم ترد ان تجرح كرامتها اكثر من ذلك
ركضت تخرج من شقة جلال صعدت لشقتها و هي تبكي و تشعر بالم حقيقي
ايمان بحزن: انا هطلع…
جلال بهدوء : مالوش داعي يا ايمان… زينب مش هتسمع منك اي حاجه…
ليتابع بحدة و قسوة مخيفه و وجهه خالي من الرحمة
و انتم لسه واقفين برا….
ثريا بسرعه: جلال بيه دا… دا سوء تفاهم انا بس كنت خايفه على مدام حياء…
اقترب بخطوات مهيبه منها و عيناه الخضراء
اشتعلت بنيران الغضب لتصبح بالون الأحمر قائلا بقسوة
:لو مخرجتيش من بيتي دلوقتي قسما برب العزه هيكون اخر يوم ليكم في اسكندريه برا…
خرجت بغضب من غبائها لو كانت تعرف انه يوجد بينهم لم نطقت بتلك الكلمة ابدا ربما لأنها تشعر و كأنها قادره على مسايرة حياء

 

 

ام جلال الشهاوي لا يستهان ابدا بغضبه
المصيبه الان كيف ستخبر زوجها بما قاله
بالتأكيد سيطلقها بعد غبائها ذلك
——————————
انفجرت زينب بالبكاء ما ان دخلت غرفتها ارتمت فوق الفراش تنتحب بشدة تشعر بالم حاد يعصف بروحها بداخلها انقاض
كلما تتحسن يأتي أحدهم لاشعال النيران مره اخرى بقلبها…. ظلت تنتحب لم تدرك كم مر من الوقت الذي مر عليها
أساعات؟ ام دقائق…. لكنها كانت الأسوء بطيئه جدا
بعد مرور ساعه ونصف تقريبا
دخل صالح غرفته بارهاق ليجد الغرفه سابحه في ظلام دامس أشعل نور الغرفه
يبحث بعينيه عنها
لكنه زفر باحباط عندم وقعت عيناه عليها مستلقي فوق الفراش وهي غارقه في النوم
لم يرد ازعاجها بينما اتجه نحو الخزانه ياخد ثياب أخرى ليبدل ثيابه
دلف للحمام ياخذ حمام بارد
بعد إتمامه تبديل الملابس اتجه ببط نحو الفراش يستلقي فوقه
لكن سمع صوت شهقات مكتومه
تفاجأ بزينب تندس باحضانه فورا ان استلقي بجوارها على الفراش محيطه جسده بكلا من ذراعيها و ساقيها
دافنه وجهها بعنقه تفتقده و تفتقد شعور قوي بداخلها
انسابت دموعها على عنقه قائلة بضعف
:خليني انام في حضنك…. انا خايفه
حاول النهوض بعد شعوره بدموعها تلك وصوتها المنتحب لكنها تشبثت به بقوة تمنعه من النهوض قائلة بنبرة اشبه للتوسل
:متسبنيش ياصالح……
انسابت دموعها مرة أخرى و هي تضع كف يديها حول عنقه تغمض عينيها تشعر بالاحتياج القا”تل لاحتضانه
الشعور بالأمان بين احضانه يكفيها عن العالم باكمله
حاوطها بذراعيه بقوة جاذبا اياها له شعر بوخزه ألم قويه في صدره
:عمري ما هسيبك محدش بيسيب روحه تبعد عنه
اخذ يمرر يديه على ظهرها ببطي بينما نامت هي بأمان بين ذراعيه رغم ان النوم كان يجافي رماديتيها….
بعد انتظام أنفاسها و سكونها بداخله تحرك قليلا ليضي نور الاباجورة
نظر لوجهها لكن شعر بذهول و كان البرق صعقه… وجهها احمر قاني يبدو وكانها تبكي منذ وقت طويل و أثر الدموع على وجنتيها

 

 

مد انامله يزيح تلك الدموع لكن اقسم بداخله ان يعرف سبب تلك الحاله و حتما لن يقف مقيد الأيادي سيجعل المتسبب في دموعها يبكي مثلها
ضمها بقوة له و هو يبتلع الغصه في حلقه ليجذبها لاحضانه مرة أخرى يحاول النوم
لكن هيهات.. لم يغفي للحظه واحدة
—————————————
في احد معارض السيارات يجلس رشاد يضع قدم فوق الأخرى و هو يرتشف من كأس الخمر ينظر لتلك الفتاة بتركيز
ملامحها عايه ترتدي فستان ارزق طويل
تضع وشاح اسود على شعرها تبدو في نهاية العشرينات
قاطع الصمت ذلك مساعد رشاد
:اهي دي بقي “عفت ” لسه جايه من الشرقيه إنما ايه بت لهلوبة يا سعادة البيه تكنس تمسح تعمل اي حاجه
عفت بضحكه انثويه صاخبه
“اي حاجه يا سعادة البيه اومرني بس”
رشاد بتفكير :بس انتي مش هتشتغلي عندي
ضر”بت الفتاه بخفه على صدرها بينما شهقت بذعر
:ليه يا سعادة البيه والله دا انا شغلي كله زي الفل واشتغلت في بيوت ياما… و كلهم بيحلفوا بشغلي… دا حتى خالد هو اللي قالي انك عايز خدامه و خلتوني اسيب الشغل اللي كنت فيه
رشاد بابتسامه ملتويه
:ما انتي هتشتغلي بس مش عندي…
خالد: اومال فين؟
ابتسم بخبث و هو يتنفس ببطي و لذه
: جلال الشهاوي.
==========================
في صباح يوم جديد
نهض صالح مبكرا كعادته لكن تلك المرة لم ينام و لم تغفى عينيه حتي جلس بجوارها فقط الصمت من خيم على المكان بينما يدور عقله في مئه اتجاة
فتحت زينب عينيها ببطي لتسمع صوت صادر من الحمام اغمضت عينيها مره اخرى بارتباك من فعلتها امس من المؤكد انه سيأتي الان و لن يتركها الا بعد معرفة سبب ما حدث
اسمتعت لصوت الباب يُفتح…. اغلقت عيناها بقوة محاوله النوم مره اخرى و هي تسمع صوت الخزانه يُفتح
فتحت عينيها ببطي لتراه يقف يرتدي ثيابه
خرج من الغرفة دون قول كلمة واحدة رغم علمه باستيقاظه و رؤيته لها بالمرآه
تنهدت زينب بارتياح وهي تحتضن وسادته شاعرة ببعض الراحة
دخل صالح شقة والده وجد ايمان تجلس في الصالون تتطلع على احد الملفات بانتباه
صالح بجديه:صباح الخير يا ايمان
ايمان بارتباك:صباح النور… انا هدخل
صالح بحده:استنى عندك رايحه فين؟
ابتلعت ريقها بصعوبه تنظر لحالة أخيها و عيناه الحمرا يبدو وكأنه لم ينام جيدا
:كنت هغير و اجهز اصل لازم اروح المستشفى بدري كنت شاغله على حاله و..

 

 

قاطعها بحده وضيق
:ايمان ايه اللي حصل امبارح و خلي زينب بالشكل دا؟!
ايمان :طب ما تسأل بابا احسن انا..
“ردي يا ايمان وانجزي”
ايمان بسرعه :شروق و امها كانوا هنا امبارح و حصل موقف بدون قصد زينب و الفناجين وقعت و ثريا قالت إن زينب متعرفش حاجه عن الأصول و ازاي هتعرف وهي معندهاش أم تربيها و زينب طلعت على شقتها لكن بابا طردها و قالها ان الشغل اللي بينه و بين جوزها ملغي يعني مالوش داعي تعمل حاجه
اضطربت انفاسه بقوة و كأنها في صراع حاد و هناك حد فاصل بين الفوز و الخساره عليه إنقاذ نفسه
صعد لشقته و عينيه تتطاير منها الشرار
فتح باب غرفة النوم وجدها تجلس على الفراش يبدو وكانها تستعد للنهوض فزعت حين رأته أمامها
صالح بحده
:ادامك ربع ساعه و تكوني تحت انا في العربيه انجزي……
زينب :صالح الموضوع…
رفع سبابته بوجهها قائلا بحزم
:ولا كلمة ربع ساعه و تنزلي
غرزت أسنانها بشفتيها السفليه بضيق قبل أن تنهض و تتوجه للحمام
بعد مده
جلست بجواره في سيارته بينما توجه هو الي منزل عثمان والد شروق
حاولت التحدث معه لكن لم يقبل اي نقاش
صف السيارة أمام منزل عثمان
نزلا الاثنان بينما شعرت زينب بالخوف لتجده يقترب منها
حاوط خصرها بذراعه يحثها على التقدم معه
صعدا الي شقة عثمان فتحت لهم شروق و كان وجهها متورم و أصابع والدها تاركه اثرها على وجهها بعدما حكت له ثريا عما حدث
شروق بغضب :انتي جايه لحد هنا يا بجحتك…1
صالح بغضب و حدة:احترمي نفسك و انجزي نادي على ابوكي….
عثمان :انا هنا اتفضل يا صالح اتفضل..
دخل و هو يشابك اصابعه معها
عثمان :اتفضل في الصالون لازم نفطر سوا.. الفطار يا ثريا

 

 

صالح بحدة :وانا مش جاي علشان اضايف يا حج عثمان انا ليا حق و جاي اخده
عثمان بارتباك: وانا ادبتها يا صالح لولا البت اللي حليتنا كنت رميت عليها يمين الطلاق بس…
ثريا بمقاطعه وغضب و تسرع
:و احنا غلطان في ايه بقى يا صالح… ولا اكون كدبت لما قلت كدا ايه ولا هتنكر ان الحلوة دي ملهاش اصل…..
لم تكمل جملتها حيث صفعها زوجها بغضب و غيظ من غبائها الذي يخسره الكثير و أهم خسارة هو صالح الشهاوي و ابيه
:اخرسي بقى يا بنت ال… انا مش واقف بينكم….
تركها تبكي و شفتيها تنز”ف أثر ضربه لها
عثمان :حقك عليا انا يا صالح….حقك عليا يا بنتي
صالح بحدة:و انا مش مستني اعتذار…. انا عايز اللي غلطت هي اللي تعتذر
عثمان :حاضر حاضر… انطق يا وليه بدل اقسم بالله ارمي عليك يمين الطلاق1
ثريا بدموع:تطلقني؟!
عثمان :اعتذري
زينب بحزن و اشفاق:مالوش لازمه يا…
بترت جملتها بعد أن رمقها بنظرة حادة قاسيه
ثريا :انا اسفه يا زينب
صالح بحده:زينب هانم…..
ضغطت على أسنانها بعنف قائله بحنق
:انا اسفه يا زينب هانم….
صالح : و حاجه لازم تحطيها حلقه في ودنك
زينب مش مراتي و بس دي بنتي و اسمها على اسمي زينب صالح الشهاوي
يمكن منصور مش ابوها و يمكن متعرفش مين أهلها لكن من يوم ما اتجوزنا و هي بنتي
على الاقل هي رغم ظروفها الا انها دايما كرامتها فوق الكل مش زي بنتك
اللي كل كم يوم تنطلي في الشغل و انا عامل نفسي مش واخد بالي وبقول عيله طايشه لكن هي معندهاش د”م و لا اتربت
انا لا عمري بصتلك ولا هبصلك و لا حتى تفرقي معايا لا قبل ما اتجوز ولا بعد
و قبل ما تتكلمي على خلق الله بصي لنفسك
غادر من منزله بينما دوى صوت صراخ حيث ضر”بها والدها بغضب
في سيارة صالح
اخذت تفرك في يديها بارتباك وهي تنظر لزجاج السيارة تحاول تفادي النظر لها و مع ذلك تشعر بسعادة من فعلته تلك لأول مره يدافع شخص ما عنها بتلك الطريقه
صالح بجديه و هدوء:

 

 

ايديك هتوجعك من الفرك بطلي يا بت بقي
زينب بضيق و هي تزم شفتيها بحنق
:اي بت دي كمان يا سي صالح؟
صالح بابتسامه جذابه
:بنتي و مراتي…. ايه رايك تحبي اروحك و لا نخرج
زينب :عادي ممكن اروح علشان تروح انت الشغل.. على فكرة انا بقلق لما تتأخر و متكلمنيش… مش هيحصل حاجه لو كلمتني مش وزير الداخلية هو يعني ابو شكلك و انت مز كدا1
اطلق ضحكه خافته مالي عليها طابعا قبله حانيه على وجنتها بينما ابتسمت بسعاده
:تعالي نتمشى على البحر شوية و ابقى اوصلك البيت
زينب :اوكي…..
======================
في وقت لاحق في منزل نورهان
صعدت السلم بارهاق مع تدندن ببعض الكلمات حتى وصلت أمام شقتها
دلفت الى الداخل وهي تخلع حذائها بينما صدح صوت ضحكات عاليه من الداخل
ابتسمت و هي تنادي على أخيها حتى آت صوت والدها
:تعالي يا نور…..
نور بحب:السلام عليكم ورحمة الله….
بترت جملتها و هي تنظر له جالس على الاريكه في مقابلة والدها
ابتلعت ما في حلقها بارتياب و ضيق و هو ينظر لها بعسليتان مميزتان
سالم :تعالي يا نور….
نور بحدة:انت بتعمل ايه هنا… انا بلغت والدك ….
قاطعها بصرامة وهو ينظر لوالدها قائلا بجديه
:ممكن تسيبنا نتكلم شويه يا عمي معليش بس حابب أصلح سوء التفاهم اللي بينا
سالم بتعب: ماشي يا ابني انا هدخل اخد الدوا تشرب اي؟
باسل :مالوش داعي تتعب نفسك
سالم:لا والله ما تحصل قولي تشرب ايه؟
باسل بابتسامه :ممكن قهوة
سالم:من عيوني….
خرج و تركهما بينما شعرت بالذهول وهي تنظر له
:سوء تفاهم ايه؟ انت قلت لابويا ايه و بعدين انت بتعمل ايه هنا انا بلغت ابوك برفضي جاي تعمل ايه
وضع ساق على الأخرى بغطرسه بينما اخرج علبة السجائر لينفث سيجار ببرود قائلا بحدة
:مجتيش في المعاد ليه؟!
مسحت على وجهها بغضب و ضيق
:انت عايز ايه؟ اديني مجتش عايز تعرف ليه علشان عرضك مرفوض و انا مقبلش اكون زوجه لواحد زيك لا و كمان في السر
زي الحراميه يعني أقل حقوق اي بنت مش هتكون من حقي لا يا باشا تشكر مش انا
رفع عيناه ينظر لها بوجه خالي من التعبير

 

 

:و مين قال إنه في السر….
صمتت للحظات وهي تستمتع لما يقول
:انا طلبت ايدك من والدك و قلتله اني شفت في المصنع مش اكتر من كدا و حصل سوء تفاهم بينا و اني معجب بيك و عايز اتجوزك
ابتلعت الغصه بحلقها قائله
:و الحقيقه ايه؟! انت عايز تتجوزني علشان تشيل العائق اللي ادامك و تبقى منعت ابوك عني…. لا انت معجب بيا و لا عايز تتجوزني…. اقصدك بيعه و شروه… ايه يعني لما تعلن جوازك مني بس هل فعلا هيكون جواز طبيعي لا يا باشا انا مش مواقفه
نفث دخان سيجارته قائلا
:مين قالك اني مش معجب بيكي… بالعكس انا منكرش دا ابدا و انك مختلفه على الاربعه اللي اتجوزتهم وعن اي واحدة تانيه
شهقت بصدمة و وسعت عينيها بارتياب
:اربعه؟!! نهار اسود و منيل و انا الخامسه… اطلع برا…. اطلع برا بقولك
وقف أمامها وهو ينظر لها بعينانا جميلتان
:اظن الأربعة دول كانوا علاقه هشه و مفيش واحدة فيهم قدرت تجذب انتباهي حتى
شوفي يا نور وجودك معايا امان ليك و لاخواتك و تأمين لمستقبلك و مستقبلهم
نور:و ياترى هتطلقني بعد اد ايه؟ شهر اتنين!!
باسل بغرور وهو يميل عليها قليلا
:مين قال اني هطلقك؟ اقصد يعني اني مش هعمل كدا الا لما تطلبي دا لو قدرتي تبعدي عني اصل انا برضو مش سهل يا شبح
سالم :احسن فنجان قهوة يظبط الدماغ
اعتدل سريع و ابتسم بود ليجلس بجواره
:تسلم ايدك يا راجل يا طيب
سالم:مالك يا نور؟!
كانت نظراتها مصوبه عليها منذ دخوله لحياتها و هناك شي ما يختلف ببطئ و ضراوة
شي متناقض هو……….
نور بخفوت:مفيش يا بابا جايه تعبانه من الشغل هدخل ارتاح شويه بعد اذنك
تركتهما وضعت يديها موضع قلبها تشعر بخفقات قلبها المتسارعه
مر حوالي ربع ساعه غادر باسل و تركها وقد عبث بمشاعرها منذ اول لقاء
اعتدلت في جلستها وهي ترى والدها يدلف لغرفتها
سالم: كويس انك لسه صاحية يا قلبي قوليلي مالك؟
نور بجديه و كذب:
مفيش يا بابا بس انت عارف ضغط الشغل
طبع قبلة حنونه على قمه راسها بود
:عارفه يا نور انتي ربنا هيرزقك بواحد ابن حلال علشان انتي بميت راجل… انا بقيت زي الكرسي في البيت دا حتى مش قادر اصرف عليكي انتي و اخواتك وانتي اللي شايله البيت و كل حاجه على دماغك
من يوم ما تعبت و انتي اللي شايله كل حاجه علشان كدا ربنا هيكرمك و بكرا تقولي ابويا قالي

 

 

نور بحده:
اولا انت هنا الكل في الكل و بلاش الطريقه دي يا برنس…. ربنا يحفظك لينا يا بابا هو انا اسوي من غيرك و بعدين ما انت كبرتني و خلتني شاحطه اهو و لو على الشغل فأنا اتعودت خالص
سالم بود :انتي تعرفي الاستاذ دا؟ على فكرة طلب ايديك مني؟
نور بخفوت:دا دا صاحب المصنع اللي اشتغلت فيه ايام العيد شفته كم مره
بس موضوع الجواز دا انا مش بفكر فيه و بعدين دا مش شكلنا يابابا و حياته مش زي حياتي
تفتكر لو قلتله هات اهلك و تعالي اطلبها مني هيجيبهم معتقدش
انا حاسه بالضياع يا بابا محتاجه حضنك
ابتسم بحنان وهو يجذبها لاحضانه يربت على ظهرها بحنان
:شكله شاريكي يا نور… انا شايف انك تفتكري يا بنتي طريقته بتقول انه ابن عيلة متربي
اغمضت عيناها وهي تتشبث في قميص والدها بداخلها صراع حاد

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى