روايات

رواية وعود الليل الفصل السادس 6 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الفصل السادس 6 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الجزء السادس

رواية وعود الليل البارت السادس

وعود الليل
وعود الليل

رواية وعود الليل الحلقة السادسة

#بسم الله الرحمن الرحيم
#البارت السادس
#وعود الليل
#نداء_علي
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
من وقت ما رجعت على البيت وهي متوترة، الندم هيقتلها، يمكن فعلاً غلطت كتير وبعدت عن حياتها اللي اتعودت عليها، ادمنت الفلوس والسهر والرفاهية، لكن عمرها ما تخيلت انها توصل للمستوى ده، خيانة، معقول هي تعمل كده.
توري وشها إزاي لثابت بعد ما ضيعت شرفه في حضن راجل تاني، هيشفعلها إنها كانت سكرانة ولا عذر أقبح من ذنب.
فضلت تبكي بحرقة وخوف لكن للأسف رنين موبايلها المتكرر خلاها تبص على اسم المتصل، كان هو، ستيفن، اترعبت، بصت حواليها خايفة ثابت يدخل ويشوفها بالشكل ده ويسأل عن حالتها دي، كنسلت على ستيفن لكنه أصر يتصل تاني، فتحت الموبايل وردت بعصبية :
في إيه، بتتصل ليه يا ستيفن.
جاوبها بوقاحة : وحشتيني، مكنتش اعرف إنك جميلة بالشكل ده، اتمنى نتقابل تاني.
قفلت السكة في وشه وقفلت موبايلها.
مش عارفة تفكر، عقلها عاجز عن استيعاب اللي حصل، دي كانت بتعامل ثابت بشدة لأنها شايفة إنه أقل منها، كان متجوز قبلها وهي لأ، كانت بتدلع وبتتمادى لأنها تستاهل، طب دلوقت موقفها إيه، عالأقل هو كان متجوز، قدام الناس، مرتكبش ذنب ولا خانها، لكن هي عملت ايه في نفسها وفي جوزها وبنتها كمان!
فضلت على الحال ده اكتر من أسبوع، حابسة نفسها في البيت، مبتخرجش من غرفتها، ثابت كانت مستغرب لكن شحوبها وحزنها خلوه يتعاطف معاها، فكر أنها تعبانة، كان بيعاملها بلطف وده حسسها بالذنب أكتر، حتى بنتها، مارية اللي قضت عمرها كله بعيد عنها، كانت سعيدة إنها قريبة منها، حاجات كتير كانت بتضاعف احساسها بالذنب.
ستيفن مبطلش يضايقها، كان بيستغل الفرصة أول ما ثابت يروح الشركة كان بيبدأ هو يلاحقها بإتصالاته.
اضطرت تقابله، لازم تنهي الحكاية دي، خافت إن ثابت يلاحظ حاجة، وصلت عند ستيف واتكلمت بحدة :
عاوز إيه يا ستيفن، ارجوك سبني في حالي، أنا ست متجوزة، اللي حصل بينا ده غلط مصيبة كبيرة.
ستيفن : الموضوع بسيط، أنا ممكن اسافر فرع الشركة في السويد.
بصتله بسعادة وقالت
بجد، ياريت يا ستيف، من بكرة هقنع ثابت إن الفرع هناك محتاج وجودك، ده الحل الأفضل.
ستيفن : مليون دولار.
هدى بدهشة : مليون دولار ليه؟
رفع موبايله في وشها وقال
علشان الصور دي.
فتحت عيونها بصدمة وقهر، أوضاع حميمية بشعة لها هي وهو، شهقت برعب وهو بصلها بانتصار لانه واثق إنها هتدفع له اللي يطلبه.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بعد مرور سنتين اتغيرت فيهم حاجات كتير
لو القلوب بتتكلم كانت وفرت علينا جهد كبير ووقت أكبر، لو بنعرف خباياها كنا هنرتاح، مفيش يوم عدى من غير ما يتقابلوا في الجامعة وبيتكلموا برة الجامعة، أكرم بقى الصديق الحقيقي لكاريمان، أو يمكن ده المسمى اللي اختارته هي علشان تبعد عن نفسها الحيرة ووافق هو يكون صديق لأنه خايف يعترف بحبه.
دراستهم ماشية بسلاسة، كاريمان متفوقة وأكرم كمان، رغم انه بيحضر أيام العملي بس لكن الأيام اللي بيغيبها هي بتجهزله المحاضرات الناقصة.
جهزت نفسها وقبل ما تنزل من البيت راحت تطمن على وعد، برغم إنها لحد دلوقت مكملتش تعليمها وبتأجل لكن صداقتهم مستمرة.
خبطت مرتين وفي التالتة فتحتلها وعد الباب، ابتسمت لما شافتها، حضنتها بسعادة وقالتلها :
تعالي يا كوكي، وحشاني اوى.
كاريمان : إحنا متقابلين انبارح يابنتي.
ضحكت وعد وقالت بمشاكسة :
يابت بجاملك، يعني أول ما اشوفك اقفل الباب في وشك يعني ولا ايه؟
كاريمان : لأ يا ستي متشكرين، اسمعي علشان متأخرة عن المحاضرة ولازم أمشي بسرعة.
وعد : سيبك من الكلية النهاردة، هي الدنيا هتطير، ادخلي نفطر سوا، الواد يوسف نايم ودي فرصة مش بتتكرر، هنقعد على راحتنا من غير زن، ده غير إن حماتي مسافرة ولسه مرجعتش.
كاريمان : لأ مش هينفع، قربت منها وهمست، النهاردة عيد ميلاد أكرم، وعاوزة اشتريله هدية، والحقيقة مش عارفة اجبله إيه قولت أسألك انتِ.
شدتها وعد ودخلتها البيت وقالتلها
ادخلي بقى بلاش عبط، هنفكر على الباب، نص ساعة مش هتفرق في حاجة، خلينا نفكر على رواقة.
كاريمان باحراج : يابنتي إحنا لسه بدري، أكيد جوزك نايم.
وعد : اطمني يا حبيبتي، أمجد بيخرج من ٦ الصبح، متعود على كده وأنا كمان اتعودت.
اترزعي بقى ومتقلقيش، هنفكر مع بعض وتشتري لحبيب القلب هدية تعجبه.
كاريمان : وعد! قولتلك مليون مرة أنا وأكرم اصدقاء وبس.
وعد بجدية : الكلام ده تضحكي بيه على أي حد غيري، لمعة عيونك ولهفتك إنك تروحي الجامعة دي بتأكد إنه حب يا كاريمان، مفيش حاجه إسمها صداقة بين ولد وبنت، ده كله كلام بنضحك بيه على نفسنا.
وطت كاريمان راسها وعيونها دمعت، وعد قعدت جنبها وكلمتها بتعاطف :
يا حبيبتي انا مش قاصدة اضايقك، بس خايفة عليكي، انتِ متعرفيش الناس كويس، مفيش حد سهل ولا طيب في الزمن ده غير قليل أوي، والولد ده متعرفيش عنه حاجة، تعرفي أهله مين، مش يمكن يطلع مرتبط أصلا يا كاريمان، هتفضلي تضحكي على نفسك وتقولي أصحاب وفجأة تلاقيه خطب ولا اتجوز وجاي ياخد رأيك.
كاريمان : اسكتي يا وعد، كفاية علشان خاطري، والله حاولت ابعد بس مقدرتش، أنا فعلاً بحبه، بحبه اوي، ومش عارفة أعمل إيه.
وعد : ولا حب ولا زفت، أنا قدامك اهو، اتجوزت اللي بحبه وفي النهاية ندمانة.
كاريمان : ليه يا وعد، هو أمجد مزعلك.
وعد : لا مزعلني ولا مفرحني، إحنا يدوب اتجوزنا والحمد لله خلفت يوسف علطول، حياتنا مملة يا كاريمان، لا بنخرج ولا بشوفه غير وقت النوم، حياتنا مكشوفة وكل حاجة حماتي وحمايا بيعرفوها قبل مني، ممنوع نهزر أو اتدلع عليه بصوت عالي، كل حركة اعملها يقولي أمي وابويا، حتى الدراسة بيماطل فيها، بيغير بجنون وده انا عرفاه من البداية بس الموضوع زاد بقى خنقة.
كاريمان : فرق السن برده بيفرق يا وعد، انتِ لسه صغيرة، أمجد أكبر منك باكتر من ١٠ سنين وطبيعي يغير ويكون تفكيره مختلف، ومتزعليش مني بالنسبة للدراسة انتِ وافقتي عالجواز ووالدتك كانت معترضة لكن انتِ صممتي، اعتقد أصلا إن الجامعة مش فارقة معاكي، انتِ معتبراها فرصة تخرجي وتغيري جو بعيد عن اهل جوزك.
وعد : يمكن كلامك صحيح بس برده إحنا اتفقنا من الأول أكمل تعليم، وهو كده بيخلف وعده.
كاريمان : معلش طولي بالك كل حاجة هتتحل، المهم بيتك وابنك.
وعد : سيبك مني، المهم عاوزاك تخلي بالك من نفسك وبلاش تعشمي نفسك عالفاضي، اسألي أكرم ده بطريقة غير مباشرة، شوفي نظامه إيه، مرتبط، بيحب، أمه هتخطبله بنت اختها، اتحركي كده متبقيش هبلة.
سمعوا صوت ابنها بيعيط، جريت وعد علشان تشوفه وكاريمان فضلت قاعدة مكانها تفكر في كلام وعد.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
وصلت الجامعة متأخر، ضيعت اول محاضرة، ومقدرتش تحضر الثانية لأن بالها مشغول بكلام وعد.
كان أكرم بيدور عليها بلهفة، شافها قاعدة في الكافتيريا قرب منها، سألها بترقب
كاريمان، مبترديش عليا ليه، في حاجة
كاريمان بهدوء : لأ مفيش حاجة، بس كان الموبايل سايلنت.
قعد قصادها مستني تتكلم، لكنه اتفاجيء بيها بتمد ايديها بهدية متغلفة وبتقوله :
كل سنة وانت طيب يا أكرم.
ابتسم بسعادة، الهدية مفرقتش معاه اللي فرق إنها من كاريمان، أد إيه حاسس إن الدنيا جميلة، معقول حد يغير نظرتنا للدنيا بالشكل ده.
اخد الهدية وشكرها وهي احتفظت بهدوءها لحد ما قربت منهم واحدة من زمايلهم، بنت شيك وجميلة، بصت على أكرم وكلمته بهزار
هاي أكرم، فينك يابني، قاعد هنا وسايب المحاضرات.
أكرم كلمها بعفوية ومنتبهش لنظرات كاريمان، بعد ما خلص كلام مع البنت، التفت كاريمان وانصدم لما شاف نظراتها، كانت عيونها مدمعة، حزينة، كلها عتاب.
اتحرك من مكانه ووقف قدامها، بيتمنى لو كان له الحق يحضنها ويسألها عن سبب النظرة الغريبة دي إيه، سأل بتردد
كاريمان، في إيه مالك.
لمت حاجتها وقالت بحدة : مفيش حاجة، أنا تعبانة ولازم أروح، بعد إذنك.
أكرم : طيب استني هوصلك.
صرخت بغضب : لأ متشكرة، روح احضر العملي، زمايلك بيدوروا عليك.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
جهزت الغدا، وهو بدأ ياكل في هدوء، بعد وقت بسيط وقفت وعد قدام أمجد، اتكلمت بصوت حاد وقالت
انت هتفضل كده علطول، كل يوم تخرج الفجر ترجعلي اخر الليل تاكل وتنام.
أمجد : في إيه يا وعد، أنا طول النهار واقف على رجلي في المحل، اسيب شغلي ومصالحي واقعد في حضنك.
وعد : وأنا تعبت، ليل نهار لوحدي.
كمل أكله وكأنها مبتتكلمش لحد ما شافها خارجة من الأوضة بتاعتهم شايلة شنطة صغيرة وابنها على ايدها التانية.
اتحرك ناحيتهم لكنها قالتله بغضب
خليك مكانك، أنا هاخد ابني ونروح بيت أبويا، انت إنسان بارد مفيش عندك إحساس، لما انت مش فاضي وحياتك كلها شغل، اتجوزتني ليه، كنت بتجيب وقت قبل الجواز منين، ده انت كنت لازق عندنا، ولا خلاص بقيت حاجة مضمونة قدام عنيك فمش فارقة معاك.
أمجد : يابنت الناس استهدي بالله وبلاش جنان، هتصحي النايمين.
اقعدي نتكلم وهعملك اللي يريحك.
صرخت في وشه بغضب، كل اللي يهمه أمه متصحاش وأبوه ميسمعش صوتهم، رفضت تسمعه وصممت على موقفها لكنه عاند معاها وقالها
لو خرجتي من البيت الساعة دي مترجعيش تاني.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
أمه شيفاه محتار، كل دقيقة يمسك موبايل ويشوفه، وينفخ بيأس، عملتله كوباية شاي وقعدت جنبه وسألت بقلق :
مالك ياحبيبي، في حاجة مضيقاك يا أكرم؟!
أكرم : لأ يا ست الكل، مفيش حاجه.
جليلة :يابني انت من ساعة ما رجعت وانت قاعد كده، بهدومك ولا كلت ولا شربت حاجة وماسك تليفونك كأنك مستني النتيجة.
أكرم : معلش يا ماما، مش عاوز اتكلم في حاجة دلوقت، متشغليش بالك.
ابتسمت وسألته : انت زعلان مع كاريمان، صح.
أكرم : اشمعنى كاريمان يعني!
جليلة : ياواد عيب عليك ده أنا حفظاك.
زعلتها ولا ايه؟
أكرم بغيظ :ولا عملت حاجة، هي بقالها فترة غريبة كده، والنهاردة اتلككت على موقف بسيط ومشيت.
جليلة بمكر : يمكن بتحب.
وشه اتغير وأنفاسه زادت ووالدته لاحظت، حطت ايدها على راسه وقالتله بحنية
احكيلي حصل ايه، يمكن ادلك على الحل.
شرح لأمه كل حاجة حصلت، وهي كانت بتسمعله بتركيز، ابتسم وهو بيقول
دي حتى افتكرت عيد ميلادي، جيبالي هدية الصبح، معرفش اتغيرت في لحظة واختفت وقافلة موبايلها.
جليلة : يمكن لانك عبيط، ياواد الحكاية واضحة زي الشمس، البت غيرانة عليك لما سبتها وكلمت زميلتك التانية قدامها.
أكرم : هتغير ليه بس يا أمي، هي من الأساس متعرفش إني بحبها
جليلة : ياواد هي كمان شكلها بتحبك، اقولك انت تفاتحها في الموضوع ولو كلامي صح نروح نخطبها.
أكرم بسعادة : بجد، بتتكلمي جد
جليلة : هو أنا عندي اغلى منك يا نن عيني، طالما بتحبها اوي كده خلاص، لو حكمت نبيع الشقة هعملها، المهم تبقى سعيد ومبسوط يا أكرم.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كانت بتبكي بحرقة في حضن سميرة، كأنها كانت مخزنة دموع السنين
ضمتها بقوة وفضلت تقرأ على راسها قرآن لحد ما هديت شوية، سألتها بخوف
انتِ تعبانة، حاجة بتوحعك يا ناني، اجبلك دكتور طيب!
كاريمان :مفيش حاجة يا ماما، موقف حصل في الجامعة وضايقني.
سميرة : موقف ايه، مع دكتور عندك ولا حد من زمايلك؟
كاريمان : لأ واحدة زميلتي شدينا مع بعض.
سميرة : تقومي تعيطي بالشكل ده، ما تغور هي والكلية والدنيا كلها، اوعي تزعلي.
باست خدها بحب وقالت : إيه رأيك نسافر الغردقة، الإدارة عندنا عاملين رحلة تبع الوزارة،، سألوني لو حابة أروح بس مردتش ارد عليهم غير لما أسألك.
جاوبتها بدون تفكير وكأنها فرصة علشان تهرب من كل حاجة
اه يا ماما، ياريت علشان خاطري.
سميرة : خلاص هكلم أماني زميلتي ونطلع معاهم بعد بكرة ان شاء الله.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وعود الليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى