روايات

رواية وعود الليل الفصل الرابع عشر 14 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الفصل الرابع عشر 14 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الجزء الرابع عشر

رواية وعود الليل البارت الرابع عشر

وعود الليل
وعود الليل

رواية وعود الليل الحلقة الرابعة عشر

#بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب اليك
البارت الرابع عشر
#وعود الليل
#نداء_علي
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
المحامين قدموا اكتر من طلب لإعادة محاكمة ثابت ورغم رفضه لكلامهم لكنه بيتمني يخرج من سجنه يمكن يصلح جزء من الماضي.
ثابت كان بيسمع كلمات القاضي بقلب فقد الأمل من زمان لكنه حزين على نهايته، بعد ما كانت الأرض قدام عنيه ملهاش حدود ولا آخر بقت زي القبر، مخيفة مرعبة، مش فارق معاه حاجة غير بناته، مارية بنته الصغيرة اللي بعد ما اتولدت كان حاسس إنها وش الخير والسعادة، من يوم ميلادها ورزقه زاد وحياته اتغيرت للأحسن، بقى مليونير بعد ما كان بيحلم اتحقق حلمه، اتنهد بندم لأنه نسي ان عنده بنت تانية، مقدرش يعوضها عن اي شيء، حتى الفلوس خلاص اتمنعت وبقى مستحيل يديها حقها في فلوسه.
هدى عايشة على الأجهزة الطبية، حالتها كل يوم بتسوء ، وحتى لو اتحسنت هيحصل ايه؟ هيخرج براءة، ابتسم بتهكم وجواه صوت بيقول
حتى لو فاقت هقتلها، مرة واثنين ومليون، هقتلها زي ما خانتني وقتلتني.
القاضي رفض طلبه في البراءة، أكد الحكم السابق، هيقضي ١٥ سنة في سجن مشدد ومفيش إمكانية لخروجه قبل المدة، ابتسم وهو بيسأل نفسه، ١٥ سنة ياترى هيموت في السجن ولا هيخرج، عمره انتهى وأكيد بناته هينسوه زي ما هو نساهم، خاصة كاريمان، الطفلة اللي كانت أمانة تقيلة مقدرش يتقبلها، وعد أمها قبل ما تموت إنه يهتم بيها وبعد شهور من وفاتها حس أن الأمانة هم ولازم يخلص منه.
عيونه دمعت من احساسه بأن ده ذنب كاريمان وبس
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
أكرم حاول يتصل بكاريمان طول الليل، كان هيتجنن من القلق عليها وفي نفس الوقت متحمس يقولها على فكرة والدته، عاوز يعرف رد فعلها إيه قبل ما يروحوا البيت ويتكلموا قدام سميرة، معقول كاريمان ترفض! بس احتمال ضعيف اكيد الرفض هيكون من طرف سميرة وهو متوقع ترفض لأنها معذورة، لكنه بيتمنى توافق، جواه مشاعر صعب يحكيها أو يقولها، رغبته في كاريمان بقت مؤلمة، بيفكر فيها ليل نهار، وكل يوم بيزيد حبه وعشقه لها لكنه خايف، من كل شيء حواليه، لو اتجوزها احتمال ميقدرش يبعد عنها، وقتها السفر هيبقى عقاب وعذاب، ولو سافر من غير ما يتجوزوا هيبقى عذابه أكبر، كفاية إنه هيسيبها لوحدها، يمكن حد غيره يحاول يقرب منها، وخوفه ده مش شك أو تقليل من حبها له لكنه نابع من نعومة ورقة كاريمان، بالنسبة للعالم بتاعنا هي بتشبه الورد الرقيق، نسمة هوا في وسط رياح الدنيا.
الليل عدى عليه بصعوبة، ما صدق ان النهار طلع جهز نفسه ولبس ونزل جري عاوز يلحقها قبل ما تروح شغلها فضل واقف تحت بيتها أكثر من ساعة لحد ما شافها نازلة من البيت وواقفة تنتظر تاكسي، قرب منها بلهفة واشتياق نده اسمها وهي كانت محتاجة وجوده في اللحظة دي، قربت منه بلهفة وقالتله
أكرم، أنا عاوزة اتكلم معاك.
أكرم : ممكن أعرف موبايلك مقفول ليه، أنا هتجنن عليكي من امبارح، ولو والدتك بتسهر كنت اتصلت عليها بس مردتش أسبب قلق.
اعتذرت منه بابتسامة هادية وقالت
هقولك كل حاجة، بس خلينا نروح أي مكان نتكلم فيه.
مسك ايديها ووقف تاكسي وراحوا مطعم بعيد عن الزحمة، قعدوا فترة ساكتين، أكرم كان هيفاتحها علطول في موضوع جوازهم لكن ملامح وشها والحزن اللي مالي عيونها خلاه يتراجع ويسألها بحب
مالك يا ناني، شكلك متضايق؟!
كاريمان كانت زي الطفلة الصغيرة منتظرة منه يسألها، بكت بحرقة وهو اتوجع علشانها، قالتله اللي حصل لوعد وأد إيه هي مصدومة.
أكرم حاول يهون عليها : طيب اهدي، الحمد لله إنهم لحقوها، كان ممكن تموت في ايد جوزها زي ما بنسمع اليومين دول.
كاريمان : مش قادرة اتخيل إزاي هانت عليه، دي حبيبته وأم ابنه، يوسف البيبي الصغير، طفل مكملش ٤ سنين ده ذنبه إيه يشوف أمه بالشكل ده.
أكرم : ممكن بس تبطلي بكاء لأني هقوم حالا اخدك في حضني واللي يحصل يحصل.
كاريمان انكسفت من كلامه وقالتله :
بليز يا أكرم، أنا مش قادرة اهزر.
أكرم بصوت محمل بمشاعر حقيقية
مش هزار يا كاريمان، أنا بجاهد نفسي ليل نهار وبحاول امنع نفسي عنك، بحافظ عليكي لحد ما تبقي مراتي وفي بيتي، وده مش سهل أبدا، أنا بعشقك فاهمة يعني إيه!
كاريمان بعتاب ولوم : آه وعلشان كده عاوز تسافر.
أكرم : تقبلي نتجوز قبل ما اسافر.
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
أنينها مكنش بيتوقف، ليل نهار بتتألم وتئن لكنها رافضة تتكلم مع حد، أسبوع عدى وحالتها مفروض تتحسن لكن للأسف حالتها بتسوء، أهلها مش لاقيين حل وأمجد مازال مختفي.
انتقلت وعد من العناية لغرفة عادية، أهل جوزها دفعوا مصاريف المستشفى الخاصة ووالدها مقدرش يعترض لأنه ميقدرش يدفع مبلغ زي ده لكنه أصر إنهم يبعدوا عنهم وطبعاً استجابوا لطلبه لأنهم مش قادرين على المواجهة.
اول ما اتنقلت وعد لغرفة عادية كانت قصادها مريضة تانية، بنت في الثلاثينات، ملامحها قريبة جدا لوعد وكأنهم أخوات وده خلى البنت تقرب من وعد وتكلمها، في البداية وعد مكنتش بترد عليها، لكن مع تكرار محاولاتها قالتلها
أنا إسمي وعد، ممكن تسيبيني في حالي بقى.
ابتسمت بريق بهدوء وقالتلها
حاضر، هسيبك النهاردة بس، بكرة هنتكلم وهنبقى أصحاب، أنا اسمي بريق.
وعد غمضت عيونها ونامت وبريق فضلت باصة عليها وجواها فضول تعرف إيه حكايتها وإيه وصلها للحالة دي وليه.
خارج الغرفة كان ممدوح قاعد حزين ومكسور، حاسس بالعجز لا قادر يساعد بنته ولا عارف ياخد حقها، لو بلغ عن أمجد أول إنسان هيتضرر هو ابنه هو ووعد، ولو سكت يبقى بيضيع حق بنته للمرة الثانية، حاول يكلمها رفضت وكأنها عاوزة تقطع أي علاقة لها بالناس اللي تعرفهم، حتى كاريمان راحت مرة واثنين وعشرة ووعد رفضت تحكي معاها.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
مارية دخلت البيت بتاع جاسم، بيت فخم لكنه تراث قديم، بيشبه قصور الروايات، التفتت وسألته بإعجاب
واو، ده بيت جدك الباشا؟!
جاسم حدف في وشها فوطة كان بينضف بها الغبار من العفش وقالها بتهكم
لأ يا مدام، جدي كان راجل بسيط مش باشا ولا حاجة.
مارية : بس البيت ده تحفة جدا، مش بيت إنسان بسيط أبدا.
جاسم : ده بيت أمي، ورثته عن أهلها، كانت بنت العمدة لو تسمعي عنه.
مارية هزت كتفها بجهل وقالت
لأ، يعني ايه عمدة.
جاسم رد بهدوء : يعني حاجة زي mayor كده.
مارية بحماس : حقيقي! ده انت طلعت حد مهم.
جاسم : تخيلي بقى أنا تواضعت إزاي وتنازلت واتجوزت واحدة من عامة الشعب.
مارية بصت ناحيته بغموض نظرات كلها شر وهو ضحك من طريقتها وقالها
خلاص، خلينا نهدى وبلاش مشاكل، أنا جعان تحبي تاكلي إيه؟!
مارية : مش عاوزة أكل، أنا بالليل بنام من غير عشا علشان أحافظ على جسمي.
جاسم غصب عنه بص عليها بتقييم وقال
انتِ جميلة مش محتاجة رجيم.
مارية بمكر : عارفه، بس أحب افضل كده علطول، انت اتعشى مش تشغل نفسك بيا، أنا بس عاوزة أنام،بليز شوفلي مكان نضيف أنام فيه.
جاسم : اطمني، الدور الثاني كله مفروش ونضيف، أنا جبت ناس فرشته وجهزته، مدخل البيت بس محتاج توضيب بسيط.
طلع قدامها وفي ايديه الشنط بتاعتها وهي لحقته بفضول.
وقف قدام غرفة من الغرف، فتحها وقالها
تعالي هنا، دخل جوة الغرفة، حط الشنط وانتظر مارية لحد ما دخلت قالها بصوت نعسان ومرهق
سيبي الشنط زي ما هي والصبح نبقى نشوف هنعمل إيه، ارتاحي لأننا محتاجين ناخد فاصل من السفر ولو احتجتي حاجة انا في الغرفة الثانية جمبك.
جاسم خرج ومارية قفلت الباب وراه وملامح وشها اتغيرت وهمست لنفسها بتوعد
ماشي يا جاسم، أنا هخليك تندم على اليوم اللي قابلتني فيه.
دورت بعنيها في الغرفة لحد ما لمحت لاب توب محطوط في ركن، راحت بسرعة ناحيته حاولت تشغله لكنها انصدمت لما لقيته عطلان وتحت منه ورقة مكتوب عليها بخط جاسم
معلش يا حبيبتي، اللاب ده ديكور مش اكتر متحاوليش تشغليه ولما اطمن واتأكد إنك عقلتي هشتريلك واحد جديد
مارية اتعصبت جدا وقطعت الورقة، خرجت من غرفتها وراحت لجاسم، خبطت بعنف مرتين والمرة التالته فتحلها الباب وهو مبتسم بسماجة
سألها بطيبة مصطنعة
عاوزة حاجة ياحبي
مارية : حبك برص، انت بتلاعبني ياجاسم، حاطط في اوضتي لاب عطلان ليه؟
جاسم : وانتِ عاوزة لاب تكلمي مين، اصحابك.
مارية : وانت مالك يا بارد.
جاسم : ليه الغلط بس، من شوية كنتي مؤدبة.
مارية : أوك، يعني انت مصمم تتحداني.
جاسم : لا أبدا، أنا بحاول أحميكي، أنا عارف إنك هتحاولي تتواصلي مع حد من الصيع اللي برة وعلشان كده مفيش موبايل ولا نت، أنا وانتِ والطبيعة الخلابة وبس.
🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹🔹
أمجد وصل لمرحلة من الألم فاقت تحمله، وجع بينهش في جسمه وروحه، كان في البداية المخدر بيمنحه نشوة وسعادة اختفت وحل محلها هواجس ورعب، استلف من أصحابه لحد ما بعدوا عنه، ومبقاش عنده حلول، فكر رغم ان عقله رافض يشتغل، فجأة لمعت في راسه فكرة
هو معاه توكيل عام من أبوه، هيبيع البيت هيبقى معاه مبلغ كبير يكفي احتياجاته ويفيض، وممكن يتعالج، هز راسه بعشوائية وكأنه بيبرر لنفسه وبيقنعها إنه بيتصرف صح، مشي بتعب ووصل للمحلات بتاعتهم، دخل بهدوء من غير ما حد يلاحظ ولأنه كان مختار توقيت عارف ومتأكد إنه صعب حد يشوفه فيه قدر يدخل ويفتح الخزنة، دور على التوكيل لقاه قدامه، خده بسرعة وسعادته متتوصفش وقفل الخزنة والمحل من تاني ورجع مكان ما كان.
وصل لبيت نوسة واخوها، خبط عليهم بقوة لحد ما فتحتله، بصتله بغضب وهي بتقول
جرى إيه ياسي أمجد، بتخبط علينا زي الحكومة كده ليه.
أمجد : افتحي الباب ودخليني يا نوسة لحسن رجليا مش شايلاني.
نوسة : رجب أخويا مش هنا، ادخلك البيت إزاي.
زقها أمجد ودخل وهي بصت تتأكد إن مفيش حد من الجيران شايفهم، كلمته بحدة رغم إنها سعيدة إنه راحلها لكن بتحاول تبين العكس
إيه اللي جابك في ساعة زي دي؟!
أمجد : أنا عاوزكم في خدمة، بصي انا هبيع البيت ومحتاج مشتري بسرعة جدا، شوفيلي حد وهديلك نسبة.
نوسة بتعجب : بيت مين؟ بيتكم
أمجد بعيون زايغة وصوت هلكان
أيوة، قولتي إيه، هتساعديني.
نوسة : ما قولتلك نتجوز واديلك اللي تطلبه، عليك بأيه من البهدلة دي بس.
أمجد بدون وعي : ماشي ماشي، نتجوز بس ساعديني، أنا مش هقدر اصبر لما أبيع البيت واخد فلوسه، هاتيلي بطاقة، أي حاجة تريحني وأنا هكتب عليكي الليلة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وعود الليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى