روايات

رواية وسام الفؤاد الفصل العاشر 10 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الفصل العاشر 10 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الجزء العاشر

رواية وسام الفؤاد البارت العاشر

رواية وسام الفؤاد الحلقة العاشرة

نبدأ👇👇😍
جلس آصف على إحدى الطاولات ظلت جملة والدة هبه “روحي يا هبه إلهي ما توعي ترجعي” تتردد في أذنه فدعاء الأم مُستجاب لا يدري لم يفكر بتشاؤم لكن هناك قبضة تحتل قلبه يشعر بأن هناك حدثًا سيئًا سيحدث لها، تنفس بعمق وقال: يارب لطفك
لم يمر دقيقة وسمع صرخات هبه فانتفض وركض نحوها مسرعًا، كانت لحظات قبل أن يصل إليها مرت عليه كسنوات رسم بها عقله أبشع المشاهد، سرعان ما وقف أمامها يلهث تسارعت دقات قلبه وهو ينظر نحو تلك الجالسه على المقعد وتغلق جفونها بألم صارخةً كسيدة انتابتها آلام المخاض، تفرد ساقها اليمنى وتصرخ متأوهه ويلتف حولها مجموعة من السيدات يحاولن تفقد ما يجري معها! وتقف چورين جوارها باكية، وقف للحظات مذهولًا ثم سأل:
-فيه ايه؟!
تأوهت بصراخ زلزل المكان وزعزع قلبه وهي تقول:
-رجلي!
سألها آصف بلهفة:
-إنتِ وقعتِ عليها!
هزت رأسها بعنف نافية وصرخت مجددًا من شدة الألم، فهتف أحد العمال:
-نطلب الإسعاف يا أستاذ آصف؟
هز آصف رأسه نافيًا وقال:
-لا إسعاف إيه! لو سمحت وقف تاكسي بسرعه
وقف أحد الزبائن قائلًا:
-أنا معايا عربيه ممكن أوصلكم للمستشفى
اوكأ آصف رأسه موافقًا ونظر للسيدات قائلًا بأمر:
-لو سمحتوا اسندوها بعد إذنكم
حاولن إسنادها لتقف لكنها صرخت قائله:
-لأ مش هعرف أقوم… مش هعرف أتحرك
انحنى آصف لمستواها وقال برجاء:
-معلش حاولي تقومي معاهم عشان نروح المستشفى!
نظرت له وحاولت النهوض لكن كلما حاولت الوقوف ازداد ألمها وصراخها، لا تستطيع تحمل ذلك الألم العجيب الذي أصاب ساقها ولاول مره بحياتها تشعر بمثله، وقف لحظات لا يفكر بشيء سوى دعاء والدتها الذي يتردد في أذنه، هز رأسه وزفر بقوة محاولًا طرد تلك الأفكار من رأسه، طالعها بقلق وهي لا تستطيع النهوض ولم يلبث هكذا كثيرًا وقال:
-طيب وسعولي كده بعد إذنكم!
تنفس بعمق ثم انحنى ليحملها بين ذراعيه، متجاهلًا صراخها وتوسلاتها بأن يتركها لأنها تتألم، لا يدري ما هذه الخفقه التي أصابت قلبه، وما حقيقة هذا الشعور الذي أصابه، وهرول بخطوات أشبه بالركض للسيارة وفي كل خطوة يخطوها يتذكر زوجته الراحلة وهو يركض بها للمشفى، كان يركض بها وهو بعالم أخر تسللت دمعة من عينيه وهو يتذكر وجه زوجته الشاحب وهو يركض بها للمشفى، نظر لهبه قائلًا بشرود:
-متخافيش يا آمنه
انتبه لما نطقه فمه فنظر لوجه هبه ليعود للواقع هي ليست آمنه ليست زوجته! انتبه على صوت ابنته التي تقول بصراخ وبكاء طفولي:
-لأ يا ماما متروحيش عند ربنا دلوقتي… لا يا ربنا سيبهالي… سيبهالي يا ربنا
تلك الكلمات كان كفيلة ليُسرع آصف بالركض للسيارة، لم تنتبه هبه لكلمات چوري، ولا لآصف الذي يركض بها بل أنها لا تشعر بأي شيء سوى الألم، ولا تسمع أي صوت سوى كلمات والدتها “روحي يا هبه إلهي ما توعي ترجعي” حتى ظنت أنها نهايتها وهي الآن في سكرات الموت! أجلسها آصف بالسيارة وركب جوارها مع ابنته، نظرت چورى لهبه بأعين باكية وقالت برجاء:
-متسيبنيس يا ماما
نظرت هبه نحوها وصرخت فنظر لها آصف قائلًا بلهفه:
-استحملي شويه هانت وهنوصل المستشفى!
استغفروا 🌹🌹
__________________________
“قل لي لماذا حملتني إلى غرفتي القديمة التي خيم عليها الديچور وملئتها خيوط العناكب وتناثرت ذرات التراب بأرجائها ورحلت دون أن ترى كمدي وألمي بل وصفعت بابها خلفك بلا اهتمام أو التفات!”
“جاوبي يا وسام طمني قلبي”
نظرت له بوجه خالي من التعبيرات ورجعت للخلف مبتعدة عنه ثم استدارت للإتجاه الأخر هاربة من نظراته، انتفض قلبه خوفًا، لا يستطيع التفكير أو التخيل لهذا الأمر المرير، دنا منها ووقف أمامها مجددًا ليسألها مرة أخرى بقلق شديد:
-وسام إنتِ حد اعتدى عليكِ؟!
لم تلتفت إليه فهتف بنبرة مرتفعة متوسلًا:
– أرجوكِ جاوبي!!
زفرت الهواء بقوة من رأتيها والتفتت إليه تطالعه بوجه مكفهر وقالت بنبرة جامدة:
-وإنت مالك بتسأل ليه أصلًا؟!
هز رأسه ساخرًا وقال متعجبًا:
-يعني إيه أنا مالي! يا وسام إنتِ مراتي….
عقبت بنبرة حادة:
-برده هيقولي مراتي! هو انت مش بتفهم قولتلك إنت أخويا وبس ليه مش عارف تستوعب!!
أشار بسبابته لها قائلًا:
-الظاهر إن إنتِ إلي مش بتفهمي ولا بتستوعبي أحذ نفسًا عميقًا عله يكظم غيظه منها وجاهد ليقول بنبرة هادئة:
-إنتِ مكتوبه على إسمي حاولي تفهميها
أغلقت عينيها واندفعت قائله:
-وأنا مش عايزه أتكتب على إسمك… طلقني يا فؤاد
ضغط على أسنانه ونظر بعينيها قائلًا بلوم:
-قدرتي تقوليها! جالك قلب تنطقي الكلمه دي!
استدارت للإتجاه الأخر لتهرب من نظراته جاهدت لتخرج كلماتها دون أن تنهار أمامه قائلة بنبرة هادئة مستسلمة:
-كده أو كده دا هيحصل سواء دلوقتي أو بعدين!
تنهد بألم ورد عليه بنفاذ صبر مرددًا:
-أنا تعبت… والله تعبت منك
التفتت إليه قائلة بنبرة مرتفعة:
-ما هو ده الي أنا قولتهولك قبل كده مفيش حد هيتعسك غيري يا فؤاد…
أوشكت على الإنهيار لكنها تظاهرت القوة وأشارت لباب الغرفة قائلة:
-لو سمحت اطلع بره
عقب بقلة حيلة قائلًا:
-ماشي يا وسام أنا خارج… أسف لو أزعجك بمشاعري وقلقي عليكِ
لم ترد عليه ففتح باب الغرفه ليغادر لكنها نادته:
-فؤاد
التفت لها منتظرًا أن تعتذر عما بدر منها لكنها حملت الفستان وصوبته له قائله بثبات:
-خد الفستان ده معاك أنا مش هحضر حفلات
نظر للفستان ثم لوجهها وزفر بقوة قبل أن يوليها ظهره ويخرج من الغرفة متجاهلًا لها، وصك الباب خلف ظهره، قذفت هي الفستان أرضًا بغضب والتفتت خلفها لتطالع وجهها في المرآة وتقول بانهيار وبكاء:
-غلط…. غلط كل إلي عملته غلط… أنا حياتي كلها غلط.. كنت متأكده إن فيه حاجه هتحصلي النهارده أنا مبحبش اليوم إلي اتولدت فيه ده!!
على جانب أخر خرج ليجلس مع الجميع كان الجد ويوسف وفرح ووالدها يتحدثان ونوح الذي جلس بعد أن ألقى التحيه وردها الجميع ما عدا فؤاد الذي كان يجلس معهم بجسده فقط أما عقله فقد قذفته الأفكار بعيدًا!
نظر لهم نوح قائلًا بابتسامة:
– بعد ما عملت دراسة جدوى قررت أفتح مشروع كتاكيت
ليرد الجميع في نفس اللحظه بدهشه:
-كتاكيت!
سأله يوسف:
-مش كنت بتقول هتفتح عياده بيطريه
-لأ أنا بعد ما درست الموضوع وقلبته في دماغي اكتشفت إن أنا لايق أكتر على الكتاكيت
ضحكت فرح وهي تقول:
-كله منك يا بابا كنت دائما تغنيله كتكوت ضعيف الجناح عشان كده حس نفسه كتكوت وهيساعد إخوته الكتاكيت
رمقها نوح بسخرية وهو يقول:
-حد قالك إن دمك تقيل أوي
ضحكت فرح قائله:
-لأ بصراحه محدش قالي كده غيرك
نظر له هشام وهز رأسه مغنيًا:
-كتكوت ضيف الچناح والدنيا غدرت بييييح
انفجر الجميع بالضحك ما عدا فؤاد فنظر له الجد قائلًا:
-مالك يا فؤاد؟!
لم يلتفت له بل لم يسمع نداءه فناداه مجددًا:
-فؤاد….. فؤاد…. فؤاد
هزه يوسف لينتبه فنظر له قائلًا:
-نعم! فيه حاجه؟
أشار يوسف ناحية الجد فسأل الجد:
-مالك شارد في ايه يا بني!
-لا أبدًا يا جدي مفيش حاجه
نهض فؤاد واقفًا وهو يمسك مفاتيح سيارته بيده وقال:
-انا هستأذن عشان عندي شغل
وقبل أن ينصرف حياهم قائلًا:
-سلام عليكم
رد الجميع التحيه ثم هتف الجد وهو ينظر لأثره:
-الظاهر أنه متخانق مع وسام!
نظر الجد نحو فرح وقال:
-قومي يا فهيمه اعمليلنا شاي ونادي وسام وانتِ جايه
نهضت فرح واقفة ودبدبت بقدميها في الأرض وهي تقول:
-فرح يا جدو اسمي فرح مش فهيمه
ضحك الجميع على حركتها الطفولية فغادرت لتدخل المطبخ وهي تتمتم:
-وأصلًا مبعرفش أعمل شاي!
___________________________________
“ما بال قلبي يصر على نبش ما دفنه عقلي بسرَب معتم ويطلقه على روحي ليحي آلامًا تؤرقني وترهقني!”
بقلم: آيه السيد
وقف آصف خارج غرفة الكشف يحمل ابنته بين يديه ويربت على ظهرها ليطمئنها، احتل عقله الذكريات القديمه ونبش قلبه بذالك الحزن الذي دفنه قبل سنوات ليتذكر زوجته الراحلة وهو يوقظها من نومها لتتناول الإفطار ليجد جسدها بارد كالثلج ومتصلب كالصخر لا يدري كيف حدث ذالك فقد باتت بصحة جيدة! ركض بها للمستشفى وهو يعلم أنها فارقت الحياه لكن عقله في حالة شدوه ويأبى التصديق، أخرجه من شروده صوت ابنته:
-بابا! هي ماما هتروح عند ربنا؟!
مسح دموعه قائلًا:
-لأ يا حبيبتي ان شاء الله هتقوم بالسلامه
على جانب أخر كانت تجلس على السرير وحولها إثتنين من الممرضات كانت بنفس المستشفى التي تعمل بها، هتفت الدكتوره:
-ده كان تشنج يا هبه نتيجة حركه غلط او ممكن بسبب نقص معادن…. إنتِ حاسه بايه دلوقتي؟
تنهدت هبه بارتياح وهي تعتدل جالسة:
-الحمد لله مفيش ألم بس أنا حاسه إن أعصابي سايبه… كان وجع صعب أوي والله حسيت روحي بتطلع
هتفت الممرضه:
-ألف بعد الشر عليكِ يا دكتوره
ابتسمت لها هبه ولم تعقب فهتفت الطبيبة:
-حمد الله على السلامه يا هوبه بس اعملي التحاليل دي عشان نطمن عليكِ
أومأت رأسها موافقة وهي تردد بلامبالاه:
-إن شاء الله
ابتسمت الممرضه الأخرى وقالت:
-على فكره بنتك فاضحه الدنيا بره من كتر العياط وأبوها اتبهدل معاها أخر بهدله
ابتسمت هبه حين تذكرت چورين وقالت بحب:
-چوري! أنا هقوم أخرجلها حالًا
نهضت ببطئ لتقف على قدمها ونظرت نحوهن قائله:
-شكرًا يا جماعه أجاملكم كده يارب في الأفراح
استغفروا🌷
خرجت هبه من غرفة الكشف ونظرت لآصف الذي يربت على ظهر ابنته بحنو، وحين رأها ابتسم وأقبل نحوها متناسيًا كل الحزن الذي توافد على قلبه قبل لحظات، نبه ابنته قائلًا بفرحة ظهرت بنبرة صوته:
-ماما جت يا چوري
انفلتت من بين يديه لتركض نحو هبه فابتسمت هبه وانحنت لتفتح ذراعيها وتضمها، نظر لها آصف قائلًا بابتسامه:
-حمد الله على السلامه يا دكتوره
ابتسمت هبه وردت دون أن ترفع رأسها وتنظر إليه:
-الله يسلمك شكرًا لحضرتك تعبتك معايا!
-العفو أعتقد أي حد مكاني كان هيعمل كده
رمقته سريعًا وقالت:
-شكرًا مره تانيه يا أستاذ آسف
رفع إحدى حاجبيه ورفع سبابته مصححًا:
-آصف مش آسف
زفرت هبه بقوه وجادلته قائله:
-ما إنت إلي اسمك غريب أوي الصراحه أنا عمري ما شوفت حد اسمه كده لا وأحمر يعني آسف وأحمر
تنهد بقوة وهو يغلق عينه ويفتحها قائلًا بنفاذ صبر:
-مش هتتغيري أبدًا
ابتسمت باستفزاز وهي تقول:
-آسف الأحمر والله اسم يضحك
ضحكت فرمقها بغيظ ليقاطعهما صوت عاطف الذي يقبل نحوهما هاتفًا من نهاية الطرقة:
-يا دكتوره هبه…. يا دكتوره هبه يا برتقالي
أغلقت عينيها وفتحتها بغضب وهي تتمتم بكلمات غير مفهومه ثم التفت لمصدر الصوت، وقف امامها قائلًا:
-ألف سلامه عليكِ يا برتقالي أنا أول ما سمعت انك تعبانه نزلت أجري
ضحك آصف وهو يبدل نظره بينها وبين صديقه ثم نظر لها قائلًا بتعجب:
-برتقالي! إنتِ اسمك هبه البرتقالي؟
ضحك بخفوت فنفخت بحنق ولم تعقب، صافح آصف صديقه قائلًا:
-ما إنت لسه بتيجي في الوقت المناسب أهوه
ضحك عاطف قائلًا:
-تلميذك يا أحمر… والله واحشني
-حبيبي يا غالي
نظر عاطف لهبه مجددًا وقال:
-إيه يا برتقاله عامله إيه؟
زمت هبه شفتيها وقالت بغضب:
-إنت المفروض كانوا سموك عاصف مش عاطف عشان بتهب مره واحده زي الريح
نفخت بحنق وقبضت على يد چوري وهي تقول:
-يلا يا چوري نمشي من هنا
نظرت لعاطف قائله:
-وياريت تقطع علاقتك بيا نهائي يا دكتور عاطف
غادرت فنظر عاطف لأثرها وقال لصديقه بتعجب:
-مالها دي؟! تكون زعلت عشان قولتلها يا برتقاله؟
مط آصف شفتيه للأمام ورفع كتفيه لأعلى كناية عن جهلة وسأله:
-هي عائلتها اسمها البرتقالي؟!
اومأ عاطف رأسه قائلًا: أيوه… هو إنت تعرفها؟
اومأ آصف رأسه مبتسمًا وقال:
-ايوه أعرف عيلتها
مد آصف يده ليصافحه وقال:
-أستأذنك بقا يا دكتره وان شاء الله نتواصل
سبحان الله والحمد لله 💐🌷
___________________________________
في غرفة وهيبه
“يا حجه وهيبه ركزي معايا إيه الخطه إلي عاوزانا نعملها للبت؟”
سألتها شاهيناز بهمس فأجابت وهيبه بتوهان:
-خطه! وإحنا هنعمل خطه ليه يا ست إنتِ!
ضربت شاهيناز صدرها بدهشه وقالت:
-إنتِ توهتِ تاني يا حجه!!!
عقدت حاجبيها مردفة:
– ما أنا قولتلك اشرحيهالي امبارح قولتيلي لأ أنا هرتب كل حاجه
مسكتها وهيبه من ملابسها كأنها تخانقها وقالت:
-إنت عايزه مني إيه يا ست إنتِ؟!
أزاحت شاهيناز يد وهيبه وقالت:
-يا حجه البت مكبوسه وعاوزين نخضها
سألتها وهيبه:
-تخضيها! هتخضي مين؟!
زفرت شاهيناز بقوة وقالت بنفاذ صبر:
-بنتي يا حجه عايزه أخض بنتي
ضربتها وهيبه كفًا على ظهرها وقالت:
-ولما هي بنتك هتخضيها ليه يا موكوسه
تنهدت شاهيناز بقوة وقالت:
-لأ دا إنتِ النقاش معاكِ ملهوش لزمه طول ما إنتِ تايهه كده!
خلعت وهيبه حذائها ورفعته في وجه شاهيناز قائله:
-به إنتِ بتشتميني هي مين دي إلي لاسعه يا بت
-يا حجه مقولتش لاسعه أنا قولت تايهه…. قومي يلا اتغدي
-اتغدى! اتغدى من إيدك؟ دا إنتِ ملكيش خير في بنتك هيكون ليكِ خير فيا!
هزت الحذاء بيدها وقالت:
-اطلعي بره يا وليه يا حيزبونه إنتِ دا أنا هفضحك وأقول للناس كلها إنك عاوزه تخضي بتك
همست شاهيناز وهي تربت على كتف وهيبه:
-اسكتِ يا حجه لحد يسمعك
فتحت وهيبه باب الغرفه وهي تقول:
-والله ما أنا ساكته
وقفت بمنتصف البيت وهتفت:
-اسمعوا يا أهل الدار الوليه دي عاوز تخض بتها
خرجت إليهم ووقفت أمام الجميع قائلة وهي تشير نحو شاهيناز:
-يا ناس يا عالم الوليه دي بتخطط لحاجه خطيره وعاوزاني أساعدها
ابتسمت شاهيناز بسماجه وهي ترفع كتفها لأعلى وتنظر نحوهم:
-تهيؤات يا جماعه متركزوش
وقفت وهيبه بجانب هشام وقالت:
-دي عاوزة تخض بتها ياخويا
رد هشام قائلًا:
-معلش يا حجه أنا هتصرف معاها
ضيقت وهيبه جفونها وقالت:
-ألا هو إنت مين؟!
ربت هشام على يدها قائلًا:
-أنا ابن أخوكِ
ضحكت وهيبه قائلة:
-أيوه ما أنا عارفه بس بختبرك
وقفت وهيبه جوار نوح وسألته:
-وإنت مين؟
أشار نوح لأبيه وابتسم قائلًا:
-أنا ابنه؟
نظرت وهيبه لهشام وقالت:
-دا ابنك! انشاله يخليه
نظرت لنوح مرة أخرى وأشارت نحو هشام مجددًا قائلة:
-هو مين ده؟
سحبتها شاهيناز وهي تقول:
-تعالي يا حجه ادخلي جوه
لا إله إلا الله🌹
___________________________________
وقفت وسام تنظر للمرآة وتلهث، شهقت باكيه وحملتها الذكريات للماضي وبسرعة الريح رأتت ذلك المشهد قبل ٦سنوات كأنه يُعرض على شاشة التلفاز أمام عينها….
“رجوع للماضي”
“بالله عليك يا سالم متعملش فيا كده”
قالتها وسام وهي ترتجف، فابتسم بسخرية ناظرًا نحوها بشغف متفحصًا لجسدها الذي أغراه وهتف بخبث:
-أنا عارف إنك بردانه عشان كده هدفيكِ
دنا منها فرجعت للخلف بظهرها وهي ترمقه بهلع، تسارعت دقات قلبها وجلًا منه ومن نظراته التي لا تبشر بخير، ازدردت ريقها بتوتر لتبلل حلقها الجاف، حاولت استجماع الكلمات لتخرجها من فمها علها تبعد ذاك الوحش عنها، تلعثمت قائلة بخفوت:
-م…م… متقربش مني…. والله هصوت
قابل كلماتها بضحكة ساخرة أرجفت قلبها وهزت أركانة، ظل يدنو منها متجاهلًا جملتها، فصاحت بنبرة مرتفعة:
– يا عمو الحقني! إلحقوني….
قطع باقي المسافه بينهما ركضًا وكمم فمها بيده ليكتم صراخها قائلًا بحدة:
-اخرسي بقا
كان عملاق مقارنة بجسدها الهزيل، فكانت كفأر صغير يحاول الهروب من قبضة الأسد، لم تستطع مقاومته فقد كمم فمها بيد ومسك كلتا يديها الصغيرتين بيده الأخرى، سرعان ما حملها ووضعها على الفراش فتوسلت قائلة برجاء:
-حرام عليك سيبني
أخرج سلا..ح من جيبه وصوبه نحوها، ثم التفت حوله بسرعة كالمجنون فوجد قطعتين من القماش بجواره التقطهما على الفور وأقبل نحوها، نظر لها بأعين متسعة أرعبتها قائلًا وهو يحرك سلا…حه صوبها:
-لو نطقتي بحرف تاني هضر..بك بده وأتويكِ ومحدش هيعرفلك طريق
ارتفع صوت بكائها وشهقاتها فهدر بها بحدة وبنبرة مرتفعة:
-قولت مش عايز نفس
أومأت رأسها لأسفل عدة مرات وهي تكتم شهقاتها، أقبل هو يكمم فمها بقطعة من القماش ويربط كلتا يديها حتى يُشل حركتها، كانت تُدمع بصوت مكبوت، وقف أمامها وصوب سلا..حه نحوها قائلًا بنبرة شريرة وببسمة مجنونة:
-إنتِ إلي اضطرتيني أعمل كده
وفجأة انقطعت الكهرباء فتجهم وجهه وصرخ نزلت بسرعة عن الفراش، فهي فرصتها الوحيده للهرب، هرولت مسرعة لتخرج من الغرفة وتدخل للمطبخ، أخرج سالم قداحة من جيبه وأشعل نارها وهو يلتفت حوله ويضحك بسخرية قائلًا:
-هتروحي فين وإنتِ جناحك مربوط يا عصفوره
دار يبحث عنها بأرجاء الشقه حتى نفذ صبره فهتف بحدة:
-لو مخرجتيش هولع في الشقه بالي فيها ومش هيهمني
وقفت خلف الثلاجة بالمطبخ تكتم بكائها وترتجف خوفًا، وقلبها يصارع بداخل أضلعها هلعًا ووجلًا، صاح قائلًا بتحدي:
-هعد لحد عشره لو مخرجتيش أنا هولع في الشقه
بدأ بالعد وهو يخرج من غرفة ويلج الأخرى حتى وصل للمطبخ وقال:
-عشره….
وألقى قداحته أرضًا فالتهمت النار سجاد المطبخ وتصاعدت لأعلى وهي تلتهم كل ما يقابلها بنهم شديد، كانت مشدوهة مما ترى، واقف هو خارج المطبخ يضحك بجنون وبهستريه، خرجت من خلف الثلاجة، وحاولت الخروج من المطبخ، فابتسم عندما رأها وازدادت ضحكاته حين رأى النار قد مسكت بثيابها، وهي تصرخ وتهمهم مستغيثة به، لكنه مستمتع لرؤيتها تتألم! تجهم وجهه حين فتح أحدهم باب والشقة وهرع ليختبئ داخل أي غرفة حتى لا يراه أحد….
“عودة للحاضر”
عادت للواقع تلهث من ذلك الماضي المرعب، تناقضت رعشة جسدها مع تعرقه الغزير اتجهت نحو سريرها لتأخذ حبة من المهدئ، أفرغت محتوى العلبه بيدها ووضعته دفعة واحدة في فمها لم تكن تريد انهاء حياتها هي فقط تريد أن تهدأ وتهرب من كل تلك الفوضى، على جانب أخر طرقت فرح باب غرفتها ودخلت مبتسمة وهي تقول:
-جدو عايزك يا ويسو
وقفت وسام أمامها تنظر للفراغ بوجه متجهم كانت تقبض على علبة الدواء بإحدى يديها، ارتخت قبضة يديها ووقعت العلبه أرضًا قبل أن تغلق عينيها وتقع هي الأخرى، فصرخت فرح صرخة هزت أرجاء البيت وانحنت تتفقد وسام وتنظر لعلبة الدواء الفارغة وهي تصرخ:
-إلحقوني…. وسام…. وسام
الله أكبر🌹♥️
________________________________
“أنا كدا فهمت إحنا بنتخانق دايمًا ليه!”
قال آصف جملته بجدية وهو يضع كلتا يديه بجيبي بنطاله، وأردف بابتسامه:
-طلعنا نفس النوع عشان كده بينا تنافر!
زمت شفتيها ونظرت نحوه قائله بامتعاض:
-مش فاهمه!
ابتسم موضحًا:
-يعني أنا أحمر وإنتِ برتقالي ألوان زي بعضنا
عقدت جبهتها قائلة:
-لا والله!
-هو إنتِ متعرفيش إن لو قطب موجب وقطب موجب بيكون بينهم تنافر وكذالك لو سالب وسالب ودا بالظبط إلي بيحصل بينا
أردف بابتسامه استفزتها:
-المفروض إنك دارسه فزياء وعارفه الحاجات دي
-بقولك إيه اسكت بتعرف تسكت
رفع إحدى حاجبيه قائلًا:
-اسكت ليه هو أنا بتكلم من بوقك
انحنت هبه وقبلت چوري من إحدى وجنتيها وقالت:
-باي يا چوري أنا همشي عشان لو وقفت دقيقة زياده هطق وأموت.
تجاهلته تمامًا وهمت بالمغادره فلوح لها بيده وهو يقول:
-مع السلامه يا دكتوره برتقالي
التفتت تنظر إليه بغضب فضحك وهو يحمل ابنته ويقول بضحكه:
-طلعت برتقالي يا چوري… طبعًا إنتِ مش فاهمه حاجه
هزت چوري رأسها بطفوليه نافية وهي تقول:
-لأ
قبلها من مقدمة رأسها وقال:
-مش مهم تعالي أجيبلك حاجات حلوه كتير
تهلل وجه چوري وقالت:
-سيبسي!
قلدها قائلًا:
-سيبسي وسيكولاته وعصير اطلبي واتمني عشان أنا مزاجي رايق
استغفر الله وأتوب إليه 🌹♥️
___________________________________
قاد سيارته لا يدري إلى أي وجهة سيذهب حتى خرج من القرية فأوقف السيارة وسند رأسه للخلف ثم أغلق عينيه متألمًا وتنفس بعمق، تذكر حالتها بالأمس ففتح عينيه بسرعة وحدق بالفراغ يتخيل لو تكررت تلك الحالة مرة أخرى! قام بتشغيل سيارته على الفور ليعود إليها وهو يردد بحسرة:
-اه يا وسام لو تعرفي قلبي مولع إزاي
زفر بألم وقال:
-اللهم لا تحملني مالا طاقة لي به
أوقف سيارته أمام المنزل وارتجل منها وقبل أن يدخل وصل لسمعه أصوات الصرخات، وتحديدًا صوت فرح التي تصرخ باكية:
-عايزه تموتِ نفسك ليه يا وسام ليه… ليه!
قلبه! كيف أصف حال قلبه بعد سماعه ما قالت ورؤيته لوسام الكامنة بين يدي خاله يركض بها للخارج، توقف الزمن بل توقف عقله عن استيعاب أي شيء سند على سيارته ليتزن، اقترب منه يوسف قائلًا:
-بسرعه يا فؤاد افتح عربيتك
لم يسمعه وكأن بأذنيه وقرا يحول دون سماعه لأي شيء، أخذ يوسف المفتاح من بين يديه وهو يهدر به قائلًا بنبرة مرتفعة:
-فوق يا فؤاد فوق
فتح يوسف السياره ودخل هشام مع وسام إلى المقعد الخلفي وركبت فرح بجوار وسام عاد فؤاد لوعيه ونظر لوسام بلهفة وهتف قائلًا لفرح:
-انزلي يا فرح اركبي قدام
هزت فرح رأسها بعنف وقالت:
-لأ مش هسيبها مش هسيبها… فوقي يا وسام
خرج هشام من السيارة وهو يقول:
-تعالى يا فؤاد أنا هركب قدام
جلس غؤاد جوارها وسند رأسها على صدره وهو يقول:
-بسرعه يا يوسف بسرعه بالله عليك
أردف بأعين دامعة:
-ليه تعملي فيا كده ليه؟ بالله عليكِ متسيبنيش
نظر لأعلى قائلًا بتوسل:
-يارب…. يارب
رددت فرح قائلة بدموع:
-يارب يارب…. سوق بسرعه يا يوسف بسرعه
وبعد مرور عدة ساعات وتحديدًا في الساعة الثانية صباحًا، اطمئن الجميع على حالة وسام اقتربت فرح من هبه وقالت:
-لو هي محتاجه تبرع بالدم ولا حاجه أنا فصيلتي زيها
ابتسمت هبه وربتت على كتف فرح قائلة:
-متقلقيش يحببتي مش محتاجين دمك هي بقت كويسه وشويه وهتخرج معانا
تركتها هبه ودخلت لغرفة الكشف مجددًا، فتنهدت فرح بارتياح ونظرت ليوسف وهشام الواقفان بجوار بعضهما جحظت عيناها عندما رأت ما يرتديانه بقدمهما من أخذية فكان يوسف يرتدي حذاء حريمي بوردة حمراء والناحية الأخرى لا تشبهه بل فردة حذاء أخرى باللون الأصفر، أما هشام فكان يرتدي فردة بيضاء والأخرى كحلي أقبلت نحوهما وانفجرت بالضحك وهي تشير نحو قدمهما فسألها يوسف:
-بتضحكي على إيه!
-إنت لابس شبشب حريمي على البدله
أكملت ضحك قائلة:
-فرده حمرا وفرده صفرا؟ دي موضه دي يا دكتور يوسف!
ضحك هشام وهو ينظر لقدم يوسف فعقبت فرح وهي تشير لقدم أبيها:
-بص بابا كمان لابس فردة شبشب بصباع وفردة من غير أبيض وكحلي
تجهم وجهها وهما يبدلان النظر بين أحذيتهما وقهقهت فرح ضاحكة وهي تقول:
-شكلكم يضحك أخر حاجه
تنهد هشام بقوه وقال:
-هو احنا كنا في ايه ولا ايه الحمد لله انها جت على أد الشباشب
رمقتهم فرح بسخرية وصحكت وهي متجهة لغرفة الكشف لتطمئن على وسام، كانت المستشفى هادئة فأصدر حذائها ضحيجًا مرتفعًا كلما دعست بقدمها لتتقدم خطوة فنظر يوسف لهشام وانفجرا بالضحك فقال يوسف:
-فرح لابسه القبقاب بتاع الحمام على الفستان وبتتريق علينا!
ضحك هشام وقال بنبرة مرتفعة:
-الله بنور على القبقاب يا فرح
نظرت فرح لشبشب المرحاض الذي ترتديه وقالت باستهزاء:
-على الأقل الفردتين من نفس الشكل
بقلم: آيه السيد
__________________________
كان فؤاد يقف جوارها لم يعاتبها بكلامه لكن فعلت عيناه، سأل الطبيب قائلًا:
-هي كده مفيش خطوره على حياتها يا دكتور
-إن شاء الله خير هي هتخرج معاكم وعشان خاطر دكتوره هبه مش هعمل أي إجراء قانوني
ابتسمت هبه قائلة:
-شكرًا يا دكتور
نظر الطبيب لفؤاد قائلًا:
– بس هي لازم تتابع مع دكتور عشان تتعافى من المنوم الي كانت بتاخده
صوب الطبيب نظره لهبه قائلًا:
– وإنتِ يا دكتوره تابعي حالتها كويس لو فيه أي أعراض تسمم ظهرت تاني طبعًا عارفه هتعملي إيه
أومأت هبه رأسها وعقب فؤاد:
-طيب لو كده نسيبها الليله في المستشفى
هز الطبيب رأسه نافيًا:
-لأ خدوها معاكم بلاش تفضل هنا
أومأت هبه رأسها برسميه:
-تمام شكرًا يا دكتور
نظر الطبيب لوسام وقال:
-حمد الله على السلامه يا أستاذه وسام
-الله يسلمك
اقتربت فرح وهبه ليسانداها ليغادروا فأقبل فؤاد نحوهن قائلا:
-سيبوها يا جماعه
ابتعدتا وبسرعة حملها بين يديه فنظرت له قائله:
-نزلي يا فؤاد أنا همشي
تجاهل جملتهاقالت مجددًا:
-نزلني
تجاهلها تمامًا وكأنها لم تتحدث، فاستكانت بين يديه وسندت رأسها على كتفه، تبعه الجميع لخارج المستشفى فرح وحذائها العجيب الذي يصدر صوتًا صاخبًا كلما تقدمت خطوة ويوسف الذي ينظر لقدمه بإحراج وما يرتديه من حذاء حريمي كل طرف من جهة وبالكاد يضم نصف قدمه، وهشام الذي يتنحنح بإحراج كلما نظر نحو قدمه وحذائه الكحلي في قدم والأبيض ذات الصوباع في القدم الأخرى، نظر يوسف لفرح قائلًا:
-بطلي دوشه بقا شبشبك جابلي صداع
ضحكت فرح قائلة:
-بس أحسن من شبشب تيته إلي لابسه!
رد هشام:
-بس والله شبشب الحاجه وهيبه هياكل من رجلك حته يا يوسف
عقب يوسف بنزق:
-بس مش عارف حاسس إنه ضيق عليا مش مريحني خالص
ضحك هشام قائلًا:
-طبيعي يا حبيبي دا إنت نص رجلك بره أنا من رأيي تخلعه وتمشي حافي أصله مش لايق على البدله كمان
وقفت فرح قائلة:
-انا عندي فكره يا يوسف أنا الشبشب كبير أوي عليا والي إنت لابسهم صغيرين عليك يلا نبدل
اومأ يوسف رأسه باقتناع وقال:
-أنا بقول كده برده
وبمجرد أن بدلت الحذاء معه تنهدت بارتياح قائلة:
-الحمد لله خلصت من دوشه الشبشب ده
سار يوسف وهو يضع يديه بجيبي بنطاله بشموخ ويجر الحذاء بقدمه مصدرًا ضجيجًا، فضحكت فرح قائله:
-على فكره لبسك القبقاب هيخلي سمعتك هباب
انفجر هشام بالضحك وضر….بها يوسف على رأسها بخفه ثم هرولوا ليلحقوا بفؤاد…
★★★★★★★★★
مرت الليله بهدوء كان فؤاد يراقب حالة وسام يتفقدها كل فترة ليتأكد من أنها تتنفس بصورة جيدة، حتى حل الصباح فتحت وسام عينيها فوجدته يجلس جوارها ويضع سبابته أمام أنفها ليتأكد من تنفسها ابتسمت قائلة:
-متقلقش لسه عايشه
ابتسم بانكسار وقال بعتاب:
-كده يا وسام مصممه توجعي قلبي
اعتدلت جالسة وقالت:
-والله ما كان قصدي خالص
تنهد ونهض واقفًا وهو يقول:
-مش وقته الكلام ده يا وسام أهم حاجه عندي إنك بخير
ارتدى سترته وهم أن يخرج من الغرفه فنادته:
-فؤاد!
التفت لها متلهفًا وسألها:
-عايزه حاجه؟
أطرقت رأسها لأسفل وقالت:
-أنا محدش اعتدى عليا
ابتسم قائلًا:
-أنا مش عايزك تفكري في أي حاجه ريحي أعصابك
ابتسمت بألم وقالت بصوت مختنق يكتم البكاء:
-أنا آسفه… بجد آسفه ليك سامحني
هرول إليها ليضمها قائلًا بحب:
-إوعي يا بت تفكري تبعدي عني
شددت على ضمه دون التفوه بكلمه…
_____________________________
استيقظت هبة من نومها ومسكت هاتفها لتجد رسالة عبر الواتساب من رقم آصف محتواها:
” چوري طلبتك كتير امبارح ونامت معيطه”
اعتدلت جالسة وطلبت رقمه على الفور فرد عليها:
-السلام عليكم
لم تتوقع أن يرد عليها فكان يعطي الهاتف لابنته في كل مرة تهاتفه ردت بصوت ناعس:
-عليكم السلام أنا آسفه والله حصل ظروف امبارح
-ولا يهمك المهم انك كويسه ثواني هديهالك تكلميها
تعجبت من طريقة كلامه الهادئه، مطت شفتيها للأمام بتعجب وتنهدت بعمق ابتسم هو وفتح سماعة هاتفه ليسمع كلامها مع ابنته التي قالت:
-ماما
-يا روح ماما أنا آسفه والله هاجيلك النهارده وأصالحك بلعبه حلوه
-بحبك أوي يا ماما
-وأنا بعشقك يا قلبي
ابتسم آصف وهو يرى السعاده على وجه ابنته ويسمع أصوات ضحكاتهما أثناء تحضيرة للإفطار، أنهت هبه المكالمه واىتدت ثيابها ثم قامت لتطمئن على وسام قبل أن تغادر، صدع جرس الباب فأقبلت لتفتحه، فوجدت والدة فؤاد تلهث كأنها قطعت الطريق ركضًا وتسألها بدون تحية:
-وسام فين يا هبه؟
ربتت هبه على كتفها لتطمئنها وقالت:
-متقلقيش يا طنط هي بخير
قاطعها خروج وسام من الغرفه تمسك يد فؤاد، ابتسمت هبه قائلة:
-الحمد لله كدا أقد أروح البيت أجيب ورق مهم وأطير على شغلي
أقبلت والدة فؤاد نحو وسام وضمتها قائله بدموع:
-ليه كده يا وسام خضتيني
-أنا آسفه يا خالتو
_________________________
فتحت هبه باب شقتها بهدوء لا تريد رؤية والدتها ولا تريد التسمم بكلماتها المتكرره، دخلت تسير على أطراف أصابعها فسمعت والدتها تتحدث عبر الهاتف قائله:
-متقلقيش يا فاطمه هبه لعاصم أنا بس بحاول ألين دماغها…. طيب هقولك سر بس توعديني متقولهوش لحد”
وضعت يدها على قلبها أيعقل أن تبوح والدتها بسرها التي أخفته عن الجميع وشاركته معها، وقفت خارج الغرفه تستمع لباقي الحوار:
“عاصم أكيد هيعرف بعدين لما يتجوزوا بس ابقي قوليله بينك وبينه…. بصي يا ستي هبه طليقها الله يجحمه مطرح ما راح ملمسهاش يعني لسه بنت بنوت”
وضعت هبه يدها على فمها لتكتم شهقاتها، تسارعت دموعها لتخرج من مقلتيها، خانتها شهقة حين خرجت من فمها فنظرت والدتها نحو الباب لتجدها واقفة فأغلقت المكالمة بدون استئذان وهبت واقفة تنظر لإبنتها بذهول فهتفت هبه بصوت متشنج من خلف بكائها:
-شكرًا يا ماما إنك حفظتِ سري
________________________________
خرج يوسف من بيته ليذهب لعمله فناداه عمه «سليمان» وقف يوسف لوهله ليزفر بقوة ثم التفت إليه قائلًا:
-صباح الخير يا عمي
-صباح النور…. أنا حاسس كده إنك ناسي الإتفاق إلي كان بينا!
تنحنح يوسف قائلًا:
-أي اتفاق؟
-تطلق بنت عمران! وأنا شايف إن ده الوقت المناسب……

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسام الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!