روايات

رواية وسام الفؤاد الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الجزء الحادي والثلاثون

رواية وسام الفؤاد البارت الحادي والثلاثون

رواية وسام الفؤاد الحلقة الحادية والثلاثون

صلوا على خير الأنام ♥️
“أنا إزاي مأخدتش بالي من حاجه زي دي! يارب استر يارب”
قال أخر جملة لنفسه وهو يعدو عله يلحق بسديل، وبمجرد أن وقف خلفها سمع صوت والدة جاسر تقول بزهو:
“دي رضوى خطيبة جاسر”
ثم دوى صوت والدتة قائلة بابتسامة وهي تشير نحو السيدة الخمسينية جوارها:
“وتبقى بنت أختي يا سديل”
جحظت عينيه بصدمة، رمق رضوى بحدة ثم قبض على يد سديل وجذبها من أمامهم قائلًا بتلعثم:
“سديل عاوزك بسرعه… بعد إذنكم يا جماعه”
سحبها من يدها حتى حافة السفينه، وقف قبالتها لم يكن على عادته بل كان متوترًا للغاية، دار حول نفسه ثم وقف قبالتها مسح أرنبة أنفه بسبابته وأخذ يحك رقبته بارتباك، وأخيرًا تنهد بعمق وضغط شفتيه معًا لبرهة قبل أن يقول بتلعثم:
“سديل… أ… أ… أنا عايز أعترفلك بحاجه… عارف إنه مش وقت مناسب خالص بس…أ… لازم تعرفي وأتمنى تسامحيني يا… يا… يا ديلا”
قال الإسم الأخير ثم أغلق جفونه خوفًا من أثر وقع الإسم على طبلة أذنها، قال بندم وبنبرة خافتة:
“أنا آسف والله عارف إني غلطان… بس…”
فرك جفونه بأنامله كم تمنى أن يختفي الآن! لعن رضوى في سريرة نفسه أن تبًا لك رضوى لوضعي في مثل هذا الموقف وفي هذا اليوم تحديدًا، حاول تجميع كلماته لا يدري كيف يبدأ هذا الحديث الذي يصفه بالماضي الأسود! فتح جفونه وأخذ يرتب كلماته على طرف لسانه فقالت:
“مسمحاك”
قالتها بابتسامة لم يرها لكن تجلى أثرها بنبرة صوتها، تمنى لو يزيح نقابها الآن ليرى ملامحها! أردفت سديل بهدوء:
“هون على نفسك يا أحمد أنا عارفه كل حاجه… رضوى قالتلي قبل كتب كتابنا وشرحتلي كل حاجه و.. وكلنا بنغلط والحمد لله إنك اعترفت بغلطك وصلحته”
قطب جبينه قائلًا بصدمه:
“يعني إيه رضوى حكتلك؟!!!”
لم تعقب ونظرت أمامها عاقدة ذراعيها أمام صدرها فأردف بذهول:
“معقوله يعني رضوى قالتلك! و… وقالتلك إن أنا إلي كنت بكلمك لما كنت بناديكِ بـ… ديلا؟!”
أومأت سديل رأسها بالإيجاب، ثم قالت بتبرم:
“قالتلي كل حاجه وأنا مردتش اقولك.. بس مقالتليش إنها اتخطبت! معقوله تخبي عليا… دا أنا بقولها كل حاجه!”
ابتهجت ملامحه وأخذ يهز رأسه يمينة ويسرة ويغربل كلامها برأسه، قال بنبرة فرحة:
“مش مهم يا سديل مش مهم”
أردف أحمد بابتسامة عريضة:
” المهم دلوقتي انك عارفه ومسمحاني… و… والله يا ديلا ما كنت بنام كنت خايف أوي من رد فعلك”
قبض أحمد على يدها وعلى حين غرة ضمها إليه وهمس في أذنها:
“شيلتِ حمل كبير أوي من على قلبي يا ديلا”
ازدادت خفقات قلبها حتى شعر هو بها، دفعته بخفه والتفتت يمنةً ويسرةً بخجل وهي تُعدل من ملابسها، قالت بارتباك:
“إ… إيه إلي عملته ده!!!”
رفع حاجبيه عاقدًا جبينه ومبتسمًا بمكر، قال:
“عملت إيه! بحضن مراتي حبيبتي من شدة فرحتي”
رفعت سبابتها في وجهه، كادت أن تعنـ.فه ولكن ارتبكت من ابتسامته فعقبت بتلعثم:
“طـ… طيب و.. والله ما مسمحاك بقا على إلي إنت عملته دلوقتي ده يا أحمد..”
قالتها وانصرفت من أمامه وهي تنفخ بضيق، لكن سُرعان ما تحول ضيقها لابتسامة عريضة وهي تتذكر نظراته وابتسامته الجذابة، وقف أحمد لبرهة ينظر لأثرها وقال بابتسامة:
“الله أكبر طلعت مسمحاني… يارب ميكونش حلم”
عاد لمكان تجمع الشباب وهو يُحدث حاله أن ما أروعك رضوى! إنها أفضل إبنة خالة على الإطلاق!
_________________________
“يا بنتي والله احنا لسه كاتبين الكتاب امبارح وقولت أعملهالك مفاجأة لما أشوفك..”
قالتها رضوى لسديل مبررة موقفها، فقالت سديل بصدمة:
“كمان كتب كتاب يا نهار أبيض يا رضوى!”
رضوى باستعطاف:
” طيب أنا آسفه إنتِ عارفه إني مش بخبي عنك حاجه يا دودو”
سديل بخيبة أمل:
“مش مبرر برده دا أنا بقولك وأنا داخله الحمام يا رضوى”
ضمتها رضوى بابتسامة وقالت:
“عشان خاطري متزعليش والله آسفه والله كنت عايزه أفاجئك…”
وقفت رضوى قبالتها وقالت بابتسامة:
” وبعدين ما إنتِ عارفه جاسر… فاكره لما قولتلي أنا لو مكنتش أعرف أحمد كنت هقبل ب جاسر وقولتلك ابعتهولي أهو ربنا بعتهولي”
سديل:
“واتعرفتوا إزاي بقا؟!”
رضوى:
“مامته تبقى صاحبة أخت صاحبة ماما وكانوا بيدوروا على عروسه ورشحوني بس كده”
ضحكتا وعقبت سديل بابتسامة راضية:
“طيب خلاص يا ستي…. مبارك ربنا يتمملك بخير يارب”
لكزتها رضوى بذراعها مبتسمة بمرح، فلكزتها سديل مرة أخرى وضحكتا….
***************
“مساء الخير”
قالها آصف عبر مكبر الصوت “المايك” فانتبه الجميع، جحظت عيني هبه وظنت أنه سيُغازلها علنًا، أخذت تهز سبابتها يمينًا ويسارًا “أن لا تفعل أرجوك”، غمز لها وأردف بمزاح:
“الصراحه يا جماعه أنا عندي موهبه مـ.دفونه ودايمًا يحبطوني وبيقولوا إن قال إيه!! صوتي وحش! فأنا عايزكم تسمعوني وتحكموا… ودقوا الدفوف”
قال جملته الأخيره وهو يُشير للشباب الحاملين للدفوف، فتعالت أصوات نقراتهم وبدأ آصف يغني:
الليلة عيد
ردد الشباب: (اللي-اللي-اللي-اللي)
آصف: ده الليلة عيد
الشباب: (اللي-اللي-اللي-اللي)
آصف: الليلة عيد والفرحة زايدة فيها حبة، والجو فيه ريحة السعادة بجد هابه، للصبح رقص وهيصه مين سهران معانا، دي الفرحة حلوة وربنا ما بتستخبه
الشباب: ايه
تلعثم آصف وأخذ يغمغم بكلمات غير مفهومة على الألحان مغنيًا:
“همهمهمهمهم… تيراراران…”
ضحك الجميع وضحك هو أيضًا أخذ يفكر فليست عادته أن يفعل مثل هذا! فقبل أن يتعرف على هبه كانت حياته جدية للغاية، كان نادرًا ما يضحك، لو أخبره أحد بأنه سيفعل ما فعله اليوم لنعته بالمعتوه! نظر لهبه التي تتابعه بابتسامة واعجاب فلم يكن صوته سيء كعادته بل أداها بشكل جيد جدًا، أما والدة هبه فكانت تُطالعه بفخر أشارت نحوه قائلة للسيدات جوارها بزهو:
“دا جوز بنتي ده”
أعطى آصف الميكرڤون ليوسف الذي حاول كبح ضحاته ليُكمل الأغنية:
“هو الحظ إيه غير اللي إحنا فيه، ليلة ضـ.رب نـ.ار”
ردد الشباب: نـ.ار
يوسف: عاملين إنفـ.جار، اللي مربع إيديه!
الشباب: “إيه”
يوسف: أنت معقدها ليه، دي الفرجة ببلاش ما بندفعش كاش..
غناها يوسف بصوته الذي لا يختلف عن صوت آصف كثيرًا.
كانت فرح تتابع يوسف بابتسامة والتقطت له الكثير من الصور الفوتوغرافيه.
وهنا جاء دور نوح وأخذ يلعب بيت بوكس “أصوات تصدر من الفم تشبه الموسيقى” تبعه أحمد الذي غنى بصوته العذب الكثير من الأناشيد.
كان حفلًا ممتعًا يخلو من الموسيقى الصاخبة، أحياه الشباب بفقراتهم المتنوعة وأغانيهم المرحة على نقرات الدفوف.
_________________________
وبعد انتهاء الحفل، وقفت سديل أمام السيارة منتظرة أحمد وما أن رأته أشارت له فأقبل إليها، قال بابتسامة:
“إيه يا ديلا مركبتيش ليه؟”
“عاوزه أقولك حاجه يا أحمد؟!”
مال برأسه نحوها قليلًا ليستطيع سماعها، فأردفت:
“بصراحه يا أحمد أنا مش عايزه أروح معاهم”
“ليه ما احنا مرتبين نفسنا على كده!”
“يعني الڤيلا فيها زي تلت شقق صح؟”
أومأ رأسه بالإيجاب فأكملت:
” واحد هيقعد فيه رحيل مع أبيه محمود وواحد وسام مع دكتور فؤاد والأخير الدكتوره هبه مع جوزها احنا بقا هنروح ليه!!”
“هو احنا كنا هنقعد مع هبه وآصف عادي لأن الشقه فيها أربع غرف”
“لأ يا أحمد مش عايزه أروح… طيب ايه رأيك نبقا نروحلهم كمان كام يوم”
صمت أحمد وفكر للحظات ثم قال:
“عجبتني الفكره احنا ممكن ناخد چوري منهم كمان بما إن هبه معملتش شهر عسل.. ايه رأيك؟”
“ياريت والله”
عرض أحمد الفكرة على الجميع واضطرت رحيل للموافقة على مضض حين أصرت سديل، وأخذت سديل چوري معها.
ركبت رحيل جوار محمود بالمقعد الأمامي وهبه مع آصف بالخلف.
انطلق فؤاد مع وسام بسيارته.
_____________________________
“بس إيه رأيك في المفاجأه دي!”
قالها فؤاد مبتسمًا بحـ.ماس وهو يقود سيارته، فطالعته وسام لبرهة كم تمنت ألا تخمد حمـ.اسه ولكن… تنفست الصعداء وقالت بضجر:
“مش حلوه يا فؤاد…. مين قالك إني عايزه أروح بلطيم النهارده!!”
أخذ فؤاد يبدل نظره بينها وبين الطريق بتعجب وقال:
“ليه يا بابا مش عايزه تقضي شهر عسل ولا إيه!!”
نظرت وسام أمامها وقالت بنزق:
“مش النهارده يا فؤاد أنا كان نفسي نكون أول يوم في بيتنا ونصلي مع بعض ركعتين وبعدين…”
صمتت فغمز لها وعقب بخبث:
“وبعدين ايه؟”
نفخت بحنق وقالت ضاغطة على حروف كلماتها:
“وبعدين نتعشا سوا… وننام”
ضحك فؤاد وقال:
” يا ستي نصلي الركعتين دول هناك ونتعشى هناك برده”
هزت رأسها نافية وهي تقول:
“لا لا أنا عايزه أول ليله تكون في بيتنا وبعدين نبقى نسافر في أي يوم تاني”
وبسرعة البرق غير فؤاد مسار طريقه للبيت وهو يقول:
“دا إنتِ تأمري يا روحي هلف وأرجع حالًا بالًا”
ابتسمت وسام بفرحة وقالت بعدم استيعاب:
“بتهزر صح!!”
“ودي فيها هزار! أنا كنت فاكر الموضوع هيفرحك وعامله عشانك..”
“طيب مش هيزعلوا!!”
“نقضي يومين كده في بيتنا ونبقى نروحلهم”
طالعته وسام بابتسامة عذبة وقالت:
“فؤاد أقولك حاجه!…”
رمقها في سرعة وقال:١
“قولي يا وسامي”
استندت وسام بظهرها للخلف وقالت بابتسامة:
“ضاق قلبي فلم يضم سواكَ وضاع عقلي مشتاقًا لرؤياك، ماذا فعلت لقلبي ليشقى عند غيابكَ ويطير فرحًا متلهفًا للقاياكَ!”
ارتفعت ضحكات فؤاد وقال:
“ياه دا إنتِ حفظاه… على فكره ده كان تأليفي عشان تعرفي إن أنا مغرم”
اتسعت ابتسامتها وقالت بصوت مخملي:
“وقع قلبي في هواك مُغرمًا فرضخ عقلي لحبك مرغمًا”
غمز لها قائلًا من خلف ضحكاته:
“دا إنتِ مزاكره يا وسامي.. ابقي فكريني بقا أشرحلك الحاجات إلي أنا مزاكرها لما نوصل بيتنا بالسلامة”
وسام بمرح:
“مش هفكرك ويارب تنسى”
فؤاد متخابثًا:
“أنسى إزاي!! يا بنتي أنا حافظ المنهج صم وإن شاء الله أجتاز الإمتحان بامتياز مع مرتبة الشرف”
___________________
“هتقعدي تعيطي طول الليل يا رحيل”
قالها وهو يُطالعها وهي تجلس فوق الأريكة ترتدي منامتها الطويلة وتبكي.
“أ… أ… أصل أنا خايفه على سديل… وآسفه لو عملالك ازعاج”
قالتها بصوت متحشرج ونبرة مرتجفة، أطلق محمود تنهيدة عالية وجلس جوارها يرمقها بشفقة، قال بصوت رخيم:
“يا حياتي ازعاج إيه بس!! أنا قلبي بيوجعني لما أشوفك كده”
تفرس ملامحها بمقلتيه وأردف بفراسة:
“بس أنا عارف إنتِ بتعيطي ليه! الحكايه مش سديل خالص”
رمقته بنظرة جانبية، فابتسم وقبض على يدها التي انتفضت بين كفه أردف:
“الحكايه انك لسه مش واخده عليا أو ملحقتيش تعرفيني كويس وأكيد خايفه… صح؟!”
تفاجئت بكلماته تلك! كيف فهم ألتلك الدرجة يتجلى الخوف على خلجات وجهها، ابتلعت غصتها وأطرقت رأسها لأسفل وكأنها تؤكد ما قال لتوه، أشاح بصره عنها وابتسم مردفًا بمكر:
“تخيلي أنا لحد دلوقتي مسمعتش منك كلمة بحبك… هو إنت مبتحبنيش ولا ايه؟!”
وضع يده أسفل ذقنها ورفعه بخفة ثم جففت دموعها برقة، وطالع مقلتيها قائلًا بابتسامة عذبة:
“أنا بقا متأكد إنك بتحبيني… بس نفسي ترن في وداني زي ما بترن في قلبي مستني أسمعها يا رحرح متبقيش بخيله بقا وقوليها”
أطرقت بصرها لأسفل في حياء، فقال بابتسامة:
“هـــا!! هتقولي يا بنت الناس ولا أقوم أنط من البلكونه.. إيه رأيك أنط وانا بقولك لو ده هيثبتلك إني… بحبــــــك”
قال أخر كلمه وهو يقف فاتحًا ذراعيه بحركة درامية، تلاشى حزنها وتناثرت طاقتها السلبية وأخذت تضحك وضحك هو الأخر، وقف قبالتها وقال:
“هــا!! هسمعها ولا أجري أنط من البلكونه”
فتح كفه ومد ذراعه يحثها على النهوض ونجح في جذب انتباهها وإخراجها من بؤرة الظلام، مدت يدها لتلمس كفه ونهضت واقفة قبالته تُطالعه بابتسامة، بادرت هي بضمه وحاوطت ظهرة بكلتا يديها قائلة:
“لأ مفيش داعي تنط من البلكونه عشان مقدرش أعيش من غيرك ولا أقدر أتخيل الحياه بدونك بحبك… أنا بحبك.. إنت كل حياتي يا محمود”
قبل رأسها وقال بحنو:
“يا روحي إنتِ إلي نور حياتي والله”
انفتحت نافورة عينيها مجددًا فشدد على ضمها وقال:
“يا بنتي ارحمي نفسك إنتِ بتعيطي من العصر!”
قالت بنبرة مرتعشة:
“أنا… أنا مش قصدي أنكد عليك في ليلة زي دي… معلش سامحني مش عارفه أخرج من الحالة دي”
خرجت من بين ذراعيه وهي تحاول رسم ابتسامة على صفحة وجهها ثم أخذت تجفف دموعها بكلتا يديها بحركة طفولية، عازمة أن تتماسك وتركن خوفها جانبًا، عقب محمود متخابثًا:
” متقلقيش خالص أنا بعون الله هخرجك من الحاله دي.. ومش هتعرفي ترجعيلها تاني”
عقدت بين حاجبيها باستفهام، فحاوط كتفيها بذراعه وأردف:
“تعالي بقا ندخل أوضتنا عشان أعرف أشرحلك كيفية الخروج من الحاله دي بالتفصيل”
شهقت بقـ.وة حين فهمت مقصده، وأزاحت ذاعه عن كتفها مبتعدة عنه، وهدرت به:
“محمود إنت بجد حد مش محترم”
أشار محمود لنفسه وقال بصدمة مصطنعة:
“أنا!!! أنا مش محترم يا رحيل! طيب اسألي عني كده.. كل الناس تشهد باحترامي وأخلاقي”
حمحم وأردف بمكر:
“هو بس أنا عندي جانب كده في شخصيتي مش مؤدب.. فاحنا محتاجين نعالجه مع بعض يعني لو مش هكون بتقل عليكِ بما إن حضرتك بقيتِ مراتي يعني”
دبدبت قدميها بالأرض بطفولية وقالت:
“والله هعيط تاني”
قهقه ضاحكًا وقال بمرح:
“لا من غير عياط يا رحرح متفهمنيش صح أوي كده!! أنا قصدي إن إحنا نتوضى ونصلي ركعتين وبعدين بقا نشوف”
قالت بنبرة مرتعشة:
“نـ… نشوف ايــــه!!”
“نشوف حاجه نأكلها يا رحرح يعني ننام من غير عشا الله!”
استغفروا ❤️
____________________
وفي غرفة هبه وآصف، جلست هبه على الفراش تُحدق بشاشة هاتفها وتشاهد الفيديو الخاص بآصف بابتسامة واسعة، في كل يوم يزيد حبها له وتزداد رغبتها في الإفصاح له عما يجيش بصدرها، نظرت لصورته على شاشة الهاتف وقالت:
“بحبك يا أحمر… بحبك من غير خوف عشان إنت الأمان”
أعادت تشغيل الفيديو من بدايته مجددًا وأخذت تتأمله بابتسامة وعندما سمعت صوت فتح باب المرحاض، أغلقت الفيديو واعتدلت في جلستها وعدلت من شعرها وهيئتها ثم فتحت تطبيق الفيسبوك تتصفحه لتُبين انشغالها عنه، وهي تسترق النظر إليه بنظرة جانبية.
جلس آصف جوارها صامتًا لبرهة ثم أخذ يُطالعها مضيقًا جفونه ومتفحصًا لها بملامح جامدة، رفعت عينها فرأت حالته تلك، عقدت حاجبيها وقالت بتعجب:
“بتبصلي كده ليه يا أحمر؟”
“بحاول أفهمك يا برتقالي عشان تعبتيني”
ضحكت وقالت بمرح:
“وتتعب نفسك وتحاول تفهم ليه… قول إنت عاوز تفهم إيه وأنا أفهمك!!”
لم يرتب كلامه وقال:
“إنتِ قريتِ الرسايل وسمعتِ التسجيلات صح؟”
“ر… رسائل ايه دي!! لـ… لأ معرفش تقصد ايه!!”
“يا برتقالي عينك فضحاكِ إنتِ ناسيه إني خبره في قراية النظرات! اعترفي يا حبيبتي عشان أنا عرفت كل حاجه”
هبت واقفة وتخصرت قائلة بضجر:
“يبقى البنت دي كلمتك تاني!!!”
رفع إحدى حاجبيه قائلًا باستفهام:
“تبقي سمعتيهم يا هبه!”
اندفعت هبه قائلة دفعة واحدة:
” أيوه صح سمعتهم وروحت لأيمن هزقته وخدت حقي وحقك!”
استدارت للإتجاه الأخر ونفخت بحنق، فنهضچ ووقف قبالتها قائلًا ببعض الحدة:
“والله! كمان روحتِ لأيمن! وأنا بقا فين في حياتك طبق كفته أنا!!”
عقبت بنفس نبرته:
“طيب ما إنت كمان محكيتليش على البنت الي بتبعتلك صورها… يبقا كده خالصين واحده قصاد واحده”
رمقها بغيظ ولم يعقب، خرج للشرفة وتركها تقطع الغرفة ذهابًا وإيابًا وتلعن لسانها واندفاعها، ارتدت حجابًا وخرجت للشرفة، كان يجلس على مقعد خشبي وأمامه طاولة صغيرة، جلست على المقعد الفارغ قبالته وقالت بابتسامة:
“إنت زعلت يا أحمر؟”
قال دون أن يرفع بصره إليها:
“أيوه يا هبه زعلت هكذب عليكِ يعني!”
قالت بحمـ.اس:
“طيب خلينا نتعاهد منخبيش حاجه على بعض تاني.. و وأنا آسفه مش هعمل كده تاني والله”
لم يرد عليها، فأردفت بابتسامة:
“شكلك لسه زعلان! طيب ايه رأيك أغنيلك؟”
أطلق ضحكة خفيفة وطالعها قائلًا:
“غنيلي ولو الأغنيه عجبتني مستعد أصالحك.. بس يلا ندخل جوه محبش حد يسمع صوت مراتي الرقيق الجميل ده”
وقف يُغلق باب الشرفة وهي تقف خلفه وتغني:
“وبدأت أمحو ما مضى بالحب طرت إلى الفضا عن كل شيء داخلي أنا في رضا… حزني تحطم واختفى والخوف في قلبي غفا وبفرحة قد عدت أشعر بالصفا”
قالت أخر كلمة ودنت منه ومسكت يده، فاتسعت ابتسامته ودقق النظر لمقلتيها ثم سألها بنبرة حانية:
“اطمنتِ يا هبه؟”
لم تُخفض عينيها عن عينه أومأت رأسها قائلة بابتسامة:
“اطمنت يا أحـ…. يا حبيبي”
أخذت تُطالع وجهه الذي باتت تحفظ خلجاته، ولأول مرة تشعر أنها تود لمسه، رفعت يدها تتحسس خده بأناملها الناعمة فأطبق يده على يدها وقبل راحة يدها، ثم قال:
“بحبك”
لمست الكلمة أسوار قلبها واستمرت ابتسامتها في الإتساع وفجأة تلاشت، سحبت يدها في سرعة وابتعدت عنه، استدارت للإتجاه الأخر وتأففت بضجر، وقف قبالتها وسألها:
“فيه ايه؟!”
“بصراحه يا أحمر أنا غيرانه مش قادره أتخيل إنك كنت بتحب واحده غيري وممكن تكون مازلت بتحبها وكمان كنت…”
توقف سيل كلماتها حين أنامله على شفتيها بخفة، وقال بابتسامة:
“دع حب أول من كلفت بحبه…
ما الحب إلا للحــــــبيب الآخر…
ما قد تولى لا ارتجاع لطيبه…
هل غائب اللذات مثل تقدم”
زمت هبه شفتيها وقالت بنزق:
“مش فاهمه حاجه”
“يعني بحبك يا برتقالي بحبك وقاعده جوه قلبي مربعه ارحمي قلبي بقا يا مفتريه يا ظالمه”
عقدت يديها أمام صدرها وقالت بابتسامة:
“طيب ما أنا كمان بحبك وقاعد جوه قلبي وعقلي كمان”
رفع كلتا يديه لأعلى قائلًا بنبرة مرتفعة مبتهجًا:
“يا فرج الله… أحمدك وأشكر فضلك يارب”
قهقهت ضاحكة، فقال بخبث:
“المهم فيه سؤال دائمًا بيلح عليا ومحتاج أعرف إجابته ضروري لأني مبنامش يا برتقالي!”
قطبت جبينها مستفهمة:
“سؤال إيه ده؟!”
حمحم بخفوت وقال بابتسامةٍ لعوب:
“هو خليط اللون الأحمر والبرتقالي بينتج ايه!”
رفعت كتفيها لأعلى ولوت فمها لأسفل بجهل، فكرت لبرهة ثم هزت رأسها نافية وقالت:
“الصراحه مش عارفه!!”
طالعها بجراءة وقال:
“طيب ما تيجي نشوف التجربه ده كده عملي”
انتفضت وابتعدت عنه خطواتين بعد أن فهمت المقصد من كلامه، رفعت سبابتها وقالت بتحذير:
“متهزرش يا أحمر”
وقف قبالتها وأشار لنفسه قائلًا بنبرة مرتفعة قليلًا:
“بقولك إيه أنا مش هتنازل عن التجربه دي دلوقتي… أنا مبنامش يا برتقالي عايز اجابه لسؤالي المُلح ده”
دنا منها فركضت بالأرجاء وهدرت به:
“إنت برده لسه بتفكر بالطريقه دي يا أحمر!”
“ومفكرش ليه بالطريقه دي حرام عليا يعني ولا ايه!!”
ركض خلفها حتى استطاع الإمساك بها جذبها من ذراعها ليدخلا لغرفة النوم وهو يقول بصوت رخيم:
” تعالي بقا يا حبيبتي أعلمك تفكري بنفس الطريقه”
استغفروا🌷
__________________________
وبعد مرور يومين في يوم الجمعة
وقفت شاهيناز في المطبخ تغسل الأواني جوار والدة فؤاد التي تُعد طعام الغداء وتحكي لها تفاصيل حفلة الزفاف للمرة التي لا حصر لها، انتهت قائلة:
“بس يا ستي وفؤاد ووسام لسه في شقتهم ممكن يروحو بلطيم النهارده أو بكره”
شاهيناز:
“ربنا يسعدهم يارب… والله البت سديل دي جدعه مردتش تروح وجابت چوري معاها”
والدة فؤاد:
“عقبالها هي كمان… ربنا يتمملها على خير يارب”
قاطعهما وهيبة التي تدور بأرجاء البيت هاتفةً:
“فينك يا زيكو… محدش شاف زيكو يا ولاه غايب بقاله فتره”
شاهيناز بنزق:
“بدأنا إسطوانة كل يوم”
انحنت وهيبة تبحث أسفل الأريكة وهي تردد:
“يا ترى زعلت مني في ايه يا زيكو! يارب رجعهولي بالسلامه يارب… كان نفسي زيكو ده يرد عليا ويكلمني زي ما بكلمه بس يعين أمه أخرس… يارب رجعهولي بيتكلم يارب يا زيكـــــــو زيكـــــو”
ضحكتا على هتافها الدائم على الفأر، مصمصت والدة فؤاد بشفتيها قائلة بأسى:
“عمتي وهيبه دي مكنش فيه في عقلها يا شوشو صحيح كان عندها وسواس قهري لكن كانت مسيطره عليه وبعد ما جوزها الأخير الله يرحمه توفى وهي دخلت في حالة نفسيه مخرجتش منها كان بيجيلها تهيؤات وحاولت تنتـ.حر أكتر من مرة.. ربنا يشفيها والله”
قالتها بأسى فعقبت شاهيناز مستفهمة:
“إلا هي صحيح قعدت في المستشفى النفسي سنه؟”
والدة فؤاد:
“قعدت سنه متواصل وبعدين كانت بتروح كل فتره كده تتابع ولحد دلوقتي بتتابع طبعًا”
قاطعهما جرس الباب فجففت شاهيناز يدها وهي تقول:
“هتلاقي ده المهندس إلي هيصلح الغساله”
هرولت لتفتح الباب، وبعد التعارف قالت:
“اتفضل يا بشمهندس…”
دخل الرجل للمرحاض لتصليح غسالة الملابس.
وبعد فترة صاحت وهيبة مجددًا:
“يا زيكو روحت فين يا زيكو”
“أنا هنا في الحمام”
جحظت عيناها وهبت واقفة، وأخذت تقبل نحو مصدر الصوت الخارج من المرحاض، هتفت:
“زيكو!!”
“أيوه أنا هنا”
ابتهجت ملامحها وقالت بهمس:
“زيكو حبيب قلبي”
هرولت للمرحاض فوجدت الرجل يُصلح الغسالة، دارت بعينها في أرجاء أرضية المرحاض، ثم نادت:
“زيكـــو”
نظر لها قائلًا:
“نعم يا حجه”
شهقت بصدمة وأشارت له وهي تقول:
“إنت زيكو!!”
اومأ قائلًا:
“أيوه أنا زيكو فيه حاجه ولا إيه!”
“وإنت كبرت كده امته؟ دا من يومين كنت بتسحف على الأرض وبجيبك من تحت السرير”
الرجل بتعجب:
“أنا!!”
اتسعت ابتسامتها وقالت مبتهجة:
“بس مش مهم أنا ربنا استجاب لدعائي… يلا بقا تعالى على الأوضه”
“أوضة ايه يا حجه”
“أوضتنا يلا بينا عشان أرقصلك وتقولي رأيك”
“يا جماعه حد يجي يشوف فيه ايه!”
قالها الرجل بنبرة مرتفعة وهو يحاول إفلات يده منها، هرولت شاهيناز للمرحاض وقالت:
“إيه يا حجه”
عقدت وهيبة حاجبيها قائلة:
“إيه… مش انت زيكو!”
اومأ قائلًا:
“أيوه أنا زيكو”
وهيبة:
“اهوه اعترف على نفسه”
انفـ.جرت شاهيناز بالضحك وجذبت وهيبة خارج المرحاض وهي تقول:
“لا مؤاخذه يا بشمهندس دا سوء تفاهم ”
حاولت كبح ضحكتها وهمست لوهيبة:
“يا حجه ده تشابه أسماء مش أكتر تعالى ربنا يهديكِ”
وقف الرجل يهز رأسه مستنكرًا وهو يردد:
“دا كانت عايزه ترقصلي… لا حول ولا قوة الا بالله”
أكمل عمله وكلما تذكر ما حدث ضحك ثم عاد ليُكمل عمله.
______________________________
“هو كيس شيبسي واحد يا چوري وهناكله إحنا الاثنين”
قالتها سديل بنزق لچوري التي تقف في المحل وقد حملت أربعة أكياس من الشيبسي، عقبت چوري بضجر:
“إنتِ بقيتِ بخيله يا ديلا”
“يا سلام يختي دا إنتِ امبارح أكلتِ المحل كله لوحدك”
“والله أكلت اتنين ويندوز وبس”
نفذت سديل ما قالت واشترت كيس واحد من الشيبسي وخرجتا من المحل يضحكان على تصرفات چوري المضحكة، فقطع طريقهما سيارة سوداء خرج منها عامر وأخوه الذي وقف خلف چوري وصوب الخنجر نحوها قائلًا لسديل بخفوت:
“اركبي في هدوء ومش هيكون به أي إصابات… هتشغلي دماغك وتعاندي هنقول على الحلوه دي الله يرحمها”
نظرت سديل حولها فكان المكان فارغ لا يسير أي شخص وهي بين الأراضي الزراعية لحالها، ازدادت خفات قلبهاووتحول عقلها لصفحة بيضاء فزعنت لكلامه وركبت السيارة وجوري جوارها.
____________________
خرج فؤاد من صلاة الجمعة وسار للبيت وهو يستغفر ويذكر الله بهمس، فوقف سالم أمامه بتوكتوك وجذبه هو ورجل أخر لداخله، فؤاد بغضب:
“إيه يا عم إنت وهو الله!!”
وضع سالم قماشة سوداء على عينيه وربط الرجل الأخر يديه، صاح فؤاد:
“ايــــه هو أنا مخطوف ولا إيه!”
صوب سالم خنـ.جر لخصره وقال بضجر:
“أيوه واسكت بقا عشان منخلصش عليك”
صمت فؤاد وقلبه يقرع بهلع، فهو يخشى الموت أخذ يفكر في وسام هل سيمـ.وت ويتركها لحالها مجددًا!!!!
**************
ومن ناحية أخرى كان سليمان يتابع فرح حتى رأه تقف أمام المنزل فقال لأحد رجاله:
“يلا هاتلنا إلي هناك دي قبل ما حد يلمحك”
اومأ الرجل برأسه واتجه نحوها مصوبًا خنجره لظهرها قائلًا:
“من غير دوشه يا برنسيسه تعالي معايا ومن غير حركه كتير عشان الجنين إلي في بطنك”
لم ترى فرح وجهه وأومأت بهلع وهي تقول:
“حاضر… حاضر بس إنت مين!!”
“من غير أسئله يلا قدامي”
________________________
وفي ذاك الدهليز المنخفض عن سطح الأرض والذي يشبه نفق الفئران جذب عامر سديل من يدها ودفعها داخل تلك الغرفة الفارغة ووقفت چوري جوار أخو عامر تبكي وتصرخ.
“إنت عاوز إيه يا عامر؟!”
قالتها سديل بفزع، فعقب:
“عاوز حقي!! بقا أنا يا بت تشرديني بالطريقة دي وتخلي سيرتي على كل لسان”
قالها بحدة ثم انقض عليها يضربها مردفًا:
“وريني بقا هتدافعي عن نفسك إزاي… وديني
لو رفعتِ عينك همـ.وتلك البت الحلوه إلي بره دي”
أخذ يضـ.ربها وهي تصرخ وتتوسله ليتركها، وفي النهاية جذب حجابها عن رأسها ونقابها ثم صفعها على وجهها فترك علامة حمراء على خدها وسالت الد*”ماء من فمها، تركها وقال بحدة وبنبرة قاسية:
“ولو سمعت نفسك متسألينيش عن البت إلي بره”
******
وبعد فترة
دخل سالم خلف فؤاد فوجد البنت الصغيره مع عامر وأخيه فهدر بهما:
“إنتوا بتعملوا ايه هنا.. ومين البت دي”
عامر:
“ملكش فيه إنت إلي جاي ليه ومين ده؟!”
دفع سالم فؤاد لداخل الغرفة ورأى حالة سديل فأغلق الباب وعاد لعامر قائلًا بحدة:
“الله يخربيتكم هتودونا في داهيه… انتو شاربين إيه ياض منك ليه!”
وبعد لحظات دلف أحد الرجال جاذبًا فرح من يدها، بدلت نظرها بينهم وهي تردد بنبرة مرتعشة:
“انتوا عايزين مني إيه!!”
جذبها سالم من يدها ليدفعها داخل الغرفة هي الأخرى
************
“مين هنا… ميــــن!”
قالها فؤاد وهو لا يرى شيئًا لكن يسمع صوت سديل الباكي، نهضت واقفة فقد عرفته من صوته فكت وثاق يديه، ثم عادت تجلس بعيدًا، أزاح فؤاد الرباط عن عينيه، التفت حوله حتى التقطها بصره وقف قبالتها وقال مستفهمًا:
“إنتِ مين؟!”
“أ.. أ..أنا… أنا سديل”
قالتها بخفوت وهي تُنكس رأسها بخجل ثم أجهشت بالبكاء، غض فؤاد بصره عنها ومسح وجهه بكلتا يديه عله يكظم غضبه، ودون أن يُطالع وجهها سألها بشفقة:
-مين عمل فيكِ كده!!!
لم يخرج من فمها سوى شهقات متتالية.
لم يرفع عينه بها وأردف متلعثمًا:
“طيب… إنتِ كويسه ولا… يعني حد عملك حاجه…”
لم تعقب وارتفع صوت نحيبها فقال بقلق:
“عملوا فيكِ ايه يا سديل ردي بالله عليكِ؟”
حاولت التماسك وقالت من خلف شهقاتها بصوت متهدج:
“ضـ…. ضـ.ربوني…. و… وأخدوا النقاب والطرحه”
“ضـ.ربوكِ وبس ولا حد عملك حاجه تاني!”
هزت رأسها بعـ.نف نافية وهي تردد:
“لأ محدش عملي حاجه لأ…”
تنهد بارتياح، دوى صوت فتح الباب فجحظت أعينهما بدهشة حين دلفت فرح وتبعها سالم المبتسم بخبث.
“اوعى كده متلمسنيش”
قالتها فرح بغضب عندما دفعها سالم للداخل، وحين رأت هيئة سديل ركضت إليها وهي تردد بفزع:
“سديل! مين عمل فيكِ كده؟!”
ازدادت شهقات سديل، فبكت فرح هي الأخرى ونظرت لفؤاد متسألة بخوف وبنبرة متحشرجة:
“هو فيه ايه يا فؤاد؟!”
حاول فؤاد طمئنتها فقال:
“متخافيش يا فرح”
أقبل سالم نحو فؤاد يرمقه بتهكم، فقال فؤاد بنبرة هادئة تناقض حدة نظراته:
“إيه شغل الإجـ.رام ده؟! إنت عايز مننا إيه؟!”
“أنا ليا حساب معاك وعاوزين نخلصه”
قالها سالم ثم أعطى فؤاد لكمة بوجهه، فرد له فؤاد اللكمة وهدر به بغضب:
“إنت عايز إيه… عايز إيــــه”
تمالك سالم حاله فلم يرد أن يتشاجر الآن، خرج من الغرفة وصك الباب خلفه ثم وقف يتلمس خده بألم،بعد لحظة دخلت چوري للغرفة وهرولت لحضن فؤاد وهي تبكي، وخلعت فرح سترتها لتغطي بها شعر سديل المنـ.هارة بالبكاء، نهض فؤاد واقفًا وحمل چوري بين يديه قائلًا:
“اهدوا إن شاء الله هخرجكم من هنا”
وقف يُطالع الغرفة ويضـ.رب جدرانها بغضب عارم وهو يتوعد سالم وعمه وأولاده بداخله..
__________________
دلف سليمان لنفق الفئران ووقف قبالتهم وقائلًا بغضب وبنبرة حادة:
“انتوا أغبيه مين قالكم تعملوا كده! أخدتوا رأي مين؟!…”
نفث الهواء من فمه بضجر، وتلعثم سالم قائلًا:
“إلي حصل حصل بس مينفعش نسيبهم هنا ماجد عارف المكان ده”
سليمان بحدة:
“هنودوهم فين ماجد عارف كل الأماكن”
هز سالم رأسه نافيًا وقال:
“لأ مش كل الأماكن… إنت شكلك ناسي المخزن بتاعنا”
حدق سليمان بنقطة وهمية في الفراغ مفكرًا ثم قال:
“أيوه يلا جهزوا الرجاله”
__________________________
كان ماجد على أتم استعداد فقد أخبروه في الصباح أن الصفقة بعد ساعات وسيقابل الزعيم شخصيًا، فبلغ محمود الذي أتى على الفور ليتابع عمله، ارتفع رنين هاتفه فأجاب ليصفعة الأخر بكلماته قائلًا:
“ازيك يا كبير حفيدتك وحفيدك منورين عندنا عشان متحاولش تغدر… لحد ما الصفقه تتم على خير”
هتف الجد بغضب:
“يا ولا ال****! ألو… ألو”
أُغلق الهاتف، وقف الجد حائرًا وأخذ يقطع الحديقة ذهابًا وإيابًا بقلق ثم هاتف محمود…
سبحان الله وبحمده ❤️
_____________________
من ناحية أخرى جلس محمود قبالة الشباب يتابع ساعة يده ويحاول تهدئة آصف وطمئنه أن الأمور ستجري على ما يُرام وستعود ابنته لأحضانه مجددًا، فقال يوسف:
“أنا مش فاهم برده إيه علاقة الحج ماجد بالموضوع ده”
محمود موضحًا:
“الحكايه يا يوسف إن فيه شبكه كبيره جدًا داخل وخارج المحافظة بتتاجر في المخـ.درات… الحج ماجد بقا متخفي بينهم هو كان شغال معاهم بس قرر يتوب وبقا يبعتلي أخبارهم من فتره طويله بس مكنتش أعرف إنه هو لحد ما كشفلي عن نفسه من قريب جدًا… في الوقت ده أنا كنت كشفتهم لأن فيه شخص بينهم بيساعدني وساعدنا نوصل الشرطة لناس كتير من خارج المحافظه لكن الدور على إلي هنا في محافظتنا”
يوسف: مين الشخص ده؟!
محمود: بعدين هتعرف
اومأ الجميع وران بينهم صمت قاتم قطعه أحمد قائلًا بخوف:
“ربنا يستر… أنا قلقان قوي على سديل”
يوسف بقلق:
“وأنا قلقان على فرح والله”
أطلق آصف تنهيدة طويلة ثم قال:
“يارب ساعدنا يارب”
نظر محمود في ساعة يده نهض واقفًا، استعد وجهز سلا.حه وهو يبدل نظره بين ثلاثتهم قائلًا:
“دلوقتي هتاخدو العربيه وتروحوا للعنوان إلي هقولهولكم عشان تجيبوا الجماعه المخطوفين”
أحمد بقلق:
“وإنت؟!”
ربت محمود على ظهره وقال بابتسامة:
“متقلقش عليا هروح أقبض على الأشرار وارجعلكم”
*************
في مكان أخر وقف سليمان أمام رجل يولى ظهره، بعد أن قص عليه ما حدث إلا بعض الأمور، قال بمكر:
“والشرطه مرقباهم كلهم إلا أنا يا زعيم عشان كده خليتهم يروحوا المكان الغلط إلي بعته للحج ماجد تمويه يعني”
زفر الرجل بقـ.وة وقال:
“احنا بقالنا فتره كل صفقه بندخلها مع الي اسمه ماجد وابنه بنخسرها والصفقه دي بالذات مينفعش تخسر أنا فلوسي كلها فيها”
التفت إليه فظهر وجه رؤف، عقب سليمان:
“أنا قولتلك كل حاجه يا زعيم عشان تشور عليا أتصرف ازاي”
ضيق رؤوف جفونه وقال:
“أنا شاكك في ماجد من فتره طويله وكويس أن إنتوا اديتوله مكان غلط للصفقه وكمان خدتوا احتياطتكم وخطفتوا أحفاده”
ربت على كتف سليمان وقال:
“بس أنا ليا عتاب عليك يا سليمان… إزاي تعمل في ابني أنا كده!”
تلجلج سليمان وقال:
“والله يا زعيم ما كنت أعرف إنه ابنك”
“ما علينا نخلص الموضوع ده وبعدين نتعاتب… يلا بينا”
سار سليمان جواره وهو يبتسم بخبث….
صلوا على خير الأنام ❤️
________________
وفي مخزن متهالك يشبه غرفة قديمة، به تلاث مقاعد قديمة وكراكيب أخرى لم يقودهم الفضول لتفتيش فيها، كان الظلام يخيم أرجاءه إلا من ضوء خافت لعمود كهربائي يدخل من نافذة صغيرة أعلى الغرفة، وقف فؤاد أمام باب المخزن بعد أن غادر كافة الرجال أخرج المفتاح من جيبه ليفتح باب المخزن وهو يقول بهمس:
” أنا قلقان يكونوا لسه بره”
فرح بنبرة مرتعشة:
“طيب استنى كمان شويه يا فؤاد”
اومأ فؤاد ووقف لدقائق أخرى وأخذ يتذكر كلام ذاك الرجل بعد أن دخلوا للمخزن، كان رجل ملثم، اقترب منه كأنه يضـ.ربه وأعطاه مفتاح بيده وهو يهمس بأذنه:
“الساعه ٩ مش هيبقا حد بره أهربوا”
عاد من شروده على صوت فرح:
“اعتقد كده معدش حد بره يا فؤاد افتح بقا”
نظر فؤاد في ساعة يده ثنفس الصعداء وقال:
“تمام”
فتح الباب وخرجوا متسللين وفؤاد يحمل چوري على كتفه، كان مخزن “بدرون” لبيت بمنتصف الأراضي الزراعية، وقفت سيارة مقابلتهم فصرختا فرح وسديل _تلك التي تغطي شعرها ووجهها بسترة فرح_ أنزل فؤاد چوي ووقف أمامهن فاتحًا ذراعيه كأنه يحميهن، ارتجل الشباب من السيارة وركض كل واحد لخاصته، ودخل خلفهم أفراد من الشرطة لتفتيش المخزن الذي لم يخلو من المخـ.درات، فتنهد فؤاد بارتياح وخر ساجدًا شكرًا لله وهو يبكي!
أخذ آصف يقبل ابنته بلهفة ويوسف يضم فرح ويتفحص سلامتها، أما أحمد فحين رأى حالة سديل ارتفع معدل تنفسه وأخذ صدره يعلو ويهبط بخوف أطبق يده على فمه ثم أقبل وضمها قائلًا بصدمة ونبرة مرتجفة:
“إيه الحاله إلي إنتِ فيها دي!!!”
ارتفعت نبرته مردفًا:
“عملوا فيكِ إيـــــــه!”
ارتفع صوت نحيبها وتشبثت به بكلتا يديها وهي تخفي وجهها بصدره فسقطت السترة التي كانت تتغطى بها وظهرت خصلات شعرها الكستنائي الفاتح، وحين رأتها فرح أقبلت إليها ووضعت للسترة على شعرها مرة أخرى ووجهت كلامها لأحمد قائلة:
“متقلقش… هي كويسه بس إلي اسمه عامر ده ضـ.ربها”
صاح بغضب:
“ضـ.ربهــــا!! الحيوان! والله هسيبه”
يوسف: أكيد هياخد جزاءه يا أحمد زمان الشرطه قبضت عليه.
أقبل يوسف وضم فؤاد وربت على كتفيه بابتسامة قائلًا:
“الراجل الشهم…”
ابتسم فؤاد وقال:
“حبيبي يا دكتوره”
ظل أحمد يربت على ظهر سديل كان يحاول أن يهدأ هو أولًا ويُهدئها ثانيًا…
استغفروا♥️
_______________________
في مكان أخر حاصره أفراد الشرطة، كان محمود يحمل هاتفه منتظرًا رنة واحدة، حتى صدع بالرنين فأشار لعناصر الشرطة أن تتحرك واقتحموا البيت، كان بيتًا مكون من أربعة طوابق ومكان التسليم بالطابق الثاني، صعدوا بحذر، طرق محمود الباب بهدوء فقام سليمان وفتح له، ملئت الشرطه البيت، وتم القبض على رؤف ورجاله كان هناك حقيبة كبيرة ممتلئة بأكياس من البودرة البيضاء، وقف رؤف مشدوهًا، فعقب محمود بابتسامة ساخرة:
“منور يا رؤف باشا… أمـ.وت وأعرف بتدخلوا الحاجات دي إزاي!!”
نظروا لبعضهم وقال رؤف بصدمة:
“عملها ماجد”
جذبتهم أفراد الشرطة للخارج، ربت محمود على كتف سليمان وقال بامتنان:
“شكرًا يا عمي سليمان…”
اومأ سليمان برأسه وقال باحترام:
“احنا تحت أمر الحكومه يا باشا”
ومن ناحية أخرى قبضت الشرطة على سالم وعمه وأولاده بتهمة المخدرات الممسوكة بالمخازن خاصتهم وتهمة الخطف..
_____________________
بعد مرور شهرين
كان الجد ماجد يجلس بالحديقة وحوله الشباب يحكي لهم للمرة الثانية كل ما حدث تفصيلًا مع اضافة بعض التفاصيل الجديدة وكيف من الله عليه بالتوبة عن ذنبٍ انجرف به، وتبرع بكل أمواله لمعالجة الشباب من الإدمان، نظر لسليمان الجالس جواره وربت على فخذه قائلًا:
“سليمان برده كان بيلعب من ورايا يعني راح بلغ الشرطه واعترف على نفسه وعلينا لولا إني كنت سابقه بخطوه كنت روحت في داهيه”
قالها الجد وضحك بخفوت، فنظر يوسف لعمه «سليمان» وقال بعتاب:
“بس يا عمي المفروض قبل ما تخطف مراتي كنت تقولي يعني اكون عامل حسابي”
سليمان موضحًا:
“أنا كنت عامل حسابي إني هكون لوحدي هناك وأتصل عليك تيجي أصلًا… بس لقيتهم خاطفين سديل والدكتور فؤاد والبنت الصغيره وعاملين ليله.. فشوفت خطه بديله واديت لفؤاد مفتاح المخزن عشان يخرجوا وكمان قولت لحضرة الظابط على مكانهم وبعدتهم عن المكان”
فؤاد بابتسامة:
“وبعدين يا جدي كمل من امته وعمي سليمان وانت حطيتوا ايديكم في ايد بعض”
الجد:
“ده كان في الأخر خالص يعني قبل فرحكم بأسبوع كده حضرة الظابط محمود قعدنا مع بعض واتصافينا واعترفلي بالي عمله زمان مع أخته وخالك وأنه ندمان وأنا سامحته طوالي عشان ربنا يسامحني… بس كان لازم أبين قدام إلي ما يتسموا إننا على خلاف”
تنحنح يوسف وسأل عمه:
“طيب ليه اتجوزت ساميه يا عمي لما إنت عارف قذارتها”
تنهد سليمان بعمق وقال:
“في الوقت ده مكنتش بفكر في أي حاجه إلا إنها تبقى تحت عيني مش حبًا فيها ولا حاجه”
الجد:
“وأهي غارت وهربت وابننا رجع لحضننا تاني”
ابتسم الجميع وأخذوا يتبادلون الضحكات وأطراف الحديث وبعد نصف ساعة أذن المغرب وخرجوا للصلاة.
خرج سليمان من الصلاة وسار صوب قبر زوجته، أخذ يتذكر ماضيه وكيف ماتت زوجته «حنان» وكيف اعترف لمحمود بقـ.تلها وندمه وهو يبكي، ورد محمود عليه حين قال:
“طلما مفيش أدله والموضوع عدى مفيش داعي تعترف على نفسك… لو ندمان توب وارجع لربنا وادعي إنه يسامحك ربنا سبحانه وتعالى سترك متفصحش إنت نفسك واستر عليها”
جلس سليمان أمام قبر زوجته وقال ببكاء:
“سامحيني يا حنان… سامحيني”
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌷
_______________
وفي المساء انضم السيدات للمجلس وفي طريقهم للحديقة كانت وسام تسير ببطنها مقوسة ظهرها وكأنها حامل في السابع أو الثامن، فقالت والدة فؤاد بضجر:
“أنا نفسي أعرف إنتِ ماشيه ببطنك ليه!”
“الله! مش حامل يا خالتو! هي دي مشية الحوامل”
ربتت شاهيناز على كتف رحيل وهي تقول:
“ما هي رحيل زيك أهيه في الثاني وماشيه عادي!”
رحيل بضحك: “مثلًا يعني”
قالت فرح بابتسامة:
“إذا كنت أنا في الخامس ومبمشيش كده”
اعتدلت وسام في مشيتها وقالت:
“أهوه ارتاحوا”
******
وصلن تحت المظلة ألقين السلام وجلسن ودخلت مريم تحمل مولودها صاحب الشهر نصف على يدها وجلست جوار نوح ونهضت فرح وأخذته منها وهي تقول بمرح:
“تعالى لعمتو الحربايه يا ولاه…”
ضحكوا جميعًا
تنحنح أحمد ونظر لسديل قائلًا:
“إن شاء الله يا جماعه فرحنا هيتعمل الشهر الجاي احنا خلاص قررنا”
انهالت عليهما المباركات، وفجأة خرجت وهيبة وقفت أمامهم ترتدي سترة بيضاء تشبه زي الطبيب وقالت بابتسامة وهي ترفع سرنجة لأعلى:
“يلا عشان تطعموا”
الجميع في نفس الصوت: يــــــــوووه
أخذ كل واحد زوجته وهموا بالمغادرة فصاحت وهيبة:
“الله! استنوا أطعمكم الأول”
نهض الجد وأخذ السرنجة من يدها وجذبها من يدها وهو يقول:
“تعالي يا حجه ميعاد نومك حضر”
استغفر الله وأتوب إليه ♥️
_______________________
“أحمر يا عيني على الأحمر اللون الي بحبه أنا برسماتي الحلوه ينور لون بالأحمر معانا”
قالها هبه وهي تتمايل أمام آصف الذي يجلس على الأريكة يُطالع الكتاب بتركيز، أغلق الكتب وضحك على ما تفعله، جلست جواره فسألها:
“چوري نامت؟”
اومأت ثم قالت:
“حبيبي أنا حاسه كده إني بتوحم ونفسي رايحه على رنجه «سمك مدخن» فأنزل هاتلي اتنين كيلو وتعالى”
اعتدل آصف في جلسته ليطالعها بجسده كله وقال:
“اتنين كيلو رنجه!! برتقالي إنت قولتِ كده الشهر الي فات ومطلعتيش حامل…”
قلد صوتها مردفًا بدلع:
“إلحقني يا أحمر أنا بتوحم هاتلي أيس كريم بالشيكولاتة حالًا”
قهقهت ضاحكة وهي تقول:
“أنا مبتكلمش بمياعه كده!”
رفع سبابته وقال:
“يا قادره نزلتينا الساعه اتنين بالليل أدورلك على أيس كريم شيكولاته”
نهضت هبه واقفة ووضعت يدها حول خصرها قائلة:
“يعني مش هتنزل تجيبلي رنجه؟”
قال بضجر:
“برتقالي! إنت هتاكلي رنجه الساعه ١٠ بالليل؟!”
أردف:
“وأصلًا لو حامل الرنجه غلط عليكِ”
أخرجت اختبار الحمل من جيبها وقالت بمرح:
“حيث كده بقا خد شوف بنفسك”
طالع آصف جهاز الإختبار وهب واقفًا وقد ابتهجت ملامحه، وقف قبالتها وقال بأعين متسعة:
“إنتِ حامل يا هبه! اللهم بارك أنا كنت حاسس والله”
قبل يدها ثم ضمها وهي تضحك بفرحة، وبعد دقيقة تركها وهرول لغرفته ليرتدى ملابسه على عجل، وقفت أمامه وقالت:
“هو إنت رايح فين؟!”
“هجيبلك رنجه بدل ما البنت ولا الواد يطلعله رنجايه في قفاه”
ققهت ضاحكة وقالت:
“بهزر معاك والله رنجة ايه دلوقتي…”
ابتسم وأخذ يخلع ملابسه فاتسعت ابتسامة هبه وقالت بمكر:
“إنت بتخلع ليه إنزل هاتلي أيس كريم شيكولاته”
نفخ بحنق وقال:
“برده أيس كريم شيكولاته!”
اومأت رأسها فعدل سترته وقال:
“من عنيا… أعمل إيه بقا بحبك”
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🌹
______________________
دخل أسامه المستشفى ليتعالج من الإدمان وكان يهرب كل فترة وتُرجعه والدته مجددًا.
أما سامية فسرق أحدهم ذهبها وأموالها وسارت بالشوارع تطلب رغيف العيش لتأكل.
وبداخل السجن جلس رؤف مع الجميع يلعبون با أوراق الكوتشينه متمنين أن يمر الوقت لكن حتى وإن مر سيتجرعون كؤوس المر بداخل السجن، أتى عشرة مساجين وأخذوا منهم الأوراق فوقفوا يتشاجرون وفي النهاية أبرحهم العشرة رجال ضربًا.
أما حبيبه فجلست على فراشها تستمع للأغاني الحزينه وتبكي، فيكفيها عقابًا أن تُسلط عليها نفسها.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسام الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى