روايات

رواية ودق قلبي لها الفصل السابع 7 بقلم شيماء سعيد (أم فاطمة)

رواية ودق قلبي لها الفصل السابع 7 بقلم شيماء سعيد (أم فاطمة)

رواية ودق قلبي لها الجزء السابع

رواية ودق قلبي لها البارت السابع

رواية ودق قلبي لها
رواية ودق قلبي لها

رواية ودق قلبي لها الحلقة السابعة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
حبك أدخلني إلى دنيا الأحلام .
وتركنى غارقة فى بحرٍ من الأوهام
أخرَجني من عالم الهدوء والأمان
ليأخذني إلى عالم غريب ملئ بالصراع
ولكن رغم هذا الصراع، ورغم تلك الآلام سيظل هواك متربعا على عرش فؤادى.
هاجمت أنهار زين ودموعها الحارقة على وجنتيها تنهمر بغزارة قائلة …..انا مش منى يا زين .
انا أنهار .
انت حبيت شكل منى فيا بس .
لكن محبتنيش انا.
وللأسف انا مش هقدر أتقبل ده .
فلو سمحت كل واحد يروح لحاله .
انا مش هقدر أكمل معاك .
طلقنى يا زين !!
ففجع قلب زين وردد بدون وعى …أطلقك .
ثم أخذ يحرك رأسه بهيسترية قائلا بصوت ضعيف متألم ….لاااا لاااا .
أنتِ بتقولى ايه ؟
لا يمكن ، أنتِ غلطانة .
انا بحبك صدقينى .
أنهار……لاااا ، مش بتحبنى ، أنت متوهم.
وانا مش هقدر أعيش فى الوهم ده اكتر من كده .
ثم همت لتغادر مسرعة ولكن استوقفها صوت الصغير سالم باكيا بقوله …ماما أنهار ، ماما أنهار .
أنتِ رايحة فين ؟
اوعى تسبينى ، زى ما ماما منى سبتنى وراحت عند ربنا .
ثم ذهب إليها وأمسك بثيابها مرددا …
ارجوكى يا ماما أنهار ، خليكى معانا ، انا بحبك اوى .
نظرت له أنهار بشفقة وزادت دموعها وحملته وضمته بحب وقالت …وانا كمان بحبك اوى يا سالم ، انت وسليم .
بس غصب عنى لازم أمشى .
سالم …لا متمشيش ، ولو مشيتى ، انا هاجى معاكى .
أنهار …انا موافقة تيجى معايا بس ، استأءن بابا الأول .
سالم …طيب وسليم هيعيط لو مشينا وسبناه ، ممكن يجى معانا .
أنهار …اه طبعا ممكن .
فأسرع سالم إلى زين يستأذنه .
سالم …بابا انا هروح انا وسليم مع ماما أنهار .
فحدث زين نفسه ..تمام يمكن دى فرصة تخليها تتعلق بيهم اكتر ، وفرصة برده أثبت لها انى بحبها هى لشخصها مش عشان شبه منى .
زين …ماشى يا حبيبى روح مع ماما أنهار ، وانا هاجى اطمن عليكم .
أنهار بغيظ …لا لو سمحت احنا خلاص موضوعنا انتهى .
وهخلى الولاد عندى لغاية ما يملوا ويقولوا عايزين نروح .
ساعتها هخلى عبد الرحمن ، يرجعهم تانى .
بس تقدر تطمن عليهم بالتليفون .
ثم قالت بثبات زائف ، بس قبل ما امشى لازم تطلقنى .
رأى زين فى عينيها الحب رغم دموعها .
فرأى أن يصبر عليها مرة أخرى ، فقال بمكر :
ممكن نأجل الموضوع ده شوية ، لغاية ما الولاد يرجعوا .
فصكت أنهار على أسنانها بغيظ مرددة …يعنى هطلقنى بعد ما الولاد ترجعلك .
فحاول زين كتم ضحكاته مرددا …مش أنتِ اللى عايزة .
انا عن نفسى لا مش عايز .
أنهار بزيف مصطنع …اه اه عايزة .
وغصب عنك هتطلقنى .
لتخرج والدة زين مرددة بحنو …يا بنتى اخزى الشيطان ، ده زين بيحبك .
واه صح أنتِ شبه المرحومة ، لكن مش ده كل حاجة.
أنتِ كل اللى يعرفك يحبك يا بنتى .
ده كفاية طيبة قلبك .
خجلت أنهار من حديث سهير ولكن كرامتها لم تتحمل أن تكون مجرد بديل ، وعليه أن يثبت لها أنه يحبها مثل ما تحبه وأكثر .
أنهار …معلش يا امى سامحينى ، صدقينى صعب عليه اوى .
سهير …على العموم يا بنتى ، اهو الولاد معاكى ، ولولا انك غالية عندنا اوى ،مكنتش هسبهم .
بس عشان تعرفى احنا بنحبك قد ايه .
أنهار …وربنا عالم انت بحبهم قد ايه ، دول ولادى زى تقى بالظبط .
ثم حملت أنهار الصغير سليم وتمسكت بيد سالم قائلة …يلا بينا يا ولاد .
زين …استنى ، هوصلك طبعا .
أنهار ..لا ملهوش لزوم ، انا هاخد تاكسى .
زين ..لا طبعا مينفعش ، انتِ نسيتى انك لسه مراتى .
لمست كلمته قلبها وحدثت نفسها …مش نسيت ولا هنسى.
وكنت حلم جميل بس للأسف .
أنهار بألم ..دى فترة وهتنتهى .
زين …طيب لغاية ما تنتهى ثم حدث نفسه ( لما أموت أن شاءالله) انتِ مراتى وليا حق عليكى ويستحيل اسيبك تمشى لوحدك .
فصمتت أنهار .
ثم أتت سهير ببعض ملابس الصغيرين ، لينطلق بعدها زين بهم فى سيارته .
ثم فتح المذياع لتصادف اغنية أشعلت وجدان أنهار كلما نظر لها زين وهمس بها بكلمات الأغنية
فكرت كتير في الدنيا دي
لو مش هعيشها معاك يا حبيبي هعيشها لمين
متخيلهاش ومتحلاش يوم في عيني
ده إنت وجودك ماليها يا نور العين.
ولكنها حاولت تجاهله رغم لين قلبها ، وظلت تنظر للطريق ، حتى لا يرى الضعف فى عينيها .
وعندما وصلوا ، أراد أن يصعد معها إلى شقتها ولكنها رفضت رفضا تاما بقولها …لا لحد هنا وكفاية أرجوك .
زين بمكر …ليه ، عشان بس اطمن على الولاد ، وهنزل على طول .
أنهار …ملوش داعى ، ثم نظرت إلى سالم قائلة …عايز بابا فى حاجة يا حبيبى ، ولا خلاص تقوله باى باى .
سالم مشيرا إلى والده ببرائة …باى باى يا بابا ، وسلم على تيتا .
ثم قال …انتِ عندك شيكولاتة كتير فوق صح .
أنهار …اه يا حبيبى .
سالم …طيب روح انت يا بابا .
يلا بينا يا ماما .
فكتم زين غيظه ولكنه دق الأرض بقدميه وحدث نفسه …كده يا سلوم ، يا بتاع مصلحتك بتبيع أبوك .
أما أنهار فنظرت إلى زين بطرف عينيها ، لترى الغيظ فى وجهه ، فابتسمت ثم أسرعت بالطفلين إلى شقتها .
اما هو فعاد إلى منزله يفكر ، ماذا يفعل مع تلك المراوغة .
التى استأثرت على قلبه .
زين …مفيش غيره محمد هو اللى هيقدر يطلعنى من المشكلة دى .
انا لازم اتصل بيه .
فرن هاتف محمد فنظر للشاشة قائلا ….ابو نسب .
كويس أنه اتصل عشان اشتكيله من اللى مغلبانى ده ومطلعة عينى .
الووووو ازيك يا هندسة .
يرضيك كده .
فابتسم زين قائلا …جبتك يا عبد المعين تعنى .
محمد….يا كبدى يا خويا ، هو انت لحقت .
عملت ايه فيك تانى ؟
انا عارف الصنف كله ضارب باين .
ويقولوا علينا احنا المفتريين .
بس هنعمل ايه فى احفاد ريا وسكينه دول .
زين ….بس انت تحمد ربنا برده ، انك احسن منى ، على الأقل مراتك دخلت بيتك.
لكن أنا يا عينى عليا ، دى بتقولى طلقنى قبل ما تدخل بيتى .
فانفجر محمد ضاحكا مرددا …لا انت حالتك صعبة اوى يا ضنايا ، اكتر منى .
مع أن أختك مدوخانى .
تصور تتصل بيه وانا تحت ، تقولى الحقنى يا محمد بولد .
اقولها تولدى يا بنتى ده احنا مكلمناش اسبوع مجوزين .
تقولى …..مش مصدقنى خلاص .
يا تلحقنى يا متلحقنيش .
فقوم أجرى على البيت ،اشوف المجنونة دى .
ملقهاش فى الشقة ، والاقى ورقة مكتوب فيها
محمد انت موففتش جمبى فى تعبى ، عشان كده انا سبتلك البيت ومشيت .
كنت هتجن والله .
ولسه هخرج ادور عليها ، لقيتها طالعة من الدولاب وعلى ايديها العروسة وبتقولى خد بنتك ، مهنش عليا احرمها من ابوها .
فضحك زين مرددا …انا عارفة أن زينب لاسعة ، بس مكنتش اتخيل انها للدرجاتى .
محمد ..اه يا خويا والله ، ده مش مبطلة مقالب فيه .
المهم دلوقتى حرمك المصون عملت فيك ايه ؟
فقص له زين ما حدث بينهما ، فضرب محمد على جبهته بيده قائلا ….اخ ، وعرة جوى جوى دى .
بس بعون الله ، كل مشكلة وليها حل .
زين ضاحكا …جول يا واد عمى جول الحل .
محمد …الحل فى الهشتكة .
زين متعجبا …هشتكة ايه ابنى انت لسعت زى زينب .
محمد …افهمنى بس سحر الستات فى ودنهم.
دلعها واديها اتنين كيلو حنان على تلاتة هيام وحب .
وزود اهتمام .
هتلاقيها دابت ومش بعيد تقولك هو اليوم الموعود امتى .
فضحك زين … أجرب .
محمد …جرب ومتنساش تزود حبهان .
يعنى تحسسها انك بتحبها لنفسها وتبرهن على كده ، مش عشان شبه المرحومة بس .
يعنى بالبلدى تنفخ فيها لغاية متفرقع .
ومعلش استحمل ردة فعلها فى الأول لو نشفت دماغهاواعصر على نفسك لمونة .
بس كده كده هتدعيلى والله .
زين بضحك…. انا بدعيلك من غير حاجة .
محمد …مش باين من اللى اختك بتعمله فيا ، ادينى سمعها بتكركب جوا وترزع ، ربنا يستر.
ثم تابع بقوله ”
ابقا اتوضى يا زين يا خويا قبل ما تدعى .
زين بضحك …حاضر ، ربنا يهدهالك .
ثم اغلق معه الخط .
ليرسل رسالة اللى أنهار تلك العنيدة التى شغلت عقله .
إن لم احبك أنتِ ، فمن أحب .
وانا لم اعرف معنى الحب الا عندما نظرت إلى عينيكى .
فعينيكى كأنهار متدفقة من الجنة .
فأروى ظمئ اشتياقى ، واخمدى نار البعد قبل أن تحرقنى .
وصلت رسالته إلى أنهار ، فابتسمت وأعادت قرائتها مرارا وتكرارا ثم حدثت نفسها .
قلبى بحبك كالبركان ، كلما اقتربت منه زاد احتراقا .
فويل قلبى منك ، ولأين أهرب منك ، بعد أن أصبحت فى ليلة وضحاها انت أمانى وموطنى .
ورغم ذلك قامت بالرد على رسالته كالأتى .
عندك صورة مراتك وذكرياتك معاها ، اقعد كده وافتكر واشرب على روحها قهوة سادة .
فابتسم زين رغما عنه لأنه شعر أنها بالفعل تغار عليه رغم موت زوجته .
وحينها تأكد انها تبادله الحب أيضا .
فبعث له مقطع من أغنية لعبد الحليم حافظ.
بعد أن قال لها ..أنهار صدقينى ”
مش قادر على بعدك ثانيه أبدأ أبدا يا حبيبي
ولا عارف إيه طعم الدنيا أبدا أبدا يا حبيبي
أنا عايزك على طول يا حبيبي مش عايز أشواقنا تطول يا حبيبي .
لتبعث له هى ..
حلو وكذاب، ليه صدقتك
الحق عليﱠ، الحق عليﱠ
الحق عليﱠ اللي طاوعتك .
فانفجر زين من الغيظ وألقى هاتفه قائلا بحنق …لا كده كتير يا أنهار .
أعمل ايه عشان اثبتلك انى بحبك بس غلبتينى.
ثم حاول أن يهدىء من روعه وفتح كتاب الله لتقع عينه على اية ( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ) .
فابتسم واستبشر خيرا .
ونام بعد ذلك مطمئنا .
انتظرت انهار رسالة أخرى منه ، وطال انتظارها ولكنه لم يرسل مرة أخرى .
فعاتبت نفسها بقولها …انا شكلى زودتها اوى ،وشكله زعل .
بس اعمل ايه ، خايفة فعلا .
ونفسى أتأكد أنه بيحبنى بجد ،مش مسألة سد خانة .
ثم نظرت الطفلين وهم يلاعبان ، فابتسمت لهم بحب .
ثم ذهبت للمطبخ لتعد لهم كوبين من اللبن الدافىء ليساعدهم على النوم مع شطيرة محلاه بالشيكولاتة السائحة .
فرح سالم وسليم كثيرا بذلك .
وطبعا قبلة حانية على وجنتيها .
ثم ذهبت بهم إلى المرحاض ، ليقضوا حاجتهم ،ويفترشوا أسنانهم ، ثم إلى الفراش وأخذت تقص عليهم قصة قصيرة حتى ذهبوا فى نوم عميق .
فقبلتهم وتحطمت عليهم الغطاء ، ثم حاولت هى النوم .
لتأتى لها منى فى أحلامها .
فى هيئة ملائكية ، ثم توسد على شعرها بحنو قائلة ….أنهار انا النهاردة بس نمت فى قبرى وانا مطمنة على ولادى وعارفة أنهم هيكونوا امانة عندك وهما طريقك للجنة ، فحافظى على الأمانة لغاية ما منتقابل فى الجنة .
لتستيقظ بعدها أنهار على بكاء الصغير سليم ، لتحتضنه وتربت على ظهره حتى غفا مرة أخرى .
لتنظر إليهم بفرح مرددة …يا حبايبى أنتم جنتى على الأرض وطريقى لجنة الآخرة .
لتصل لها رسالة مرة أخرى من زين ..
انا عارف ان الحب مش كلام ورسايل ، فادينى فرصة ارجوكى اثبتلك انى بحبك بجد لطيبتك وقلبك وحنينك وشخصك يا أنهار .
فاقتحمت رسالته تلك قلبها وابتسمت لتجيبه بحب ….وانا مستنية تثبتلى ، بس لما ادخل بيتك يوم الجمعة بإذن الله .
فقفز زين من الفرحة ثم سجد لله شكرا .
لتمر الايام ويجتمع الأسرتين فى جلسة عائلية بسيطة على بعض الانشودات احتفالا بإتمام زواج زين وأنهار فى تلك الليلة الموعودة .
وعلى انشودة فديتك روحى تراقص كل المحبيبن ( عبدالرحمن وتقى، وزينب ومحمد ، وأنهار وزين )
فديتك روحي يا روح الفؤاد
هواك ملاك برغم البعاد
فأنت شطري بكل المداد
شريكة عمري في اسري و قهرى
في خطوي و صبري بدرب الجهاد
أما سهير فكانت تنظر لهم بسعادة بعد أن اطمئنت اخيرا على استقرار زين مع زوجة محبة ومخلصة مثل أنهار .
وبعد انتهاء الليل ، أرادات سهير أخذ الأولاد لينعم العروسين بليلة سعيدة دون إزاعاج .
ولكن تشبث سالم بملابس أنهار قائلا …لا انا مش عايز انام مع تيتا انا عايزة انام جمب ماما أنهار .
فصك زين على أسنانه بغيظ واكفهر وجه قائلا …يا حبيبى روح نام مع تيتا النهاردة وانا هاجى اخدك الصبح .
ليصدم زين عند سماعه قول أنهار ….لا خليه ينام معانا يا زين .
انا خلاص خدت عليهم وعلى نومهم فى حضنى .
للتسع عين زين مرددا ببلاهة ….نعم يا اختى .
وانااااا .
لينفجر فى الضحك محمد وعبد الرحمن .
ليأتى إليه محمد هامسا فى أذنه ….أشرب يا معلم .
وافتكر انى حظرتك ، بس انت مسمعتش كلامى .
زين بغيظ ….شمتان فيه يا محمد .
محمد بضحك …انا برده يا هندسة ، لا ميصحش .
بس صراحة اه شمتان .
من اللى بشوفه مع اختك .
ويلا بقا انا ماشى يا معلم .
وبتمنى ليك ليلة سعيدة مع الولاد .
فكاد زين أن ببطش به ، لو أن هرب محمد سريعا من أمامه .
وخرجوا الواحد تلو الأخر .
سالم …يلا يا ماما أنهار ، اعمليلى فطيرة الشيكولاتة واللبن واحكيلى الحدوتة عشان انام انا وسليم .
أنهار ..حاضر يا حبيبى من عيونى .
فتقدم زين منها وهمس فى أذنها …قلبى يا أنهار ، طبعا هتنيمى العيال ، وتيجى عشان أنا كمان عايزك تحكيلى حدوتة ، بس اوعى تنامى معاهم ماشى .
فنظرت له أنهار بطرف عينيها بخجل قائلة …..اه اه
إن شاءالله.
زين …مش عارف ليه مش واثق فيكى .
ثم ذهبت لتلبى رغبة الولاد ولكنها فى النهاية غلبها النوم معهم .
أما زين فى غرفته فأخذ يلتفت حول نفسه ، ينتظر قدومها ، وعندما تأخرت جن جنونه وذهب إليها فى غرفة أطفاله .
ليجدها نائمة كالملاك بجانبهم .
ولكنه برغم غضبه ، ابتسم عندما وجدها تحتضن سليم الصغير .
ثم اقترب منها ببطىء وطبع قبلة حانية على جبينها ثم غادر الغرفة .
وذهب لغرفته قائلا …وبعدين فى الجوازة دى .
هروح منك فين بس يا أنهار ، انا كده الضغط هيعلى عليا .
ليجد نفسه يتصل بزوج أخته محمد يستغيث به كعادته …
محمد …هو انا يا ابنى خلفتك ونسيتك ، مش كفاية الغلب اللى انا فيه .
زين …معلش ، بس قولى اتصرف ازاى فى المشكلة دى والعيال .
متاخدهم عندك ، هما بيحبوا عمتهم .
محمد …كان بودى اخدمك بس اخوك محبوس فى الاوضة .
زين …ليه يا ابنى عملت ايه عشان تحبسك زينب ؟
محمد ..ابدا دخلنا الشقة لقينا فار بيتمشى فى الشقة .
طبعا هى اترعبت وقعدت تسوط .
قعدت أهدى فيها واقولها متخفيش.
قالت مش ههدى غير لما تموته ، فجريت وراه دخل اوضة النوم .
دخلت ، لقيت اللى قفلت الباب علينا .
وبتقول …مش هفتحلك غير لما يموت وتصورلى الجثة .
زين بضحك …الله يكون فى عونك والله .
محمد …شوفت يا هندسة ، بس رغم كده ، هقولك على حل لمشكلتك .
زين ..قول ،إلهى تنستر .
محمد ….هو مفيش غير انك تاخدها وتسافر اسبوع عسل كده .
عشان تاخدوا راحتكوا ، ووتعود عليك بعيد عن العيال .
وإذ كان على ماما سهير متقدرش عليهم .
ممكن الصبح توديهم حضانة لغاية الفترة المسائية اهو يلعبوا وياكلوا وهيرجعوا اخر اليوم مهدودين هيناموا على طول .
وده طبعا أرحم من عمتهم زينب اللى ممكن تتعارك معاهم على الشيبسي والشيكولاتة وتعمل عقلها بعقلهم.
زين …لا على ايه ؟
انت جبت المفيد ومتشكر اوى .
وهدعيلك والله تلاقى الفار .
سلام يا حمادة ..
ثم أخذ يبحث فى النت عن موعد اقرب رحلة إلى شرم الشيخ فوجدها فى صباح اليوم التالى .
فابتسم بمكر وحدثهم وحجز الرحلة ودفع عن طريق الفيزا .
ثم قام ليحضر ما يحتاج له فى تلك الرحلة من ملابس .
وقام بفتح الخزينة ليخرج ملابس أنهار ، وأخذ يلمس كل جزء منها بحب ويقربه إلى فمه ويقبله ويتخيلها وهى بقربه .
فكم اشتاق الى دفىء عناقها.
ثم تحدث عبر الواتس إلى مسئولة حضانة تقبع بجانبه وحجز بها لأطفاله.
ثم حضر احتياجاتهم بعناية .
ثم حدث والدته فى الأمر .
سهير بضحك …خير ما عملت يا ضنايا ، ربنا يسعدكوا ويهنيكوا .
وخلى بالك منها ، دى بنت حلال وتستاهل .
زين …دى حتة من قلبى يا أمى .
سهير …يا عينى يا ابنى ، وانا فين بقا من ده كله .
زين …انتِ القلب كله يا ست الكل .
سهير …ايوه يا بكاش.
ومتقلقش على العيال ، دول حبايبى.
زين …الله يبارك فى صحتك يا امى ويحفظك لينا .
ثم نام زين قرير العين ، بعد ما احكم خطته وتخيل تنفيذها .
لتمضى ساعات الليل سريعا ، ثم قام زين نشيطا على صوت اذان الفجر .
فقام ليؤدى الفريضة ، فوجد أن أنهار قد سبقته إلى المرحاض للتوضأ .
وعندما خرجت ورآها وقف للحظة تائها فى عينيها يتأملها بحب ، وود لو ذهب ليزيل بيديه خصلات شعرها التى تدلت على عينيها ثم يزيل بيديها قطرات الماء التى تتلألا على وجنتيها .
خجلت أنهار من نظراته تلك إليها ، فافترشت بنظرها الأرض مرددة …صباح الخير يا زين .
زين …ياااه ، احلى صباح ده ولا أيه ؟.
انا حاسس زى ما يكون ملكت الدنيا كلها بوجودك جمبى يا أنهار .
تلعثمت انهار ولم تدرى بما تجيبه فرددت…طيب انا رايحة اصلى وهدعيلك .
فضحك زين قائلا …لا كتر خيرك .
بس استنى ، انا هدخل اتوضا ونصلى سوا جماعة .
وبالفعل قاموا بأداء الصلاة مع بعضهم البعض جماعة ، حيث صلت خلفه ، وتراقص قلبه من الفرحة ويسمعها تدعوا الله له فى سجودها .
وبعد الصلاة قام وأمسك بيديها ، واجلسها بجانبه على الأريكة .
ثم وضع يدها على قلبه وسئلها ….حاسة بكل نبضة من نبضات قلبى دى .
اهى كل نبضة من قلبى ، بتقولك بحبك يا أنهارى.
يارب تكونى صدقتى انى بحبك بجد عشان أنتِ انهار مش حد تانى .
لمعت عين أنهار من الفرحة مرددة..بجد يا زين .
يا فرحة عمرى الجى كله .
وصبر السنين.
وعوض وجبر الله ليه .
زين …بجد يا عمرى أنتِ وحبيبتى ورفيقة دربى .
ليقبل يدها بعد ذلك بحنو ثم نظر إلى شفتيها وهم أن ينهل منها لولا سماعه بكاء صغيره سليم .
فتلون وجه انهار وقامت مسرعة قائلة…سليم صحى وبيعيط ، انا هروحله .
زين بغيظ …وقت ده يا عم سليم .
بس ماشى ، هانت .
ثم تبعها إلى غرفة أطفاله ، فوجدها تحتضن سليم بحب .
فتنهد بإرتياح قائلا …لا أنتِ هتنيميه ولا ايه ؟
لا خليه صاحى وصحى كمان سالم .
عشان هنفطر وساعة كده وهوديهم الحضانة .
أنهار بتعجب …حضانة !!
زين …اه عشان أنا محضرلك مفاجأة حلوة بعدها .
يلا صحيهم وجهزيهم .
عقبال ما انا هروح احضر احلى فطار لملكة قلبى أنهار.
وهكذا مر الوقت .
وأخبرها زين ان تردى افضل ما لديها لحين عودته من حضانة أطفاله .
أنهار ..يا ترى هياخدنى فين ده ؟
ممكن يكون هيفسحنى فى القناطر .
للتفاجىء عندما وجدته يتجه بها نحو المطار .
شهقت أنهار ….ايه ده ؟
لا انا أخاف اركب الطيارة دى .
زين …هتخافى برده وانا معاكى .
لتبدء رحلة السعادة فى أرض شرم الشيخ .
ليقضوا احلى ايام عمرهم بها .
لتفتح أنهار عينيها فى صباح اجمل ليلة عاشتها مع زين كعروس وكأنها لأول مرة تتزوج ،فكانت بين يديه كالطفلة التى يحتويها بحنانه وحبه .
فتحت عينيها نهارا بعد أن لفح وجهها نسمات الصباح وصوت زقزقة العصافير وصوت تلاطم مياه البحر .
لتراه بجانبها ينظر إليها بحب وشوق ، يتأملها كأنه لأول مرة يراها .
فابتسمت على خجل ثم حاولت النهوض سريعا هربا منه ،ولكنها تعثرت فسقطت على صدره .
فحاوطها بذراعيه ، فحاولت التمنص منه والهرب .
زين …متحوليش خلاص ، متصوريش انا اتمنيت اللحظة دى قد ايه .
فمتهربيش منى ، فلم تجد أنهار مفر سوى أن تسكن على صدره ليذهب بها إلى عالمه الخاص الذى يصعب وصفه .
لتمر الايام سريعا وتعود حياة زين الطبيعية بعد عودتهم من تلك الرحلة .
حيث شجعته انهار إلى مواصلة عمله مثل ما كان فى الماضى .
ففعل وزاد نشاطه ورزقه الله بالكثير .
حتى جاء اليوم الذى رآها ممدة على فراشها وعلى وجهها علامات الإرهاق والتعب .
وكأنها لم تغادر الفراش منذ أن تركها فى الصباح .
فأسرع إليها قلقا وقبل جبهتها قائلا…ايه مالك حبيبتى ، تعبانة ولا ايه ؟
انزل اجيبلك دكتور حالا .
أراحت أنهار رأسها على صدره بخجل قائلة بصوت خافت ….ملوش لزوم ماما سهير عملت الواجب وانا كنت لسه جاية حالا من الدكتور .
زين …بجد !
وقال ايه مالك طمنينى .
أنهار …مش أقولك ايه ؟
انا اصلا مش مصدقة .
زين ..قولى قلقتينى .
أنهار …انا حااااااااامل يا زين .
فتهلل وجه زين وأخذ يقبلها فى سائر وجهها مرددا …بجد الف الف مبروك يا حبيبتى .
ثم قام عنها وسجد لله شكرا على عطياه.
أنهار …بس مكسوفة اوى ، ازاى انا وتقى نعملها فى نفس الوقت .
ده المفروض انا اللى اقف جمبها فى وقت زى ده .
زين ..متشليش هم أنتِ وخليكى فى نفسك .
وهى عندها جوزها عبد الرحمن ماشاء الله عليه .
بيساعدها وبيعملها كأنها بنته ولسوف فعلا الحب فى عينيه ليها .
وبحمد ربنا انى عينى شافتك أنتِ ، عشان ربنا يكرمها بالشخص ده .
ابتسمت أنهار برضا مرددة …الحمد لله على جميل قدره .
زين …بس انا كمان حونين اوى على اميرة قلبى أنهار .
وام بنتى ان شاء الله.
أنهار بضحك ….خلتها بنت ،مهو ممكن يجى ولد .
زين …لا انا عايز بنت حلوة زى مادتها ،كفاية جوز الشباب الصغير اللى مشاركنى فيكى .
وطول النهار بوس واحضان ومش عمللى قيمة دول .
انفجرت انهار من الضحك حتى دمعت عينيها قائلة ….انت بتغير من ولادك يا زين .
زين بغيظ ….اه بغير ،ومش عايزك تحضنى حد فيهم تانى .
أنهار …لا مقدرش يا عم ، واوعى كده عشان أنا عايزة انام .
بس استنى انا نفسى جاية على يوستنفندى .
فضرب زين على جبهته قائلا …وانا اجيبه منين ده ؟
ده احنا فى عز الصيف .
أنهار …معرفش اتصرف بقا ولا عايز البنت يطلع فى وشها يوستفندى .
زين …لا ودى تيجى .
انا هقوم اعمل كعب داير وادور عليه لغاية ما اجيبه .
……..
لتمر الشهور بسلام كان فيها زين نعم الزوج المحب وعوض الله لأنهار بعد سنين من الحزن والحرمان .
حتى أتت اللحظة السعيدة .
وكانت فى البداية من نصيب تقى .
التى اتصلت بوالدتها .
تقى متألمة …ألحقينى يا ماما ، انا بولد
أنهار بفزع …يا حبيبتى يا بنتى ، انا جيالك حالا .
ثم أسرعت لارتداء ملابسها .
زين …هتروحى فين بس ببطنك دى ، هو أنتِ قادرة تتحركى ، ده أنتِ شبه البرميل بالظبط.
أنهار بغيظ …انا يا زين ،ماشى .
مهو بسببك .
ده انا طول عمرى عود فرنساوى .
فضحك زين مرددا …خلاص بقا .
واقعدى أنتِ ،وانا اللى هروح اطمن عليها .
أنهار …لا انا لازم اروح اطمن على بنتى .
زين …والله انا خايف تولدى جنبها من الخوف والقلق ده .
وبالفعل حدث ما كان يخشاه زين ، فبينما تمسك أنهار بيد تقى لتخفف عنها ألام المخاض ، فجائها الالم هى الآخرى .
فأخذت تصرخ .
ليسرع بهم الطبيب إلى غرفة العمليات .
والاثنين يصرخون بقولهم ( حسبى الله ونعم الوكيل فى الرجالة ، هما السبب ).
فضحك الجميع عليهم .
وكانت هناك فى زوايا الغرفة من تدلت دموعها على وجنتيها ، ولاحظ ذلك رفيق روحها محمد .
فذهب إليها وقبل يدها .
زينب …كان نفسى افرحك زيهم يا محمد ، بس اعمل ايه ؟
بس لو اتأخرت عن كده كمان ، انا بقولك اتجوز .
محمد …أنتِ مجنونة يا بنتى ، اتجوز مين ؟
هو انا ملاحق عليكى .
ده انتِ بأربعة مش واحدة بس .
وكمان انا مش محتاج عيال ،كفاية عليا غلستك .
أنتِ مش مراتى وحبيبتى بس يا زوزو ، أنتِ كمان بنتى اللى بخاف عليها ومقدرش ابعد عنها .
وانا واثق من رحمة ربنا أنه هيكرمنا بس بالصبر والدعاء
قولى ورايا ( اللهم لا تذرنى فردا وانت خير الوارثين )
فرددت زينب بيقين الدعاء على أمل أن يرزقهم الله قريبا بالذرية الصالحة.
ثم جففت دموعها عندما وجدت الممرضة .
تخرج بالطفلين .
ابنة زين من أنهار وقد أطلق عليها اسم ( شهد )
وابن عبد الرحمن من تقى وأطلق عليه اسم ( آدم ) .
فضمتهم زينب إلى صدرها .
ودعت الله أن ينبتهم نباتا حسنا ،وان يرزقها هى وكل مشتاق بالذرية الصالحة .
……..
وبعد مرور خمس سنوات .
شهد الصغيرة ….انا مش بحبك يا أنهار .
أنهار ..ليه كده يا شهودة ، ده انا ماما حبيبتك .
شهد ..أنتِ بتحبى سالم وسليم اكتر منى .
وبتديهم الحجات الحلوة اكتر منى .
أنهار …أنتِ حبيبتى وهما حبايبى عشان دول جنتى يا شهد .
لكن أنتِ صبر السنين وحلاوة دنيتى كلها .
ثم ضمتها إلى صدرها ، وأخرجت لها الشيكولاتة ففرحت الصغيرة وطبعت قبلة على وجنتيها .
….
ودلف محمد إلى شقته وأخذ ينادى
زينب زوزو حبيبة قلبى ولكنها لم تستجب.
محمد …فين البنت دى .
شكلها عاملة مقلب فيه تانى ،ما انا عرفها مش بتحرم .
ولكنه سمع صوت بكاء خارج من المرحاض .
ففزع وفتح الباب .
فوجدها ممسكة باختبار الحمل .
وعندما وجدت محمد تعلقت بعنقه قائلة ببكاء شديد ….انا مش مصدقة ، شوف كده وقولى أنهم شرطتيين بجد ولا انا متيهألى يا محمد .
انا بجد حاااااامل
انا مش مصدقة .
فاخرجها محمد من المرحاض ونظر لأختبار الحمل ، لوحدهم بالفعل شرطتين .
فقال …اللهم اكبر ولله الحمد .
حامل يا زوزو ، ثم حملها بين يديه كالاطفال وطبع قبلة على جبينها برفق ثم وضعها على الفراش وقبل يديها .
قائلا …شوفتى انا كان قلبى حاسس ان ربنا هيكرمنا فى يوم من الايام .

النهاية

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ودق قلبي لها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى