روايات

رواية وجوه الحب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الجزء السادس والعشرون

رواية وجوه الحب البارت السادس والعشرون

رواية وجوه الحب الحلقة السادسة والعشرون

( ٢٦ ) – أب بـلا أبـوه –
كانت تجلس بداخل سيارتها على الأريكة الخلفية وسائقها يقود بها عائدًا بها إلى المنزل وهي بالخلف تستند برأسها على الشرفة بحزن وشجن كبيران تتابع بعيناها المرء وهم يسيرون بالشوارع والطُرقات وعجئة السير والمرور وهي بعالم آخر غارقة بأفكارها عدد الخطوات والحركات من حولها. تكاد أن تُجزم بأنها ضائعة، متخبطه، بين مشاعر كتيرة يصعب عليها شرحها أو وصفها بكلمة واحدة. كانت تشعر وكأنها تائهة بين أقدام المرء يقذفونها يمينًا ويسارًا مع حركاتهم المتابعة لها بشرود وهي تتذكر ما حدث معهم منذ أسبوع مضىٰ.
• عودة إلى الماضي – Flash Back.
كان ” سـلـيـم ” يجلس في غرفة المعيشة ( الليڤنج ) يُتابع أحدىٰ الأفلام الغربية برفقه ” نـوح ” في أجواء من الألفة والمرح وهم مُنسجمين معًا يحتسون لقهوتهم سويًا أثناء مشاهدتهم للفيلم. وإذا فجأة تدلف عليهم ” أصـالـة ” وكأنها شُعلة متوهجة أو بركان قد إنفجر لتوه وهي تصرخ في صغيرها وكأن هناك كارثة قد وقعت عليها الآن دفعتها للصراخ عاليًا بإسمه تزامنًا مع دخولها للغرفة بعنف وتابعت صراخها بغضب.
– سـلـيـيـيـيـيـم..!
” سـلـيـم ” بفزع وهو يُهب واقفًا في مكانه بصدمة.
– في إيه يا صـولا..؟! مالك بتزعقي كده ليه..؟!
” أصـالـة ” بغضب وهي ترفع هاتفها في وجهه بقوة.
– أنت ليك إيد في اللي حصل لمجموعة نـجـم الـديـن ده..!
رد عليااااااا..؟!
” سـلـيـم ” بثبات وقوة.
– وهو حضرتك بتزعقيلي بخصوص الخبر ده..؟!
ثم أضاف بعدم تصديق.
– هو حضرتك شاكه فيا بجد..؟!
” أصـالـة ” بقوة والغضب يُسيطر عليها بشدة.
– أنت مسبتليش خيار تاني يا سـلـيـم غير أني أشك فيك..؟!
قولي أنت عملت إيه من ساعة ما رجعنا يخليني ما أشكش فيك..؟!
أنا أكتر واحدة عارفة أنت قد إيه غضبك وحقدك على أبوك والعيلة كلهم مغميين عينيك الأتنين ومخلينك مش أنت إبني اللي ربيته بإيديا دول..! نطقت بها وهي ترفع يديها أمام وجهه بذهول وعدم تصديق لكل ما يحدث معهم.
” سـلـيـم ” بثقة وبلاده.
– يمكن عندك حق في كل كلامك وأن فعلًا غضبي وكراهيتي ليهم مسيطرة عليا بس أنا عُمري ما أدمر حد بالشكل ده وحضرتك عارفة ده كويس..؟!
ثم أضاف بقوة وهو ينظر إلى والدته محاولًا إيصال المعنىٰ من حديثه لها.
– أنا عايز أرجع حقنا ومستعد أعمل أي حاجة عشان ترجيعه بس مش دي الطريقة المُناسبة لترجيع حقنا..!
أنا أتسببت مرة في قطع رزقه وخراب بيته ومستفدتش حاجة وكمان مُعترف بده بس لما هديت وفكرت بعقل لقيت أن مُحاربتي ليّ في أكل عيشه مش هي الحل ولا حتى هترجع حقي وتشفي غليلي..
” أصـالـة ” بقوة وهي تنظر إلى صغيرها بتحدي فهي تعلم أنه لن ولم يسنىٰ عن ما يضمُره وينتوي فعله في قراره نفسه وتابعت وهي ترفع يديها أمام وجهه مؤشره بإبهامها بغضب ونبرة مُحذره له.
– حذاري..!
حذاري يا سـلـيـم أني أعرف أنك ليك إيد في اللي حصله أو كُنت سبب في خراب بيتهم من تاني..!
” سـلـيـم ” بسخرية.
– شايف حضرتك خايفة أوي على بيتهم لا يتخرب وناسيه أنتي إزاي بيتك أتخرب بسببهم من سنين وعيشنا عُمرنا كله متغربين من تحت رأسهم..!
” أصـالـة ” بثبات وهي تنظر بأعين صغيرها بعدم تصديق بأنه يملك كل هذا الكم من الكراهية لهم.
– أنا عشان بيتي أتخرب من سنين طويلة عارفة يعني إيه مرارة الذل وخراب البيوت ومش عايزة الظالم يتحول مظلوم والمظلوم يتحول ظالم وخايفة عليك لا بمحاولتك أنك ترد حقك تضيعه وتبقا أنت الظالم وساعتها أنا مش هقدر أبص في وشك وهتخسر كل حاجة..
كل حاجة يا سـلـيـم..
ثم أضافت بوجع دافين وعيناها حبيسة الدمع.
– أنا خسرت جوزي وأبو إبني بس في المقابل كسبتك وربنا عوضني وعطاني رزق كتير أوي هعيش عُمري كله أحمده وأشكره عليه ومش معنىٰ أنه أخد مننا حاجة أننا نبقا ناقمين على حياتنا ونسيب الكراهية والحقد تتحكم فينا..
أنت كبير وواعي وفاهم كل ده كويس يا سـلـيـم ومش محتاج أني أشرحلك..!
” سـلـيـم ” بحزن من حديث والدته عنه.
– صدقيني يا صـولا أنا المرة دي بجد معملتش حاجة..
وحياتك عندي ما عملت حاجة..!
” نـوح ” بتعقل وتفكير.
– أكيد في حاجة غلط يا صـولا في الموضوع وطلاما سـلـيـم قال معملش حاجة يبقا فعلًا معملش حاجة من دي..!
ثم أضاف وهو يحاول إيجاد طرفًا لحل اللغز من وجهة نظره.
– مُـراد يعتبر تاجر والتجارة مكسب وخسارة ومحدش ضامن حاجة في حياته ولا في شغله وكلنا مُعرضين في أي وقت للخسارة..
مش لازم يعني يكون في حد هو السبب في غرقه المرة دي..؟!
” أصـالـة ” بغضب.
– أرجوك يا نـوح متحاولش تدورله على مُبرر..
” نـوح ” بحكمة.
– أنا مش بدورله على مُبرر يا صـولا أنا بتكلم كلام العقل..!
” سـلـيـم ” بصلابة وهو يستعيد قوته محاولًا إثبات برائته أمام والدته.
– أنت عندك حق يا نـوح بس اللي متعرفهوش أن اللي حصل كان مُدبر فعلًا زيّ ما صـولا قالت بس الفرق الوحيد أني أنا بعيد كل البُعد عن الحوار ده وكل اللي عملته أني جبت كرسي وقعدت أتفرج عليهم وهما بيأكلوا في بعض من بعيد من غير ما أقرب حتى أو أمد إيدي لمساعدتهم..
أنا فعلًا يا أمي معملتش حاجة المرة دي بس مش هنكر أني وقفت أتفرج عليه وهو بيغرق عشان أشفي غليلي وأبرد ناري خصوصًا أن الضربة المرة دي جاية من جوه بيته..
” أصـالـة ” بعدم فهم وصدمة بادية بوضوح على معالمها.
– يعني إيه مُدبر..؟! ويعني إيه الضربة جاية من جوه بيته..؟!
” سـلـيـم ” وهو يخرج من جارب لباسه الرياضي هاتفه مكملًا حديثه بهدوء وبلاده مُميتان.
– أنا هفهم حضرتك كل حاجة وهتعرفي أني فعلًا ماليش يد في أي حاجة بتحصل دلوقتي..
ثم أكمل على نفس نبرته وهو يُهم بتشغيل التسجيل الصوتي الذي يضم صوت تلك الـ ” شـهـيـرة ” وشريكها الوغد بكل حقارة.
– أتفضلي أسمعي وحضرتك هتفهمي كل حاجة..!
وبالفعل بدء الجميع في الإستماع إلى التسجيل الصوتي بين الصدمة والذهول وعدم التصديق حتى أن ” أصـالـة ” كادت أن تخونها ساقيها وتسقط على الأرض إلا أنها حاولت التماسُك وإظهار صلابتها المُعتاده وهي تُكمم بيداها فمها بذهول حقيقي حتى أنتهىٰ التسجيل ومن ثم نطقت دون وعي ودرايه منها وهي تنظر إلى اللاشئ وعبراتها تُغرق وجنتيها وكأنها شلال يتدفق من عيناها بغزارة.
– معقول..!
معقووووول شـهـيـرة هي اللي عملت فيا كل ده..؟!
طب وإنتقاذها ليا وليك..؟! إزاي قدرت تعمل كل ده..؟!
ثم تابعت بضياع وهي تحمد ربها على حسن تدبيرها الأمر منذ سنوات.
– الحمداللّٰه..
الحمدللّٰه أن ربنا ألهمني وقتها وطلبت من الدكتور أن يقولها أن البيبي مات..!
الحمداللّٰه أني عملت كده..!
ثم عادت وهي تكمل حديثها بعدم التصديق من جديد.
– معقول في ناس الشر مالي قلبهم للدرجة دي..؟!
معقول مُـراد قدر يعيش معاها السنين دي كلها وهو مخدوع فيها..؟!
” نـوح ” بغضب مكتوم من ذلك الـ ” مُـراد ” الذي كما يُقال عذره أقبح من ذنبه.
– توقعي من مُـراد أي حاجة يا صـولا..!
ثم أضاف بتعجب من حكمة اللّٰه لكل ما يحدث.
– ربك إسمه الـعـدل ومبيتعاندش أبدًا..
شوفي من سنين طردك بره حياته وأنكر وجود إبنه عشان فكرك خاينة..
بس شوفي حكمة ربنا والأيام تلف تلف ويعيش عُمره كله مع شيطان متجسد في بني آدم عشان غلطة واحدة بس عملها من غير تفكير..!
فأكمل حديثه بسعادة واضحة من أجل ” أصـالـة ” التي يعتبرها كشقيقته حقًا.
– الأهم دلوقتي من كل ده إن حقيقتك ظهرت يا أصـالـة وما بينك وبين حقك خطوات بسيطة..!
” أصـالـة ” بدموع وهي تنظر إلى ” نـوح ” بوجع سنوات طوال غير قادره على إبداء سعادتها ببرائتها التي ظهرت بعد عناء كل هذه السنوات.
– هتفيد بإيه الحقيقة وأجمل سنين العُمر ضاعت في قهرة وعذاب ومذله..؟!
لو ظهور الحقيقة هيغيير في الأمر الواقع شئ كنت حاربت عشان تظهر من زمان بس في حاجات كتير أوي بعد ما بتتكسر بيبقا صعب تصليحها وترميمها وبتفضل عايش عُمرك كله بقلب أعرج مش قادر ينسىٰ كسرته ولا حتى يتغاضىٰ عنها..
فأضافت بعدم تصديق لكل ما أستمعت إليه.
– أنا كل اللي مستغرباله إزاي قدرت تأذي بني آدم مالوش ذنب بألعيبها القذرة دي وتهدم بيته وتشوه صورته قصاد ولاده..!
مـمـدوح طول عمره نضيف ومحترم ومُـراد كان بيثق فيه جدًا..
إزاي قدرت تعمي عنيه للدرجة دي..؟! إزاي هو مُغيب طول السنين دي كلها ومحاولش يفوق لنفسه ولو لمرة..؟!
” نـوح ” بحكمة وتأذي لها.
– ربنا يكفيكي شر البني آدم لما ضميره يموت وتنعدم أخلاقه وقتها توقعي منه أي حاجة وفي أي وقت..
” أصـالـة ” بوجع مرير.
– عندك حق يا نـوح..
لما الضمير بيموت البني آدم بيتحول لآله بتنفذ اللي بيرميه عليه شيطانه من غير تفكير..
ثم أضافت وهي تتحول بنظرها إلى صغيرها بنبرة شاجيه.
– بس مش معنىٰ كلامي ده أنك تسيب أبوك بيغرق وتقف تتفرج عليه..؟!
” سـلـيـم ” بسخرية.
– وحضرتك عيزاني أعمل إيه يعني أنزل أعوووم معااااه..!
” أصـالـة ” بغضب وهي تحاول إستجماع شتاتها وقوتها المُعتاده.
– بلاش تريقه وأتكلم بإحترام أحسنلك متنساش أني أمك وكلمتي لازم تتسمع..!
ثم تابعت بنبرة قوية ثابتة.
– أنت لازم تساعد أبوك يا سـلـيـم..!
لازم تمدله إيدك بأي طريقة المهم تنقذه من اللي هو فيه وتطلعه من المستنقع اللي رمىٰ نفسه فيه من غير ما يفكر..
” سـلـيـم ” بقوة.
– حضرتك على عيني ولا على رأسي بس متطلبيش مني فوق طاقتي أرجوكي..!
ثم أضاف بغضب مكتوم وإمتعاض واضح.
– ومن فضلك بلاش تقولي أبوك وتتكي عليها أوي كده عشان أنا أبويا مات من يوم ما شافت عيني الدُنيا..!
وأكمل بثبات وقوة وهو ينظر بداخل أعينها.
– أنا المرة دي مش أنا اللي أتسببت في خسارته بس متستعجليش لأن قريب أوي هيخسر كل حاجة عشان أناني ومش بيفكر غير في نفسه بس..!
” أصـالـة ” بحنان وهي تحاول أن تستميل صغيرها بعدما إقتربت منه محاوطة بيديها وجنته بحب.
– أنا عارفة أنه غلط في حقنا وغلط في حقنا غلط كبير صعب أنه يتغفر بسهولة بس في الأول وفي الآخر هو أبوك وليه عليك نفس الحقوق اللي ليا عندك..!
” سـلـيـم ” وهو يزيح يديها عنه مرددًا بغضب ونيران حارقة وهو يصرخ بها لأول مرة بحياته.
– أبوووووك .. أبووووووك .. أبوووووووك .. أبوووووووك..
كفاية يا أمي أرجوكي كفاية أنا جوايا ناااااار محدش حاسس بيها غيري..
ثم أضاف وعبراته محتجزه بعيناه تآبىٰ الهطول.
– أنا بمووووووت من سنين يا ماما..
بمووووووت من سنين ومحدش حاسس بيا..
أنتي عارفة يعني إيه طفل صغير يتمنىٰ يكونله أب زيّه زيّ أي طفل في سنه..!
عارفة يعني إيه أعيش طفولتي كلها محروُم من كلمة بابا..!
عارفة يعني إيه أعيش حياتي كلها محروُم من حضنه وأنا عارف ومتأكد أن في عيلة تانية في حضنه بتدوق حنيته وشايله إسم عيلته وأنا لوحدي منفي وإسمي مشكوك فيه..!
عارفة يعني إيه يعتبر حتة عيلة أمها واحدة ست قذرة ملهاش مله ولا دين بنته اللي مخلفهاش وأنا موجود حيّ أُرزق إبنه ومن صُلبه ومش طايل حتة لمسة إيد واحدة منه في حين أن غيري عايش معاه وبيتمتع بكل حاجة أنا محروُم منها..
الراجل اللي أنتي بتقولي عليه أبويا ده عار الأبوة ومشاعر الأبوة دي كبيرة عليه وصعب يدركها..! صرخ بها بغضب أعمىٰ وعبراته تهدد بالنزول إلا أنه يتحكم بها جيدًا ويآبى أن تخونه دون إرادة منه وتابع بجحود يلبق له جيدًا.
– وربي يا أمي ما هسيبه غير لما أوريه أنه أب فعلًا بس أب ورق .. أب بلا أبوة وأنه لا يميت للكلمة دي بصلة..!
عيزاني بعد كل ده اساعده..!
أنا بكرهه .. بكرهه يا ماما وعُمري ما كرهت في حياتي قده..!
” أصـالـة ” ودموعها تسقط منها بغزارة وهي تقترب منه محيطه بيديها وجهه بحنان.
– حبيبي أنا مش عيزاك تحمل نفسك فوق طاقتها..!
مش عيزاك تخلق أسباب وتفتكر في حاجات عشان تزود كراهيتك ليّ..
أنت أنضف بكتير من أنك تكره يا حبيبي..! قالتها وهي تحتضنه بقوة ومن ثم أبعدته عن إحضانها وأكملت حديثها له بنبرة حانية وهي تمسح على وجهه من جديد.
– مهما هتنكر أنه أبوك وترفض الحقيقة دي ده مش هيقدر يمحيها لأنك إبنه فعلًا وحتة منه يمكن هو ميعرفش ده ومش حاسس بده بس أنا واثقة أنه هيجي عليه يوم وهيحس بكل ده..!
ثم أضافت وعبراتها تسقط بغزارة وهي تمسح بيديها على وجهه بحب.
– أنت عارف الست مننا بتكون أم من أول ما بتعرف أنها حامل وبتبدء تحس بحركة البيبي جواها وبطنها تبدء تكبر..
وقتها بتتبني علاقة خاصة جدًا بين الأم والطفل محدش يقدر يحسها أو يدركها غيرهم لكن الأب الوضع معاه مُختلف تمامًا.
الأب مش بيحس بمشاعر الأبوه وأنه بقا أب فعلًا غير لما إبنه يجي للدُنيا ويشوفه بعنيه ساعتها بس الراجل بيحس أنه بقاااا أب فعلًا عشان كده بقولك هو معذور يا حبيبي..
هو لا عُمره شافك ولا حس بيك هو ضحية زيّه زيّك بالظبط..!
أنا مش بحاول أدي عذر لـمُـراد صدقني بس أنا بحاول أشرحلك مشاعره دلوقتي تجاهك إيه..؟!
أبوك بينهار يا سـلـيـم ولازم نساعده يا حبيبي..!
” سـلـيـم ” بقوة وإحمرار عيناه يظهر بوضوح على أثر نظراته الثاقبة وعبراته المُتحجره بها وهو يهز رأسه بضياع.
– صعب..!
صعب عليا يا أمي صدقيني..!
ثم أضاف بنبرة يُقطع لها نياط القلب.
– أنا عشت عُمري كله بحاول أجمع كرامتي اللي متداس عليها ودلوقتي بتطلبي مني أتمسك بيه واساعده..
طب إزاي..؟!
ليه هو متمسكش بيا زيّ ما أنتي عيزاني أتمسك بيه دلوقتي..؟!
إزاي يا أمي هعملها قوليلي..؟!
” أصـالـة ” وعبراتها تهطل منها بغزارة فهي أكثر شخص يعلم مقدار وجع صغيرها الذي أصبح كالسكين المنغرس بقوة بداخل قلبها.
– أنا مش عايزه أدخلك في اللعبة دي يا سـلـيـم بس أنا مش هقدر أشوف مُـراد بيغرق وأقف أتفرج عليه..!
ثم أضافت وهي تتحس وجنته بمشاعر مفعمه بالحب.
– أنا مش عيزاك تظهر في الصورة خالص أنا هعمل كل حاجة..!
أنا لازم أشتري نصيبهم من الشركة ولازم أحافظ على إسم أبوك..!
والأهم أني لازم أظهر براءة مـمـدوح..!
متتصورش مـمـدوح شخص محترم إزاي وميستهلش اللي جراله..؟!
لازم تظهر برائته على الأقل عشان صورته في نظر ولاده متتهزش زيّ صورة مُـراد في نظرك..! قالتها بصدق وهي تعلم مدىٰ تأثير حديثها عليه جيدًا.
” نـوح ” بحكمة ورزانة.
– عين العقل يا أصـالـة أنتي لازم ترجعي وترجعي بقوة كمان وتثبتي للكل برائتك وبراءة الجدع المظلوم ده..!
” سـلـيـم ” وهو ينظر إلى” نـوح ” بصدمة وعدم تصديق لما يتفوه به.
– أنت بتقول إيه يا نـوح..!
” نـوح ” بحكمة وتعقل.
– أنا بقول الحق يا سـلـيـم..
الساكت عن الحق يا إبني شيطان أخرس وبراءة الجدع ده لازم تظهر وتتردله زيّ ما حقكم لازم يظهر..
وزيّ ما وقفت جمبك من البداية في القصَّة دي لازم كمان أقف جمب أمك لأن دي مش معركتها لوحدها دي معركتنا كلنا ولازم نبقا إيد واحدة مع بعض عشان الحق يظهر في أسرع وقت..
” أصـالـة ” بقوة ونبرة صارمة لا تحمل الجدال.
– أنا أخدت قراري يا سـلـيـم ومحدش هيقدر يراجعني فيه..!
ثم أضافت بنبرة هادئة بعدما كفكفت بيديها عبراتها بصلابة كأنها لم تنهار أبدًا من قبل.
– من فضلك أعرفلي عنوان مـمـدوح إيه بالظبط عشان لازم أقعد وأتكلم معاه..! وما أن هم ليعترض على حديثها حتى صاحت بقوة دون أن تعطي له فرصة للرد ومجادلتها مُجددًا.
– من فضلك يا سـلـيـم أسمع كلامي..!
” سـلـيـم ” وهو ينظر لها نظرات غاضبة، مُعترضة على حديثها.
– مش عارف أقولك إيه حقيقي يا أمي مش لاقي رد..!
” أصـالـة ” بتجاهل لحديثه بنبرة صارمة متكأه على كل حرف تتفوه به.
– أتفضل أعمل اللي قولتلك عليه..!
فقام بفتح هاتفه وطلب ” سـلـيـمـان ” فهو يراقب الجميع منذ عودتهم وبالتأكيد سيُفيده في ذلك الأمر وبعد مرور لحظات أنهىٰ مكالمته ونظر إلى والدته نظرات جامدة، خالية من أي معنىٰ. فهتفت به بنبرة خاوية.
– هاااا قالك العنوان..؟!
” سـلـيـم ” بغضب حاول التحكم فيه وإخراج نبرته هادئة قدر المُستطاع وهو ينظر إليها نظرات عجزت عن تفسيرها إلا أنها قدرت إستشفافها من حديثه.
– مـمـدوح مش في بيته..!
مُـراد بيه لما عرف باللي حصل طرده ورماه في الشارع زيّ عادته والراجل يا عيني مستحملش الخبر وبقاله يومين محجوز في مستشفىٰ الألـمـانـي عنده إشتباه في جلطة على المخ..!
” أصـالـة ” بذهول وهي ترفع يديها على فمها بصدمة.
– لا حول ولا قوة إلا باللّٰه..
” نـوح ” بتأذي.
– يا ستار يارب..!
الراجل متحملش اللي حصله يا عيني..
حسبي اللّٰه ونعم الوكيل..
أهوووو ده اللي كنت لسه بحكيلك عنه سـلـيـم..
الراجل ده لازم تترد له كرامته من تاني ولازم يرجع يقف على رجليه عشان خاطر ولاده..!
عشان كده أنا بدعم صـولا في قرارها ومعاها فيه..
” أصـالـة ” وهي تنظر إلى ” سـلـيـم ” نظرات هادئة.
– أنا لازم أروحله دلوقتي حالًا يا سـلـيـم..!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى