روايات

رواية وجوه الحب الفصل السابع 7 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الفصل السابع 7 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الجزء السابع

رواية وجوه الحب البارت السابع

رواية وجوه الحب الحلقة السابعة

( ٧ ) – خيط رفيع –
” مُـراد ” بتأثر.
– شـهـيـرة أنا مقدر جدًا موقفك وحاسس بيكي صدقيني؛ بس أنتي قولتي مش بإيدينا..
أنا لو أطول أجبلك نجمة من السما مش هتأخر وأنتي عارفة كده كويس..
بس أنا صعب عليا صدقيني أنتي مرات أخويااا وأخوياااا الكبير اللي كان أبويا وصاحبي وكل حاجة في دُنيتي..
صدقيني صعب عليا يا شـهـيـرة أكون مع مرات أخوياااا خصوصًا أنه كان بيحبك..
أحنا بينا إحترام كبير وده خيط رفيع هيفضل ما بينا العمر كله ومـريـم..
مـريـم دي روحي وأنتي عارفة كده كويس..
” شـهـيـرة ” بقهرة حقيقية وهي تنظر له بوجع.
– عشان مرات أخوك ولا عشان لسه بتحبها..؟!
” مُـراد ” بغضب.
– هي مين دي اللي بحبها..؟!
ثم أردف بغضب وهو يؤشر بإبهامه عليها وعيناه تطلق شررًا.
– حاسبي على لسانك يا شـهـيـرة..
قولتلك أنا مقدر موقفك بس ده ميدكيش الحق أنك تقولي أي حاجة تيجي على بالك كده وخلاص..
” شـهـيـرة ” بوجع وإصرار على مواجهته.
– أنا مش بقول أي حاجة يا مُـراد وأنت عارف كده كويس..!
أصـالـة لسه عايشة جواك..
لسه بتشتاق ليها لحد دلوقتي ونفسك ترجع مش كده..؟!
فأضافت وهي تمسك به من سترته بألم يُقطر من عيناها.
لسه بتحن ليها يا مُـراد..؟!
رد عليا لسه بتحبها..؟!
” مُـراد ” بقوة وصلابة.
– أحب مين يا شـهـيـرة..؟!
أحب أصـالـة..؟!
أنتي ناسية البني آدمه دي عملت فيا إيه..؟!
” شـهـيـرة ” بوجع وهي تنهار من البكاء.
– أومااااال ليه بتعاقبني يا مُـراد..؟!
ليه بتعاقبني على ذنب غيري عمله..؟!
طب هي وربنا عاقبها وإبنها مااااات من قبل ما عيونها تشوفه لكن أنا بتعاقبني على إيه..؟!
قولي ليه بتعمل فيا كده أرجوك..؟!
” مُـراد ” بقوة.
– أنتي شكلك مش عارفة أنتي بتقولي إيه وعقلك خف عالآخر..
” شـهـيـرة ” بوجع.
– أنا عقلي مخفش ولا حاجة يا مُـراد بس أنا واحدة مدبوحه عايشة مع جوزها تحت سقف واحد ولسه بتشوف في عنيه حنين لواحدة غيرها..
فأضافت بقهرة حقيقية وعبرتها تهطل منها بغزارة.
– أنا مش آله يا مُـراد ولا إنسان آلي عايزني أعيش العمر ده كله من غير مشاعر..
أنت جوزي ونصيبي اللي ربنا قدرهولي وكتبلي أعيش معاه؛ ليه مُصر تعاقبني ومستكتر عليا حبك..
فتابعت وهي تقترب منه ممسكه بمعصمه بوجع ولاتزال عبراتها تهطل منها رغمًا عنها.
– أنا عايزاك تحس بيا يا مُـراد حط نفسك مكاني أرجوك..
أنا مش قادره أكمل كده..؟!
أنا بموت في اليوم ألف موته وأنا شيفاك بعيد وبتبعد عني..
إزاي قادر تكمل كده رد عليا أرجوك..؟! قالتها بغرابة وهي تنظر له بإستعطاف لعلها تجد منه ردًا يُطيب جراحها.
” مُـراد ” وهو يسحب يديه من بين يديها بإستيحاء وحذر ومن ثم أقترب من فراشها ساحبًا لروبها الحريري معطيًا إياه لها وهو يغض بصره بعيدًا عنه.
– أتفضلي..
ثم ختخت لها بنبرة يملؤها الحرج بعدما سحبته من بين يديه وغطت به جسدها بخجل.
أرجوكي أنتي يا شـهـيـرة متصعبيش علينا الموضوع وتحرجيني بكلامك أكتر من كده..
فاستطرد بنبرة حاول أن تبدو حازمة.
– أنا مغشتكيش وأنتي عارفة كده كويس..
أنا كنت واضح معاكي من بداية قصَّتنا وقولتلك أن اللي بينا إحترام كبير هيعيش وهيكمل معانا لآخر العمر؛ لكن متفقناش أن المشاعر والحب يبقوا من ضمن حكايتنا..
أنا معنديش حاجة أقدر أقدمهالك يا شـهـيـرة وأنتي عارفة الكلام ده من أول يوم أتكتبتي فيه على إسمي..
ثم أقترب منها واضعًا قبلة حانية أعلى كف يديها بتقدير.
– لو أنتي شايفة أن علاقتنا بقت حمل عليكي أنا أقدر أحلك منها حالًا لو تحبي..
أنا عارف أنك ست و…! وما كاد أن يُكمل حديثه حتى أسرعت ” شـهـيـرة ” بوضع يديها على فمه في محاولة منها لإسكاته وعدم إسترساله في حديثه الذي هو كالنيران التي تُنهش قلبها نهشًا وتلفظت بوجع وكسره.
– متكملش يا مُـراد أرجوك..
أنت الراجل الوحيد اللي أتمنيته ولو أطول أعيش تحت رجلك العُمر كله مش هتأخر..
أنت لو طلبت عُمري هديهولك من غير ما أفكر ثانية يا مُـراد ومش ذنبك أنك محبتنيش ومش ذنبي أني حبيتك..
” مُـراد ” بحزن على حالتها وهو يتأسف لها بصدق.
– أنا أسف بجد يا شـهـيـرة..!
أنتي غالية أوي على قلبي وكفاية أنك أم مـريـم وأنا لو أطول أجبلك الدُنيا كلها تحت رجلك مش هتأخر عنك ثانية..
أرجوكي قدري موقفي وأديني وقتي محدش عارف الدُنيا شايله لينا إيه لسه؛ يمكن في يوم وليلة حالنا يتبدل وتتغيير مقامات الناس في عيونا..
” شـهـيـرة ” بوجع.
– متتأسفش على حاجة أنت مالكش ذنب فيها..
الغلطة غلطتي أنا وأنت كنت واضح معايا من الأول..
أنا اللي أسفة ليك يا مُـراد..
ثم تابعت بإبتسامة خجله.
– أديني ثواني عبال ما تغير هدومك هكون رجعت الأوضة زيّ ما كانت..
” مُـراد ” وهو يضع قبلة حانية أعلى جبهتها.
– أنا بجد أسف بس هتعملي إيه بقا واحد غبي مش عارف يقدر حجم النعمة اللي في إيده..
” شـهـيـرة ” بإبتسامة وجع.
– متقولش على نفسك كده..
ده نصيب يا مُـراد وأنا ربنا كتبلي أعيش جمبك السنين دي كلها بس مقسمليش بحُبك ودي مش بإيدينا وأنا راضية بنصيبي مهما حاولت أغيره..
” مُـراد ” بتقدير.
– ربنا يكملك بعقلك يا شـهـيـرة..
فأضاف وهو يربت على يديها بحنان مرددًا بنبرة رحيمة.
– أنا هدخل أغير ونطلع نتعشا سوا..
مش هتأخر عن إذنك..
وما أن رحل من أمامها حتى سقطت عبراتها بغزارة فهمت في محوها سريعًا وهي تنظر في أثره بقهرة حقيقية ويأس ومن ثم عادت تُلملم الشموع والورود من هنا وهناك وبمجرد ما أن دلف ” مُـراد ” إلى غرفة الملابس حتى رفع يديه ماسحًا بها وجهه بألم لا يستطيع تصديق كل ما مر به خلال لحظات قليلة. لا يستطيع تصديق كيف وقعت ” شـهـيـرة ” صريعه عشقه.
هو أكثر شخص يستطيع الشعور بها فهو يعلم جيدًا صعوبة الهجر وأوجاعه ولكنه غير قادرًا على الإقتراب منها ولو شبرًا واحدًا. لا يستطيع فعلها..!
فجلس على حفة الأريكة الموضوعة بغرفة الملابس واضعًا رأسه بين راحته محاولًا التحكم بإنفعالاته وما يدور بخلده. شاعرًا بأن العالم بأكمله يُضيق عليه والآن الكون لم يعد يسعه من بعد ذلك. إلى أن وصل به الأمر إلى تلك التي تركت بروحه ندوبًا عجز الزمن عن تضميدها. فأغمض عيناه بألم وهو لايزال على وضعيته متذكرًا لتلك الذكرة التي ألحت عليه في الحال فعاد يتذكرها والدموع حبيسة أعينه.
• عودة إلى الماضي – Flash Back.
كان يسير إلى داخل غرفته ممسكًا بيديها بين يديه مشبكًا أناملهم سويًا وباليد الآخرى يُعدل لها من وضعيته فستانها حتى يُسهل عليها حركاتها وهي كالريشة بين يديه في خفتها رغم ضخامة فستانها؛ ونظراتها تجول بالغرفة هنا وهناك في دهشة مما ترىٰ. فها هي غرفتهم التي ستشهد معهم بداية ولعهم وجنونهم مزينه بالورود الحمراء والشموع العطره وقميصها الحريري مصفف بعناية أعلى فراشهم وكذلك بيجامته ذو اللون الأبيض؛ وما أن وصل بها أمام فراشهم حتى وقف محتضنًا بيداه كتفيها بحب ومن ثم وضع قبله حانية أعلى جبهتها مرددًا بكل ذرة حب تمتلكه بداخل قلبه لها.
– مبروك يا صـولا..
نورتي بيتك وأوضتك زيّ ما نورتي قلبي من ساعة ما شوفتك..
” أصـالـة ” بخجل.
– شكرًا..
” مُـراد ” بحب وهو يمسح بيديه وجنتها لمسات أذابتها بين يديه.
– بحبك..
بحبك يا صـولا ولحد دلوقتي مش قادر أصدق أنك بقيتي مراتي وبين إيديا..
” أصـالـة ” وهي تمسك يديه بحب مقبله لها بكل العواطف الساكنة بها.
– وأنا كمان بحبك أوي يا مُـراد..
ثم أضافت بفخر وكأنه كنز سمين قد نالته بعد سنوات من البحث والتنقيب والمشقه.
– عمري ما دُوقت حلاوة الدُنيا غير وأنا معاك..
حاسة أن عمري إبتدء من اليوم اللي قابلتك فيه..
ثم همست بحماس ونبرة مفعمه بالحب.
– مُـراد أنت مش متخيل أنا بحبك قد إيه..؟! أنا نفسي مش مستوعبه أنا إزاي بحبك أوي كده..!
أنت عوض الدُنيا اللي متشال ليا بعد سنين من الوحدة واليُتم..
” مُـراد ” وهو يُقبل باطن كفها بحنان ومن ثم ظل ممسكًا به بجانب وجهه.
– أنتي اللي نور الصبح اللي لما بيظهر بينور حياتي يا صـولا..
أنا جيت الدُنيا دي عشان أحبك وأشيلك جوه قلبي وعيوني اللي عمرهم ما هيشوفوا ولا هيحسوا إلا بيكي أنتي..
” أصـالـة ” بإبتسامة قد هوىٰ لها قلبه صريعًا في عشقها.
– اعتبر ده وعد منك يا مُـراد أنك مش هتحب غيري ولا هيدوق طعم حضنك حد تاني غير صـولا مهما يحصل..
” مُـراد ” وهو يقترب منها محتضنًا لها بولع دافنًا رأسه بين منحنىٰ عنقها؛ معبئًا رئتيه برائحتها التي كادت أن تُسكره.
– وعد مني ووعد الحُر دين أن قلبي وعيوني مش هيشوفوا غيرك ولا حضني هيدوق دفاه حد تاني غير صـولا مهما يحصل..
أنا بايع الدُنيا كلها ومش شاري غيرك يا صـولا..
ثم أضاف وهو يضع قبلات متفرقه أعلى عنقها وفوق كتفها الأيسر العاري.
– أنتي الدُنيا الحلوة اللي ربنا زينها ليا في عيوني وجنتي عالأرض اللي أنا عايش في نعيمها..
” أصـالـة ” وهي تذوب بين يديه.
– بحبك..
” مُـراد ” وهو يغوص في بحر أحضانها.
– وأنا محبتش ولا هحب غيرك..
” وسكتت شهرزاد عن الكلام المُباح، حين صاح الديك معلنًا أن الصباح قد لاح، والليل يشد الرحال، مفسحًا للنور المكان، وقلبي المُعلق قنديلًا ينتظر حكايا العاشقين، تذوي ذبالته بالحنين، لتلك الأميرة القادمة من كتب الأساطير.. ”
• عودة إلى الوقت الحاضر – End Flash Back.
فاق من ذكرياته وهو يضغط بأنامله على عيناه محاولًا كبح عبراته ومن ثم ختخت بقوة وصلابة دومًا ما يعهدها تجاه نفسه.
– حبك كان مسموم وللأسف سم قلبي ومحدش قادر يخلصه من سمك..
على الجانب الآخر بداخل ڤيلا ” الـعُـمـرانـي ” كان ” سـلـيـم ” يجلس بحديقة المنزل أمام حمام السباحة وهو ينظر إلى النجوم هائمًا في غيوم الليل وأشكالها؛ مرجعًا رأسه للوراء مستندًا بها على المقعد من خلفه، ويداه تعلو جبهته، وعيناه تُرغرغ بالدموع الحبيسة التي تأبىٰ الهطول وكأنها تخضع له وليس العكس. ظل هائمًا في دُنيا وعالم آخر وكأن شريط حياته بأكملها يُعاد أمام نظريه للتو حتى أنه لم يشعر بحضور والدته التي تجلس إلى جواره منذ لحظات وهي تتابع بعيناها كل أنش به في حزنًا كبيرًا وقلبها يتحطم إلى أشلاء يصعب عليها جمعها عندما تراه بحالته تلك. فهو كنزها السمين وإرثها بتلك الدُنيا. لم تتحمل ألمه ولم تُطيق حزنه لو بإمكانها لكانت جلبت له العالم بأكمله أسفل قدميه لكنها تعلم كل العلم بأن كنوز الأرض جميعها لن ولم تُشفي آلامه وأوجاعه وخصوصًا فقدانه من أبيه الذي عانىٰ منه طيلة حياتها فهي حاولت بكل طاقتها تعويضه عن حنان أبيه وفقدانه له إلا أن الأب كالأم تمامًا لا أحد يمكن تعويضه مهما فعل أو بذل من جهد لتعويضه عن هذا الفُقد. هو الوحيد الذي تشعر أمامه بالعجز بالرغم من سنوات عمرها وصباها التي قضتهم في رعايته وتربيته. عندما تراه في تلك الحالة التي هو عليها تتمنىٰ لو أنها تملك القدرة على إسعاده وتعويضه عن كل ما مضىٰ وعانىٰ خلاله لكنها هي أيضًا لم تنل من الدُنيا ما يُأهلها لذلك برغم ثروتها وإسمها الذي يُدوي في سماء إيطاليا وغيرها من البلدان إلا أنها لم تنل ما تريده هي حقًا وبشدة. هي أيضًا قد حُرمت من الأمان، والحب، والسعادة؛ لكنها تحاول جاهده إخفاء معاناتها على صغيرها الذي لا تخفوُ عليه متاعبها منذ الصغر.
فهمست له بحنان وهي تربت بيديها على خصلاته بحب.
– أبكي يا سـلـيـم..
أبكي وطلع كل اللي جواك يمكن لما تعيط ولو لمرة واحدة في حياتك ترتاح ونارك تهدأ..
صدقني العياط عمره ما كان ضعف..
خلي دموعك تنزل يا حبيبي عشان تغسلك من جواك..
” سـلـيـم ” وهو يعتدل في جلسته ناظرًا إلى والدته في ثقوب.
– لو البكا بيريح يا صـولا كان زمانك إرتاحتي من زمان..
لو البكا والعياط هيطفوا ناري ويرجعوا حقي وكرامتك اللي إتداس عليها من سنين كنت هبكى واعيط وأصرخ وأقول للدُنيا كلها أني مكوي ونار قلبي مبتهداش..
ثم أضاف بشموخ وكبرياء أعمىٰ والعبرات بداخل أعينه تُشكل حاجزًا زجاجيًا يأبىٰ السقوط والتهشم وكأن بسقوطها سيسقط معها صلابته وقوته التي هو عليها الآن؛ فهو في وقت لم يعد فيه مجال للعودة أو السقوط والوقوع وخصوصًا بأنه سند والدته وسبب قوتها التي هي عليها الآن.
– البكا معناه أني قليل الحيلة يا أمي ومش قادر أرجع حقي وأرفع رأسي ورأسك من تاني..
البكا ده للضعيف عمره ما كان للقوي وأنا قوي وقوي جدًا كمان؛ كفاية أني أتربيت على إيدك..
أنا صاحب حق يا أمي وأنتي كمان صاحبة حق ولازم رأسنا تترفع..
فتابع وهو يمسك يدي والدته مقبلًا لها بحب وتقدير.
– أنتي تستاهلي أن كرامتك تترد ليكي من تاني يا صـولا وتكملي باقي عمرك رأسك عاليا لفوق..
تستاهلي أنك تشوفي كل اللي أذوكي وإتلاعبوا على إسمك وشرفك وهما مذلولين قدامك وبيتمنوا رصاصه الرحمة منك وأنتي يا ترحميهم يا مترحمهمش..
ومن ثم سكت لبرهه ثم عاد مكملًا حديثه بقوة، وصلابة، وعناد أكبر.
أنا كمااااان..
أنا كمان أستاهل يا أمي أني أعيش بكرامة..
لازم أثبت نسبي وأقول للدُنيا كلها والناس أني إبن شرعي وليا كل الحقوق..
لازم أعيش بعزة نفس وكرامة..
وعشان كده بقولك يا صـولا النار عمرها ما هتتطفي حتى لو أتطفت هيفضل دُخانها عامي القلب والعين وعمر رمادها ما هيفيد أبدًا..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى