روايات

رواية واحترق العشق الفصل العاشر 10 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل العاشر 10 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الجزء العاشر

رواية واحترق العشق البارت العاشر

رواية واحترق العشق الحلقة العاشرة

بعد مرور عشر أيام
مركز التجميل
سردت عِفت لها عن لقائها بذاك الشاب الذى كاد يدهسها بسيارته، بطريقه هياميه وانهت سردها:
أنا مش الخضه هى اللى خلتني لسانى سكتت، لاء الشاب اللى كان سايق العربيه، له هيبه كده وقبول طاغي تقولى نجم سينما طول بعرض بعضلات، كمان طلع ذوق ونزل من العربيه إعتذر لى، وعرض عليا يوصلني، بس أنا كنت طالبة أوبر ووصل وإتحرجت أوافق يقول عليا عاوزه أشقطهُ.
ضحكت سميرة قائله:
لاء طبعًا، انا مش عارفه إنت عقلك صغير أوى وقلبك خفيف كل يومين تجي معجبه بواحد قابلتيه صدفه، مره تقولى عالفرنساوي اللى اتصدم فيكِ وفضلتِ هيمانه فيه كم يوم، دلوقتي الشاب اللى كان هيدهسك، يا بنتِ إعقلِ شويه، الحب مش كده.
ضحكت عِفت قائله:
لاء المصري يكسب ياريت اقابله مره تانيه، كمان حاسه إنى شوفته قبل كده، بس مش فاكره فين، وبعدين تعالى هنا قوليلي، إنت مش متجوزه عن حُب، وبنتك مش شبه باباها بغمزاتها الحلوين دول لما بتضحك أنا بتغاظ وببقى نفسى يبقى عندي غمازتين زيهم.
خفق قلب سميرة،وسرحت تُصارح نفسها بما تشعر به حقًا زواجها من عماد كانت تعتقد أنه عن حُب متبادل بينها وبين عماد لكن الحقيقه عكس ذلك الحُب من جانبها فقط،الحُب الذى يُضعفها أمامه…يجعلها تحترق برماد مشاعره.
عادت من الشرود على طرقعة اصابع عِفت أمامها وتبسمت لقولها:
أهو انا نفسي فى السرحان ده،نفسي أسرح فى الحُب،أقابل شخص يحبني،بس تعالى هنا إنتِ عمرك ما قولتلى حتى إسم جوزك ولا هو فين جيت الشقه كذا مرا مكنش موجود.
إرتبكت سميرة قائله:
جوزي مسافر.
-وإسمه إيه.
هكذا سألت عِفت،تحيرت سميرة لكن ذلة لسانها قالت:
نسيم،لاء قصدى عماد.
تهكمت عِفت قائله:
نسيم ولا عماد،أيه للدرجة دى الحب مآثر عليكِ.
توهت سميرة بالحديث قائله:
بطلي سخافه وخلينا نرجع لشغلنا حالًا المديرة تقول بترغوا فى إيه ودوشتوا الزباين.
ضحكت عِفت قائله:
قصدك المُتصابيات،دول بيحبوا الرغي والنميمه دول عايشين عليها،بالك فاكره الإشاعه اللى كانت طلعت على صاحب حفلة الاوتيل،لقيتهم بتكلموا عنها،وهروا فروة البنت ومش عجباهم…بيقولوا الشاب أحلى كاريزما إنما هى كلها نفخ حتى نظرة عنيها منفوخه .
خفق قلب وتبسمت قائله:
خلينا نرجع لشغلنا ونسمع نم المُتصابيات.
❈-❈-❈
بمنزل شعبان
نظرت هانم له وهو يجلس على آريكه ويضجع بيده على إحد الوسائد واليد الاخري يحمل كوبً من الشاي، يحتسي منه برويه لكن تذمر قائلًا:
إيه ده الشاي ناقص سكر.
تهكمت قائله:
السكر اللى فى البيت خلص، وبعت هند تجيب من السوبر ماركت ولسه مجتش.
وضع كوب الشاي على الطاوله بضجر وإستهجان قائلًا:
دى مبقتش عيشه دي، حتى السكر مش فى الدار.
تهكمت هانم قائله:
قولت مالوش لازمه ترجع الفلوس اللى عماد كان عطاها لـ هند أهى كانت تنفعنا، بس أقول أيه.
نظر لها بغضب قائلًا:
قولت مش عاوزين منه حاجه.
إستهزأت بغِل قائله:
ليه مش إبنك اللى كان نص مرتبك بيتحول عالمحكمه نفقه له كل شهر.
نظر لها يُفكر، فى ضآلة ذاك المبلغ الذى كان يحول للمحكمه كان لا يكفيه لشراء عيش حاف لمدة أيام،كذالك ظن ان بفعلته تلك سيكسب تعاطف زوجة عماد،ربما تكون جسر التواصل بينهم لكن يبدوا أن عماد لا يود ذلك بالتأكيد يبدوا أنه أخطأ،يعلم لو كان ذهب له مباشرةً كان رفض مقابلته، أراد نيل تعاطف سميرة وقيمتها لدى عماد، لو لم تكُن سميرة ذات قيمة لديه لما كان تزوجها بعد أن أصبحت أرمله،وهو لم يسبق له الزواج وكان اصبح ذا شآن، يعلم أنه كان حدث بينهم إنفصال لفترة وجيزة، لكن عادا سريعًا وهذا ما يؤكد قيمة سميرة،تحير عقله ربما سميرة لم تخبرهُ،أو أخبرته وهو بالتأكد جحد قلبه…زفر نفسه يشعر ببُغض وهو ينظر الى هانم تلك البغيضة التى قديمً ألقت خيوطها على عقله وعقل والدته وتسببت بالطلاق بينه وبين حُسنيه.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد
بغرفة حسنيه كانت تضب ملابسها داخل خزانة الملابس،بالخطأ سقطت تلك الرُزمة الماليه التى كانت أسفل بعض الملابس،إنحنت وجذبتها وذهبت نحو الفراش،جلست تنظر الى ذاك المبلغ الوفير،الذى لم تكُن تحلم يومً بلمس بضع ورقات من هذا المبلغ،كانت قانعه تتمني الستر فقط،وهذا ما سعت له وكان رفيقها عماد
وذكرى تطن برآسها
“أنا عاوز عيال كتير العيال عزوة وإنتِ مش هتخلفي غير عماد،إنتِ خلاص قطعتِ الخلف”
ورد مؤسف منها وشبه توسل:
“مين اللي قالك كده أنا لسه مكملتش تلاتين سنه والدمتورة قالت قدامك إن ممكن أخلف بسهوله،بس دى إرادة ربنا هو له حكمه فى كده،وزى ما بنقول واحد أبرك من عشرة يا شعبان”
والجحود بنعم الله يُقسى القلب:
“لاء أنا عاوز ولاد ويبقى ليا عزوه،أنا خلاص هتجوز”
وقبول الضعيف بقلب مكسور:
“إتجوز،وسيبني على ذمتك،وهشتغل وأصرف على نفسي انا وإبني،بس عشان المأوى،إنت عارف بيت أهلى صغير يادوب مكفيهم”
الجبروت يرد:
“يعني المكان اللى هنا واسع أوي،روحي بيت أهلك إنتِ ليكِ ميراث عيشى فيه..إنتِ طالق”.
-إنت طالق.
لم يُطلقها وحدها بل طلق عماد معها.
فتحت عينيها تستحث تلك الحسرة والمهانه التى شعرت بهما وقتها والكيد من هانم التى كانت تتعمد الظهور أمامها وتحكي كم هو سعيد معها ويرا العوض، رغم أنه أنجب الأناث، لكن يُحبهن ويفضلهن عن عماد،
عماد الذى قاسى وتحجر قلبه من قسوة الآيام وتحمل وتنازل،لديها يقين أن لـ شعبان هدفً،حين أعاد ذاك المال غير أنه لا يود من عماد شئ ولا يقبل الإحسان
شعبان نوياها خبيثه، وهى بالتأكيد الوصل بينه وبين عماد والتنعم بما وصل له من ثراء… لكن هو مُخطئ فكما يقولون العرق دساس
عماد مثله قاسى القلب ولا ينسى بسهولة، والدليل حياته الذى يعيشها بإنفصام بسبب تعرضه للخذلان سابقًا من الأقربين له تخلوا عنه… رغم أنه
يعشق سميرة، لكن مازال هنالك حاجزًا، يجعله يُخفي ذلك خلف قناع القسوة المُصطنع.
❈-❈-❈
بالإمارات باحد الفنادق
تنفس عماد يُزفر نفسه بقوه يشعر بغضب، وهو يقوم بمهاتفة سميرة للمره الثانيه ولا تقوم بالرد، كذالك بعث أكثر من رساله ولم يجد ردًا، يعلم أنها تتعمد ذلك التجاهل ، منذ تلك الليله الآخيرة بينهم، حك بين حاحبيه يشعر بسأم من ذلك، لكن تنهد مره أخري وقرر الإتصال وإن لم ترد سيرسل لها رساله كالعادة بالأيام الماضيه.
إتخذ القرار وقام بالإتصال مره أخري
بنفس الوقت بشقة سميرة
كانت سميرة تتعمد عدم الرد على الهاتف، لكن للحظات تركت الهاتف وذهبت الى المطبخ وعادت وجدت الهاتف مازال يصدح ويمنى تحمله بيدها، نظرت لها بضيق ثم سُرعان
أخذت الهاتف من يد يمنى وتعصبت عليها قائله بحِده ونهي:
قولتلك متلعبيش بالموبايل بتاعي.
تركت يمنى لها الهاتف وذهبت تنزوي على تلك الآريكه تذم شفتيها وتضم يديها ببعضهما تبدوا مقموصة.
نظرت سميرة لها رفق قلبها وذمت نفسها على عصبيتها زفرت نفسها بآسف وذهبت نحوها جذبتها وحملتها على ساقيها، تذمرت يمنى بطفوله منها، ضمتها سميرة وقبلت رأسها قائله:
معليشي حقك عليا.
دفست يمنى وجهها بصدر سميرة كآنها تُعاتبها على عصبيتها، تبسمت سميرة لذلك وضمتها بحنان.
بنفس الوقت عاد هاتف سميرة يصدح برنين مره أخري… نظرت الى الشاشة زفرت نفسها فكرت بعدم الرد، لكن نظرت يمنى هى الأخرى الى شاشة الهاتف وتفتحت ملامحها ومدت يدها الى الهاتف ثم خشيت ان تتعصب عليها سميرة مره أخرى جذبت يدها للخلف قائله:
صورة بابي.
فكرت سميرة بعدم الرد، لكن نظرة عين يمنى المُعاتبة جعلتها تفتح الخط ثم مُكبر الصوت لتسمع صوت عماد الغاضب:
بتصل عليكِ ليه مش بتردي لا على الرسايل ولا وإلاتصالات.
تسرعت سميرة بالرد:
يمنى أهي معاك خدي كلمي بابي.
أعطت الهاتف لـ يمنى ووضعتها فوق الأريكه ونهضت وتركت المكان وقفت بعيد قليلًا تسمع حديث يمنى مع عماد، حتى سمعتها تقول له:
مامي مش هنا راحت أوضة ناناه.
حاضر يابابي هقولها تكلمك، متنساش تجيب لى لعب كتير.
وضعت يمنى الهاتف على الآريكه جوارها، وكادت تنهض، لكن عادت سميرة تبتسم لها، تبسمت يمنى ونسيت عصبية سميره عليها…تبسمت لها تلمع عينيها بحنان ليت عماد كان قلبه مثل تلك البريئه التى تُشبه ملامحه.
بينما أنهى عماد الإتصال تمدد بجسدهُ فوق الفراش ينظر الى سقف الغرفه يشعر بإشتياق لمجرد سماع صوت سميرة الهادئ لو كانت نحدثت معه لسألها عن ماذا تريد وسيفعله من أجلها.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بمحل البقالة
كانت تجلس بسنت مع فداء التى تقوم بشرح احد المواد لها مساعدة منها…
تبسمت لها بسنت قائله:
طب والله إنتِ شرحت لى أحسن من المدرس بتاع المادة نفسها، والله نادر لما بفهم منه، فكري وإفتحي درس خصوصي وهتلاقي طلبه كتير.
تبسمت فداء قائله:
لاء انا بفكر أفتح حضانه وألم العيال المتشردة من الشوارع واعلمهم الادب والأخلاق
ضحكت بسنت قائله:
إعملي حساب ولاد مرات أبويا، قمة فى قلة الادب وصايعين ومتشردين.
ضحكت فداء قائله:
انا مش بطيق امهم، لما تجي تشتري، أقولها إحنا بنبيع بأسعار الجمله ومفيش فِصال، برضوا تفاصل، انا مش عارفه باباكِ إزاي متحملها، دى بخيله اوي.
مزحت بسنت قائله:
وكمان تخينه أوي،شكلها بتاكل ومجوعه الباقين،الحمد لله إنى مش عايشه معاها،بس والله عمو جابر ما يفرق عنها،هو خالي هاني وتيتا أنصاف اللى مخليني اتحمله.
تبسمت بسنت حين صدح الهاتف بيدها وقالت:
أهو إبن الحلال خالي هاني بيتصل عليا.
خفق قلب فداء وتبسمت قائله:
وانا هقوم أشوف ايه سبب الهيصه والزراغيط اللى برة دي.
تحدثت بسنت مع هانى الذى أخبرها أنه خلال أيام سيأتى الى مصر لقضاء فترة أجازة قصيرة، بينما فداء علمت سبب تلك الاصوات العاليه والزراغيط، إنها من أجل خطوبة، ذاك العريس الذى كان تقدم لها منذ ايام، وهى بغطرستها علمت رده انها لن تناسب عقول ذويه، فذهب لاخري وواقفت على ما رفضته هى، تذكرت صباحً حين ذمتها زوجة عمها حين قالت لها بعصبيه وإستهجان:
معرفش قولتِ ايه للعريس اهو طفش وراح لغيرك بنت جارتنا ووافق عليها والنهاردة هيجيبوا الشبكه والفرح بعد أسبوعين، خليكِ كده مش حاسه إنك مبقتيش صغيرة، وتطفيش العرسان طلع عليكِ سمعه، بعد كده محدش يتقدم لك، بسمعتك دي.
لم ترد عليها، كان سهلًا ان تقول لها لا تستعجلي، تلك الزيجة قد تتم لكن لن تستمر وإن إستمرت ستكون تلك العروس مثل الخِرقه الباليه بين ايديهم، وهى لا تود ان تكون بلا مكانه بحياة شريك حياتها، ربما من الأفضل عدم الإنسياق خلف هواجس المجتمع الباليه، لابد أن تكون سيدة قرار، لا تابعه.
❈-❈-❈
مارسيليا
بعد مُزاح بين هانى وبسنت، رأي هيلدا تدلف عليه بالغرفه تترنح من آثر المشروب المُسكر، كذالك ثيابها العاريه… تقترب من هانى تسأل:
مع من كنت تتحدث بالهاتف.
رغم إشمئزازه منها لكن أجابها:
بسنت بنت أختي… وعلى فكره انا مسافر مصر كمان يومين.
-لماذا، أصبحت تكرهني وتهرب مني بالسفر الى مصر كثيرًا.
إشمئز من رائحة المسروب المُنبعثه من فمها وإبتعد جالسًا على الاريكه قائلًا ببرود:
أنا مش بهرب منك، كل الحكايه إنى شايف إن أعصابك تعبانه فى الفترة الأخيرة واضح إن وجودي بيزود الحاله دى عندك، قررت أسافر لمصر أجازة صغيره تريحي اعصابك وتهدي.
ترنحت وسقطت جواره على الآريكه قائله بغضب:
أنت من تُفسد أعصابي هانى تنكر كل ما قدمته لك، تقابل المعروف بالآساءة، أصبحت ثريًا وتُفكر فى هُجراني من أجل آمرأه أخري، إنها “إيڤون” تلك الفتاة إبنة زوجي الراحل…يُغريك دلالها عليك.
تفاجئ بل ذُهل هاني قائلًا:
إيڤون من عُمر إبنة أختي،قولت لكِ تحتاجين الى تهدئة أعصابك انا مسافر مصر بعد يومين،أتمنى لما أرجع تكون أعصابك هديت.
قال هاني هذا ونهض واقفًا ثم خرج من الغرفه…بينما تعصبت هيلدا وقامت بإلقاء الكأس الذى كان بيدها بعرض الحائط تهشم الى قطع،عاد هانى ينظر الى الغرفه وراي قطع الزجاج على الارض لم يهتم وغادر مره أخري بينما نهضت هيلدا تترنح وقفت أمام قطع الزجاج لمعت عينيها بوهج،وجائت لها فكرة شيطانيه ستفعلها وقتها بالتأكيد ستُطفئ تمرد هاني عليها مره أخري،كما فعلت ذلك سابقًا وإستسلم لها.
❈-❈-❈
بالقاهرة
بمكتب عماد، كان يجلس خلف مكتبه
يقوم بمراجعة بعض الملفات، لكن ضجر من ذلك، ترك العمل وجذب الهاتف
نظر الى تلك الصور التى على هاتفه… تبسم يشعُر بإشتياق لهن الإثنتين، سميره ويمني، مجرد بضع أيام قضاها بالخارج عاد مُشتاقًا للهو مع تلك الصغيرة التى تُشبهه بالملامح وبعض الطِباع، تنهد بإشتياق لتلك التى مازالت تأسر قلبه لم تحتل مكانتها إمرأة أخرى، شوق وتوق بقلبه لها مازال مُستمرًا… بصعوبة يتحكم فى قلبه ويتحمل وجودها بعيدًا معظم الوقت، لكن هذا أفضل من أن ينفضح حقيقة قلبهُ الذى يطمسها عمدًا… تلمس ملامحها على شاشة الهاتف… بلا تردُد فتح الهاتف وقام بمهاتفتها… زفر نفسه بضيق حين إنتهى الرنين دون رد منها، غضب من ذلك وقام بالإتصال مره أخرى، وإنتظر لكن قبل نهاية الرنين سمع صوتها، تعصب بإندفاع قائلًا:
مش بتردي من أول مره ليه؟.
أجابته بهدوء عصبهُ:
إنت بتتصل فى وقت أنا فيه مشغولة.
تهكم بسخريه وإستهزاء قائلًا:
مشغوله فى أيه يعني، عالعموم مش عاوز أعرف، أنا رجعت من السفر وعاوز نتقابل.
غص قلبها، ليته قال وحشتني،لكن تعلم الهدف من طلبه لقائها،بمعنى أصح غايته من لقائه مجرد لقاء حميمي تشعر به كآنه عاشق لها لكن بمجرد أن تنتهي تلك اللحظات يعود الى جمودهُ وتبلُد مشاعرهُ وتعود هي بآلم يسري بقلبها، لكن غصبً إبتلعت ذاك الشعور الموجع لقلبها قائله:
مش هينفع النهارده مش هنفعك.
تعصب،هى تظن أنها له فقط مُجرد جسد،تنهد بحسم قائلًا بأمر:
مش إنتِ اللى تقرري، إن كنتِ تنفعيني أو لاء… هبعتلك العربيه الساعه سته ونص تكون خلصتِ مشغولياتك المهمه فى البيوتى.
بنفس الوقت سمح لذاك الطارق على باب مكتبه بالدخول،تبسم ورحب بها بدلالها حين سمعت نهاية حديثه عبر الهاتف قائله:
اتمني مكونش جيت فى وقت غير مناسب،كمان جايه بدون ميعاد سابق.
تقبل طريقة حديثها المُدلل قائلًا:
لاء طبعًا مكتب مفتوحلك فى أى وقت وبدون ميعاد.
إنتبه أنه مازال الخط مفتوحً قام بإغلاف الهاتف وتبسم لتلك التى قالت:
واضح إن السنين اللى قضيتها فى فرنسا قبل كده أثرت فى شخصيتك الجذابه ذوقك مُجامل جدًا… عارفه ممكن تقول عليا إزاي بتكلم معاك بالطريقه القريبه دى بس أنا إتعودت دايمًا أعبر عن رأيي بدون حرج… تقدر تقول إنى بحب الصراحه… والأشخاص الناجحه دايمًا هى اللى بتلفت نظري بسهوله.
تبسم لها بمجامله بداخلهُ مُتهكمً هى لا تعلم ما مر به بتلك السنوات الذى عاشها بالغُربه بلا هاويه كآنه شخص مجهول معدوم الهاويه، ولا لذاك الأثر التى تركته سواء بندب مازال واضحًا على جسدهُ، أو الندب الأكبر الذى حرق قلبه حين فقد حبيبه ورأها بعينيه تُزف الى غيرهُ… يبدوا أن للثراء مفعولًا سحريًا لطمس بقايا الماضى، بل أحيانًا قادر على حرقه.
تبسم بمجاملة وهو يسمع لها:
بصراحة أنا كنت مُترددة أجيلك،بعد الصور اللى إتنشرت لينا عالمواقع،أنا كنت بتحرج أكدب الصور دى وأقول دى مش صحيحه،كمان كنت محرجه أكلمك وأقولك عليها،أكيد كنت ممكن تضايق،أتمنى تكون الصور دى مسببتش لك إزعاج زيي.
تبسم بمجاملة وتذكر تغيُر معاملة سميرة له بسبب تلك الصور شعر بغصه قائلًا:
لاء أبدًا محستش بأي إزعاج… والصور كمان مع الوقت إختفت.
شعرت بضيق وسألت بفضول:
بصراحة إنت شخص غامض ومحدش يعرف عن حياتك الشخصيه أى حاجه… لو هتعتبر ده فضول مني تقدر متردش
تبسم بثقه قائلًا:
لاء مش فضول وانا مش شخص غامص أنا بس محبش حياتي الشخصيه تبقى مثار للأقاويل…حياتي الشخصيه مِلك ليا لوحدي ومتهمش حد غيري.
قالت بسؤال:
مفهمتش ردك، يعني مُرتبط او لاء.
تبسم قائلًا:
أنا مرتبط وكمان عندى بنت قربت على سنتين.
شعرت ببُغض وغضب إحترق قلبها وسألت:
واضح إنك متجوز عن حُب ويمكن ده ساعدك تبقى شخص ناجح.
رغم عدم إستغرابه من أسئلتها المفضوحه أمامه، جاوبها بإختصار:
مش شرط النجاح يكون وراه زواج عن حُب، حتى الزواح الناجح مش شرط يكون عن حُب، فى جوازات تقليديه كتير كانت ناجحه أكتر من الجواز عن حُب.
-وإنت متجوز عن حب، ولا جواز تقليدي.
هكذا كان سؤالها وأجابها:
كان جواز عقل أكتر.
❈-❈-❈
بنفس الوقت بـ مركز التجميل شعرت سميرة بغصة فى قلبها خين سمعت جزءً من ترحيب عماد بتلك التى لا تعرف من تكون لكن طريقتها تبدوا واثقه من ترحيب عماد لها، ظلت شاردة للحظات حتى وكزتها عِفت قائله!
كنتِ بتكلمي مين عالموبايل وسرحانه كده، وشكلك مسمعتيش انا قولت أيه.
نفضت سميرة قائله:
مفيش، قولى قولتى أيه.
تحدثت عِفت بخفوت قليلًا:
سمعت إن مدام “جانيت” هتبيع الصالون ده.
إستغربت سميرة قائله:
طب ليه الصالون شغال كويس وزباينه من الفنانين وصفوة المجتمع.
-معرفش يمكن دماغها هدف تانى تعرفي انا لو معايا فلوس كنت إشتريت الصالون ده منجم دهب…كفاية زي ما قولتِ زباينه ناس راقيه.
❈-❈-❈
أغلق عماد الهاتف بعد أن أخبرة ان سميرة قالت له انها هاتفته وقالت له ان لديها موعد آخر، شعر بغضب هو لم تتصل عليه، تنهد بسأم، وتملكه الشوق، نظر نحو تلك الحقيبه التى بالمقعد الخلفي للسيارة وإتخذ القرار الذى يسوقه له قلبه المُشتاق لرؤية
يمنى وقبلها سميرة التى تتعمد إثارة شوقه لها.
بالفعل بعد دقائق كان أسفل البنايه التى تقطن بها سميره، لم يُفكر وترجل من السيارة وجذب تلك الحقيبه ودخل الى البنايه صاعدًا بشوق.
بينما بشقة سميرة
كانت تجلس على أريكة بغرفة المغيشه عقلها شارد بما أخبرتها به عِفت عن رغبة صاحبة مركز التجميل فى بيعه، تمنت لو كانت معها ما يكفي لشراء هذا المركز التحميلي، لكن سُرعان ما فكرت بهدايا عماد الثمينه لها لما لا تستفاد بها… تبسمت وهي تتخذ القرار لو أصبح هذا المركز ملك لها بالتأكيد ضمان لمورد مالى لها ولوالدتها وطفلتها.
فاقت من الشرود على صوت قرع جرس بال الشقه… وكعادة يمنى حين تسمع جرس الباب تعتقد أنه والدها وتهرول نحو الباب سريعًا، كانت عايدة قريبه من باب الشقه وهى من فتحت تبتسم لـ يمنى التى تفتحت ملامحها حين صدق قولها وان عماد هو من جاء…
تبسم عماد لترحيب عايدة به وجثي على ساقيه يستقبل يمنى ونهض واقفًا يُقبل وجنتيها قائلًا:
وردتي الجميله وحشتني أوي.
بنفس الوقت إستغربت سميرة مجيئه، لكن بالتأكيد جاء من أجل رؤية يمنى.
بينما نظر لها عماد مُشتاقً، فلقد غلبهُ الشوق وجاء من أجل رؤيتها هي.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية واحترق العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى