روايات

رواية واحترق العشق الفصل الثامن 8 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل الثامن 8 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الجزء الثامن

رواية واحترق العشق البارت الثامن

رواية واحترق العشق الحلقة الثامنة

مارسليا
بعد أن أنهى حديثه على الهاتف مع عماد، شعر ببوادر صُداع برأسهُ جذب السجائر وأشعل إحدها، نفث الدخان من فمه ينظر الى ذاك الدخان وتهكم وهو يتذكر المره الأولى التى تذوق بسببها السجائر للتنفيس عن غضبهُ
[مارسيليا قبل ثلاثة عشر عام]
ليلًا
بحوالى الثانية صباحً
بتلك الغرفة التى يسكن بها مع أحد المُغتربين، والذى عاد لموطنه لقضاء فترة أجازه، كان هو وحده بالغرفة كعادته حين يعود من العمل بتلك الورشه يُلقى بجسده فوق الفراش أحيانًا كثيرًا لا يهتم حتى بتناول الطعام فقط يريد النوم لإراحة جسدهُ المرهق للغايه فهو يعمل لأوقات كثيرة بغيًا فى زيادة الآجر، لكن تلك الليله كانت ليله صيفيه نزع ثيابه وظل بسروال فقط حول خصره، سحبه النُعاس دون دراية حتى أنه لم يشعر بفتح باب الغرفة ولا بتلك التى تسللت وأشعلت ضوء الغرفة، وقع بصرها عليه وهو مُمدد فوق الفراش هكذا شبه عاري ضغطت على شِفاها برغبة تشتعل بالأستمتاع تتخيل نشوتها وهى بين يديه اللتان تظهر عليهما أثار الخشونة بوضوح، تود الإستمتاع بتلك الخشونة فوق جسدها، نزعت ذاك المئزر عنها وأصبحت شبه عاريه بثوب شفاف فقط،ثم سارت بخطوات يحترق جسدها رغبة، الى أن صعدت فوق الفراش وتمددت تتحس صدر هاني تشعر بصلابته وإغراء خاص يتوغل من رغبتها، وضعت جسده فوق جسده تستحث به الرغبة فى نعومتها، بسبب إرهاقه فى البدايه لم يشعر بها حتى بعد أن تحسست صدرهُ بحركات ناعمه رفض عقلة ذلك وهو بغفوة إرهاق بدني، لكن شعر بثُقل، حقًا ليس ثقيل لكن شعر بشئ فوق جسده، فتح عينيه بنُعاس للحظه ثم عاود النوم بسبب إرهاقهُ، رأت هيلدا فتحه للعينيه للحظه، ثم أغمضها ظنت أنه مثلها تواق وراغب، إزدادت جرآة لمساتها لإثارة جسده بالميل لها، لكن
بين الوعي والا وعي عقلة غير مستوعب لذلك هو شبة مُغيب، لكن هنالك شئ خاطئ تلك الحركة الغريبة الذى يشعر بها مع إثارة جسده، فتح عينيه مره أخرى للحظه ثم أغمضها ثم سريعًا فتح عينيه بإتساع وإنتفض جالسًا، مما أربك هيلدا التى سقطت على الفراش جوارة، نظر لها بإشمئزاز ونفور، لكن هى مازالت تلك الرغبة تُسيطر عليها، مشاركته وقت حميمي، رغم بقاؤهُ لفتره وجيزة بفرنسا لكن بالغُربه تتعلم سريعًا،فما تحتاج لسنوات لإجادته بضع أشهر كافيه لتتعلم ما كان صعبً،او ما كنت تظنه ذلك،أصبح يفقة اللغه الفرنسية ربما ليس بإجادة لكن يستطيع تفسير ما يسمعه والتعبير عن ما يريدهُ، ومن أمامه الآن شبه عاريه لا يحتاج لتفسير لما تريده،لكن هو هنا ليس من أجل نزوات مع النساء هو هنا يتحمل من أجل لُقمة العيش يريد مستوى أفضل لا يريد أن ينحدر بمنتقع الحرام،وفتنة تلك العاهرة هى الحرام بذاته لا ينكر انوثتها الواضحه جمالها الافت،لكن هل عقلهُ بغفوة ويُفكر فى الإنسياق مع رغبتها،لكن…
لا تُفكر ايها الأبله الموضوع ليس للتفكير،هذا مستنقع أسود لو توغل منك لن تستطيع الخروج من ظلامهُ،
إتخذ القرار وعاد بجسدهُ بعيد عنها لكن هى كانت مثل الجرادة وإقتربت منه تلتصق بجسده لكن هو رفض ذلك ونهض من فوق الفراش تركها تشعر بغيظ مُتمكن،نظر لها عينيها كآنها تبدلت لنيران، تغاضى عن النظر لها وجذب قميصهُ من فوق الآريكه وإرتداه سريعًا، لكن حين إستدار وجدها أمامه مباشرةً ترفع يديها، لكن قبل أن تصل الى صدره امسك معصمها، وضغط عليه بقوه، لكن كانت قوة عكسيه بدل أن تتراجع هيلدا أثارها ملمس يديه الخشنة على مِعصمها وأرادت أن تشعر بذلك على جسدها، لكن نظر هانى الى عينيها قائلًا بالفرنسيه:
أنا عمري ما أخون إيد إتمدت ليا وساعدتني وزوجك له فضل عليا.
ضحكت بإستهزاء قائله بإقناع:
زوجى لن يعلم عن ذلك، كما أنه لو علم بذلك سيكون رد فعله لا مبالي، دعنا نستمتع هانى.
إستهزأ بردها يعلم عدم النخوة عند الأجانب ومشاركت النساء الفراش لـ رجال غُرباء ليست سوا تُرهات عاديه، لكن هو لن ينجرف بهذا الطريق البائس، رفضها ونفض يديها بقسوه، وإنحنى يجذب ذاك المئزر الخاص بها وإتجة نحو باب الغرفة وقام بفتح الباب ومد يده لهت بالمئزر قائلًا:
أنا مُرهق طول اليوم فى الشغل فى الورشه ومحتاج أرتاح ساعتين قبل ما النهار يطلع وأنزل أكمل الشُغل المطلوب منى من فضلك إرحلِ لن تجدي منى إستجابة لما برأسك.
تعمدت السير ببطئ علها تستحث حواسه لكن هو غير مُبالي وذلك يزيد من هوسها،حين أصبحت أمامه تعمدت أن تلمس جسده لكن هو قال بصرامه:
من فضلك إرحلِ.
أخذت منه المئزر بخطف ونظرت له بغضب قائله بوعيد:
أنت أيها الشرقي أغبى ألاغبياء ترفض فرصة تقدمت لك ستندم لاحقًا…أعدك بذلك ما رفضته اليوم ستلهث بالغد من أجل الحصول عليه.
إستهزأ بداخله،لكن لم يستطع تأمين نفسه من مكرها لاحقًا.
[عودة]
بسبب لسعة بصيص السيجارةالتى شبه إنتهت لأصابعه عاد للواقع يشعر بآلم طفيف،وضع عقُب السيجارة بالمتفضه،ونهض واقفًا مازال الصداع مستمر،لكن نظر الى عُمال الورشه،هو يعلم دواء هذا الصداع جيدًا،بدل ثيابه الأنيقه بأخري مناسبه للعمل،وإنضم الى العاملين بالورشه وقام بالعمل معهم
بل أجاد صُنع إحد أصعب تشكيل الأثاث، نظر له أحد العاملين الفرنسين معه قائلًا بمدح:.
لقد صنعت قطعة فنية، كيف صنعتها بهذا الإتقان بهذا الوقت القصير.
تبسم له ببساطة قائلًا:
ده عندنا فى مصر بنسميه “شُغل آربيسك” وسهل جدًا بس محتاج إتقان فعلًا… كمان محتاج الأهم من الإتقان وهو الصبر وده الشئ الوحيد اللى إتحلمته وأتعلمته فى حياتي.
❈-❈-❈
بـ شقة سميرة
كانت تجلس أرضًا جوار يمنى التى تلهو بألعابها ، لكن كان فكرها شاردًا بتلك الصور، هى رأت رقص عماد مع تلك الفتاة التى لا تُقارن بها سواء جمالًا أو أنوثة، والأهم من ذلك هى من الطبقة الراقيه، عكسها تمامً، هى ذات تعليم متوسط كذالك من طبقة مُعدمة تقريبًا، قرأت بعض التعليقات على تلك الصورة كثيرًا يمدحون أنهم ثنائي مناسب، وهى لا تنكر ذلك لو لم تكُن زوجة عماد ورأت هذه الصور لرجحت تلك التعليقات،فى تلك المُقارنة هى الخاسرة بالتأكيد، وضعت يدها على موضع قلبها تشعر بنار كآنه يحترق بداخلها… تجمعت الدموع بعينيها لا تعلم السبب لكن فى وسط ذلك شعرت بنهوض يمنى وهرولتها ومرحها وهى تقول:
بابي.
نظرت أمامها رأت بـ عماد يستقبل يمنى بين يديه ويحملها وينهض واقفً يُقبل وجنتيها قائلًا:
اوعى تكونى إتعشيتى من غيرى.
وكالعادة تنفي ذلك بطفولتها الرقيقه… حاولت سميرة نفض ذاك السوء عن رأسها ونهضت تبتسم، تبسم لها عماد هو الآخر قائلًا:
ووردة بابي كانت بتعمل أيه.
شاورت نحو ألعابها،قائله:
أنا ومامى كنا بنلعب بس هى مش بتعرف تلعب.
نظرت لها بعتاب قائله:
كده يا يمنى هزعل منك.
رفعت يمنى يدها لها قائله:
لاء يا مامي إنتِ شطورة بس مش زيي بابي، بابي بيعرف يركب القطع صح.
إقتربت سميرة من يمنى التى قبلتها، تبسمت لها بحنان، ثم تلاقت عينيها مع عيني عماد الذى تبسم لهما قائلًا:
بابي جاي جعان ويمنى مش كلت عشان خاطره أكيد جعانه هى كمان.
أومأت يمنى بتوافق، وتبسمت سميرة قائله:
أنا ويمنى اتعشينا من شويه مكنتش متوقعة إنك هتجي الليله، هروح أحضرلك عشا خفيف.
اومأ برأسه مُبتسمًا، بينما ذهبت سميرة الى المطبخ وقفت تضع يدها فوق قلبها الذى ينبض بشدة كآنه يتصارع بداخلها بسمة عماد الصافيه لها تجعل قلبها يعود للحياة، كم تود أن تعيش معه دون لجام لحياتهم هكذا، عائله صغيرة، لكن هنالك قيود وهى قبلت بها من البداية تكفيها بسمتهُ لـ يمنى التى إختار لها الإثنين الحياة ولم ينكر رغبته فيها منذ البداية وهى برحمها
كذالك عماد توجه بـ يمنى نحو تلك الآريكه وجلس عليها يخفق قلبه هو الآخر بسمة يمنى تجعله ينسي كل ما قاسى فى الحياة قبلها
بعد وقت
كان عماد بغرفته يجلس على الفراش يُمدد ساقيه مُنهمكًا بالعمل على حاسوبه الموضوع على ساقيه،لكن لاحظ تلك الماكرة الصغيرة التى تظن أنه لا يراها وهى تطل براسها داخل الغرفة وتنظر له وسرعان ما تختفى على جانب الغرفة ظنًا أنه لا يراها تبسم على ذلك بخفاء، لكن فجأة إقتحمت يمنى الغرفة بعد أن رأتها سميرة وإقتربت منها، دخلت تُجلجل ضحكتها البريئه تتجه نحو الفراش وصعدت عليه تختبئ بحضن عماد الذى ازاح الحاسوب، بينما تنهدت سميرة قائله:
يلا يا يمنى كفايه شقاوة تعالى ننام عشان الصبح تبقى فايقه وتستقبلى ناناه عايده قالت لى جايبه لعب حلوة ليكِ… ولو لقيتك لسه نايمه هترجعها تاني.
نهضت يمنى واقفه فوق الفراش قائله:
لاء نام وإصحى عشان أخد اللعب من ناناه.
تبسم عماد لكن نظر الى سميرة سائلًا:
هى مامتك راجعه بكره.
اومأت سميرة قائله:
أه إتصلت عليا وقالت هتجي بكره هى كانت هناك عشان تساعد مرات عمِ وخلاص كده كفاية.
أومأ لها بتفهم ثم نظر الى يمنى التى إقتربت منه ووضعت قُبلة على وجنته،ثم ذهبت مع سميرة التى حملتها ونظرت الى عماد قائله:
قولى لـ بابي تصبح على خير.
قالتها يمنى، تبسم عماد وهو يقول:
وإنتِ من أهلها يا وردتى.
ذهبت سميرة مع يمنى التى سُرعان ما سقطت ببحر النوم، بينما سميرة عاود عقلها الشرود وذكريات تلهب قلبها قهرًا
وتلك الذكرى التى دائمًا تجعلها تشعر بدونية قيمتها
[بالعودة لـ قبل ثلاث سنوات ونصف تقريبًا]
بعد وفاة نسيم بحوالى شهرين
بشقة والدتها بالبلدة
تحدث عبد الحميد بإستهجان:
يعنى أيه تسيبِ بيت جوزك بعد الاربعين بتاعه، أبو نسيم كلمني وقالي إنه هيدفع لك قيمة القايمة بتاع العفش بتاعك، الراجل كتر خيرهُ كان ممكن يعاند ويقول مالكيش حاجه عندهُ،وكفاية عليه حرقة قلبه على إبنه الوحيد…كنتِ خليكِ هناك،إبن عم المرحوم كان لمح ليا إنه ممكن يتجوزك.
نظرت له سميرة بذهول قائله:
أبو نسيم راجل طيب هو ومراته كمان،حتى لو مكنش عاوز يدفع قيمة قايمة العفش أنا مكنتش هفضل هناك،وإبن عم نسيم ده شخص معدوم الاخلاق،وكمان متحوز إتنين والاتنين نفسهم يموت ويرتاحوا من شرهُ،وإن كان عليا هرجع أعيش هنا فى الاوضة والصاله اللى عايشه فيهم طول عمري مع ماما وكانت سترانا يا عمِ.
نظر لها عبد الحميد بغضب وفهم فحوى حديثها أنه إغتال على نصيبهن فى المنزل، لكن لم يهتم وقال بإستفزاز:
طول عمرك غاويه فقر، الراجل جزار ولا تكوني مفكرة إن عماد هيرجعلك تاني لاء خلاص إنتِ مبقتيش من مستواة،وهو ساب البلد أساسًا وعايش فى القاهرة وسمعت إنه قريب هياخد أمه تعيش معاه هناك…واكيد لما هيفكر يتجوز هيختار اللى تليق بيه مش واحدة أرملة.
صعق قلبها بحقيقة تعلمها جيدًا رغم انها تحاول التكيُف مع حياتها بؤد ذاك العشق الذى مازال مُشتعلًا بقلبها،حاولت التماسُك أمام إستفزازة وقالت:
أنا مش بفكر فى الجواز مره تانيه خلاص رضيت بقدري،وكل اللى بفكر فيه هو مستقبلي وهرجع أشتغل تانى،حتى عشان أسد الديون اللى كانت على ماما لحضرتك.
نظر لها بغضب وفهم تلميحها،وخرج يصفق باب الشقه خلفهُ… ضمت عايدة سميرة بحنان تؤازرها، تعلم مكنون قلبها.
[عودة]
دمعة سالت من عينيها دمعة عذاب هى حقًا كما قال عمها أنها دون مستوى عماد منذ البدايه لكن الفقر وقتها هو ما جعله يُفكر فيها، والآن لما يتقبل وجودها، نظرت جوارها السبب واضح هى تلك الملاك النائمة… عماد لم يعود لها الإ حين علم بحملها… أخرجها من تلك الدوامه هو همهمات يمنى، غصبً تبسمت، لكن أكتشفت عدم وجود مياة بالغرفة، نهضت نحو المطبخ لكن بطريقها مرت من أمام غرفة عماد بعفويه منها نظرت الى داخل الغرفه، رأت عماد مُمددًا فوق الفراش، ، كذالك رأت حاسوبه فوق الفراش ظنت أنه نائمًا،دخلت الى الغرفة بخطوات هادئه
لكن عماد مازال مُستيقظً فقط قبل لحظات شعر ببوادر حرقان فى عينية، خلع تلك النظارة من حولها وقام بتدليكم بيديه ، كذالك إرهاق، أزاح ذاك الحاسوب وضعه على الفراش وتمدد بجسدهُ فوق الفراش يفرد ظهره أغمض عينيه، لكن ليس نائمً شعر بدخول سميرة الى الغرفة، بينما سميرة ذهبت نحو الطرف الآخر للفراش وأخذت ذاك الحاسوب، وضعته فوق طاولة جوار الفراش، ثم توجهت الناحية الأخرى وجذبت ذاك الدثار وكادت تُدثر به عماد، لكن فجأة شهقت بخضه وهى مُمدده فوق الفراش وعماد ينظر لها بعلو مبتسمًا من ملامحها المشدوهه، تبدلت نظرتها له قائله بتلعثم:
فكرت إنك نمت… كنت هطفي نور الأوضة.
صورتها أمامه وشعورهُ بنبضات قلبها كانت كافية لبث العشق فى قلبهُ لها، هبط بشفاه فوق شفتيها يُقبلها بلهفة عاشق، رغم ما تشعر، به من بؤس لكن قلبها أراد الشعور بمشاعر عماد التى لا تظهر سوا فى تلك الدقائق أو اللحظات قبل أن يعود لجمود وبرودة قلبهُ، إستسلم الإثنين فى تلك اللحظات والعشق هو المُتحكم يُبرد من لهب قلبيهما للحظات، تُترجمها لمسات حميمية… وكالعادة تنتهى بالإحتراق حين ينهض عماد ويعود الى برودته، لم تُغمض عينيها هذه المرة أرادت النظر له وسؤاله حول رد فعله على تلك الصور، لكن هو تركها كعادته ونهض من فوق الفراش ذهب نحو حمام الغرفة… شعرت بنصل ساخن يخترق قلبها، ربما ما تشعر، به صحيح مشاعر عماد لها ليست سوا جسدًا فقط، وأم طفلته التى جائت بعد لحظات ضعف خاطئه، بداخل قلبها لا تريد أن ترا عماد بعد أن يعود للغرفه، يكفى ما تشعر به، نهضت من فوق الفراش جذبت ملابسها وخرجت من الغرفة، ذهبت الى غرفتها مع يمنى… تواسى قلبها التعيس… بنظرها الى طفلتها…
بينما عماد إنتهي من أخذ حمام باردًا عله يُهدأ القليل من ما يشعر به حين يقترب من سميرة تُشعل قلبهُ فقط بـ قُبلة لكن يتحطم حين تنتهي تلك اللحظات ويعود للحقيقة أنها تخلت عن عهدها له.
حين خرج وجد الغرفة خاليه جلس على الفراش ينظر الى مكانها الخاوي، يغص قلبهُ، بآنين الماضي لينتهى الآن ويعود يُخبرها أنها مازالت تسكُن فؤادةُ… حسم الأمر سيخبرها وينهي هذا الإحتراق، نهض متوجهًا الى غرفة يمنى فتحها ودخل لكن تفاجئ بـ سميرة ناعسه حتى حين همس بإسمها لم ترد،خرج من الغرفه وعاود الإستلقاء فوق فراشه الذى إختفى منه الدفئ…
بينما سميرة لم تكن نائمه وشعرت به وسمعت همسه لكن لا تستطيع تحمل الإحتراق أكثر من ذلك الليله.
❈-❈-❈
بعد أسبوع
صباحً
بشقة سميرة
سمعن صوت قرع جرس الشقة كعادتها يمنى تتجه نحو الباب ظنًا أنه والدها، لكن قالت سميرة بتحذير إستني يا يمنى أنا اللى هفتح، رغم ضيق يمنى لكن تركت سميرة تفتح الباب
تبسمت سميرة لها، قامت بفتح باب الشقه، لتقف مذهوله… بينما يمنى لوهله شعرت برهبة وتخفت خلف ساق سميرة، بينما ذاك الواقف قال ببرود:
صباح الخير يا سميرة، عارف إن جاى بدون ميعاد، بس دى أول مره أزوك هتسيبني واقف كده قدام باب الشقه مش هتقوليلى إتفضل.
إرتبكت سميرة قائله بمجامله:
لاء إزاى إتفضل يا عم شعبان.
دخل شعبان الى الشقه بينما نظرت سميرة الى يمنى التى تختبئ خلفها تشعر بعدم أُلفة وشعرت أن لتلك الزيارة عواقب لاحقة كانت فى غنى عنها.
❈-❈-❈
باليوم التالي
بمنزل ريفي بسيط
دخلت تلك المرأة السمينه ومعها علبة بلاستيكية انيقة الشكل،وضعتها فوق طاولة المرأة ونظرت الى فداء قائله:
خدي علبة ميكياچ أهى عاوزكِ تتمكيجي وتبقى قمر عشان العريس اللى هيجي الليله.
نظرت فداء الى تلك العلبه التى اعجبتها اناقتها لكن إشمئزت من محتواها قائله:
أنا مش عروسة حلاوة يا مرات عمي ولازم تتزين عشان تعجب الزبون، انا هقابله كده على طبيعتِ.
نظرت لها زوجة عمها قائله:
كل البنات بتتمكيچ وبتبقى عاوزه تظهر حلاوتها عشان تعجب العريس..
قاطعتها فداء قائله:
أنا عكس بقية البنات ومش عيلة صغيرة انا هقابله كده، عجبه كان بها معجبوش يغور فى داهيه.
-داهية أيه بس، إسمعى كلامى العريس المره دى إبن ناس، ده مدرس وفى إعارة لـ البحرين.
نظرت لها بسخط قائله:
بحر ولا بحرين هطلع كده، ولو مش عاجبك بلاه خالص ونرفض العريس والسلام.
إستسلمت زوجة عمها قائله:
نرفض أيه، لاء خلاص براحتك، بس إبقى أغسلى وشك وإفرديه كده وإبتسمي فى وش العريس.
لوت شفتاها بإمتعاض قائله:
حاضر يا مرات عمى، لسه فى نصايح تانيه.
تصايقت زوجة عمها قائله بزهق:
لاء، هروح أشوف “كريمه” أساعدها يا معجن الوقت ما بيمر وهنلاقى نفسنا المسا.
اومأت فداء بتهكم، بينما همست زوجة عمها قائله:
اللى قال عليكِ “فتاااء” مكذبش إنتِ هتحيبي لى فتاء فى معدتى من غباوة وصلابة راسك.
نظرت فداء الى باب الغرفة الى ان خرجت زوجة عمها،عادت بنظرها نحو تلك العلبه الأنيقة وبفضول منها فتحتها تهكمت بعينيها بكمية الوان مساحيق التجميل المُتعدده، لكن لف نظرها ذاك القلم ذو اللون الاحمر الداكن، نظرت نحو باب الغرفه ثم جذبته وقامت بفتحه لكن لم تطلوا شِفاها بل قامت بتذوقة بإستمتاع ثم نفور قائله:
طول عمري أسمعهم بقولوا طعم قلم الروج حلو، بس دى أول مره أدوقه كدب طعمة مش حلو… ده بويه مخلوطه فراولة بالاناناس ومعاهم جنزبيل أو منجنيز،نفس المرارة.
❈-❈-❈
مساءً
أثناء عملها على تزيين إحد النساء صدح هاتفها بصوت رسالة، وضعت تلك الأدوات التى بيديها على طاوله، ثم أخرجت هاتفها من جيبها ونظرت الى الشاشة، خفق قلبها حين علمت هوية المُرسل للحظة كاد تتغاضى عن الرساله لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتفها، إرتجفت للحظة وقامت بفتح الخط وبمجرد ان وضعت الهاتف على أذنها سمعت صوته الآمر الحاد:
أنا قدام البيوتى، خمس دقايق تكونى قدامي… ومش هعيد إتصالي تاني يا سميرة.
إرتجف قلبها وتوترت وإرتبكت سُرعان ما طلبت من عِفت تكملة تصفيف شعر تلك الزبونه لأن هنالك آمر طارئ وعليها المغادرة فى الحال.
حاولت عِفت سؤالها لكن هى تهربت قائله:
بعدين هقولك، يلا أشوفك بكرة.
سريعًا تهربت سميرة منها وغادرت، بمجرد أن خرجت من مركز التجميل لمحت سيارة عماد بخطوات بطيئه سارت نحو السيارة، وتوقفت للحظه، سُرعان ما فتح عماد باب السيارة من الداخل ونظر لها قائلًا بآمر وإختصار:
إركبِ.
من ملامح وجهه المُتجهمه علمت أن هنالك سبب لذلك وهذا السبب بالتأكيد مُرتبط بها، دون إعتراض صعدت الى السيارة وأغلقت باب السيارة خلفها سُرعان ما إنطلق عماد بالسيارة، توترت سميرة حاولت فض ذاك الصمت، الذى ساد لوقت بسؤال ربما آبله منها:
إنت كنت قريب من هنا و…
قاطعها وهو ينظر الى الطريق أمامه دون النظر لها قائلًا:
لاء.
تيقنت أن سبب تجهُم ملامحهُ مرتبط بها،صمتت،لكن ماهى الا دقائق وصدح هاتفها،أخرجته من حقيبتها،نظر لها بسؤال:
مين اللى بيتصل عليكِ.
إزدردت ريقها قائله:
دي ماما…هرد عليها.
لم يُبالي ومازال إنتباهه للطريق،بينما سميرة قامت بالرد على والدتها وإستمعت الى أخبرتها به،سُرعان ما غبن وجهها وعلمت سبب تجهُم ملامح عماد،شعرت بترقب لمعرفة بقية رد فعلهُ،وإن كانت تتوقع ثورانهُ.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية واحترق العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى