روايات

رواية واحترق العشق الفصل الثالث 3 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل الثالث 3 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الجزء الثالث

رواية واحترق العشق البارت الثالث

رواية واحترق العشق الحلقة الثالثة

بعد قليل
بشقة سميرة فتحت باب الشقة ودلفت تشعر ليس فقط بإرهاق بدني إرهاق أقوى فى قلبها، ذهبت نحو تلك الغرفه نظرت الى ذاك الفراش تبسمت وهى ترا والدتها تحتضن طفلتها نائمتين، ربما هدأ آلم قلبها قليلًا، تركت الغرفه وذهبت الى تلك الغرفه الأخرى، نظرت نحو الغرفه بحسره تعود لقلبها تلك هى أكبر غرفة بالشقه وتقريبًا شبه مهجورة معظم الوقت،برغم أثاثها الوثير فقط كل ما تستخدم منه هو إحد ضُلف الخزانه الموضوع بها بعض من أغطية الفراش، وبعض ثياب تخصه‍ا ملابس لا تحتاج لها بل تود حرقها، كذالك بعض الثياب الخاصه بتبديل المواسم، فتحت حقيبة يدها وأخرجت تلك العلبه المخملية منها لم تفتحها وذهبت نحو إحد ضُلف الخزانه قامت بوضعها تهكمت بغصة سخريه وهى تنظر الى تلك العلب الأخرى،أثمان لقائتهما السابقة، أغمضت عينيها بقوه تُلجم تلك الدمعه بعينيها، وضعت حقيبتها فوق الفراش وسُرعان ما ذهبت نحو المرحاض الخاص بالغرفه نزعت ثيابها دلفت أسفل تلك المياه الفاترة علها تُهدأ من حرارة جسدها، إنسدلت المياه على جسدها تنساب مع دموعها التى سقطت غصبً، وذكرى تمر أمام عينيها
وكلمات صداها يخترق أذنيها:
“مش عاوزه أمك تشرف فى السجن تفسخي خطوبتك من المحروس إبن بياعة القماش التالف، وتقبلى بـ’نسيم’العريس اللى جايبه ليكِ، كفايه أبوه عنده بيت واسع… سرايا، كمان وحيد أبوه وأمه مفيش غيره هو وأخته، شوفى بعد ما يموتوا هيورث قد ايه، مش عماد اللى بقالك ست سنين مستنيه على أمل يرجع،اللى بيسافر مش بيرجع،حتى لو رجع عنده أيه يعنى حتة بيت اوضه وصاله متعرفيش تفردى إيديكِ فيهم.
كان جواب والدتها رافضًا:
يا وارث مين يورثك،الصغير بيموت قبل الكبير.
لكن كان الجواب غليظًا:
أنا قولت اللي عندي والإختيار لكم.
كان الإختيار صعبً وإعتراض لآخر الوقت لكن كأن سوء القدر كان ينتظرها،ويُحرق قلبها بزواج زائف مازالت تدفع ثمنه الى الآن.
أغمضت عينيها بقوة تحاول نفض تلك الذكريات التى مازالت تعيش لهبها الحارق بقلبها، اغلقت صنبور المياه وجذبت إحد المناشف لفتها حول جسدها كادت تخرج من المرحاض لكن أثناء سيرها إنعكس ظلها بتلك المرآة التى تشغل مكانًا لا بأس به، لفت نظرها تلك العلامة الظاهره فوق كتفها مازال أثرها ظاهرًا بوضوح أحمر شبه داكن أغمضت عينيها وتنهدت بآسى، دائمًا ما يتعمد ترك آثر خاص يدمغها به كآنه يؤكد ملكيتهُ الحصريه لها … رغم أنه على يقين أنه مالكها الوحيد.
خرجت من الحمام رغم سقم قلبها لكن تبسمت حين وجدت والدتها تجلس على الفراش قائله بإستفسار:
ماما أيه اللى صحاكِ دلوقتي.
تنهدت عايدة قائله:
أنا مكنتش نايمه، هو يمكن عيني غفلت شويه، أيه اللى آخرك كده.
-الحفله إتأخرت.
نظرت عايدة لـ ملامح سميرة وهل تتوه عنها كذالك لفت نظرها تلك العلامه الظاهرة بكتفها، لديها يقين عن سببها، لكن لم تحرجها بالسؤال عنها وسألت سؤال آخر:
هى كانت حفلة أيه؟.
ردت سميرة ببساطة:
حفله عاديه يا ماما هروح ألبس هدومي فى الأوضه التانيه.
أغمضت عايده عينيها لوهله وسألت مباشرة:
دى الحفله اللى كانت تبع عِماد.
توقفت سميرة قبل ان تخرج من الغرفه وأومأت برأسها وهى تُعطي ظهرها لـ عايدة.
تنهدت عايدة بآسف وقالت:
خليكِ هنا وأنا هروح أجيبلك غيار من الأوضة التانيه.
واقفت سميرة وظلت بالغرفه بينما عايدة خرجت سارت سميرة نحو الفراش وجلست عليع تتكئ بيديها تضجع بجسدها على الفراش… تشعر بإنهاك فى قلبها
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد
ترجل من سيارته الفخمه، جذب مِعطف بذته وضعه فوق ساعد يدهُ ودلف الى داخل الڤيلا كانت ساكنه كالعادة، صعد الى غرفته مباشرةً دلف توجه الى الفراش مباشرةً تمدد عليه يشعر بإرهاق يُزفر نفسه بإرهاق أغمض عينيه للحظات فجآه كآن عقله شرد
يشعر بحرقان مياة مالحه يتلاطم جسدهُ بين أمواج عاتيه والشاطئ بعيد لكن الأمل أو بالاصح حِلم العشق يسكن قلبه يدفعه لمقاومة تلك المياه المالحه التى اهلكت جسدهُ حتى ثيابه تهتكت ولم يبقى عليه سوا قطعه واحده تستُر جسدهُ، والأمل يقترب مع إقتراب الشاطئ من بعيد يسعي بقوة أهُلكت لكن لابد أن يصل الى ذاك الشاطئ أو “شاطئ تحقيق الأمل” جوع وظمأ أيام فى البحر يختفي كلما إقترب الشاطئ، لكن حتى مع وصوله لـ شاطئ الأمل كان بإنتظارهُ رصاصة غادره تشُق أحد كتفيه تستقر بين ضلوعه تُشعل جمرة آلم، لو بإمكانه لصرخ حتى إنشق صوته لكن لو فعل ذلك لإنتهت الرحلة قبل أن تبدأ، عليه الصمود والهروب من أعين حُراس ذاك الشاطئ والإختفاء من أمامهم وهذا بالفعل ما حدث تواري خلف إحد الصخور تختلط المياة المالحه مع نزيف دماؤه الغزيرة، ختى بدأت قواه تخور كذالك بدأ يسطع ضوء من بعيد وحان وقت تبديل الحراسات وهذا هو الوقت الذى يستطيع فيه الفرار من هنا والإبتعاد قدر الإمكان هو لن يتحمل الترحيل مره أخري الى مصر والعودة خالي الوفاض تسلل من الشاطئ يسير بجسدهُ المدمي لولا تلك القطعه لسار عاريًا أمام عيون لا تهتم بذلك،هنالك حرية حتى لو سرت عاريًا لن تجد من يقدم لك قطعة ملابس تسترك،لكن النزيف كان يهلك جسده،لولا أنه كان يفقة باللغه الفرنسية لكان أُهلك أكثر،قرأ لوحه إعلانيه وفهم منها أن هذا المكان مشفى…توجه إليها بأقدام تتهاوى بمجرد أن دلف الى داخلها إستسلم للمجهول…
فتح عينيه بفزع نظر حوله هو بغرفته الوثيره
لكن مازال طيف تلك البدايه عالق برأسه ليس فقط رأسه جسدهُ أيضًا… رغم نجاح الحفل الذى سيظل صداها مُستمر لفترة لا بأس لها بسوق النسيج،لكن كآن كل شئ حوله فقد زهوتهُ بالقلب،فقط مشاعر مُتبلدة وبسمات مُجاملة فقط،أغمض عينيه يعتصرها يشعر ببعض الحرقان بهم،نهض وخلع تلك النظارة عن وجهه،وضعها على طاولة جوار الفراش ومعها تلك الساعه الثمينه، من ثم توجه ناحية مرحاض الغرفه،أسدل ثيابهُ عن جسده ونزل أسفل تلك المياة الباردة، إنسابت المياة على جسدهُ بداخله ربما تمحو تلك المياه عن عقلهُ تفكيره بها كما تمحي آثار يديها عن جسدهُ، ربما يختفى أو يهدأ حرقان قلبهُ المُشتاق، لكن ربما هدأت المياة حرارة جسده فقط، اوصد المياه وجذب ذاك المعطف وإرتداه وأغلقه بعشوائيه وخرج الى الغرفه مره أخرى ذهب الى الفراش وجلس عليه، لفت إنتباهه وميض هاتفه الذى يُعلن إنخفاض طاقة شحنهُ، فتح ذاك الدرج الموجود بتلك الطاوله المجاوره للفراش يبحث عن شاحن بالفعل وجدهُ، لكن إصتطدمت يده بشئ آخر، تلك العلبه المخملية جذبها هى الأخرى شعر بلوعه فى صدره وهو يفتحها وينظر الى محتواها خاتمان زواج إحداهما ذهب والآخر من الفضه،وضع الهاتف على شاحن الكهرباء،ثم عاود الجلوس على الفراش وبين يديه ذاك الخاتمان،يدوران بين أصابعه قرأ إسمه”عماد” المدون بداخل ذاك الخاتم الذهبي كذالك تاريخ قديم مضى عليه أكثر من إحد عشر عام، وبداخل الخاتم الفضى كان آسمها الذى نطقه قلبه”سميرة”، لكن سُرعان ما تذكر آخر لقاء قبل سفره الى المجهول
بالعوده بالزمن
بمنزل والدته الصغير بتلك البلدة الصغيره التابعه “المحله الكبرى”
منزل ريفي قديم كان لأهل والدته قبل أن تبتاعه من أخواتها وتدفع ثمنه بالتقسيط من عملها هى وإبنها الوحيد، الذى إنتهى من الدراسة بـ كلية الهندسة قسم نسيج
لكن رغم مُضي ثلاث أعوام على تخرجه مازال لا يجد عمل مناسب لدراسته يعمل بأحد مصانع النسيج الخاصه بالمدينه بمرتب زهيد لكن يكفى جوار عمله الآخر بحياكة الملابس الذى أتقنها بسبب عمله منذ صغره، لكن أصبح شابً يافعًا وعليه السعي لتحسين مستواه المعيشي كما أنه إرتبط بفتاة ولابد من تجهيز مسكن مُلائم لهما رغم أنها كانت راضيه به هكذا فقيرًا، لكن سمع عن تلك الرحلات للسفر الى إحد دول أوربا
رأي بعضً من الشباب تحسنت معيشتهم ومستواهم لما لا يسعي مثلهم، لكن كان شُح المال عقبة أمامه، هنالك تسعيرة لكُل فئه من من يبغون الوصول الى أوربا، تسعيرات عاليه لمن يريد الراحه وضمان الوصول
وتسعيرات آخري لمن لا يقدر وعليه التعب والمجازفه ليست بعلم الوصول، لكن لا يمتلك سوا المجازفه بالأمل أنه سيصل وهذا ما فعله وإتفق مع أحد العاملين بالهجرة غير المشروعه وإتفق معه على السرية وكتمان ميعاد السفر الذى تحدد الليله،عبر أحد شواطئ “كفر الشيخ”
الليله هى الأخيره له هنا قبل رحلة المجهول
اراد رؤيتها قبل أن يُغادر وأخبرها أنه الليله الاخيره له هنا،تحدد ميعاد سفرهُ، بظرف دقائق سمع صوت قرع جرس باب المنزل قبل أن يخرج من الغرفه سمع صوت فتح والدته الباب، فى ذاك الأثناء خرج من باب الغرفة تفاجئ بـ سميرة التى تقف على عتبة للمنزل مباشرةً تسأل بلهفه:
إنت صحيح هتسافر الليله، بالسرعة دى.
خجلت سميرة من تسرُعها بينما تبسمت حُسنيه رغم وخزات الآلم بقلبها، كذالك تبسم عماد، ينظر لها للحظات حل الصمت فقط نظرات العيون تتحدث، بعشق مضى عليه ما يقرب من خمس أشهر تقريبًا لكن توغل كآنه منذ عقود فى القلب، لاحظت حسنيه تلك النظرات، تبسمت قائله بود:
إدخلي يا سميرة إنتِ مش غريبه يا حبيبتي، هروح المطبخ أشوف الاكل عالبوتجاز.
أومأت سميرة لها بخجل،تركتهما معًا بتلك الردهه التى بالكاد تحتل أريكه صغيرة جزءًا منها وممر شبه ضيق،أشار عماد لـ سميرة بالجلوس على الأريكه،جلست تلتقط أنفاسها هى كانت شبة تركُض بالطريق،إقترب عماد منها وظل واقفًا أمامها عيناه تتشرب من ملامحها البريئه،تبسم حين رفعت رأسها قليلًا ونظرت له قائله:
هو مينفعش تأجل السفر، أو حتى تلغيه خالص إنت…
زفر نفسه قاطعها قائلًا:
هعقد هنا أشتغل فى أيه،فى المصنع اللى نص مرتبه بيضيع فى الموصلات،ولا أشتغل خياط وأستني الزباين اللى بتفاصل معايا على تمن الزرار،أنا دبرت قيمة المبلغ اللى هسافر بيه،وعندى أمل إن شاء الله هيتحقق، بس فى حاجه واحده بس اللى خايف منها.
نظرت له بترقُب سائله:
أيه هى الحاجه دى يا عماد، لو خايف من السفر بلاش.
تبسم وهو يجلس على ساقيه أمامها ينظر لها بعشق قائلًا:
أنا مش خايف من السفر يا سميرة، خايف إنك فى يوم تسيبيني عشان…
قبل أن يسترسل حديثه وضعت يدها اليُسرى على فمه ورفعت يدها اليمني أمام عينيه قائله:
شايف الدبله اللى فى إيدي دي عمري ما هقلعها غير لما إنت تقلعهالى عشان تلبسهالى فى إيدي الشمال، إطمن يا عماد عهد عليا عمري ما هكون غير ليك… وهستناك العُمر كله… مهما تغيب هترجع تلاقيني فى إنتظارك… يا عماد.
تبسم وهو يمسك يدها يُقبلها وعيناه تنظر لها بعشق، لكن هى سحبت يدها من يده تبتسم بخجل عينيها تُشع أمل، ربما هذا ما كان يحتاجه وقتها لتحمل عناء ذاك السفر ”
سُرعان ما تهكم على سذاجته أنه صدق وأن بعض العهود تكون قوية…
لكن السنوات أثبتت بأول فرصة أن بعض العهود تكون.. “عهود واهيه” قابله للإنتكاس بسهوله.. أغلق تلك العلبه وعاود وضعها بمكانها بالدرج يشعر بإرهاق وتعب سنوات الإغتراب.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام صباحً
بـ ڤيلا عماد
نهض من خلف طاولة الطعام ينظر لوالدته، قائلًا:
شبعت يادوب ألحق أسافر للمحله عشان متأخرش على ميعادي مع صاحب المصنع.
نهضت هى الاخرى قائلة:
ياريتك قولت لى قبل دلوقت كنت رتبت نفسى وجيت معاك للمحله زورت خالك “سالم”، آخر مكالمه ليا معاه حسيت من صوته إنه متغير ومش بخير.
نظر لها مُبتسمًا يقول:
الموضوع جه فجأة كان فى مفاوضات مع صاحب المصنع من مدة وكان إتراجع عن البيع وفجأة رجع كلمني تاني، ولما سألته مفيش تراجع تاني، قال لى لاء وياريت يكون الإتفاق والبيع بأسرع وقت، كلمت محامي المجموعه وجهز العقود، ولازم أسافر المحله النهارده عشان نمضي وكمان هسجل العقود فى الشهر العقاري.
نظرت له بفرحه قائله:
ربنا يرزقك من وسع بس عشان خاطري بعد ما تخلص شُغلك هناك فوت على دار خالك وإطمن لى عليه.
-يا ماما أنا…
قبل أن يُكمل إعتراض قالت له برجاء:
عشان خاطري عشر دقايق بس،قلبي مش مطمن عليه.
تنهد بقلة حيله قائلًا:
تمام ياماما هروح لـ خالي،رغم إنى متأكد إنه كويس وبخير،بس إنت اللى قلبك رُهيف زيادة عن اللزوم.
تبسمت له بحنان وتمنت له الخير مُبتسمه بعد أن غادر قائله:
ربنا يريح قلبك وترجع لقلبك يا عماد زى قبل ما تسافر فرنسا.
❈-❈-❈
قبل الظهر بقليل
بالمحله الكبرى
ترجل من سيارته بفناء ذاك المصنع الكبير، سار بخطوات واثقه لكن كانت الذكريات أمام عيناه يومً ما كان يعمل هنا مجرد عامل على إحد ماكينات الخياطه حتى بعد تخرجه من الجامعه ومعرفة صاحب المصنع أنه ذو شهادة جامعيه لم يُفكر فى أن يُعطي له مكانه أفضل بالمصنع مجرد شغيل، لا يحقد على صاحب المصنع، لكن للقدر تصاريف لا أحد يعلمها،
تبسم لصاحب المصنع الذى يقف مع المحامى الخاص به يستقبلاه بباب الدخول الرئيسي الى المصنع… صافح الإثنين ثم دلف معهم الى داخل المصنع وبعد إمضاء العقود قام مدير المصنع معه بجوله خاصة بأروقة المصنع يتفقد سير عملهُ، كان هنالك من بين العاملات من تنظر له بإفتراس بداخلها تود أن تقوم بتعريف نفسها ربما تنال فرصة عمل أفضل من جلوسها خلف تلك الماكينه، لم تستحي وهي تقف أمامه تقول:
أنا “هند شعبان الجيار”.
أخفت تلك النظارة المُعتمة نظرة عيناه لها وهو يتأمل ملامحها حقًا هنالك تشابه كبير بينها وبين زوجة أبيه كيف ينسى وجهها البغيض، لكن تعامل بدبلوماسيه وتغاضى عنها وتجاهلها وأكمل سير مع مدير المصنع حتى إنتهى، بينما تلك شعرت بغلول من تجاهله، وسخرية بعض زميلاتها منها.
…..
بعد وقت بنفس اليوم، كان يسير بالسيارة مر امام ذاك المصنع الذى كان يومً حلمً من أحلامه أن يعمل به، تبسم وهو بنظر الى تلك اللوحه الصدأه التى فوق أحد مداخل” مصنع المحله الكبري للغزل والنسيج”كان هنا حلمً بسيطً، لكن رغم أنه كان بالماضى شعر بالآسى بسبب عدم حصوله على وظيفه بهذا المصنع إبتسم ربما لو كان تحقق أمله بذاك الوقت لتوقف طموحه وأضحى بقية حياته روتينيه مجرد عاملًا مغمور.
أثناء سيره بالبلده الخاصه بهم مر أمام ذاك المنزل الصغير تبسم هذا المنزل الخاص به هو وأمه ربما كبر قليلًا عن السابق بعد هدمه وإعادة تشييده مره أخري وشراء قطعة أرض صغيره جواره إزدادت مساحته قليلًا، رغم ذلك مازال منزل صغير، لكن حمل أحلامً كانت كبيره، لم يترجل من السيارة وأكمل سيره الى أن خرج من البلده أثناء سيره وقع بصره على ذاك المنزل الكبير الذى يحتل مكان كبير على قارعة الطريق، منزل كبير لكن فقد رونقه حتى الأشجار التى كانت تحاوط المنزل كآنها هى الأخرى فقدت الحياة فقط واقفه مجرد فروع جافه،شعر بالبغض أمام هذا المنزل يومً إحترق قلبهُ وشعر بفقدان السعاده وهو يراها عروسً تدلف الى هذا المنزل الكبير، وقتها كان المنزل يانعًا بأضوية الزفاف اليوم الجفاف يحاوط كل شئ به… لكن مازال قلبهُ مشتعلًا بتلك الذكري لا تُفارق عقلهُ.
❈-❈-❈
بـ مصنع الفيومي
بـ مكتب حازم، أعاد مشاهدة ذاك الفيديو أكثر من مره زفر نفسه وجذب هاتفه قام بإتصال سائلًا:
إنت مُتأكد إن الفيديو اللى بعته ليا ده تسجيل كامل للحفله.
رد عليه مؤكدًا:
أيوه يا أفندم الفيديو ده أنا جبته من الفندق بصعوبه وفيه تسجيل كامل للحفله.
-تمام.
أغلق الهاتف وزفر نفسه بيأس قائلًا:
أنا شوفت الفيديو أكتر من مره، ودققت فيه كويس مش معقول ملهاش أى أثر نهائى كآنها مكنتش موجوده، مش معقول أكون كنت بحلم بيها.
بنفس الوقت سمع صوت فتح باب مكتبه نظر نحوه وأغلق الحاسوب فورًا، لاحظت ذلك چالا التى دخلت الى المكتب بلا مبالاة لإقتحامها مكتبه دون إذن، كما أنها سمعت نهاية حديثه وتسألت بفضول:
كنت بتحلم بمين.
نظر لها بغضب قائلًا:
مش فى باب للمكتب المفروض كنتِ عالأقل تخبطِ عليه قبل ما تقتحمي مكتبِ…أعتقد ده من الإتيكت والرُقي.
إستهزأت بضحك قائله بإستقلال:
ناسى إنى مديرة المصنع ولا أيه، بلاش تتوه قولى مين اللى كنت بتحلم بيها… ولية قفلت الابتوب لما أنا دخلت للمكتب.
تنهد بضيق وهو ينظر لها قائلًا:
موضوع خاص ماليكش دخل فيه،ولا كمان هتتحكمي فى حياتي الشخصيه مش مكفيكي سطوتك على الإدارة وتمييز بابا ليكِ دايمًا بالنباهه والذكاء.
تبسمت بغرور قائله:
بابي مميزنى لأنه عارف قُدراتي كويس،عالعموم إنت حُر فى حياتك الخاصه،الأهم عندي الشغل ميتأثرش،وأنا جايه عشان كده،طبعًا كنت معايا فى حفلة “عماد الجيار”
وصلني صور ليا وأنا كنت برقص معاه أنا عاوزه صوره ولا إتنين من الصور دى تتسرب للمجلات والمواقع الكبيره عالنت.
نظر حازم لها بذهول سائلًا ربما تكهُنه خطأ:
وعاوزه الصور دى تتسرب ليه، أعتقد رقصه معاكِ كان مجامله مش أكتر وإنت عارفه إن ممكن يطلع إشاعات عن وجود علاقه بينكم بسبب الصور دى.
تبسمت له عينيها تلمع بتمني قائله:
ده اللى أنا عاوزاه…إشاعات وتكهُنات.
نظر لها بذهول قائلًا:
وإفرضي هو إضايق من الإشاعات دى وأثرت عليه.
ببساطه ردت:
هتضايقه فى أيه.
أجابها بتوضيح:
ممكن يكون مُرتبط متجوز والإشاعات تأثر على حياته.
شعرت بنغزه قويه فى قلبها من جواب حازم،وتضايقت بضجر قائله بأمر:
ولو ميهمنيش،
إعمل اللى قولتلك عليه،وهبعتلك صور ليا معاه وانا عارفه إن لك أصدقاء فى شغل الميديا أهو نستفاد منهم بخدمة،هقوم انا وأسيبك تكمل حِلم،بس بلاش تنسي اللى قولتلك عليه.
غادرت چالا المكتب ببرود دون إهتمام، بينما زفر حازم نفسه وأعاد فتح الحاسوب، يُدقق لمره أخرى بذاك الفيديو، لكن النتيجه واحده، كآنها تبخرت من الحفل لا يوجد صوره واحده لها حتى من ظهرها.
❈-❈-❈
ليلًا
بشقة سميرة..
أغلقت سميره الهاتف وهى تبتسم لوالدتها التى تُدلل يمنى التى تلهو بإحد ألعابها قائله:
يمنى الحلوه تاكل عشان تكبر.
كانت يمنى تتقبل منها الطعام وهى تلهو… نظرت لها عايدة سائله:
كنت بتكلمِ مع عفت فى أيه.
تنهدت سميرة قائله:
أبدًا بتقولى أيه رأيك بكره يوم الاجازة من البيوتى، نخرج سوا نروح مول فيه محلات عامله تخفيضات.
تبسمت عايدة قائله:
فكره كويسه ليه متردده ومش عاوزه تخرجى فرصه ترفهي عن نفسك وكمان خدي يمنى معاكِ.
نظرت سميرة لها قائله:
أنا مش محتاجه حاجه كمان يمنى،يبقى…
قاطعتها عايدة:
حتى لو مش هتشتري حاجه أهو زى ما قولت ترفهي عن نفسك وكمان يمنى تغير جو طول الوقت معايا هنا فى الشقه لوحدنا.
-بس…
قاطعتها عايده قبل أن تتردد قائله:
مفيش بس،والله أعلم يمكن حاجه تعحبك وكمان فسحه لـ يمنى تمرح فيها.
تبسمت سميرة بإقتناع… وهى تستقبل طفلتها التى ذهبت نحوها بدلال.
❈-❈-❈
باليوم التالى فى حوالى الحاديه عشر صباحً
بأحد المولات الفخمه
تبسمت عِفت قائله:
أوعى أشوف الإنبهار على وشك زى ليلة حفلة الفندق، صحيح نسيت أسألك ليه ليلتها مشيتِ قبل ما أنا أوصل مكتب المسؤول.
تبسمت سميرة قائله بكذب:
أبدًا حسيت إن الوقت أتأخر قولت بلاس أتأخر فى الرجوع أكتر.
نظرت عِفت الى يمنى التى تحملها سميرة وشاغبتها قائله:
طبعًا لازم ترجعي عشان الأميرة يمنى الدلوعه.
تذمرت يمنى من مشاغبة عِفت لها،بنفس الوقت لفت نظر عِفت ذاك المحل الذى يضع لوحة تخفيضات على بابه،قالت لـ سميرة:
تعالى المحل ده عارض تخفيضات تعالى نشوف يمكن نلاقى حاجه مناسبه لينا.
تبسمت سميرة ووافقتها ودخلن الى داخل المحل وبدأن بإختيار بعض ما يناسبهن.
تحدثت سميرة الى عِفت قائله بإعتراض:
مش عارفه حاسه إن البلوزة دى ممكن تكون ضيقه شكلها كده.
نظرت عِفت لها قائله:
مش عارفه، وبعدين بسيطه إدخلى قيسيها فى اوضة اللبس.
نظرت سميرة الى يمنى التى تقف جوارها قائله:
خلي بالك من يمني على ما اروح أقيسها.
لم تنتبه عِفت لقول سميرة بسبب إنشغالها بإختيار أحد القطع، بعد دقيقه فتحت سميره باب غرفة قياس الملابس تفاجئت بـ عِفت امامها نظرت الى جوارها لم تجد يمنى تسألت بلهفه:
فين يمنى.
ردت عِفت ببساطه:
هتلاقيها هنا.
لم تنتظر سميره وتوجهت الى مكان وقوفهن قبل قليل، تنهدت براحه حين رأت يمنى تقف وبيديها إحد قطع الملابس… إنحنت تضمها همست لها يمنى ببعض الكلمات جعلتها تنظر الى الخارج، لكن لم ترا شئ عادت بنظرها لها وضمتها بحنان وإمتثلت لما إختارته، أو بالأصح إختارهُ غيرها.
❈-❈-❈
ليلًا… مارسيليا… “فرنسا”
بشقة هانى
تبسم وهو ينظر الى تلك الصوره التى أرسلت له عبر الهاتف، لمعت عينيه ببريق إشتياق، لكن سُرعان ما تحولت بسمته الحقيقيه الى بسمه مُزيفه حين جلست هيلدا لجوارهُ تتدلل بحركات وهى تتعمد إثارته بلمسات جريئه منها، بداخله يشعر بنفور من ذلك لكن جراها وبدأ بتمثيل استجابته لتلك الحركات رغم أنه يشمئز منها لكن وهمها بتجاوبه معها وعن عمد جذبها وقبلها قُبلات جامحه جعلتها تشعر بضيق تنفس، لم يكتفي بذلك بل تمادى بلمسات عنفوانيه منه، لم تستطيع مُجراتهُ فيها شبه شعرت بإنقطاع أنفاسها، شعر هانى بذلك إبتعد عنها وتركها تلهث وهى تلتقط أنفاسها، ربما تعترف أنها
قد تمحو أثر السنوات من على وجهها لكن كيف تمحو تلك السنوات من قوتها البدنية
بداخل عقلها شعرت بالغيط أصبحت
تلهث من مجرد قُبلات وبعض اللمسات، هل عليها الإعتراف الآن أنها أصبحت غير قادره على مجابهة عنفوان وجموح شاب أصغر منها،لكن لا لن تعترف أبدًا ولن تتخلى عن أحقيتها وأفضالها عليه لولاها لكان أصبح مُتشردًا بشوارع فرنسا…رغم يقينها أن هذا ليس حقيقيًا هى منذ البدايه أرادت اللوذ به إشتهاءً لكن تحول الأمر الى هوس التملُك.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
تبسمت بحنان وهى تقوم بتصفيف شعر طفلتها التى أصرت على تصفيفه كى تستقبل والدها كما تقول أنها إلتقت به صباح اليوم، هاودتها سميرة كنوع من الدلال، رغم عدم تصديقها لقولها، فعلت لها مثلما كانت تود
بنفس الوقت
حين انتهيت من تصفيف شعرها ،سمعن صوت جرس باب الشقه
نهضت يمنى تركض قائله:
ده بابي انا اللى هفتح له.
تبسمت هى الاخرى تركض خلفها،دون إنتباه منها لما ترتديه.
تبسمت وهى تجد يمنى تجذب مقعدًصغيرًا وضعته خلف باب الشقه، ثم صعدت عليه وقامت بفتح مقبض باب الشقه،ثم نزلت وجذبت المقعد للخلف،وجذبت الباب سُرعان ما نظرت له
بعتاب طفولى قائله بأحرف مُتقطعه لكن هو فهمها:
بابى أتأخرت كده ليه،دى مامى وناناه، مكنوش مصدقين إني شوفتك فى المول وقولتلى أنك هتجى عندنا النهارده.
جثى على ساقيه ضمها بحنان يقبل وجنتيها ثم حملها بين ذراعيه ونهض واقفًا يُبرر قائلًا:
كان عندى شغل كتير،وسيبته وجيت عشان وعدت وردتي يمنى، وكمان عشان أجيبلك اللعبه دى.
حضنته يمنى بطفوله ثم أخذت منه الهديه وقبلت وجنته قائله:
شكرًا يا بابى أنا سامحتك خلاص.
تبسم عماد على برائتها وهى تنظر ناحية سميره وعايدة قائله بتأكيد وتحدي طفولي:
صدقتينى بقى يا ناناه إنى قابلت بابى فى المول.
ثم عادت بنظرها نحو عماد قائله:
شوفت يا بابى عملت زى ما قولت لى ،لبست أنا ومامى البيجامات اللى إنت إديتها ليا فى المول مامى وناناه مكنوش مصدقنى.
تبسم لها،بينما عيناه لاتفارق،سميرة الواقفه تبتسم على حديث يمنى عيناه تنظر لها بوله وإفتتان تلك هى الزهره النديه الذى عشقها ومازال يعشق طلتها الرقيقه.
للحظات خجلت سميرة من نظراته لها بينما
تبسمت عايده على طريقة حديث يمنى الطفولي اللذيذ ورحبت به بود:
أهلًا يا عماد، كنت لسه هحضر العشا هعمل حسابك معانا.
رحب بذلك بذوق،قائلاً:
متشكر أوي يا طنط.
نظرت عايده الى نظراته نحو سميره همست قائله:
عينيك فضحاك.. إمتى تنحى غرورك،وتسمع لقبلك،وتريح قلبك وقلب بنتِ.
بعد قليل كان يجلس أرضًا جوار يمنى يساعدها فى تركيب تلك القطع الصغيره بأماكنها المظبوطه، آتت سميرة بصنيه صغيره عليها كوبان من اللبن وضعتهم جوارهما قائله:
اللبن أهو يا يمنى لازم تشربيه وبلاش دلع كل يوم، كمان جبت لـ بابي كوبايه.
تبسم عماد وجذب ذاك الكوب الآخر قائلًا بمرح وتحفيز:
أنا هشرب اللبن بتاعي عشان أبقى قوى وشجاع.
لمعت عين يمنى وقالت:
وانا كمان هشرب اللبن زى بابي.
تبسمت سميرة لها،لكن شعرت بعين عماد اللتان تنظرن لها،رغم أنها إرتدت مئزرًا فوق تلك المنامة التى كانت شبه عاريه توترت دون قصد منها سألته:
هتبات هنا.
كان رده بسيطً:
أيوه.
أومأت برأسها قائله بتوتر،يمنى خلصت كوباية اللبن،وإنت كمان هاخد الصنيه أوديها المطبخ.
أومأ برأسه دون حديث عاود يلهو مع يمنى
بينما سميرة وقفت بالمطبخ للحظات تحاول السيطره على خفقات قلبها،خرجت بعد لحظات لم تنظر الى مكان جلوس سميره ذهبت نحو تلك الغرفه بغرضها أن تخرج له أحد أغطية الفراش من الخزانه،فتحت الباب مباشرة لكن تفاجئت بـ عماد يقف نصف عارِ من الاعلى،إرتبكت،بينما إشرآب عماد برأسه ونظر نحوها ثم عاود خلع ثيابه دون مبالاة،إزدردت سميرة ريقها قائله:
فكرتك بتلعب مع يمنى كنت جايه أطلع من الدولاب مفرش تتغطى بيه…هروح أشوف يمنى.
قبل أن تبتعد عن باب الغرفه ذهب نحوها سريعًا وجذبها للداخل يضمها بين يديه ونسي أن باب الغرفه مفتوح،ضمها قويًا بإشتياق،قام بإلتقام شفتيها بقُبلات ناعمه مشتاقه مُتملكه،إرتبكت سميرة من فعلته وقبل أن تفيق من ذلك قطع عماد سيل تلك القُبلات حين سمع صوت يمنى التى دلفت الى الغرفه تتذمر بطفوله تود ان يعود للهو واللعب معها.
مازالت سميرة مُرتبكه وهى تنظر نحو يمنى، بينما عماد نظر لهن الإثنتين
ودار بعينيه بجوانب الغرفة هنا كانت أول ليله له مع سميرة تلك الليله التى تكونت بها نطفة طفلتهما التى كانت بمثابة جسر تواصل بينهما بعد أن كان إختار حرق العشق الذى كان بينهما، جاءت يمنى تنصهر
“من بين رماد العشق”.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية واحترق العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى