روايات

رواية واحترق العشق الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الجزء التاسع والعشرون

رواية واحترق العشق البارت التاسع والعشرون

رواية واحترق العشق الحلقة التاسعة والعشرون

بعد مرور أسبوع
صباحً
بمنزل هاني
فتح عينيه نظر الى فداء التى تنام جواره لكن بعيدة قليلًا عنه، تبسم بتلقائيه وأراد مشاغبتها، أقترب منها وضمها له يُقبل وجنتيها ثم شِفاها بقُبلات ناعمه… فتحت عينيها بتلقائيه منها تبسمت قبل ان تفيق وتستوعب بما كان هو مُقبل عليه حين كاد يعتليها ظنًا انها تجاوبت معه،تبدلت وعادت الى تمنُعها ودفعته بيديها كي يبتعد عنها لكنه مازال مُتمسكًا بها بين يديه، شعرت بضيق قائله:
لو سمحت إبعد إيديك عني متفكرش إنى هسامحك بالساهل كده.
تبسم وهو يُشاغبها يُداعب وجنتيها بأنفاسه الحاره،تجاوبت معه بتلك القُبله، كادت أن تضعف إشتياقًا لكن ذاك الغثيان جعلها تنفُر وتدفعه وتنهض سريعًا صوب حمام الغرفه… لا يعرف كيف تبخرت من بين يديه بعد أن ظن أنها بدأت تتجاوب معه،زفر نفسه بضجر منذ أن عاد وهي كذالك،تتأرجح مشاعرها معه بين القبول لكن فجأة تعاود وتبتعد عنه،إعترف حقًا أخطأ بالسفر مع هيلدا،لكن لما تُعاقبه وهو يتحمل،رغم ما مر به مؤخرًا ببالبقاء حبيسًا خلف القُضبان لايام يجهل مستقبله بعد إتهام بالشروع فى قتل،لولا أنقذه القدر كانت ثبتت عليه تلك التهمه،هيلدا كانت أسوء من الشيطان،تنهد يستنشق الهواء،وتيقن أن إرتباطه بـ فداء كانت له نُقطة تحول بحياته،بل كانت إنقاذًا له،لو لم يتزوجها بهذا الوقت كان سافر وثبتت عليه أكاذيب هيلدا بالدلائل،مازال موقف فداء المُخيب له،هل ظن انها ستستقبله بالاحضان،لقد كان واضحًا رد فعلها بعدم ردها على إتصالاتك ورسائلك،تنهد بضجر هو لم يُخطئ حين سافر مع هيلدا أليس ذاك المقلب الذى إفتعلته كان هو السبب،لا هاني لا تكذب ليس هذا كان الدافع وقتها أنت أرادت معرفة حقيقة تلك المشاعر، وخشيت ان تضعف وتقع بالعشق هربت، بالنهايه ضعفت وإشتاقت لولا ما حدث مع هيلدت ربما كنت مازالت هناك تقاوح، والآن عليك الإعتراف أنت لاول مره تشعر بالعشق والإحتياج لمشاعر إمرأة
هيلدا وفداء الإثنتين فرضن انفسهن عليك، لما إستحوزت فداء على مشاعرك
الإجابه واضحه ليست العلاقه الحميميه بل مشاعر قلبك الذي كان مُتعطشًا لبعض من الحريه، وجدتها مع فداء،رغبة والدتك فرضتها عليك للزواج، لكن هي لم تفرض نفسها عليك بعلاقه سامه لا تشعر فيها سوا بالمقت، بل اعطتك الحريه وجذبتك لها بخجل أنثوي جعلك تعود لرجولتك الذى فقدتها،أنت من بدأت بالإقتراب،خوضت مشاعر كنت تجهل مذاقها المُمتع،لكن هى مثل حبة الدواء المُغلفة بالسُكر وعليك الآن تحمل ذاك الجزء المر فبه الشفاء أكيد…أخرجه من تلك المشاعر رنين هاتفه،جذبه ونظر له ثم قام بالرد قائلًا:
مفيش ذوق حد يتصل على حد فى الوقت البدري ده،إفرض إنى نايم
فرك عماد رأسه يشعر بإرهاق قائلًا:
مش رايق لهزارك عالصبح،لازم تكون هنا فى القاهرة قبل الساعه سبعه المسا،هنمضي عقد الشراكه مع مصنع الفيومي،كمان هو أصر نعمل حفلة خاصه كنوع من الدعايه،يلا بالسلامه اشوفك المسا.
لم ينتظر عماد وأغلق الهاتف، تحير عقل هاني للحظات، لكن سرعان ما نفض ذلك وتوجه لآخذ سيجارة
بداخل الحمام،شعرت براحه بعد ان افضت ما بجوفها الشبه خالي،غسلت فمها ووجها،وقفت تشعر بحيرة من تلك الحاله التى أصبحت تزداد،حتى دون تناولها للطعام،لكن تذكرت قائله:
معقول أكون حامل بالسرعة دى.
نبسمت تضع يدها فوق بطنها تمسد عليها قائله:
ومش معقول ليه،بس طبعًا لازم أتأكد،كمان مش لازم أضعف مع هاني مع إنى بحب قُربه أوي.
وضعت يدها الأخري فوق شفاها تشعر بزيادة خفقان تبسمت قائله:
كمان كان واحشني أوي،ولما عرفت إنه كان فى مِحنه قلبي كان هيوقف،بس هو يستاهل أدلع عليه شويه قبل ما أسامحه،انا اساسًا سامحته بس بدلع عشان أتاكد هو بيحبني ولا…
-ولا إيه يا فداء،خلاص هيلدا إنتهت من حياته للأبد غارت على رأي طنط إنصاف،انا بسمع كل نصيحه بتقولها ليا،وأهو رجع تاني،صحيح غصب،بس هو قبل المشكله دى كان راجع.
تنهدت تبتسم بشوق لكن لا مانع من الدلال… خرجت من الحمام، تبسمت بإخفاء وهى تنظر لـ هاني الذى كاد يُشعل سيجارة وقالت بإستهجان:
هتعمل إيه، سجاير عالريق وكمان هنا فى الاوضه، أنا مش ناقصه خنقه عالصبح.
تتنهد ووضع السيجاره فوق منضده وإقترب منها حاول ضمها لكن هى إبتعدت عنه بدلال،تنهد بضيق قائلًا:
جهزي نفسك هنسافر القاهرة كمان ساعة.
إستغربت بإستفسار سائله:
مين اللى هيسافر القاهرة.
إبتسم وهو يقترب بمكر وضع يديه حول خصرها قائلًا:
أنا وإنتِ،وهنقعد هناك كم يوم،يعني حضري شنطة فيها هدوم تكفينا،ولا نشتري من هنالك، ولا أقولك بلاش ملهاش لازمه الهدوم الڤيلا هتبقى فاضيه علينا.
ضيقت عينيها ونفضت يديه عن خصرها قائله:
تمام هنزل أحضر الفطار وبعدها هحضر شنطة هدوم بلاش تكاليف عالفاضي.
إبتسم هاني وتشبث بخصرها وإنحني وكاد يُقبلها لكن هى شعرت بإنجذاب غريب وهى تُقرب انفها من عُنقه تستنشق أنفاسها،شعر بلفحة انفاسها على عُنقه،إشتاق قلبه،لكن قطع ذاك الإنسجام رنين الهاتف.
عادت تستوعب وإبتعدت عنه تُلملم حالها وإرتبكت وتهربت قائله:
شوف مين بيتصل عليك عالصبح، وأنا هنزل أساعد طنط فى تحضير الفطار.
هربت تشعر بالضعف من تحرشات هاني بها، بينما ضجر هاني من ذاك الهاتف الذى لولاه لكان عائم بالغرام الآن، ذهب نحو الهاتف ونظر له قائلًا بضيق:
طبعًا إنت هادم اللذات يا جوز أمي.
❈-❈-❈
بمنزل الفيومي
بغرفة حازم
هندم ثيابه ونثر ذاك العِطر ونظر الى المرآه ينظر لإنعاكسه، يشعر بشعور مُميز وهو يتذكر قول عِفت له عن سميرة التى تعيش خلافات مع زوجها بالفترة الأخيرة وأن هذا قد يؤدي الى الإنفصال بينهم، لا يعلم لما لم يشعر بإنبساط شعور عادي، تعجب من ذاك الشعور، أليست هى من سعيت لفترة كي تعلم هويتها، لما الآن لا تفرق معك، ربما كانت زهوة وإنطفات، أو فضول لمعرفة سر حُزن عينيها بتلك الليله، أو لا شئ فقط كنت تود إرهاق عقلك بالتفكير بها، فى ذاك الوقت صدح رنين هاتفه، جذبه ونظر الى شاشته سُرعان ما تبسم وقام بالرد بإختصار قائلًا:
تمام يا “شيري”نتقابل فى النادي كمان ساعة فى ملعب الإسكواش.
أغلق الهاتف ثم نفض كل ذلك عن رأسه،ثم غادر الغرفه يُصفر بمزاج هادئ.
بغرفة المكتب دلفت جالا على والدها الذى تبسم لها حين جلست أمامه تبتسم هى الأخري تتنهد براحه قائلًا:
توقيع الشراكه بينا وبين مصانع عماد ده طفرة كبيرة لينا فى سوق المنسوجات، بصراحه لو مش جهودك مكنتش تمت.
تبسمت بإفتخار بذكائها:
فعلًا، بس لاحظ يا بابا عماد هو المستفاد أكتر من إسم وسطوة مصنعنا برضوا مش شويه، صحيح بقينا فى المركز التانى بس بالشراكة دي رجعنا للصدارة وبقوة أكبر.
وافقها وجدي قائلًا:
فعلًا،كان نفسي إعلان الشراكه النهاردة يكون معاه إعلان تاني،وقتها كانت هتبقى الفرحه أكبر.
فهمت تلميح والدها وشعرت بغرور قائله:
هيحصل وقريب جدًا،زي ما قدرت أقنعه بالشراكة فى الفترة الصغيرة دى أكيد مش صعب يكون فى جواز يقوي الشراكة دي،رغم إن له زوجه وبنت بس بحس إنه مش من النوعيه اللى يمانع ظهور مراته للمجتمع الراقي،يبقي فى سر،ممكن يكون مفيش بينهم توافق،أو جواز تم فى ظروف خاصه،زي جواز صالونات كده.
أجابها حازم الذى دلف الى الغرفه قائلًا بإحباط لها:
أو يمكن هو أو هى اللى حابه تحتفظ بمكانتها فى حياته كزوجه مش واجهه يتعايق بها فى مجتمع عايش بزيف،وكونها مخفيه مش معناه أنه راغب بجوازة تانيه،لان واضح من شخصيته انه شخصية عملية مش بيجري ورا التريندات والدليل الإشاعه اللى زيي ما إنتشرت إختفت وهو مفرقش معاه.
شعرت جالا بضيق منه قائله:
واضح إنك عاطفي وبتفهم فى العواطف طبعًا مش فاضي غير لها واللعب فى صالات الإسكواش، طالما فى غيرك شايل الشغل كله عنك .
تبسم بإستهزاء قائلًا:
عالأقل بلعب وانا عارف الخِصم اللى قدامي لعبنا عالمكشوف، مش وشوش برتوش بتتلون حسب المصلحه، متأكد عماد ده لو كان قابلك قبل ما يبقى له سطوة عمره ما كان هيلفت نظرك مهما كان وسيم أو حتى صاحب عقليه فذه،السطوة عندك هى النفوذ و بس، ونصيحه مني بلاش تعيشي الوهم، متأكد عماد شخصية زي عماد حتى لو مش سعيد فى حياته مع مراته هيروح يدور على الشئ اللى ناقصه مع ست بسيطة مش سيدة أعمال عقلها كله فى الصفقات الرابحه، والمشاعر عندها بتقيمها قبل ما تندفع فيها، يلا أنا عندي ميعاد فى صالة الإسكواش مش عاوز اتأخر عليه ومتقلقوش هكون فى حفل الشراكه فى الميعاد أنا برضوا حازم الفيومي اللى بيكمل ديكور العيله الناجحه.
غادر خازم بعد ان نرفز جالا كذالك وجدي الذى عقل حديث حازم لاول مره، أليس هو كذالك حين تزوج بزوحته أراد إمرأة عاطفيه.
❈-❈-❈
ظهرًا
بمقر شركة عماد
وضع الهاتف على أذنه يسمع رنين ولا يأتيه رد لأكثر من مره شعر بالزهق من عدم رد حسنية عليه التى تتعمد ذلك، لكن هو يشعر بالنُقصان دونها كآنه بلا سند، شعور لاول مره يتمكن منه، رغم أنها إمرأة لكن كان يشعر أنها سندهُ القوي المانع الذى يُعطيه قوة وامل بالغد أفضل، يشعر أن تخليها عنه مثل الذى يسير عاريً أمام الناس عيونهم تحرق قلبه،أغلق الهاتف وضعه امامه على المكتب يُزفر نفسه،للحظه صدح الهاتف،تلهف أن تكون قد حنت عليه،لكن كان إتصالًا من أجل العمل،لم يشأ الرد ليس بمزاج يود العمل،بل يود الهروب،لكن الى أين الى سميرة الأخري التى يشعر كآنها إدمان لا تعافي منه
إزدادت خفقات قلبه يشتعل برغبة فى رؤية سميرة ويمنى صغيرته…
خلع نظارته الطبيه ورفع كفيه يمسد بهما وجهه يشعر انه بلا هوية.
❈-❈-❈
بمنزل والدة عماد بالبلدة
شعرت بآسى حين إنتهي رنين الهاتف،تنهدت بإستياء من ذلك،قلبها يحن لحديثها مع عماد،لكن هى إتخذت قرارًا عماد لن يعود مثلما كان قبل عودته من السفر الا إذا شعر بالخسارة الحقيقة…
فى خضم آسها سمعت صوت قرع جرس المنزل لوهله خفق قلبها بحنين أن يكون عماد هو من آتى،ذهبت سريعًا نحو باب المنزل
فتحت الباب بلهفه سُرعان ما تصنمت ،الى ان تحدثت الزائرة قائله:
إنتِ عارفاني؟… أنا عارفه إنى جايبه بدون ميعاد وكمان إني ضيفه غير مُرحب بيها.
فاقت حسنيه من تصنُمها وقالت بلا شعور:
هند… إتفضلي.
دلفت هند الى داخل المنزل بذهول قائله بإرتباك:
أنا كنت متوقعه إنك متعرفنيش كمان ترفضي إستقبالى بسبب الماضي.
نظرت لها حسنيه ببسمه خافته:
انا سامحت من زمان اوي، ونسيت الماضي او بمعني أصح كان لازم أنسي الماضي عشان أعرف أعيش وأربي أبني،وكمان متعودتش يجيلي ضيف على بابي وأرفض أستقبله…حتى لو كان ضيف غير مرغوب فيه ادي له واجب الضيف طالما داخل بإحترامه ومش جاي بأذى معاه.
❈-❈-❈
مساءً
بذاك الفندق
كان هنالك حفلًا خاص بدأ بتوقيع عقد الشراكه بين مجموعة العماد ومصنع الفيومي
على طاوله خاصه كان التوقيع بين وجدي عماد حتى إنتهي التوقيع صفق الجميع
وقف الإثنين يتصافحان، كان هنالك حشد إعلامى، وكذالك هنالك المدعوين وكذالك طاقم خاص لتقديم الضيافه للمدعوين، رفع عماد نظره نظر نحو هاني الذى لمعت عينيه ببسمه، هذا نجاح جديد لهما يُضاف لهما، أصبح من الطبيعي الإعلان عن الشريك الخفي، تقدم هاني حين أشار له عماد وإقترب من منصة التوقيع، ألقى كلمة بسيطه ثم قال:
فى شريك دايمًا كان معايا هو كان رغبته يفضل الشريك الخفي، بس النهاردة خلاص الشريك الخفي قرر يظهر هو مين، هو السند اللى كان داعم قوي لمصانع العماد
شريكي “هاني الجيار” رفيق الغُربه والكفاح.
إبتسم هاني وهو يقف جوار عماد، ها هو ظهر الشريك الخفي…لمعت عين فداء بسعادة كذالك شعرت بالغِيره ان تنظر فتاة الى ذاك الوسيم زوجها…مثل تلك السخيفه التى تشعر ببُغض نحوها وهى تقف جوار عماد،تُظهر بتعمُد منها آناقاتها ولباقتها .. بداخل عقلها لما سميرة ليست موجودة بالحفل، لم يطول جواب ذاك السؤال حين ظهرت سميرة، لكن ليست جوار عماد بمكانها ومكانتها الطبيعيه كزوجه بل بين طاقم الضيافة، تسير بتلك الصنيه التى عليها بعض الأكواب تتوجه نحو مكان وقوف عماد وتلك السخيفه المُتسلقه لوهله كادت تنطق بإسمها لكن نظرت عين سميرة نحوها حذرتها صمتت، توقفت سميرة أمام عماد الذى كان ينشغل بالحديث مع جالا ولم ينتبه لها الا حين سمع صوتها حين قالت بصوت مُرتجف:
مبروك الشراكة و…..
صمتت حين وجه لها عماد وجهه،الذى ذُهل من وجودها، رغم أنه يرتدي النظارة لكن إخترقت نظرته روح سميرة التى تئن بآلم يظهر بصوتها، كذالك رعشة يديها التى كادت تسكب محتويات تلك الصنيه التى وضعتها على طاولة المنصه وإنسكبت غصبًا محتوياتها لم يمس اوراق الشراكه محتويات الكؤوس، مع ذلك تعصبت جالا وكادت تتهجم عليها لكن ضبطت نفسها من مظهرها الراقي، كذالك حين رات عماد رأسه تتحرك تتبع تلك المُضيفة، التى هرولت للخروج من القاعة، كاد عماد أن يذهب خلفها لكن جذب وجدي يدهُ لإلتقاط الصور من أجل الإعلان كذالك نظر نحوه هاني يشعر به فى هذه اللحظه، كذالك سمع نداء فداء بإسمها، لكن هى لم تتوقف، لحظات كان يشعر كآنه مسلوب الروح… ترك كل شئ خلفه وخرج، يبحث عنها بين طاقم الضيافه،لكن بنفس الوقت صدح هاتفه برساله قرأها
“أنا هنا فى الأوتيل فى الجناح اللى كنا دايمًا بنتقابل فيه هنتظرك لحد الإحتفال ما ينتهي”
هذا مُلخص الرساله،أغلق الهاتف وتوجه الى تلك الغرفه يخفق قلبه بشدة…بينما سميرة
دخلت الى ذاك الجناح الذى دائمًا ما كانت تبغضه الليلة تبغضه أكثر لكن لابد ان تتحمل…
خلعت ذاك الثوب الخاص بمضيفات الفندق،إرتدت منامه شبه عاريه،تشعر بالبرد القاسي يتوغل من جسدها،مسدت عضديها بيدها لم تنتظر كثيرًا كما توقعت حين سمعت صوت فتح باب الغرفه
نهضت من فوق تلك الآريكه تنظر له تسير تشعر بترنُح بقلبها وهى تسير نحوه، تمعنت بملامح وجهه، تلك الملامح المحفورة بسهم ناري ينحر فى قلبها، رغم ذلك كانت ترسم بسمة مريرة، هو كذالك بل يزداد بشعور الندم، تفاجئ بها وهى تُعانقه حتى أنه شعر بأنفاسها الساخنه وهى تضع قُبلة حارقه على عُنقه
نفسها كان ساخنًا يُعبر عن ما بداخلها من إحتراق، لكن لينتهي كل ذلك الليله، تركت عناقه ورفعت يديها تحل رابطة العُنق عن عُنقه ثم أزاحت مِعطف بذته وفتحت أزرار قميصه، سحبت يدها من بين فتحت القميص على صدره، رفعت رأسها تُقبل أسفل ذقنه قُبلات حميمية،لكن بلا مشاعر،وصلت بقبلاتها الى وجنتيه وشِفاه من شوقه لها تقبل تلك القُبلات ضمها بين يديه يودها أقرب،يشعر بقُبلاتها الساخنه،رفعت يديها تُزيح عنه ملابسه تزداد قُبلاتها له شغفًا تجعله متشوقًا
جذبته نحو الفراش، كانا مثل شُعلة نار تشتعل بحِمم عشق ثائر،لحظات،دقائق وقت ينتهى
جذب سميرة على صدره يحتويها بيديه،تيقن سميرة ولا يوجد بعدها إمرأة تمتلك كيانه،رفع يدهُ،ورفع ذقنها ينظر لوجهها
تبسم وهو يلتقط شفاها بقُبله ناعمه،ثم عاود النظر لوجهها ويديه تتلمس ملامحها،ونظرة عين عاشق إبتسمت شفتاه وهو يضمها له أقوي قائلًا بصدق:
بحبك يا سميرة….
بعد أن كانت مُستكينه بين يديه، رفعت وجهها ونظرت له تهكمت بمرارة على جملته الآخيرة، ضحكت غصبًا رغم مرارة ما تشعر به، إبتعدت عن حصار يديه ونهضت من فوق الفراش… إستغرب ذلك وجلس على الفراش وكاد يتحدث:
سميرة…
قاطعته حين سحبت تلك الورقه من تلك الحقيبة وحملتها وعادت تقترب من الفراش فى البدايه ظنها عائده له لكن وقفت جوار الفراش ومدت يدها بورقه قائله:
ده تحويل مني بكل الفلوس اللى إنت حولتها بإسمي فى البنك، والشنطه دى فيها كل هدية
إنت…
توقفت عن الحديث تشعر بإهتراء قلبها لكن تحملت تشعر بإنكسار قائله:
فيه كل هديه جبتها لي تمن كل لقاء بينا،المشوار بينا إنتهى لحد هنا يا عماد، وصلنا حرقت قلبي بما يكفي،مبقتش قادره أتحمل ولا هكدب على قلبي وأصدق إنك بتحبني أو حتى حبتني من البدايه إنت كنت بدور على سبب ترمي عليه قسوة حياتك، بعد كده كُل اللى بينا يمنى وبس،أساسًا هى أغلى هدية فى حياتي،رغم أنها كانت نتاج لحظة ضعف، قالت هذا وتوجهت مره أخرى نحو حقيبتها جذبت تلك المفاتيح معها ورقة أخرى وتلفتت خلفها تفاجئت به خلفها بعد أن نهض من فوق الفراش،لم تهتم بنظرة عينيه المذهوله ولا لحركة صدرهُ الذى ينتفض قلبه بقوة، ومدت يدها بالمفاتيح والورقه قائله:
كنت هنسى دى مفاتيح الشقه كمان ده تنازل عن الشقة أعتقد مبقاش من حقي اقعد فيها.
ذُهل عقل عماد قائلًا:
سميرة…
قاطعته بحسم:
إنتهينا خلاص يا عماد دي كل الهدايا وكمان الشقه أنا برجعها لك مكنتش محتاجه لها قد ما كنت بحتاج حضنك يضمني، خلتني أندم إن فضل عشقك مش بس يحرق قلبي كمان حرق قلب نسيم، اللى حبني بصدق حتى لو كان عذبني كفايه إنه كان بيرجع ندمان وانا كنت باردة معاه، بس هو كان له عُذره متجوز واحده قلبها مشغول بغيره دايمًا بتفكر فيه، أنا لو بندم على شئ فى حياتي فهي إن وافقت أكون لك عشيقه للمُتعه، كان لازم أعرف إنى إنتهيت من حياتك يوم ما طلقتني، مكنش لازم أقبل بالرجوع وإنى أكون خاضعه لمزاجك،والنهاردة بنسحب نهائى يا عماد وكل شئ هديتني بيه رجعته لك مش عاوزاه نسيم لما سابلي الأرض اللى دفعت بها تمن البيوتي كان بيرد لى جزء من تعذيبي له وإن قلبي محسش بيه، البيوتي مش بس هو اللى خلاني أتغير معاك يا عماد إني مش محتاجه لك،أنا طول عمري بدور عالسند اللى يقويني كنت معتقدة إن السند ده إنت لما إتقدمت لى زمان،عمي إعترض وقالى هيبقى زي أبوه فى يوم الأيام ويهجرك بعيل،وفعلًا ده حصل وكنت متحمله بس لكن إنسان طاقة تحمل لما بتنتهي قلبه مش بيختار يعيش فى العذاب بإستمرار،أنا طلبت الطلاق وإنت بتماطل بس أنا مُصره عليه،يمنى جمعت بينا،بعد كده عاوز تشوفها هبعتها عند طنط حسنيه،مع إنى أعتقد مع الوقت قلبك هينسي ويتعود على غيابها عنك،زي المثل ما بيقول”البعيد عن العين بعيد عن القلب ”
كده فاضل إن تكلم المحامي يجهز بقية أوراق تنازلى عن جميع مستحقاتي الشخصيه عندك وهمضي عليها،كل اللى عاوزاه هو إنك تطلقني وأبعد عن حياتك،ومتخافش انا مش بفكر فى الجواز،حتى قبل ما كنت ترجع تتقدملي،كنت رضيت بنصيبي وقولت مش هتجوز تاني كفايه البخت لما بيميل مش بيتعدل تاني،بس قلبي خذلني معاك دايمًا ببقى ضعيفه،ولازم أستقوي على الأيام عشان أقدر أعيش وأربي بنتي متبقاش زيي ضعيفه وتخاف من الأيام والزمن
جذبت ثيابها وشرعت فى إرتدائها يرتعش جسدها،لم تنظر لـ عماد الذى يشعر كآنه أصبح بلا روح هو الآخر،إستمع لكل ما قالته ذكرها لإسم
“نسيم” أكثر من مره
نسيم لم يكُن الا إعصارًا مُدمر سحقهما، فاق حين وقعت حقيبة يدها وتناثرت محتوياتها،إنحنت تُجمع تلك المحتويات ثم إستقامت قبل أن تخطي نحو باب الچناح ضمها قويًا من الخلف،دفس وجهه فى عُنقها يتحدث بإعتراف نادم:
سميرة أنا عمري ما حبيت غيرك،عمرك ما كنتِ بالنسبه ليا رغبة جسم،كان سهل أدور عليها مع أي ست غيرك، كنت دايمًا عايش بشتاق لك فى كل لحظة، فعلًا كنت بتعمد أسيبك فى السرير مش عشان تحسي بالدونيه وإنك بالنسبه ليا رغبة وإنتهت كنت بخاف لاتكون دى لحظات بعيشها فى خيالي وهتنتهي، انا عِشت شهور ندم بعد ما طلقتك قلبي كان بائس، لو مكنتش بحبك مكنتش رجعتك، كان سهل أنكر نسب يمنى، أو حتى أردك لفترة وبعدها…
توقف للحظه ثم عاود الحديث:
أنا بحب يمنى عشان هي منك، الست الوحيدة اللى فى عز كُرهي لها كنت بعشقها وبتمني نظرة من عينيها، سميرة تفتكري ماحاولتش انساكي وأعيش كنت بلاقي نفسك لما ببص فى وش أي ست حاسس إنى مش شايفها،حتر عينيا كانت عاوزكِ إنتِ مش شايفه غيرك… سميرة أنا آسف كنت آناني، لسه قدامنا فرصه، لا فُرص نرجع فيها حبنا لبعض تاني بدون أي…
قاطعته بآلم:
بدون إيه يا عماد، إحنا خلاص إحترقنا كل شئ إتساوى بالرماد… قدامك فرصه أنا عارفه إن جالا داخله مزاجك، هى الست اللي تناسبك…
-لاء
قالها عماد وهو مازال يتشبث بـ سميرة يضمها أقوي يتنفس بحرارة قائلًا:
لاء قولتلك لو كان قلبي قادر مكنتش هستني چالا أو غيرها،، خلينا نبدأ من جديد وأوعدك…
قاطعته سميرة وهي تنفض يديه عنها قائله بآلم:
كل مشاعري إتحرقت يا عماد مبقاش عندي حتى مشاعر أديها لراجل غيرك، بعترف إن عِشت بكل مشاعري معاك، وكنت أتمني فعلًا أحس إنك بتحبني، بس حُبك وهم وكلام يا عماد عكس أفعالك، وانا مبقتش قادرة أتحمل، كان نفسى يمنى تعيش فى بين أب وأم بينهم حياة سعيدة تعيش دفى الاهل اللى أنا وإنت إتحرمنا منه، بس للآسف واضح إن ده قدر متآجل أنا كنت متحملة عذابي على الفاضي، قلبي كان موهوم وإتحملت عذابي معاك عالفاضي،أتأملت إن القدر يتغير،بس أنا كنت بآجله مش أكتر..
كده أنا أنسحبت من حياتك…بتمنالك السعادة اللى معشتهاش معايا.
حاول عماد ضمها مره أخري لكن هى أسرعت بالمغادرة من الجناح حتى أنها تركت حقيبة يدها، كاد عماد ان يلحقها لكن إنتبه أنه عاريًا، سريعًا جذب ثيابه وإرتداها بعُجاله، وخرج من الغرفه عيناه تراقب حتى خرج من الفندق ينظر حوله لم يرا سميرة، شعر بإنشطار فى قلبه ونادي عليها بصوت جهور
لم تكُن سميرة إبتعدت عن الفُندق سمعت ندائه وتجاهلته سارت تبكى بحُرقه
يمر أمام عيناها شريط عذابها فى عشقه
إنتهت قُدرة تحمُلها
الرحيل الآن أفضل شئ
سأرحل وأترك كل ذاك العذاب خلفي.
توقف أمام الفندق عيناه تترقب حوله،يشعر بالندم، كيف وصل الى كل ذاك الغرور الذى أوصلها لهذا الحد
هى تركت كل شئ ورحلت،لا لن يسمح بذلك سيذهب إليها مُستعطفًا.
بينما هى بأثناء سيرها بلا هدف نزلت عبر ذاك المُنحدر النيلي القريب من الفندق، توقفت أمام ذاك المركب الصغير الواقف فى المياه الضحله فى النيل
أشار لها المراكبى أن تركب أذا كانت تريد
للحظه ترددت
لكن حسمت الأمر عليها ترك ماضى مؤلم بل موجع بشده خلفها, كذالك عليها التمسُك ببقايا كبرياء أهدرهُ عشق ملعون.
بينما عماد صعد لسيارته قادها بجنون الى أن وصل الى شقة سميرة، وقف أنام بابها يلهث قام بقرع جرس الشقه، لكن لا رد ولم يفتح له أحد، طرق على باب الشقه مثل المجنون، لارد الى أن خرج إحد نساء الجيران وأخبرته:
انا شوفت الست عايده من ساعتين تقريبًا كانت واخده شنطة هدوم ومعاها يمنى ولما سألتها قالت إنهم مسافرين البلد.
ثار عقله مثل البركان سميرة كانت حاسمة لقرارها، اومأ لتلك السيدة وغادر، عاد للسيارة، ضرب المقود بيديه، يصفع جبينه بندم، لكن عاد حديث تلك السيدة برأسه، والدة سميرة خرجت منذ ساعتين فقط، والوقت ليلًا ومن المستحيل سفرها دون سميرة، تذكر ذاك اليوم الذى سمع من حديث سميرة مع والدتها أن هنالك إستراحه بمركز التجميل، عاود إشغال السيارة وقادها سريعًا، بدقائق كان يترجل من السيارة يدلف الى ذاك المركز التجميلي، بحث بكل أركانه كان هنالك بعض العاملين اللذين يقومون بالتنظيف قبل إغلاق المركز، سألهم عن مكان غرفة الإدارة توجه نحوها فتحها كانت خاليه، لاحظ غرفه أخري جوارها لابد ان تلك الغرفه هى تلك الإستراحه قام بالطرق ثم فتح الباب، وجد عايده تقترب من الباب، نظر بالغرفه حين دخل بقلق سائلًا بلهفه:
سميرة فين.
زاد شعور القلق لدي عايدة قائله:
سميرة خرجت من الصبح مرجعتش المسا إتصلت وقالت هتتأخر ولغاية دلوقتي مرجعتش بتصل على موبايلها مقفول.
إستغرب عماد ذلك يشعر بإنسحاب فى قلبهُ وهو ينظر نحو طفلته ملاكهُ الصغيرة النائمة،شعر بوخزات حارقه،يشت عقله بينما نظرت له عايدة تشعر بسوء قائله عرفت مكانا هنا منين يا عماد إيه اللى حصل وسميرة فين مع الوقت بندم أكتر إنى جيتلك فى يوم فكرت عندك إحساس بس طلعت غلطانه، وإتعشمت فيك بزيادة وإتسببت فى وجع قلب بنتي… بس لسه الآوان مفاتش يا عماد وانا مع هقدر أضمد قلب بنتي ويخف من عشقك، سميرة أول ما ترجع أنا هاخدها هى ويمنى وهنرجع نعيش فى بلدنا زي ما كنا عايشين قبل كده من غيرك من غيرك كانت حياتنا أهدي وأريح.
ذُهل عماد وجحظت عينه من قول عايدة،كآن اليوم هو يوم الخسائر الفادحة والندم بالنسبه له، خسر بلعبة حمقاء إفتعلها كذبًا دون حساب نتائجها لم يكُن ينتوي الزواج من غيرها كان ذلك فقط لعبة منه أرادها ان تذهب إليه كي يشعر أن له الأهميه بخؤاتها
وضع يديه يفرك جبيبنه بقوه يسحب شعره للخلف
يشعر بالندم، كيف وصل الى كل ذاك الغرور الذى أوصلها لهذا الحد من اليأس سميرة تركت كل شئ ورحلت
حتى أنها تركت طفلتها التى ضحت من أجلها بكل شئ… الآن
تركت الجميع وإختفت… أين.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية واحترق العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى