روايات

رواية هي والحياة الفصل الأول 1 بقلم مارينا عطية

رواية هي والحياة الفصل الأول 1 بقلم مارينا عطية

رواية هي والحياة الجزء الأول

رواية هي والحياة البارت الأول

رواية هي والحياة الحلقة الأولي

_ بس أحنا لوحدنا دلوقتي، ممكن الرحمة شوية؟

= أنا آسف ده شغلي.

_ بس دي حالة إنسانية!

بصلي ومتكلمش..

_ جدتي تعبانة وبتتعالج أرجوك بلاش..

‘بص ليا والدموع بتنزل من عينا..

= خديها وأرتاحي على الكُرسي ده.

‘بصتله بفقدان شغف.

_ طب ممكن أخد حاجتي؟

شاور ليا إني أرجع أدخل البيت تاني، وبص للي معاه علشان يسمحوا ليا بالدخول.

كان في كرسي في الشارع، طلعت قعدت جدتي كانت بتاخد نفسها بالعافية.

بصت ليا وقالت

“- برضه أبوكِ عمل اللي في دماغه”

مكنتش عارفة أرد، مكنتش عارفة أبرر له بأي حاجة تغفر أفعاله غير إني أبُص ليها وأطبطب عليها وأبتسم..

رجعت أدخل البيت مسكت إيدي.

“- متنسيش صورة أمك”

للحظة حسيت إني جسمي قشعر، كنت عاوزة أمسك صورتها وأترمي في حضنها وأسألها لية سبتيني كدة!

رجعت أدخل للبيت تاني،

كنت شايفهم وهما بيفكوا كل حاجة علشان ينقولها، شايفهم بيمسكوا عرايسي ولعبي اللي كنت بفرح لما أبويا يجيبهم ليا في كل خروجة للملاهي.

كنت لغاية دلوقتي محتفظة بيهم، ومش عاوزة أخسرهم ولا أشيلهم في رُكن ليهم لوحدهم أشيل معاهم قسوة قلبهُ اللي مرحمتناش.

_ معلش لو سمحت مترمهمش كدة.

بص ليا الراجل اللي كان ماسكهم،

_ سيبهم هنا لو سمحت أنا هشيلهم.

مسكت كل الألعاب اللي كانوا على سريري، بعد مافكوا السرير وكل العفشة اللي في الأوضة والشقة!

أخدتهم وشلتهم في كرتونة،

حطيت عليهم صورة أمي وقفلت الكرتونة، وشيلت معاهم الحُزن والقسوة والذكريات الحلوة اللي محتها غلاظة القلب.

خدتهم في حُضني وطلعت

أتكلم ظابط من اللي موجودين.

“- إنتِ رايحة فين بدول؟”

_ دول ميخصوش أبويا في حاجة دول حاجاتي أنا.

‘ أتكلم الظابط اللي شوفته في الأول.

= سيبها يا بني، روحي يا آنسة.

خرجت برة البيت وأنا في حُضني الكرتونة،

قعدت جمب جدتي بمسح دموعي ودموعها.

مشفتش قسوة من أهل البيت بالشكل ده! مفيش قسوة أن أب يرمي ضناه بالشكل ده علشان ملزلاته.

خدوا كل حاجة في البيت على العرييات،

حملوا كل حاجة تُخص أبويا بحكم من المحكمة ومشيوا بيها، كنت شايفه الحاجة اللي شقيت أنا وأُمي علشان نكونها ونبنيها سوا، أتاخدت قدام عيني وأنا واقفة ساكتة!

جدتي بصت ليا وأتكلمت.

“- يلا يا بنتي، تعالي ندخل نلم حاجاتنا”

_ هنمشي؟

“- ادي الله وادي حكمته يا بنتي، ما في اليد حيلة”

_ هنروح فين طايب؟

تقريبًا وقتها كان الظابط أياها سمعنا.

قرب مننا وأتكلم.

= تقدروا تدخلوا تلموا حاجاتكم.

رديت عليه بحُزن.

_ طايب وهنروح فين ؟

ملامحه أتحولت لعطف.

= أنا آسف، أنا بعمل شُغلي.

ميل على جدتي.

= اسف ياست الكل

وباس راسها.

سدنت على إيدي ودخلنا جوه تاني للبيت.

فجأة أتحولت كل حاجة من منظمة ومُرتبة وشكل نضيف، لخرابة!

كل حاجة تُخصنا مرمية على الأرض، الشقة بقيت على البلاط! كل حاجة كانت مأنسه البيت ده فضيت منه، كأنها لسة على الطوب من جديد

كل حاجة أتحوشت في البيت ده أتهدت!

أحساس أنك بنيت سلالم كتير وجه واحد كسرهالك يقهر القلب.

كنت بلم في هدومي وهدوم جدتي.

“- شوفتِ أبوكِ اللي بتدافعي عنه دايمًا؟”

مكنتش عاوزة أرد عليها.

_ مهما عمل هيفضل أبويا ياستي.

“- أبوكِ مش بيفكر غير في ملازته ونفسه يا جميلة، جايبلنا حُكم أنه ياخد كل العفشة اللي هنا علشان يطلعنا من البيت بالذوق ويجي بعد كدة يتجوز فيها زي ما هو عاوز”

رديت عليها.

_ بس أحنا هنعيش هنا على البلاط؟

“- متفرحيش يا جميلة، بُكرة يا حبيبتي تلاقيهم بيخبطوا علينا أنهم يطلعونا برة البيت علشان ياخدوه ويتجوز بيه!”

“- ده حتى مفكرش فيكِ”

هو طول عُمره أناني،

جعان لأحتياجاته الشخيصة رغم مرض أمي مكنش بيقدر تعبها وكان دايمًا بيتعبها ويمرضها أكتر، لغاية ما سابته خالص.

وبعد ما سابته هو مسبناش ورفع علينا أحكام كتيرة علشان يخرجنا برة البيت اللي أمي هي اللي جابتهوله!

أمي كانت دايمًا بتحكي ليا وقت جوازهم، أتجوزوا في شقة أوضة وصالة وكانوا يشتروا الحاجة بالطلب !

قالت ليا

“- وقفت جمبه وأصريت إني ابني حُبنا سوا في البيت ده”

مجابتش غيري، رغم أن كان نفسها في ولد يسندني.

وبعد ما بَنِت كل حاجة بنفسها وكبروا في العُمر سوا، فكرت أنها خلقت أعظم قصة حُب في البيت اللي كانت بتشتغل ليل نهار علشانه.

ورغم شغل أبويا، بس مكنش بيجيب زيها، هي كانت عمود من عواميد البيت علشان كدة ربنا كرمها بشُغل محترم ومرتب كبير، بتحوش القرش على القرش علشان تكبر البيت ده! وبعد ما كبرته وبَنِته، وهو ساعدها بالحُب اللي كان فارشه ليها.

مِرضت في آخر عُمرها ووصته عليا وعلى البيت قبل وَفاتها ولكن صفات المُكر أشتددت عليه وهزمت كل الحب اللي أتبنى!

“- جميلة”

فوقت من شرودي على صوت جدتي بتنادي عليا، خرجت من الأوضة.

_ أيوة.

“- حطي الحاجة في كارتين يا جميلة”

بصيت ليها بدون فهم.

_ لية ؟

“- علشان أحنا هنمشي من هنا”

قربت منها وقعدت جمبها.

_ هنمشي نروح فين ؟

“- هنروح لخالتك أمينه”

_ أمينة! ياستي! إنتِ عارفة ساكنة فين ؟

“- ملهاش حل تاني يا جميلة”

_ ده مشوار كبير قوي علينا وأنتِ مش هتستحملي العربيات والسفر.

“- معلش يا جميلة، هستحمل.

_ وهنسيب هنا ؟

“- إنتِ مسمعتيش الظابط قال أية يا جميلة ؟

كلهم يومين ولا أسبوع ويجي الحُكم بتاع أخلاء البيت، وهنمشي غصب عننا”

‘بصيت عليها وسكت.

_ بس…بس…

“- أية هتقولي هو مستحيل يعمل كدة؟، ياريتها أمك ما خدته يا جميلة كلنا وقفنا في وشها وأنا كنت رافضة الجوازة دي”

_ كانت بتحبه.

“- وهو الحُب أنه يسيب قلبها بارد كل اليوم ساقع من البلاط اللي مفيش غطى يغطيها! أنا مش عارفة رُقية أستحملت كل ده أزاي”

_ بس الشقة بتاعتنا مكتو…

“- أمك كتبتها باسم أبوكِ يا جميلة”

حطيت إيدي على قلبي ونزلت مني دمعة.

_ يا رب!

“- فعلًا يا رب، ربنا يرحم القسوة اللي بتحل جوه القلوب وبتق*تلها”

بدأت الم في الحاجة زي ما قالت ليا، نزلت أجيب كارتين من السوبر ماركت اللي تحت بيتنا.

كان كل الناس بتبُص علينا بنظرة شفقة، ونظرة شامتة.

الصُبح عربيات البوليس كانت هنا، وطردنا من البيت زي المُجرمين!

كنت بلم في حاجاتنا بعين تبكي وعين تضحك، مكنتش لاقية حاجة المها أصلًا.

كنت سامعة صوت جدتي وهي بتبكي،

“- الله يسامحك يا رُقية، أختيارك الغلط اصاب أهل بيتك ما اصابكيش إنتِ بس”

لفت انتباهي الجملة اللي قالتها، رجعت قعدت جمبها.

_ يعني أية ياستي؟

“- يعني يابتي الأختيار الغلط مش نصيب زي ما كل الناس فاكرة ده اختيارنا أحنا”

_ لا يعني أية أصاب اهل بيتك.

“- يعني يا جميلة يا حبيبتي، أمك تعبت في جوازها وتعبتك مع أبوكِ مكنش تعبها هي بس، كان تعبنا أحنا كمان معاها، جوزي اللي هو جدك كنت دايمًا بشوفه بيبكي عليها، حتى أخوها كمان خالك سعيد، أختياره كان غلط وصاب قلوبنا بالقهرة”

_ أزاي؟

“- أخد واحدة كانت بتقسيه علينا، ومكنتش رحيمة بأهل بيتها خالص، كان القسوة ملايها”

_ هو لية القاسي بياخد الطيب؟ لية الطيب ميخدش الطيب ياستي؟

“- لأنها معادلة أختيار”

قطعنا كلامنا،

كان نفسي أقول لها نروح بيتها القديم، بس مكنتش بتقدر تدخله بعد وفاة جدي

قفلته لسنين طويلة وجت تعيش مع أمي علشان تربيني معاها بعد ما أبويا بدأ يسافر لشُغله برة،

وياريته كان بيسافر يشتغل فعلًا! أمي كان معاها أسرار كبيرة شايلها عنه بس كانت بتخبيها عني علشان مكرهوش.

كان يرجع يضحك عليا بلعبة، وكنت أفرح لأنها منه ومن ريحته زي ما أمي كانت بتقولي، بس عُمره ما فرحني بحضنه.

بعد تعب جدتي الدكتور منعها أنها تختلط بالماضي، كان قلبها بيوجعها كتير كل ما تفتكر جدي.

فـ أقترحت عليها أمي أنها تقعد معاها، مكنتش راضية كانت رافضة بشكل كبير أنها مش هتقدر تسيب بيتها اللي من ريحة جدي،

ولكن بعد ما شافت تعب أمي بعد ولادتي وأن أبويا مش مساعدها قررت تقفلها، وتيجي تقعد معاها.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هي والحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى