روايات

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الحادي عشر 11 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الحادي عشر 11 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الجزء الحادي عشر

رواية همسات من الجانب الآخر البارت الحادي عشر

رواية همسات من الجانب الآخر الحلقة الحادية عشر

خرجت من دورة المياه وهي تجفف خصلات شعرها القصير من المياه الفاترة ، متجاهلة صراخ والدتها خلفها حول أنها أغرقت دورة المياة بالمياه والأرضية
دخلت غرفتها وأزاحت المنشفة عن شعرها ، ثم فتحت حقيبتها لتخرج علبة دواء ” مهديء ” ثم تناولت قرص ، مشطت شعرها جيدآ وهي تنظر له وهو قصير
دائمآ كانت فتيات العائلة وزميلاتها في الجامعة يحسدونها على خصلات شعرها الطويلة الناعمة ، ودائمآ كان ماجد يحبه
ولكنها تخلت عن كل ذلك ، في اليوم الذي حطم قلبها وجعلها تشعر أنها هامش
أول أيام عيد الفطر
《《 منذ عام ونصف
كانت ليلة العيد ، وبنات خالتها ينقشن بسكويت العيد ، وكانت تجلس برفقتهم ملك وهي تربط شعرها للأعلى ف قالت إحداهن لها : كويس إنك ربطتي شعرك لفوق كدا لاحسن يقع في العجين ويبهدلنا

 

 

ملك وهي تخمس في وجهها : الله أكبر ، مجننكم شعري أنا عارفة ، ماما عاوزه أخلص بسرعه عشان أكيد ماجد هيكلمني عشان العيد
والدتها : خلصي الصاج اللي قدامك الأول عشان ألحق أحطه في الفرن
ملك بعناد : يووه بقى
إبنة خالتها : مش هو قالك عنده شغل ؟ إصبري متزنيش عليه
ملك بضحك : والله ما زنيت ولا حاجة دا إنهارده بالذات مستنياه هو يكلمني
إنتهت ملك وقامت لتغسل يديها ثم أمسكت بالهاتف وهي تتفحص صوره على تطبيق إنستجرام وتلعب بنحدى خصلات شعرها بينما كانت تشغل موسيقى منير
يابنت يا أم المريلة كحلي
يا شمس هلة وطالة من الكولة
نظرت للصور التي تمت الإشارة إليه فيها ، وجدت صورته برفقة فتاة على البحر ، وهو مبتسم
خرجت من التطبيق لتنظر في الرسائل والمكالمات لم يتصل
عادت لتنظر للصور مرة اخرى ثم ألقت الهاتف بقرف على الأريكة
والدتها وهي تمسك بيدها المنقشة : مش هتقومي تكملي مع بنات خالتك ؟ يلا عقبال ما نعملك بسكويت فرحك
نظرت ملك لوالدتها ثم قامت ودخلت الغرفة وصفعت الباب خلفها
نظرت ابنة خالتها لوالدتها ثم قالت : مالها دي ؟

 

 

فكت ملك شعرها أمام المرأه ، ثم أمسكت المقص ، وبدأت في قطعه تدريجيآ ، وهو يسقط حولها
دخلت تبنة خالتها لتشهق وتقول : يالهوي ! يا مجنونة بتقصي شعرك ؟؟؟ انتي اتجننتي يا ملك
جائت والدتها من الخارج لتصرخ قائلة : يالهوي يابنت المجانين بتقصي شعرك يابت وفي ليلة العيد ؟
قامت ملك ولملمت الخصلات من الارض لتقول : عيد مش عيد مبقتش فارقة ، إطلعوا وإقفلوا النور عاوزة أنام
والدتها بقلق : حصل حاجة طيب ؟ اتخانقتي مع ماجد
عضت ملك على شفتيها لتقول عاوزة أنام إطلعوا
والدتها لبنات خالتها : يلا يا بنات سيبوها هي شويه وهتطلع تقعد معانا
خرجوا وتركوها في الغرفه لتجلس متربعه وأمامها الخصلات ، قامت بتصويرها ثم أرسلتها لماجد
أغلقت هاتفها وتمددت على الفراش وبكت ، حتى غفت
صباح اليوم التالي كان الأسوأ على الإطلاق ، أيقظتها اصوات الصواريخ في الشوارع وصراخ الأطفال
قامت بملل لتغسل وجهها وتفرش أسنانها ، خرجت للصالة وجدت والدتها تجلس أمام التلفاز وأمامها طبق البسكويت وكوب من الشاي بالحليب
والدتها : كل سنة وانتي طيبه يا ست ملك ، كدا يا ماما تقصي شعرك اللي البنات بيحسدوكي عليه ؟
تعالي جمبي
جلست ملك بجانب والدتها لتضمها والدتها وتقول : إيه اللي حصل ؟ ماجد زعلك
ملك : لا يا ماما
والدتها بإبتسامة : معلش معذور تلاقي كان عنده شغل ف متصلش عليكي
قالت ببرود لم تعهده : أيوة كان عنده شغل إمبارح فعلآ
والدتها : شوفتي بقى ؟ يبقى منظلمهوش وبلاش نكد عليه ومتديش فرصة للبنات اللي حواليكي يوقعوا بينكم
وقفت ملك وهي تذهب لغرفتها ثم قالت : هو اللي مديهم مش أنا
اغلقت باب الغرفة خلفها ثم أمسكت هاتفها لتفتحه
وجدت ٤ رسائل من ماجد ، كانت تشعر أن روحها تصعد للسماء السابعه ثم تسقط وكان الشعور كالسوط ، تلك النغزة التي تشعر بها عندما تكتشف أنك هامش في حياة أحدهم

 

 

الرسالة الأولى : إيه دا ؟؟
ملك !
ليه كدا ؟
هتصل ردي ..
ومكالمتان فائتتان بإسمه
هل تعلم شعور ان تنظر لرسائل أحدهم وأنت عاجز عن الرد لإنك تتألم .. !
《《 الوقت الحالي
كانت تنظر لنفسها في المرآة وهي تبكي بأعين متسعه ، وأنفها قد تحول للأحمر ، هي لم تكن سيئة ولم تفعل شيئآ ، ما جعلها هكذا هو ما حدث لها وظل يتكرر حتى انطفيء داخلها شيئآ ما ، وضعت الفرشاة على المنضده ثم قامت لوالدتها
جلست بجانبها ووضعت رأسها على صدر والدتها لتقول بصوت مبحوح : شكلي وحش لما قصيت شعري ؟
والدتها وهي تملس على رأسها : شكلك زي القمر في الحالتين ، بس في حاجة مش طبيعية فيكي يا ملك ، خطوبة وراحت لحالها يا ماما هنموت نفسنا يعني ؟ دا نصيب ونصيبك مكتوبلك وهيجيلك في يوم وهيريحك من التفكير
رفعت رأسها ونظرت لوالدتها قائلة : ماما هو أنا من جوايا قلبي وحش ؟
ضمتها والدتها لتقول : في ايه يا ملك ؟ حد ضايقك مين هازز ثقتك ف نفسك كدا ؟ دا انتي زي القمر من جوه ومن برا قطع لسانهم يا بنتي
رن هاتفها في جيب بنطالها وكان شريف ، أخرجته لتغلق في وجهه ثم تنظر للشاشة ورأت رسالة من شريف يقول : عند كشك الأمانة ، إنزلي بسرعة
والدتها : مين بيتصل ؟
نظرت ملك لوالدتها ثم قالت : دي ولاء كانت عوزاني أتمشى معاها شوية عشان نفسيتي تتحسن
والدتها : وماله يا ماما روحي ، اوعي يا ملك تقابلي حد منهم .. ابعدي عنهم عشان خاطر أمك
ملك وهي تعقد حاجبيها : متخافيش يا ماما هشم نفسي بس وارجع
والدتها : معاكي فلوس طيب ؟
ملك : أه متقلقيش
قامت ملك وإرتدت معطفها الأسود ثم وضعت الكريم خافي الهالات والتقطت حقيبتها ثم نزلت
وجدت شريف يقف بسيارته أمام الكشك ف ركبت سريعآ ثم قالت : إتحرك بسرعة

 

 

أدار شريف السيارة من دون أن يتحدث ف تنفست ملك بسرعة وهي تقول بغيظ : حصل ايه يا شريف عشان تنزلني دلوقتي !
نظر لها شريف بطرف عينه ثم قال : ماجد مستنينا عند البحر جمب القهوه ، هتعرفي هو عاوز إيه
نظرت له ملك بغضب ثم قالت : مش عاوزة اشوف خلقته لا هو ولا الشرشوحة خطيبته
شريف ببرود : خطيبته مش هناك الموضوع دا يخصنا وهيخلص بيننا معرفش هو حكالها أو لا بس هي مش هناك
ملك وقد ارتفع ضغط دمها : لو سمحت يا شريف نزلني أنا مش عاوزة أشوف حد
شريف بعنف : خلصنا يا ملك هنتكلم خمس دقايق وكل واحد يروح لحاله
وصل شريف عند البحر ونزل من السيارة وهو يغلق سترته ويطفيء سيجاره بقدمه
نظر ماجد لهم وسرعان ما إقترب من ملك وأمسك ذراعها بعنف وهو يقول : قولتي إيه للظابط ؟
ملك بعنف : إبعد عنيي انت إزاي تمسك إيدي ؟؟
شريف وهو يحاول الدفاع : في ايه ياعم ماجد متفقناش على كدا
ماجد بغيظ : ولا أنا إتفقت إن الغبية دي تقول حاجة للظابط
ملك بغيظ : أنا مقولتش حاجة وإحترم نفسك والله ما هسكتلك تاني
خبطها ماجد باصابعه في رأسها وهو يقول : لا والله وريني هتعملي ايه
شريف : يجدعان إهدوا بقى !
نظر شريف لملك التي كانت تلتقط انفاسها بصعوبة ثم قال : جيبتي سيرة حاجة للظابط يا ملك ؟
ملك بصراخ : مقولتش حاجة للزفت سيبوني في حالي بقى
شريف : وطي صوتك !
ماجد : ياعم إنت بتطبطب على مين دي عيلة ونكدية كمان

 

 

امسكت ملك حقيبتها ثم قالت : متتصلوش بيا تاني خلصنا
ثم نظرت لماجد وقالت بكرهه ومقت : ربنا ياخدك يا أخي كان يوم اسود يوم مادخلت حيااتي
ركضت بعيدآ عنهم حتى خرجت للطريق وأوقفت سيارة اجرة وإنطلقت بها
إستندت برأسها على النافذة وهي تبكي وتتنفس بسرعة حتى قال السائق : إنتي كويسة يا أنسة تحبي نروح أي صيدلية ؟
ملك ببكاء : لا عايزة أروح وديني البيت ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية همسات من الجانب الآخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى