روايات

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الثامن عشر 18 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الثامن عشر 18 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الجزء الثامن عشر

رواية همسات من الجانب الآخر البارت الثامن عشر

رواية همسات من الجانب الآخر الحلقة الثامنة عشر

إهتز المصباح الصغير الذي يتوسط الغرفة ، أخرج قماشة صغيرة من جيب بنطالة وهو يزيح حبات العرق التي تناثرت على وجهه ، ثم قال : كملي يا ملك ؟ بعد خروجك من المستشفى وبعد ما شريف عاملك كويس اوي ، حصل إيه ؟
كانت عيناها غارقة وسط الهالات السوداء والعروق الحمراء التي ظهرت على وجنتيها لتقول : معاملته إتغيرت ، أهملني جداً زي ما يكون كل حاجة كانت غصب عنه عشان يوصل لهدف معين
الشرطي : طب وماجد ؟
شعرت ملك بالدوار لتقول : ماله ؟ كان أكتر راجل حبيته في حياتي ، تعارفي بيه كانت صدفة جميلة أوي ، على طول لابس إسود وحزين ، وريحته برفانه مسكرة ونظارته مغيمه مستخبية وراها عيونه ، رغم صغر عيونه إلا إنهم حلوين ، كان عنده عرجة بسيطه في رجله بس خفت
الشرطي : أه طالما لسه بتحبيه جيتي تبلغي عنهم ليه ؟
تحولت ملامح ملك لأخرى متجهمه وهي تقول : أنا مبقتش بحبه ! اللي بوصفهولك دا ماجد غير اللي هو عليه دلوقتي ، ماجد اللي حبيته مش الشخصية الزبالة اللي إكتشفتها مؤخراً
اللي كان بيسيب شغله خمس دقايق يتصل بيا فون ويفرحني بصوته ، المحترم اللي كنت فاكره أني بس اللي بحبه
لكن دا ! دا شخص مؤذي معرفهوش ، صوته بقى بيقرفني وريحة برفانه بتجبلي صداع

 

 

نظر لها بحيرة ليقول بنبرة غريبة : كلميني عن حنين يا ملك
كتفت ملك يديها وهي تنظر له ثم قالت : كانت صاحبتي ، كنت بدور عليها وكنت محملة شريف وماجد إختفائها ، كنت خايفة عليها ، بس إكتشفت إنها محبتنيش ، تخيل شكت فيا !
بعد عشرة سنين تشك فيا أنا ، هي إتغيرت
الشرطي بنفاذ صبر : إيه علاقتها بماجد وشريف ؟
ملك ببرود : ماجد كان شاكك فيها وكان دايماً يحذرني منها
الشرطي : أول حاجة عرفتيها عن ماجد كانت إيه ؟ وإمتى ؟
لمعت عينا ملك بحزن طفيف وهي تتذكر

 

 

♧ منذ عامين ♧
جلست بجانبه على الرمال وهو يستمع للموسيقى لتقول له : هتفضل قاعد كدا ؟ ما تيجي نتمشى شوية على البحر ؟
ماجد : مش قادر والله يا حبيبي ، ركبتي بتوجعني زي ما إنتي عارفة
ملك : بطل رخامة بقى ، تعالى إسند عليا
ضحك ماجد ليقول : مش للدرجة دي يعني أنا مش مكسح
قام ماجد معها وهي تتشبث به ورائحة عطره تعانق عقلها ، وملمش يديه الخشن مع ملمسها الناعم كان شيء متناغم للغاية
برودة يناير ، قبل خطبتهم كان كل شيء على ما يرام
كان منبهر بها إنبهار مازالت تتذكره حتى الأن ، يحادثها كثيراً ويود رؤيتها أمام عينيه دائماً
ساروا على الرمال بجانب بعضهم ثم وقف أمامها ليقول : أنا عمري ما هسيبك أبداً ، مش عايزك تواجهي العالم دا من غيري
ملك بسعادة : إنت أصلاً مش فاهم إنك خليت ليومي معنى ، ووجودك بجد جميل أوي
ضحك بشدة وهو ينظر لها ثم إحتضنها ودار بها
ثم إستلقوا على الرمال وهم يضحكون سوياً
” الوقت الحالي ” …
الشرطي : أنسة ملك ؟
أفاقت ملك من شرودها لتنظر له وهي تحاول إلتقاط أنفاسها
وضع أمامها كوب الماء ليقول : إنتي كويسة ؟؟ خدي إشربي

 

 

نظرت للمياه وهي تشعر بتوعك في معدتها ، الماء والطعام لا يظلون لفترة طويلة داخل جوفها لذلك تجاهلت عرضه لها لتقول : أنا كويسة ، أما بالنسبة لسؤالك أنا حكيت وجاوبت كل حاجة
الشرطي : مش عارف ليه حاسس إنك بتنتقمي منهم
كانت قد وصلت لأقصى مراحل البرود والسلام النفسي لترد عليه : وحتى لو كدا ، أظن دا ف صالح حضرتك وصالح القضية ، أنا عاوزة أرجع كويسة زي الأول لإن محدش هيفيدني ، ومينفعش ابقى كويسة من غير ما أكون عملت كدا
الشرطي : طيب روحي إرتاحي ، هتقابلي ماجد وشريف برا متخافيش وتجاهليهم تنتي في قسم شرطة محدش منهم يقدر يتعرضلك
إبتسمت ملك لتقول : ولا يتعرضوا ، مبقتش أخاف صدقني ..
ملك قبل أن تخرج من الغرفة : أبقوا أستدعوا خطيبة ماجد كمان ، أكيد تعرف حجات أنا معرفهاش ، فونه كان على طول معاها
أومأ لها الشرطي برأسه لتبتسم بعمق وتخرج من الغرفة ، قابلتها نظرات ماجد الغريبة لتنظر له بقرف وبرود و
إستهزاء ، ثم قابلها شريف ليقف أمامها ويقول : ليه كدا ؟
ملك بابتسامة : ليه لا ؟
شريف : حكيتي للظابط إيه ؟

 

 

إرتدت ملك معطفها لتقول : لما تدخل هتعرف
ثم نظرت لماجد وهي تقلد نبرته بطريقة إستهزائية وتقول : متكلمونيش بعد كدا أبداً أبداً ، قلة حياا
ثم سارت لتخرج من قسم الشرطة لتقابلها نسمة هواء لطيفة وتبتسم
أوقفت سيارة أجرة ، وركبت وأخبرته بإسم مطعم ليذهب له
إستندت برأسها على النافذة وهي تتذكر لحظاتها الخاصة مع ماجد
عامين ونصف ، ذهبوا هباء
دمرها بكل الطرق المتاحة وكانت دائماً تصمت حتى تحولت لشبح يعيش وسط كل هؤلاء المنافقون ، يلومها دائماً لإنها حادثت صديقه ولم يفكر ولو لمرة واحدة ما الذي أوصلها إلى كل هذا ! ماذا فعل هو حتى تصبح هي ذلك الكائن المسخ الذي هي عليه الأن ، كم الخراب الذي تواجهه وحدها بينما يعيش هو أسعد لحظاته
توقفت سيارة الأجرة أمام المطعم ، أعطته ملك ماله ليذهب

 

 

ثم دخلت وطلبت بعض الطعام وهي تعلم أم ماجد وشريف لن يخرجوا من قسم الشرطة إلا صباح اليوم التللي
وضع النادل الطعام أمامها ، رائحته أشعرتها بالدوار
ولكنها بدأت في تناوله ، مع القطعة الثالثة لم تعد تتحمل ، لتخرج سريعاً وتقف امام صندوق القمامة في جنب المطعم وتتقيء وهي تتذكره
” أنا بحبك ومش هضيعك من إيدي ، مفيش أنثى في الكون إستحملتني زيك يا ملك ”
” هعملك شهر العسل بتاعك في مكان يكون فيه مياه صافية ، بعيد عن الزحمة والعك دا ، أنا وإنتي وبس ”
لتكمل إفراغ كل ما تناولته وهي تسعل
” أنا مكتئب ومش عايز حد .. غيرك ! ”
ما إن إنتهت حتى سقطت على ركبتيها بجانب الصندوق وهي تمسح فمها وتتنفس بعمق
لم تتعافى بعد ، مازالت الذكريات تحركها يميناً ويساراً وتوقعها من فوق السماء السابعه لجحيم سابع أرض
بكت بهدوء وهي تحمل حقيبتها وتقوم لتسير في الشوارع الهادئة وهي تتأرجح يميناً ويساراً
حتى حنين صديقتها خذلتها ؟
نظرت لإصبعها الخاوي من خاتم خطبته ف وضعت يدها في معطفها وهي تكمل السير
كانت ضائعة ، مشتتة ، لم تقصد نهائياً أن تهدر كرامتها

 

 

كانت تود سؤاله فقط عن السبب ، لماذا فعل ذلك
كانت تود فقط معرفة السبب ، كانت تود سؤاله في جلسة أخيرة ، ولكنه في كل مرة كان يتعمد إذلالها وإهانتها، حتى تلاشت صورته بداخلها أنه رجل أحلامها ، واصبحت تكرهه بالقدر المضاعف لكرهه لها ، وأنه هو وحده المسؤول عن حالتها تلك !

انتهى الجزء الأول من الرواية …

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية همسات من الجانب الآخر)

لقراءة الجزء الثاني من الرواية اضغط على : (رواية سلوجن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى