روايات

رواية هل فزت بأيوب الفصل السابع 7 بقلم روان صقر

رواية هل فزت بأيوب الفصل السابع 7 بقلم روان صقر

رواية هل فزت بأيوب الجزء السابع

رواية هل فزت بأيوب البارت السابع

هل فزت بأيوب
هل فزت بأيوب

رواية هل فزت بأيوب الحلقة السابعة

“تعالى يا جدو شوف حفيدتك اللي بتتباهى بيها قصاد الكل مبيته ابن عمتها في الاوضة معاها لأ وقال إيه تعبانة شوية.”
الكل اتجمع على صوتها والخدم انتبهوا لـ كلامها، صرخت غادة بـ وجع لما اسماء مسكتها من شعرها فجأة، بص يونس لـ اخته بـقرف ومتدخلش..
“إيه اللي بتقوليه ده يا غادة، ابعدي عنها يا أسماء انتِ مسكاها كده ليه.”
اتكلمت نسرين بدهشه وهي بتحاول تبعد أختها عن بنتها بس اسماء وقفت تزعق أكتر وده الجانب اللي الشباب دايمًا بينبهروا بيه،
بينما ايوب كان بيتابع الموقف بعيون باردة:.
“لو انتِ معرفتيش تربي بنتك يا نسرين فـ أنا ماشاء الله عليا مربية خمسة فـ مجتش على بنتك اعيد تربيتها من اول وجديد.”
زقتها غادة بغضب وسندتها رغد:.
“انتِ اتجننتي شكلك ما تروحي تربي الشريفة اللي منيمه ابنك معاها في الاوضة من امبارح لأ وخارج يتسحب علشان محدش يشوفه بس شوفي سبحان الله بقى…”
كانت هتكمل كلامها بس ايد أيوب المرة دي سبقتها وسط شهقات الكُل فـ مهما كان أيوب هادي وبارد إلا إنه مبيسكتش لـ حد يغلط في مامته..
“كلمة كمان وهوريكي التربية على أصولها، اتقي شري ومتدخليش في اللي ميخصكيش.”
وصل الجد وزين من برا بعد ما كانوا بيتابعوا المزارع مع العمال ولقىٰ وجود الخدم متجمهرين بشكل يخض اتكلم بصرامة:.
“سايبين شغلكم وواقفين بتعملوا إيه هنا؟”
سمعوا صوت نسرين وهي بتزعق أكتر بص عبدالسلام لـ زين بقلق وطلعوا سوا يشوفوا في إيه وكان الموقف كالتالي، أيوب ماسك غادة من شعرها ونسرين بتحاول تبعده والباقي بيبصولها بتشفي، بينما يونس واقف في حيرة من أمره يتدخل ويبعدهم عن بعض ولا يسيبهم يمكن حقدهم وغضبهم يخف..
“سيب البت انتَ كمان غلطان وبتبجح.”
ضرب الجد بعصايته في المكان ووزع انظاره عليهم كلهم فـ وقفوا بـ احترام وساب أيوب غادة ونظراته بقت متعلقة بـ جده بس، قربت غادة من جدها ببكاء:.
“شوفت يا جدو كنت خارجة من اوضتي ولقيت ايوب خارج من اوضة نور مش لابس حاجة زي ما انتَ شايف كده حاولت ادخل لـ نور بس هو منعني وقالي متدخليش ولما ندهتك علشان اقولك قامت خالتو اسماء مسكتني من شعري وضربتني هي وايوب ولما ماما حاولت تبعدهم عني ايوب زقها وكانت هتقع.”
صدمة الجمت لسان الكل من قدرتها على الكدب وتحوير الموقف، وايوب بروده طغى على الكل، صقفت رغد بسخرية انتبهولها:.
“ظاهرة تأليف المواقف ملت البلد يافنانة.”
بص ايوب لـ جده بنفاذ صبر لأنه على وشك ارتكاب جريمة في غادة واللي مصبره حاجتين الاولى مش هيدخل النار علشان غادة، والتانية احترامًا لجده.
“الكلام ده حصل يا يـونـس؟”
وجه الجد سؤاله لـ حفيده اللي اخفض نظره بخزى واضح من تصرفات اخته ومامته، قرب منه جده:.
“يعني محصلش؟”
اومئ بـ بالنفي وقربت رغد من جدها:.
“أنا أقولك بقى اللي حصل، في إن البت القرشانة دي صحتنا على زعيقها وغلطت في نور وكل اللي حصل ده كدب وهي اللي عملاه لأنها هي اللي زقت خالتو اسماء الكبيرة بتاعتنا وقلت ادبها عليها واكيد أيوب مش هيقف يتفرج لحد ما تمد ايديها على خالتو يعني بس كده ياحج.”
ابتسم زين بسخرية:.
“سايبين رويتر والله.”
رقصت حاجبها بأستفزاز:.
“سيبني ده أنا مستنية اللحظة دي من زمان.”
همهم الجد وفهم الموقف بأكمله شاور لـ نسرين وغادة بغضب:.
“اسبقوني على اوضة المكتب.”
“ياجدو أ..”
“من غير كلمة سمعتي؟؟”
نزلت غادة بأنصياع وعصبية من فكرة إن جدها مصدقش كلامها واكيد هيجري يشوف نور كويسة ولا لأ ومش هيهتم بـ إن ايوب بات عندها أو لأ، وغلها زاد أكتر لما افتكرت مدافعة ايوب عنها وخروجه من اوضتها كده، هو اللي رفض إنه يديها فرصة تدخل في حياته بعد ما حاولت تسمع نور إنهم كانوا في علاقة اصلًا، ووقتها مخدتش منه غير كل تهزيق واهانة، زفرت بحدة..
“فيها إيه احسن مني!!”
ردت عليها نسرين بسخرية:.
“دحلابة زي امها.”
وقف الجد قصاد يونس وضربه بالقلم بس مش بعنف، خلىٰ الكُل يندهش من فعلته، اتدخل زين بأندفاع:.
“ليه كده ياجدو؟”
اشارله الجد بالصمت:.
“ولا كلمة.”
سكت زين بأحترام وعدم صبر لأن يونس ملوش دخل في اللي حصل مش ذنبه إن اهله سيئين، اتكلم جده بحدة بدأت تبقى لينة مع نهاية كلامه:.
“القلم ده علشان تفتكر إنك حفيد عبدالسلام ومينفعش توطي راسك ابدًا، انتَ ملكش ذنب في اللي حصل زمان ولا ليك ذنب في اللي بيحصل دلوقتي، الغلط عليا أنا إني مهتمتش بتربية بنتي ولا كسرت راسها وقولت اهي صغيرة ومسيرها تكبر وتبقى ام وتتعلم تحب الكل مش تحقد عليهم، فـ اياك تلوم نفسك على حاجة ياغبي.”
رفع راسه بـ امتثال لامره ودخل اوضته من تاني فـ حول نظره للكل وكان ايوب مستني دوره في الكلام والجد متوصاش المرة دي:.
“ادخل خدلك دش واسبقني على الجنينة، وانتِ يا اسماء حضري الفطار لـ نور واقعدوا معاها شوية قبل ما تروح في حتة.”
قال كلامه وسابهم اتحركت اسماء بغيظ اتجاه رغد وقرصتها اتوجعت رغد وبصتلها بعدم فهم:.
“كبرتيني يابنت الجزمة وانا لسه شباب.”
بصتلها رغد بدراما وقررت تشاكسها:.
“أنا كان قصدي كبيرة مقام مش سن بس واضح بقى إنك الاتنين.”
جريت من قصادها بعد آخر كلمتين لعلمها إن اسماء مجنونة وممكن تحدفها من على السلم،، دخلت اسماء اوضتها بعد ما شتمت رغد، وكتم زين ضحكته على النسختين اللي شبه بعض، بص لـ ايوب:.
“معقول كل الدوشة دي ومصحيتش؟”
همهم ايوب بشرود:.
“نومها تقيل ومع المهدئ ده هي رافضة تصحى اصلًا.”
غمزله زين بمكر تجاهل نظراته ودخل اوضته وقفل في وش زين اللي هتفله بسخرية:.
“وماله يابن إيهاب مسيرك تقع على وشك.”
نزل الجد المكتب واتحولت نظراته من لينة لـ اخرى قاسية، خافت نسرين للحظات من غضب ابوها بس مثلت القوة لأنها مش غلطانة:.
“هو أنت جاي تعاقبنا إحنا متعاقب نور تربية بنت الجنانيني على اللي عملته ولا دي الوحيدة اللي محدش يقدر يقرب جنبها؟”
اتكلم بتهكم واضح من افعال بنته:.
“طول عمرك بتكرهي عائشة علشان هي كانت أحسن منك بـ ادبها واخلاقها وقدرت تفوز بـ قلبنا كلنا، ورغم إنها حاولت معاكِ إلا إنك فضلتي غرورك على إنك تصاحبيها حتى لما اتجوزت اخوكي وكان نفسي يعيشوا معايا هنا إلا إن غرورك خلاهم يبعدو عني لما عايرتيها بـ مستواها وهي علشان عندها عزة نفس وكرامة مستحملتش تقعد في البيت وابني اخدها على مصر، بـ حقدك وغلك خسرت اتنين روحي فيهم ودلوقتي مش هسمحلك تخسريني الباقي منهم.”
كانت بتسمع لكلام ابوها بلامبالاة فـ هو عاد القصة دي عليها اكتر من خمسين مرة ومن كتر زهقها وافقت بأول عريس يتقدملها علشان تخلص من لوم ابوها بس مقدرتش تخلص من حقدها اللي مبيخلصش..
“يا جدو بقولك شوفت ايوب خارج من اوضة نور من غير تيشرت والساعة تمانية الصبح إيه مبرر إنه يعمل كد وازاي اصلًا ده يحصل في وجودك؟؟”
حبت غادة تلعب على أوتار جدها بس نسيت إنها بتتعامل مع كبير قرية الصعيد مش مجرد واحد لا يفقه شيء عن التعامل مع الناس..
“وانتِ يابنت امبارح هتفهميني إيه اللي يحصل واللي ميحصلش؟؟”
زعق فيها وهي انتفضت من مكانها بتوتر:.
“مش قصدي يا جدو بس..”
“علشان فضولك يرتاح شوية يا رغد أيوب كان عند نور بـ موافقتي.”
رمى كلامه دفعة واحدة وهو بيراقب تغير ملامحها من التوتر للصدمة، فـ معنى كلامه إن الجد موافق على اللي بيحصل حتى لو مكنش مفهوم إيه اللي بيحصل، معنى كده جدها حابب ايوب يقرب أكتر من نور والنقطة دي مش في صالحها..
هتفت بأندفاع خلى الجد يرفع حاجبه على طريقتها الفظة:.
“يعني إيه الكلام ده ياجدو ما انتَ عارف إني بحب أيوب!!”
كانت بتتكلم وكأنه حق مكتسب وميحقش لحد يتدخل فيه، ضرب الجد بعصايته الارض بحدة:.
“وهو مبيحبكيش مش هنفرض عليه حاجة بالعافية.”
سخرت نسرين من كلام ابوها المتناقض:.
“بس تفرض عليه نور عادي؟؟”
“ايوب اللي اختار يكون جنب نور مش أنا، علشان كده الزموا حدكم طول ما انتو قاعدين هنا ومحدش يضايق نور مش عاجبكم الاحترام تقدري تسبقي جوزك على امريكا من تاني، وانتِ يا غادة تطلعي تتأسفي لـ خالتك وتبوسي راسها إحنا معندناش حد يقل من كبيره هنا مفهوم؟”
بصت غادة لأمها بأستنجاد بس نظرات الاخرى كانت بتدل على تفكير تاني علشان كده مثلت الانصياع وخرجوا من اوضة المكتب، هتفت نسرين بحقد:.
“والله لوريكم واحد واحد.”
اتكلمت غادة بتأفأف:.
“أنا مش هعتذر لحد!!”
لكزتها نسرين:.
“ياغبية لو عايزة ايوب ارضي أمه الأول.”
فكرت غادة في كلام مامتها قبل ما تسيبها وبصت بسرحان للأعلى حيث اوضة ايوب وهي بتتنهد بضيق من فكرة إنه مش بيبادلها نفس مشاعرها، بس غادة قررت تاخد ايوب بالعافية ومش هتسيبه.
الشخص المتملك أناني طالما الطرف التاني مبادلهوش يبقى اناني، هيفرض نفسه على غيره ويحاول يكسبه بكل الطرق الرخيصة علشان يبقى مالكه فقط لا غير..
وغادة مثال حي للتملك الأناني.
قعد ايوب في الجنينة واللابتوب على رجله بيتابع شغله، مش هينكر إن الحمل خف من عليه شوية ولكن الشغل مهما كان شغل مينفعش يتراكم..
قعد جنبه جده فـ ساب الجهاز مستني مبادرته بالحديث:.
“مكنش ينفع تمد إيدك على بنت يا أيوب ميصحش، انت راجل والرجالة مبتمدش ايديها على الستات، انا موجود وهربيهم بطريقتي وكويس إن محصلش أكتر من كده.”
كان هادي بيسمع جده وهو عارف إن كلامه صح، بس مش هينكر تزايد افكاره فـ أنه يعلقهم على باب القصر افيدلهم، حمحم بهدوء قبل ما يتكلم:.
“كلامك صح يا جدي بس توصل إن عيلة صغيرة تمد ايديها على امي ده اللي مش هسمح بيه وانها تخوض في شرف نور ده اللي مش هسكتله، في الآخر غادة بردو مش هتجيبها لـ بر!”
صمت الجد بعد نهاية كلام حفيده اكدله إنه بيتكلم صح، فـ لا غادة هتسكت ولا نسرين هتبطل افعالها وفي الآخر دول عياله ميقدرش يطردهم، واللي بيتعمل في نور مش قليل وهي حتة من روحه!
“والعمل يا ايوب؟”
سأله بـ حيرة على اثرها اخد ايوب نفسه:..
“مقدور عليهم يا جدي متشغلش بالك ونور محدش هيقربلها.”
طبطب على كتفه:.
“أنا قولت عليك بردو سيد الرجالة.”
فاجأهم صوت زين الساخر:
“توقعت هاجي الاقيكم ماسكين في بعض.”
ابتسم ايوب لصحة كلامه ولكزه الجد بعصايته فـ مثل التألم، رفع ايوب حاجبه:.
“هي رغد عدتك ولا إيه؟”
حط ايده على قلبه ولوهله تناسى قعدته معاهم بص الجد لأيوب بمكر وغمزله، شخط الجد في زين بصرامة مزيفة:.
“اتلم يولد مش ماليين عينك ولا إيه!”
اتأفأف زين من حركات جده الصبيانية بس قرر يشاكسه:.
“انتو ماليين عيني وهي مالية قلبي.”
ضحك أيوب على طريقته وهروبه من قدام جده اللي شاورله على رقبته بالـ قطع، رفع زين صوته علشان يسمعه:.
“والله لتجوزها ومش هتقدر تعمل الحركة دي تاني.”
كان جد في كلامه بأستثناء إن المرح غلف صوته، خبط في شخص وهو ماشي يغيظ جده، التفت وكانت نور..
رمش ببلاهه وهي وقفت متوترة:.
“في إيه يا زين؟”
زادت ابتسامته ومسكها من قفاها جرها لمكان جدها وايوب اللي بصوله بأستفهام وبتفحص لـيها، سابها فجأة:.
“القردة صحيت.”
“زيــن.”
كان صوت أيوب بينبه يبطل رخامة فـ بصله بقرف وسابه ومشي، يشبعوا شوية بيها وبعدين يرخم عليها براحته..
قربت نور منهم بتوتر وابتسملها الجد بيحاول يهدي من قلقها، شاورلها تيجي في حضنه فـ قربت منه وحضنته وعيون ايوب بتتابع الموقف بترقب:.
“أنا اسفة ياجدو على اللي حصل امبارح.”
كانت بتتكلم بأسف صادق، مبتعرفش تزييف مشاعرها وده اللي ايوب حافظه عنها عفويتها وتلقائيتها بتخرج من غير قصد،
واضـحـه.
لا اللف والدوران من شيمها زي بعض البنات ولا الغدر والكرهه من دمها…
كانت في نظرُه نـقـيـة!
“ده أنا اللي آسف يانور عين جدو على إني ضايقتك بكلامي امبارح، حقك عليا يا نور انتِ حبيبة قلبي يعني زعلك من زعلي، مكنش قصدي..”
كان هيكمل كلامه ولكن دفنت نفسها اكتر في عبايته الصعيدية التقيلة تحميها من برد الايام وقسوته، جدها كان ولازال الشخص الاهم ليها في الحياة..
كانت عيونه متبعاها من اول وقوفها مع زين لـ حد سكوتها مع جدها،
خفيفة في كلامها ووجودها، بتدي شعور بالراحة كأنها ماسكة زمام أمور هدوئه، بتتأسف على حاجة مش بإيدها، وبتلين قلب جدها بـ كلامها ونظراتها، ما لِيه حق عبدالسلام يحبها،
كان في حالة سُكر لدرجة انه منتبهش إنها قامت تحضر الفطار لما والدته ندهتها ولا لما خلصت كلامها مع جدها..
“نظراتك بتفضحك يابن إيهاب.”
قطع لحظته جده وهو بيبتسم على حفيده اللي بينكر نظراته اتجاهها:.
“أنت شكلك كبرت ياعُوبد.”
ضحك جده بصوت عالي التفت على اثره الموجودين حواليهم، استغرب ايوب من جده اللي قاله:.
“دي نفس كلمة أيوب لما قفشته بردو!”
لاحت ابتسامة خفيفة مراحتش اثرها من على وشه لـ تذكير جده إنه شبه خالُه، يعرف قصته هو وعائشة وبيسمع ليها من الكُل حتى خالُه نفسه قبل ما يموت كانت عائشة في حضنه وهما في المستشفى ومكنش مكسوف يحكي القصة من جديد..
ياترى القصة منها عاملة إزاي؟
هتبقى بتحكي بسعادة زيهم ولا الغُلب هيغلف نبرتها!
“هقولك نفس اللي قولته لأبني لانكم واحد، ولما انتَ متنيل على عينك بتحبها بتعاملها زفت ليه؟”
ربع ايده واتنهد بثقل، الكل بيلومه على طريقة تعامله معاها من اول جده لحد رغد بتلقيحها وايهاب بمؤامراته، ده حتى هي بسؤالها من ساعة ما كانوا في القاهرة..
“علشان أنا خايف ياجدي.”
رفع الجد حاجبه بأستفهام فـ كمل:.
“خايف افسدها بدلالي ليها، سايبكم كلكم تعملوا اللي عايزينه بس ده ميجيش نقطة في بحر دلالي اللي ممكن يتفتح ليها ووقتها مش هقدر ألومها لو فسدتها فـ ده اللي هحبه.”
كان غريب بـ كلامه قصاد جده بس معناه مفهوم بالنسبة لواحد عاش سبعة وسبعين سنة منساش في يوم مراته اللي سابته في نص الطريق مع عياله..
“بس نسيت الأهم يا أيوب…”
اخد نفسه وكمل تحت استماع حفيده:.
“نسيت إنك خايف تحطها في حياتك.”
دوامة دخلها لـ عقله بكلامه عنها،
دوامة عاشها بسببها..
“خايف فعلًا مش هكدب عليك يا جدي،
خايف تدخل حياتي واسيبها في نص الطريق
ابقى سببت ليها ازمة جديدة بدل ما احلها، أنا منفعش اكون معاها، ويمكن هي متتقبلنيش وقتها.”
جدُه الوحيد اللي كان فاهم مرارة اللي بيعيش فيه حفيده، لانه الوحيد اللي عارف سِره، وبسبب السر ده هو مش عارف يكون معاها، ومن الاول وهو متجاهل كل حاجة تخصها قصادها علشان ميدييش نفسه أمل زائف في إنها تتقبله..
بس دي نور!
“متحكمش عليها عرفها وشوف قرارها.”
“مش هكسر نفسي قصادها ياجدي، ومش هجبرها تكون معايا بسبب شفقة.”
طبطب على كتفه ودعاله بـ راحة البال وتيسير اموره معاها،
هو فاهم حفيده كويس، كان زي ابنه بالظبط بس الفرق إن أيوب ابنه مستحملش يضيع عائشة وأيوب حفيده مستعد يضيعها علشان هي متضيعش من نفسها..
اتجمعوا على سفرة الفطار وكانت نظرات نسرين لـ نور بقرف وغادة لـ ايوب بـ لوم بينما رغد قاعده ساكتة علشان ميزيدش الموقف سوء، حمحمت غادة بـ حزن:.
“أنا اسفة يا خالتو مكنش قصدي اضايقكك الصبح حقك عليا بس انتِ عارفة بردو أنا خوفت على نور من نظرات اللي بيشتغلوا هنا فـ..”
“غــادة.”
حذرها جدها بعد ما لاحظ نظرات نور بأستغراب، اتكلمت اسماء بهدوء:.
“حصل خير يا غادة.”
بصت نور لـ رغد بدهشه غمضت عيونها لثواني تأكدلها انها هتحكيلها ضربها زين من تحت التربيزة بصتله بغيظ، ابتسم هو على أثره..
كان الكل في حالة صمت محدش سأل نور عن أي حاجة حصلت امبارح وهي شكرتهم من جواها لانها مكانتش قادرة تتكلم وفي الحقيقة دي كانت اوامر جدهم ليهم..
خلصوا الفطار ونور طلعت مع رغد فوق اوضتها:.
“في إيه بقى؟”
كانت رغد هتبدء تحكي بس دخلت اسماء الاوضة فجأة وخضتهم، حطت رغد ايديها على قلبها:.
“حرام عليكِ يا سوسو انا قولت عبدالسلام طالع يقتلنا.”
قعدت اسماء جنبها ونور حضنتها، طبطبت على ضهرها بحنية مش قادرة تلاقيها في الوقت ده من مامتها واسماء بتحاول تديهولها، مازالت بتندم إنها معبرتش عن حبها لأهلها بالشكل الصح وعيشتهم جوا قلبها زي ما كانت بتتمنى بس مين يرجعهم تاني وهي تديهم عيونها كمان!
“عارفة مين فضل سهران معاكِ طول الليل؟”
“يا انتِ يا رغد ما اكيد مش عمتو نسرين.”
بصت رغد لـ اسماء تحثها تكمل فـ نفت:.
“لأ، أيوب.”
قامت من حجرها بـ صدمة:.
“ابن الموكوسة؟”
ضربتها اسماء على راسها اتألمت واستوعبت كلامها تحت ضحكات رغد:.
“هو ياختي.”
ابتسمت نور وكانت دي اول مرة تبتسم فيها من ساعة ما صحيت، عيون عمتها شملتها بـ دفئ وحضنتها من تاني:.
“بس يمكن هو عمل كده علشان أنا زي اختُه ياسوسو، أو امر من جدو اكيد معملش كده من نفسه يعني!”
نفت للمرة التانية تحت صدمة نور اللي مش مصدقة هل أيوب فعلًا عمل كده لأجلها..
“جدك خرجنا كلنا من الاوضة وهو الوحيد اللي مرضاش يخرج وانتِ عارفة ايوب محدش بيمشيه على كلمة ده ابني سافل ومش متربي بس أول مرة عدم تربيته تجيب فايدة.”
ضحكت بقوة على حديثها وشاركتها رغد حضنتهم عمتها من جديد، وكأنها بتعوض عدم خلفتها للبنات في حبها ليهم هما بالذات، وكأن ربنا رزقها بنتين من الجنة يعوضوها عن كرهه اختها الاولى ليها والتانية اللي سيباها دايمًا ومسافرة، ربنا عوضها بيهم هما الاتنين..
“هي دي علامة ياسوسو؟”
ضحكت اسماء على حب بنت أخوها لابنها اللي مبيحسش:.
“جايز ياقلب سوسو.”
لكزتها رغد بأستخفاف:.
“واقعة يابت يانور.”
غمزتلها نور بسخرية:.
“ملكيش دعوة انتِ ياورق الشجر.”
اتحول مزاجها فجأة وهي بتبعدهم عنها:.
“طب يلا ياختي منك ليها علشان تلحقوا تروحوا الملجأ.”
قاموا بسرعة يجهزوا قبل ما اسماء تنكد عليهم،
كل واحده فيهم راحت اوضتها بحال مختلف، فـ نور كانت بتفكر
تشكر أيوب على موقفه دلوقتي بس قررت تشكره لما ترجع، ورغد اللي الابتسامة مفارقتش وشها بسبب رسالة زين ليها..
بعد وقت وصلوا الملجأ وكان بيعم بالأطفال منهم اللي قاعد يذاكر واللي بيلعب واللي نايم، أول ما شافوا نور صرخوا بـ فرحة:.
“نور جت، نور جتت!!”
الكل اتجمع على نور ورغد وقفت ورا مع زين تتابع الموقف:.
“محبوبة من طوب الأرض إزاي بقى الحربايتين اللي في البيت دول مش بيحبوها.”
كتم ضحكته من كلامها اللي مبيفشلش يرسم الضحكة على وشه:.
“لسانك ده عايز قطعه.”
حطت ايديها في وسطها بغيظ:.
“عايز إيه ياعنيا؟”
قرب منها بخبث:.
“اكلهُ، عايز اكلهُ يا ورق الشجر.”
بصتله بقرف وسابته ولوهله بطنها وجعتها من شعور الخجل اللي اعتراها من كلامه، عايز يتربىٰ زي أيوب ولازم تقول لـ اسماء عليه، لاحظت تجمع الاطفال حواليها فـ تركت افكارها وقررت تعيش يوم من السعادة معاهم..
كان زين واقف بيراقبهم، اتنين اخوات فرقتهم الحياة وكل واحدة فيهم ليها قصة مختلفة بس الاتنين بيكملوا بعض.. وهو محظوظ بوجودهم في وحدته..
انقضى يومهم وسط ضحك وهزار واستماعهم لقصص الاطفال طول الفترة دي، وحكتلهم هي بعض من ايامها وكانوا منصتين ليها، وزعت عليهم الهدايا وكان وقت رحيلهم.
“المهم إنكم اتبسطتوا.”
هزوا راسهم ودخلوا القصر من جديد وموقفوش كلام عن اليوم إلا لما وصلهم صوت جدهم الهادي وايوب واقف قصاده ببرود..
“معندناش بنات للجواز.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هل فزت بأيوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى