روايات

رواية هل فزت بأيوب الفصل الثامن 8 بقلم روان صقر

رواية هل فزت بأيوب الفصل الثامن 8 بقلم روان صقر

رواية هل فزت بأيوب الجزء الثامن

رواية هل فزت بأيوب البارت الثامن

هل فزت بأيوب
هل فزت بأيوب

رواية هل فزت بأيوب الحلقة الثامنة

*8*
“معندناش بنات للجواز.”
“هو مره انتَ ومرة حفيدك!”
تأهب أيوب إنه يتدخل في الحديث ولكن جده وقفه بكلامه:.
“يابني نور مخطوبة وإن كنت ضارب مشوار من القاهرة لـحد هنا فـ إحنا قدمنالك واجب الضيافة لحد دلوقتي وانتَ فاهم وانا فاهم.”
تدخلت نور بأستغراب:.
“هو في إيه ياجدو ومحمد جاي ليه هو في مشكلة في الشركة؟”
بصلها محمد زميلها بـ تفكير:.
“ماهي مش لابسة دبلة أهي ياحج.”
زفر أيوب بـعدم صبر فـ إن كان أيوب هادي وبيصبر للآخر فـ لحد اللحظة دي هو تخيل كل أنواع الطرد اللي ممكن تتقدمله على طبق من دهب..
“اصلنا عاملينها عائلية ولسه ملبسناش الدبل، وصله يا زين.”
شاور الجد لـ زين اللي واقف بيتابع الحوار هو ورغد بعدم فهم ولكن مع اشارة جده اتحرك يوصل محمد اللي كان باين عليه معالم الاستياء من طريقة جدها ليه، فـ هو نسخة كبيرة من أيوب..
من فترة أيوب طرده من قصاد بيتها ودلوقتي جده، وهما فعلًا ميتفرقوش عن بعض وبسبب طريقة أيوب المتحكمة في كل حاجة كان زمانه قاطع طُرق كتير للوصول لـ نور بس هو واقفله زي العقبة.
“ممكن بقى افهم في إيه ياجدو محمد كان هنا بيعمل إيه وجواز إيه اللي بيتكلم عنه ومين ده اللي مخطوباله؟”
كانت بتكلم جدها بتساؤل قابله هو بـ حيرة فـ مهمًا كان كلامه خرج وقت ما حب يقوله بس واضح أنه هيكون في صالحه المرة دي، بص لـ ايوب اللي منعه بـ عينه يتكلم بس الجد ابتسم بـ خبث خلى ايوب يقبض على ايده بغضب من حركات جده الطفولية..
“مفيش يانور ده محمد جاي يطلب ايدك بس علشان أنا عارف إنه بايظ وبتاع بنات ومش جد فـ رفضت بس رفضي الاولاني كان بسبب إن في حد فعلًا متقدملك وبصراحة هو مناسب كليًا ليكِ.”
قلبها اترعش وبصت لـ ايوب ينجدها ولكن هو اولى إن حد ينقذه من حركات جده، لقت زين بيقرب منهم ومتابع الحوار هو ورغد زي النسانيس..
زفر الجد ورمىٰ كلامه اللي دهش كل من أيوب ونور:.
“محمد الجندي طلب ايدك مني.”
قوست عيونها بـ عدم ادراك فـ هو لحق يشوفها علشان يتقدم؟
بينما ايوب كتم لسانه بغيظ فـ هو فكر جده هيلبسه في الجواز بس طلع اسوء من كده واللي حذر نور منه بخوف حصل..
صقفت رغد بسخرية:.
“ده يوم تقديم محمدات ولا إيه.”
بصلها الجد ولاوعها:.
“بس يا أم لسان طويل.”
اتأفأفت لما زين كتم ضحكاته عليها، بصتله بقرف قابله هو بـ رفع حاجبه ببرود وواضح إن ايوب أثر عليه..
“بس أنا مش موافقة يا جدو.”
قرب منها عبدالسلام بحنية:.
“ليه بس يا حبيبة جدو ده ولد مناسب جدًا واخلاقه كويسه.”
رفع ايوب حاجبه بـ ببرود فـ هل جده بيحاول يقنعها تتجوز وهو لسه كان معاه الصبح وبيقنعه ياخد خطوة، سخر جواه من ايامه اللي ماشيه عكسه، بس كان فضول إنه يعرف رأيها،
ارتفعت ابتسامة خفيفة على محياه لما نطقت بهدوء وتوتر وهي بتحاول تتهرب من السيرة كلها، بصتله ورجعت بصت لجدها بتفكير:.
“علشان قلبي مش رايده يا جدي.”
مسك الجد كفها بـلطف:.
“وقلبك رايد مين يا نور عين جدك؟”
تاهت بـ عيونها لـ وقفته قصادها ونظراته الخاوية من أي ذرة مشاعر، وغصب عنها قلبها وجعها من الفكرة، إنها بتحب حد مش عايزها..
“اللي عايزاه مستحيل يفكر فيا يا جدي.”
سابتهم ومشيت وسط نظرات رغد المشفقة على حال بنت خالها، وزين اللي شعر بالضيق من أيوب وغباءه، والجد ابتسم لما وصل لمبتغاه،
وكانت نظرات الأخير هي المبتغى لـ جده.
“أنا طالع أنام.”
بصتله رغد بقرف:.
“لأ غبي بجد.”
أيوب بحدة:.
“مين؟”
ابتسمت بسماجة:.
“اللي مرايدش نور يا بوب.”
سابها واتحرك من مكانه لـ جوا زفر زين من تصرفات ابن عمه اليائسة، فـ حتى محاولات إنهم يخلوه غيران أو يتقدم خطوة..فشلوا فيها.
“وبعدين يا جدو؟”
رفع عبدالسلام وشه للسماء تحت نظرات احفاده:.
“ولا قبلين يا زين هيندم.”
“طب ما حد يديله قلمين يفوقوه.”
سخر زين منها:.
طب ماهو كان قدامك اهو مخدتيش الخطوة دي ليه بقى؟”
مثلت الانشغال بالموبايل وهي ماشية:.
“مش سمعاك من الدي جي.”
ضحك على حركاتها وشاركه جده:.
“هتجوزهالي امتى بقى أنا تعبت يعني لا اللي ييجي صريح ودغري عاجب ولا اللي يكتم وميعبرش عاجب عايز من احفادك إيه ياعُوبد.”
ضربه بعصايته بصرامة:.
“عايزهم يتأدبوا.”
اتكلم زين بحنق:.
“بقولك إيه ياجدي اديني بقولك من قبلها أهو لو مكلمتش امها وابوها ينزلوا أنا هكتب عليها واخطفها وابقوا قابلوني لو لقيتوها.”
اتحرك من مكانه بنفاذ صبر، نفسه يتجمع يوم معاها بدون قيود ويشعر إنها فعلًا مِلك ليه اسم ومسمى مش مجرد كلام بيتقال، وهو لحد اللحظة دي عامل احترام لـ اهلها ولكن كبيرُه مش اهلها بل جدها علشان كده لازم يضغط عليه شوية،
ضرب الجد كف بكف من افعال أحفاده، واحد دماغه ضاربة والتاني عقله لاغيه، شاف يونس بيتمشى في الجنينة شاورله وقرب منه..
“بتتمشى لوحدك ليه؟”
رفع كتفه بلامبالاة:.
“ابدًا حبيت اشم نفسي، الجو جوا خنقة وانا ما صدقت أنزل من برا علشان اعيش بـ حرية هنا ولكن الواضح إن تقيدي هيفضل في مل مكان وهفضل جوا سجن اخرته هموم بالكوم.”
“عارف يا يونس زمان لما كنت بشوفك قاعد في الجنينة لوحدك ومبتحبش تقعد في التجمعات كنت بقول الواد ده فيه حاجة، ورغم إن الكل كان بيحتج على تصرفاتك إلا إني كنت بقفلهم واقولهم سيبوه هو محتاج يريح،
دوشة يومك بـ تخليك قاعد لا عايز تكلم حد ولا حد يكلمك، فـ ما بالك لو الدوشة دي هي اللي عايشة معاك، محدش فينا بيختار هو عايز يعيش حياته إزاي أو مين أهله أو ظروفه هتكون إزاي،
ولا هي ورقة وقلم وبتخط فيها مستقبلك إيه، إحنا بنتولد مكتوبلنا قدرنا يا نصبر ونحتسب ووقتها ربنا هيرزقنا ويريح بالنا يأما نحتج ووقتها هنخسر كتير، انتَ شايل جبل وهموم فوق كتفك من أول وجودك في بيت اسرته طبيعتها النفسية بايظة لحد محاولتك إنك تتأقلم وتقدم حياتك شوية عن الباقي، بس انتَ مش كده انتَ عيل خسارة فيهم، واحد بيحاول لأجلهم وهما بس شايفين إنك لازم تسمع ولازم تحل وتكون معاهم ولما تعوز تريح مش هيدوك فرصتك ماهي دي أنانية يابني، بس أنا عايزك كل ما تتعب تقول يارب..افتكر إن معاك رب عمره ما هيسيبك لوحدك ابدًا، واخواتك هنا في ضهرك وانا هفضل سندك يابني.”
راحة نفسية اجتاحت يونس فـ بالأخير رغم هروبه من مشاكله الا إن جده الوحيد اللي بيحس بالألم اللي عايش فيه، وكلامه مع جده خلاه اهدىٰ،
يمكن دي فايدة من فوايد إن يبقى ليك جد كبير مقامه وعقله، هيقدر يكونلك صاحب واب وجد في نفس واحد..
“تعبت يا جدي، ومرارة الأيام مبتروحش لا بـ معلقة عسل ولا شوية سكر في الشاي.”
“بس بتروح بـ سجدة لربنا.”
أكد كلامه ومسك ايده يـوصله لحد اوضته فـ النهاردة انتهى يوم عبدالسلام كـ جد لِيه حكمة في كل كلامه، واب مصاحب عياله، وصاحب فـاهم دماغهم..
دخل أيوب اوضته وحاول يشتغل شوية بس تفكيره لسه في كلامها، القلب رايد والتاني مش بيفكر فيها، أي متخلف ده اللي مش بيفكر فيها،
آه لو تعرف هي مستحوذة على تفكيره كل ثانية إزاي،
اتنهد بضيق يجتاحه وحس لوهلة بدوران ملازمه..
“تهبي يا رياح الحياة، دايمًا بما لا اشتهي
واللي السنين مقدماه، غير اللي قولت نفسي فيه
يلاقي قلبي فين دواه، واللي اذاه اقرب ما ليه
ده جرح بيعلم،
وصعب تسكن الآلام
واخرج من اللي فات سليم
وصعب لما اروح أنام
مفضلش اراجع القديم
طلع مكلف العلام، وخدت درس في الصميم
ولسه بتعلم!”
سمع صوتها كالعادة بينتشله من دوامة افكاره وبيسكن هدوئه، خرج للبلكونة ولقاها واقفة بتدندن بـ هدوء،
ورغم إنها أكتر حد صاخب شافه في حياته
إلا إنه بيقسم إن الهدوء اتخلق لاجلها في الاوقات اللي بتغني فيها..
“كل شوية حزن جديد؟”
سألها فـ التفت ليه بخضة من وجوده، متوقعتش إنه يقف في الوقت ده في البلكونة يشوف هذيانها بـ مشاعر بتخرج على هيئة ألحان، ابتسمت بلامبالاة..
“قولتلك غاوية وجع قلب ولا وجع القلب اللي غاويني؟”
لاحت على ملامحه ابتسامة خفيفة هي سببها كالعادة، حط ايده تحت دقنه بـ تفكير هو عارف اجابته من قبل ما تسأل..
“كل حاجة غاوياكِ.”
كانت عايزه تقوله إنها مش عايزة أي حاجة من اللي غاوياها وبالنسبالها هو كل حاجة، بس فضلت الصمت على إنها تهين كرامتها مع شخص مش حاسس حتى بـ مشاعرها في رجفة ايديها وهو واقف قصادها..
“اطلبيني شي،،
أمريني بشيء،،
لو تبين الروح، أنا لاجلك حي..”
كانت كلامته تنساب من بين شفايفه وكأنها بلسم للروح، صدمة الجمتها من حديثه هل هو مهتم بـ نوع النصوص اللي زي دي، ولا يقصد يقولها ليها هي بالذات..رسخ عقلها كلماته مع تفكيرها..
_هناك عينان لا أريد سواهم، تركتني يومًا وقالت أن لنا عودة ولقاء، انتظرتها كثيرًا حتى بات انتظار اللقاء مُمل، وحين اتاني..
نفض القلب حديث العقل وقبّل تلك العينان بـدفئ وحنان، تناسى غصبه وعصاه فؤاده لـ يستقبل الغائب بـ ذراعان مفتوحتان يضمُه بين ضلوعه، وكأن هذا اللقاء كُتب لهم منذ زمن..لقاء الروح.
“انتَ حبيت غادة؟”
تساءلت وتجاهلت حديثه رغم إن قلبها كان بيطبل على دفوف الخوف والخجل منه، بس المرة دي مقدرتش تسكت، حست انه لازم يكون في سبب يقفلها منه علشان تبعد وتقسى وغصب عنها قلبها المغفل لسه بيحبه وبيحنله..
ابتسم والمرة دي متزالتش، قاصد يوترها..
“لأ.”
راحة تسلست لـ قلبها بس فضولها ممنعهاش تسأله بغيظ اكبر:.
“هو إيه اللي لأ، فين التفاصيل آمال وداني دي سمعت إيه كلام من الحيطة يعني ولا إيه؟”,
فتح عيونه ببراءة صدمتها:.
“إيه ده يا نور انتِ بتسمعي من الحيطة!”
عضت على شفايفها بغيظ:.
“أنت هتستعبط.”
“إيه؟؟؟”
ابتسمت هي المرة دي ببراءه خوفًا منه:.
“إيه!”
رفع حاجبه بمكر:.
“انتِ هتستعبطي؟”
ثواني..
وانفجر الاتنين ضحك على طريقتهم، وكل واحد تاه في التاني،
مشاعر غريبة ميقدروش يعترفوا بيها وعزة نفسهم مسيرها تخسرهم بعض..
“متحبهاش يا أيوب.”
رمقته بـ نظرات توسل صادقة أكتر من كونها غيورة، فـ كملت بهدوء وهي حاطة ايديها على خدها ورفعت راسها للسماء:.
“متحبهاش علشان هي متستاهلش قلبك، وانتَ تستاهل حد غيرها قلبه ميبقاش مليان كُره.”
كان تفكيرها بيدور فـ إن حتى لو مش هي اللي هيعوزها قلبُه يبقى ميختارش غلط..
وهو تفكيره نبهُه إن هو اصلًا مش شايف أي واحدة غيرها، هيحب غادة!!
وتيجي إيه غادة جنبها..
“عمري ما بصتلها بنظرة تانية غير بنت خالتي، حتى مكانة زي مكانة رغد أم لسان طويل هي مستحيل توصلها، فرق مقامات وانا بحب احط لكل واحد مكانته اللي يستحقها.”
ابتسمت على أثر حديثه والراحة تخللت قلبها، اتكلمت بـ مراوغه:.
“وياترىٰ مكانتي إيه؟”
“محتاجك تشوفيها بـ نفسك.”
سابها ودخل اوضته،
كان قصده ماكر وهي فهمته بشكل عكسي،
خرجت من البلكونة وقررت تنام فـ واضح إن مهدئ امبارح مأثر على دماغها حبتين!
الصبح..
“ها يا ماما كلمتي يونس؟”
بصتلها نسرين بعدم صبر:.
“كفاية زن قولتلك اخوكي مستحيل يعمل كده!”
اتأفأفت غادة بضيق:.
“مستحيل ليه يا ماما فيها إيه لما يعرض على ايوب إنه يخرجني ووقتها انا هحاول معاه تاني!”
لكزتها بحدة:.
“اخوكي مستحيل يعمل حاجة زي كده إحنا هنا في الصعيد مش امريكا ياحبيبتي.”
كان تفكير والدتها صح، يونس صابر على افعال اخته بس لو جاب آخره هيربيها من أول وجديد وهي مش هتقدر تستحمل..
“ايوب!”
لمحت غادة ايوب خارج فـ سابت مامتها وقامت من مكانها، وصلت لحد عنده واتكلمت برقة:.
“ممكن تقعد معايا شوية؟”
رفع حاجبه بـبرود:.
“واقعد معاكي ليه؟”
كلامه كان لاذع وطريقته حادة، تداركت نفسها بأحراج:.
“يعني نتكلم شوية.”
ربع ايده بـ صبر:.
“بصي يا غادة نهاية الحوار أنا مش هينفع أحبك ولا ادخل معاكي في علاقة حب زي بتوع امريكا، أنا راجل شرقي وفي واحدة اصلًا في حياتي وانا بحترم مشاعرها ومش عايز اضايقها فـ من فضلك شوفي حياتك ومستقبلك وفكري إنك سايبة واحد متعذب بسبب حبه ليكي، فكري قبل ما تخسري تاني.”
سابها ومشي بـهدوء وكأنه مجرحش كبريائها كـ انثى قصاده، شعرت بالاهانة تجتاحها وبالضيق من فكرة إن “إياد ابن عمتها” لسه بيحبها ومعذب نفسه بيها،
حست بنفس شعوره لما رفضته من سنين، قلبها واجعها من بذلها لـ مجهود في علاقة هي عايزاها بس مش ليها، نزلت دموعها بصمت وطلعت اوضتها من غير أي كلمة..
قابلها يونس في طريقها:.
“في إيه مالك؟”
حاولت تداري دموعها عنه بس خانتها من تاني وكلماته بتتردد على مسامعها، حضنها يونس بهدوء وحاول يفهم في إيه بس كان ردها هو الصمت مصحوب بـ بكاء..
دخلت رغد على اسماء ونور ووشها ضارب ألوان، مسكتها اسماء من ايديها بقلة صبر:.
“في إيه يامجنونة؟”
وزعت نظارتها بين نور وبينها واتكلمت بتوتر:.
“ايوب بيحب واحدة.”
ضحكت نور بلاوعي:.
” هيهي إلبسس.”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هل فزت بأيوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!