روايات

رواية هل فزت بأيوب الفصل الثالث 3 بقلم روان صقر

رواية هل فزت بأيوب الفصل الثالث 3 بقلم روان صقر

رواية هل فزت بأيوب الجزء الثالث

رواية هل فزت بأيوب البارت الثالث

رواية هل فزت بأيوب الحلقة الثالثة

“هو انتَ مبتحبنيش ليه يا أيوب؟”
سألت بسرعة من غير ما تعرف عواقب تسرعها الدائم إيه، محستش بغلطتها إلا لما وقف أيوب بلا تعابير قصادها، اتنحنحت بتوتر مصححة كلماتها:.
“أقصد ليه مصمم تتعامل معايا بالطريقة دي هل انتَ بتكرهني علشان جيتو من بيت جدو تعيشوا في القاهرة علشان أنا هنا لوحدي وخليتك تسيب هناك؟”
واخيرًا قرر يبعد بنظراته المثبتة عليها ويجاوب فضولها بقليل من اللي يرضيه:.
“مفيش الكلام ده انتِ زي اختي الصغيرة ومسؤولة مني كأخ كبير ووجودنا في القاهرة فـ ده علشان بابا يتابع الشغل شوية من بعد اللي حصل.”
كانت ضربتين قاضية ليها..
الأول اعترافه بأنه مش شايفها غير مجرد أخت
والتاني تذكيرها بأن وجودهم ماهو إلا لمتابعة العمل.
ابتسمت بوهن وراه حزن كبير، ضغطت على ايديها وزاغت عيونها عن كل شيء، كأنه مصمم يوريها طُرق تقسي قلبها عليه والمغفل مش قادر!
“طب كويس وانتَ كمان اخويا وانا بعزك، مش يلا علشان منتأخرش على جدو؟”
حرك رأسه بتأكيد وسيبنا الشركة متجهين للبيت، اخدت شنطتها وابتدت الرحلة لـ عودتها إلى ركنها المفضل..همست بينها وبين نفسها:.
“كان يـعـز عليا أقول إنه هو المُـفضل ليا بس الحنان الزايد بـيـولد الأسـية.”
كانت الرحلة صامتة فيها بعض المناقشات عن الشغل واللي كانوا بيتبادلوا الردود المختصرة حول أمور الشغل،
بعد وقت نور حست بالبرد وريحة السجائر خنقتها كحت بضيق فـ هي اتحملت دُخان لحد دلوقتي تكاد تقسم أكثر من عشرين سيجارة!
“كان ممكن تقولي إنك مضايقة من السجائر.”
صوت ايوب ببحتة العميقة اثارت مشاعرها الصامتة من تاني، نفت برأسها بتحاول تمنع مشاعرها من الظهور قصاده خاصةً بعد ما اكدلها أنهم اخوات ولكن يبدو إن أيوب فهم النفي غلط..
“متكابريش.”
قفلت الشباك ومسكت غطاء بتجيبه في سفرها وغمغمت من تحته وكأنها قاصدة متختلطش معاه في حديث يوجع قلبها من تاني..
“أنا محتاجة أنام شوية ولو مش هزعجكك ممكن توقف سجاير لحد ما اصحىٰ؟”
كانت بتجاهد تطلع صوتها من غير الغصة اللي احتلت حنجرتها بعد ما حديثه في المكتب اتعاد قدامها تاني، وهو رمىٰ السجائر من الشباك وقفله يمنع البرد من إنه يدخلها.
بعد وقت نامت نور واتأكد لما انفاسها انتظمت عن الأول، اتنهد بضيق وبصلها لثواني كانت متخذه وضع الجنين لافة الغطاء حواليها وراسها مايلة،
مد ايده للكنبة وخرج وسادة قطنية سندها عليها، حركت رموشها براحة وهو كما سواقة وقرر ميصحهاش إلا لما يوصلوا.
في قصر عبدالسلام.
“ها يا زين زمانهم على وصول؟”
اتكلم الجد بلهفة طفل مستني مامته ترجع من السفر، ابتسم زين بسخرية على طريقة جده اللي لاحظ ضحكته ولكزه في كتفه:.
“يا جدي ده انتَ معملتش كده لما ابن أخوك وبنتك جُم!”
رماه بنظرة فهمها زين على الفور فـ تراجع عن سخريته لما كمل جدُه كلام:.
“أعز الولد ولد الولد.”
ضحك زين ورفع حاجبه لجده لما لقىٰ رغد مقربة منهم وبتتكلم بغيظ عفوي:.
“آه بس ده مع أيوب ونور بس مش كده ياجدو.”
ضحك الجد وحضنها بعد ما سلمت عليه وبصت لزين بقرف وده خلاه يرفع حاجبه بدهشه من جنونها اللامتناهي فـ هي صاحبة المزاجات المختلفة..
“كلكم عندي زي بعض وغلاوتكم من غلاوة بعض.”
ضحكت وهي ماسكه ايده بهدوء ولكن غيظها مش هيهدىٰ إلا لما تسمع اللي يرضيها:.
“وغلاوة نور تزيد حبتين!”
كان هيرد ردُه المحفوظ بأن نور اللي بتنور طريقة ورغد هي اللي بتملي الأرض رفاهيه ونعم بس سبقه حد بمكر:.
“مالك ومال نور انا جبت سيرتك دلوقتي؟”
التفت الكل للباب الواسع وشافوا نور واقفة مكتفة نفسها بغطاها المفضل، هرول الجد بسرعة ناحية الباب يحضنها وابتسمت رغد بسخرية من جدها:..
“لأ وغلاوة نور كلكم عندي زي بعض!”
مقدرش زين المرة دي يكتم ضحكته وانتشرت في المكان تزامنًا مع دخول أيوب وهو ماسك الشنطتين وراها ابتسم بخبث وقرب عليه يحضنه:.
“اخرتها شيال!”
لكزه في جنبه وهو عارف غرضه من الحضن إنه يهمسله بشيء يعصبه ولكن أيوب اذكىٰ من انه يتهزق من جده بدري كده!
“وحشتني أوي يا عُوبد!”
كان جدها حاططها تحت دراعه بحنان وشوق لرؤية نوره، وهي بترويله شوقه بـ وجودها وكلامها اللي وحشه، قربت منها رغد وحضنتها زي جدها ابتسمت نور بفرحة لأنها اخيرًا اجتمعت مع رغد من جديد..
“كل دي غيبة يابنت أيوب؟”
“قولها ياجدو ده شكل القاهرة سرقاها مننا ده حتى مبتردش عليا.”
“بتتكلمي جد يارغد؟”
اومات رغد “جد الجد ياحج.”
بصلها الجد بذهول قابلته بنظرة بريئة قبل ما ترمي نظرها للي واقف بيتابع الموقف بعيون باردة اثارت الحزن من جديد ولكن اخفته بسرعة وهو في ايده سيجارته غير مبالي بشيء:.
“ده أيوب هو اللي مانعني وقت الشغل أرد والله ياعُوبد حتى اسألها اول ما بروح بكلمها.”
رفع أيوب حاجبه ببرود بينما زين متابع الموقف بأستمتاع وكأنه في سينما وده مشهده المفضل، قرب الجد من ايوب واخيرًا انتبهله:.
“الكلام ده حقيقي يا أيوب؟”
رمىٰ السيجارة من ايده وارتفعت ابتسامة ساخرة قبل ما يرد على جده:.
“وانت كمان وحشتني ياجدو.”
كتم زين ضحكته فـ ها هو لقاء الجبابرة الحج عبدالسلام بنظراته المنصرمة وايوب بنظراته الساخرة تُرى من سيفوز؟
“ولسانك الطويل وحشني كمان يابن إيهاب.”
زفروا انفاسهم المكتومة بعد ما حضن الجد أيوب وطبطب عليه وامرهم الجد بالراحة علشان قدامهم يوم طويل، ونور مبطلتش كلام عن اشتياقها للبيت.
طلعت بسرعة اوضتها في القصر ولبست من هدومها اللي جدها جابهالها علشان متشيلش هم شنط في طريقها، ابتسمت اكتر لما لقت كل حاجة محتاجاها محطوطة قدامها وكأن جدها قاصد يفكرها بأن لو الكل بعد هو موجود.
خبط الباب ودخلت عمتها تسلم عليها وتطمن إذا كانت محتاجة حاجة وبعد ما طمنتها نور مسكت شعرها تضفره زي ما كانت عائشة بتعمل زمان..
“مش هتقوليلي مالك؟”
سألتها بقلق من حالتها الهادية ودي مش طبيعة بنت أخوها لما تيجي هنا، ابتسمت نوؤ بقلة حيلة وهي بتحكيلها اللي حصل بينهم، وبعد ما انتهت شدت عمتها على الضفيرة بغيظ من حركاتها المتسرعة، اتأوهت نور بوجع:.
“إيه يا سوسو ده ابنك هو اللي غلطان حتى!”
انفجرت اسماء بغيظ من كلماتها الاخيرة:.
“يابنت المدلوقة مش قولتلك اركزي واتقلي وانتِ رايحة تقوليله مش بتحبني ليه؟؟؟ ده ناقص تقوليله أنا بحبك!!”
بلعت ريقها بتوتر من كلام عمتها وحاولت تبرر:.
“اعمل إيه بقى قولت اللي قولته وهو حلوف مش حاسس!”
قامت نور وقعدت جنبها بعد ما خلصت تسريح شعرها، فكرت عمتها بعمق وده قلق نور أكتر فـ نظرات عمتها لا تبشر بالخير إطلاقًا..
“أنا عندي حل.”
قربت منها بتلهف:.
“الحقيني بيه يا سوسو ده بنات البلد كلها هتموت عليه!”
قربت منها عمتها وسردت بالتفصيل اللي ممكن نور تعمله ومع كل كلمة اسماء بتقولها نور عيونها بتتوسع اكتر لحد ما هتفت من جنون عمتها:.
“أنا مـسـتــحـيل اعمل كده!!”
بلعت ريقها برعب قبل ما تكمل بخوف..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هل فزت بأيوب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى