روايات

رواية نهج الغرام الفصل الأول 1 بقلم داليا أحمد

رواية نهج الغرام الفصل الأول 1 بقلم داليا أحمد

رواية نهج الغرام الجزء الأول

رواية نهج الغرام البارت الأول

رواية نهج الغرام الحلقة الأولى

انتبهت على صوت الطيار يعلن عن استعداد الطائرة للهبوط بمطار القاهرة، كانت تبدو في قمة تألقها وحماسها ونشاطها، وكأنها تريد أن تقفز من الطائرة قفزًا، فهي لم تأتِ لبلدها منذ اثنى عشر عامًا وها هي في الخامسة عشر من عمرها الآن، شعرت أنها اشتاقت لبلدها حقًا.

بدأ الكل يستعد لمغادرة الطائرة.. ثم تحرك صف الركاب ببطءٍ.. البعض يشتاق للقاء أحبته على عجلٍ ..حتى غادروا الطائرة واستقلوا الحافلة التي تنقلهم إلى أرض المطار لاستلام حقائبهم والانتهاء من إجراءات وصولهم.

دلفت إلى قاعة الاستقبال بعد أن أنهت إجراءات وصولها لبلدها، وبعد انتظار أكثر من ربع ساعة في صالة الانتظار الكبيرة، في انتظار عمها الذي أتى ليأخذها، تقدم منها عندما وجدها، كان يبدو في بداية العقد الرابع من عمره، بذلك الشعر البني، وعينيه البنية الفاتحة.

-بيلار

همس الرجل فور رؤيته لابنة أخيه التي تنظر إليه بشرودٍ وكأنها تتخيله، بينما خانه الدمع فانساب على خده وهو يعانقها بحنان.

ردت بابتسامةٍ وهي تقبل وجنته :
-ازيك يا عمو

شكري بنبرة حانية :
-ازيك أنتِ يا حبيبتي…نورتي مصر والدنيا كلها

بيلار برقة:
-منورة بك يا عمو

شكري بسعادة:
-مش مصدق إنك أخيراً وافقتي تعيشي في مصر

-بصراحة ميرا ومعتز اقنعوني ومعتز اقنع مامي وهي وافقت بشرط ان انا ارجعلها في الأجازة ووقت الدراسة اكون موجودة في مصر

سألها بإستغراب:
-هو معتز بيتواصل معاكم؟

ابتسمت له بنعومة:
-هو مسابناش خالص من وقت وفاة بابا ولما كان بيسافر أمريكا عشان شغله كان بيجيلنا

اومأ عمها بإيجاب:
-ااه..هو معتز جدع وراجل فعلا..يلا بقى عشان ميرا ومرات عمك مستنيين يشوفوكي بفارغ الصبر

صاحت الفتاة بشوقٍ :
-انا كمان نفسي اشوفهم أوي
______
وصلت سيارة شكري إلى المنزل الخاص به.

دلفت بيلار خلف عمها إلى المنزل وتركها وهو ينادي زوجته لكي ترى ابنة اخيه، قاطع شرود الفتاة صوت زوجة عمها وهي تقترب منها قائلةً بترحيب:
-بيلار حبيبتي..

ردت بخجل:
-طنط امل ازيك

ابتسمت امل زوجة عمها ثم سحبتها بين ذراعيها تعانقها وهي تربت على ظهرها قائلة بإعجاب:
– ازيك انتي حبيبتي.. ايه القمر ده ماشاء الله.. انتي احلى من الصور كمان

ابتسمت بخجل .. لتسألها بفضول :
– حبيبتي يا طنط..اومال فين ميرا؟

-ميرا راحت الكلية وزمانها جاية..تعالي اوريكي اوضتك اللي هتقعدي فيها وهخلي حد يطلع الشنط

لتسحبها من يدها بحماسٍ وهي تأخذها إلى الغرفة التي خصصها لها عمها لكي تقيم فيها.

بعد مرور مدة قصيرة.
بدأت بيلار في ترتيب أغراضها الكثيرة، حتى اقتحمت ميرا الغرفة بضجةٍ ممزوجةٍ بالمرح وهي تضم بيلار بين ذراعيها قائلة :
-مش مصدقة انك نزلتي مصر اخيرا..ومعايا في بيت واحد..ده بجد!

ضحكت بيلار وهي تبعدها قليلا قائلة :
-طيب بما انك بقى مش مصدقة..فتعالي ساعديني وانا برتب حاجتي واحنا بنرغي

-مُستغلة اوي

-I know (انا عارفة)

بدون ترددٍ بدأت ميرا تساعدها في ترتيب الملابس وهي تثرثر بدون توقف مازالت غير مصدقة أن ابنة عمها المقيمة في أمريكا معها الآن وستبقى في منزلهم ، حينها تأكدت أن ثرثرتهم في الواقع لا تقل عن طول محادثاتهم الإلكترونية إطلاقًا، على الرغم أنها شعرت بأن بيلار في البداية ستشعر بالإحراج والخجل معها ولكن كانت تستمع إليها بيلار وتشاركها الحديث بتلقائيتها المعتادة معها.

قاطع حديثهم صوت امل وهي تنبه بيلار بأن معتز ابن عمها ينتظرها في الأسفل فأومأت بيلار بإيجابٍ لتصطحبها ميرا إلى الأسفل لمقابلة معتز، لترى شابًا في منتصف العشرينات من عمره بشعرٍ أسودٍ وعيونٍ بنية وبشرةٍ خمرية وتبدو على ملامحه الجدية.

صافحها معتز قائلًا بابتسامة:
-بيلار..حمدلله على السلامة.. أخيرا رجعتي

ابتسمت بيلار بحماسٍ قائلةٍ :
-الله يسلمك يا معتز..

لتردف بتساؤل :
-ها بقى عملت ايه في موضوع دراستي؟

تحدث معتز بجديته المعتادة:
-هقدملك ملفك في اقرب مدرسة ثانوي هنا..والمدرسة كويسة جدا..كانت ميرا فيها برضو

أومأت ميرا قائلة:
-اه هتعجبك أوي يا بيلا

– طب الإجراءات هيبقى فيها حاجة صعبة ولا تمام؟

-لا عادي تنقلي في أي وقت

– مدرسة ميرا كانت لغات صح ؟

– اه لغات لأن العربي هيكون صعب عليكي و بتاخدي اول كام سنة اعفاء من المواد اللي بالعربي, تقريبا هتقعدي كده سنتين او ٣ على حسب مستواكي في العربي بقى ايه

معتز بحزم:
-عمومًا أنا كنت مكلم المديرة بتاعتها من فترة وقالتلي لما تيجي مصر هات ملفها..وهاخد عمي بكرة ونروح.

ليردف قائلا:
-في حاجة كمان جديدة اعرف واحدة زميلة ماما عملتها… هما نقلوا على مصر اقامة فقط و عملت من هنا home schooling يعني كله دراسة اونلاين مناهج من هنا.. هي عملتها برضو بس عايشين في مصر و مش محتاجين يروحوا المدرسة اصلا كله من البيت و اونلاين..بتاخد مناهج مدرستها الي هنا..عشان لو حبت تدخل الجامعة في امريكا ماتحتاجش تعمل معادلة بس هي عشان ظروفها اتغيرت شوية نزلت مصر

– بس انا شايفة أني اروح المدرسة احسن.. انا حابة انزل وأشوف البلد والمكان هنا اللي بابا عاش فيه

اومأ بايجاب :
– ربنا يرحمه يارب .. تمام اللي تشوفيه برضو

قاطعهم صوت زوجة عمها قائلةً :
– يلا يا حبايبي الاكل هيبرد..
_____
بعد مرور عدة أيامٍ … انتقلت إلى المدرسة..
كانت شروق صديقة بيلار الجديدة التي تعرفت عليها تقف مع فتاة في مثل عمرهما، بملامح جميلة و محجبة تبتسم لشروق في مرحٍ وهما تتحدثان في شئٍ ما إن اقتربت منهم بيلار هتفت وهي تنادي عليها:
-شروق

التفتت إليها شروق بمرحٍ:
-بيلا حبيبتي تعالي أعرفك على چومانة صاحبتي أو ممكن نقول صاحبتنا الجديدة..معانا هنا في المدرسة.

ابتسمت بيلار قائلة :
-أهلا يا جومانة

ردت جومانة بابتسامة:
-اهلا بيكي يا حبيبتي..شروق مبطلتش كلام عنك

– حبيبتي اتشرفت بك..

بعد ساعات روتينية لبعض الطلاب، رن الجرس معلنًا انتهاء الدوام المدرسي لليوم، صرخ الجميع بصوت عالٍ وسعادة في الفصل.
هرعت الطالبات لوضع أغراضهن في حقائبهن
وكل فتاةٍ ودعت صديقاتها و رجعن إلى منازلهن في انتظار موعد دروسهن الخاصة.
_____
بعد انتهاء بعض الدروس بالسنتر خرجت بيلار مع صديقاتها بجوٍ يمتلأ بالحماس وبنفس الوقت ترتب أغراضها بعنايةٍ بحقيبتها الأنيقة فها هو آخر درسٍ اليوم بالسنتر انتهى وستعود إلى المنزل.

سألت جومانة قائلة :
– بيلار أنتِ ساكنة فين ؟

اجابتها بيلار بالعنوان، فردت قائلة باستغراب :
– بجد انا قرايبي ساكنين في نفس المكان ده

– فعلا ؟ ايه الصدفة دي…

– انتي ساكنة في انهي شارع بالظبط ؟

صوت فرامل دراجةٍ ناريةٍ وقفت فجأة .. يليها إلقاء خوذةٍ بطريقةٍ عشوائية على ذراع الفتاة
أطلقت صرخة صغيرة عندما اصطدمت خوذة السائق بذراعها بعنف.

تأوهت بألمٍ وهي تضع كفها على مكان الضربة:
-آه ايدي مش قادرة.

بينما بدأت كلا من صديقاتها بمحاولة نزع كفها التي كانت ممدودة على ذراعها الاخر وهي تتحسس بمكان الضربة.

قالت إحدى صديقاتها بقلق واهتمامٍ:
– حصلك حاجة ؟

همست بهدوءٍ لتطمئنهم وهي ترفع أكمام قميصها عن ذراعها قليلا لترى مجرد اثار احمرار بالمكان نتيجة فعلة الشاب المتهورة

فنظرت الفتيات إلى الشاب الذي فعل هكذا بصديقتهم بغيظٍ

ظهر صوت الشاب الرجولي يسخر من الفتيات قائلا:
– ايه البنت اللي عاملة زي بسكويت النواعم دي!!

رمقته بيلار بحدةٍ فقد غاظتها كلماته تلك

كان الشاب بشعرٍ بنىٍ حريرٍي مشعثٍ قليلًا من أثر الخوذة بملامح جذابة وجسدٍ متوسط الطول ليس بالقصير وليس بالطويل
فهو يبدو في عمرهم أو أكبر

صرخت شروق عليه بحدةٍ :
-ايه ده يا مجنون؟؟! والله كنت حاسة انه انت اصل مفيش حد متهور كده غيرك؟ ايه اعمى عينك مشافتش الخوذة وهي بتترمي على صاحبتي

رد عليها ببرودٍ :
– كنت بناولها لصاحبي

صاحت به جومانة بغيظٍ :
– وبترميها ليه يا مجنون انت.. فاكر نفسك بتلعب في بيتنا ! قدك هي عشان تستحمل هزارك السخيف ده

فقام بتجاهلهم عندما وقعت عيناه محدقةً نحو صاحبة الشعر الكستنائي قائلًا بنبرة مكرٍ:
– وجه جديد دي صح ؟

هتفت شروق باندفاع قائلة:
– وأنت مالك

ثم تحدث بالإيطالية موجها حديثه لبيلار:
-Benvenuto .. me Bella
” مرحبا..جميلتي”

فغرت بيلار فاها قائلةً :
– انت عرفت اسمي ازاي؟

غمز لها الشاب قائلًا:
-‏ايه ده طلع اسمك بيلا برضو ؟
لا انا معرفوش انا بس كنت بعاكسك بالإيطالي

ليردف قائلًا ببساطة وكأنه لم يفعل شيئًا منذ قليل:
-آسف معرفتكيش بنفسي..أنا سليم القاضي..اللي خبطتك بالخوذة.

الوقح
كيف يتجرأ ..؟

صحيح بأنها سمعت عن مغازلات شباب مصر، لكن والدتها علمتها ألا تصمت أبدًا مع الغرباء.

سألت بيلار صديقاتها قائلة:
– هو يخصكم ؟؟

هتفت جومانة بقوة :
– معاكي كل الصلاحية تعملي اللي انتي عايزاه براحتك

– انتوا بتبيعوني وش كده !

– اوكيه..متزعلوش بقى من اللي هعمله فيه

امسكت الخوذة بين يديها ورمتها بقوةٍ عنيفة لتصل نحو معدة سليم، فتأوه بألمٍ فشل في كتمه كله.. لترمقه بنظرة انتصار قائلة بسخرية :
– عشان تبقى تتعلم تناولها لصاحبك صح بعد كده

اتجهن الفتيات نحو شارعٍ آخرٍ وجومانة وشروق ينظران إليها بدهشة من فعلتها

ضحكت شروق بفخرٍ:
– يستاهل بجد متزعليش مني يا چوچو

بيلار بتساؤل وعدم فهم :
– متزعلش ليه؟؟ ثواني انتوا تعرفوه ازاي اصلا ؟؟ عشان ملحقتش اسألكم قدامه

– سليم يبقى أخو چومانة ومعانا في أولى ثانوي

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نهج الغرام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى