روايات

رواية نسائم الروح (ميراث الندم 2) الفصل السابع عشر 17 بقلم أمل نصر

موقع كتابك في سطور

رواية نسائم الروح (ميراث الندم 2) الفصل السابع عشر 17 بقلم أمل نصر

رواية نسائم الروح (ميراث الندم 2) الجزء السابع عشر

رواية نسائم الروح (ميراث الندم 2) البارت السابع عشر

نسائم الروح (ميراث الندم 2)
نسائم الروح (ميراث الندم 2)

رواية نسائم الروح (ميراث الندم 2) الحلقة السابعة عشر

(( كان في هذه اللحظة داخل المنزل نفسه ، بعدما تسلق الجدار الخلفي، ليلحق بهذا الفتى المتهور قبل ان يغدروا به، ضاربَا بتحذيرات غازي الدهشان عرض الحائط، فلم يطاوعه قلبه على الإنتظار اكثر من ذلك، وقد نوى بداخله ان يوقفهم ويوقف شرهم، أو ع الأقل يتصدى لهم حتى تأتي النجدة،

ولكن ما تفاجأ به وجعل عقله يتوقف، هي هذه الجملة التي وصلت لأسماعه من مالك الغبي نحو سند وعيسى.

– انتوا الاتنين بالذات فاهمكم من الاول، مش من النهاردة وبس، لا يا غالي، دا من بداية الحكيوة كلها وموت حجازي اللي كان متفق هو كمان معاكم…….

– حجازي……. يا وجعة مربربة، هو المرحوم حجازي كمان كان معاهم؟
غمغم متسائلا مع نفسه بعدم تصديق، قبل ان يستفيق لما يحدث، مع هذه الأصوات المكتومة التي تصله من داخل الغرفة المقصودة، انتفض داخله ليواصل تقدمه نحو الجهة الموجودين بها، مخرجًا سلاحه الناري من جب الصديري الذي يرتديه، مدفوعًا بشعور الخطر نحو هذا الأرعن الذي يتحدى بجسده الهزيل اربع وحوش من الرجال، اذن فقد كتب عليه المواجهة معهم من اجله.

– الله يخرب بيوتكم ، الحكومة عاملة حملة وجاية ع البيت، يلعن فايز وخلفة فايز، بجدمكم النحس اللي يجيب الفقر

هتف بها صدقي واقدامه تتحرك على الفور نحو المغادرة وخلفه الشيخ المزعوم، الدجال الذي ساهم معهم في اخراج الاَثار، ليتفاجأ بمن يتصدر أمامهما الاَن:

– على فين يا صدجي باشا؟ هتمشي كدة من غير ما ترحب بحبايبك اللي جاينلك مخصوص يباركولك ع اللقية الجديدة.

تجمد الرجل مصعقوًا، كرد فعل اولي ، قبل ان يتمالك وتبرق عينيه باشتعال، يغمغم الاسم بتذكر:

– بسيوني.
تبسم المذكور ينقل ببصره عليهم قبل ان تتوقف ابصاره على هذا المدعو سند، ليأمره بحزم كي يفك ذراعه عن رقبة ابن خاله، مصوبًا السلاح نحوه:

– حل يدك عنه يا واد.
رد بتحدي يزيد بالضغط على رقبته حتى بدا انه على وشك ان يخنقه:

– وان محليتش يدي عنه، هتجتلني، طب جولي بصفة ايه الاول اتبعك؟ وانت واحد جاي متهجم ع البيت، ولا تكونش بوليس وانا معرفش؟

تغاضى بسيوني عن نبرة الاستخفاف ليرد مقارعًا لهذا البغيض:
– مش بوليس يا سند، بس انا شاهد ع النصيبة اللي هتعملوها، من اول اللجية اللي فتحتوها في غياب صاحب البيت لحد الواد اللي عايزين تخلصوا عليه دلوك…..
انا شاهد على كل شيء.

حاول سند الاحتفاظ بثباته امام الهدوء المريب من صدقي، واعتراض ابن خالته:

– انت مين انت؟ حد يعرفني يا جماعة، الجزين ده تبع مين؟ لا اروح فيه في نصيبة دلوك؟

– انا اللهوي الخفي يا حيلتها.
قالها بابتسامة ساخره ليغيظه، فخرج صدقي عن صمته:
– اسمع يا بسيوني، انا معرفش انت لوحدك ولا معاك حد غيرك، سيبني انا اطلع وانتي صفي امورك معاهم، لا دا بيتي ولا اللجية لقيتي، مع ان رأيي تفتح مخك وتاخد نصيبك اللي يعيشك ملونير، بدل المرمطة عند غازي الدهشان، دا لو عارف تفكر.

ردد مستفزًا له:
– لا انا معرفش افكر، وعايز المرمطة، وانت شريك معاهم يا عم بسيوني، زيك زيهم.

– بس انا مليش دعوة بحد انا عايز اروح بلدي، انا مش من هنا اساسا يا ناس

هتف يها الشيخ المزعوم، ليعلق صدقي بنفاذ صبر:
– يا بسيوني بعد عن طريجنا، بلاش تجيب لنفسك اذية انت في غنا عنيها.

استشاط الاَخير غضبًا من هذا الرجل الذي يفعل الجرائم دون حسيب او رقيب، والاَن يهدده صريحًا كي يتركه، ليزيده اصرارًا:

– وانا مش هين لحد فيكم عشان يأذيني، مفيش طلوع غير لما ياجي البوليس، وانت حل يدك عن الواد، بجولك سيبه يا ميحصلش طيب؟

اظهر سند عدم اكتراثه بالصيحة الغاضبة، رغم ارتعاد اوصاله، حتى يعطي الشجاعة لعيسى المندفع ويتصرف بطبيعته المتهورة، ليدنو سريعًا نحو صف التماثيل المرتصة على الأرض، فيتناول احدهم، ويدفعه على حين غفلة من بسيوني، ليصيب كفه فوقع السلاح الناري، واستغل على الفور ليهجم بثقله عليه، ولكن الأخر استطاع ان يسقطه ارضًا بضربة قوية من قبضته جعلته يتلوى بألم قبل ان يواصل الاشتباك معه، فتدخل سند بعد ان افلت مالك عنه، ليرفع فأس الحفر ينوي ضربه به ولكن القوة الجسدية أفادت الاخر ليتفاداه بذراع واحدة ويدفعه عنه، قبل ان يلتقطه، ويكيل له الضربات مع ابن خالته، حتى أوشك ان يقضي عليهم .
قبل ان يحدث اخر ما كان ينتظره…….. ))

– ايه اللي حصل يا بسيوني؟ وقفت ليه؟
سأله المحقق بعدما توقف فجأة عن استرساله، لتنكمش ملامحه فجأة مغمضًا عينيه، يزفر انفاس مشبعة بحزنه، ثم واصل .

– المسدس اللي كان وجع مني، فجأة لجيته في يد مالك وبيرفعه علينا كلنا وبيهددنا بيه:

(( – انا هاخد حجي بيدي يا غجر، والراجل فيكم يجربلي عشان افرغ طلج مسدسي جوا صدره.

قالها وهو يجثو بركبته على الارض، يتناول من صف التماثيل، وبعض الحلى الفرعونية ، يدفعه الطمع مستخفًا بحالة الغضب التي اوغرت الصدور واولهم كان صدقي الذي لم يحتمل عبث هذا الفتى، بهذه الاشياء الثمينة، فهو المُخول بتصريفها ولا يسمح لأحد بالتعدي على اختصاصه:

– انت يا واد عبيط ولا مخبل؟ فاكرها لعبة، دي حاجة محجوزة من صحابها، ارفع يدك عنهم ولما ابجى اصرفها انا، هديك اديك نصيبك منها .

– تدي مين يا عم صدجي؟ انت هتمشي على طوع المخبل دا كمان ولا ايه؟

صاح بها عيسى تاركًا شجاره مع بسيوني، ليتبعه ابن خالته، يتقدمان نحو الاخر، والذي ارتعب منهما، رغم وجود السلاح بيده، ليصوبه نحوهما باهتزاز:

– ابعدوا عني، بدل ما ارجدكم انتوا الاتنين دلوك سايحين في دمكم .

رد عيسى مستهزءًا:
– مش لما تعرف تستخدمه الاول يا حيلتها.
قالها وانقض عليه، والاخر معه ليشلوا حركته، احدهما كان ينزع القطع الأثرية منه، والأخر يضغط بقوة ليخلص السلاح منه،

شعر بسيوني بخطورة القادم، فتحرك على الفور يتبعهم، بغرض ايقاف الجميع والسيطرة على الوضع، ولكن وما أن تحرك بخطوتين حتى باغته الم غير عادي، على اثر ضربة تلقاها على رأسه في الخلف ف التف جسده بعدم اتزان لتقع عينيه على هذا الرجل الذي يدعى بالشيخ المزعوم، رافعًا بذراعه؛ قاعدة الفأس التي وضح عليها اثر الدماء، دماءه ، ومعه صدقي يبدوا وكأنه هو من القى بالامر، يحدجه بتشفى،
ود ان يهجم عليهما الاثنان ليفتك بهما، ولكن الإصابة كانت اقوى على المخ من ان يتحملها، ليسقط على الأرض، زائغ العنين، تلفه هوة سوداء رويدا رويدًا، ليكون اخر ما يصل لأذهانه، هي صرخة قوية من الفتى الذي كان يبغي حمايته، ولكن القدر كان له رأي اخر))

– لدرجادي التحقيق جوا كان صعب؟
هتفت بالسؤال تعيده من الشرود اليها، والذي طال حتى اقلقها عليه، ليضطر ان يطمئنها بمرواغته:
– وه يا نادية، دا على اساس انها جضية دولية يعني! انا بس سرحت في البلد واحوالها دلوك في غيابي، سيبك انتي خلينا نجوم نروح.

قالها ولم ينتظر الرد، لينهض مخاطبًا ابن عمه وشقيقته:

– عارف ياللا بينا نروح ونريحوا شوية.

– تروحوا فين يا عم؟ انتوا نستوني ولا ايه؟
جاءت من يوسف الذي فاجئهم بعودته، مشبكًا كفه بكف زوجته، ليطالعه غازي بحنق:

– نسيناك ليه تاني يا يوسف؟ ما انا كلمتلك الراجل وفهمته ع الوضع، بس هو دلوك تعبان ومعندوش مرارة ع الأخد والرد في الحديت.

وقف امامه متخصرًا:
– يعني ايه؟ مش فاهم انا كدة العبارة، رضي ولاعصلج معاك، جيب من الاَخر يا غازي.

زفر الاخير بتعب رافعًا عينيه للسماء برجاء، فتكفل عارف بالرد:
– يا يوسف الدنيا ما طارتش، جالك كلمه، وانا جولتلك انه لسه بيستوعب، حاول تراعيها دي يا جدع .

– امممم
زام بها بفمه يظهر امتعاضًا ليثير استفزاز الاثنين، فتدخلت هي برقتها:
– طب انا خايفة ليكون شايل مني يا عم غازي، عايزاه يسامحني ويرضى عني، انا مش متعودة ع الوش ده منه.

بقولها أثارت الشفقة نحوها منهم جميعًا، ليتراجع غازي من أجلها، بحنو :
– اخوكي عمره ما يشيل منك يا بتي، خصوصا بعد ما سمع منينيا عن ملابسات الجوازة…. وعم العموم برضوا عشان خاطرك هحاول معاه تاني، تعالي معايا ندخله سوا.

قالها يشير لها ان تتقدم معه، فعلق يوسف بمناكفة كعادته:
– تدخل معاك لوحدها! وانا روحت فين ان شاء الله؟ انا جاي معاكم.

حدجه غازي بغيظ، ليوافق على مضض بمرافقته لهما.

❈-❈-❈

بعد دقيقتين من دخولهم اليه
حيث كان يوزع ابصاره عليهم، دون النطق بكلمة، رغم تقديره لحديث غازي الدهشان.
– ها يا بسيوني، انا عارفك عاجل وبتوزن الامور صح، اكيد جدرت وفهمت دلوك، ياللا بجى ريح جلبنا بردك .

تنهد بملامح مبهمة، يخفي من خلالها القبضة التي تعصر قلبه، مع كل نظرة نحوها، وهي ترتجف امامه، بأعين مترجية كي يسامحه، في خطأ كان المتسبب الاساسي فيه والداهما، بعدما تخلى عنهما كالعادة .

ود ان يفتح لها ذراعيه لترتمي على صدره كالعادة ويضمها اليه مهونًا، ولكن مع رؤيته لتشبثها بذراع الاخر، وكأنه تحتمي به…..، وكأنها وجدت سندا غيره، وتبيت في منزل واحد معه……..
غلت الدماء برأسه، وشعور بغيض يتسرب اليه، لتنقبض ملامحه بعدم احتمال قائلًا:

– معلش يا غازي بيه، معلش ممكن نأجل اي كلام في الموضوع ده، اتا تعبان وعايز أريح دلوك.

❈-❈-❈

دلف عائدًا الى المنزل بخطوات ثقيلة بالكاد تتحرك اقدامه، متهدل الأكتاف، محني القامة، وكأنه رجل فاق عمره الثمانون، وقد رسم الحزن لوحة بائسة على صفحة وجهه، لا يدري كيف استطاع الوصول الى هنا؟ رغم استطاعته الذهاب بمساعدة سليمة الى والدته ليرتمي في حضنها، والبكاء كطفل صغير، يفضي لها بالهم الذي قسم ظهره…… ربما الخزي هو الذي منعه ، وقد تعرى اليوم امام نفسه ليكتشف حقيقته، حقيقة للرجل الأحمق الذي عاش لملزاته وغروره برغبة عمياء لكسر المرأة الوحيدة التي أحبها، حتى لا تكون لها الأفضلية الدائمة عليه، فخسر في سبيل غروره والحقد ، ابناءه الاثنان وهو يستحق.

وقعت عينيه على زوجته الثانية، تحتل مقعدها بوسط الصالة بشرود اعتاد عليه مؤخرًا منها، بوزن نقص نصفه، حتى هي رغم جبروتها يحمل ذنبها الاَن:

– ازيك يا شربات.
القى تحتيه وبجسده يسقط بجوارها جالسًا، التفت اليه برأسها، تجيبه بفتور:

– انت جيت، اهلا .
– انا بسألك ازيك يا شربات عشان اطمن عليكي، ايه عاملة دلوك؟
بزغت نصف ابتسامة ساخرة على زاوية فمها، ترمقه بنظرات لم يكن يفهمها قبل ذلك الا اليوم، انها نظرات لوم، لقد قرأها وبكل وضوح، رغم علمه بأنها مسؤلة معه في الذنب، إلا أنه ايضًَا لا ينكر انه يتحمل معظمه.

– شربات البنتة عايزينك، فوجي عشانهم ان ماكنش عشانك.
حركت رأسها بمزيج من الحنق والاستهزاء، لتنهض من جواره، تاركته يتطلع في أثرها، بحسرة أصبحت ملازمة له، بعدما استفاق اخيرا لخييته.

❈-❈-❈

بعصبية وغيظ شديد، كانت تهتز قدميها اسفل الطاولة، بعدما طال انتظارها له، كانت تنوي المغادرة منذ قليل ولكن باتصاله ورجائه لها بألا تذهب، اذعنت لطلبه

فالتأخير قد زاد عن حده، حتى استشعرت بإهانة لكرامتها، لتنتفض تلملم اشيائها تنوي الرحيل وقطع سبل التواصل معه مرة أخرى، حتى يتأدب قبل ان يجرأ ويكررها، وقبل ان تتحرك قدميها تفاجأت به امامها:

– ايه؟ انتي كنتي ماشية ولا ايه؟ دا انا ما صدقت ووصلت.

قالها بأنفاس لاهثة وكأنه عائدًا من سباق عدو
نظرت اليه بضجر رافعة حاجبيها المنمقين بتعالي قائلة:
– وعلى ايه؟ ما كنت استنى احسن ولا متجيش خالص ، انا اساسا ماشية……

همت لتركه ولكنه منعها بأن اطبق على كفها قائلًا:
– استني يا فتنة، انا كان عندي عذري في التأخير، اسف يا قلبي لو زعلتي؟
حدجته بنارتيها تنهره:
– انت جاي دلوك تتأسفلي، بعد ما لطعتني ساعة كاملة في انتظارك، ابعد، حل يدك عني بدل الم الناس عليك وافضحك

قابل غضبها بهدوء مستفز يهادنها:
– طب انا موافق على اي حاجة تعمليها، بس المهم تسمعيني الاول، يمكن ترضي عني لما تعرفي السبب ، ومحدش عارف، يمكن تفرحيلي

افرحلك؟! ليه ان شاء الله؟ لتكون اتجوزت؟
تمتمت بها بامتعاض، بعدما اجلسها بلطف وحزم، لتواصل اعتراضها امام ابتسامة عابئه منه أثارت حنقها:
– انا بجول اروح احسن بدل ما ينفلت لساني بكلام ميعجبكش.

ردد خلفها مستنكرا بمكر:
– يا ستي وانا متأكد انك هتصفي دلوقتي وتبقى عال لما تعرفي المفاجأة اللي محضرهالك؟

– مفاجأة ايه؟
اجاب عن سؤالها بثقة:
– انا النهاردة افتتحت المقر الجديد لشركتي هنا في المحافظة، يعني خلاص هانت عشان اتقدملك عن قريب.

ارتخت تعابيرها، وبدا الاهتمام جليًا في نبرتها:
– يعني ايه؟ جصدك ان السيولة اللي كنت بتتكلم عليها اتوفرت؟

– مش بنفس المعنى يا روحي، بس تقدري تقولي انها البداية وقريب اوي هيحصل اللي قولتلك عليه، المهم بقى انا عايزك تشوفي مكتب الشركة، وتقولي رأيك في زوقي،

– اروح معاك فين؟ مكتب ايه اللي اروحه؟
– ما قولتلك يا قلبي، انا عايزك تيجي معانا وتتأكدي بنفسك من صحة اللي بقوله،

❈-❈-❈

اثناء عودتهم من المشفى وبداخل السيارة التي استقلاها اربعتهم ، عارف كان يقود في الأمام، ووفي الكرسي المجاور ابن عمه غازي، وزوجاتهما في الخلف،
فكان الحديث الدائر، بينه، وبينهم:

– بسيوني شكله النهاردة مكانش يطمن، حتى انت يا غازي، برضك متغير من بعد حضورك التحقيق،
قالها عارف بفراسة موجها الخطاب اليه اثناء قيادته السيارة.

وافقته نادية الرأي:
– والله انا جولتها من الاول، بس واد عمك لوعني في الكلام واتهرب.

رمقها بنظرة عاتبة، فتابعت بإصرار:
– ايوة يا غازي، اذا كان واد عمك نفسه خد باله، يبجى انا معايا حق

تدخلت روح هي الأخرى:
– معلش يا غازي يعني من غير غلاسة، هي اسرار حربية ولا ممنوع فيها النشر، احنا بنتكلم يا واد ابوي عشان نطمن

خرج رده البهم اخيرا بغموض:
– ومين جال ان المعرفة دايما بتطمن؟ احيانا كتير بيكون الجهل نعمة لصاحبه.

قال الأخيرة بنظرة واضحة نحو زوجته، والتي استبد بها الفضول تطالبه بتحفز:
– شكلك جاصد الكلام يا غازي، انا من رأيي تتكلم احسن، لأن الجهل عمره ما كان نعمة.

كانت نظرته اليها ابلغ من أي حديث، ليربع ذراعيه فوق صدره، طارًا زفرة قوية، وقد حسم الامر بداخله قائلًا:

– انا هحكي باختصار عن اللي شهد بيه بسيوني.

❈-❈-❈

انتهى من وضع الطعام في الأطباق التي رصها على السفرة الصغيرة بنظام، لتشجع على الشهية، قبل ان يهتف مناديًا باسمها:

– وردة، ياللا عشان تاكلي معايا…… ناوية تيجي
يا وردتي ولا ادخلك الأوضة اسحبك منها احسن…..
وردة…..

– – خلاص….. انا جيت اهو .
تمتمت بها وهي تخرج من الغرفة على عجالة بعدما اضطرها لذلك، حتى لا ينفذ تهديده ويدخل اليها كما قال،

برغم التسلية التي شعر بها إلا ان رؤيتها بهذا الحجاب الذي كانت تلفه حول رأسها بعجالة، جعل ابتسامته تخبئ على الفور، ليسحب لها الكرسي كي تجلس ويأخذ هو مقعده قبالها بوجه واجم، يعلق ساخرًا بعتب:

– على فكرة مش هتاخدي ذنب لو خرجتي كدة من غير حجاب ولا جوزك الغلبان شاف شعرك.

– جوزك
غمغمت بالكلمة داخلها وكأنها لم تستوعب بعد، لتعتلي معالمها الحيرة، رغم الحرج الذي اكتسحها من تقريعه المباشر، ليخرج صوتها بتلعثم:

– مما انا متعدوتش اطلع بشعري جدام اي حد……
توقفت على نظرته الحادة لها، لتبرر على الفور:

– يا يوسف ما انا متلغبطة ومش فاهمها اساسا الجملة دي، اللي بتجول عليه جواز دا تم في ظروف غريبة، ودلوك اخويا صحي وبصراحة مش عارفة ان كان هيجبل ولا…..

– ولا ايه يا ورد…..
قاطعها بها ليردد بتصميم:
– انتي مراتي، فاهمه يعني ايه مراتي؟ يعني دا امر مفروغ منه، اما بقى عن موقف اخوكي، ف انا مقدر وصابر لحد ما يرضى ويبارك، بس دا مش معناه انه يفرقك عني، انا متزوجك على سنة الله ورسوله، يعني مش لعب عيال……

قال الأخيرة بانفعال جعلها تطالعه مشدوهة، ليستأنف ويفاجئها:
– إلا إذا كنتي انتي نفسك رفضاني، ورافضة استكمال جوزانا….. ممكن دا يحصل يا ورد؟

– هو ايه؟
– انك تكوني رفضاني…… انتي فعلا رفضاني يا ورد؟
حينما ظلت صامتة عاد مشددًا بالسؤال:
– رفضاني يا ورد؟

بصيحته الاخيرة تحركت رأسها بالنفي دون تفكير، وكلمة واحدة مقتضبة منها اعادت لقلبه الحياة:

– لأ
تبسم بوسع فمه، يتأمل خجلها بعدما اجبرها على الرد الذي أثلج صدره، ليزفر بارتياح متمتمًا:
– وانا مش عايز اكتر من كدة منك دلوقتي، تكفيني الكلمة الصغننة دي، وعلى رأي عمنا عارف نصبر

❈-❈-❈

لم يكن غافلا عن تغيرها من وقت ما قص امامهم الحقائق التي ذكرها رجله الاول والشاهد الوحيد على القضية، ولكن ظل صابرا حتى اختلى بها داخل غرفته، بعد عودتهم للمنزل، ليياغتها اللان بسؤاله:

– مش مصدجة صح؟
استدعى انتباهها لتناظره بتساؤل:
– ايه هو ده؟

رد بابتسامة جانبية خاليه من اي مرح:
– عن اللي واخد عجلك يا نادية، ومخليكي سرحانة وعنيكي فيها الف سؤال وشك، اتكلمي متخليش حاجة في نفسك.

ردت بحدة وكأنه ضغط على زر الانفجار:
– بصراحة ايوة يا غازي، انا عمري ما اصدق على حجازي حاجة زي دي، ازاي يعني؟ كيف؟ حجازي لا يمكن يعمل كدة، دا جوزي اللي انا عرفاه وحفظاه …

– انا اللي جوزك دلوك مش هو…..
هتف بها غاضبًا واشتعلت عينيه بنيران اتقدت تحرق فؤاده، ليتابع امام ذهولها:

– الله يرحمه مكانش ملاك، كان بشر ومن الوارد جدًا ان نفسه تضعف جدام حاجة كبيرة وضخمة زي دي، ثم ان الكلام ده مش كلامي، دي شهادة من حضر وشاف وسمع بنفسه، ولا تكوني مش مصدجة بسيوني؟

ابتلعت ريقها تستدرك هفوتها، لتردف مصححة:
– انا مجصديش طبعا اشكك فيك ولا في بسيوني، انا بس مش جاردة استوعبها، حجازي كان….
– خلاص….
هتف بها مقاطعًا بعدم احتمال، ذكرها لإسم الراحل وما تحمله داخلها من رصيد يجعلها تضعه في مكانة خاصة منزهة عن الجميع، تزيد من احتراقه، وكأنها تضغط بقوة على جرحه الغائر، حتى تجعله يتلوى من الألم، لينهض فجأة قائلًا:

– انا جايم اشم هوا برا البيت.
قالها وتحرك ليرتدي سترته الجلدية التي خلعها منذ قليل، لتستفيق من غفوتها تسأله:
– هتروح فين يا غازي؟ احنا لسانا راجعين من برا.
– غاير في داهية.
غمغم بها بصوت خفيض، متجنبًا الرد عليها، حتى غادر الغرفة، دون ان يريحها بكلمة، ليتركها في تخبطها، وهذه الحروب الشنعاء التي تدور برأسها.

❈-❈-❈

وفي داخل الغرفة الخاصة بهم، تمددت بقدميها على الفراش تأن من ألاَم جسدها:
– اه يا عارف، حاسة جسمي مكسر، جعدة المستشفى النهاردة هدت حيلي.

عقب عارف وقد كان متكئًا بجذعه على الفراش بجوارها، يقلب بالمتحكم على شاشة التلفاز، وقد ارتفع طرف شفته بغيظ منها ومن جنونها:

– وحد كان غاصبك ع الجية، ولا الجعدة من اساسه، ما انتي اللي ماشية بكيفك ومحدش رادك.

قهقهت تردد ضاحكة خلفه:
– ماشية على حل شعري، ومفيش لا أخ ولا جوز يردوني، جيبت الفايدة يا عارف.

– اممم.
زام بفمه يتمتم لها:
– وليكي عين كمان تستهزأي بكلامي، ما تتعدلي واتلمي يا بت.

زادت بضحكاتها تردد بمشاكسة:
– طب وان متعدلتش يا عارف، هتعمل ايه بجى؟

القى ما بيده والتقليب في قنوات التلفاز، ليلتفت لها بأعين تلتمع بالشغف، قائلًا بمرح:
– الحلوة بتنكش وشكلها عايزة مناكفة، ايه بجى؟ دا انا مصبر نفسي بالعافية، ولا عايزاني انسى انك تعبانة والكلام الفاضي ده؟

ردت بشقاوة، تلف خصلة متمردة حول إصبعها:
– ما انا فعلا تعبانة، بس ميمنعش اني اهزر على كيفي ولا انكشك زي ما بتجول، ولا انت بتتلكك.

– اه بتلكك
قالها كتقرير، قبل ان يباغتها بهجومه، يطوف بقبلاته على كل انش من وجهها ورقبتها، وهي تصطنع الاعتراض؛
– يا عم بجولك تعبانة، ما تخلي عندك دم،
– لا….. معنديش
تمتم بها رافعًا رأسه نحوها بتصميم، قبل ان يواصل مستمتعًا باعتراضها المزيف، حتى وصل لوجهته، بقبلة طويلة، يبث بها مشاعر العشق التي تزداد يومًا، بعد يوم، وهي أصبحت تبادله بشيء فاق ما كانت تظنه قديمًا بالحب لشخص آخر، اما هذا فلا تعلم له مسمى، ولكنه الأروع.

انتفض الاثنان من نشوتهم، على صوت قوي، مع صفق الباب الخارجي للشقة، ينذر بطاقة من الغضب، فتسائلت بقلق:

– يا ساتر يارب، دا مين اللي داخل ولا طالع .

رد وهو ينهض من جوارها
– هروح اشوف مين واجيلك، وبالمرة اجيب كوباية مية عشان عطشان.

بخطوات مسرعة ، خرج من الغرفة يستكشف الأمر، وظلت هي ناظرة في أثره بفضول، حتى صدح الهاتف بجوارها، بصوت اشعار وصول رسالة لهاتفها، تناولت لترى…… فتوسعت عينيها بفزع، تتأمل بعدم استيعاب، شاشة الهاتف وصورة تجمعها مع هذا المدعو عمر يوم لقاءها به، في مبنى عيادة الطبيبة النسائية التي ذهبت اليها لمتابعة الحمل وتفاجأت به هناك!

استدركت سريعًا، لتغمغم ببغض؛
– عملتها يا عمر.

❈-❈-❈

بابتسامة واسعة دلفت تحمل على يدها طبق الفاكهة، ترحب بحرارة بصديقتها التي أتت اليها اليوم دون ميعاد مسبق:

– يا اهلا يا مراحب بصاحبة الطلة العزيزة، عزيزة، عاش مين شافك يا ملكومة.

ضحكت المذكورة تتلقف منها الطبق بغبطة تجيبها:
– اسكتي يا فتنة، دا انا الفرحة مش شايلاني، عايزة اجعد معاكي اليوم كله النهاردة، لا حد هيحاسبني ولا هيجولي انتي فين؟

غمغمت فتنة بدهشة وهي تتخذ مقعدها بجوارها:
– وه يا جزينة، اللي يشوفك يقول مسجونة واتفك حبسها.

رددت عزيزة بتشدق:
– إلا محبوسة يا فتنة، وهي اللي تعاشر عزب تعرف الحرية اصلا، لما يدج على حاجة ولا مانفذش كلمة جالهالي، والنعمة بيحاسبني حساب الملكين،

جلجلت فتنة بضحكتها لتعقب ساخرة:
– ودلوك لو سمعك مش بعيد يعلجك في المروحة.

– يا ساااتر، ربنا يجعل كلامنا خفيف عليه .
تمتمت بها عزيزة بفزع لتزيد من تسلية الأخرى وضحكاتها، حتى اذا انتهت، تحولت إلى الجديدة تسألها بلؤم:

– طب وعلى كدة ناوي يرجع جريب، ولا هيستني مع المحروسة وجوزها؟

كالعادة غفلت عزيزة عن مغزى السؤال ، لتجيبها بعدم تركيز وهي تتناول حبات العنب الصغير:

– انا اتصلت بيه جبل ما اجي ع الصبح، وجالي انه هياخدها فرصة عشان يزور الاوليا وبالمرة يلف على جرايبنا هناك، ولما سألته ع الجية، جالي انه مش هيعوج، وان كان على روح ولا اخته نادية، فهو سلمهم لجوازهم وعمل اللي عليه، كل واحد يراعي مرته، لهو هيولدهم كمان….

– هما مين اللي هيولدهم؟ في حد تاني غير روح حامل؟

تمتمت فتنة بالسؤال، ثم سرعان ما توسعت عينيها باستدراك، لتردف بغضب:
– يعني البت دي حامل كمان؟ طب من امتى، وانتي مججيبتيش سيرة جدامي ليه يا بت؟

توقفت حبة العنب في فمها ، وظهر الجزع جليًا على ملامحها، بعدما ازلفت بالخطأ، لتصيح بها فتنة بغضب:
– بتخبي عليا يا عزيزة؟ وانتي عاملة فيها صحبتي، حاجة مهمة زي دي متجولهاليش

سارعت عزيزة بالتبرير:
– والله ما ذنبي، ما انتي عارفة عزب وشدته، انا كنت سمعت كلام امه بالصدفة عن زيارة الدكتورة ومتابعة نادية، ساعتها لما سألته، لجيته بيغدرلي ونبه عليا مجيبش سيرة جدام مخلوج، لحد الخبر ما يطلع من صحابه، انا مليش ذنب والله، ثم انتي هتزعلي نفسك ليه دا انتي مخلفة البن………

– هي مين دي اللي مزعلة نفسها؟ ما تصحي للكلام يا عزيزة.

صاحب بها مقاطعة، بحدة اجفلت الأخرى لتصمت خشية غضبها، لتتدارك فتنة ما الذي قد يصل لذهن هذه الغبية الاَن، بما قد يضر بصورتها ، لتسارع بالتصحيح بابتسامة ماقتة:

– ع العموم ربنا يهني سعيد بسعادة، ولا يغوروا ف داهية، انا ايه اللي هيزعلني اصلا وانا هتجوز قريب باللي هيكيد الكل، بكرة الجميع يعرف مين هي فتنة.

شهقت عزيزة تسألها وتسترتسل بشغف ولهفة:
– وه يا فتنة، يعني انتي على كدة مخطوبة، طب ليه محدش جال ولا انتوا مخبيين على ما يتم المراد، طب والله دا احسن حاجة، هو مين على كدة؟ من عيال عمنا ولا حد تاني من البلد؟

ابتسامة ممتعضة لاحت على ملامحها ، فهذه الحمقاء تزعجها بالأسئلة الفضولية الغبية، ولكنها لا تملك الا ان تجيبها الاَن بما يرطب على كبريائها:

– العريس يبجى بيه كبير، كبير جوي يا عزيزة، بس احنا لسة في بداية الكلام، يعني تكتمي على الموضوع خالص، ومتجبيش سيرة لمخلوج، انا مش عايزة وجف حال ، ولا حد يصدرلي في الجوازة، انتي فاهمة طبعًا جصدي ايه؟

رددت خلفها باستفهام:
– جصدج مين؟ غازي بيه؟ لا طبعًا مش معقول يوجف في طريجك، إلا إذا كان عايز يرجعك تاني، معجول يجمع ما بينكم انتي ونادية؟

– ومين دي اللي هتجبل يا بت؟ حد جالك اني ببص على حاجة رميتها جبل سابج؟

هتفت بها بتعالي، لتكمل بغرورها، وبداخلها تعتزم على اتمام الامر في اسرع وقت، كي تسترد كرامتها قبل ان تعلن الأخرى عن خبر حملها:

– بكرة لما تشوفي بعينك الهنا اللي صاحبتك هتبجى في جوازة تستحجها، تعرفي ان دا العوض الصح لواحدة زيي، واحد يستاهلني على حق،

❈-❈-❈

عاد اخيرا ، بعدما تعدت الساعة الواحدة صباحًا، وهي تتقلب على نار الجمر في انتظاره، تعلم بما يشعر به الاَن، هي تصرفت بطبيعتها، وقد غفلت عن طبعه الثائر،
وبما قد يظنه بها في هذا الوقت، ولكنها معذورة فما سمعته قد حطم الصورة المثالية للرجل الذي عاشت في كنفه سنوات، يمنحها من الحب، ويغدق عليها بكلمات العشق ليل نهار، ولكنه في النهاية بشر، يصيب ويخطئ كما قال زوجها الحالي، ليذكرها بواقع زواجها به الآن.

ظلت تشاهده صامتة وهو يخلع عنه ملابسه، حتى ارتدى شيء مريح للنوم، ملامحه متجهمة، ولم يكلف نفسه حتى بالنظر اليها، بل اتجه نحو الجانب الذي ينام عليه، ليتسطح ويعطيها ظهره، وكأنه لا يهتم بوجودها، أو لا يراها من الأساس، ولكنها اليوم قررت ان تكون هي المبادرة.

اقتربت لتلف ذراعها حول خصره وتلحظ تصلبه المفاجئ، دليل تأثيرها عليه، رفعت رأسها لتطبع قبلة فوق كتفه العريض، ثم تحدثت تخاطبه برقة:

– سامحني يا غازي، لو لساك زعلان مني، جولي ع الاعتذار اللي انت عايزه وانا مستعدة.

اغمض عينيه يبتلع ليزفر أنفاس مشحونة بألمه، يأسهِ وإحباطه، لا يدري بما يجيبها، تطلب منه تقبل السماح، ولا تدري بأن قلبه كان ينزف طوال الساعات الماضية، كيف بعد ان ادخلته بجنتها وذاق حلاوتها، تهوي به في جب سحيق، بمجرد ذكر اسم الراحل امامها، ليعلم بحجم تقزمه في قلبها مقابل الراحل؟ كيف يتجنب هذه النيران التي تشتعل بصدره في كل مرة يرى بها حنينها للماضي، يا ليته كان هو ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ياليت حظه التعيس يتبدل.

– يا غازي، انا بكلمك.
عادت تناديه هامسة في اذنه بإغواء يحطم كل سبل المقاومة منه، ليخرج صوته بصعوبة اليها:

– عايزة إيه يا نادية؟
شددت من ضمته بذراعها تجيبه بجرأة اصبح يكتشفها بها حديثًا:
– عايزاك يا غازي، عايزة رضاك، عايزة وصالك بدال جفاك. بجولك عايزاك يا غازي، افهم بجى

الى هنا ولم تعد به ارادة للرفض من الأساس، ليعتدل فجأة مغيرًا وضعيته ليصبح هو الأعلى وهي المستلقية بظهرها امامه، يرمقها بصمت لم يدوم إلا لحظات قبل ان يقطعه بعد زفرة طويلة اخرجها من العمق:

– أفهم إيه بالظبط؟ وانا هايم في بحر عشقك، وانتي مرة تطلعيني في موجة عالية في حبك المس بيها نجوم السما، ومرة تدوسي عليا لحد ما اغطس للغريق،
رفعت يدها لتلمس بأناملها الحانية على منبت الشعيرات النامية بفكه وذقنه، لتخفف من معاناة تراها جلية داخل مقلتيه:

– اللي زيك عمره ما يغرق يا غازي، لأنك المرسى، وبر الامان لينا كلنا، انت السند، والحيطة اللي اميل عليها عشان افضل واقفة ومجعش ابدًا، انت…….

– انا ايه يا نادية؟
سألها برجاء يلتمس منها ما يرطب على قلبه المسكين:
– انت جوزي يا غازي، هو في اكبر منها دي

– اه في، وانتي عارفاها زين!
ود ان ينطق بها امامها، ولكن منعه الكبرياء، وفضل الا يستجديها لتقولها، إن لم تكن منها هي نفسها، وتنطق بها من عمق قلبها، والى ان يأتي هذا اليوم، ف ليرضى بهذا التطور منها، مدامت بادرت بالقرب، فهو لن يخذلها ابدًا، وليصبر ويتحمل المزيد حتى يحدث ما يتمناه.

– هتفضل باصصلي كدة كتير من غير ما تطمني ولا اعرف انك سامحتني؟

– وانا من انتي قدرت اشيل منك يا جلب غازي…

قالها والتفت ذراعيه ليضمها اليه بقوة، مقبلا أعلى رأسها بتقدير، ثم يدفن رأسه في تجويف عنقها، يستنشق عبيرها الذي يعيد الى روحه الصفاء، يشدد بلف ذراعيه حولها، ليطفي نيران قلبه بقربها، علّه يمحي اوجاع قلبه بوصالها.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نسائم الروح (ميراث الندم 2))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى