روايات

رواية ندبات قدر الفصل الحادي عشر 11 بقلم الشيماء مسعد

رواية ندبات قدر الفصل الحادي عشر 11 بقلم الشيماء مسعد

رواية ندبات قدر الجزء الحادي عشر

رواية ندبات قدر البارت الحادي عشر

ندبات قدر
ندبات قدر

رواية ندبات قدر الحلقة الحادية عشر

ذكرى الميلاد هو اليوم الأجمل الأروع الأكثر تميزا عند أي شخص، إلى أن يأتي أحدهم فينجح في تحويله إلى اليوم الامقت و الأسوأ ، بدلا من تحتفل بميلادك ، تحتفل بميلاد حزن انكسار خذلان يتجدد كل عام في تلك الليلة ..
بعد أن خيم الليل على القصر كانت تنتظر في الشرفة بقلق فهو لم يعد حتى الآن حتى لم يودع ضيوفه فجأة لمحته عائد وهو يمتطي حصانه هبطت مسرعة تعتذر
وقفت في الردهة وقبل ان تنطق بكلمة واحدة اقترب منها بهدوء
وقال :كنتي بتقولي عايزة تعرفي ايه ؟ مين اللي في الصورة
هزت رأسها ببراءة بنعم
وفجأة تحول لكتلة من الغضب ركل المقعد المجاور لها فصرخت ووضعت يدها على فمها من الصدمة حينما صدح بغضب : دي تبقى مراتي ..
اتسعت عيناها من المفاجأة لم تتفوه بكلمة
كان يركل كل شئ أمامه وهو يقول : مراتي اللي أمنتها على حياتي وقلبي ، وهي …
لم يكمل حديثه مسح على وجهه وجلس ارضا وهو ينظر إلى السيدة أمينة التي تتابع المشهد من البداية كان كطفل ضائع
قال : دادا أمينة عايز امي .
هبطت دموعه وهب واقفا يركد تجاه الجناح الغربي ركدت خلفه قدر بدون تفكير يجب أن تساعده كان حقا يبدو مثيرا للشفقة
حينما وصلت كان ممسكا بسلاحه يصوبه على صورة تلك اللعينة
صدحت من خلفه بدموع: أنا آسفة لو أدخلت في حاجة مش من حقي ، أنا آسفة لو انا سبب الحالة اللي انت فيها
تحركت تجاهه بحذر كانت خائفة ، وقفت أمامه وقالت بصدق حقيقي : أنا آسفة يا رازي مش هعمل كده تاني
تلاقت عيناهما كانت عيناه تحمل حزن عميق اما خاصتها فكانت تحمل ألم وشفقة على حالته تلك ،لم يشعر بنفسه الا وهو يبعد سلاحه لم يطلق هذه المرة ، جسى على ركبتيه
وقال : دي فريدة هاشم الرفاعي او مايا رياض المنشاوي الاتنين كانوا شخص واحد
فريدة حبتني ومايا طعنتني في قلبي
صمت لم يكمل الحديث ، ازداد فضولها وصل لزروته ربتت على كتفه ولكن فجأة نفض يدها بقوة و قبل أن تتفوه هب واقفا وقال
_ حقي هاخده منها هاخليها تتمنى الموت ، بس اتخلص من عجزي ، عجزي اللي مانعني اطفي ناري
وضعت يدها على فمها لكتم شهقاتها لأول مرة تراه بهذا الانكسار ، تركها وغادر الجناح الغربي اتجه إلى غرفته
ثم منها إلى المرحاض فتح الصنبور وبدأت المياه تتساقط عليه وهو يفكر بها تلك التي تلقى منها أكبر صفعة في حياته كلها
بدأت تداهمه مواقف مر بها معاها
_بحبك يا رازي ، أنت كل حياتي
_ نفسي أفضل طول عمري جمبك
بدأ صدره يعلو ويهبط وهو يتذكر
_ انا اللي قتلت والدتك تحب اقولك ازي
في تلك اللحظة صرخ صرخ بكل ما أوتي من قوة
فكر ( لو كنت استطيع وقتها ان انتزع روحها منها ما كنت ترددت لحظة )
اما عن قدر فقد ذهب وهي تنتحب وما ان رأت السيدة أمينة حتى ألقت بنفسها في احضانها وهي تصرخ وتقول
_ انا السبب في كل دا
ربتت على ظهرها السيدة أمينة بحنان وقالت : لا يا بنتي مش انتي السبب ، الله يجازيها اللي كانت السبب الله يجازي مايا بنت رياض المنشاوي
طالعتها قدر بدهشة وقالت : هي مين فريدة ومين مايا انا مش فاهمة حاجة
أمسكت أمينة بيد قدر واتجهت بها إلى غرفتها وقالت : أنا هاحكي لك كل حاجة
جففت قدر دموعها واستعدت لترضي فضولها ، بدأت أمينة في سرد ما حدث منذ ان التقى رازي بفريدة مصابة في طريق عام وأتى بها إلى المنزل حاملها بين يديه
قالت أمينة: كنا قاعدين قلقانين انا والست زهرة والدة رازي والياس الله يرحمها ويحسن إليها كانت ست زي القمر وطيبة الدنيا كلها فيها واللي يشوفها يقول اختهم مش امهم ، قلقنا عشان رازي في الليلة دي اتأخر في المهمة اللي كان فيها مجاش الا وش الفجر ، اول ما سمعنا صوت عربيته طلعنا جري بس اتفاجئنا لما لقيناه شايل بنت على ايديه وهي نايمة او مغمى عليها ، قربت الست زهرة وقالت بلهفة وقلق : إنت كويس يا حبيبي ، اتأخرت ليه ومين دي ؟
قال رازي مطمئنا والدته : أنا الحمد لله كويس يا سنيوريتا ، إنتي تشكي برضه ان رازي باشا حد يقدر يقف قصاده
تنهدت بتعب فهو دائما ينجح في تلف اعصابها : لو تسمع كلامي وتسيب شغل المخابرات دا وتمسك شركة باباك أنا هارتاح
وضع الفتاة على الاريكة
تابعت زهرة : ومين دي كمان واحدة قابض عليها وجي تحقق معاها هنا
ابتسم وقال : لا لماحة يا سنيوريتا ، تعالي جمبي انا هاحكيلك
جلست بجواره قص عليها منذ ان وجدها ملقاه على الطريق تتمتم انقذني … إلى أن أتى بها إلى هنا وتابع
_ انا اتأكدت من كلامها فعلا بيتهم كانت النار شاعلة فيه ووالدها واخوها محروقين
تأثرت زهرة كثيرا بل وسقطت دموعها حزننا على تلك الفتاة وقالت : يعني هي دلوقتي مالهاش حد يا رازي
هز رأسه بنعم وقال : لا وكمان كل أوراقها الرسمية اتحرقت في الفيلا يعني مش هتقدر تسافر امريكا تاني وكمان مهددة بالخطر عشان اللي قتل والدها واخوها عايز يقتلها ، أنا القضية دي بقت بتاعتي خلاص ولازم اجيب لها حقها
ربتت زهرة على كف ابنها وقالت : ربنا يحفظك يا حبيبي وتنصر المظلومين ، خلاص البنت دي هتبقى معانا هنا عشان تكون في أمان لحد ما تقبض على المجرمين اللي قتلوا أهلها وعايزين يأذوها
قبل يدها وقال : اومال انا بحبك من شوية يا سنيوريتا
مسدت على خصلاته وهي تبتسم
تابعت أمينة وهي تقول لقدر
_من يومها رازي فضل جمبها لحد ما اتحسنت ونسيت ابوها واخوها قصدي اللي كانت وهمانا انهم ابوها واخوها ، وبعد ما اتحسنت بقت مرافقة رازي زي خياله تطلع معاه التخييم اللي بيحبه زي عيونه ، وتروح معاه يتمشوا بالخيل ، كانت تفرض نفسها عليه في كل لحظة ، يدخلوا احيانا يقروا في المكتبة بالساعات ، ما كنتش تسيبه الا وقت الشغل ووقت النوم، الموضوع دا ضايق الست زهرة هي مش بتحب الحال المايل ابدا و في يوم كان ليلة رأس السنة واللي ما تتسمى دي طلبت من رازي يخرجها بالليل تتفسح
الوقت اتأخر وهما لسة ما رجعوش الست زهرة بقت بتغلي واقفة في البلكونة مستنية لحد ما سمعت صوت العربية
نزل رازي والحرباية من العربية وقفت قدامه وفضلت تتكلم كانت الست زينب متابعاهم من فوق
فريدة اقتربت من رازي وقالت : أنا مبسوطة اوي ، بجد يا رازي انت مافيش منك اتنين
ابتسم وقال بمشاكسة : عدي الجمايل بقى ، علمتك ركوب الخيل ، والرماية ، واللعب مع بلاك جان و….
بتر كلمته حينما قبلت وجنته على حين غرة تفاجأ كثيرا وقالت هي بخجل
فريدة : إنت احسن حد في الدينا كلها ، أنا بحبك
قالتها وركدت إلى داخل المنزل مهرولة تتصنع الخجل
ظل جامدا مكانه واضعا يده على وجنته مكان القبلة وكان ينظر إلى اثرها ابتسم على رعونتها واندافعها وهمس
_ مجنونة
ركد خلفها كانت البسمة لم تفارقه بعد ان دلف الي الداخل وجدها واقفة بخجل اقترب منها اكثر
وقال : لما نسأل حد سؤال يبقى نستني نسمع الاجابة صح
كانت مخفضة رأسها وقالت بخجل: صح
اندفع اكثر اقترب منها وقال : متهيألي لازم اردلك هديتك وقبل ان يقبلها
صدحت زهرة بجمود : رازي
ابتعد رازي عن فريدة و نظرت هي بخجل وركدت تختبئ في غرفتها ، بينما تابعت
زهرة : اخر حاجة كنت اتوقعها منك يا رازي
حك عنقه خجلا عما كان سيفعله
تابعت هي : انت تجاوزت حدودك ، بتقرب لواحدة بطريقة مقززة ، ازاي تسمح لنفسك تقرب لبنت مش من حقك تقربلها
نظر للاسفل وقال بحرج : أنا….. ماكنتش اقصد بس اندفعت انا اسف يا ماما
تابعت زهرة بجمود : لو بتحبها خد خطوة جدية اتجوزها يا رازي ، أنا مش ام متسلطة عشان امنعك ، طالما أنك عايزها بس مش هسمح لحاجة دنيئة تحصل في بيتي ، أو تستغل بنت لمجرد انها مالهاش حد
مسح على خصلاته وقال : أنا معجب بيها بس
بترت كلمته قائلة : مافيش بس يبقى خلاص تتجوزها
رفع كتفيه وقال بابتسامة : اللي تشوفيه يا سنيوريتا
رمقته بنظرة جانبية وابتسامة متهكمة وقالت : اللي اشوفه انا برضو
ماخلاص بقى اسف والله
قال جملته هذه ووانحنى يقبل يدها وقال : وغلاوة عمران الرازي عندك تسامحيني
مسحت على خصلاته وقالت : الله يرحمه ما شافنيش الا ليلة الزفاف
ضغطت على كلمتها الآخرة كنوع من العتاب
أراد أن يهرب من عتابها فقال : ياااه انا تعبان اوي هطلع انام بقى يا سنيوريتا
كانت فريدة تتابع وقالت بغضب : اه يا زهرة يا حرباية ، اتصرف ازاي دلوقتي ، بتدبسني في الجواز بنت ال**** ،حسابك معايا بعدين .
أسرعت فريدة راكدة لغرفتها واجرت اتصالا هاتفيا
فريدة : الو ، نذار انا في ورطة ، والدة رازي طلبت منه يتجوزني
اتاها الرد ببرود شديد : وماله ، مايضرش
ردت بصدمة : يعني ايه يا نذار ، عايزني اتجوز الد أعدائي
نذار : لو عايزة تكملي انتقامك يبقى لازم توافقي
تابعت أمينة لقدر : وبعدها يا بنتي اتجوزها فعلا ، كان بيعمل اي حاجة عشان يسعدها والست زهرة كانت تتمنالها الرضى ، مرت سنة كاملة على جوازهم وخلال السنة دي كل عملية دخل فيها رازي تبع شغله كانت تفشل وماحدش عارف السبب مين بيسرب المعلومات ، وبرضو كل ما الست زهرة تطلب منها تجيبلها حتة عيل تتحجج بأي حجة لحد ما في يوم عيد ميلاد رازي
كانت فريدة تهبط الدرج بمرح وهي تقول بصوت جوهري : رازي ، رااازي
خرج من مكتبه وقال بضجر فقد كانت حالته النفسية سيئة لأنه لم يعتد على فشل عملياته الخاصة التي يقوم بها لطالما كان الأذكى واالادهى ..
رد رازي : نعم يا فريدة
فريدة بدلال علقت زراعيها في رقبته وقالت : أنا عازماك النهاردة على حفلة
فك يديها وقال : مش عايز ، أنا مش في أحسن حالاتي يا فريدة ياريت تأجيلها
ردت متصنعة الحزن : ولو قلتلك عشان خاطري هترفض
زم شفتيه ولم يرد
تابعت هي : اوعدك أن السهرة دي عمرك ما هتنساها يا رازي
كانت نبرتها متوعدة نوعا ما ، عقد حاجبيه ولم يفهم تلك النبرة .
وافق على مضض وقال : حاضر يا فريدة
قبضت على يده وهي تجره خلفها ، كان منساق خلفها بضيق
قالت هي بسعادة : تعالى عشان نظبط لبس مناسب للسهره دي
في المساء
قررت فريدة انا هي من ستقود السيارة
مر وقت طويل
هتف رازي بضجر : احنا رايحين فين يا فريدة ؟
ردت بتسلية : قولتلك سيبلي نفسك خالص انهاردة
وصلوا مكان شبه صحراء أوقفت السيارة وبمجرد هبوطهم اشتعلت الإضاءة تنير المكان اجمع .
عقد حاجبيه وقال بتأفف : فيه ايه يا فريدة وايه المكان دا
اقتربت منه قبلت وجنته
وهي تقول : كل سنة وانت طيب يا رازي ، ولا اقولك الوداع يا حبيبي
لم يفهم لذا قال : فريدة انتي عارفة ان اموري مش تمام اليومين دول في الشغل ، فهميني احنا هنا ليه
ردت بنبرة شريرة وقد تحولت نظرتها البريئة تماما : عيد ميلادك يا شيطان .
عقد حاجبيه وهزها وهو يقول : انتي شاربة حاجة ؟ فيكي ايه كلامك غريب ولهجتك أغرب
وفجأة خرج عشر رجال كلهم مسلحين مصوبين اسلحتهم عليه
ارجع فريدة خلفه ومد ذراعه ليحميها وقال : انتوا مين ؟
ثم تابع : اوك ، خليها تمشي ، وبعدها نشوف عايزين مني ايه
رد أحدهم بما جمد رازي : مايا هانم الحفلة بدأت
خرجت فريدة من خلفه و أعطاها أحدهم سلاحه صوبته على رأس رازي من الخلف التفت إليها بزهول كأن الصدمة الجمته ظل صامت لبرهة ثم قال : فريدة لو دا مقلب مش هرحمك
تعالت ضحكاتها وهي تقول : دا كابوسك يا رازي يا شيطان ، احب اعرفك بنفسي مايا رياض المنشاوي ، فاكر الاسم دا كويس ولا نسيت
عقد حاجبيه وضيق عينيه يحاول أن يستوعب ما تقول همس : رياض المنشاوي
ردت بغضب : ايوا رياض المنشاوي اللي قتلت ابنه واعتقلته بتهمة الفساد ، انت فاكر انك شاطر اوي وصاحب القبضة الحديدية زي بيسموك ، وانك احسن حد في الكون كله
لم ينطق بكلمة كان مغيب تماما من أثر الصدمة فريدة التي أعطاها كل شئ حب دفء بيت حنان عائلة واكيد قلبه تطعنه بظهره لكن فليضع مشاعره جانبا أنه وقت الحرب اما ان يخرج من تلك الحرب منتصر او منتصر لا يوجد خيار اخر لديه ، حاول استرجاع جزء من تركيزه باغتها على حين غرة مثل أنه فقد توازنه طاح حتى كاد يسقط شتت انتبهاها وسحب منها السلاح على حين غرة ، وجهه على جبهتها .
وقال : إنت جريئة بجد ، احيكي يا بنت المنشاوي على الجرأة دي ، تدخلي بيت السبع برجليكي تقعدي اكتر من سنة كمان دانتي عديتي ليفل الوحش ، لا وبتنتقمي كمان بس انتي شكلك ما بتتعلميش ماعرفتيش في الفترة دي مين رازي
انا لا يهمني انتي ولا العشر حريم بتوعك دول
أشار اليهم وقال : خليهم ينزلوا سلاحهم ، والا هفجر دماغك
هعد لحد ٣ لو مانزلوش السلاح ووقفولي صف واحد هارازي فيكم كلكم لحد ما يبانلكم صاحب ، وخلي ابوكي يقولك مين هو رازي صاحب القبضة الحديدية اللي مش عاجبك يا بنت ال***
بدأ رازي في العد : ١ ، ٢ ، ٢ ونص
وقبل ان ينطق ثلاثة سمع ما شتت انتباهه
صرخت : أنا حامل يا رازي ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندبات قدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى