روايات

رواية ناثرين الفصل السادس 6 بقلم سيلا

رواية ناثرين الفصل السادس 6 بقلم سيلا

رواية ناثرين الجزء السادس

رواية ناثرين البارت السادس

رواية ناثرين الحلقة السادسة

وكأن لعنة ما حلت بالبلدة التي تقطن بها صديقتنا ناثرين. فكلما تمر مأساة تأتي التي تنسي أختها. . وهذا ما أكده صاوباولوا عندما نادى على ناثرين وصديقه كوستيف. إذ اخبرهما بعد ان طلب من ناثرين ان تتحلى بالشجاعة. فصديقتها وصديقة اخته وجدوها في الغابة مشنوقة. هنا إنتفضت ناثرين وطلبت منه ان يوضح عن اي صديقة يقصد؟ فأخبرها فيونا جارتهم القديمة. فأخرجت من داخلها صرخة نصفها قذفتها للخارج والنصف المتبقي كتمته بيديها وعيونها وسعت يكاد البؤبؤ يخرج منهما واردف يقول ولكن المخيف بالموضوع انها وجدت بطنها مفتوحة المسكينة أخذ منها عضوين. ربما بعض الحيوانات المفترسة فعلت ذلك بها بعد ان إنتحرت بالشجرة.
فسألته لحظتها ناثرين مالذي وجدوه ناقصا من جسدها. فأخبرها صاوباولوا ماينقص كان الكلية اليمنى والرئة كذلك التي بنفس الجهة.
فعبرت ناثرين عما يحدث لهم . أن الامر بدأ يخرج عن السيطرة فكل مايقع مؤخرا ليس طبيعيا و الحيوانات المفترسة ليست من اخذت العضوين.فكيف لها ان تكون بتلك الدقة وهي مجرد حيوانات ليس بها عقل حتى تترك كل الجسد وتأخذ مابداخله.وتختار ايضا ماتأكله. وتممت بقولها أن هناك سفاح مابينهم وهذا ما تأكدت منه اليوم بزيارة قبر والدها… حينها حاول كوستيف تغليطها. ونصحها ان لا تعيد كلام مثل هذا حتى لايشاع بالبلدة كلام ليس له دليل. مما أشاد صاوباولوا بصحة ماتقوله ناثرين خاصة بعد ماروته عن ماوقع بالمقبرة. وأكد على وجوب الحذر وعليه ان يعلم اهالي البلدة بسرعة مما يحدث. حتى يقوموا بتوعيتهم على إئتمان سلامة اولادهم فوافقته ناثرين ودعمته ان يبدأ مهمة التحسيس للاهالي على الفور. مما بدى على وجه كوستيف الإنزعاج أثناءها استأذن ناثرين وصاوباولوا بداع انه له عمل مستعجل يقوم به حتى بعد إلحاح صاوباولوا عليه ان يصاحبه في مهمته مع بقية اصدقائه. لكنه إعتذر وقال له انه سيفعل ذلك لاحقا معهم بكل سرور.
مرت أيام وايام ولم تظهر حقيقة كل مايحدث. مما ادخل اهل البلدة في الخوف والهلع الدائم الذي تفشى بطريقة هستيرية على الجميع. فطالت شائعات اخرى خرافية. زادت من الامر سوء
حتى ناثرين. منذ ان وجدوا جثة والدها ينقص منها كبدها. وهي لاتكاد ان تطبق جفنيها على بعضهما البعض. الكوابيس والهسترة تملكتا منها. ولم تعد تقوى على التفكير وعودتها إلى طبيعتها مثل قبل مهما حاولت. اصبحت لا تخرج وتفضل الإبتعاد عن كل شيء وحتى لا تسمع بأخبار البلدة المريعة ايضا. ولكن عندما ضاق حالها وتعبت نفسيتها اخذت الاشهب وانطلقت به نحو منزل كوستيف كي تأخذه معها في جولة إلى المراعي ربما يتغير ميزاجها للافضل.
بعد وصولها إلى منزله نادته ناثرين من خلف الباب عدة مرات دون ان تتلقى استجابة منه ..فاسترجلت من جوادها وارادت حينها ان تدق الباب ولكنه فتح بمجرد لمسه ليصدر منه صريرا خفيفا.
بعدها دخلت ناثرين ببطء وهي لاتزال تنادي على كوستيف ظنا منها أنه يأخذ قيلولة. فبدأت تتقدم رويدا رويدا داخل المنزل.. كان البيت يوحي بالوحشة ويشعر بضيق الصدر مع انه كل من رآه يجده بسيطا. حتى اغراضه ليست بالكثيرة او الفوضاوية. الغرفة الكبيرة بها اريكتين وبضع مقاعد فردية وطاولة عليها مزهرية عتيقة بالوسط وبرواز لشخص عالم لم تتذكر لحظتها ناثرين عن شخصيته التي درستها سابقا في الثانوية. اما المطبخ فهو يقابله مباشرة ليس به سوى فرن صغير وبضع اواني لايتعدى استعمالها لفردين.
في تلك الاثناء ظهر لناثرين ان هناك غرفة اخرى في اخر الرواق فلم تبدي لها إهتماما وارادت ان تعود ادراجها وترجع لاحقا. لكن الفضول تملكها في تلك اللحظة. ارادت ان تطلع على اغراض كوستيف الخصوصية ومايفضله من عطور وألبسة. فبعد تردد كبير. إلا ان فضولها هو من ربح بالاخير.
وتقدمت نحو الباب وفتحته بهدوء. ولكن ما إن فتحته حتى خرجت من داخل الغرفة رائحة كريهة. دون إرادتها عادت للخلف ناثرين واغلقت بأصبعيها أنفها. ثم عادت للامام مجددا لترى مصدر تلك الرائحة البشعة. . ففتحت حينها الباب على مصراعية. فوجدت خلفه ستارا ثقيلا شفاف صنع من البلاستيك. فتعجبت لوجوده. فمالذي يريد عزله كوستيف بهذا الستار الغريب.؟ ثم رفعته وولجت داخل الغرفة. وصدمت مما رأته.. وبدأ شريط ذكريات ناثرين ينتعش مجددا بمخيلتها على التوالي. يوم اخبرتها صديقتها ليتسي ان الجار الجديد غريب الاطوار ويخبء امرا ما مريبا. ويوم رؤيته للشرطة. ويوم حمله للكيس الكبير الذي يقطر منه دما.. وتحذير فيولا من الغرباء. ولا يوجد غريب غيره.. وامورا اخرى تصدر من تصرفاته الغير متزنة التي لم تكن تفهما انذاك.
إنصدمت ناثرين مما تراه امامها وانتابتها رعشة بكامل جسدها. طاولة كبيرة بها مجهرين كبيرين. وبعض من المعدات والسكاكين والملاقط على اشكالها.والشيء المرعب بالموضوع مابين كل تلك الاغراض. وجود اعضاء بشرية مختلفة موضوعة هنا وهناك…كما توجد ثلاجة زجاجية تحمل ايضا مختلف الاعضاء متغيرة في الاحجام. صعقت ناثرين عندما رأت كذلك بعض الحلي مجتمعة كلها في علبة فوق الطاولة. ومن بينها خاتم ليتسي الذي اهداه لها صديقها التي كانت تحبه سابقا هنا لم تعد ناثرين ان تتمالك وتصمد امام كل ماتراه بأم عينها. فأخذت مجموعة من الورق المتناثرة في كل مكان. وخرجت تركض بسرعة مبتعدة عن المكان بسرعة. قبل ان يلاحظ وجودها كوستيف… ركبت الاشهب وانطلقت كالبرق لاتعرف لها وجهة. وكأنها كلما تبتعد. تجد نفسها قريبة من الرعب الذي خلفته وراءها.
حتى وصلت إلى ضفة النهر نزلت من على ظهر الاشهب وركضت نحو حافته. لتحمل مابين كفيها المياة وتدلقها على وجهها وفوق رأسها. لتكسوا نفسها بالمياه الباردة ثم اطلقت صرخة مدوية. اخرجت كل الوجع والندم الذي بداخلها.. فكيف بعد كل هذه السنين لم تحب قط كباقي الفتيات. وعندما جربت معنى الحب. احببته سفاحا.
عندما صفنت قليلا ناثرين واعادت شريط الاحداث الاخيرة مجددا مسحت دموعها. وقررت ان تفعل امرا يقف كل هذا الهرج الذي يقع لبلدتها. ويعيد لها إستقرارها وأمنها.
فعادت إلى منزلها. ولكن بحالة مزرية اصبح جسدها لايطاوعها على السير. فلولا الأشهب لما باتت في العراء.. عندما وصلت إلى المنزل إنتفضت بوجود كوستيف امام الباب ينتظرها. وهو يظهر عليه القلق والتوتر.. حينها اجمعت ناثرين قواها. وابتلعت خوفها فحيته بعناق كما كانت تفعل ذلك دائما ووصفت وجوده في تلك اللحظة بأنها مفاجأة حلوة بالنسبة لها. ولكن كوستيف لم يكن يسيطر على تصرفاته. لحظتها امسك بقوة كتفيها وسألها بحزم إن كانت هي من داست اقدامها وتجرأت لتدخل منزله بدون إذنه… فلم يكن رد ناثرين سوى بالنفي والإنكار. ثم انتبه إليها انها مبلولة. فجعلت من ذلك دليلا بأنها جنت لتغريها مياه النهر الدافئة . فدخلت تسبح في مياهها الراكدة لبرهة…
حينها انزل كوستيف يديه الممسكتين بكتفي ناثرين. وهو يمد انظاره لبعيد وهو يتمتم ويسأل مابين شفتيه. من إذا تجرأ على دخول منزله؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ناثرين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى