روايات

رواية مهرة الفصل الحادي عشر 11 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة الفصل الحادي عشر 11 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة البارت الحادي عشر

رواية مهرة الجزء الحادي عشر

رواية مهرة
رواية مهرة

رواية مهرة الحلقة الحادية عشر

“الفصل الحادي عشر”
ترددت كثيرًا وهي تنظر إلى ملامحه تراقب رد فعله بعد إنتهائه من المكالمة التي جاءته منذ قليل، انتفضت مجفلة عندما سمعت صوت حطام أحد الأكواب التي كانت وضعتها مع فنجان القهوة منذ قليل، حاولت سؤاله لكنها لم تقدر على مواجهته، لكنها حسمت أمرها فالبنهاية هو زوجها حتى لو كانت علاقتهما تشوبها الكثر من التوتر ولا تعلم إلى أين ستنتهي بها المطاف إلا أن واجبها يُحتم عليها الوقوف بجانبه، قامت من مقعدها وهمست بإرتباك جلي: في ايه؟
رمقها بنظرات شاردة ثم أشاح بنظره بعيدًا عنها عندما تدارك ما يفعله قائلًا بتنهد: مافيش حاجة
لم تصدقه لذا كررت سؤالها مرة أخرى، إلا أن الأخير صاح بحدة طفيفة: قولتلك مافيش
غفلت من عصبيته الغير مبررة على الإطلاق إلا أنها فضلت الإنسحاب بأقل الخسائر الممكنة فتلك هي المرة الأولى التي يُحدثها بتلك الطريقة، ألقت نظرة عابرة عليه قبل أن توليه ظهرها، ثم خطت بضع خطوات بإتجاه غرفة نومها وقبل أن تغلق بابها همست من بين شفتيها: تصبح على خير
رد عليها دون النظر إليها: تلاقي الخير
تقلبت يمينًا ويسارًا متأففة بضيق، فكلما حاولت غلق جفناها تراه أمامها بملامحه الغاضبة، صاحت بيأس تعتدل مكانها تسبه بينها وبين نفسها، لمَ بحق الله يشغل تفكيرها، حاولت أن تحظى بليلة هانئة إلا أنه حال بينها وبين نومها، تنهدت بقلة حيلة وهي تسب تلك العائلة بأكملها فأي لعنة وضعتها عائلة زهران بها وإلى أين سينتهي بها المطاف
أغلقت جفنيها محتضنة وسادتها تحاول طرده من بين خلجات عقلها هامسة في نفسها: نامي يا مُهرة الله يهديكِ
لم تكن هي الوحيدة التي تحاول الهروب من أفكارها بل هو الآخر كان سارح بأفكاره لبعيد يتذكر يومه الأول عندما خطى أولى خطواته بداخل منزل محمد زهران ذلك الجد المتعجرف الذي لولا موت والده المفاجئ لما كان تحدث معهم من الأساس، تم إحضاره إلى المنزل هو ووالدته وذلك ليس خوفًا على الحفيد لكن خوف من كلام الناس فكيف لكبير عائلة زهران أن يرضى بأن يتم تربية حفيده خارج منزله، خضع هو ووالدته للأمر دون نقاش تاركًا حياة إعتادها ليقع بين براثن حياة لم يعلم عنها شيء سوى من حكاوي والدته “جميلة” كي لا يشعر بفقدان الأب لكن ما لم تعلمه بأنه كيف له أن يفتقد شيء حُرم منه من الأساس، لم يشعر يومًا بأن والده على قيد الحياة وكيف له أن يشعر به وهو لم يتواجد!
فمنذ نعومة أظافره ووالده تركهم وذهب بعيدًا عنهم مع زوجته الثانية، زوجته التي تزوجها إرضاءً لوالده لكنه لم يرضى لذا قرر الذهاب بها بعيدًا التي فور زواجها انجبت فتى يصغره بعامين ومن بعده فتاة تصغره بثلاث أعوام
تذكر معاملة جده لأشقائه وحنوه عليهم دونه، لم ينسى أبدًا ولن ينسى، لكنه لم يكره وكيف له أن يكره عائلته، يعلم بأن جده حنون لكنه يحاول إخفاء ذلك خاصةً عليه ولم يعلم له سبب إلى الآن!
تأفف ناظرًا إلى باب غرفتها يحاول منع نفسه عنها لكنه لم يستطع، لذا قرر ما لم يرضى فعله منذ البداية وهو الولوج إلى غرفتها وليحدث ما يحدث.
فتح باب الغرفة بهدوء كي لا يوقظها تأملها قليلًا قبل أن يرقد بجانبها يحتضنها وهي معطية لها ظهره ثم أغمض عيناه ليغرق بثبات عميق راميًا قلقه بعيدًا
**********************************************************************
ضحكت كاريمان بغنج وهي تقترب منه لتقطع المسافة التي بينهما دون مراعاة لنظرات الإشمئزاز التي طالعتها بها الموظفة قائلة برقة مطصنعة: حبيبي مش يلا بقى نمشي علشان خلاص زهقت
حاول التملص من يدها وهو يبعدها عنه قليلًا: حاضر حالًا
لم تهتم بما فعله لذا قررت الجلوس فوق مكتبه واضعة ساف فوق الأخرى، إلا أن الآخير وقع الأوراق سريعًا ثم أعطاها للموظفة وبابتسامة مصطنعة أمرها بالخروج، بعد تأكده من خروج الموظفة نظر إلى خطيبته شذرًا صائحًا بها: ايه اللي بتهببيه ده يا كاريمان؟
لم تهتم لتساؤله وهي تضع قبلة على وجنته قائلة: وحشتني
ضحك بسخرية عما قالته للتو: وده من امتى؟
تمتمت بصوت خفيض وأناملها ما زالت على صدره: من وقت ما شوفتك
كادت أن تفقد توازنها عندما أشاح بيدها عنه بقوة ومعالم السخرية تعتلي معالم وجهه: ألعابك الدنيئة دي مش هتخيل عليا يا كاريمان إحنا هنا علشان اتفقنا وبس ياريت ماتنسيش ده وتحاولي تتعدي حدودك معايا
ظنت بأنه نسى ما صدر منها آخر مرة، كانت مخطأة في ظنها لكنها لن تستسلم فما زالت زمام الأمور بيدها ولن تتهاون تلك المرة لكنها فضلت التراجع فالآن ليس الوقت المناسب فيما تفكر فيه، لذا رفعت ذراعيها باستسلام قائلة: هسمع كلامك في الوقت الحالي
تأفف من الوضع الذي فرض عليه لكن ما باليد حيلة مادام يبغى الوصول إلى مبتغاة فلابد من وجودها حاليا
حكيم
لم يرد عليها بل ظل على حاله يرمقها بنظرات باردة دون حديث لذا استرسلت بحديثها: خطتك ايه دلوقتي؟
بابتسامة جانبية على ثغره أجابها: هو اللي هيعمل مش أنا
كاريمان: يعني ايه؟
حكيم: يعني هو اللي هيقوم بالخطوة الأولى مش أنا
*******************************************************************
أغلقت باب منزلها بهدوء تلتفت يمنة ويسارا بريبة فآخر ما تريده هو رؤية ذلك الجار اللزج الذي يحيطها كلما ذهبت، لا تعلم من أين آتى، فكرت كثيرا بإخبار “عبد الرحمن” إلا إنها تراجعت في اللحظة الأخيرة فأخيرًا وبعد طول انتظار وافق على عملها، كان حلم بعيد المنال فكيف لحفيدة محمد زهران أن تعمل وتجعل من سيرة جدها “لبانة على كل لسان” ارتسمت ابتسامة سخرية على جانب ثغرها الأيمن عندما تذكرت جدها الذي طوال عمرها لم يعطف عليها أو حتى ينظر إلى وجهها ولو لمرة واحدة، تنهدت بيأس وهي تهبط الدرج عارية القدمين وبيدها حقيبة عملها السوداء وبالأخرى حذائها الأسود، تنفست براحة وما أن همت بالخروج من العقار حت داهمها سماع صوته من الخلف: صباح الخير يا مدام سهر
زفرت بضيق وحنق يعتري ملامحها وانقباض قلبها المفاجئ وهي تدعو الله بأن يمر يومها بسلام وبالأخص عندما رأته، فكلما تراه يحدث معها مصيبة جديدة، حاولت رسم ابتسامة صفراء على ثغرها وهي تدور تُجيب تحيته: صباح الخير يا أستاذ لطيف
نطقت اسمه بسخرية وبداخلها تقول بأنه اسم ليس على مسمى على الإطلاق
ضحك الرجل بسماجة وعيونه تتفحصان ما ترتديه بوقاحة كادت أن تخرج معها مقلتيه، أقسمت بينها وبين نفسها لو كان الأمر بيدها لأقتلعتهما من جذورهما
خير يا أستاذ لطيف عايز حاجة؟
-كنت بس عايز أقولك أن الولاد كانوا عاملين دوشة إمبارح وأنا ماعرفتش أنام
تأففت بحنق وهي تهز رأسها قائلة: معلش إن شاء الله ابقى أشوف الموضوع ده لما أرجع
لحقها يمد ذراعه قائلًا: استني بس
نظرت إلى يده الممتدة التي طاوها خلف ظهره: بقولك ايه لو في حاجة ياريت تقولها علشان ورايا شغل واتأخرت عليه
وكما توقعت تطرق إلى عدة مواضيع ليس لها علاقة ببعضها البعض منتظرة بأن يفيدها ويدخل بصلب الموضوع بسرعة إلا أنه ظل يتحدث إلى أن فاض بها الكيل لتصرخ به بعصبية تشير إلى ساعة يدها: شايف الساعة كام دلوقتي؟
صمت هنيهه تتابعه بحنق وهي تزم شفتيها قائلة: الساعة بقت 8 يا أخي حسبي الله ونعم الوكيل فيك، ابعد بقى
راقبها بصمت وهو يتأملها بنظرات ليست مطمئنة على الإطلاق
***********************************************************************
تابعته بنظراتها دون حديث وهو يكمل عمله بهاتفه وبينما كان يتحدث تفاجأت به وهو يقول بأنهما سيكونان بالقاهرة في أقرب وقت ممكن ثم اغلق الهاتف يأمرها بأن تذهب لتحضير حقائب سفرهما بسرعة، عقدت ما بين حاجبيها تصيح به بعصبية: هو ايه اللي روحي حضري الشنط، مايكونش أنا خادمتك وأنا ماعرفش
رفع عيناه إليها دون حديث إلا أنه قام من مقعده يرمقها بنظرات أقسمت بينها وبين نفسها لو كانت النظرات تحرق لكانتن رمادًا الآن، أذدرقت ريقها وهي تراه يقترب منها بهدوء م قبل العاصفة يهمس بصوت غامض: لعبة القط والفار اللي من ساعة ما تاجوزنا دي لو عجبتك ياريت تقفلي عليها النهاردة علشان أنا مش هسكت كتير، وياريت من غير كلام كتير تروحي تلمي حاجتك أنتِ وبنتك وفي خلال ساعة يا مُهرة لو ماكنتيش جاهزة قسمًا عظمًا لهتشوفي وش عمر ما في حياتك تخيلتيه
انتفضت مجفلة تتراجع للخلف وهي تراقب معالم وجهه الغاضبة وعروق رقبته المنتفضة تحاول فهم ما يجول بذهنه، أرادت أن تعترض تصرخ لكنها أمأت برأسها بإيجاب تعدو من أمامه، وفور أن ولجت إلى غرفتها تنهدت براحة وهي تضع يدها على صدرها الذي كان يعلو ويهبط من خوفها منه، ثم نظرت إلى الباب المغلق وهي تجز على أسنانها بغيظ شديد تتوعد له بينها وبين نفسها: استنى عليا بس يا غيث أما كنت اسود عيشتك على اللي عملته مبقاش مُهرة
أنا لازم أرجع يا عمي
أمأ رأسه بتفهم قائلًا: طب وأنت جاهز تقابله يا غيث؟
لم يعلم بما عليه أن يُجيبه هل هو على أتم الإستعداد لتلك الممواجهة التي طالما انتظرها منذ سنوات عديدة، أم ليس أنه فقد شجاعته في الوقت الحالي
شعر بيد عمه على كتفه وهو يربت عليه بحنو بالغ: أنتم الإتنين غاليين عليا علشان كده ومهما بلغت بيكم عداوتكم أوعى تنسى أبدًا أنكم لبعض في النهاية برضه
أمأ برأسه بتفهم: عارف يا عمي ويمكن يكون هو ده اللي مخليني متردد في المواجهة دي دلوقتي
ربيع: كانت جاية جاية يا ولدي، النهاردة بكرة كانت هتيجي ولازم تخلصوا اللي بينتكوا ده وتصلحوا اللي بينكوا في أقرب وقت، أنتوا لستكوا صغار وماتفهموش حاجة واصل من اللي حوصل وجتها
ابتسم غيث فعمه مهما حاول إخفاء توتره فهو يعرفه حق المعرفة فكلما تحدث بلهجة الصعيد يعلم بأن هناك شيء يدور حوله لكنه يحاول إخفاءه عنه لذا سأله: ايه اللي بيحصل يا عمي؟
ابتسم قائلًا: عرفت على طول اكده
غيث: أصلك اتكلمت صعيدي
ربيع: لازم تقوم تشوف جدك وهو ده اللي موترني
غيث: علشان هقوله على حكيم
رفع اثناهما نظرهم إتجاه الصوت الذي تدخل يبنهما: هو عرف خلاص ومستنيك يا غيث في المكتب
أذدرق ريقه بصعوبة وهو يقوم من مجلسه بخضوع لكلام عمه
راقب اثناهما خطوات غيث المترددة حتى اختفى من أمامهما: هو عرف منين؟
مصطفى: حكيم اتصل بيه
اندهش مما قاله لذا سأله مرة أخرى: بتقول مين؟
أجابه الأخير دون إبداء أي مشاعر: حكيم
ربيع: يا ترى مجهز لينا ايه المرة دي يا حكيم
جلس مصطفى واضعًا ساق فوق الأخرى: خطب بنت يحيى علوان
جلس ربيع بجوار شقيقه الأكبر وملامح الدهشة تتجلى على معالم وجهه يتمتم بتوهان ومعالم شاردة: يا ترى بتخطط لأيه يا حكيم
مصطفى: أكيد لعبة جديدة من ألعابيه
*****************************************************************
طرق على الباب بخفة ينتظر الأمر بالدخول وفور سماعه له ولج إلى الداخل بخطوات مترددة لكن ثابتة وقف أمام مكتبه ينتظر أمره ليجلس لكن الأخير لم يهتم لذلك ودخل بصلب الموضوع يتحدث بصوت حازم: أكيد عرفت بمجيته
أمأ براسه دون حديث لذا استرسل الأخير بحديثه دون الإلفتات له: جهزت شنطك
تحمحم قبل أن يجيبه: أ.. أيوة
محمد: اسمعني كويس، أنا مش عايز حد يعرف باللي بيحصل بينتكوا وفي نفس الوجت عينك تكون مفتحة كويس جوي على المجموعة وعليه وخصوصًا على العجربة بنت يحيى علوان
تيبس مكانه عندما سمع عنها يتسائل: هي معاه
أمأ بهدوء: بيجول أنه خطبها
غيث: ايه؟
لم يهتم لسؤاله يسترسل بحديثه: عينك عليه وعلى نور من بعيد لبعيد، متنساش أن نور لساته صغار بشغلنا وحكيم مش هيهدى غير لما يضمن أن الكل في صفه، فاهمني طبعًا
غيث: ايوة
محمد: تمام، توكل على الله
وفور أن مد يده على الباب ليفتحه سمع جده: خلي بالك من مرتك وبتك
دار على عقباه ينظر إلى جده الذي قال: أسما بجت بتك دلوج مش كده ولا ايه؟
غيث: أكيد
******************************************************************
تؤمرني بحاجة تانية يا فندم؟
نظرت إلى المضيفة التي كانت تتحدث مع زوجها بدلال قائلة: لا يا عيون الفندم مش عايزين حاجة تاني
تأففت الأخيرة لكنها حاولت رسم ابتسامة مطصنعة ثم دارت على عقباها ذاهبة بعيدًا عنهم أما عنها فلكزته بخصره بقوة هامسة بصوت مسموع: حاسب ليجرالك حاجة
ابتسم قائلًا: ايه ده مش ممكن طلع عندك دم وبتغيري؟
أطلقت ضحكة ساخرة: فشر، أنا اغير من دي، ايش جاب لجاب أصلًا
غيث: أقله هي بتتكلم برقة مش عبد الشكور اللي قاعد جنبي
نظرت غليه شذرًا دون حديث لكن بينها وبين نفسها عليها الإعتراف على الأقل بأن معه حق فيما قاله، لقد شعرت بغيرة غير مبررة عندما اقتربت منه تلك الفتاة ولكن لمَ ذلك؟ أخرجها من تساؤلاتها صوت صراخ فتاتها تعلن بأن وقت طعامها قد أتى، قام من مجلسه ليأتي بقارورة اللبن الخاصة بفتاته وبدون مقدمات التقط منها الفتاة ليطعمها بنفسه، تعجبت مما فعله لذا سألته: انت بتعمل ايه؟
غيث: بأكلها!
مُهرة: ايوة ما أنا شايفة ده، ليه بتعمل كده؟
غيث: علشان هي بنتي ولا نسيتي أن أنا اللي سميتها أصلًا؟
أغرورقت مقلتيها بالدموع لكنها حاولت إخفاء ذلك عندما التفتت برأسها لمكان آخر تمسح دمعة متمردة سريعًا بسبابتها ثم نظرت غليه مرة أخرى وهو يحتضن الفتاة بحنان وكأنه يخبر العالم بأن تلك لافتاة ملكه هو فقط
كانت تعلم بأنه مهما بلغ بينهما الخلاف إلا أنه مختلف عن زوجها الأول لكن ليس إلى تلك الدرجة.
فتح الحارس بوابة فلتهم الخاصة عندما سمع صوت بوق السيارة، وقبل أن يخبره ما أراد كان هو يدلف بسيارته الفارهة بالداخل، وفور ولوجهم تفاجئ بالذي يحيه بسماجة
متوقعتش أنك تيجي بالسرعة دي للدرجادي وحشتك
غيث: حكيم
مُهرة بدون فهم: مين ده يا غيث؟
أجاب بالنيابة عنه: أنا أبقى حكيم أخوه الصغير

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى