روايات

رواية منقذي الزائف الفصل الثامن 8 بقلم بتول علي

رواية منقذي الزائف الفصل الثامن 8 بقلم بتول علي

رواية منقذي الزائف الجزء الثامن

رواية منقذي الزائف البارت الثامن

رواية منقذي الزائف الحلقة الثامنة

خرجت أماني من سيارة الأجرة وأعطت المال للسائق ثم توجهت نحو إحدى البنايات الشاهقة.

استقلت المصعد وانتظرت حتى وصلت إلى الطابق المنشود ثم سارت نحو إحدى الشقق والتي كان بابها مفتوح ومعلق بجواره لافتة مكتوب عليها (مكتب المستشار القانوني صلاح حسين)

استقبلتها فتاة عشرينية وأشارت لها أن تجلس على أحد المقاعد وهي تقول:

-“اتفضلي يا مدام أماني، ثواني وهبلغ الأستاذ صلاح وهقوله أن حضرتك وصلتِ”.

أومأت أماني موافقة وانتظرت حتى ذهبت الفتاة إلى الداخل ثم عادت إليها بعد بضع ثوانٍ وهي تهتف:

-“الأستاذ صلاح مستني حضرتك جوة في المكتب”.

دلفت أماني إلى غرفة المكتب ورحب بها صلاح وطلب منها أن تجلس قبل أن يسألها:

-“تحبي تشربي إيه يا مدام أماني؟”

ردت عليه أماني باقتضاب:

-“شكرا جدا لحضرتك مفيش داعي، أنا جاية أستشير حضرتك في موضوع مهم ومش هاخد كتير من وقتك”.

طلب صلاح من سكرتيرته أن تقوم بإحضار كوبين من العصير ثم جلس أمام أماني قائلا:

-“اتفضلي يا أستاذة أماني قوليلي إيه الموضوع اللي حضرتك عايزة تاخدي استشارتي فيه وإن شاء الله أقدر أفيدك وأساعدك”.

أخذت أماني تخبره بجميع التفاصيل المتعلقة بقضية أحمد وقصته مع هبة وما قام به عندما أرادت أن تتركه وتتزوج بغيره.

استمع صلاح إلى حديث أماني بتركيز شديد للغاية حتى يحلل جميع التفاصيل التي تقصها عليه ويتمكن من إعطائها تقرير موجز عن موقف ابنها القانوني والعقوبة التي تنتظره عند استيقاظه من غيبوبته.

انتهت أماني من سرد تفاصيل قضية ابنها وانتظرت رأي صلاح الذي تحدث بعدما ارتشف قليل من العصير الذي أحضرته السكرتيرة قبل بضع لحظات:

-“بصي يا مدام أماني، أنا هكون صريح معاكِ وهحاول أوضح ليك الصورة كاملة، أحمد متهم بابتزاز هبة وفبركة ونشر صور مخلة ليها وده في حد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن مدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد عن خمس سنوات ده غير طبعا الغرامة المالية ولو حاول يجبرها من خلال تهديده ليها على فعل شيء مخل بالشرف ساعتها هيبقى مصيره السجن المشدد بس اللي أنا فهمته من كلامك أنه مطلبش منها فعل أي شيء مخل بالشرف وده معناه أنه كده مش هيكون مصيره السجن المشدد”.

تساءلت أماني وهي تشعر بالخوف على ابنها فهي لا تريده أن يقضي ليلة واحدة داخل السجن:

-“طيب يا أستاذ صلاح هو مفيش أي طريقة تساعدنا نطلعه من القضية دي خالص؟”

أطلق صلاح تنهيدة قصيرة قبل أن يجيب بجدية:

-“الحالة الوحيدة اللي ممكن أحمد يخرج فيها من القضية دي خالص هو أننا نثبت أنه ملهوش أي علاقة بنشر صور هبة وبالنسبة لموضوع أنه ابتزها وهددها فأنا على حسب ما فهمت من كلامك أنها مش معاها أي شيء يثبت أنه هددها من الأساس”.

تحدثت أماني بصوت مبحوح بعدما ابتلعت غصة مريرة لا تقل في قسوتها عن القهر الذي تشعر به:

-“الكل مصدق أن أحمد هو اللي نشر الصور المتفبركة لهبة بس أنا متأكدة أنه مستحيل يعمل حاجة زي دي حتى لو كان هددها في لحظة غضب بأنه هيعمل كده لو هي سابته وواثقة مليون في المية أن فيه شخص تاني استغل كل اللي حصل عشان يخلص من ابني”.

رفع صلاح أحد حاجبيه وهو يسألها بدهشة:

-“أنتِ عندك شك في حد معين وشايفة أنه هو اللي استغل تهديدات أحمد لهبة عشان يوقعه في الفخ ده؟!”

احتدت نظراتها وسيطر الجمود على ملامحها قبل أن تردف بصوت يحمل الكثير من الغضب والحقد الذي يستوطن قلبها:

-”أيوة طبعا فيه شخص أنا شاكة فيه وواثقة أن هو اللي عملها ومفيش حد غيره له يد في كل اللي حصل مع هبة وأحمد”.

وقبل أن يسألها صلاح عن هوية هذا الشخص الذي تشك به أخذت تتحدث وتخبره بكل شيء يخص ابنها وطفولته ووضحت له الأسباب التي تجعلها واثقة بكل كلمة تقولها.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

-“ألف مبروك يا مروة، ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتي، أنتِ متعرفيش أنا فرحت ليكِ قد إيه لما أنتِ قولتي أنك حامل”.

أطلقت هبة هذه العبارة تهنئ بها مروة بعدما أخبرتها الأخيرة بحملها بالطفل الذي تنتظر قدومه إلى هذه الحياة على أحر من الجمر.

ظهرت ابتسامة واسعة على شفتي مروة وهي تردد بفرحة:

-“الله يبارك فيكِ يا حبيبتي وعقبالك، أنتِ مش متخيلة أنا مبسوطة إزاي النهاردة وفرحتي زادت لما أنتِ جيتي تزوريني هنا في شقتي”.

منحتها هبة بسمة بشوشة وهي تقول:

-“أنا جيتلك النهاردة عشان أقولك على حاجة هتفرحك أوي”.

تحمست مروة لسماع ما ستقوله هبة وظهر هذا الأمر في قولها:

-“طيب ومستنية إيه؟ قولي بسرعة وفرحيني معاكِ”.

ابتسمت هبة ورفعت كفها الأيمن في وجه مروة قاصدة أن تريها الخاتم الذي أحضره مالك كهدية بمناسبة عيد ميلادها:

-“أنا ومالك هنتخطب يوم الخميس الجاي وأنتِ أول واحدة تعرفي بالموضوع ده”.

وعلى عكس ما توقعت هبة فقد اختفت الابتسامة من وجه مروة التي رددت باستنكار شديد يشوبه الكثير من الحدة:

-“إيه الكلام اللي بتقوليه ده يا هبة؟! مالك مين اللي أنتِ هتتخطبيله يوم الخميس الجاي؟!”

أجابت هبة وهي تشعر باستغراب شديد من تبدل حال صديقتها:

-“يعني هيكون مالك مين اللي هقصده بكلامي يا مروة؟ هو إحنا نعرف كذا واحد اسمه مالك؟!”

تأملت هبة ملامح مروة التي احتقنت قبل أن تضيف:

-“أنا فكرت أنك هتفرحي لما تعرفي أني نسيت أحمد وهقدر أكمل حياتي مع شخص بيحبني، مكنتش متصورة أنك هتضايقي بالشكل ده!!”

هبت مروة واقفة وهي تصيح باستهجان شديد فما سمعته على لسان رفيقتها يعد وجه من أوجه الجنون الشديد:

-“حب إيه ونيلة إيه بس اللي بتتكلمي عنه، هو أنتِ مستوعبة أصلا وفاهمة معنى الكلام اللي بتقوليه ومدركة أنك عايزة تتخطبي لمالك أخو الحية آية اللي لجأت للسحر عشان تفرق بيني وبين جوزي!!”

شعرت هبة بالضيق بسبب الحكم المتسرع الذي أصدرته مروة في حق مالك وحاولت أن تدافع عن القرار الذي اتخذته بقولها:

-“أنا مقدرة شعورك يا مروة وعارفة كويس أن آية غلطت في حقك بس مينفعش أحكم على شخصية مالك وأنكر كل حاجة حلوة شوفتها منه لمجرد أنه يبقى أخو آية”.

ارتفع صوت مروة وصاحت بنبرة حازمة:

-”كون أن مالك يبقى أخو آية فده سبب كافي يخليكِ تفكري مليون مرة قبل ما ترتبطي بيه”.

سيطر الحزن على ملامح هبة التي حملت حقيبتها تنوي المغادرة ولكن أمسكت مروة بذراعها صارخة:

-“مش هتمشي من هنا يا هبة غير لما تعقلي وتفوقي من الجنان اللي أنتِ فيه”.

سحبت هبة ذراعها من كف مروة وابتلعت غصة داخل حلقها قائلة بهدوء مزيف:

-“واضح أن أعصابك تعبانة شوية يا مروة ومزاجك مقلوب بسبب الحمل، يستحسن أنك ترتاحي دلوقتي وأنا هبقى أتكلم معاكِ في وقت تاني على ما تكوني عقلتي”.

غادرت هبة تاركة خلفها مروة التي صعقت بسبب الكلام الذي سمعته وهتفت بلهجة مريرة وهي تضرب كفيها ببعضهما:

-“خسارة يا هبة، دي المرة التانية اللي بتتجاهلي فيها نصيحتي وبتنسي أني صاحبتك اللي بتحبك وخايفة عليكِ”.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

مرت الأيام وجاء يوم الخميس الذي أُقيمت به حفل خطبة كل من مالك وهبة.

حضرت مروة الحفل برفقة زوجها وحماتها وهي تشعر بالحزن الشديد بسبب تجاهل هبة لنصيحتها أما آية فلم يكن يهمها كل ما يحدث حولها فهي لا يشغل بالها سوى شيء واحد وهو التخلص من مروة وجنينها في أقرب فرصة ممكنة حتى تتمكن من تنفيذ الخطة التي وضعتها في رأسها وعقدت العزم على القيام بها.

تمت الخطبة وسط تصفيق جميع الحضور وسعادة مالك لأنه ارتبط بالفتاة التي يحبها وسوف يتزوج بها في وقت قريب.

كانت الابتسامة ظاهرة بوضوح على وجه هبة ولكن اختفت تلك البسمة بعدما أحضرت إحدى الفتيات دب محشو وأهدته لهبة وهي تقوم بتهنئتها وتتمنى لها السعادة.

لم تشعر هبة بالسعادة عندما تلقت تلك الهدية لأنها ذكرتها بالدب المحشو الذي أحضره لها أحمد في وقت سابق بعدما خرج من المصحة وتعافى من الإدمان مثلما كان يزعم.

عادت هبة بذاكرتها إلى الوراء عندما أتى أحمد إلى منزلها وهو يحمل صندوق كبير وضع بداخله دب محشو وأهداه لها.

عقدت أسماء يديها بعدما فتحت الباب ووجدته أمامها ثم هتفت بتبرم:

-“خير يا أستاذ أحمد، إيه اللي جابك عندنا؟ هو أنت مش ناوي بقى تحل عننا وتسيبنا في حالنا؟!”

كتم أحمد ابتسامة شامتة ملحة كادت تظهر على شفتيه وتحدث ببرود تعمد من خلاله أن يغيظها:

-“إزيك يا حماتي الغالية، عاملة إيه يا حبيبتي، أنا جاي عشان أشوف خطيبتي، ممكن لو سمحتِ تروحي تناديلها وتعرفيها أن أنا جيت”.

كزت أسماء على أسنانها وتوجهت نحو غرفة ابنتها حتى تخبرها بقدوم خطيبها وهي تقاوم رغبة ملحة تدفعها لخدش وجه أحمد الذي يتعمد استفزاها في الآونة الأخيرة خاصة بعدما عارضتها هبة وأصرت على أن تتم الخطبة قائلة أنه إذا لم يحدث ذلك فسوف تؤذي نفسها.

خرجت هبة على الفور من غرفتها عندما علمت بوجود خطيبها وجلست أمامه في غرفة الصالون أمام عيني أسماء التي ساقت نفسها مجبرة نحو المطبخ حتى تعد فنجان شاي لأحمد.

لم يمضِ سوى بضع دقائق قبل أن تعود أسماء إلى غرفة الصالون وهي تحمل فنجان الشاي وكأس من الماء تعمدت أن تسكبه على أحمد أثناء تقدميها له بطريقة جعلتها تبدو لا تقصد القيام بذلك.

-“معلش يا أحمد، مكنتش أقصد أوقع الكوباية عليك”.

شعرت هبة بالإحراج من تصرفات والداتها التي تظن أنه لا يفهمها أحد ونظرت إلى أحمد باعتذار ولكنها تفاجأت به يبتسم بمكر ويقول:

-“ولا يهمك يا حماتي، ده تصرف طبيعي من أي واحدة كبرت في السن وبقى عندها رعشة في إيديها”.

ازداد شعور أسماء بالغيظ لدرجة جعلها تتمنى لو أنها قامت بسكب فنجان الشاي بدلا من كأس المياه.

استغلت هبة ابتعاد والدتها وعودتها إلى المطبخ حتى توبخ أحمد الذي هتف بسرعة مدافعا عن نفسه:

-“قبل ما تقولي أي حاجة يا هبة أظن أنتِ شوفتي كويس أن هي اللي بدأت ورمت عليا المية وأنا عملت نفسي أهبل ومش فاهم حاجة عشان خاطرك وكده يبقى عداني العيب وقزح”.

صوت مالك وهو يخبرها بمدى سعادته بهذه الخطبة كان كفيل بجعل ذهنها يعود إلى الحاضر مرة أخرى.

هتفت هبة بسعادة مصطنعة:

-“وأنا كمان يا مالك مبسوطة أوي أننا اتخطبنا لبعض”.

ابتسم مالك وتأمل وجه هبة للحظات قبل أن يقول:

-“أنا بوعدك دلوقتي أني هحاول على قد ما أقدر أني أسعدك وأخليكِ مبسوطة”.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

داخل حجرة صغيرة في منزل بسيط ومتواضع يدل على توسط حال ساكنيه من حيث الإمكانيات المادية كان يسير شاب في الثلاثين من عمره ذهابا وإيابا وهو يمسك بهاتفه قبل أن يلقي به على السرير وهو يتمتم بعصبية:

-“أنا بقالي يومين بحاول أتصل بيها وهي مش بترد مع أني منبه عليها مليون مرة أنها تخلي الموبايل جنبها وترد عليا أول ما أكلمها”.

زفر بسأم بعدما سمع صوت والدته التي كانت تصيح بصوت عالٍ:

-“تعال يلا يا شادي افطر معانا قبل ما تروح تصلي الجمعة عشان أول ما تيجي من الصلاة تروح تبيض شكارة الأرز بدل ما أنت قاعد طول النهار في أوضتك وماسك الموبايل ومفيش وراك لا شغلة ولا مشغلة”.

كظم شادي غيظه هاتفا بنزق وهو يتوجه إلى الصالة حيث تجلس والدته:

-“حاضر هبقى أروح أعمل الشكارة بعد ما أجي عشان أرتاح من الزن بتاعكم”.

مصمصت والدته شفتيها قائلة باستنكار:

-“إيه اللي مزهقك عليا على الصبح، أنا قايلة قدامك بقالي أسبوع على موضوع الشكارة ده”.

صاح بسخط قبل أن يدس شطيرة الفلافل داخل فمه:

-“طيب ما تقولي للمحروسة بنتك تروح تعملها ولا هي على إيديها نقش الحنة”.

نظرت والدته للأعلى وهي تردد بحسرة:

-”عوض عليا عوض الصابرين يا رب، الواحدة بتبقى نفسها تجيب ولد عشان تتسند عليه لما تكبر وفي الأخر بيجي المحروس وبيكون قاعد طول النهار في البيت زي النسوان وعايز أخته هي اللي تشيل كل حاجة فوق دماغها”.

لم يكترث شادي كثيرا لحديث والدته التي كانت توبخه بشكل ضمني لأن باله كان مشغولا بالسبب الذي جعل حبيبته لا تجيب على اتصالاته.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

الحسرة وخيبة الأمل، هذا ما شعر به رضا بعدما علم بخطبة ابن أخيه الذي لم يكلف نفسه ويقوم بدعوته وكأنه شخص غريب عنه ولا يعد بمنزلة والده.

استغربت أماني التي كانت تجلس أمام زوجها على مائدة الإفطار من وجوم ملامحه وعدم تحدثه بأي كلمة منذ خروجه من غرفته وهذا الأمر أصابها بحيرة شديدة جعلتها تسأله:

-“مالك يا أبو أحمد، فيك إيه؟!”

رفع بصره نحوها وتأمل وجهها لبرهة قبل أن يلقي أمامها الخبر الذي أصابه بصدمة بعدما علم به:

-“مالك وهبة اتخطبوا لبعض إمبارح”.

لم تتفاجأ أماني مثلما تصور رضا فهي كانت تتوقع أن شيئا كهذا سوف يحدث في وقت قريب وذلك بعدما لاحظت تقرب مالك من هبة وحرصه على تواجده بقربها.

نظرت أماني إلى زوجها وهي تهتف بمكر فقد جاءت أمامها الفرصة التي لطالما انتظرتها ويجب عليها أن تحسن استغلالها:

-“بس غريبة أوي يا رضا، أنت ليه جاي تقولي على الخطوبة بعد ما تمت، مش المفروض كنت تعرفني إمبارح عشان نروح ونبارك ليهم ولا أنت شايفني واحدة حقودة ومش بتمنى الخير لابن أخوك”.

اندفع رضا قائلا بعصبية:

-“أنا معرفتش أي حاجة عن الموضوع ده يا أماني غير النهاردة لما صحيت من النوم بعد ما واحد صاحبي اتصل بيا عشان يباركلي”.

تركت أماني مقعدها وجلست بجوار زوجها ولوت شفتيها مرددة بسخط:

-“إخص عليه، أما عيل قليل الأصل بصحيح، عامل زي أمه الله يرحمها مكانتش بتفهم في الأصول ولا تعرف حاجة خالص عن الواجب والذوق وهو ما شاء الله طلع ليها في كل حاجة”.

ظهر الحزن في عيني رضا وهو يقول:

-“أنا مش فاهم هو ليه عمل كده؟! صحيح هبة كانت خطيبة ابني بس أنا أكيد مش هزعل منه ولا هتمنى ليه السوء لأنه خطبها وده لأني فاهم كويس أن الحاجات دي كلها في الأول وفي الأخر تبقى قسمة ونصيب”.

نظرت أماني في عيني رضا مباشرة وهي تتحدث بجدية تامة أرادت من خلالها أن تجعل زوجها يرى جميع الأمور التي غفل عنها في السابق:

-“مالك عمره ما كان بيحب أحمد وأنا دايما كنت بشوف نظرات الحقد في عينيه وخاصة بعد ما أحمد قدر يجيب في الثانوية مجموع يدخله كلية الهندسة وهو جاب أربعة وسبعين في المية ودخل في الأخر كلية التجارة”.

لمع بريق النصر في عيني أماني بعدما لاحظت أن حديثها قد نال درجة عالية من اقتناع زوجها وقررت أن تضيف القليل من البنزين على النار حتى تشتعل أكثر وتنال من الوغد الذي ألحق الأذى بابنها:

-“في حاجة كمان أنا عايزة أقولك عليها يا رضا وهي أن أحمد مستحيل يكون هو اللي فبرك صور هبة ونشرها على الإنترنت وأنا شاكة أن مالك هو اللي عمل الحركة دي عشان يفرق بينهم لأنه كان حاطط عينه على هبة من أول يوم شافها فيه”.

وهنا ظهر لهيب الغضب في عيني رضا بعدما فكر في احتمالية صحة حديث زوجته فهو لن يرحم مالك إذا تبين أمامه أنه كان المتسبب في كل ما جرى مع ابنه.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية منقذي الزائف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى