روايات

رواية ملاك يغوي الشيطان الفصل الثامن 8 بقلم مايسة ريان

رواية ملاك يغوي الشيطان الفصل الثامن 8 بقلم مايسة ريان

رواية ملاك يغوي الشيطان البارت الثامن

رواية ملاك يغوي الشيطان الجزء الثامن

ملاك يغوي الشيطان
ملاك يغوي الشيطان

رواية ملاك يغوي الشيطان الحلقة الثامنة

قالت زينه بتأثر لعبدالله .. ذلك الرجل الذي سخره الله لها
كي يخرجها من تلك النار
– لن أراك ثانية أليس كذلك ؟
ابتسم لها بحنان أبوى
– تذكرينى بالخير .. وأعتنى بنفسك جيدا .
أصبحا على بعد أمتار قليلة من القارب الشراعي وكان هناك رجلا طويلا يقف ممسكا بحاجز المركب الكبير وكانت الأضواء الصادرة من الكشافات القوية من خلفه تظهره كظل أسود بلا معالم .. لمحته زينة للحظة قبل ان يأمرها عبدالله بأخفاء رأسها تحت الغطاء .
توقف الزورق الصغير بجوار المركب الشراعى وأحست بالزورق يميل بحده وعبدالله يقف ويصيح بالتحية للرجل بلهجته الأردنية وهو يلقي له بالحبل , سمعت زينة الرجل يرد على تحيته بصوت عميق وقوى وباللهجة المصرية التى كان لها وقع الموسيقى على أذنيها وداعبها الحنين الى وطنها وبيتها , اهتز القارب للمرة الأخيرة وعبدالله يتركه ,وأبتعدت أصواتهم شيئا فشيئا وهما يتحدثان عن مشكلة المحرك , خرجت زينة من تحت الغطاء ووقفت تترنح وقد أجتاحتها موجة ألم رهيبة من جرح ساقها وقد ألتصق قماش الأفرول بالجرح ورأت بقعة كبيرة من الدماء على السروال ولكنها تحاملت على نفسها وتسلقت السلم الذى كان اعلى مما توقعت وعندما أصبحت على السطح وقفت مندهشة تتأمل ما حولها , لم يكن المركب كما توقعته , انه لا يشبه تلك المراكب الشراعية التى رأتها من قبل فطوله لا يقل ابدا عن ثلاثين مترا ولا تقل فخامته عن اليخت الذى كانت فيه , حاولت ان لا تصدر صوتا وهى تخطو على السطح الخشبي لكي تبدأ رحلة البحث عن مكان للأختباء ولكن معدتها كان لها تفكيرا خاصا بها وأصدرت صوتا مزعجا لتذكرها بأنها لم تأكل شيئا منذ صباح الأمس وهى ايضا عطشة وقد يطول أختباءها فيجب ان تحصل على بعض الزاد .. ودون أن تفكر بعواقب ما تفعل نزلت بضعة درجات الى قلب المركب وكانت الأضواء خافتة بالداخل ولكنها استطاعت أن تميز حجرة جلوس كبيرة تضم عدد من الأرائك والمقاعد الجلدية الوثيرة وكان على يمينها مطبخا مفتوحا على حجرة الجلوس ببار من الخشب المصقول فوقه رخامة لماعة بلون العسل , توجهت الى البراد الكبير ولعابها يسيل ولم تدرك كم هى جائعة الا عندما فتحت البراد ووقعت عيناها على كل ما لذ وطاب من لحوم ودجاج وجبن متعدد الأنواع ولحوم باردة ومعلبات لا تعرف على ما تحتوى معظمها , خلعت خوذتها .. وقررت أنها ستأخذ القليل من اللحم البارد وبعض قطع الجبن وفاكهة , لا يجب ان يشعر أحد بأن شيئا مفقودا ولكنها لم تستطع ان تقاوم شريحة بطيخ رأتها قابعة فى طبق على أحد الرفوف سحبتها دون تردد ووضعتها داخل خوذتها , أغلقت باب البراد ولمحت سلة الخبز فوق أحدى الخزائن وقبل ان تمد يدها اليها سمعت صوتا , بابا يفتح ويغلق , أختبأت تحت البار بسرعة ولعنت نفسها على فجعتها , سيكتشفون وجودها حتى قبل ان يعود عبدالله الى اليخت , سمعت صوت خطوات تقترب من حجرة الجلوس تبدو انها لأمرأة فكعب نعليها الرفيعين كانا يدقان على الأرضية الخشبية
– آدم .. آدم .
كانت تنادى على شخص يدعى آدم وتابعت باللغة العربية وباللهجة المغربية
– حبيبى انت هنا ؟
راحت زينة تدعو ان لا تدخل تلك المرأة الى المطبخ وتعود الى حجرتها , لما هى مستيقظه الأن؟ وعادت تلعن نفسها على غباءها , لم تذهب المرأة كما تمنت زينة وبعد لحظات بدأت تشم رائحة دخان سجائر فكادت أن تبكى , ستشرق الشمس بعد قليل وقد يستيقظ الباقون ويكتشفون وجودها وحينها ستفشل خطة هروبها قبل أن تبدأ , بعد دقائق سمعت صوت زورق عبدالله يبتعد وأحد ما ينزل الدرجات الخشبية الى غرفة الجلوس وسمعت صوت رجل يقول بدهشة
– جليلة ؟.. لما انت مستيقظه ؟
صوت الرجل كان هو نفسه الذى أستقبل عبدالله على سطح اليخت , تحركت المرأة التى تدعى جليلة وهى تقول بغنج
– لم أستطع النوم بعد شجارنا بالأمس .. ذهبت الى حجرتك ووجدتها خالية فقلت انك ربما تكون مثلى قد جفاك النوم .
رد آدم ببرود
– هذا غير صحيح .. استيقظت باكرا لأن المهندس الذى طلبته لمساعدتى كنت على موعد معه وقد انصرف منذ لحظات .
يبدو ان جليلة قد قررت تجاهل بروده فى معاملتها وقالت بدلال
– آدم حبيبى .. انت مازلت غاضبا منى ؟
– دعك من هذا الصلف يا جليلة فهو لا يليق بك .. اذهبى الأن الى النوم سنبحر خلال ساعتين وانا احتاج للراحة فقد اتعبنى تصليح ذلك المحرك .
كان يريد التخلص منها وهذا ما وصل الى ادراك جليلة أخيرا وجعلها تستشيط غضبا وأنطلق لسانها بكلمات سريعة لم تفهمها زينة ولكنها بدت كشتائم من العيار الثقيل وقالتها باللغة الأسبانية ثم انصرفت بخطوات غاضبة وزفر المدعو آدم بقوة وقال بحنق شديد
– النساء حتى وان كن أميرات عندما لا يحصلن على مبتغاهم تصبح ألسنتهم سليطة كفتيات الشوارع .
ذهب آدم بدوره وساد السكون فى المكان وبعد لحظات خرجت زينة ببطئ من تحت البار وقبل ان تذهب سحبت زجاجة ماء وصعدت الى السطح وكان نور الصباح قد بدأ فى الظهور وتحولت السماء الى اللون الوردى الباهت الممزوج باللون الأزرق الفاتح وخيوط الشمس الذهبية بدأت تطل بأشعتها على الماء , مشهد كانت تود لو تقف لتتأمله ولكن للاسف يجب ان تجد مكانا للاختباء قبل ان يستيقظوا , سارت وهى تعرج الى مؤخرة القارب تحتضن خوذتها بين ذراعيها , وبعد البحث الذى كاد أن يصيبها بالأحباط وجدت حجره بابها على السطح فتحته بحذر فقد تكون خاصة بالبحارة وقد تجد أحدهم نائما بالداخل ولكنها لم تجد أحد … كانت حجرة صغيرة قد تراصت على جدرانها أدوات الصيد بكافة أحجامها وأستخدماتها وأنابيب الأكسجين وخزانه بباب جرار علقت فيها بذلات الغطس , كانت الخزانة مناسبة للأختباء خاصة وانهم اذا كانوا سيبحرون فلن يحتاجوا الى بذلات الغطس فى الوقت الراهن .. وجدت بطانية صغيرة فرشتها فى قاع الخزانة حتى تسهل عليها الجلوس وكانت رائحتها كرائحة السمك ولكن لا خيار لديها وقبل ان تدخل الى الخزانة تناولت طعاما سريعا من خوذتها وحاولت ان تقتصد على قدر الأمكان , وخبأت الخوذة فى أحدى الزوايا خلف معدات الصيد ثم دخلت الى الخزانة الضيقة وسحبت الباب لتغلقه , لم تكن تتوقع انها ستستطيع النوم فى هذه الوضعية الصعبة والقاسية ولكن النوم غلبها وسقطت صريعة له على الفور من شدة التعب والأرهاق .
****
لم تعرف زينة كم مضى عليها من الوقت وهى نائمة وعندما حاولت ان تعتدل فى جلستها تأوهت من الألم فقد تيبست عظام جسدها وجرح ساقها كان يحرقها ويؤلمها بشدة , لم تسمع اى حركة بالخارج ولكنها كانت أكيدة من ان القارب يتحرك وتساءلت .. كم ابتعدا عن أثينا يا ترى ؟ فهي لا تعرف شيئا عن الأبحار والعقد والمسافات بين الدول , خرجت من الخزانة تتمطع متأوهة .. كان يوجد نافذة زجاجية صغيرة تطل على سطح القارب أقتربت منها ونظرت عبرها الى الخارج .
الشمس كانت تملأ الكون وكان القارب وكأنه يطير طيرانا فوق سطح الماء ثم فجأة ظهر شخصين من مقدمة القارب .. كانا رجلا وأمرأة وكان الرجل يسير ويسحب المرأة خلفه وقد كانت ترتدى رداء بحر شفاف فوق ثوب سباحتها والرجل يرتدى سروالا قصيرا وقميص خفيف وكانا يقتربان من الحجرة التى تختبئ فيها وتساءلت هل هما آدم وجليلة ؟ , اسرعت تختبئ داخل الخزانة وسحبت الباب تغلقه تاركة به فتحة صغيرة تحسبا اذا ما دخلا عندها .
دخلا الى الحجرة بالفعل وأغلقا الباب ورائهما وقالت المرأة بالعربية وباللهجة الخليجية محتجة بدلال والرجل يعانقها بحماس
– حميد .. كن عاقلا فقد يرانا أحد .
شعرت زينه بالقرف .. ان لم يتوقف هذان الشخصان عما يفعلان فسوف تتقيأ
رد المدعو حميد بلهجة تشبه لهجة جليلة المغربية
– لا تقلقى .. ادم مشغول فى كابينة القيادة وجليلة ملتصقة به منذ الصباح .
– وماذا عن فراس ونيكول ؟
– نيكول مازالت نائمة ولن تستيقظ كعادتها الا بعد الظهر وفراس يتأخر فى الأستحمام وتغيير ملابسه أنه صديقى وأعرف عاداته جيدا.
دفعته المرأة عنها بأصرار
– لكن لا .. لا يجب ان نخاطر .. لم يمر على زواجى من فراس الا اسبوعين فقط ولا اريد ان يتم طلاقى بهذه السرعة .
زمجر حميد معترضا ولكنه أذعن لها فى النهاية وخرجا .
اتسعت عينا زينة من الصدمة , زوجه تخون زوجها وهى مازالت فى شهر العسل ماذا ستفعل اذن بعد مرور الشهر ؟ وهذا الصديق الحقير كيف يدعوه بصديقه وهو يغوى زوجته ؟
جلست زينة ذاهلة … ما هذا العالم القذر الذى دخلت اليه ؟ منذ أيام قليله لم تكن تعرف بوجوده على الأطلاق , كيف يقبل بعض الناس ان يعيشوا اشبه بالحيوانات تتحكم فيهم غرائزهم وتلغي احساسهم بالشرف والوفاء حتى لأقرب الناس اليهم .!!! فتحت باب الخزانة بعنف وخرجت وقد تحول الذهول والأشمئزاز بداخلها الى غضب , نظرت من النافذة .. لقد قال الرجل ان الجميع مشغولون اذن هى بأمان لبعض الوقت أخرجت الخوذة من مخبئها وقررت ان تأكل شريحة البطيخ قبل ان تفسد فى هذا الجو الخانق .. جلست فى قاع الخزانة ومدت ساقها المصابة أمامها على الأرض لتريحها … كان طعم البطيخ لذيذا فراحت تأكل بنهم والعصير يتساقط من شدقيها فلم تهتم فلا أحد هنا ليراها .
كان وجه زينة غارقا داخل شريحة البطيخ عندما فتح الباب بغتة وسد جسد رجل طويل الباب .. تجمدت زينة فى مكانها وكذلك فعل الرجل , رفعت وجهها اليه ببطئ وقد تبلد أحساسها تماما وكاد قلبها ان يتجمد ويتوقف عن الخفقان بدوره , وقف الرجل مذهولا يحدق فيها قائلا
– ما هذا ؟ .. من انت ؟
تحدث اليها بالعامية المصرية فعرفت هويته .. أنه المدعو ادم
أمتنعت زينة عن الرد .. ليس لأنها أتفقت مع عبدالله على ذلك ولكن لأن شفتيها كانتا وكأنهما قد ألتصقتا ببعضهما بالغراء , فأعاد عليها السؤال بحده أكبر وبالأنجليزية فلم ترد
تقدم ادم الى داخل الغرفة وسحبها من ذراعها يوقفها على قدميها وكان أطول منها بكثير وهزها وهو يسألها بالأنجليزية
– هل تتحدثين الأنجليزية ؟
هزت رأسها ايجابا فسألها بغضب
– من انت .. وكيف صعدت على متن قاربى ؟
أنفجرت زينه بالبكاء ولم ترد , أصبح وجهه شرسا ونافذ الصبر وهو يسحبها من ذراعها بقسوة الى الخارج وراح يجرها خلفه الى مقدمة القارب وقوة الهواء مع السرعة الكبيرة تكاد تدفعها للسقوط لولا أصابع الرجل القوية الملتفه حول ذراعها تدعمها وهى تعرج بألم , مازالت قشرة البطيخ فى يدها متشبثة بها وكأنها سلاحا ما وراحت تفكر بشكل محموم .. ماذا سيفعل بها ؟ هل سيعيدها الى اليخت أم سيلقى بها فى البحر فقد بدا تعبير وجهه أجراميا فى تلك اللحظة ولم تقو على الكلام من شدة الخوف
أخذها الى مقدمة القارب ونزل بها الدرجات الى حجرة الجلوس ودفع بها وسط ذهول ثلاثة أزواج من العيون رجلين وأمرأة , دارت عيناها فيهم بتوسل صامت وجسدها ينتفض , سألت المرأة بذهول
– من هذه ؟ من أين أتيت بها ؟
رد بغضب
– وكيف لى ان أعرف .. انا من يريد ان يعرف من أتى بها الى قاربى دون علمى ؟
قال رجل من الرجلين الاخرين وعرفته زينة .. ان هذا الرجل وهذه المرأة هما من كانا معا يتعانقان فى الحجرة التى كانت تختبئ بها والمدعو حميد
قال حميد
– بالتأكيد ليس أحد منا .. ألم تسألها ؟
– لا تريد الأجابة .
قالت المرأة
– قد تكون صديقة لبيدرو ولا تنسى أنه من تسبب فى عطل المحرك.. وتأخيرنا كان بسببه؟
صعد آدم الى السطح وصرخ بصوت هادر جعل جسد زينة يرتعد بشكل ظاهر
– بيدرو .. بيدرو .
عاد ادم وبعد قليل ظهر شاب فى منتصف العشرينات من عمره قوى البنيه ذات عضلات مفتوله ووجه أسمر لطيف رغم ضخامته يرتدى سروال رمادى قصير وتى – شيرت أزرق وقبعة خاصة بالبحارة , تقدم الشاب وقد ظهر القلق على وجهه وقال بلهجة مغربية
– نعم سيد آدم .
أشار ادم الى زينة
– هل تعرف من هذه ؟
نظر بيدرو الى زينة بذهول
– لا سيدي .. لا أعرفها .. من هذه ؟
صاح آدم
– كلكم إذن لا تعرفونها .. لم نرسو فى الميناء وبقينا فى عرض البحر لثلاثة أيام فكيف ظهرت فجأة على القارب دون أن يساعدها أحد من هنا و ..
بتر عبارته ونظر الى زينة وقد ضاقت عيناه وتحدث اليها بالأنجليزية
– آه .. عرفت الأن كيف جاءت الى هنا .
اشار الى الأفرول الازرق الذى ترتديه وقال بهدؤ يخفى تحته عاصفة من الغضب
– انت ترتدين نفس الزى الذى كان يرتديه ذلك المهندس الذى حضر فى الصباح لمساعدتى على تصليح المحرك .. كنت مختبأة فى الزورق الذى أتى به .
أنكمشت زينة وأمتقع لونها , هذا الرجل لا ينقصه الذكاء ابدا وهذا ما لم تعمل له حساب هى أوعبدالله عندما وضعا خطتهما , اصبح صمتها الأن غير ضرورى .. فتحت فمها وأغلقته أكثر من مرة دون أن تنطق بكلمة فبدت كسمكه تلتقط أنفاسها خارج الماء وعجز لسانها عن التحرك فهدر فى وجهها دون رحمة
– تكلمى .. ألا تملكين لسانا ؟
أرتعدت من الخوف وانفجرت فى البكاء من جديد , تقدم الرجل الثالث والذى كان قد أكتفى فى البدايه بالمراقبه فقط , ودفع آدم بعيدا عنها قاءلا بلهجة خليجية
– كفى يا رجل وأهدأ .. ألا ترى أن هذه الصغيرة خائفة ومصابة .
– أهدأ ؟ .. ومن يضمن لى انها ليست مجرمة هاربة .. أو تكون قد خبئت ممنوعات على القارب لتهريبها .
أرتعدت زينة بشدة .. ماذا لو أكتشف أنها مجرمة حقا وأنها قتلت شخصا ؟
قال له الرجل وقد رجحت زينة أنه المدعو فراس
– أتركها لى وسوف أعرف منها كل شئ .
– تفضل .. هذا ان عرفت ان تقنعها بعمل شئ غير البكاء .
تقدم منها فراس وطلب منها ان تجلس على احد المقاعد وجلس هو على آخر مواجه لها , وقف آدم خلفه عاقدا ذراعيه على صدره العريض بما يشبه التهديد فتجنبت النظر اليه , أبتسم لها فراس .. كان رجلا فى منتصف الثلاثينات تقريبا له وجه أسمر جذاب وعينان طيبتان رائعتان وبالتأكيد هو زوج تلك الخائنة التى كانت تجلس بوقاحة بجانبه , سألها بصوت هادئ
– انت تتحدثين الأنجليزية ؟
هزت رأسها ايجابا
– انت يونانية ؟
هزت رأسها نفيا مما جعل ادم يزمجر بفروغ صبر فرفعت وجهها اليه خائفة ولكن فراس ربت على يدها مطمئنا وتابع
– ما أسمك ؟
همست بصوت خافت مرتعش وباللغة العربية
– أسمى زينة .
أتسعت أبتسامة وسألها بالعربية
– انت عربية ؟.. من اى بلد عربى ؟
خطفت نظرة سريعة الى آدم الذى مال الى الأمام ليلتقط كلماتها الهامسة قبل ان ترد
– من مصر .
أستدار حميد الى آدم وقال مبتسما
– أنها من بلادك يا صديقى .
عقد ادم حاجبيه بشدة وعاد حميد ينظر الى زينة ويقول بجدية
– أولا من انت ؟ ولماذا هربت على متن مركبنا ؟
وأكمل آدم كلام صديقه بحدة
– ومن دون كذب .. أريد الحقيقة كلها .
لن ينفعها الكذب فى شئ فروت تقريبا لهم قصتها كما فعلت مع عبدالله وانتهت بعملها على اليخت وما تعرضت له فيه وهروبها بمساعدة عبدالله ولكنها لم تخبرهم أن الرجل الذى هربت منه قد يكون الأن ميتا.. خوفا من أن يقوموا بتسليمها الى الشرطة .
أستمعوا اليها بصمت تام دون مقاطعة وبعد ان انهت قصتها نظرت الى فراس برجاء .. انه الشخص الوحيد بعد عبدالله الذى عاملها بلطف وقالت
– ارجوك لا تعيدنى اليهم .
تراجع فراس فى مقعده وقال وهو عابس الوجه
– من حسن حظك أننا نعرف هذا اليخت ونعرف أصحابه ونعلم جيدا ما يحدث عليه .. مما يجعلنا أقرب لتصديق قصتك .. لذا لا تقلقى لن نعيدك اليهم .
ثم نظر الى ادم وتابع
– أليس كذلك يا صديقى ؟
حدق ادم فى وجهها وبعد لحظات من الترقب تجمدت خلالها الدماء فى عروق زينه رد بصوت صارم كملامح وجهه
– لا لن نعيدك .
شعرت زينة بالراحة تغمرها وأبتسمت وسط دموعها ولم تدرك مدى براءة أبتسامتها ومدى تأثيرها على قلوب الرجال الثلاثة , سألت زوجة فراس بحدة والقلق فى عينيها
– وأين كانت مختبئة ؟
وعندما أجابها ادم توترت المرأة وتبادلت هى وحميد النظرات القلقة , لم ترغب زينة فى النظر الى أي منهما .. يكفى أنهما عرفا انها رأت وسمعت كل شئ , قال فراس بعينان ضاحكتان وهو يشير الى قشرة البطيخ فى يدها
– هل أنت فى حاجة الى هذه ؟
نظرت زينة الى قشرة البطيخ وأحمر وجهها حرجا وتلفتت حولها تبحث عن مكان تضعها فيه فأخذها فراس منها ووضعها فى منفضة السجائر على المنضدة
شكرته زينة بخجل وسألها ادم ساخرا
– من أين أتيت بها ؟
نظرت اليه وعاد وجهها للأحمرار .. وقف فراس وقال ليبعد عنها الحرج
– هذا يكفى .. هذه الصغيرة تحتاج الى الراحة والى حمام ساخن والعناية بجرحها .
****

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاك يغوي الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى