روايات

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل الرابع 4 بقلم سارة أسامة نيل

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الفصل الرابع 4 بقلم سارة أسامة نيل

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الجزء الرابع

رواية مقيدة لأصفاد مخملية البارت الرابع

رواية مقيدة لأصفاد مخملية الحلقة الرابعة

«مُقيدة بأصفاد مخملية»
<الفصل الرابع> -٤-
تخشب جسد جبريل بصدمة حين شعر بشيء حاد جدًا ينغرز بيده بشدة..
سحب يده من حول خصر قطوف بسرعة، ليجد الدماء تنسكب منها بغزارة..
رفع رأسه نحو قطوف التي جرفته بنظرات شرسة حادة وألقت كلماتها بضراوة بوجهه:-
– إياك تتجرأ وتلمسني تاني، أوعى تفكر إن بالجوازة الشؤم دي هتعمل إللي أنت عايزه وهتوصل للي أنت عايزه..
أنا مش هسمحلك أبدًا .. إياك تتجرأ وتلمسني وتمد إيدك ناحيتي تاني..
نظر للخاتم الذي باصبعها والذي به بروز مدببة حادة فعلم أنه سبب جرحه..
انقبض وجه جبريل بشراسة وتربد وجهه بالغضب، وأخذ يقترب منه بتمهل حتى حاصرها بين جسده والسيارة، تأمل وجهها الحاد الشرس ورفعت أعينها هي تنظر له بقوة، ردد جبريل من بين أسنانه وأعينه ينبثق منها النار:-
– زيتونه، مش عايز صبري ينفذ عليكِ، إياكِ ثم إياكِ إيدك تتمد تاني .. أنتِ مراتي قدام ربنا وقدام كل الناس .. وأظن حرام ومينفعش تقولي كلمة زي دي .. أنا طلبتك للجواز وأنتِ رضيتي ووافقتي ومضيتي على الجوازه الشؤم…
لم يغرب التحدي والشراسة من فوق ملامحها وهدرت بصوتٍ محتقن:-
– مش راضيه أبدًا .. مش راضيه ولا موافقه من جوايا .. لساني بس إللي اضطر يوافق..
عمق النظر بأعينها أكثر واقترب منها وهمس أمام وجهها بنبرة ذات مغزى:-
– أنا مش بصدق كلامك يا زيتونتي، أنا بصدق عيونك..
انتفض قلبها وارتبكت أوصلها لكنها نجحت في إخفاءه بينما عقدت وجهها وصاحت وهي تضربه فوق صدره تُبعده بعنف:-
– أبعد عني وبلاش تقولي زيتونة دي يا باباي، كلامي وعيوني بيقولوا نفس الكلام..
أنت شخص منافق ومخادع وانتهازي ورخيص..
أطبق أسنانه يطحن نواجذه بينما أخذ يفتح أعينه ويغلقهم بتكرار يتمالك نفسه ليثبط غضبه كي لا يؤذيها بالغضب الذي تفجر بداخله، مد أصابعه يُداعب خدها بجمود لتنفض يده بعنف، فيهمس هو بتحذير:-
– حلوتي .. زيتونتي الجميلة احذري غضبي وعصبيتي لأن مش كتير بقدر أتحكم فيهم يا روحي..
ضربته بقسوة بقبضتها في صدره واستدارت تصعد للسيارة وهي تتمتم بغضب:-
– يك ساحبه لروحك يا بعيد .. إنسان بارد..
صعد بجانبها خلف المقود، رماها بنظرة سريعة وهو ينطلق بسيارته يخرج من حدود قصر شريف الهواري وهمس يقول:-
– أهلًا بيكِ في عالم جبريل رُستم يا زيتونة..
نظرت له سرًا فلمحت يده التي تنزف وهو يضع منديلًا يجحب به خروج الدماء..
نظرت بالخاتم الذي باصبعها ذا البروز المدببة الحادة، الخاتم الذي ابتاعته لحمايتها هي وشقيقتها، فنظرًا لمكانة والدها وعمله فهم دائمًا بخطر الخطف لذلك كانوا يرتدونه لحمايتهم..
تنهدت بثقل وهي تسند رأسها للخلف شاردة في الحياة الجديدة التي تنتظرها، كيف ستكون وكيف ستتحمل القادم.!
في وقتٍ لاحق..
انتبهت بوصول السيارة لحارة هادئة نوعًا ما، تململت بجلستها تشاهد الأرجاء بقلب واجف لكنها احتفظت بجمودها..
توقفت السيارة أمام منزل متواضع يحاوطه جدار قصير مزروع أمامه شجرتان زينة بينما الكثير من الدجاج يركض في هذا الفناء الصغير..
نظر لها جبريل بهدوء وقال:-
– يلا يا زيتونة وصلنا بيتنا..
زفرت بسخط قبل أن تهبط بفضول له وللأشخاص المتواجدين به..
حمل جبريل حقيبتها وعلقت قطوف حقيبتها على كتفها، سارت خلف جبريل وهي تلتفت حولها حتى دلوفوا للمنزل..
حملت طرف فستانها ودلفت خلف جبريل وفور أن ولجت صدح صوت ساخط غاضب من ردهة المنزل:-
– أخيرًا جبريل باشا شرف ومعاه السنيورة إللي جابها من بيوت البهوات علشان تشوف نفسها على أمه وأخواته..
بردوه اتجوزتها يا جبريل وعصيت أمك، أنا مش راضيه ولا هرضى عن الجوازه دي أبدًا..
التفتت قطوف تنظر بتعجب لصاحبة هذه الكلمات، لتجد سيدة يبدو أنها في نهاية الخمسون من عمرها تجلس على أريكة بردهة المنزل، ترتدي جلباب بُنية اللون وتعقد وشاحًا فوق رأسها وينجلي عليها الغضب بينما ترمق قطوف بحنق وكره … وبجانبها فتاة في بداية العشرون من عمرها..
وضع جبريل الحقيبة ومسح على شعره متنفسًا بعمق وقال:-
– خلاص مفيش داعي للكلام ده يا أمي، هي بقت مراتي ولما تتعرفي على قطوف هتحبيها..
وأشار جبريل لقطوف التي شعرت بالتوجس بداخلها بعدما علمت أنها غير مرغوب بها في هذا المكان..
توقف جبريل أمام والدته وانحنى يُقبل رأسها قائلًا:-
– يا ست الكل .. دي فترة مؤقتة وبعدين هنعمل فرحنا أنا وقطوف وكل حاجة هتمشي تبع الأصول..
استقامت والدته وهدرت ولم يهدأ غضبها:-
– لا أصول ولا غير أصول يا جبريل، أنا مستحيل أقبل بالبنت دي وإزاي هي تبيع نفسها بالطريقة دي هي وأهلها وتتجوز وتيجي معاك بالطريقة دي، البنت دي متنفعكاش يا جبريل، لا أنت زيها ولا هي زيك..
مالهم بنات حتتنا يا ابني .. مالها بُشرى بنت الحاج صبحي والست نبيلة .. الناس كانوا منتظرين منا كلمة..
الحتة دلوقتي لما تعرف إن جبريل رُستم فجأة اتجوز وجاب واحده معاه البيت لا نعرف أصلها ولا فصلها واتجوزها سُكيتي كدا .. هيفهموا أيه من ده كله .. على أخر الزمن نتفضح في الحتة..
ليه كدا يا جبريل … علشان خاطر أمك يا جبريل رجعها من مكان ما جبتها..
صُدمت قطوف من هذا الذي تسمعه وشعرت وكأن خنجر بارد يخمش بقلبها، تشنجت ملامحها وكادت أن تُجيبها ثائرة لكن سبقها جبريل الذي اشتد فكه واحمر وجهه بغضب وردد من بين أسنانه بينما يسحب قطوف إلى جانبه ويُحيطها تحت دهشتها:-
– أمي .. الكلام إللي بتقوليه ده عيب أوي في حقك، إللي بتتكلمي عليها دي بقت مرات ابنك وشرفي وأنا مش هسمح لحد يجي عليها..
هي مش أي حد ولا أنا روحت اتجوزت واحده من الشارع .. دي هانم بنت بشوات وبنت ناس محترمة، اسمها قطوف بنت راجل اسمه أشهر من النار على العلم .. شريف الهواري..
وبنت محترمة وعلى أخلاق .. بلاش العداوة دي يا أمي من البداية علشان أنتِ عندك بنات..
عامليها بما يرضي الله..
رمقت ثريا والدة جبريل قطوف بنظرات ناقمة ثم اقتربت من قطوف الهادئة من الخارج فقط وأردفت بحقد:-
– أنتِ لحقتي تاكلي عقله وتسحريه … لا برافو عليكِ يا بنت البشوات …سيطرتي عليه على الأخر..
متطلبش مني أتقبلها يا جبريل .. لأن مستحيل مهما عملت وقولت.
وانصرفت للداخل لتتبعها ابنتها ويبقى جبريل المتصلب بمقابل قطوف..
ابتعدت عنه بعنف تنفض ذراعه بشراسة وهدرت بهدوء يسبق العاصفة التي تمور بداخلها:-
– ممكن تقولي هقعد فين علشان عايزه أنام..
سحبها من يدها حاملًا حقيبتها واتجه نحو غرفته ودلف للداخل وقال بهدوء:-
– من هنا هتبدأ حكايتنا يا زيتونة، ودا مؤقت بس لغاية ما بعض الأمور تتظبط وهيبقى لينا بيتنا يا روحي…
كانت قطوف تدور بالغرفة بجنون وهي لا تصدق الوضع الذي أصبحت به..
رجل يستغلها من أجل الوصل لمجده على حساب اسم والدها، ويجب عليها الإقامة والعيش مع أُناس يبغضونها ولا يتقبلون وجودها وهي بالنسبة لهم عدوتهم اللدود..
قال جبريل بحنان وهو يشعر بما تشعر به:-
– متخافيش من حاجة يا قطوف، أنا هنا معاكِ ومش هسمح لأي حاجة تمسك، أمي طيبة وواحدة واحدة لما تتعامل معاكِ….
صاحت بنفاذ صبر تقاطعه وقد فاض بها صبرها:-
– أنا أيه إللي وقعت نفسي فيه ده، أنا فين..!
أنا أيه إللي رماني هنا .. هو أيه إللي بيحصل..
هتعامل مع مين وأعيش مع مين.!.
وأيه بيتنا ونعيش سوا وفرح .. أنت صدقت المسرحية دي ولا أيه..
أنت عايز مني أيه يا جبريل .. وعايز توصل لأيه!!
ردة فعله كادت أن تصيبها بذبحة صدرية، حين اقترب وهي في غمرة ثورانها وغضبها، تحسس حجابها بتمهل وأردف بهدوء:-
– مش قصير الحجاب ده شويتين يا زيتونة، عايزين نطول حجابنا يا روحي..
اتقدت النيران بقلبها ونظرت له بأعين متوسعة لا تصدق ما تسمعه، ضربت يده بجنون وقالت بعدم تصديق:-
– أنت بتقول أيه!!
لاحت إبتسامة مستفزة على فمه وردد بينما تحرك يُخرج ملابسه من الخزانة:-
– أنتِ لبسك جميل وفضفاض بس محتاجين نطول الحجاب شوية يا حلوتي، ننزل سوا نشتري إللي تحتاجيه..
وكمان محتاجين نتكلم مع بعض في كام نقطة كدا يا قطوف..
عقدت ما بين حاجبيها تستمع له وهو يُكمل بينما عينيها تحترقان من شدة الغضب:-
– أنتِ في دراسات عُليا .. وتقدري تباشري الدراسة من البيت، يعني مفيش نزول للكلية، ولو احتاجتي أي حاجة وحبيتي تروحي أي مكان نروح سوا يا حلوتي..
بدّل قميصه بينما تلك الجامدة ذهبت لعالم أخر وشعرت ببردوة تغزو أطرافها..
واقترب منها بينما هي سقطت جالسه فوق الأريكة بخوار فجلس هو على عقبيه أمامها وأخذ يدها بين يديه وانحنى يطبع قبلة حانية فوقها ثم قال:-
– زيتونة .. اسمعي كلامي وبلاش تمرد وعِناد يا حلوتي..
جثم على قلبها الفزع لتتسائل بهدوء عجيب:-
– هو إحنا هنفضل مع بعض في الأوضة دي..!!
قال جبريل بإيجاب بينما يربت على خديها برفق:-
– أيوا طبعًا يا زيتونة أمال هنقعد فين..
مازالت محتفظة بهدوءها تحت تعجب جبريل من عدم ثورانها، وأكملت وصلة تسائلها، لتستفهم بما خشب جسد جبريل:-
– جوازنا ده هيستمر قد أيه، يعني إللي عايز توصله هياخد وقت أيه … الطلاق هيبقى إمتى.!!
ظلت أنظار جبريل مثبتة فوقها لتخفض أنظارها تنظر له فتتعلق أعينهم ببعضهم البعض، لكن جبريل أجابها بنبرة جليدية بآخر إجابة توقعتها وجعلتها تسقط في بئر عميق من الصدمة لتتيقن أن هذا جبريل ليس بالشخص العادي وأنه ليس كما يبدو أبدًا….!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مقيدة لأصفاد مخملية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى