روايات

رواية مسافات مشاعر الفصل الثامن عشر 18 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر الفصل الثامن عشر 18 بقلم روزان مصطفى

رواية مسافات مشاعر الجزء الثامن عشر

رواية مسافات مشاعر البارت الثامن عشر

رواية مسافات مشاعر الحلقة الثامنة عشر

نظرت له مها من كلِمته وكأن الضغط رويدًا رويدًا بدأ يقِل، وظهرت إبتسامة على ثُغرها جعلت رحيم هو الأخر يبتسِم، ثُم قام بتشغيل السيارة مرة أخرى ووقف إمام أحد المحلات التُجارية.. أحضر لها قطعة من الحلوى وزُجاجة ماء.. إرتشفت مها القليل من الماء فـ قال رحيم: متاكليش الحاجة الحلوة غير لما نتغدى، عشان نفسك متتسدش.
كانت تشعُر أن زوجها تحول لـِ شخصًِا أخر كُليًا، وكان ذلِك يُسعدها وفي التوقيت ذاتُه يؤلِمُها، لإنه لا يستطيع الإختيار بينها وبين فرح، وأن يضعك أحدهُم في مُقارنة مع شخص أخر خاصتًا وإن كان صاحِب المُقارنة شخص تُحبه، ذلِك أشد أنواع الألم
صف رحيم سيارتُه أسفل البناية، وترجل منها وهو يحمل طِفل ومها تحمِل الأخر، وصعدوا سويًا حتى وصلوا لـِ شقة والِدته
التي عِندما رأتهُم هللت فرحًا وقالت وهي تحتضن مها: العُمارة نورت يا بنتي والله
قبلت مها رأس والِدة زوجها وهي تقول: منورة بيكُم يا ماما
دخلوا الشقة ووضعت مها الطفلين الذين يبكون على الأريكة وهي تقول بإرهاق: في أوضة فاضية أقدر أرضع فيها الأولاد؟
والِدة رحيم: أه يا بنتي جوة، سليم ونديم راحوا شُققهُم

 

حملت مها الأطفال ودخلت لإحدى الغُرف حتى تُطعمهُم
جلس رحيم بجانب والِدتُه فـ قالت له: لا تعالى معايا المطبخ أحكيلك وأنا بسخنلك إنت ومها الأكل
رحيم بإستغراب: خير؟
سار وراء والِدته وهي تضع الطعام على النار وتقول: نديم أخوك كان عندي من شوية بيشتكي من مراتُه، بسبب تدقيقك معاها، حلِف عليها بالطلاق متخرُجش من شقتهُم إنهاردة
إستند رحيم على الرُخام وهو ينظُر أمامه ببرود وقال: أحسن، دي لسانها طويل
والِدة رحيم: أنا مش بحكيلك كـ نميمة يا رحيم، أنا بقولك تجاهلها هي معروف إنها كِدا ومتنفُخش أخوك عليها عشان ميتخربش بيتها يابني
رحيم بغضب: خراب بيتها أو إستقرارُه في إيدها هي، إحنا بجد بنعاملها أفضل معاملة ومحدش فينا بيدوس ليها على طرف، هي مالها في إيه!
والِدة رحيم وهي تضع الصحون على طاولِة المطبخ: معلش يابني معلش، الله أعلم بحالها بس عشان أخوك بقى عنده بنت يعني بينهم طفلة ملهاش ذنب، يلا سخنتلك الشوربة كمان عارفة إنك بتحبها، نادي على مراتك وإقعدوا إتغدوا، وأنا هشوف أبوك في الأوضة
تحرك رحيم تجاه الغُرفة ودق دقتين.. وصله صوت مها: مين؟

 

رحيم بهدوء: أنا..
غاب صوتها لخمس ثوانِ ثُم قالت: إتفضل يا رحيم
دخل رحيم وأغلق الباب خلفُه، كانت قد غطت جسدها وهي تُرضع الطفلين بالـ حِجاب الخاص بِها
تنحنح رحيم وهو يقول: ماما جهزت الأكل
نظرت له مها ولإحراجه منها وإبتسمت بحُب وهي تقول: والله؟ كتر خيرها ربنا يديها الصحة، أنا كُنت عاوزة أسخنُه عشان متعبهاش بس الولاد كانوا جعانين وخوف صوت عياطهُم يصحي بابا
إقترب رحيم خطوات مِن الفِراش الذي تجلس هي عليه، وجلس أمامها وهو ينظُر لوجهها، ظهرت حُمرة الخجل من التوتر على وجنتيها فـ قال هو: في حاجة فيكِ الكُل كان ملاحظها إلا أنا
نظرت له في إنتظار أن يُكمِل جُملته فـ قال: بتشيلي هم غيرك وبتفضلي الكُل على نفسِك
إبتسمت له مها وقالت: كويس إنك لاحظت حاجة حلوة فيا
لمس ذراعها وهو يقول بنبرة إعجاب واضِحة: كُل حاجة فيكِ حلوة
خجلت هي كـ عادتها، فـ قالت بتوتُر: ممكن تنيم الأولاد لغاية ما أعدل هدومي؟

 

إلتقط من بين يديها الطفلين ووضعهُم في الفِراش وحاوطهُم بالوسادات.. ثُم قال لها بهمس حتى لا يستيقظوا: يلا ناكُل عشان ماما سخنـ|ن الأكل برا.
قامت معه مها بهدوء وخرجت من الغُرفة، كـ العادة إرتفع ضغطها مرة أخرى وهي تخرُج بـِ رِفقتُه مرة أخرى
لتميل رغمًا عنها على ذِراعُه
أسندها رحيم مِن خصرها وهو ينظُر لها بـِ صدمة ويقول: مالِك؟؟
مها بـِ تعب: مش عارفة، شكل الضغط علي عندي تاني.. مش عارفة مالي
إنحنى وحملها وأفاقت هي على صدمتها مِما فعل، وبينما هو يسير بِها للغُرفة مرة أخرى أوقفه صوت فرح مُكتِفة ذراعيها وتقول: يا سلام على الحنية واللُطف، إيه يا سِت مها، إتشليتي الحمدُلله فـ عشان كِدا مش فادرة تمشي لوحدِك؟
رحيم بـِ حزم: فرح!
فرح بـِ غضب وصوت مُرتفِع: فرح إيه وزِفت إيه هو إن غاب القُط إلعب يا فار!! ما صدقت إنِ مشيت ومفكرتش تصالحني وأجيلك ألاقيك شايل الهانِم المسهوكة دي!

 

رحيم بـِ غضب: بحذرك لأخر مرة تتكلمي عن أم ولادي بـِ الطريقة دي تاني! إنتِ فاهمة؟
خرجت والِدة رحيم إثر الصوت المِرتفِع وهي تقول: في إيه الصوت العالي دا!!
كتفت فرح يديها وهي تنظُر لـِ رحيم الذي كان بـِ مثابة مُحتضِن مها، وتنقلت نظرات الجميع إلى بعضهُم البعض ما بين نظرات إستنكار وغضـ|ب وغيرة!
قالت مها وهي تبتعد عن رحيم وتضع يدها فوق رأسها: خلاص حصل خير، كُل الحكاية إن الضغط إرتفع عندي شوية وكُنت هقع لكن رحيم سندني.
رحيم بـِ غضب: إحنا مش مُضطرين نبرر حاجة لحد، دي مراتي وأنا حُر معاها
فرح بـِ صدمة: رحيم!
جلست والِدة رحيم وهي تلتقِط هاتِف المنزل وتتصِل بـ شقيقتها، وعندما ردت قالت لها: بقولك إيه ياختي، بنتك رايحة جاية على بيتي من غير سبب وعاملة مشاكل بين إبني ومراتُه، هو إحنا مش كُنا خلِصنا من موضوعهُم سوا؟ بنتك عمالة تنُطلي كُل شوية ليه!
إبني؟؟ ليه ياختي ما هو بنتك اللي راحتلُه الشركة، إسمعي أنا كُنت بسكُت عشان منخسرش بعض كـ إخوات لكن أنا الحال عندي مش ولابُد ومعلش هبعتلك بنتك في تاكسي إتحكمي فيها.

 

أغلقت والِدة رحيم الهاتِف ونظرت لـِ فرح وهي تقول: يلا يا بت، يلا على بيت أمك.. خلاص أيام الشباب والمراهقة راحت، أنا إبني عندُه بيت وعيال مش عاوزين خراب
نظرت فرح لرحيم وهي تقول بكيد: هو إنت مقولتش لمامتك ولا إيه؟ شكلها معندهاش خبر..
نظرت والدة رحيم له وهي تقول بـِ ترقُب وخوف: مقولتليش إيه يا رحيم!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مسافات مشاعر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى