روايات

رواية محكمة الحياة الفصل السابع عشر 17 بقلم مروة البطراوي

رواية محكمة الحياة الفصل السابع عشر 17 بقلم مروة البطراوي

رواية محكمة الحياة الجزء السابع عشر

رواية محكمة الحياة البارت السابع عشر

محكمة الحياة
محكمة الحياة

رواية محكمة الحياة الحلقة السابعة عشر

أهلا بك وحيدا مجددا،عدت لسابق عهدك،ويحك،كيف لك ان تفعل ذلك في نفسك و في جميلتك،التي أنارت دربك بعد عتمة طويله صنعتها عيناك،كنت في قمة ما و ها انت الأن في قاع بئر غويط لا يمكنك تسلقه من جديد و الوصول الي ذات القمه التي كنت تتربع بها،هي لم تكن يوما مستقطبة للمال ،أو الجاه،هي فقط تستقطب راحه البال و الصحه،راحه البال التي دائما مدونة في خانة التحطم،و اه من الأصابع التي تريد سرق سعادتها و تحطيمها كليا،الأصابع المعلومة و المجهوله أو التي كانت مجهولة أمثال غسان،حتي جئت أنت و اعتقدت أنك صاحب أسطورتها،و لكن أصبحت سراب و عتمة مثل عيناك .
عاد الي منزله متأخرا بعد صراع خاضه في الطرقات ليجد جدائل و كأنما شعرت بحدث ما جعلها تنتظره
-في حاجه يا أبيه أكمل،انتم اتأخرتوا كتير،بس جميلة مش معاك،ليه حصل ليها حاجه؟ و لا حصل بينكم حاجه؟طمني بالله عليك،أصلا مش مطمنة.
-لا مفيش يا جدائل،ممكن تسيبني أطلع أنام و لما يطلع النهار أحكيلك،او لو مستعجلة و عندك شغف تعرفي اتصلي عليها و اسمعي ليها و احكمي.
تركها و اتجه نحو الدرج يصعده و لكنه توقف فجأة و عاد لها يعطيها الأوراق قائلا
-ابقي بصي علي الأوراق دي كويس قبل ما تكلميها،و اسمعي للكلام بتاعها،و احكمي انتي بعقلك قبل قلبك زى ما ربيتك علي كده،و شوفي بقي.
-حابب تقول حاجه تانيه؟حاضر يا أكمل هعمل زى ما قلت بالظبط،اهدي انت بس يا حبيبي،اكيد ده سوء تفاهم أو تدخل غسان ما بينكم اللي مش ناوى يجيبها لبر. وصدقني انت أخويا و محدش يقدر يغير معزتك في قلبي انتي في مقام بابا.
-تسلمي يا جدائل ،شكرا علي ثقتك فيا،و ان مهما حصل عمرك ما هتبقي ضدي،بس يا ترى هتفضلي علي موقفك بعد ما تشوفي دموع التماسيح.
عقدت جدائل ما بين حاجبيها بدون فهم بينما هو تركها و صعد الي غرفته يحدث نفسه بغضب قائلا
-هرجعلك أكيد يا جميله ،بس بعد ما تترجيني أسامحك و ساعتها هندمك ندم عمرك علي اللي عملتيه
******
هو الأن خاويا جدا،فارغا من أي مشاعر يعيش بسلبية مطلقه،طوال عمره يبحث عن المشاعر الايجابيه و كانت هي أسمي هذه المشاعر،هي شمسه ،و هي التي استطاعت ازاحه صخرة قلبه،سقط في بحر عينيها،و غرق بطريقه لا اراديه بها.
علمت من جدائل أنه مريض و يعيش شقه أخرى خاصه به حتي لا يعلم والده بما حدث بينهم ،طلبت من جدائل مفتاح الشقه اذا أمكن،و رحبت جدائل بالأمر.فهي صدقت جدائل و تأكدت أنها لن تكذب عليها لقد رأته صباحا و هو ذاهبا لعمله فهي بالرغم مما حدث منه تتلصص عليه ،قررت الذهاب اليه و محادثته بلطف ،هي تفعل كل ذلك لتؤكد برائتها لديه،و أنها ليست السارقه ،بل السارق شخص أخر،صعب عليها الافصاح عنه،وصلت مبكرة حتي لا يعلم بقدومها،و دلفت سريعا الي غرفته،التي دائما تتميز بالظلام العنيد،انتفضت عندما دلف الغرفه من خلفها،فألم قلبها رؤيته يستند برأسه علي باب الغرفه و هو عائدا من مكتبه،تعجبت كيف لشخص مثله قوى يبدو الأن أضعف ما يكون،قررت أن تعلمه بوجودها
-عامل ايه يا أكمل.
التفت اليها و تفاجئ بوجودها و من ثم ثبت أمامها ليرد عليها بجمود قائلا
-أفندم عايزة ايه جايلي هنا في بيتي دلوقتي ليه؟انتي قررتي انك تبعدي،رغم اني عرضت عليكي نعيش هنا و رفضتي،دلوقتي جاية تقرفيني؟
تملك منها الغضب و أجابت عليه قائله
-أقرفك!!! و بتسألني عايزة منك ايه؟انت بتكلمني أنا يا أكمل؟و بعدين أنا جايه بيت جوزى،و لا البيت ده حد بيدخله غيرى و انت خايف لأعرف؟
نظر لها أكمل بتعجب و من ثم أجاب عليها بغيظ قائلا
-انتي جايلي دلوقتي تتهميني ان الشقه بيدخلها حد غيرك،انتي مجنونه؟و بعدين بأي حق ،بأي صفه مش انتي طالبة الطلاق؟و لا هي تلاكيك.
ردت عليه جميلة بحده قائله
-و انت تعرف منين وجع الاتهام؟أخيرا جربته يا متر؟الموضوع مش تلاكيك،أنا قلت هتفرح لما تشوفني بس للأسف حساك اضايقت،و طبيعي أتهمك.
تعالت ضحكات أكمل قائلا
-ههههه،أومال لو مكنتيش عارفاني و عارفه اني عمرى ما عكيت،اللي بيتهم حد بيتهموا لما يكون له كذا موقف سابق،و ساعتها يقدر ينصبلوا المحكمة.
صدمت من رده و ظلت صامته ليستطرد هو قائلا
-عايزة ايه يا جميله؟انطقي،هتفضلي ساكتة كده كتير؟قولي سبب مجيتك،مش عيب و لا حرام لما أعرف،انما حوار لف و دوران بيخنقني.
أخفضت جميله وجهها قائله
-مين قالك اني بلف و بدةغر عليك،،و بعدين استني كده قصدك ايه اني اللي بيتهم حد لازم يكون له موقف سابق،لا مش معقول يكون قصدك وحش.
رد عليها أكمل ببرود قائلا
-انتي مش اتهمتيني و انتي عمرك ما شفتي مني حاجه وحشه؟و بعدين أنا ألزمك في ايه علشان تتهميني بكده؟انتي مالك و مالي،انتي واحده هتطلقي مني.
-أرجوك قولي كان قصدك ايه بالظبط.زى ما أنا هقولك أنا جيت ليه،جيت علشان أطمن عليك علي الأقل أنا فاكرة العشرة اللي كانت بينا.
قرر أكمل العب علي أعصابها
-تطمني عليا علشان العشرة اللي بينا،و لا علشان خايفه لأنساكي و ألعب بديلي،ممم عموما احساس حلو أوى لما ألاقي مراتي بتغير عليا.
ترقرقت الدموع في عينيها و هي تحدثه قائله
-يعني ممكن تدخل واحده غيرى حياتك،مين دي يا أكمل،المحاميه اللي تحت التمرين صح؟أنا حاسه من يوم ما شفتها انك معجب بيها،عندك حق.
رد عليها أكمل بصوت أجش قائلا
-عايزة تعرفي ليه؟علشان هي مش جميلة زيك بس عقلها كبير،انما انتي عقلك علي قدك قوى،بصراحه هي في موقف زى ده و غيرها مش هي بس هتاخد موقف مني.
ردت عليها جميلة بحده قائله
-تصدق بالله انت متستاهلش أصلا اني أجي بنفسي أطمن عليك،عارف انت مفكرني عبيطه بس متعرفش شيطاني بيقولي ايه،بيقولي أقتلك.
-عايزة ايه مني تاني يا جميله ؟مش انتي طلبتي الطلاق؟انتي فعلا غلطانه بعد ما تاخدي موقف ترجعيلي،قولي ليه و أنا هسكت و اتخرس.
أجهشت في البكاء ليقرر اطفاء هذه النار فاقترب منها و احتضنها قائلا بضعف
-متعيطيش كدا يا جميلة،اهدي خلاص،طيب حقك عليا،أنا عارف انتي جيتي ليه و صدقيني مبسوط جدا اني شفتك،و بالنسبه للورق أسف اني اتهمتك.
ابتسمت جميلة من بين دموعها قائله
-بجد يا أكمل،طب عرفت مين اللي سرقه،و لا قررت مش هتعرف،أكمل هو الورق ده مهم أوى و هيكون ضد عليك،لو مش مهم انساه
ابتسم أكمل قائلا
-بجد يا حبيبتي،أنا بعد ما قعدت مع نفسي اتأكدت انك لا يمكن تعمليها بس أن الشيطان غسان لحس مخي،بس لازم أعرف مين اللي سرقه.
خشت جميلة من أن يعرف من هو السارق فقررت انهاء الحديث في هذا الموضوع قائله
-أنا همشي بقي و هروح و أقول لبابا انك جيتلي المستشفي و صالحتني و نرجع الفيلا كأن مفيش حاجه،و لا أقولك ما تنقل حاجتك هنا و نعيش هنا.
رد عليها أكمل بغيظ قائلا
-عارفه لو هربتي من المواضيع تاني مش هرجعلك،اتعلمي مني تواجهي و اوعي تسكتي عن الحق لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
ردت عليه بهدوء قائله
-طيب هسيبك و أروح أبلغهم و أرجعلك تاني،و ليه بتقول عليا بهرب،بالعكس أنا بقولك ننقل هنا علشان ميتسرقش منك ورق تاني أو حط الورق هنا.
رد عليها بعشق قائلا
-أنا ما صدقت انك تيجي هنا برجليكي،تفتكرى هسيبك ترجعي بيتكم كده من غير ما تدفعي جمرك علي الأقل،تعرفي ان اللحظات دي أحلي.
استطرد و هو يأخذ نقس عميق و هو يغمض عينيه تخرج الكلمات منه و هو يقبل كل انشا من وجهها قائلا بنعومه أذابتها
-نفسي أفضل معاكي طول عمرى،وحشتيني أوى،أنا من غيرك كنت عامل زى اللي سابته أمه و ماتت،اوعي تسيبني تاني،أنا من غيرك ناقص.
أخذ قلبها يخفق علوا و هبوطا وردت بخجل من كلماته و أفعاله قائله
-أنا كمان من غيرك مش جميله،جميلة بالاسم بس،مش حاسه بأي حاجه،كل حاجه بقت وحشه في عيني،اوعي تقسي عليا تاني،أنا عمرى ما أخونك.
-انتي روح قلبي،اتكلمي كمان يا جميله طلعي كل اللي جواكي،قولي انتي ايه الدافع اللي جابك ليا النهارده،أنا قلت لك قبل كده اني حبيتك .
-بكرة تعرف تعرف يا حبيبي قبل ما يفوت الأوان و قبل ما ينسانا الزمان. إني حقيقي حقيقي بحبك. و أتمنى أفضل جنبك. و عمر ما يبقي ما بينا خسارة.
أغمض أكمل عينيه بألم قائلا
-معاكي حق تغيرى كلمات أغنيه ليها عمر بحاله،انتي حبيبتي يا جميلة،و حقيقي أنا أسف ليك اني جرحتك و بجرحك من يوم ما عرفتك،
ابتسمت جميلة بسعاده قائله
-يعني لو رجع غسان و قالك اني بتأمر علي قتل عيلتك هتصدقه؟و لا خلاص بنيت جدار الثقه فيا زى ما انت بانيه مع عيلتك،و نسيت ان ليا أخ مجرم.
-أي حد مش غسان بس هيحاول يفرق ما بينا أنا اللي هفرقه من الدنيا بحالها،و عمرى ما هصدق حد تاني،و بعدين أنا مصدقتش أول مرة.
-يا حلاوة،يعني كل اللي عملته بعد ما مشي غسان ده كله تمثيل في تمثيل،حرام عليك ده أنا اتقهرت،و قعدت تقولي صاحبك و كنت من شويه بتلمح.
تعالت ضحكات أكمل قائلا
-قد ايه انتي طيبه أوى،كنت بشوف رده فعل غسان هتبقي عاملة ازاي،ورده فعلك لما اتهمك اتهام زى ده،ازاي هتقدرى تدافعي عن نفسك .
-و عرفت قد ايه أنا واثقه من نفسي؟مش قلت لك يا متر انت عمرك ما عاشرت روحي و قلبي علشان تفهم أنا وقت الصدمات و المحن ببقي عاملة ازاي.
-جامده جامده يعني،ده انتي طلعتي فوق التوقعات،مكنتش متخيل،مسألتيش نفسك ليه في نهاية الحوار كنت مصمم اننا مش نسيب بعض؟
تعالت ضحكات جميله و هي تغيظه قائله
-و انت مش فوقت التوقعات في التمثيل،صحيح تعلب و التعلب فات فات و في ديله سبع لفات،أه منك يا مكارتحرق دمي و عايزني أرجع معاك.
-و مين قالك اني مش تعلب،هو أنا لو مش تعلب كنت عرفت أوقع واحده بالجمال ده،بس الشهاده لله انتي اللي موقعاني و من زمان أوى.
تقدمت منه تعبث في أزرار قميصه بدلال قائله…….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية محكمة الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى