روايات

رواية مجدولين الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani

رواية مجدولين الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani

رواية مجدولين الجزء الثالث

رواية مجدولين البارت الثالث

رواية مجدولين الحلقة الثالثة

…… ما إن وصلت مجدولين إلى المنزل حتى شعرت باختناق مميت يكاد يفتك بها ألقت تحيتها على أمها التي يبدو عليها التعب باقتضاب وأكملت طريقها
فنادتها أمها :ألا تريدين أن تتعرفي إلى عائلة والدك أو إلى والدك حتى ؟
فنظرت خلفها وهي لا تصدق ما سمعته أذناها للتو ..وقالت بهمس :أنا والدي لا زال حيا هذا ما كنت أشعر به منذ زمن أين هو؟
فجلست أمها إلى الأريكة متعبة مرهقة وما ستقوله سيزيدها إرهاقا وهي لا تعرف من أين تبدأ فقالت والدك يعمل ربانا تعرفت إليه وقد كنت في بداية عملي في إحدى الحفلات التي كنت أذهب إليها
وقد أشعرني بحبه وإعجابه وأغدقني بالهدايا وطلب مني الزواج سرا فعمله ومركزه الإجتماعي لا يسمح له بالزواج بامرأة في مثل حالتي وبسبب غبائي قبلت عرضه
تزوجنا سرا ولم يعرف بهذا إلا خالك وعندما طلبني للزواج أخبرني أنه يتقبلني ويتقبل عملي ولن يعارضني بأي شيئ إلا أنه يخشى أن يعرض الأمر أمام عائلته
وتملكت أم مجدولين غصة كانت بادية على وجهها وبدأت تسعل بطريقة غريبة فهرعت مجدولين لتحضر لها كوبا من الماء وهي تواقة لسماع باقي الحكاية ارتشفت رشفة من الكوب وأكملت بصوت يشوبه الحزن والقلق
ولكن كلامه لم يتعدّ مجرد أحرف نطق بها ليوقعني بحبه أكثر وأكثر فبدأ امتعاضه يبدو جليا بين طيات كلماته وتصرفاته إلى أن اختفى فجأة حيث سافر دون عودة
وقطعت أخباره عني ولم يدر أني حامل بك ..حاولت أن ألتقيه مجددا لأخبره أن لك روحا بين أحشائي ولكنه بدل رقمه صحيح أنني أعرف عائلته ولكنهم بالطبع لن يتقبلوني ولن يصدقوني فقررت أن تكوني ابنة خالك على الأوراق
وحاولت أن أنساه وأطوي تلك الصفحة وأمزقها إربا ولكن كيف ذلك وما زاد الأمور تعقيدا أنه بعد خمس سنوات أرسل إلي ورقة الطلاق دون أن يخبرني بمكانه
فكرهته وأيقنت خبث الرجال وقررت أن أواصل عملي وأوقعهم في حبالي ثم أتركهم بعد أن أخبر زوجاتهم بخيانتهم لينتشر الطلاق ولا أخفي عنك كنت أشعر بالسعادة القصوى كلما تطلقت إحداهن ومرت السنين وأنتِ تعرفين باقي الحكاية
لماذا قررت إخباري بهذا الآن ؟
لأني مريضة مرض الموت لعلك تجدينه وتخبرينه أنك ابنته
وكيف أجده لحسن التطواني إن كنت لا تعلمين شيئا عنه ومن أخبرك أنك مريضة مرض الموت البارحة كنت ترقصين بشكل اعتيادي هل هذا تمثيلا أم ماذا يا أمي لقد سئمت هذه الحركات
كل الذي أعرفه أن عائلته قد سافرت إلى أوروبا وهو لا يزال ربانا ولماذا أمثل عليك لقد كانت حفلة البارحة هي الأخيرة فلتفرحي ولتهنئي بموتي يا إبنتي
فتدحرجت دموع مجدولين على خديها وهي تشعر بالشك بكلام أمها أتراها تكذب عليها لأنها وجدتها حزينة ولا تبالي بها أم أنها تنطق الصدق هذه المرة ما هذه التغيرات المفاجئة ؟
لابأس عليها أن تهدأ الآن وتتعامل مع الأمر بحكمة وصبر وقد اشتد سعال أمها ليشير إليها بصحة خبر مرضها
فاقتربت منها وقبلتها ثم ساعدتها لتذهب إلى غرفة نومها وارتمت أم مجدولين على السرير ما هذه الأعراض المفاجئة التي ظهرت على جسدها ونفسيتها لم تكن كذلك من قبل أو بالأحرى لم تكن مجدولين تعرف بهذا
فكل همها كان كيف تقنعها بالإقلاع عن هذا العمل ويبدو أن الزمن أجبرها على ذلك ونظرت إلى ابنتها بحزن وقلق ثم قالت :أحضري لي الصندوق الموجود داخل الخزانة ونفذت الابنة طلب أمها وكيف لا تفعل هذا وهي التي قد تعطيها روحها وهي في مثل تلك الحالة lehcen Tetouani
فمهما يكن ذالك يبقى للأم منزلة تفوق المنطق والمشاعر وكلام الشعراء والأدباء
جلست أم مجدولين بصعوبة بالغة لتخرج من جيبها مفتاحا صغيرا وتفتح كنز أسرارها المليء بالحلى والمجوهرات وصورة قديمة لأحدهم ثم أمسكتها بين يديها وأعطتها لمجدولين وهي تقول :هذا والدك في عمر الشباب اسمه مدون على الصورة إن التقيت به يوما فأخبريه أنني لم أسامحه على ما فعله وفعلته بي
قالت مجدولين أمي ما هذا الكلام تتحدثين وكأنك ستموتين حقا
قالت كلنا سنموت ولست نادمة على أي شيئ اقترفته في حياتي إلا زواجي من والدك تلك غلطة عمري وأطلب منك أن تتمهلي في اختيار شريك حياتك حتى لا تكوني غبية كأمك
قالت مجدولين بحسرة أطال الله في عمرك يا أمي وأنت من ستختارين زوجي بإذن الله
قالت لا أظن هذا والآن دعيني وحدي أريد أن أنام فأنا متعبة جدا
واحترمت مجدولين رغبة أمها وخرجت من الغرفة وهي تحمل الصورة بين يديها وتتأمل والدها وتقارن ملامحه بين ملامحها لترى ماذا ورثت منه العينان الأنف وربما لون البشرة
أتراها ورثت أيضا نقمتها على والدتها أليست حرة في اختيارها أوليس كل شخص مسؤول عن تصرفاته واعتقاداته وأفعاله طالما أنه لا يؤذي الآخرين أليس من المعقول أن تقترف فعلة تفوق فعلة أمها في يوم من الأيام

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مجدولين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى