روايات

رواية مجدولين الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani

رواية مجدولين الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani

رواية مجدولين الجزء الرابع

رواية مجدولين البارت الرابع

رواية مجدولين الحلقة الرابعة

…… كانت مجدولين مشتتة المشاعر فهي تواقة لرؤية أبيها من جهة وقلقة على أمها من جهة ثانية ومتحمسة لترى سامر مابال خيال وجهه يقف أمامها كالسحر ولماذا هو مهتم بها هكذا هل يخصها تلك الأفعال والتصرفات أم أن هذا طبعه مع باقي البشر ؟
وقبل ذهابها إلى الجامعة في اليوم التالي دخلت إلى غرفة أمها لتطمئن عن أحوالها فوجدتها نائمة ولم تريد إزعاجها فأغلقت الباب بسلاسة وخفة وتمنت لها يوما سعيدا
وما إن وصلت إلى الجامعة حتى وجدت سامر بانتظارها فعندما رآها اقترب منها و هو تزين وجهه ابتسامة جذابة ثم قال: آسف إن أزعجتك البارحة
قالت لم تفعل كنت منزعجة من نفسي وليس منك ..
قال لابأس انزعجي منها الآن وحاولي التصالح معها بعد فترة ستتغير الكثير من الأمور في حياتك ..
قالت سأسعى لذلك
قال لكني لن أصدق أنك لست غاضبة مني حتى تعديني أنك ستحضرين اليوم إلى منزلي مع باقي الزملاء
قالت حسنا يشرفني ذلك
قال وهناك أمر آخر .دوني رقم هاتفي إن احتجت لمساعدتي يوما
فنظرت إليه باستغراب وسألته: ولكن لماذا تفعل كل هذا ؟
فتوردت وجنتاه خجلا وقال بهمس :هكذا أنا لا أعلم بصراحة ولكني كما أخبرتك أعرف عنك كل شيء تقريبا ربما هو الإلهام لست أدري
فهزت رأسها متأسفة وكأنها تريد أن تسمع كلاما غير الذي سمعته لماذا لا يخبرها أنه معجب بها ومهتم لأمرها وهل هو كذلك ولا تريد المسكينة أن تعيش في الأوهام وخاصة بعدما استمعت إلى نصيحة أمها والتي تحمل بين طياتها عدم الثقة بالرجال لأنهم خائنو العهد
ولكن الذي يقف أمامها حنون ومؤدب ويحاول مساعدتها فهل هذا تمثيل أيضا ظلت شاردة الذهن إلى أن قال لها :الآن علي أن أذهب سأنتظرك مساء
وتلا عليها رقم هاتفه الذي دونته ثم انطلق أمامها وهو يحاول الهروب من نظراتها الغريبة وهو نفسه لا يعرف لماذا ولا يفهم إحساسه إتجاهها 🚶‍♂️🚶‍♂️
وها هو الدوام قد انتهى وكانت مجدولين تفكر بأمها وهل هي بخير الآن وما إن وصلت إلى المنزل حتى لاقتها رائحة النظافة إلى الخارج على غير عادة فهو منظم ومرتب وعاد كشقة مأهولة للسكن فلا طاولات ولا مسرح ولا زجاجات من الكحول حتى أن مجدولين كادت ألا تعرفه
والغريب أن أمها في المطبخ وتعد طعام الغداء بنفسها هذه المرة .ولكن مهلا ألم تكن مريضة البارحة .يبدو أنها بارعة في التمثيل حقا ووقفت مجدولين أمامها مذهولة من هذا التغيير المفاجئ ولكنها اكتفت بنظراتها ولم تسأل أمها شيئا وقامت الأخيرة بهذه المهمة حيث قالت لها: ألم يعجبك النظام الجديد
قالت بلى بالطبع ولكن ما الذي حصل ؟
لم يحصل شيء إنه الإلهام وحسب هيا ساعديني في تحضير الغداء لقد طهوت لك الطعام الذي تحبين !!
حس سأتناول غدائي وعلي أن أحضر نفسي للذهاب إلى منزل زميلي إنها الزيارة الأولى لي ولا أعلم كيف سيكون الموقف!
هل تخبريني أم تطلبين الإذن مني ؟؟
ولماذا سترفضين خروجي يا أمي فعلا هذا أمر مضحك !
فصرخت أمها في وجهها :مجدوليننن إياك ثم إياك أن تكرري هذا ثانية فأنا لم يمسني رجل غير والدك ورقصي ليس إلا استعراضا في الهواء ..
قالت حقا هذا شيء يدعو للفخر بكل الأحوال إن كان خروجي يزعجك فإني لن أفعل
كفاك تجريحا بي وافعلي ما تشائين
وحدثت مجدولين نفسها :لماذا فعلت هذا ما دخلي أنا بها إنه حرة في اختيار الطريق الذي تريد أما ما يربطني بها هو واجب الأمومة والبنوة فقط هيا يا مجدولين اعتذري إليها حتى تشاهدي ضحكتها إنها أمك واقتربت منها ثم قبلت يديها وقالت :أنا آسفة يا أمي حقا آسفة لم أرد إزعاجك ولكن لساني خانني
اللسان أحيانا يلهج بما نخفيه في قلوبنا ألم تسمعي بهفوات الألسن؟
بلى ولكني أريد أن أفتح صفحة جديدة معك ..فلنتناول الطعام الآن كعائلة مترابطة أريد لأمي أن تبتسم ولا أكون سببا في تجاعيد الحزن التي تغطي وجهها
أكملت مجدولين طعامها وشكرت أمها على النكهة اللذيدة الحنونة ثم ذهبت لتحضر نفسها لسهرة المساء واستشارت أمها بالطبع في اختيار الفستان الملائم استشارة كنوع من المراضاة لها فقلب المسكينة يحترق من اللوم كلما رأت أمها غاضبة منها أو حزينة بسببها
وكان بريق ✨ عيون أمها باديا على محياها وفجاة رن هاتف مجدولين وكان سامر فنظرت إلى أمها بحياء وقالت بهمس:
إنه زميلي وعلى ما يبدو يريد أن يستعجلني في الذهاب
لم أسألك من يكون أجيبيه وأنا سأذهب إلى غرفتي الآن
ثم خرجت أمها من الغرفة لتجيب مجدولين: أهلا سامر
أهلا بك أين انت الآن هل جهزت نفسك؟
نعم سأذهب الآن
حسنا كنت أخشى أن تغيري رأيك فالجلسة ستكون ناقصة بدونك !
وأقفلت مجدولين هاتفها ثم ذهبت إلى غرفة أمها وأخبرتها بخروجها ..فقالت لها أمها: هذا الزميل الذي جعل ابنتي تبتسم أدعو له بكل الخير ولكني أخشى أن يبكيك يوما أيعلم أن أمك! ؟
فقاطعتها مجدولين: أمي إنه مجرد زميل لي ولا تربطني به أي مشاعر
ألا تعلمين أن الملامح تفضح ما في القلوب تعلمي أن تكوني صادقة مع نفسك قبل كل شيء وأن تواجهيها بكل شفافية
واحمرت وجنتا مجدولين وخرجت من المنزل وهي تتمتم سامحك الله يا سامر لم اهتممت بي وأنا ظروفي قاسية
وقبل أن تدخل إلى سيارتها تذكرت أن محفظتها لا زالت في الداخل يا إلهي ما هذا الذي أضاع عقلها كيف ستخرج دون المحفظة التي تختزن كل أوراقها ومالها أيعقل أن تنساها بهذه السهولة فعادت أدراجها إلى غرفتها وحملتها بين يديها وتنهدت بعمق وهي متحمسة لهذه السيارة
وقبل أن تغلق باب المنزل سمعت صوت رصاصتين تصدران من غرفة أمها فتركت كل شيئ وهرعت إلى هناك بسرعة وذعر لتجد أمها جثة هامدة أمامها
وعلى ما يبدو أنها قد خططت لهذا الانتحار بعد خروج ابنتها من المنزل وتوقف الزمن للحظات فلم تستوعب المسكينة تلك الصدمة ولم تعرف ماذا تفعل وهرعت إلى الجثة لتحتضنها وتعيد إليها الروح ولكن دون فائدة وبدون وعي منها اتصلت بسامر وقالت بصوت خائف مذهول : أمي أمي انتحرت

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مجدولين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى