رواية ما وراء الماضي الفصل التاسع عشر 19 بقلم دودو محمد
رواية ما وراء الماضي البارت التاسع عشر
رواية ما وراء الماضي الجزء التاسع عشر
رواية ما وراء الماضي الحلقة التاسعة عشر
خرج ريان من غرفته بالدور الارضي بعد أن جهزت له بعد عودته من المشفى لتسهيل حركته بالمقعد المتحرك وجد منى تجلس على الأريكة وتبتسم له نظر لها بضيق واتجه إلي البهو الملحق بالفيلا نهضت من مكانها واتجهت خلفه واحاطته بذراعيها وقالت:
-اخيرا يا حبيبى خرجت من اوضك من يوم ما خرجت من المستشفى وانت قافل باب اوضك عليك ومش عايز تكلم حد.
اغلق عينه بضيق وتكلم بصوت مختنق:
-ابعدي عني يا مني متنسيش أن انا مطلقك اليوم اللى حصل فيه الحادثه.
استقامة فى وقفتها ونظرت له بأبتسامه وقالت:
-انا اسفه يا ريان معرفش أنا عملت كده ازاى انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك وبعد الحادثه ودخولك الغيبوبه عرفت أن بعدك عنى يعنى موتى سامحنى ارجوك.
نظر الاتجاه الآخر وقال بصوت غاضب:
-أنا مش هقبل الشفقه من حد مهما كان مين وبما انك طلبتى منى الطلاق وكنتي مصممه عليه ونفذتلك رغبتك وبعد ما قعد على كرسي متحرك جايه تقوليلى بحبك ومش قادره اعيش من غيرك كده يبقى شفقه يا منى وانا عندى الموت اهون مليون مره من اشوف نظرات الاشفاق على حالى
امسكت يده بدموع وحركت رأسها بالرفض قائله:
-والله العظيم ما شفقه انت عارف ومتأكد أن انا بحبك يا ريان بس اللى حصل يوم الحادثه ده من غيرتى عليك كنت هموت من حبك ليها ونظراتك اللى مبتنزلش من عليها طول ما هى قصادك واللى عملته ده طبيعى اى ست مكانى هتعمله، ابوس ايدك سامحنى يا ابو بناتي.
أبعد يدها عنه وتكلم بنفاذ صبر:
-من الآخر يا منى علشان معنديش حيل للمناهدة انا بحب بتول وعمر ما حد هيقدر يشغل قلبى غيرها عيونى مبتشوفش الا هى وهتفضل المشاكل ما بينا بسبب الموضوع ده فالاحسن ليا وليكى الطلاق وكل واحد يشوف حياته.
نظرت له بغضب شديد وقالت:
-اااه قول كده بقى انت راسم ومخطط انك ترجعها تانى ليك بعد موت جوزها، اتجدد الامل جواك من تانى واللى حصل فتح الطريق ليك، وانا وسنين عمرى اللى راحوا عليك انت وبناتك مش مشكله حبى ليك ووجعى اللى كنت بحس بى كل ما اشوف حبها فى عينك ولا حاجه بس لا يا ريان مش بعد العمر اللى راح منى ده كله فى حبك هسمح لحد يخدك منى وانت اللى لعبة بالنار استحمل بقى.
وتحركت من أمامه بغضب شديد.
نظر إلى أثرها بأشمئزاز وتكلم بصوت غاضب:
-بنى ادمه مستفزه وجودها فى حياتى كان أكبر غلطة.
وتذكر عندما علم بموت وليد وكيف تجدد الامل داخله لتحقيق هدفه فى العودة إلى قلب لطالما حلم بمسامحته منذ زمن طويل.
………………………………………………….
وصلت حور إلى الشركه وتحركت بكل جديه ودلفة إلى داخل قاعة الاجتماعات كان يوجد اصحاب أكبر شركة بالوطن العربي يلتفون حول الطاولة جلست على المقعد وتكلمت بأسف:
-سوري يا جماعه كان عندي شغل مهم بخلصه.
كان يجلس شاب فى أواخر الثلاثينات وينظر لها بأعجاب شديد تكلم بنبره رجوليه وقال:
-ولا يهمك يا استاذه….
ونظر لها حتى تقول اسمها
تكلمت بأبتسامة مجاملة:
-الاستاذة حور
رد عليها بأعجاب وقال:
-عاشت الاسامي يا استاذه حور.
شعرت بضيق من نظرات هذا الفظ لها اكتفت بأبتسامة مجاملة ولم ترد عليه.
تكلم ايوب بنبرة أكثر جدية وقال:
-احنا النهارده هنمضى عقد مع شركة من أعظم واكبر شركة فى الوطن العربي وشرف لينا بقبول عرضنا والانضمام لشركاتنا.
تكلم هذا الشاب وهو ينظر إلى حور وقال بأبتسامه:
-الشرف لينا يا استاذ ايوب شركتكم فى الفترة الاخيره استحوذت على نص السوق تقريبا وده انجاز عظيم ليكم وجودنا مع بعض ده هيضيف لينا احنا الاتنين، وان شاءالله تكون بداية خير ونوصل للعالمية.
نظرت حور الاتجاه الآخر وقالت بصوت هامس:
-اللهى ما تلحق توصل يا بعيد عيل غتت.
كان يتابع حركاتها بأعجاب وابتسم على حركة شفاها فهو يفهم جيد جدا فى حركة الشفاه، ثم نظر إلى ايوب وقال:
-ممكن اطلب طلب وده هيفدنا احنا الاتنين
اومأ ايوب رأسه بالتأكيد وقال:
-طبعا اتفضل
تكلم بنبره جديه وقال:
-أنا بقول نضم العمال مع بعض وانا يكون ليا مكتب هنا علشان اقدر اتابع الشغل كويس وفى نفس الوقت ننقل موظف فى شركتنا علشان يتابع العمل هناك بحيث أننا نسهل عملية المتابعه لشركتين فى وقت واحد والمصلحة تكون واحده.
انتفضت حور من مكانها وقالت بضيق:
-لا طبعا مش موافقه، يعنى ايه يكون ليك مكتب فى شركتنا واحنا يكون لينا مكتب فى شركتكم؟ انتوا مش واثقين فينا ولا ايه؟
ابتسم لها بهدوء وتكلم بتوضيح وقال:
-لا طبعا الموضوع مش كده احنا لو مش واثقين فيكم مكناش قبلنا العرض بتاعكم عن باقى الشركات التانيه وبعدين ما انا قولت حد من عندكم يكون ليه مكتب عندنا، أنا مقصد كلامى بما اننا فيه شغل كتير هيكون محتاج امضتى وفى نفس الوقت هيكون فيه شغل فى شركتنا محتاج امضتكم بدل ما يفضل حد رايح جاى ما بين الشركتين يبقى كل واحد مننا يكون ليه مكتب فى شركة التانى.
نظرت له بضيق ثم نظرت إلى والدها وجدته ينظر لها بغضب تنحنحت بأحراج وجلست على مقعدها مره اخرى وقالت بضيق.
-اوك.
ابتسم على تذمرها واومأ رأسه بالموافقه وقال:
-يبقى كده اتفقنا على كل حاجه شوفوا بقى مين هيستلم الشغل فى شركتنا.
اجابه ايوب بجديه وقال:
-استاذ عامر اخويا .
رد عليه بترحاب وقال:
-هينور شركتنا.
ثم استقام بوقفته ناظراً إلى حور بأبتسامه وقال
-مبارك علينا وعليكم، وان شاءالله يكون انضمام موفق للكل.
زفرت حور بضيق وهبت واقفه وقالت:
-بما أن الاجتماع انتهى عن اذنكم أنا اروح اشوف شغلى.
أومأ ايوب رأسه بالموافقه وأشار لها بالخروج.
ظل يتابعها هذا الشاب حتى خرجت من الباب ثم نظر إلى ايوب وقال:
-همشى انا بقى وان شاءالله هبلغك بميعاد الحفلة اللى هنعلن فيها انضمام الشركات لبعض.
ثم تحرك بأتجاه الباب وخرج منه ثم هتف سريعا على حور قائلا:
-استاذه حور ثانيه واحده بعد اذنك.
وقفت مكانها وضغطت على أسنانها وقالت بنفاذ صبر.
-اللهم طولك يا روح.
ثم استدارت له وتكلمت بأبتسامه متضايقة.
-افندم.
اقترب منها وتكلم بصوت هادئ:
-أنا محظوظ جدا بوجودكم معايا.
زفرت بضيق وتكلمت بمجامله.
-نورت شركتنا، عن اذنك.
واستدارت حتى تذهب إلى مكتبها لكنها وقفت على صوت هذا الشاب وهو يقول لها:
-طيب مش عايزه تعرفى اسمي ايه؟
التفت له مره اخرى وقالت بنفاذ صبر :
-حضرتك يعنى اكيد عارفه اسمك من العقود، مش محتاجه ذكاء.
عقد ذراعيه على صدره ونظر لها بأبتسامه هادئه وتحدث بتساءل.
-اممم طيب انا أسمى ايه؟
تكلمت بصوت مختنق :
-شريف السيوفي.
تعالت ضحكاته الرجوليه وتكلم بصعوبة:
-لا واضح انك ذكية فعلا.
عقدة بين حاجبها باستغراب وقالت بعدم فهم:
-مش فاهمه حضرتك بتضحك على ايه؟
اقترب منها ونظر بعينيها وقال بتوضيح.
-بضحك علشان ده مش أسمى انا ده اسم بابا، لكن انا اسمي سيف السيوفي.
ثم اقترب إليها أكثر وتكلم بهمس بجوار أذنيها:
-احفظى بقى الاسم ده كويس اوى واحفرى فى ذاكرتك علشان هيبقى ليه دور كبير اوى فى حياتك الفترة الجايه.
أنهى كلامه وابتعد عنها بأبتسامه هادئه لكنها تحمل خلفها الكثير، تارك إياها فى ذهول تام مما حدث.
ظلت حور واقفه مكانها بصدمه كبيره مما حدث منذ قليل شعر قلبها بالخوف والرهبه من هذا الرجل لكنها انتبهت على صوت رهف وهى تهتف عليها بأستغراب قائله:
-حور يا حور انتى يا بنتى فيه أيه مالك؟!
نظرت لها نظرات تائهه وتكلمت بصعوبه وقالت:
-م م مافيش، يلا بينا نشوف شغلنا
وتحركوا سويا إلى غرفة مكتب حور تحت استغراب رهف على حالها الغير مفهوم.
………………………………………………….
وصل عدي ومعه نغم وصعدوا عند المكتب الخاص بزين دلفوا إلى الداخل وابتسم لهم بترحاب وقال:
-نورتوا مكتبى المتواضع والله، اتفضلوا اقعدوا.
جلس كل من عدي ونغم على المقاعد المقابله أمام مكتب زين وتكلم عدي قائلا:
-أنا هسيب ليك نغم زى ما اتفقنا اديها خلفيه على الشغل فى الشركه بس متضغطش عليها واياك تتعبها فاهم.
رفع أحدي حاجبيه إلى الاعلى وتكلم بتهكم:
-ما تهدا شويه يا عم النحنوح متخافش عليها اوى كده دى بنت خالتى زى ما هى بنت خالتك وهخاف عليها زيك بالظبط.
ضغط على اسنانه بغضب وقال:
-نعم يا روح امك تخاف على مين دى حبيبتى انا وانا بس اللى اخاف عليها واحميها فاهم .
تعالت ضحكات زين الرجوليه وقال.
-خلاص يا عم متبقاش قفوش اوى كده بهزر يا رمضان، ايه مبتهزرش.
نظر له بضيق مزيف وقال
-لا بهزر يا حليتها، وخف بقى تعوم علشان معملش معاك الجلاشة.
تعالت ضحكات نغم على منغاشتهم سوا وقالت:
-لا لا لا مش قادره بجد انتوا الاتنين فظاع، المهم انت عارف يا زين أن لسه بتعلم ومعنديش فكره خالص عن شغل الشركات بس متقلقش أنا دماغى نضيفه وبستوعب بسرعه يعنى مش هتعبك.
اومأ زين رأسه بتفهم وقال بنبره جديه:
-تمام يا نغم وانا برضه هبدأ معاكي بحاجات سهله وبسيطه علشان ميبقاش صعب عليكى فى البدايه وان شاءالله واحده واحده هتقدرى تفهمى كل حاجه وهتساعدينى نكبر الشركه سوا وتبقى من أكبر الشركات المنافسه فى السوق.
ابتسمت له بسعاده وقالت بتمنى:
-يارب يا زين.
أستقام عدي واقفا وقال بسعادة.
-هروح أنا أشوف شغلى بقى وانت يا زين لو اتأخرت عليكم وصلها لحد البيت.
زفر بضيق وتكلم بنفاذ صبر:
-ما خلاص بقى يا عم النحنوح انت، متندمنيش أن وافقت بنزول نغم الشركه.
ألقى عدى عليه القلم الموضوع على المكتب وقال بأبتسامه:
-بني ادم غتت.
وخرج من المكتب وتركهم، حتى يتابعوا العمل الخاص بهم.
هبط إلى الاسفل وصعد سيارته نظر أمامه متذكر ما حدث بينه هو زين فى اول لقاء ما بينهم بعد وفاة وليد.
………………………………………………….
فلاااش باك.
وصل عدى أسفل الشركه بقلب مهموم من شدة الوجع نظر إلى المكان بالخارج وتنهد بوجع وتذكر عندما كان وليد يأتى به إلى هذا المكان وهو صغير فرت دمعه من عينه أزالها سريعا بأنامله وصعد إلى الاعلى وطرق على الباب وسمع صوت زين يسمح له بالدخول، فتح الباب ودلف إلى الداخل وما أن رأه حتى نهض بغضب من على مقعده واقترب منه ونظر له قائلا بصوت جهورى.
-انت ايه جابك هنا؟ اطلع بره مش عايز اشوف وشك هنا تانى فاهم.
ظل ينظر له بصمت ثم تكلم بصوت مختنق وقال:
-أنا اسف.
ابتسم له بتهكم وتكلم زين بغضب قائلا:
-اممم اسف طيب اسف على ايه ولا ايه على القلم اللى ضربته ليا قصاد الكل ولا على بعادك عننا فى اكتر وقت محتاجينك فيه.
تنهد بوجع وتكلم بصوت مختنق.
-على الاتنين يا زين، اسف على أن مديت ايدى عليك، بس انت كنت عارف السبب وليه عملت كده وعلشان مين، واسف على بعدي عنكم، بس كان غصب عنى بابا ريان مرمي فى المستشفى ما بين الحياة والموت ولحد دلوقتى مفقش وكمان موت بابا وليد كسرنى ووجعنى مش قادر اقرب من اى مكان ليه ذكرى فيه علشان قلبى بينزف من جوه حاسس متكتف وانا مش قادر اشوفه تانى ولا ارجعه لو للحظه واحده احضنه وأشبع منه، أنا ضعيف أوى يا زين انا اللى محتاجكم توقفوا جنبى فى أزمتى تشيلوا معايا الحمل شويه حاسس ان ضهرى انحنى من كتر الهموم يا اخويا.
أنهى كلامه وأرتمى داخل أحضان زين وظل يبكى وتمسك به بقوة.
شعر زين بالحزن اتجاه اخوه واحاطه بذراعيه وتمسك هو الآخر به وسمح لدموعه العنان وتكلم بصعوبه.
-حاسس بيك وبوجعك يا عدي بابا كسر ضهرنا كلنا، بقينا ضعاف اوى من غيره لانه كان الجبل اللى ساند الكل، ربنا يرحمه ويصبر قلوبنا على فراقه.
ابتعد عن حضنه ونظر له بحزن وقال:
-احنا دلوقتى مكانه لازم نقوي علشان نقوى ماما وفرح هما دلوقتى محتاجين حضن يعوضهم غياب بابا احنا السند ليهم لازم نخلى بابا وليد فخور بينا ويفرح أنه ربي رجاله ومن هنا ورايح مش هنزعل من بعض ابدا وكل واحد مننا يكمل التانى .
ابتسم له بحب واومأ رأسه بالموافقه وقال:
-عندك حق يا عدي مافيش وقت للانهيار، لازم نرجع اقوي من الاول علشان خاطر ماما وفرح ربنا ميحرمناش من بعض ابدا
تكلم بسعاده وقال:
-يارب يا حبيبي، انا لازم امشى دلوقتى علشان هرجع المستشفى تانى علشان لو احتاجوا حاجه ولو فيه حاجه كلمنى على التليفون.
أنهى كلامه وربت على كتفه وخرج تاركا إياه متجهآ إلى المشفى.
………………………………………………….
بااااك…
ابتسم عدي بسعاده وتذكر والدته امسك هاتفه وقام بالاتصال بها وانتظر الرد دقائق معدودة وسمع صوتها الهادئ الحنون وقال.
-صباح الورد على عيونك يا بتولى.
تكلمت بتثاؤب وقالت
-صباح النور يا حبيبى انت نزلت الشغل بدرى ولا ايه؟!
تنهد بضيق وتكلم بتوضيح:
-اممم وصلت نغم الشركه وعندى النهارده محاكمة محروس، ادعى ربنا أنه ياخد حكم النهارده ونخلص من ام القضيه دى بقى.
تكلمت بغضب شديد وقالت:
-اللهي ياخد حكم اعدام ونخلص منه ومن قرفه يارب.
رد عليها بتمنى وقال:
-يارب يا ماما يسمع من بؤقك ربنا، المهم اصحى يلا افطرى وخدي علاجك اوعى تنامى ولا تنسي العلاج بتاعك هزعل منك بجد.
تكلمت بابتسامه هادئه ونبره حنونه:
-ماشى يا حبيبى ربنا يباركلى فيك أنت وأخواتك يارب، ابقى طمنى الحكم هيكون أيه
-حاضر يا ماما مع السلامه.
أنهى كلامه واغلق الخط وأدار السياره وتحرك بها متجها إلى المحكمه.
………………………………………………….
وصلت فرح إلى الجامعه بحثت بعينيها على زياد حتى وجدته يقف مع صديقتها رحمه شعرت بالضيق وتحركت بأتجاههم وتكلمت بصوت مختنق:
-صباح الخير.
نظر لها بأبتسامه عاديه وقال:
-صباح النور يا فرح لسه كانت رحمه بتسألنى عليكى.
نظرت بضيق إلى رحمه وقالت:
-طيب ما انتى لسه مكلمانى وانا قولتلك قدامى شويه واوصل، بتسألى زياد عليا تانى ليه بقى؟
ابتسمت رحمه لها بتوتر وقالت:
-ها ا ا اه ما انا لما لاقيتك اتأخرتى قلقت عليكى ولما شوفت زيزو جيت اطمن منه عليكى قولت ليكون كان معاكى ولا حاجه.
رفعت أحدي حاجبيها إلى الاعلى وتكلمت بضيق:
-زيزو!! هو مش قالك قبل كده اسمه زياد مش زيزو.
تكلم زياد سريعا بابتسامه هادئه:
-عادى يا فرح مفيهاش حاجه يعنى لما تقولي يا زيزو احنا هنا كلنا اصدقاء وهى طلعت انسانه لطيفه وانا اللى كنت فاهمها غلط.
نظرت رحمه لها بأنتصار وابتسمت لها.
نظرت لهم بضيق وقالت:
-والله طيب كويس، اصلك كنت لسه من فترة صغيرة بتقولي مش بترتاح ليها وبتطلب منى ابعد عنها.
ردت عليها رحمه سريعا وقالت.
-عادى يا فروحه ما هو لسه بيقولك كان فاهمني غلط.
ضغطت على أسنانها بغضب شديد وقالت بضيق:
-عن اذنكم وتحركت سريعا من امامهم وتركتهم وضعت يدها على فمها وظلت تبكي بوجع وألم.
نظر زياد على أثرها بحزن وتنهد بوجع ثم نظر إلى رحمه وابتسم لها بضيق وقال:
-طيب عن اذنك أنا هروح بقى علشان المحاضره هتبدأ.
اومأت رأسها بابتسامه وقالت بسعاده :
-اه طبعا روح وانا هستناك لما تخلص تروحنى معاك على سكتك.
زفر بضيق وابتسم لها بمجاملة وقال:
-اوك عن اذنك.
تحرك سريعا من أمامها وتكلم بصوت هامس.
-بنى ادمه رخمه ودمك يلطش.
………………………………………………….
انتهت حور من العمل الخاص بها وارجعت ظهرها إلى الخلف وتذكرت هذا الرجل وما فعله معها شعرت بالقلق امسكت هاتفها وأجرت اتصالا وانتظرت الرد، ثواني معدودة سمعت صوت زين يقول لها بنبره عاشقه:
-واحشتينى لسه كنت هتصل بيكى حالا
تنهدت بضيق وقالت بصوت مختنق:
-وانت واحشتني اوى يا زين، ياريتك ما كنت سيبت الشركه ومشيت وسيبتنى لوحدى هنا.
شعر زين بقلق بالغ تكلم بتساؤل:
-مالك يا حور، عمو ايوب زعقلك تانى ولا أيه؟!
ردت عليه بصوت مختنق وقالت:
-لا طبعا، بابا بقاله فترة مش بيزعلنى.
تكلم بعدم فهم متسائلا مره اخرى:
-اومال فيه ايه صوتك ماله؟
توترت من سؤاله وشعرت أنها تسرعت بالكلام خائفه ليعلم زين بأمر هذا الشاب الفظ تكلمت سريعا بتوضيح:
-م م مافيش يا حبيبى اصلك واحشتنى اوى وبدل ما كنا بنشوف بعض على طول فى الشركه بقينا بنشوف بعض كل فين وفين.
تنهد بأرتياح وقال بنبره هادئه:
-يا حبيبتى غصب عنى والله ما انتى عارفه الظروف، واهو هانت خلاص الأمور بقت احسن دلوقتى وهكلم ماما فى موضوع خطوبتنا دلوقتى علشان نبقى مع بعض على طول.
ابتسمت بتمنى وقالت :
-ربنا يقرب البعيد يا زين يارب يلا هسيبك تشوف شغلك وانا خلصت وهروح.
رد عليها بحب قائلا:
-ماشى يا حبيبتى خلى بالك من نفسك وحسك عينك تتكلمي مع اى راجل مفهوم.
ابتلعت ريقها بصعوبه وتكلمت بصوت مرتعش:
-م م مفهوم باى.
أغلقت الخط سريعا مع زين ونظرت أمامها بخوف شديد وقالت:
-قلبى مش مرتاح للى جاى مع الراجل ده ولو زين شم خبر باللى حصل ده مش بعيد يقتله، ربنا يستر بقي.
ثم نهضت أمسكت حقيبة يدها وخرجت من مكتبها هبطت إلى الاسفل وصعدت سيارتها وتحركت بها سريعا إلى المنزل.
………………………………………………….
انتهت المحاكمه عند محروس وعدي نظروا إلى بعض بتحدي وتكلم محروس وقال بتهكم:
-اوعى تفرح بحكم الإعدام اللى اخده يا ابن اختى، اللى زى بسبع ارواح ومش محروس اللى تخلصوا منه ويموت بسهوله كده، اللعبه لسه منتهتش والجولة لسه فى أولها.
تعالت ضحكات عدي الشامته وقال:
-مافيش جولات تانى يا محروس جيم اوفر اللعبه خلصت خلاص وانا الفائز واتخلصت من الوحش، بس متقلقش هعملك عزا يليق بواحد قواد شبهك.
ابتسم له ابتسامه تخفى اشياء كثيره خلفها وقال :
-الله اعلم العزا الجاى هيكون لمين مش يمكن يكون لنغم حبيبت القلب.
إلى هنا ولم يستطيع عدى التحكم فى غضبه انقض عليه وانهال عليه بالضرب وتكلم بغضب شديد:
-فكر تقرب ليها ولا تخلى حد يمس شعره منها وانا هولع فيك حتى لو فى قبرك.
والدماء تسيل على وجه محروس تكلم بضحكه منهكه قائلا:
-أنا وانت والايام ما بينا وهوريك يا ابن اختى.
أخذه العسكرى سريعا من أمام عدى و امسكه تميم وقال بنبره هادئه:
-اهدا يا عدي متوصلهوش للى هو عايزه كل اللى بيقوله ده وبيعمله حلاوة روح مش اكتر علشان اتحكم عليه بالاعدام.
نظر له بقلق وقال بصوت مختنق:
-انت عارف وانا عارف يا تميم أن فيه يد خافيه بيحركها محروس من مكانه وبأشارة منه هيدمر العالم أنا بحمي الكل على قد ما اقدر وزود الحرس على الفيلا عندنا وعندى خالتو وانا مش بسيب نغم تتحرك لوحدها ابدا بس برضه خايف تحصل غلطه ويستغلها محروس أنا مش بنام الليل من القلق يا تميم حتى لو مات هفضل قلقان من دراعه المجهول اللى بره.
ربت على كتفه وقال بابتسامه هادئه:
-اهدا بس وان شاءالله الأمور هتعدي على خير وهنوصل ليه فى أقرب وقت.
تنهد بقلق وقال.
-ربنا يستر بقى انا همشى علشان خلاص تعبان ومش قادر.
اومأ تميم رأسه بتفهم وقال:
-ماشى يا صاحبى ربنا معاك.
خرج عدى صعد سيارته واتجه بها إلى المنزل.
………………………………………………….
اجتمعت عائلة ايوب ليلا حاول طاولة الطعام وبدأوا يتناولوا فى صمت لكن حور كسرت الصمت عندما قالت:
-بابا ممكن اقولك حاجه؟
انتبه لها الجميع وحرك ايوب رأسه بالموافقه
ابتلعت ريقها بصعوبه وتكلمت بتوتر.
-ب ب بابا ا ا انا مش مطمنه لموضوع شركة السيوفي دى حاسه أنهم مش مظبوطين ووراهم حاجه مريبه.
نظر لها بأستغراب وقال بتساؤل:
-وايه خلاكى تقولي كده؟!
أجابته بتوضيح :
-يعنى يا بابا شركه كبيره زى دى عايزه من شركتنا ايه؟! الاسم و الشهره معتقدش لأنهم اشهر مننا فى السوق، واعتقد برضه مش محتاجين سيوله دول ماشاءالله معاهم مليارات وده المريب اصلا المستوي اللى هما وصلوا ليه فى وقت قياسى مع اننا قبل منهم بس شركتهم سبقتنا بشكل غريب ومريب، انا حاسه أنهم شغالين فى حاجه مشبوهه واخدين الشركه ستاره ليهم وانضمام شركتنا ليهم هيوقعنا فى مشكله كبيره وعلى ما اعتقد انهم هيستخدموا اسمنا غلط.
ظل يتابعها ايوب بأهتمام شديد وشعر بالفخر من طريقة تفكير ابنته الان احس أن ابنته نضجت كما يريد ولكن سيهدأ الان حتى تزداد خبره وتبقى اقوي أكثر من ذلك اخيرا تكلم بنبره هادئه وقال:
-وانتى مفكره أن انا طفل صغير وهيضحك عليا بسهوله كده، ما انا اكيد عندي كل المعلومات اللى تخصهم وانا شايف أنهم شركه محترمه ووجودها معانا هيفرق كتير مع شركتنا.
تكلمت حور مره أخرى محاولة إثبات رائيها قائله بتوضيح:
-يا بابا انا مقولتش أن حضرتك طفل ولا أن بيضحك عليك بسهوله، بس هما فعلا شاطرين اوى فى الخداع وقادرين يخلوا الشخص اللى قصادهم يقتنع بيهم بأقل مجهود بس برضه طريقة وصولهم لسوق السريعه تخلى الواحد يشك فيهم وانا احساسي بيقولى أن وراهم قصه وكبيره اوى كمان.
ازدادت نظرة الفخر بأعين ايوب لحور لكنه أخفاها سريعا وتكلم وهو يضع الطعام فى فمه.
-أنا عارف بعمل ايه كويس اوى ومش بنت امبارح اللى هتيجى تعدل عليا.
شعرت بأهانه كبيره من طريقة كلام والدها لها هبت واقفه وقالت بصوت مختنق:
-الحمدلله شبعت تصبحوا على خير.
نظرت قمر بضيق إلى أيوب ثم نظرت إلى ابنتها حور وقالت بنبره حنونه.
-اقعدى يا حبيبتى كملى أكلك انتى مأكلتيش حاجه من ساعة ما قعدى وانتى بتتكلمى فى الشغل مع ابوكى.
ابتسمت لها بوجع وقالت :
-صدقينى يا ماما انا شبعت عن اذنكم.
وصعدت سريعا إلى غرفتها، ارتمت على فراشها وظلت تبكى بوجع وألم من طريقة والدها الجافه معها.
دقائق معدودة وسمعت صوت طرقات على الباب اعتدلت على التخت ومسحت عبراتها واذنت لطارق بالدخول.
انفتح الباب ودخلت نغم بابتسامه هادئه وقالت بتساؤل:
-الجميل يسمحلي ادخل اقعد معاه شويه؟
ابتسمت لها بحزن وقالت:
-طبعا يا حبيبتى تعالى.
دلفت نغم وأغلقت الباب خلفها واتجهت إلى التخت وتمدت بجوار حور ووضعت رأسها على صدرها وقالت:
-بتفكرى فين يا ترى؟ اكيد فى الولا الحليوة ابو غمزات صح.
تنهدت بوجع وقالت بصوت مختنق.
-لا خالص بفكر فى كره بابا ليا.
جحظت عين نغم بصدمه واعتدلت فى جلستها ونظرت لها قائله:
-كره بابا ليكى!! انتى اتجننتى يا حور ازاى تقولى كده على بابا ايوب؟!
ابتسمت بوجع وقالت بتهكم:
-مش أنا اللى بقول يا نغم أفعال بابا معايا هى اللى بتقول تحسي أنه ندم لما جابنى طريقته جافه معايا بأستمرار حتى لما بقول رأى يقلل منى ويستهزاء بيا زى ما عمل قصادكم تحت بحاول كتير اوى أخلق ليه مليون عذر علشان موصلش لتفكير ده بس كل حاجه بيعملها بتوصلنى لنفس التفكير بابا بيكرهنى يا نغم.
حركت رأسها بالرفض وقالت بتوضيح:
-لا طبعا كلامك مش صح انتى مشوفتيش نظرة الفخر اللى في عيونه ليكى دى السعاده كانت هتنط منهم بس البعيده عاميه وهبله هنقول ايه.
ردت عليها بعدم اقتناع وقالت:
-متحاوليش تكدبي وتلطفي الجو يا نغم لينا مواقف كتير اوى مع بعض من قبل ظهورك بزمان كلها كسرت قلب ليا نفس الطريقه نفس الاستهزاء نفس الجفاء، انا بحبه والله العظيم وبخاف عليه من الهوا الطاير ولو يوم تعب بفضل طول النهار اعيط علشانه، بس مش عارفه سبب كرهه ليا ايه يمكن علشان أنا جيت فى الوقت اللى انتى كنتى ضايعه فيه ولا علشان كان نفسه فى ولد مثلا وانا جيت فكرهنى ولا فيه اسباب تانيه مش عارفه ولا قادره افهم حاجه غير أنه بيكرهني.
شعرت نغم بوجع حور فى الكلام اخذتها داخل أحضانها وربتت على ظهرها وقالت:
-اوقات كتير عقلنا الباطن بيصور لينا حاجات كتير غلط فيرسم عليها مواقف مؤلمه مش صحيحه فيكمل الصورة بشكل تانى خالص غير الحقيقه، يعنى انتى اخدي كام موقف ورسمتيهم زى ما انتى عايزه وكونتى فكرة غلط طيب تعالى نبص للمواقف دى من زاويه تانيه خالص غير اللى انتى رسماها يعنى مثلا موقف زى النهارده، ممكن بابا راسم انضمام الشركه دى لشركه بتاعته علشان غرض فى دماغه ولما حس انك اكتشفتى ده حاول يدارى الموضوع بطريقته دى معاكى أنا واحده شوفت الموضوع من بره لاقيته اب خايف على بنته شوفت نظرت فخر شوفت نظرت إصرار وعزيمه شوفت موضوعكم من منذور تانى خالص علشان كده مش عايزاكى تتسرعى وتحكمى على حاجه من زاويه واحده لا بصى عليها من كل الزوايا كملى الصوره وبعد كده خدى قرارك، فاهمه قصدى يا حور؟
اومات رأسها بتفهم وتمسكت بها بقوه وقالت:
-أنا بحبك اوى يا نغم وفرحانه أن ربنا رجعك لينا بالسلامه علشان تكونى سند لينا وقوتنا وقت ضعفنا.
ربتت على ظهرها بحنو وقالت:
-وانا بموت فيكى يا قلب نغم ومحظوظه بجد بأخواتى القمرات عزوتى وكل ما املك فى الحياة.
ظلت تملس على شعر حور حتى استسلمت لنوم ومن ثم اعتدلت على الفراش بجوارها واغمضت عينيها حتى ذهبت فى سبات عميق.
………………………………………………….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)