روايات

رواية ما وراء الماضي الفصل الأول 1 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي الفصل الأول 1 بقلم دودو محمد

رواية ما وراء الماضي الجزء الأول

رواية ما وراء الماضي البارت الأول

رواية ما وراء الماضي الحلقة الأولى

“البارت الاول”

جلست فتاة يظهر عليها الخوف والارتعاد بجوار الحائط ضمت قدميها بالقرب من صدرها ووضعت رأسها عليهما وظلت تبكى بخوف شديد وفى ذلك الوقت اقتربت إليها فتاة ترتدى ملابس تبرز جميع مفاتنها وهى تمضغ العلقه بفمها وقالت بصوت ساخر

-شوفتوا يا بنات الاخت صاحبة الشرف و العفه نورت معانا السجن وبقيت يا حرام زيها زينا بس ناقص بس تتختم بختم الشغل بتاعنا وتبقى احلى فتاة ليل مع أن مافيش راجل هيرضى يلمسها اصلا

رفعت رأسها إلى الأعلى ونظرت لها بأعين حزينه والدموع ظلت تنهمر من عينيها

اقتربت إليها فتاة أخرى لا تقل عن السابقه بشئ وامسكت شعرها ارغمتها على الوقوف وقالت

-ما بلاش بقى دموع التماسيح دى يا اختى من يوم ما شوفناكى وانتى عامله فيها الطاهره الشريفه ولولا ابله نجلاء عليكى كان زمان الرجاله اخده منك اللى عايزينه معرفش أنا فيكى ايه اكتر مننا بالعكس احنا احسن منك يا هبهبه

وتعالت ضحكاتهم عليها

نظرت لهم بدموع ودفعت هذه الفتاة بعيد عنها اسقطتها على الأرض وابتعدت عنها وجلست بمكان آخر

نظرت لها بغضب وقالت

-بقى انتى توقعينى يا بنت الك/لب وربنا ما هسيبك

ونهضت من على الأرض واقتربت منها وامسكتها من شعرها وظلت تلكمها بجسدها بقوه حتى اندفعت منها الدماء ابتعدت عنها وظلوا تتعالى ضحكاتهم عليها

نظرت لهم بوهن وبدأت تتلاشى الصوره من أمام عينيها حتى فقدت الوعى

نظروا لها بصدمه وقالت بقلق

-البت ماتت ولا ايه انتى ضربتيها جامد يا موكوسه

بصقت عليها بغضب وقالت

-يلا فى ستين داهيه ده أنا كان مفقوع مرارتى منها من ساعة ما قبلتها مع محروس وابله نجلاء على طول مسهوكه فى نفسها وعايشه علينا دور العفيفه الشريفه والرجاله كلها هتموت عليها وهى بتتعزز اكمنها تقرب لمحروس

وفى ذلك الوقت انفتح الباب الحديدى ونظر العسكرى بصدمه وقال

-مين اللى عمل فيها كده

الجميع نظروا له وظلوا صامتون

تكلم بغضب وقال

-انطقوا من اللى عمل فيها كده يا غجر

اغلق الباب بغضب وركض سريعا ابلغ الضابط وبعد وقت عادوا الاثنين إلى الداخل ومال بجسده حتى يطمئن أنها مازالت على قيد الحياة ثم نظر إلى الجميع وقال

-هتتكلموا وتقولوا مين اللى عمل كده احسنلكم ولا احاسبكم كلكم

ظلوا ملتزمين الصمت

اومأ رأسه بتوعد ونظر إلى العسكرى وقال بأمر

-كلهم يتأدبوا وتعرف مين اللى عمل كده مفهوم

اومأ رأسه بالطاعه وقال

-تمام يا فندم

مال بجسده حملها بين ذراعيه وخرج مسرعا اتجه إلى المكتب الخاص به ووضعها على الأريكة امسك هاتف المكتب وأجرى اتصالا بالطبيب
عاد إليها وظل ينظر لها بأستغراب شئ ما بداخله يؤكد أن هذا الوجه رأه مسبقا لكنه لا يعلم أين ومتى زفر بضيق لعدم تذكره وفى ذلك الوقت سمع صوت طرقات على الباب أذن له بالدخول وعاد إلى مقعده خلف المكتب الخشبى

دلف الطبيب ونظر إليه وقال بتساؤل

-خير يا عدى باشا ايه اللى حصل

اجابه بصوت مختنق وقال

عدى :-ما انت عارف يا دكتور شغل النسوان وكل يوم والتانى ضربين بعض بالشكل ده شوف شغلك علشان ارجعها تانى السجن

بدأ الطبيب يفحصها ونظف الجروح المتواجدة بها وبعد وقت انتهى وغادر المكتب وبدأت هذه الفتاة بتحريك رأسها بألم شديد

جلس أمامها على المقعد وظل يتابعها بأهتمام شديد

انتفضت مكانها عندما رأت وجه عدى وهو ينظر لها

تكلم بصوت جاد وقال بتساؤل

عدى :-هما عملوا فيكى كده ليه مع انكم ولاد كار واحد وجاين من شقه واحده

حركت رأسها بالنفى وظلت تحرك يدها بأشارات غير مفهومه

تكلم بعدم فهم وقال بتساؤل

-انتى بتقولى ايه انا مش فاهم حاجه

زفرت بضيق ونظرت له بدموع وامسكت يده بترجى وظلت تحرك رأسها بالرفض

ابعد يدها عنه سريعا وتكلم بضيق وقال

-انتى عايزه تقولى ايه انا كل اللى فاهمه انك رافضه حاجه ايه هى الله اعلم

ثم نهض من على المقعد وعاد مره اخرى جلس خلف مكتبه وقال بصوت جاد

-عموما الدكتور شاف شغله معاكى ووجودك هنا فى المكتب ملوش لازمه

وضغط على زر الجرس المتواجد على مكتبه

نهضت سريعا وحركت رأسها بدموع وظلت تبكى بغزاره وجلست على الأرض وظلت تترجى به بعينيها

نظر لها بأستغراب وقال بتساؤل

عدى :-انتى مش عايزه ترجعى هناك تانى

اومأت رأسها سريعا وظلت تربت بيدها على صدرها بترجى

ابتسم بعدم فهم وقال بضيق

عدى :-وانتى عايزانى اخليكى هنا فى مكتبى بصفتك ايه هو انا فتحه سبيل

نظرت له بدموع وحركت رأسها بالرفض

نظر لها نظره مطوله ونهض من على مقعده واقترب إليها ومال بجسده وقال

-انا ممكن اخليكى هنا بس بشرط واحد

نظرت له بترقب وانتظرت معرفة ما يريد

اكمل حديثه وقال بأمر

-علشان اخليكى هنا تعترفى على صاحب الشبكه بتاعتكم وتقولى اسمه ومكانه فين

حركت رأسها بعدم فهم وإشارة على شفتيها لتوضح له انها خرساء

اومأ رأسه بتفهم وقال

-عارف هجبلك خبراء فى لغة الإشارة واللى هتقوليه هما هيترجمه ليا وهكتبه فى التحقيق

هبت واقفه وحركت رأسها بخوف شديد وظلت الدموع تنهمر من عينيها

زفر بضيق وقال بغضب

عدى :-براحتك

وأمر العسكرى أن يأخذها لتعود مره أخرى إلى داخل السجن

نظرت له بدموع وتحركت مع العسكرى

شعر بشئ ما بداخله عندما نظر إلى عينيها شعور يسيطر عليه أنه يريد مساعدة هذه الفتاة ولكن لا يعلم لماذا

نظر بساعة يده وجد الوقت أصبح باكر تحرك سريعا إلى الخارج صعد سيارته وعاد إلى المنزل.
………………………………………………………………
خرجت حور من غرفتها بغضب شديد وظلت تهتف على والدتها بضيق

خرجت قمر من غرفتها مسرعه ونظرت لها بقلق وقالت بتساؤل

-فيه ايه يا بنتى عامله صداع على الصبح كده ليه

تكلمت بضيق وقالت بتساؤل

حور :-انتوا ازاى سيبنى نايمه لحد دلوقتى اهو بسببكم راح عليا الاجتماع

نظرت لها بأستغراب وقال بنفاذ صبر

قمر :-يا سلام بقى كل الهيصه دى علشان اتأخرتى فى النوم شويه اعملك ايه يعنى داده جميله صحيتك كذا مره وانتى مرضيتش تصحى

حملقت عينيها بصدمه وقالت بعدم تصديق

حور :-انا !! حصل امته ده محدش صحانى

حركت رأسها بعدم رضا وقالت

قمر :-قال يعنى حاسه بنفسك وانتى نايمه روحى يا حور روحى يا بنتى جهزى نفسك علشان متتأخريش اكتر من كده ربنا يصبرنى عليكم

وتركتها وهبطت إلى الأسفل وجدت زياد يجلس على مقعده أمام الطاوله ويتناول الطعام بشراهة ضربته على مؤخرة رأسه بخفه وقالت

-ارحم نفسك شويه وكل براحه محدش بيجرى وراك وانت بتاكل

ابتلع الطعام بصعوبه وقال

زياد :-اعمل ايه يا رورو عايزه اخلص بسرعه علشان الحق اروح الجامعه منه لله اللى اخترع التعليم والجامعات فى مصر يتسحل زى ما سحلنا يارب

ابتسمت على كلماته وقالت

قمر :-انت واختك ناوين تختموا على جنانى قريب

نهض سريعا من على مقعده وقبل رأسها بحب وقال بمرح

زياد :-بعد الشر عليكى يا ست الكل من الجنان انشالله القط والفار يارب ايدك بقى على الفايه

نظرت له بصدمه وقالت

قمر :-ايه الف جنيه!! ليه بقى أن شاءالله

تكلم بزعل مزيف وقال

زياد :-اخس عليكى يا قمرى بقى مافيش مره اطلب منك فلوس الا لما تفتحى ليا سين وجيم

نظرت له بغضب وقالت

قمر :-ده لو جدتك عايشه وسمعت المبلغ اللى طالبه ده دلوقتى كانت نشنة عليك فردة شبشب اخت/رقت نفوخك

تعالت ضحكاته وقال

زياد :-يا ماما الزمن اتغير والألف دلوقتى مش بيعمل حاجه وبعدين يا ستى استريحى أنا عايز ادفع اشتراك الجيم

اومأت رأسها بالموافقه وقالت

قمر :-ماشى هديك بس حاول تمسك ايدك شويه محدش ضامن الزمن هيعمل فينا ايه

قبل يدها بسعاده وقال

زياد :-ربنا يخليكى ليا يا ست الكل وميحرمنيش من عطفك وكرمك

ابتسمت بسعاده وقالت

قمر :-ويخليكم ليا واشوفكم احسن الناس يا حبيبى

واتجهت إلى غرفتها أحضرت له ما يريد واعطتهم له وغادر زياد البيت سريعا

نظرت إلى أثره بحب وتنهدت بحزن وقالت

-ربنا يجمعكم بأختكم نغم على خير يارب.
……………………………………………………………
عاد عدى إلى الفيلا ونظر بها لم يجد احد تنهد بضيق وصعد إلى غرفته وتقابل مع اخته فرح ابتسم لها وقال بنبره حنونه

-صباح الخير يا حبيبتى

إجابته بحب وقالت

فرح :-صباح النور يا دودى

تعالت ضحكاته وداعب وجيتنها وقال بمرح

عدى :-يا بت احترمينى شويه ايه دودى دى بضيعى هيبتى يا مصيبه

وضعت رأسها داخل أحضانه وقالت بحب

فرح :-الهيبه دى على الناس كلها إلا أنا فروحتك، هتفضل دودى على طول فاهم

قبل رأسها بحب وقال

عدى :-فاهم يا قلب دودى، رايحه فين كده

زفرت بضيق وقالت بتذمر

فرح :-فيه غيرها الجامعه وعندى محاضره متأخره عليها ومنتهى الاستهتار الصراحه يعنى

تعالت ضحكاته وقال

عدى :-طيب اخلصى يا مستهتره بدل لمضك دى وسبينى بقى انااااام انا لسه راجع من الشغل ومش شايف قصادى

قبلة وجينته بحب وركضت سريعا إلى الدرج وقالت

فرح :-احلام سعيده يا دودى

وهبطت إلى الأسفل

نظر إلى أثرها بحب ودلف غرفته واغلق الباب خلفه نزع القميص والقاه على الأريكة ونزع البنطال وتركه على الأرض وتسطح على السرير بأرهاق شديد نظر إلى الأعلى وظل يتذكر وجه هذه الفتاة ارتسمت ابتسامه على وجه وفى ذلك الوقت سمع صوت طرقات على الباب اعتدل على السرير واذن لطارق بالدخول

دلفت بتول بأبتسامه حنونه وجلست بجواره وقالت

-ايه يا حبيبى مجتش تاكل لقمه معانا ليه قبل ما تنام أنا معرفش انك جيت غير لما اختك فرح قالت

امسك يدها وقبلها بحنو وقال

عدى :-معلش يا ماما مليش نفس انا عايز انام ولما اصحى ابقى أكل

ربت على يده وقالت بتساؤل

بتول:-مالك يا حبيبى تعبان ولا ايه

حرك رأسه سريعا وقال

عدى :-لا يا حبيبتى انا كويس بس شوية إرهاق من الشغل مش اكتر

ابتسمت له وقالت

بتول :-معلش يا حبيبى ربنا يقويك، عدى كنت عايزه اسألك على حاجه كده

نظر لها بأستغراب وقال

عدى :-اسألى طبعا يا ماما

تكلمت بتوتر وقالت بتساؤل

بتول :-انت مش بتسأل على ابوك ولا ايه

أجابها سريعا وقال بتوضيح

عدى :-لا طبعا بسأل عليه على طول ده انا حتى لسه مكلمه امبارح واطمنت عليه وعلى اخواتى بس بتسألى ليه

ابتلعت ريقها بتوتر وقالت

بتول :-و و وهو عامل ايه

اومأ رأسه وقال بنبره هادئه

عدى :-كويس الحمدلله سألنى عليكى وعلى بابا وليد وبعتلكم السلام

زفرت بضيق ونهضت سريعا وقالت

بتول :-الله يسلمك ويسلمه، نام يا حبيبى واستريح

وتحركت بأتجاه الباب وفتحته ولكنها قبل أن تخرج وقفت بصدمه عندما سمعت عدى يقول لها

-انتى لسه بتحبيه يا ماما بعد السنين دى كلها

التفت له ونظرت له بحزن وقالت

بتول :-طبعا يا ابنى ابوك ريان كان أول حب فى حياتى وبعد اللى عمله ده كله مقدرتش أكرهه وده مش معناه أن بكره ابوك وليد ربنا يعلم أن طول السنين دى كلها مافيش ما بينا غير الموده والرحمه والاحترام واللى فى القلب ميعلموش غير ربنا

ابتسم لها وقال بأستغراب

عدى :-تعرفى ان هو برضه قالى نفس الكلام ده، ولما انتوا بتحبوا بعض اوى كده ليه مكملتوش مع بعض وريحتوا نفسكم من العذاب ده كله

تنهدت بحزن وقالت بصوت مختنق

بتول :-نصيب، ظروف كتير منعتنا أننا نكمل مع بعض وكل واحد فينا يبقى فى مكان تانى بس اجمل حاجه حصلتلى وجودك انت يا عدى ربنا بعتك ليا فى وقت ضعفى قوانى بيك واخواتك طبعا نور عيونى ربنا يخليكم ليا ويفرح قلبى بيكم

ثم تركته وغادرت الغرفه وأغلقت الباب خلفها

نظر إلى أثرها بحب وتنهد بحزن عندما تذكر غياب ابنة خالته نغم لقد اشتاق إليها كثيرا تسطح على السرير وقال بصوت مختنق

عدى :-يا ترى انتى فين يا نغم مخلتش حته الا لما دورت عليكى فيها

ثم اغلق عينه وبعد عدة ثوانى ذهب إلى سبات عميق.
……………………………………………………………..
خرجت اسيل من غرفتها وهى تتثأب ولكنها انتفضت مكانها عندما رأت هدى ام زوجها تنظر لها بغضب زفرت بضيق وقالت بنفاذ صبر

-يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم اصتبحنا واصتبح الملك لله

تكلمت بغضب وقالت

هدى :-ايه التقوى والايمان اللى نزلوا عليكى فاجئه يا مرات ابنى

ابتسمت لها بوجه غاضب وقالت بنفاذ صبر

اسيل :-صباح الخير يا حماتى ايه قومك من على سريرك بس مش الشغاله بتجبلك الاكل لحد اوضك

صرت على أسنانها وقالت بغضب

هدى :-ايه عايزه تحبسينى فى الاوضه ولا ايه يا اختى ده بيت ابنى اعمل فيه اللى انا عايزاه

حركت رأسها بنفاذ صبر وقالت

اسيل :-انتى العيشه معاكى مستحيله ما تروحى عند ابنك معاذ وعيشى معاه مش ده ابنك برضه ولا مافيش غير عامر

وفى ذلك الوقت سمعت صوت رجولى غاضب هدر بها قائلا

عامر :-اسيل ايه اللى انتى بتقوليه لامى ده انتى اتجننتى بتطردى امى من بيتى !؟

تكلمت سريعا وقالت بغضب

اسيل:-انا خلاص تعبت من عمايل امك دى من اول يوم اتجوزتنى فيه وهى مسوده عيشتى أنا مش صغيره علشان كل شويه تهين فيا ولادك لما بيشوفه كده بنزل من نظرهم

تكلمت ببكاء مزيف وقالت

هدى :-خلاص يا ابنى متنكدش على نفسك وعلى بيتك أنا هاخد هدومى واروح عند اخوك ايوب هو الوحيد اللى هيستحملنى ومراته بتشلنى من على الأرض شيل

تكلم بغضب وهو ينظر إلى اسيل وقال

عامر :-عليا الطلاق ما انتى متحركه من هنا واللى مش عجبه الباب يفوت جمل

نظرت له بغضب وصرت على أسنانها بنفاذ صبر وتحركت سريعا من أمامهم وتركتهم

قبل رأس والدته وقال بأسف

عامر :-حقك عليا يا ماما متزعليش اى حد يفكر يجرحك بكلمه انا اقطعله لسانه قبل ما ينطقها

ابتسمت بسعاده وربت على ظهره بحنو وقالت

هدى :-ربنا يباركلى فيك يا حبيبى يارب، هروح بقى اريح شويه فى أوضى

وتركته وصعدت إلى غرفتها

نظر لها حتى اختفت من أمام نظره وتحرك بأتجاه طاولة الطعام وجد اسيل تجلس بغضب شديد جلس على مقعده وبدأ يتناول الطعام فى صمت

نظروا ابنائهم إلى بعض بأستغراب وقال

انس :-هو مافيش يوم يعدى علينا فى البيت ده من غير خناق ومشاكل

هدر به بغضب وقال

عامر :-ملكش فيه حط لسانك فى بؤقك واطفح وانت ساكت

تكلمت بغضب وقالت

اسيل :-اتكلم مع ابنك كويس هو مش ذنبه حاجه

ألقى الخبز من يده ونهض بغضب وقال

عامر :-دى عيشه تقصر العمر بيت مقرف

وتركهم وغادر البيت سريعا

نظرت إلى أثره بضيق وانهمرت دموعها

نهضت ابنتها وربت على ظهرها وقالت بحزن

اميره :-اهدى يا مامى متزعليش انتى مش عارفه بابى يعنى ما هو على طول عصبى كده

تكلمت من بين دموعها وقالت

اسيل :-انا تعبت يا بنتى كام سنه عايشه معاه ومستحمله عصبيته وقرف أمه علشان خاطركم بس خلاص مبقتش قادره استحمل اكتر من كده

تكلم بغضب وقال

انس:-اطلقى منه وتعالى ناخد بيت تانى ونعيش بعيد عنهم وانا موجود واللى انتى عايزه هعمله ليكى يا ماما ومتقلقيش محدش يقدر يقرب منك طول ما انا موجود

ابتسمت له بحزن وقالت

اسيل :-كبرت يا انس وبقيت راجل يا حبيبى ربنا يحميك ويحرسك ويخليكم ليا يارب

تكلم سريعا وقال بتساؤل

انس :-مردتيش عليا يا ماما ايه رأيك فى الكلام اللى قولته ليكى ده

حركت رأسها بالرفض وقالت

اسيل :-مينفعش يا حبيبى بعد السنين دى كلها والعمر اللى أنا فيه ده أطلق واسيب ابوكم انا كل اللى يهمنى دلوقتى افرح بيكم وكل واحد يروح بيته وبعد كده مش عايزه حاجه من الدنيا

قبلت رأسها وقالت

اميره :-ربنا يخليكى لينا يا حبيبتى وميحرمناش منك ابدا يارب

ابتسمت لها وقالت بنبره حنونه

اسيل :-يلا يا حبيبتى علشان متتأخريش على الجامعه بتاعتك وانت يا أنس يلا يا حبيبى علشان متتأخرش على الشركه

بدأوا يتناول الطعام فى صمت تام ثم اتجه كل واحد منهما إلى المكان الخاص بهم.
………………………………………………………………
جلس ريان على مقعده أمام الطاوله وانتظر حتى ينتهوا من وضع الطعام على الطاوله وبعد وقت تجمعوا جميعا حولها وبدوا يتناولوا الافطار

تكلمت ابنتهم وهى تتناول الطعام وقالت

رهف:-بابى أنا عايزه انزل اشتغل معاكم فى الشركه من ساعة ما اتخرجت وانا قاعده فى البيت وزهقت

اومأ رأسه بالموافقه وقال

ريان :-معنديش مانع يا حبيبتى هكلم انكل ايوب النهارده وهبلغه وتقدرى تنزلى من بكره معانا

تكلمت بضيق وقالت

رغد:-وانا كمان يا بابى اشمعنا رهف

نظر لها بأستغراب وقال

ريان :-وانتى ايه يا بنتى مش لما تخلصى دراستك الاول

نظرت لهم بوجه عابس وظلت تهمهم بكلمات غير مفهومة

تكلمت والدتها وقالت بنبره هادئه

منى :-يا حبيبتى انتى لسه قصادك تلت سنين على ما تخلصى جامعه وبعدين انتى داخله طب علشان فى الاخر تروحى تشتغلى فى الشركه مع بابى كان لزمتها ايه بقى كلية الطب

ردت عليها بضيق وقالت

رغد:-اشمعنا أنا يعنى ما حور بنت انكل ايوب شغاله معاهم وانس ابن انكل عامر شغال معاهم وزين ابن طنط بتول شغال معاهم وكمان رهف هتنزل معاهم انا عايزه أكون معاهم مليش دعوه

نظرت إلى ريان بضيق وقالت

منى :-كل اللى قولتى عليهم دول شغالين بشهادتهم لان ده تخصصهم إنما انتى فى كلية طب يا حبيبتى ملهاش اى علاقه بالشركه نهائى

هب واقفا وقال بنبره هادئه

ريان :-انا معنديش مانع انكم انتوا الاتنين تنزلوا الشركه بس رغد لما تخلصى دراستك الاول وانتى يا رهف من بكره أن شاءالله هتنزلى الشركه يا حبيبتى عايزين تقولوا حاجه تانى قبل ما امشى

حركوا رأسهم بالنفى

اقترب من أبنائه وقبل رأس كل واحده منهما ثم اتجه إلى الباب لكنه وقف فاجئه عندما قالت ابنته

رهف :-بابى أنا عايزه اقابل عدى ممكن اروح ازورهم النهارده واتكلم معاه

استدار ونظر لها بأستغراب وقال بتساؤل

ريان :-خير يا بنتى الموضوع يخص اخوكى بحاجه

اومأت رأسها بالتأكيد وقالت

رهف :-ايوه يا بابى فيه واحده صحبتى كلمتنى امبارح وبتقولى أن فيه جيران سكنه قصادها من كام يوم شكلهم مش مريح ومعاهم بنات كتير وعلى طول بتسمع اسم نغم عندهم فأنا قولت يروح المكان ده ويشوف يمكن تطلع هى بنت طنط قمر

اومأ رأسه سريعا بالموافقه وقال

ريان :-ماشى روحى وانا هتابع معاكم وان شاءالله خير

وخرج وتركهم وغادر البيت

نظرت لها بضيق وقالت

منى :-مكانش فيه داعى تقوليله انك هتروحى عندهم فى البيت كان ممكن تروحى تقابليه فى اى مكان تانى

تنهدت بضيق وقالت

رهف :-انا مش عارفه حضرتك دايما رافضه أننا نزور عدى فى البيت ليه مع أن طنط بتول بترحب بينا كويس وبتبقى فرحانه بينا لما بنروح عندها

هدرت بها بغضب وقالت

منى :-متجبيش سيرة البنى ادمه دى قصادى اصلكم متعرفوش حاجه

نظرت لها بأستغراب وقالت بتساؤل

رغد :-ليه يا مامى عملتلك ايه

تكلمت بصوت مختنق وقالت

منى :-خاطفه قلب ابوكم منه على طول بيبقى جسم بس قصادنا لكن عقله وقلبه معاها هى

حركت رأسها بعدم اهتمام وقالت

رهف :-عادى يا مامى حضرتك اللى مكبره الموضوع شويه بابى عمره ما جرحك بكلمه ولا زعلك ابدا وبالنسبه لطنط بتول فهى مامت اخونا وام ابنه وعادى أنه يحترمها هى كمان متجوزه وعندها اسره تانيه خرجى الأفكار دى من دماغك واستهدى بالله يا حبيبتى

وضعت الطعام بفمها بضيق وقالت بصوت هامس

منى :-انا ادارى منكم بمشاعره ومين اللى ساكنه قلبه

وظلوا صامتون حتى انتهوا من طعامهم وبدوأ ينظفوا الطاوله .
……………………………………………………………….
جلس ايوب على مقعده خلف المكتب الخاص به وظل يتابع عمله بأرهاق شديد ثم نزع نظارة عينه والقاها على سطح المكتب وتراجع بظهره إلى الوراء امسك الهاتف الخاص به وأجرى اتصالا وانتظر الرد

بعد عدة ثوانى أتاه صوت أنوثى قائلا

قمر :-السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أجابها بصوت حنون قائلا

ايوب :-وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، واحشتينى

ابتسمت له ابتسامه هادئه وقالت

قمر :-انت لسه كنت عندى من ساعة لحقت اوحشك

تكلم سريعا وقال بحب

ايوب :-انتى بتوحشينى وانتى فى حضنى يا قمر

ردت عليه بحب وقالت

قمر :-كل ما اقول إننا كبرنا وحبك هيقل ليا الاقيك بتثبت ليا العكس وان الحب اللى ما بينا بيكبر اكتر من الاول مش بيقل

تكلم بصوت هادئ وحنون وقال

ايوب :-انتى حب عمرى يا قمر، انا كل نبضه فى قلبى بأسمك انتى ، ربنا يخليكى ليا وتفضلى العمر كله وانتى منوره حياتى

ظلت صامته وقالت بصوت منكسر

قمر :-عملت كتير علشان تخفف عنى وجع فراق بنتى واستحملت منى كتير اوى بسبب اللى حصل ده علشان كده لو طلبت منى عمرى كله مش خساره فيك

وفى ذلك الوقت دلفت ابنته وأشار لها حتى تجلس على المقعد أمامه تنتظره ثم قال بصوت هادئ

ايوب:-متقوليش كده يا قمر أنا وانتى واحد ونغم بنتك وبنتى أنا كمان وعلشانكم مستعد اعمل اى حاجه علشان اشوف ضحكتك وقلبك يستريح وربنا يقدرنى واقدر اوصلها قريب أن شاءالله، أنا هقفل دلوقتى علشان عندى شغل وهكلمك تانى باى يا حبيبتى

اغلق الخط ونظر لها وقال بتساؤل

-انتى ايه اخرك على الاجتماع النهارده

نظرت له بأسف وقالت

حور :-اسفه يا بابا راح عليا نومه ومحدش صحانى

تكلم بنفاذ صبر وقال

ايوب :-انا كام مره اقولك بلاش كلمة بابا هنا احنا فى الشركه مش فى البيت وبعدين بسببك النهارده الاجتماع اتلغى اعمل فيكى ايه دلوقتى

ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بأسف

حور :-انا اسفه مش هتتكرر تانى

اومأ رأسه بتفهم وقال

ايوب :-ماشى قومى يلا روحى على شغلك

نهضت وتحركت بأتجاه الباب ثم نظرت له مره اخرى وقالت سريعا

حور :-اللى يشوفك وانت بتتكلم مع ماما من شويه فى التليفون ما يشوفك وانت بتتكلم معايا دلوقتى بتقلب ميه وتمانين درجه يا بختك يا قمر ربنا يوعدنا

وركضت سريعا إلى الخارج

نظر إلى أثرها وابتسم على كلماتها وبدأ يتابع عمله

ركضت وهى وتبتسم على ما قالته لوالدها لكنها اصتدمت بأنس وامسكها سريعا قبل أن تسقط على الأرض ثم نظر لها بضيق وقال

-مش تفتحى وانتى ماشيه

نظرت له بضيق وقالت

حور :-سورى مكنتش اقصد على فكر محصلش حاجه يعنى

دفعها بعيد عنه وقال

انس :-لا حصل افرضى كنتى خبطى فى حد تانى دلوقتى كنتى هتعملى ايه

زفرت بضيق وقالت بنفاذ صبر

حور :-قولتلك مكنتش اقصد خلاص يا انس مش حكايه هى

صر على أسنانه بغضب وقال

انس :-انتى عارفه لو متظبطيش بعد كده وانتى ماشيه فى الشركه مش هيحصل كويس يا حور وحسك عينك تستهترى بكلامى واتفضلى يلا على مكتبك

وتركها وابتعد عنها سريعا

نظرت إلى أثره بأستغراب وقالت

حور :-هو فيه ايه!! هو ماله بيا ده ربنا يشفى

وتحركت بأتجاه المكتب الخاص بها دلفت إلى الداخل أغلقت الباب خلفها واتجهت إلى مقعدها جلست عليه وبدأت تتابع عملها.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما وراء الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى