روايات

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل العشرون 20 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل العشرون 20 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء العشرون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت العشرون

رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة العشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
البارت العشرين
تصعد ماء البحر المالح إلى السماء بخارا فيكون غماما ثم يعود إلى الأرض غيثا عذبا نقيا فاصعد بقلبك إلى السماء وانظر كيف يعود
تنهد بأملا عندما تحدثت غزل
– جواد هنقدر نعمل العملية بعد شهر إن شاء الله.. العلاج جايب مفعول كويس مع إني كنت رافضة جوازها دلوقتي خالص بس شايفة انه محفزها أوي
أغمض عيناه وأردف بصوتا مختنق
– أنا مخبيش عليكي يازوزو قلقان وخايف أوي من العملية دي… خايف عليها
وضعت وجهه بين راحتيها وتحدثت بعيون مترقرقة بالدموع
– حبيبي إن شاءلله أملنا في ربنا كبير وحاسة إنه هيجبر بخاطرنا إن شاءلله
قبّل يديها وأردف
– ونعم بالله العلي العظيم إن شاءلله
عايز اقولك حكمة ربنا في كدا اكيد احنا مش شايفنها شوفي حبيتي
“لو كشف الله الغطاء لعبده وأظهر كيف يدبر الله اموره وكيف أن الله أكثر حرصا على مصلحة العبد من العبد نفسه وانه وارحم به من أمه… لذاب قلب العبد محبة لله”
ونعم بالله ياحبيبي
صمتت هنيهة ورفعت نظرها متوجهة بسؤالا
– جواد إنت زعلان من غِنى ليه
أشاح بعينيه بعيدا عنها ثم تحدث
– مش زعلان ولا حاجة يازوزو… كل الموضوع عايزها تاخد قرار بعيد عن الضغوط
لم تتدارك حديثه.. فتسائلت
– يعني إيه مش فاهمة… تقصد إيه بقرارها دا ياجواد؟
استدار ينظر لعيناها مردفا بثبات ظاهري
– البنت مشوشة حبيبتي.. مرة طارق ومرة أنا هي مش قادرة تستوعب اللي حصلها
كانت الصدمة كبيرة عليها
حبيت ادلها مساحتها بالسيطرة على نفسها وتختار اللي تقدر تتعايش معه
نظرت إليه بذهول
– أكيد بتهزر ياجواد صح… عايز البنت ترجع لطارق
تدارك خوفها فأمسك يديها يحدثها بثقة وأطمئنان
– متخافيش أنا متأكد إنها مش هتقدر تبعد عننا.. كل الحكاية تشتتها وممكن كلمات طارق اللي معرفش قالها إيه اصلا
قاطع حديثهما استماع صرخاتها التي صمت الآذان
نهض جواد سريعا يركض إتجاه جناحهما.. جواد استنى صرخت بها غزل
– انت إزاي هتدخل متنساش إنه يعني
أسرع متجها لبنته وأردف
-بيجاد خرج من شوية غزل
تسّمرت بوقفتها تهز رأسه ثم افاقت عندما وجدت جواد وصل لباب الفيلا… أسرعت متجه إليها
دفع جواد باب جناحها.. ووقف مذهولا عندما رأى جسدها يرتجف وعيونها جامدة..ويديها تنزف من الزجاج الذي تقبض عليه…وتهز رأسها بصراخ، كأنها دخلت نوبة صرع… هوى بجسده امامها يضمها لأحضانه ويربت على ظهرها
ظلت تصرخ.. وصلت غزل وتكاد تأخذ أنفاسها مع دخول جاسر وأوس اللذان استمع لصراخها
❈-❈-❈
– غنى حبيبتي مالك ياقلب أبوكي إيه اللي حصل قالها جواد بقلبا ينتفض
اتجهت بنظرها إليه تنظر فقط وكأنها لم تقو على الكلام
إغرورقت عيناها بالدموع من جمودها
واردفت بلسانا ثقيلا
– أختوني منها لحد ماانتحرت…
توسعت عيناه من الذهول من حديثها
– قصدك مين حبيبتي… مين اللي انتحرت دي… صرخت ثم دفعته
– ابعد عني.. أنا بكرهك ياحضرة اللوا… بكرهت
صرخت غزل ووضعت يديها على فاهها من صدمة مااستمعت إليه… وانسدلت عبراتها على خديها تنظر بألما لجواد… الذي وقف بجمود يهز رأسه لها
– تمام يابنتي.. اهدي علشان إيدك بتنزف
صرخت وهي تضرب على وجهها وخصلاتها تغطي وجهها بالكامل
– متقوليش بنتتتتتتي.. قالتها بصراخ.. هزة عنيفة اصابت اخوانها اللذان يقفان ولا يعلمون ماذا يفعلون
ارتجف جسد غزل تهز رأسها بذهول
– ليه يابنتي كدا.. ليه.. قاطعها جواد
غزل شوفي بنتك نضفي جرح إيدها.. وهديها.. قالها جواد وتحرك سريعا للخارج عندما اقتحم بيجاد الأوضة وتسائل
– إيه اللي بيحصل هنا؟
اتجه إليها وهو يوزع نظراته بينهم… اتجه ببصره لغنى
وسحب الهاتف الذي بيديها مردفا
– إيدك بتنزف ليه كدا.. لسة مفكرة نفسك طفلة بضفاير.. قلقتيهم علشان عورتي إيدك… قالها عندما استمع لحديثها مع جواد
تحرك جاسر متجها اليها
– إيه اللي حصل خلاكي توصلي للمرحلة دي.. كانت تنظر في نقطة وهمية ودموعها تنسدل بغزارة على وجنتيها
اجلسها بيجاد وتحدث لجاسر
– اختك مفكرة نفسها لسة عندها عشر سنين اتعورت فحبت تعمل فيها صغيرة على الحب وتشوفكم بتحبوها ولا لا
قالها حتى يخرجها عن صمتها.. ولكن ملامحها جامدة بعدما أردفت بما يقسم قلب ابيها كعادتها.. كانت تجلس أمامها بعد جلبها للأسعافات الأولية وقامت بتطهير الجرح… ولم تنظر إليها لقد انشق قلبها على زوجها من كلمات أبنتها الموجهه لأبيها
اتجهت بنظرها لبيجاد ثم لوالدتها … شوفتوا عملتوا إيه في الست كل اللي عملته إنها ربتني وبس… وضعت الهاتف بيد بيجاد وصرخت بهم
– أنا عمري ماهسامحكم ابدا.. ابدا، سمعتني يابيحاد إنت اكتر واحد اذتني.. انت وحماك العزيز
صفعة هوت على خديها من أخيها.. وقف أمامها يصرخ بوجهها
– أنتِ مفكرة نفسك ايه علشان تتكلمي على ابوكي كدا… شكلك اتجننتي وعايزة اعادة تأهيل
وقفت غزل ودموعها تتساقط على وجنتيها تدفع جاسر وتصرخ بوجهه
– انت اتجننت ياجاسر إيه اللي هببته دا.. ضمت غزل لأحضانه تربت على ظهرها بحنان
بينما بيجاد الذي وقف كالمشلول.. لا يعلم ماذا يفعل، أيعاقب جاسر أم يعاقيها… أم يعاقب حاله.. ورغم النيران التي اشتعلت بصدره
أمسك هاتفها ينظر إليه واذ به ينصدم بعدما وجد تهاني قد أرسلت لها رسالة مسجلة
❈-❈-❈
“غنى حبيبتي عاملة ايه ياقلبي.. كان نفسي أحضر فرحك لكن طارق رفض خالص وقال اهلك منعونا.. وحشتيني أوي يابنتي مقدرتش أعيش وانت بعيد عني.. رجعت طنطا تاني بس انصدمت من اللي شوفته.. تخيلي مكفهمش بعدك عني اتخدعت في أقرب الناس ليا… طارق طلع متجوز عليا.. بكت بقهر ثم أكملت
– متجوز صاحبة أحلام … يعني أختي حبت تسعد جوزي على حساب أختها
آآه قالتها تهاني بقهر ومش بس كدا مخلف ولد عنده اتناشر سنة يعني لما كان بيسبنا أنا وانتِ كان مع مراته..
جلست على المقعد
– تكشف عن صور زوجها وزوجته الأخرى
وجلوس أحلام معهما وهما يحتفلون بطفله
شوفتي بابا عمل في ماما إيه.. أنا خلاص هرتاح من كل التعب اللي أنا فيه… بعد ماخدوكي معدش ليا حد تاني أخاف عليه وأروحله ياقلبي..اتحيلت على جواد تقعدي معايا كل أسبوع حتى لو يوم بس هو رفض تماما…بكت ثم اكملت حديثها
– خليكي دايما سعيدة… ومتنسيش تحضري دفنة امك اللي ربتك ياقلبي.. ثم قامت بقطع شريانها وظلت الدماء تتناثر بقوة من يديها الأثنين
هوى بيجاد على المقعد في ذهول وكلا من غزل وجاسر وأوس
حركت غزل رأسها برفض مما إستمعت إليه
– ليه تموت كافرة.. الست دي ازاي تعمل في نفسها كدا
نهضت بعدما قامت والدتها بتنظيف جرحها وقفت امامهم
– عايزة اروح أشوفها… لازم اشوفها
ضمها أوس لأحضانه
– رغم اللي عملتيه وقولتيه لبابا غلط… هاخدك ياغنى تشوفيها دا بعد أذن بيجاد طبعا
اشاحت بوجهها عن الجميع وتحدثت
– عايزة أرتاح لو سمحتم
مرت باقي الليلة على الجميع كدهر
جواد الذي توجه لغرفته دون حديث وصوتها يصم اذنيه بكرهه… اتجه للواحد القهار ينتوي أن يسجد يشكو حزنه وبثه للذي لايغفو ولا ينام
اتجه لمكانه المخصص للصلاة بعدما أغتسل وقام بصلاة قيام الليل.. ومامن عبدا اتعبه الهموم واثقلته الأحزان ليتوجه لإزالة آلام صدره
فإذا حل لطف الله انقلبت النقم نعماً وتحولت المحن منحاً وصار العسر يسر
رفع يديه متجها لصلاته
رفع يديه للسماء داعيا
يارب مااغلقت بابا على عبدك إلا بحكمة.. يارب أعلم ان الله اذا أغلق بابا بحكمته إلا وفتح له بابين برحمته
– “يارب رحمتك بعبدك الضعيف… يارب إني مغلوبا فانتصر… يارب إني عاجزا وضعيفا فقويني… يارب اخرجني من ضعفي لقوتك… اعد أبنتي لقلبي يارب”
انتهى من صلاته هو يدعو الواحد القهار
“اللهم يافارج الهم وكاشف الغم مجيب الدعوات.. وفارج الكربات يارحمن الدنيا والآخرة.. ارحمني رحمة من عندك تغني بها رحمة عمن سواك.. اللهم فرج همي.. اللهم فرج همي.. اللهم فرج همي”
ثم جلس يذكر ربه منتظرا صلاة الفجر.. دلفت غزل تبحث عنه بعيناها كي تطمئن عليه
اتجهت وجلست بجواره وانتظرته حتى ينتهي من ورده.. اغلق مصحفه.. ورفع نظره يرسم بسمة على وجهه
– قاعدة كدا ليه.. عايزة حاجة،.. أمسكت يديه بين راحتيه وتحدثت بصوتا حزينا مهموم
– شوفت غنى عملت إيه.. شفت غنى يا جواد عملت ايه معقول بنتنا تتهمنا ان احنا ورا موت تهاني أنا زعلانة وتعبانه قوي يا جواد هعمل ايه..
رفع ذقنها ونظر إلى عيناها وتحدث
– ما تلوميش على بنتك يا غزل البنت مشتته وأي حد مكانها هيعمل كده واحنا سالنا الطبيب النفسي وقال هتقابلنا صدمات بها فاكيد هي مصدومه لسه لحد دلوقتي فاحنا عايزين نسبها لحد ما تهدى خالص وما تنسيش تعبها والمرض كمان لما اكتشفته أثر عليها فمش عايزين أي حاجه تتعب نفسيتها لحد ما تخف بلاش تضغطي عليها
ترقرق الدمع بعينيها ونظرت لزوجها وأردفت بحزن إنت إزاي كده إزاي قادر تستحمل وجعها منك إزاي قدرت قدرت تستحمل جواد انا تعبانه تعبانه علشان بنتي حساها هتضيع مني لازم تساعدني البنت هتضيع
جذبها وقبّل رأسها وأردف بيها بيقين وثقه
أنا واثق إن ربنا مش هيخذلنا وإن شاء الله هتفوق وترجع بنتنا في احسن حال لازم تقفي جنبها حتى هي لو مش عايزانا احنا لازم نساعدها
تمددت على الأرض ووضعت رأسها على ساقيه متمنية حديث زوجها
نعم هي استمعت للطبيب النفسني.. ولكنها عندما وجدت هجومها على والدها لم تتحمل قسوتها
أغمضت عيناها ولكن فجأة تذكرت مافعلته تهاني
– شفت تهاني بعتت تقول إيه.. تهاني موتت نفسها وبعتت تقولها ما قدرتش اعيش من غيرك يا غنى وغنى أنهارت بسبب كده أنا ما اعرفش إزاي تهاني تعمل كده إزاي تحمل مسؤوليه موتها لينا ازاي بنتي هتقدر تسامحني بعد كده… النهارده أول مره أشوف عينيها فيها نظره حزن وخذلان مننا حسيتها كرهتنا لازم نتصرف لازم عشان بنتنا ما تكرهناش أكثر من كده يا جواد لو سمحت رجع لي بنتي احنا لازم نرجع بنتنا قبل ما البنت تعمل في نفسها حاجه وتفكر أن موت تهاني هي السبب فيه… ربت على ظهرها
-بيتعمل علينا خطة حقيرة ياقلبي.. لكن متخافيش ربنا مضطلع ”
❈-❈-❈
بغرفة جاسر
ظل يثور ذهابا وأيابا بالغرفة وكأنه يصارع شياطينه
توقف اوس امامه وتحدث
– ممكن تهدى علشان نعرف نفكر… مش معقول كدا.. انت وترتني
مسح على وجهه بعنف ثم اتجه يركل كل مايقابله
– إزاي قدرت تكسر أبوها كدا… دي وقفت مع الغرب قدام ابوها.. أرجع خصلاته التي تناثرت على جبينه بعنف يكاد يقتلعها
وصرخة خرجت من جوفه
“آآه… آآه… أنا أول يوم النهارده أشوف أبوك مكسورة كدا… وقت الفرح والنهاردة.. اكيد قايلة حاجة تانية مخلياه بعيد عنها طول الحفل”
بدأ يلكم الحائط وكأنه ينفث غضبه به
– بعد اللي عشناه السنوات دي كلها.. جاية تصرخ وتقول لأبوها بكرههههك.. أنا هموت ياأوس مش قادر اتحمل
ثم استدار ينظر لأوس عندما تذكر شيئا
– إنت مش ملاحظ حاجة
ضيق أوس عيناه متسائلا
– فيه إيه
نظر جاسر بشرود ثم تحدث
– بيجاد مكنش موجود… كان برة هو فيه عريس يسيب عروسته يوم الفرح… لا وكمان قالتله بكرهك.. أنا لازم اروح أشوف عمل إيه خلاها بالحالة دي… ممكن يكون هو السبب فعشان كدا طلعت غضبها على بابا
جذبه أوس واوقفه
– انت اتجننت رايح فين.. دا كان في مشوار هو قالي هخرج عشر دقايق وراجع..
ضيق مابين حاجبيه وتسائل
– مشوار ليلة دخلته ياأوس انت اهبل ياله
تحرك أوس متجها لغرفته وهو يتحدث
– مش يمكن راح يجيب دوا ليها ولا حاجة ياحضرة الضابط “قالها ثم تحرك للخارج
عند عز وربى
قبل قليل
استقلت السيارة بجواره وهي تنظر لخاتم الخطبة الذي يزين بنصرها.. كان منشغلا بهاتفه وهو يرسل لأحدهما رسالة.. ثم توجه وقام بتشغيل محرك السيارة.. اتجه بنظره للتي تبتسم تبدو كطفلة في العاشرة من عمرها.. بابتسامتها البريئة وعيناها الصافية اللامعة برمديتها.. رفع يديه يملس خديها…أغمضت عيناها للحظات من لمسته ثم فتحتهما و ناظرته بحب عندما تحدث
– أخيرا بقيتي ملكي.. أنا خلاص مش محتاج حاجة من الدنيا دي تاني
تورد خديها بحمرة الخجل ونظرت للأمام
– ممكن نمشي ولا هنفضل واقفين كدا وبابا يشوفنا ويقول بلاش خروج
قهقه بصوتا مرتفع وتحدث بمزاح
-دا ممكن أعمله جناية.. وبعدين ينسى خلاص.. انا بس استأذنت احتراما له مش أكتر… إنتِ دلوقتي مراتي يعني لو أخدتك وروحت على شقتي اقدر أعمل اللي انا عايزاه دا شرعا وقانونا.. كتبنا قدام الكل
قاطعت حديثه
– ومين هيسمحلك إن شاء الله ياحبيبي اني اروح معاك
اقترب من وجهها وأردف بهمسا أثار دواخلها
– وحياة كلمة حبيبي اللي هزتني من جوا لأبوسك أول مانوصل
اهتزت نظراتها أمامه وبدأ جسدها بالأرتعاش.. حاولت السيطرة على نفسها عندما تذكرت هجومه عليها.. فاستدارت للنافذة تنظر منها واردفت بصوتا كاد ان يكون متزنا
– ممكن تمشي بقى الساعة دلوقتي واحدة معرفش هنرجع امتى مكنش له لزوم
أحس بألما عندما وصله خوفها الذي ظهر بعيناها.. ورغم ذلك تحرك منطلقا بسرعة أخافتها
بعد فترة قليلة وصل إلى كافيه من أشهر الكافيهات يطل مباشرة على النيل.. كان قد احتجزه بالكامل وجهزه للأحتفال بهذه المناسبة الخاصة لديهما
ترجل من السيارة أولا.. وإتجه إليها دون حديث… بسط يديه إليها
اتجهوا وهو يشبك أصابعه بأصابعها.. محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يشعرها بآلام قلبه
ولكن كيف إن خفى القلب تخفي العين
جلست بمقابلته تنظر إليه بحب وهو يهرب من نظراتها.. رفعت يديها ووضعتها على يديه
– حلوة المفاجأة دي.. عجبتني أوي
ابتسم بهدوء
– عايز على طول أشوف الإبتسامة دي ياربى.. عايز لم تزعلي مني ترمي نفسك في حضني… اوعي زعلك يروح بعيد عني.. وأنا هحاول امسح عن قلبك أي وجع
وصل العامل لينتظر طلبهم
– أنا هشرب عصير فروالة فريش قالتها وهي تنظر لعز… ابتسم لها عندما تذكر ذاك الموقف.. ثم اتجه للويتير
– عايزة قهوة مظبوطة
ضيقت عيناها
– قهوة ياعز.. عايز دلوقتي تشرب قهوة
نهض وأمسك يديها واتجه لمكان مخصص للرقص… كانت موسيقى غربية هادئة.. وبعض الشموع ذات الرائحة الخلابة
ضمها من خصرها بهدوء محاولا الأ يُخفيها
فرغم رقصهما بالحفل…ولكن كان يوجد بعض التحفظات لديها
حاوط خصرها وشعر برعشة أصابت جسدها مما فزعت بين يديه… أغمض عيناه وحاول التنفس للسيطرة على وضعها… هو يعلم أنهما سيعانان حتى يصلا لبر الأمان
قربها بهدوء وهو ينظر لمقلتيها.. تنحنح حتى يخرج صوته محاولا خروجها من حالتها
– عارف بتحبي الموسيقى دي أوي
كانت دقاتها تتقاذف بعنف وشعور بالرهبة من قربه… هي لم تخف منه ابدا.. ولكن فعلته الأخيرة اشعرتها بالخوف
اقترب حتى وضع وجهه بحجابها مردفا
– حبيبة قلبي متوجعيش قلبي كدا.. إنتِ بترتعشي بين ايدي ياربى ودا وجعني أوي… لو بتحبي عز فعلا انسي اللي حصل اعتبريه كابوس واتخطتيه
ظلت للحظات تحاول السيطرة على نفسها وهي تأخذ شهيقا وتطرده بهدوء
قرب أنفاسه التي تضرب عنقها من فوق حجابها وحضوره الطاغي ورائحته التي تغلغلت برئتيها
أغمضت عيناها تستمتع بهمساته التي يحاول بها سكونها بأحضانه… مرت قرابة الخمس دقائق وهي تحاول السيطرة على نفسها..نظر لمقلتيها وأردف بصوت مبحوح من كثرة مشاعره الصامتة بقلبه
– بحبك أوي ياروبي..من لما كان عندك خمستاشر سنة وقولت هتكوني من نصيبي اليوم اللي وقعتي فيه من على حصان بيجاد وقتها لأول مرة أن قلبي وقع مني..مع إني مكنتش أعرف إن دا حب غير الحب الأخوي..من وأحنا صغيرين ودايما بابا يقولي..رُبى وجنى وتقى وسِنا وهنا دول أخواتك..فضلت ماشي بمبدأ إنكوا أخواتي
صمت للحظة وهو يتذكر ذاك اليوم ثم رفع نظره وتحدث
– يوم عيد ميلادك الخماستشر لما عمو ريان أصر إنه يعمله في المزرعة عنده اليوم دا غيرت عليكي بجنون..وقتها فكرت انه عايزك لحد من ولاده…ونار قلبي ولعت
❈-❈-❈
رفع يديه على خديها مردفا
اليوم دا جاسر ركبك الحصان وكنتي بتضحكي بتشاوري لجنى..وهي بترسمك وفجاة وقعتي…
كانت تستمع له محاولة التذكر
أخذ نفسا ثم زفره ورفع عيناه وأكمل..حسيت بوجع قلبي أوي اول مرة أحس إني ضعيف كدا…كلهم جريوا عليكي وأنا فضلت واقف وعاجز..خايف اوصلك واشتم الكل لاني وقتها مش عايز حاجة غير إني أضمك لصدري وبس…عايز أحسسك بالأمان..عايز ابعد عيون الناس كلها عندك..
تنهد ونظر بعيدا عن عيناها..عدت شهور بعد مابدأتي تكبري جوايا وحبك بقى يجري في وريدي زي الدم كدا…
دخلتي ثانوي وأنا خلصت الجامعة ويوم مااتخرجت فكرت في حاجتين أولها
– لازم اقول لعمو جواد…لازم يعرف هو علمنا منخبيش حاجة عليه … محبتش اخون ثقته ويقول دخل بيتي وخان ثقتي في بنتي
نظر بابتسامة تعرفي قولت له ايه اول ماقعدت قدامه
– عمو جواد حضرتك مربينا على الصراحة.. وأنا جاية اصارحك بحاجة تعباني اوي ومش من دلوقتي يعتبر بقالي اكتر من سنتين بس كنت مستني الوقت المناسب
… وأهو جه
طبعا باباكي كان قفشني.. بس كان عايز يوصل لحاجة معينة اني هفضل مخبي ولا لا
رفع ايده وقالي تعالى ياعز جنبي وانا سامعك متخافش ومهما تقول هفضل سامعك
ضحك ضحكات خفيفة ونظر لعيناها الذي ادمن النظر إليها
– قولتله انا بحب بنتك ربى ومش عايز من الدنيا غيرها ياعمو… وقبل ماتقول حاجة
حاولت افكر فيها انها اختى وبس… لكن مقدرتش أنا عايزها وبس دي امنيتي ولو حضرتك وافقت هكون أسعد راجل في الدنيا
رعشة اصابت جسديهما معا من حديثه الذي اذهلها رغم انها كانت تعلم عندما أخبرتها والدتها ولكن منه له مذاقا أخر
كان جسده يرتجف من نظرة عشقها التي اصبحت تخصه وحده.. ذهب خياله الى أن يأخذها بمكانا لا يوجد سواهم ولا يتركها الا عندما تكون زوجته شرعا وقانونا
قبض على خصرها من كثرة مشاعره التي اختلطت به واكمل حديثه
– عمو فضل ساكت شوية.. الصراحة حسيتهم سنين.. وبعدين وقف وضمني في حضنه وسألني
– رُبى تعرف
هزيت راسي وقولت له لا ياعمو ماينفعش افاتحها إلا لما أقولك… وقتها قالي شاطر يلآ… ابوكي سيّب رُكبي وقتها..
اللي خلاني أنسى رعبي إنه قالي اعتبرها خطيبتك.. رفع صباعه وبصلي وقالي بس دا لو وافقت هي عليك طبعا.. وإياك تقولها حاجة قبل ماتخلص الثانوية… ضحك عز ونظر لعيناها..وقتها قولت في سري عمي دا أهبل أخرج من تحت ايده بس..وحياتك خرجت من عنده عليكي على طول فاكرة
نسيت ربى ماأصابها تماما واقتربت تضع رأسها على صدره وتتذكر ذاك اليوم…كانت تجلس بالحديقة على الأرجوحة تنظر للقمر وتدندن مع أغنيتها المفضلة لهاني شاكر “نسيانك صعب أكيد”
وصل عز حيث شرودها مع اغنيتها وقام بأغلاق هاتفها…نظرت حولها وجدته خلفها يدفع بها الأرجوحة..وهو يتحدث بسخرية
– سايبة مذكراتك وعايشة دور الأحزان مع هاني شاكر يابت
حاولت الألتفات إليه
– إبيه عز هتوقعني.. وهعيط والله.. وبعدين أنا خلصت وراجعت مذاكرتي مع مامي.. ايه يعني لما اسمع ميوزك شوية
رفع حاجبة بسخرية
– دا تلوث سمعي.. قال ميوزك دا أنتِ قديمة… وقف الارجوحة فجأة وحجزها بين ذراعيه وتحدث
– تعالي قوليلي يابت هو مين دا اللي نسيانه صعب اكيد
شعرت برجفة أصابتها من قربه لهذا الحد لأول مرة… نزلت سريعا من الأرجوحة
واتجهت تنظر إليه رغم دقاتها العنيفة ترفع سبابتها وتتحدث بتخبط
– مسمحلكش تغلط هو كل اللي يسمع اغنية يبقى بيفكر في حد وبعدين انا حبيت كلماتها والميوزك الهادي بتاعها مش اكتر
اقترب منها وهو يحاوطها بنظراته… تراجعت للخلف وهي تشير بيديها
– إنت بتقرب ليه كدا… إنت شكلك مش طبيعي النهاردة بتبصلي كدا ليه… ظل يقترب منها وهو يبتسم بهدوء
زفرت بغضب وتوقفت
– مشوف أخرتها معاك ياعز… توقفت تعقد ذراعيها أمامها
مين ياروبي اللي نسيانه صعب اكيد
هربت بنظرها وهي تتحدث
– قولت مفيش حد ياآبيه.. إنت ليه مُصر على الكلام الأهبل دا
جلس أمامها على المقعد ووضع يديه على ذقنه ناظرا إليها
– بس أنا عندي اللي نسيانه صعب أكيد
دقات عنيفة… هزة أصابت جسدها بالكامل.. وتلالأت العبرات بعينيها.. حاولت بلعت ريقها عندما شعرت بجفاف حلقها.. رمشت عدة مرات حتى لاتتساقط عبراتها أمامه واتجهت لهاتفها تجذبه بعنف حتى تغادر المكان بأكمله… عندما شعرت بإنسحاب انفاسها بالمكان الذي يوجد به كأنها سحب الهواء من حوالها
أمسكت هاتفها متجهة للمغادرة… أمسك يديها ونظر إلى حالتها المزدرية التي أصبحت عليها عندما نطق بكلماته
– أقعدي ياروبي عايز أتكلم معاكي شوية
هزت رأسها برفض
– مش فاضية ياآبيه.. ممكن نتكلم بعدين
رفع يديه على خديها يزيل عبرة تساقطت رغما عنها
– ليه الكلام اللي يزعل دا.. مش أنا قولت ميت مرة بلاش آبيه دي
كانت تحاول تنظيم أنفاسها ودقات قلبها الهادرة.. تفاجأت به يمسك مرفقيها بقوة وأردف
– لما أقف اتكلم معاكي توقفي وتسمعيني
اندلع شعور أهوج بغيرة حمقاء لديها.. رفعت نظرها وتحدثت بغضب
– ومين ادلك الحق تمسك إيدي كد.. اه إنت ابن عمي لكن فيه حدود لازم نراعيها ياآبيه مش كدا ولا إيه
كان يقاوم شعور أحتضانها بشدة.. بدأت تتسرب لداخله دون أي مقاومة لديه حتى احتلت أكبر جزء من قلبه الذي سيطر عليه بالكامل… حاول أن يملأ رئتيه بالأكسجين حتى يستطع التنفس
ترك ذراعيها وجلس أمامها .. عايز اتكلم معاكي في موضوع مصيري
– مش فاضية عندي مذاكرة.. حضرتك عارف يابن عمي بكرة آخر مادة ليا وأخلص من الثانوية الهباب دي… قالتها ثم أستدارت سريعا ولكنها تسّمرت بمكانها عندما أستمعت لحديثه الذي جعل قلبها كفراشة
– “ربى أنا بحبك” لو عندك ليا مشاعر ياريت ترد عليا عشان ردك دا هيخليني أبني عليه حاجات كتيرة
كانت تواليه ظهرها وابتسامة شقت ثغرها بالكامل.. ظلت للحظات دون حديث… فقط تشعر بسعادة تمتلك كيانها..
نهض متجها ووقف أمامها.. رمقها مضيقا عيناه ينظر لملامح وجهها الذي اسلبت روحه
اسبلت أهدابها متحاشية النظر إليه.. وتحدثت
– أنا أتأخرت وماما ممكن تقلق عليا.. بعد أذنك
مقولتيش رأيك في اللي قولته ياروبي
ظل ينتظر ردها وقد تسلل الرعب لقلبه عندما وجد صمتها
التفتت تنظر إليه
– هفكر وأرد عليك ياآبيه
جتك بووو ياخدك يابت..هتستعبطي يابت ولا إيه… قالها عز بغضب بعدما اعادت كلمة آبيه
مطت شفتيها للأمام واردفت بتسلي
– الله هو مش إنت آبيه برضو..بابا قالي من صغري دول اخواتك
“جواد.. عز، جاسر، اوس” ومينفعش تقوليلهم غير آبيه
جذبها بقوة والغضب يظهر على ملامح وجهه وتحدث بهدوء رغم اندلاع نيران قلبه منها
– وماله ياختي قوليلهم آبيه.. بس عزو غيرهم كلهم مش كدا ياروبيا
أغمضت عيناها منتشيه بقرب انفاسه اقترب وهمس لها
– عز غير الكل ياروبي.. علشان عز هيكون جوزك المستقبلي ومهما حاولتي تتلعبي بيا
على قلبي زي العسل.. عارفة ليه ياروبيا
فتحت عيناها وشعرت بإنسحاب أنفاسها
ابتعدت خطوة عنه فأكمل حديثه
“روبي لعز وعز لروبي” دا قانون عز الألفي عارفة ليه ياروحي
– علشان بحبك بجنون وزي ماكنتي بتسمعي دلوقتي نسيانك صعب أكيد.. دا مش أكيد، دا نسيانك موت ليا ياحبيبي
تحركت سريعا من أمامه وهي لم تقو على الحركة…كانت تتحرك بتخبط ودقات عنيفة حتى منعت تنفسها مما استمعت إليه
❈-❈-❈
خرجت من شرودها
وهي تنظر لعيناه.. ودلوقتي بعترفلك ياعز
– بحبك أوي فوق ماتتخيل.. ومن زمان أوي حتى قبل ماتعترفلي
رفعها من خصرها وبدأ يدور بها
– بحبك بحبك يامجنونة
قهقهت بصوتا مرتفع ثم صاحت
– نزلني بقى يامجنون..
انزلها بهدوء وضمها لصدره وهو يتحدث بسعادة
– إن شاءلله هحاول اسعدك ياحبيبة عز
توقفت عن الرقص
– سعادتي الحقيقة ياعز بتكون وانا جنبك.. نظرة حنية منك.. لمسة من ايدك.. كلمة تطلع منك بحب.. صدقني دول السعادة عندي.. عز أنا بحبك أوي
وضع جبينه فوق جبينها وتحدث
– وأنا بعشقك ياحبيبة عز..
أمسك يديها متجها بها إلى مركب بالنيل
– عارفك بتحبي المية.. بما أن مفيش بحر.. حجزتلك المركب دا لحد الصبح.. عشان تشوفي الشروق براحتك
صباحا بفيلا الألفي
استيقظ جواد بعد سويعات قليلة متجها للأسفل بعد قضاء صلاة الضحى.. هبط للاسفل وجد جاسر وأوس وغزل التي خرجت من المطبخ بقهوته
– صباح الخير ياحبيبي.. كنت لسة هطلع أصحيك
هز رأسه وتحدث
– فوقت حبيبتي.. هي روبي فين.. لسة مرجعتش ولا إيه
عز كلمني الفجر حبيبي وإنت في المسجد وقالي هيستنوا شروق الشمس
زفر بضيق وجلس يتناول قهوته
– اهو عز دا هيجنني من دلوقتي..
ابتسمت غزل له واردفت بمشاكسة
– طالع لعمه ياحبيبي
ضيق عيناه
– ليه عمه كان منحرف يامدام ولا إيه
قهقه أوس على مناغشة والده ووالدته
– لا وبابا عامل علينا سي السيد وهو خرباه
رفع جواد حاجبيه بسخرية
– لا والله دا أنا لما كنت قدك كنت اسمع عن الحب دا في الكتب بس…إنما ماشاء الله لسة مكملتش خمسة وعشرين سنة وجاي تقولي عايز اتجوز
كان جاسر يأكل بصمت..بعدما كلمه باسم وعرفه بما قاله والده
رفعت غزل نظرها لجاسر
– حبيبي إنت وراك شغل النهاردة..ولا هتروح مع بابا المديرية
هرب من نظرات والده التي تخترقه بصمت
– لا ياماما عندي شغل مع عمو باسم
نهض أوس بعد إنهاء طعامه
– عندي مشوار لحد عمو ريان…وبعد كدا هاجي اخد غنى تحضر دفن تهاني
– خليك معاها اياك تسبها لحظة..وحاولوا متتأخروش..وياريت بيجاد يكون معاكوا هيقدر يسيطر عليها اكتر منك
– أومأ رأسه بموافقة ثم خرج
توجهت غزل لغرفة ابنتها
– هروح أجهز غِنى علشان لما ترجع هتاخد كورس الكيماوي النهاردة..بس هتأخر شوية
نهض جاسر ليتحرك
– أقعد ياجاسر عايز اتكلم معاك في موضوع
ازداد توتره أمام والده فجلس لاعنا الحظ الذي جعله يقف أمام والده بهذا الضعف
– سامع حضرتك يابابا..اتفضل
البنت اللي مقعدها في شقتك دي لازم ترجعها لأهلها..وإياك تقرب منها تاني
للحظة لم يستوعب حديث والده الذي الذي جعله فاقد الحياة للحظات
نهض وجلس أمامه
– البنت دي متخطش حدودي معاها يابابا
كل الحكاية إنها جت صدفة
وضع جواد وجه جاسر بين راحتيه وأردف بصوتا مؤلم..
– عرفت كل الحكاية ياجاسر ودورت ورا البنت.. البنت دي مستحيل تكون في عيلتنا صعب يابني وزي ماقولت دي كانت صدفة
يبقى خلاص انتهينا.. عايز تساعدها.. نساعدها بس بلاش اللي في دماغك
صاعقة ضربت قلبه بقوة جعلته غير قادر على التنفس أو الحركة…ظل للحظات يحاول تجميع الحروف الذي هربت منه
ثم اتجه بنظره لوالده
– بس أنا بحبها يابابا..حقيقي حبيتها
– حبيبي.. عارف الموضوع صعب في بدايته، لكن دي متنفعناش ياجاسر.. وبالنسبالي الموضوع انتهى ولازم ينتهي عندك إنت كمان
إحساس قاتل أنك لست نصيبي
وقف جاسر أمام والده.. يحمل من الغصص مايكفي… فالأمر أصبح مؤلم وصعب عندما شعر بإعتصار روحه من الحزن
– مستحيل يابابا اللي بتطلبه مني دا مستحيل
صدمة أصابت والده.. وجعلته غير قادرا على الحديث… أشار بيديه إليه
– إنت بتكسر كلامي.. معقول إنت..
اتجه إليه بملامح حزينة وقلبا مكسور
– اطلب مني أي حاجة غير دا يابابا.. عمرك ماطلبت حاجة وقولت لا.. لكن حقيقي الموضوع المرادي عند قلبي يابابا.. ودا ألم بيموتني
هتنساها ياجاسر..لما تعرف باباها مجرم ومات في السجن وزوّرو موت أبوها..لما تعرف عمها بيتاجر في المخدرات وخطف الاطفال وسرق الأعضاء يبقى لازم ترفض
لما تعرف إن إمها خانت ابوها ومسكوها على سرير عمها يبقى لازم تبعد
وضع جاسر يديه على إذنيه..وهز رأسه
– ماليش دعوة بدول..أنا بحبها هي وبس
أنا مش هبعد عنها يابابا
صاح والده بصوتا غاضب
– ودا اللي هتعمله ومفيش كلام تاني
هز رأسه رافضا وتحدث
– وأنا مش موافق..
لم يكمل حديثه عندما تلقى صفعة على خديه… وصلت زوجته وهي تصرخ باسمه
ووقفت أمامه…
– جواد.. ايه اللي عملته دا..
صاح جواد بصياح
– شوفتي عمايل ابنك.. ابنك ناوي يموتني.. راح يحب بنت تاجر مخدرات.. وضعت يديها على فمها تهز رأسها برفض.. لا وخدي الصدمة.. حضرة الضابط مقعدها في شقة الرحاب بقالها اكتر من أربع شهور، وحولها الجامعة البريطانية.. وكان بيروحلها… تخيلي، أنا ابني يعمل كدا… دا تربيتي فيك يامحترم
بدأ جواد يثور حوله وصاح بغضب عارم
– عايز يهد اسمه واسم أبوه اللي بقاله سنين يبنيه.. عايز يدمر سمعتي في الوزارة ويقولوا حضرة اللوا اللي بيحارب الفسدة ابنه راح اتجوز بنت فاسد
وقفت أمامه تنظر إليه بكره وغضب وصاحت
– كفاية بقى.. زهقنا منك ومن وظيفتك اللي ضيعتني زمان ودلوقتي واقف بتسرق حياة ولادك.. أنا مش هسمحلك تهد حياة أخويا.. روح حافظ على شرفك المهني بعيد عننا
كان لحديثها صدمة على قلبه.. ولكن كيف ينصدم وهي عادتها .. زفر الهواء المكبوت بصدره مرة واحدة وغامت عيناه بتأثر من حديثها القاسي الذي قبض بقوة معتصرة قلبه لينتج عنه الما حاد سرى بأوردته ثم أردف بلسان ثقيل
– أنا كنت بفضل شغلي عليكم ياغنى
ظلت تصرخ كالمجنونة.. أنا بكرهك وبكره شغلك اللي دمرني.. ومش هسمحلك تدمر أخويا… سمعتني، لو حصلت إني اتبرى منك ومن إسمك
“غنى ” صرخ بها بيجاد الذي وصل للتو.. وجذبها بعنف متجها للخارج دون حديث
اما غزل الذي شعرت بإنسحاب أنفاسها عندما وجدت ضياع زوجها وتحول وجهه..
علمت حينها بآلامه المكبوته داخل صدره
أشارت بعينيها لجاسر الذي تصنم بوقفته
هو لم يكن يعلم وصول الوضع بهذا الحد
اتجه سريعا لوالده
– بابا متسمعش كلامها… هي بس علشان عرفت بمرضها بتخبط بالكلام… خلاص، هنسى فيروز والله هبعد عنها.. المهم حضرتك متزعلش
تحرك للخلف وكأن عالمه إنهار بالكامل.. عندما أصبحت الأرض تميد به وشعر بضعف الدنيا… هرولت غزل بإتجاه عندما وجدت حالته… وألقت نفسها بأحضانه تبكي بمرارة على ما توصل به حال زوجها
نزل بساقيه عندما شعر بفقدان قدرته على الحركة…ظلت تحاوطه بذراعيه
– جود حبيبي متسمعش كلام غنى…البنت شكلها اتجننت حبيبي..إنسى.. إنسى
صرخت من أعمق نقطة تهز بقلبها.. وهي تضمه بقوة عندما وجدت خط من الدموع بمقلتيه
جلست أمامه على ركبتيها وامسكت بوجهه
– والله هي ماتقصد اللي بتقوله… سامعني هي زعلانه على تهاني وبتقول اي كلام
أسند رأسه على كتفها وأردف بصوتا مهزوز
– ليه القسوة دي كلها… ليه
“جود حبيبي إنت عارف انه غصب عنها… تيجي بس وأنا هكلمها”
خرج جاسر كالمطارد وآهات بقلبه وصدره
❈-❈-❈

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى