روايات

رواية ليتك كنت سندي الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء عبد الهادي

رواية ليتك كنت سندي الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء عبد الهادي

رواية ليتك كنت سندي الجزء التاسع عشر

رواية ليتك كنت سندي البارت التاسع عشر

ليتك كنت سندي
ليتك كنت سندي

رواية ليتك كنت سندي الحلقة التاسعة عشر

فتحت فمها بتلجلج واضح ورعب جلي على قسمات وجهها من حدة نظراته الموجهة إليها فهي في موقف لا تحسد عليه…كيف تفسر له وجودها في غرفة أخيه … لذا حاولت أن تجد أي حجة تفسر وجودها في تلك الغرفة بالذات
لكنها
_ماااهر أنا …أنا …
(ههه مين توقع إنه ماهر ويا ترى خرج إزاي هنشوف)
قاطع حديثها بصوته المحتد فهو بطبعه حاد الطباع والآن هو في أشد حالات غضبه بسبب ما حدث مع أخته لذا أمسك ذراعهاا بقسوة شديدة آلمتها وهتف غير مبالي بصراخها الخائف
_أفهم بتعملي إيه في أوضة ماجد وهو مش موجود؟؟
رمقته برعب حقيقي منه وقالت محاولة الدفاع عن نفسها حتى لا تطالها يده العمياء
_اانت ..قلتها.. هو مش موجود … يعني معملتش حاجة غلط.
ليترك يدها ويمسكت خصلات شعرها بقوة من فوق حجابها
_إنتي هتتسلي عليا يا بت إنتي … فاكراني أهبل هصدق كلامك ده.. أنا عارف ومتأكد إنك بتحبي ماجد أخويا وهو منفضلك …بس اللي مش قادر أفهمه ..ليه وافقتي عليا طالما مش عارفة تخرجي ماجد من قلبك ..ها .. بس تعرفي رغم اني عارف بده إلا إني هستمر في الخطوبة تعرفي ليه ؟؟؟
إزدردت ريقها في توتر وعادت للخلف بضع خطوات اتقاء لشره فهو علم مكنونات قلبها وما تخفيه عنه
رد على سؤاله قائلا
_علشان أربيكي
قالها وهو يباغتها بصفعة قوية صرخت على إثرها ليردف ماهر بقسوة
_ لو كانت خالتي دلعتك ومعرفتش تربيكي هربيكي أنا … إوعي تكوني فاكرة إني معرفش بعامليك السودة اللي بتعمليها من ورا أمك .. أنا عارف من زمان وساكت يمكن تتعدلي لوحدك .. لكن الظاهر إنك كل مرة بتسوقي فيها… اشربي بقا إنتي اللي جنيتي على نفسك… أفوق بس من موضوع رهف أختي.. وبعدها أخليكي تمشي على عين متلخبطيهوش.
جاءت سناء وإبراهيم الى الغرفة على إثر صوت صراخ ملك وما إن أبصرتها سناء تبكي واضعة يدها على خدها بألم
_ملك حبيبتي.. إيه اللي حصل
علم إبراهيم ما حدث بسهولة فنظرات ماهر المشتعلة تجاه ملك ووضع ملك يدها على خدها اكبر دليل على انه ضربها والسبب واضح وجودها في غرفة أخيه لذا ظن أنه ربما شعر بالغيرة لوجود مخطوبته في غرفة أخيه ..لذا صمت لينظر ما سيقوله ماهر
ركضت ملك تختبىء في أحضان أمها تبكي وهو تقول ناظرة لخالها عله يجعل ماهر هو الملوم
_يرضيك يا خالي .. ماهر يمد إيده عليا؟
ليصيح ماهر بغضب ناويا الانقضاض عليها من جديد
_لا وليكي عين تتكلمي؟؟ ..طيب اشربي بقا
لتصرخ ملك أكثر ..ويحاول ابراهيم وسناء الفصل بينهما
لذا هتف ابراهيم برزانة
_خلاص يا ماهر ..أنا متفهم زعلك ..بس مش لدرجة الضرب يابني…كدا مش صح
لم يشأ ماهر أن يجادل خاله إحتراما له ..لذا هتف بصرامة لملك
_علشان خاطر خالك وبس ..لكن تتكرر تاني هتشوفي اللي عمرك ما شوفتيه.. غوري من وشي يلا.
لتتنهد سناء بضيق من ابنتها وتأخذها وتغادر متوجهة لغرفة رهف للمبيت هناك.
ليتحدث إبراهيم بينما يربت على كتف ماهر
_شهل ياماهر العسكري قاعد برا مستنيك ولو إتأخرت هيدخل معاك هنا.
زفر ماهر بحنق
_ماشي ياخالي .. هجيب الفلوس وأجي أهو.
****
أسماء عبد الهادي
فلاش باااك
وصل ماهر إلى قسم الشرطة ليتفاجىء هناك أن الضابط يخبره أنه تم القبض عليه لأنه لم يسدد وصل الأمانة ..الذي وقّع هو عليه … وأن موعد السداد انتهى منذ شهر ولم يصل صاحبه المبلغ بعد لذا هاتف الرجل قسم الشرطة للتدخل في الأمر
ليرفع ماهر حاجبه بزهول فهو ظن أنهم أحضروه بتهمة قتل حسن..ليتفاجىء هو بوصل الأمانة لذا حدث نفسه في غيظ من صاحبه الذي جعله يمضي على وصل أمانة بدلا عنه خوفا من والده ..ووعده أنه لن يتأذى من الأمر لأنه سيسدد ديونه في موعدها لكنه على ما يبدو أنه أخلف بوعده ليصبح ماهر المسؤول الوحيد أمام رجال الشرطة
_اااه يا عاطف الزفت بقى بتدبسني أنا…بس لما اقابلك.
ليتحدث الضابط بصرامة
_هتدفع للراجل فلوسه بالزوق ولا تشرفنا في السجن شوية!!
ليهتف ماهر باستفسار فهو يريد أن يعرف هل استدعوه أيضا من أجل قتل حسن
_هو أنا جاي هنا علشان وصل الأمانة بس ولا في حاجة تانية!!
_حاجة تانية إزاي يعني.. إنت يالا شكلك عامل عاملة ومخبيها
هتف ماهر مسرعا
_لالا ..مفيش حاجة .. والفلوس بتاعة الراجل هدفعها كلها .. بس المبلغ قد إيه؟؟
ليهتف الشرطي بينما يرمقه بازدراء
_ما كان من الأول كان لازم يعني .. نجيبك ونجرجرك هنا علشان تدي للراجل حقه
هتف ماهر مدافعا عن نفسه
_يا باشا انت فاهم غلط ..أنا..
ليقاطعه الضابط بحدة
_انت هتحكيلي قصة حياتك ..إخلص وقول هتدفعهم إزاي .. أنا بدأت أزهق ولو زهقت هرميك في السجن ما يبانلك صحاب.
اعتاظ ماهر من أسلوب الشرطي ومن صاحبه الذي وضعه في ذلك الموقف المخزي لكنه حاول أن يتحدث بهدوء
_الفلوس في البيت يا باشا بعد إذنك أروح أجيبهم
_هبعت معاك العسكري تجيب العشرين ألف جنية ولو حاولت تهرب هنجيبك هنجيبك وساعتها مش هتخرج من السجن خالص يا حلو.
هتف ماهر بصدمة وتوعد لصاحبه
_كام!! عشرين ألف جنية منك لله يا عاطف .. لا ياباشا هجيبهم وأرجع علطول.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
في الطريق هاتف ماهر أخاه ماجد ليسأله عن المبلغ المطلوب
_ماهر.. عملت إيه .. معلش معرفتش أسيب رهف وأجي أطمن عليك
_لا إوعى تسيب رهف خليك جنبها وعينك عليها.. بقولك معاك ٢٠ الف جنيه سلف ..فلوسي اللي محوشها نصها راح في الشقة الجديدة اللي اشتريتها والنص التاني في عربون العربية اللي عايز اشتريها.
_خير يا ماهر محتاج الفلوس ليه هتقوم محامي!!… عينا ليك ..الفلوس في أوضتي في الخزنة اللي ف الدولاب وكلمة السر يوم ميلاد رهف ٧_٣_٢٠٠١
_تمام … هقبى أحكيلك بعدين عايزهم ليه ..سلام
_طب طمني عليك يابني طيب
_ساعة أو اتنين بالكتير وجايلك يا ماجد سلام.
___ باااااك
أسماء عبد الهادي
فتح ماهر الخزانة وأخرج المبلغ الذي يريده وأغلقها ثانية بإحكام وخرج للدرهة حيث العسكري الذي يتنظره وعاد معه ثانية الى القسم .. وهذه المرة كان صاحب الوصل حاضرا معهم
ليهتف الضابط ناظرا للرجل
_ها فلوسك أهي.. هتاخدها وتتنازل على المحضر ونمشيها سلمي .. ولا أمشي المحضر ويترمى في السجن كم يوم وانت حلني لما تأخد فلوسك.
كان الضابط يقول له ذلك لحتى يتنازل الرجل عن المحضر فالأمر لا يحتاج والمال عاد بسهولة كما أن المتهم لم يعارض ولم ينكر أبدا لذا لا داعي للمحضر ولا لعرضه على النيابة
هتف الرجل بفرحة لعودة نقوده
_لا يا باشا أنا منتازل عن المحضر طالما فلوسي رجعتلي.
_تمام امضي هنا
وبعد حوالي ساعة من الاجراءات الورقية الروتينية خرج ماهر عائدا إلى بيته مرة أخرى
ذهب وتحمم وبدّل ملابسه استعدادا للانطلاق للمشفى ليكون جوار أخته… لتقول أمه بفرحة لعودته سالما من قسم الشرطة
_ماهر ياضي عيني ..حمدا لله على السلامه يا حبيبي.. بس انت هتروح فين تاني
_رايح لرهف أختي يا ماما
لتهتف هي بخوف على ابنها
_انت تعبت النهاردة ادخل ريّح والصباح رباح .. أخوك هناك معاها.
ليرمقها ماهر بضجر واستنكار لأفعال أمه
_ده بدل ما تقولي خدني معاك أطمن على بنتي المتبهدلة ..تقوليلي ادخل ارتاح في أوضتي!!
وسعي يا ماما كدا.. أنا من النهاردة مش هسيب رهف وهبوس رأسها كمان علشان تسامحني على اللي عملته فيها
صمتت سوسن بغيظ لكنها هتفت في نفسها بينما لم تجرؤ على أن تتكلم بحضور ابنها
_يا خويا بلا خيبة مش عارفة البت دي زي ما تكون سحرتلك زي ما سحرتك لأخوك ماجد علشان تلزقولها بالشكل ده.
(أتشتكي من هول المصائب التي تحوم حياتك … وأنت لا تدرك أن سببها الرئيسي هو سواد قلبك أنت؟!)
أسماء عبد الهادي
بينما هتف ماهر قائلا لخاله حانقا
_خالي خليك انت مع اخواتك ..لأن أبويا الظاهر انه راحت عليه نومة من التعب.. وعينك على المصيبة اللي جوا… وممنوع تخرج من البيت الا بإذني
___
أسماء عبد الهادي
وصل ماهر إلى حيث غرفة رهف فاستقبله توأمه بلهفة خائفا مما قد يحدث له
_ماهر عملت ايه طمني؟.
لكن ماهر اتجه مباشرة نحو أخته النائمة وقبل ناصيتها بحب وعاطفة لأول مرة يظهرها لرهف متنهدا بحزن على حالها
بينما رد على سؤال أخيه وهو يجلس على الكرسي جوار أخته، ممسكا بيدها برفق
_مفيش، وصل أمانة كنت ماضي عليه بدل واحد صاحبي ومدفعوش فاتدبست أنا دي كل الحكاية
اتسعت أعين ماجد وهتف متسائلا
_طب وحسن
لتلمع عيني ماهر بالسواد من شر الانتقام
_حسن الجبان الخسيس .. الظاهر كدا خاف ومبلغش البوليس لإنه عارف إنه لو بلغ هيتفضح…حلو أوي عرفت إزاي هحاسبه صح على اللي عمله مع قطتي.
ليهتف ماجد بوجل
_ماهر ..قتل تاني لا
_متخافش يا ماجد ..إنت معاك حق ..لازم يتعذب بالبطىء وده اللي هعمله معاه بعون الله
ليتنهد ماجد براحة لأن أخيه لن يتجه للدماء مرة أخرى ..ثم نظر لأخته بحزن
_افرحي يا قطتي البريئة..هننتقملك من اللي كان السبب في بهدلتك دي كلها ..ومش هنرحمه أبدا.
قضى الأخوين الليل كله ساهرين جوار رهف الغافية في فراشها إلى أن غفت أعينهما قليلا على الكرسي جوارها .. إلا أن في الصباح أحس ماجد بحركة خفيفة من يدها
فنهض من مكانه على الفور فرحا مناديا باسمها
_رهف .. رهف حبيبتي
لينهض ماهر هو الآخر بحماس شديد فاخته قد فاقت أخيرا
حاولت رهف فتح أعينها ببطىء ..بدا كل شيء مشوش حولها.. تسمع أصواتا لكنها لا تفسرها… ترى شخوصا لكن هيئتهم لم تضح لها بعد.. استغرق الأمر منها عدة دقائق لحتى تستوعب وترى من يقف أمامها وما إن رأتهم وتحققت من هويتهما جيدا ..حتى سرت رعشة قوية في جسدها وانتفضت مكانها وبدت وكأنها شاهدت وحشا مخيفا أمامها
لاحظ ماجد ذلك فهتف ماددا يده محاولا تهدئتها وابعاد الخوف عنها
_اهدي يا رهف متخافيش… إحنا معاكي
لم يدرك ماجد أنها تنتفض خوفا منهم لا أحد آخر
هتف ماهر نادما على ما بدر منه
_رهف أنا آسف يا حبيبتي على كل حاجة حقك على راسي
لتنكمش رهف على نفسها أكثر وتصدر أصواتا من فمها تعرب عن خوفها منهما ..أصوات كمن اصابه الصمم ولا يستطيع التحدث .
اضطر ماجد أن يستدعي الممرضة والتي أتت في الحال ليطلب منها أن تستدعي الطبيب فيكون ردها أن الطبيب لم يأتي بعد وأنه ربما يكون على وصول.
زفر ماجد بحنق ولم يدري ماذا يفعل لتهدئة أخته .. فاقترب منها محاولا أن يضمها إلى صدره علها تهدأ… فما كان منها إلا أنها تنتفض أكثر وتعلو همهماتها الرافضة لرؤيتهما والخائفة منهما
لم يفهما ما تفسير سلوكها ذاك وظهر الألم على وجهيهما من أجلها..
بعد عدة دقائق وصل آدم للمشفى وأول شىء فعله هو الاطمئنان على رهف ليتفاجىء بحالتها التي ترثى لها ومحاولة إخوتها تهدئتها لكن لا جدوى
ليهتف ماهر بقلق شديد
_دكتور..هيه مالها خايفة ليه حصلها إيه ؟؟
وما أن رأته رهف بدت كمن وجد طوق النجاة أشارت إليه وهي تحرك رأسها نحوهما وكأنها ترفض وجودهما معها بالغرفة … ليفهم آدم على الفور ما بها
ليهتف بغضب
_إنتوا قلتوا ليها حاجة زعلتها
هتف ماجد بألم
_لا والله يا دكتور.. هيه فاقت من النوم هادية بس أول ما شافتنا انتفضت وبقت بالشكل ده وكأنه خايفة من حاجة
تنهد آدم وهتف بهدوء
_هيه خايفة منكم أنتم
ليهتف ماهر بينما يتقدم نحوها
_رهف متخافيش إحنا مش هنعمل فيكي حاجة يا حبيبتي.. من النهاردة أوعدك إني هكون ماهر تاني خالص …سامحيني يا رهف أنا آسف على اللي عملته معاكي
لكن على ما يبدو أن رهف لم تسمع حرفا مما قاله وظلت تنتفض لتعبر عن خوفها منهما ورفضها سماع صوتهما او البقاء معهما في مكان واحد.
ليهتف آدم بحزم
_معلش يا أستاذة بستأذنكم تتفضلوا تنتظروا في غرفة الانتظار برا… لأن على ما يبدو أن رهف رافضة وجودكم معاها هنا.
ليهتف ماهر باستنكار
_أنا مش ماشي وسايب اختي… أنا هفضل معاها هنا مش هسييبها أبدا
_بس رهف فعلا خايفة منكم ومش هتهدا إلا لما تخرجوا.. فمعلش لو عايز مصلحة أختك اتفضل انتظر برا.
ليهتف ماجد بألم متذكرا ما فعله بأخته وضربه لها
_انتي خايفة مني يا قطتي!! ليكي حق ما كنت فعلا زي الوحش وجيت عليكي بالاوي… سامحيني يا رهف….بالله عليكي متخافيش مني مش هأذيكي تاني
هتف آدم بنفاذ صبر
_من فضلكم تتفضلوا بقا بدل ما حالتها تسوء أكتر … تتفضلوا ولما أهديها ممكن تدخلوا تاني…يلا
غادرا على مضض وهم يشعران بالحزن والندم الشديد
ليغلق آدم الباب خلفهما جيدا ومن ثم يتجه لرهف التي تنتفض ويتحدث بصوت عال حتى تسمعه
_أهم خلاص مشيوا ممكن تهدي علشان خاطري!!
نظرت حولها لتتأكد أنهما بالفعل رحلا فتهدأ وتستكين بهدوء وتنخفض شهقاتها شيئا فشيئا
ليتحدث آدم بتعجب
_ليه خايفة منهم يا رهف… إيه اللي حصل.. إنتي متأكدة انهم مش هيأذوكي.. ولا انتفاضتك دي مش خوف وإنما غضب منهم.
أغمضت رهف أعينها … ليتحدث آدم بصوت جاد
_رهف ردي عليا .. متتجاهليش سؤالي ..ليه مش عايزة إخواتك جنبك
أشارت رهف إلى الدفتر الموضوع بدرج الكومود
ليتحدث آدم بصرامة
_لا يا رهف هتتكلمي … مش هسمحلك توصلي نفسك للمرحلة دي … إنتي فضلتي شهور كتير متحملة آلام، أعتى الرجال ميتحملهاش… جاية دلوقتي تظهري ضعفك!!!
انسابت الدموع من أعين رهف بقوة
ليتهتف آدم بقلب حزين فهو لا يستطع أن يراها تبكي فيشعر بقلبه ينفطر من أجلها
_بتعيطي ليه بس… إنتي مش كنتي بتتمني إخواتك جنبك.. إنتي مش شايفة لهفتهم عليكي إزاي… ليزيد بكاء رهف أكثر.
ليهتف آدم بغضب لكن نبرة صوته حافظ عليها متزنة
_رهف من فضلك اتكلمي… أنا الدكتور بتاعك ولازم تحكيلي كل حاجة حاسة بيها .. أشارت رهف مرة اخرى للدفتر
لكن آدم أصر على أن تتحدث
_لا مش هسمحلك تدخلي نفسك في الدوامة دي… أنا معاكي علشان أساعدك تخرجي من حالتك دي.. حاولي تفتحي بوءك وتتكلمي
بدأت رهف بالتأتاة مع دموعها التي تنهمر بلا توقف
_اااا…ااااا
ليساعدها آدم على الجلوس مراعيا كسور عظام يدها وقدمها
ثم قال
_غمضي عينك يا رهف وأبكي وقولي كل اللي ف قلبك
هتفت بتأتأة مرة أخرى ولم يفهم آدم حرفا واحدا مما تقوله..لكنه قال
_كملي قولي كل حاجة حاسة بيها كأنك بتكلمي نفسك!!!
أغمضت أعينها وكأنها تعتصرهما متذكرة ما فعله بها عامر والضرب المبرح التي تعرضت له حتى أنها كانت تنطق الشهادة ظنا منها أنها ستموت على يده
لتهتف بألم عصف بقلب آدم
_كل لما اتخيل اللي حصلي وهما بعيد عني ..بموت… اتخلوا عني في عز حاجتي ليهم …فجاءة بعد ما كان عندي عيلة وعزوة وسند ..بقيت لوحدي بواجههم هما وبواجه الوحش اللي من غير قلب اللي اسمه عامر… مش قادرة أشوفهم ..بشوف فيهم صورة عامر ماهما ميتخيروش عنه ..هما زي عامر بالظبط يفرقوا إيه.. أنا لوحدي يا دكتور… مقدرش أكون في مكان واحد مع النسخة الشبيهة لعامر … أنا مبقتش أتحمل ضرب تاني يا دكتور …أنا لسه بعاني أنا كل خلية في جسمي بتشكي من ألم الخذلان قبل الألم الجسدي … أنا تعبانة حقيقي تعبانة .. مش عايزة أشوفهم مش عايزة
زفر أدم بغضب مما فعلوه بها وعلم أنها لن تتخطى ما حدث بسهولة وأنها ستحتاج لعلاج مكثف.
_ماشي يارهف زي ما تحبي مش هخليكي تشوفيهم بس ممكن تهدي علشان هكلم الشرطة لإني هبلغ عن عامر واللي عمله معاكي علشان يأخد جزاءه أنا كنت مستنيكي لما تفوقي
لتتوقف رهف عن البكاء وتنظر لآدم بفزع محركة رأسا رافضة الفكرة تماما
_لا لا … من فضلك يا دكتور

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية اضغط على : (رواية ليتك كنت سندي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى