روايات

رواية لهيب الروح الفصل السادس 6 بقلم هدير دودو

رواية لهيب الروح الفصل السادس 6 بقلم هدير دودو

رواية لهيب الروح الجزء السادس

رواية لهيب الروح البارت السادس

رواية لهيب الروح الحلقة السادسة

في الصباح..
عاد جواد المنزل بعد تأكده من شقيقته بوجود والده، كان في حالة يرثى لها، عروقه بارزة، جسده متشنج والغضب يبدو بوضوح عليه، وقف أمام والده هادرًا بعصبية تفوق وصفها وغضب عارم يعميه
:- من حقي أفهم بقى إيه اللي عملته امبارح دة؟
تجاهله تمامًا مفضلًا عدم الرد عليه وجه بصره نحو زوجته قائلًا لها ببرود وهدوء أعصاب يستفز مَن أمامه به
:- جليلة شوفي ابنك عاوز إيه، عشان بتزعلوا لما بتكلم.
طالعته بعدم رضا من طريقته مع ابنه تطلعت نحو جواد مردفة بهدوء وتوتر
:- ا… اهدي بس يا جواد يا حبيبي اقعد براحة كدة واتكلم مع ابوك افهم منه اللي أنتَ عاوزه.
رد عليها بعصبية مفرطة طغت عليه فغضبه من والده الآن اعماه تمامًا وفقد تحكمه في ذاته لأول مرة
:- امي لو سمحت متدخليش في الموضوع دة بالذات، أنتِ امبارح كنتِ سمعاه وهو بيقول للكل وساكتة انهاردة كمان اسكتي لأن أنا مش هعديها زي كل مرة.
تحدث صائحًا بغضب عارم وضيق
:- دة بيخطبلي من غير ما أوافق اسكت ازاي ولا اهدا ازاي.
تعلم أنه محق وأن تدخلها بينهما تلك المرة لن يفيد بشئ جواد لن يصمت تلك المرة مثلما يفعل دومًا؛ لذا فضلت الصمت داعية ربها أن يمر الأمر بسلام.
وجه بصره نحوه بأعين حادة كالصقر، وأردف بحدة وعصبية
:- أنتَ إيه اللي عملته امبارح دة، فاكر أن أنا كدة هوافق واقولك ماشي وموافق اتجوز ليه عيل قدامك دة أنا جواد الهواري بيتهزله رجالة قد كدة هخطب غصب عني..
قال جملته الأخير بتهكم ساخرًا يملؤه الغيظ والضيق من أفعال والده التي لم يراها من قبل، لم يرى من قبل أن أب يفعل ذلك مع ابنه، هو بعيد تمامًا عن كلمة أب، هو يتعامل معه بأنه فاروق الهواري الآمر الناهي في كل ما يريده، يريد أن يلغي شخصيته ورأيه المخالف له تمامًا، لم يتذكر مرة واحدة تم نقاش هادئ بينهما.
ترك هاتفه ورد عليه ببرود تام جعله يستشاط غضبًا أكثر من السابق
:- إيه اللي عملته؟! أنا عملت الصح اللي أنتَ مش فاهمه، أنا بقى فاهم كويس واللي عملته دة لمصلحتك.
صاح به بغضب وعصبية حادة متخلي عن جميع محاولاته في تهدئة ذاته بسبب طريقة والده المتعالية وكأنه هو وحده مَن يفكر ويتخذ قرارات صواب
:- لا مش الصح، أنت عمرك ما عملت الصح خالص، أنت بس بتعمل اللي يعجبك واللي على مزاجك مش اللي يخدم مصلحتي، أنتَ اكتر واحد واقف قدام مصلحتي وسعادتي بقرارتك اللي عمرها ما فادتني في حاجة.
نهض فاروق واقفًا قبالته بحدة وعصبية متخلي عن بروده نهائي، وصاح مردفًا بعصبية غاضبة ولهجة مشددة حازمة ساخرًا منه ومما يريده
:- وأنتَ سعادتك كانت فين يا جواد، سعادتك فين وأنتَ داخل كلية الشرطة ورافض تمسك شركات عيلة الهواري اللي بكبرها وببنيها عشانك دي سعادتك واحلامك، ولا أحلامك وأنتَ عينك من واحدة وسـ*ـة اللي هي مرات عصام اللي زي أخوك ورافض تتجوز أروى الهواري بنت عمك.
صمت لبرهة ملتقط أنفاسه وأكمل بتهكم ساخرًا
:- هي دي أحلامك اللي أنا يا حرام مفتري وواقف قصادها لو دي أحلامك يبقى بلاها منها خالص تغور أحلامك، كفاية أني سمعت كلام امك ووافقت أنك تدخل شرطة..
طالعه بغضب ضاري والشرر متطاير من عينيه اللتان قد تحولا لبركان من الغضب المشتعل، عقله مشتعل بنيران متأهبة، ورد مغمغمًا بعصبية وصوت مرتفع
:- بقولك إيه متجيبش سيرة رنيم مرات عصام قولتلك مفيش بيني وبينها حاجة وبطل تغلط فيها عشان زي ما قولت هي مرات اخويا وملهاش دعوة باللي حصل كله مش كل شوية هتفضل تغني في نفس الحوار دة، لكن لو على كلية الشرطة اللي دخلتها فدي أحسن حاجة حصلت في حياتي كلها اللي بايظة بسببك وأروى اللي بتتكلم عليها أنا مش شايفها غير زي سما مش أكتر أنتَ بقى شوف اللي يعجبك مش هعمل حاجة من الهبل اللي عاوزه د..
قطعه بصفعة قوبة هوي بها فةق وجنته تحت صدمة والدته وشقيقته المصدومتان من فعلته، متمتمًا بتعالي وغرور
:- اخرس خالص اللي بقوله مش هبل، أنتَ ابني وهتعمل اللي أنا عاوزه غصب عن عينك مش بمزاجك.
القى جواد ما كان فوق المنضدة أرضًا بعصيية شديدة مسيطرة على عقله تعميه، وصاح بعناد وضيق
:- مش هعمل حاجة، أنا مش صغير ولا عيل هتضربني فأخاف حوار أروى منتهي من قبل ما يبدأ وزي ما بدأته أنت بمزاحك هنهيه أنا بقى بمزاجي وبالطريقة اللي تعجبني مش هعملك احترام تاني زي ما سكت امبارح.
أسرعت جليلة متمسكة بذراع فاروق قبل أن يفعل شئ آخر وتمتمت بنبرة متوسلة باكية ضعيفة حزينة على كل ما يحدث لـ عائلتها
:- فاروق خلاص يا فاروق اهدي… اهدي عشان خاطري.
سار جواد متوجه نحو الخارج تارك المنزل بأكمله وعقله يستشيط غضبًا باندفاع لما يحدث معه..
جلست جليلة فوق المقعد الذي خلفها بتعب شديد غير قادرة على التحدث واضعة يدها فوق صدعيها والاخرى فوق قلبها شاعرة بثقل كبير به غير قادرة على التقاط أنفاسها..
أسرعت سما مقتربة منها بقلق والخوف تملك منها، تمتمت متسائلة برعب وتوتر
:- ماما أنتٓ كويسة، في إيه مالك حاسة بإيه؟ بابا الحقها بسرعة.
طالعها هو الآخر بوجه شاحب قلق عليها خوفًا من أن يحدث لها شئ سئ، وبادر بالاتصال بالطبيب طالبًا منه المجئ مسرعا، حاملًا إياها فوق ذراعيه بقلق متوجه بها نحو غرفتهما.
❈-❈-❈
في نفس الوقت..
وقفت رنيم أمام المرآه الخاصة بغرفتها في ذلك المنزل المهجور الذي لم تعلم عنوانه، متذكرة رعبها من عصام ما أن دخلت المنزل وسؤالها الأحمق عندما توقفت برعب طغى على قلبها
:- عـ… عصام هو أنتَ قررت أنك تقـ تلني بجد زي ما قولت امبارح وجايبني عشان تقـ تلني هنا.
طالعها يضيق مستنكر من حديثها الأبله الغير متفرغ له الآن، فغمغم بتهكم ساخرًا
:- اقـ تلك إيه انتي اتهبلتي، بعدين انا لو عاوز اقـ تلك مش هجيبك هنا ومش ناوي اقتلك يا رنيم ادخلي وبلاش الهبل بتاعك دة عشان مش فاضيله.
عادت بذاكرتها لواقعها وحركت رأسها معترضة بحزن وضيق ودموعها سالت من عينيها بحزن
:- لأ لأ مينفعش اعمل كدة لأ انا مش كدة مش هقـ تله مينفعش يا رنيم تتحولي كدة هتبقي مش رنيم اللي عارفاها.
وضعت يدها فوق بطنها بحزن متذكرة طفلها الذي فقدته على يده تطلعت لذاتها بقوة ملتقطة أنفاسها بصوت مرتفع
:- حتى لو هو راح خلاص بسببه اكيد دة الاحسن ليه كان هيجي يلاقي أمه بيحصل فيها كل دة ولا ابوه شخص مجنون زي عصام لأ طبعا هو دة الأحسن ليه.
جففت دموعها برفق بعدما نفضت من عقلها جميع أفكارها الشيطانية تمامًا التي كانت ستلوث نقاءها وبراءتها.
أسرعت تجذب هاتفها وقامت بالأتصال على محسن الذي سرعان ما آتاها صوته اللعوب ونبرته الخبيثة
:- الو يا ست رنيم هانم اخيرا لما افتكرتي أن في ورانا شغلانة مهمة عاوزين ننفذها وأنا أخد فلوسي وأخلع.
تغاضت عن طريقته معها وتمتمت مردفة بتوتر
:- بـ… بص يا محسن أنا كنت مكلماك عشان اقولك على حاجة مهمة.
أسرع مغمغمًا بلهفة وحماس والطمع يملأه
:- اه طبعا قولي انفذ امتى حددي المعاد بس وانا هنفذ وهعرف مكانه فين بالظبط وكله هيتم على نضافة وانتي تورثي وانا أخد حقي زي ما اتفقنا.
قطعته معترضة بضعف وضيق شاعرة يضياع عقلها وأفكارها بين الخطأ والصواب، حقيقتها الطيبة والأخرى التي اكتسبتها من قسوته عليها
:- لا يا محسن مش مكلماك عشان كدة أنا عاوزة اقولك أن خلاص الغى الاتفاق وانسى انك شوفتني وانسى اي حاجة قولتهالك شوف فلوسك اللي عاوزها منه بس بعيد عني.
ضحك مقهقهًا بصخب ورد عليها بتهكم ساخرًا
:- والله ضحكتيني، انتي اكيد لقيتي نفسك فاضية فقولتي تهزري بشغل العيال دة، هو لعبة شوية اقـ تله عشان هو يستاهل القتل بعدها لا يا محسن مش هتنفذ حاجة انا لغيت الفكرة بقولك ايه يا رنيم العملية هتتم وتورثي واخد انا حقي غير كدة يبقى تجيبيلي فلوسي اللي اتفقنا عليها اني هاخدها وخليهولك يقعد يموت فيكي.
شعرت بالإنزعاج من طريقته الوقحة معها وانكمشت ملامح وجهها بضيق معلنة غضبها، لكنها حاولت التحلي بالهدوء فتمتمت بصبر وهدوء
:- محسن احترم نفسك لو سمحت أنا بقولك الغي الاتفاق خلاص وروح خد فلوسك من عصام زي ما أنتَ كنت هتعمل بس الغي الاتفاق وطلعني منه أنا استحالة اعمل حاجة زي كدة خلاص كانت ساعة شيطان وفوقت منها خلاص.
رد عليها الآخر بتبجح والتصميم والطمع يلتمع داخل عينيه
:- لأ الكلام دة ميخصنيش أنا هقـ تله وانتي هتديني حقي اللي اتفقنا عليه وخلصت على كدة يا رنيم خلي ساعة الشيطان ترجعلك تاني.
لم ينتظر ردها عليه بل أسرع يغلق الهاتف بغضب ليستكمل خططه القادمة بعد حصوله على الأموال مقابل قـ تله لعصام الهواري المختل..
تطلعت رنيم نحو الهاتف بصدمة شاعرة بالخوف يملأ قلبها من أن ينفذ محسن حديثه ويصر على تنفيذ فكرتها المتهورة، وضعت يدها فوق صدعيها بتعب
:- مينفعش لأ انا مش مجرمة مش هتسبب في موته رغم اللي عمله فيا مينفعش خالص ياريتني ما شوفت اللي اسمه محسن دة.
سالت دموعها بحزن وقلق شاعرة بالتوهان لا تعلم ماذا تفعل في ذلك المأزق التي وُضعت فيه؟!
قطعت تفكيرها مسرعة ومسحت دموعها بطريقة عشوائية عندما استمعت الى صوت عصام الحاد الصائح باسمها
:- رنـيـم يا رنــيــم..
أسرعت ترد عليه بتوتر وخوف متطلعة أرضًا
:- ا.. ايوة يا عصام في إيه..
طالعها من أعلاها إلى أدناها بنظراته الوقحة ملتهم جسدها بعينيه وأردف بصوت أجش
:- تعالي عاوزك.
فركت في يديها بتوتر واقتربت منه بخضوع واستسلام تام مأومأة برأسها أمامًا
:- حـ.. حاضر يا عصام.
اقتربت منه من دون مقاومة تلك المرة وبدأت هي تنزع ثيابها عنها بأعين باكية حزينة دموعها تسيل بصمت ابتسم على فعلتها واقترب منها بوقاحة وشهوة ملتهم اجزاء جسدها العاري أمامه برغبة شديدة كانت نافرة من حياتها ومن اقترابه منها، شاعرة بانفاسه كالنيران الملتهبة الي تحرق روحها قبل جسدها..
❈-❈-❈
كان جواد يشرب سيجارته بعصبية يفكر في إنهاء ما بدأه والده من دون اتخاذ رأيه الأساسي في الموضوع، وإنهاء أمر زيجته هو وأروي تمامًا..
وجد شقيقته تتصل عليه أسرع يرد عليها بجدية
:- الو يا سما خير في حاجة؟
وصل إلى مسامعه صوت شهقاتها الباكية فغمغم متسائلًا بقلق ولهفة
:- إيه يا سما في إيه؟! ايه اللي حصل عشان تعيطي كدة؟! اهدي براحة كدة وفهميني.
التقطت أنفاسها بصوت مرتفع محاولة منها لتهدئة ذاتها وتمتمت بصوت باكٍ يملؤه القلق
:- تـ… تعالى يا جواد بسرعة، مـ… ماما ماما تعبت أوي بعد اللي حصل، تعالى بسرعة الحقها.
هب واقفًا بلهفة وقلق خاشيًا أن يصيب والدته شي سئ فهي كل شئ له في تلك الحياة، مغمغمًا بتوتر
:- جاي اهو يا سما حالًا دقايق وهبقى عندك.
أغلق معها ململمًا لأشياءه بقلق وأسرع متوجه نحو سيارته يقودها بسرعة جنونية يدعي ربه أن يحفظها له، غير مستعد لخسارتها..
وصل المنزل مسرعًا وتوجه نحو شقيقته التي كانت تبكي بعنف والخوف يسيطر عليها انطلقت نحوه ملقية ذاتها داخل حضنه بنبرة متلعثمة باكية
:-جـ… جواد ماما يا جواد تعبت جامد.
ظل يربت فوق ظهرها بحنان وحب أخوي محاولا تهدئتها
:- اهدي يا سما اهدي يا حبيبتي ماما هتبقى كويسة وزي الفل كمان اهم حاجة اهدي انتِ بس.
صمتت واستكانت داخل أحضانه الآمنة بالنسبة لها وتمتمت بقلق وخوف
:- جـ… جواد أنا خايفة على ماما، كانت تعبانة اوي مكانتش قادرة تاخد نفسها.
شعر بقلقه يزداد، قلبه يعتصر بداخله هو بالفعل ليس لديه أحد في حياته سواها، والدته هي كل شئ من دونها هو وحيد بضراوة، أردف متسائلًا بخشية
:- هي فين دلوقتي؟
أشارت بيدها صوب غرفة والديها بيد مرتعشة وتحدثت باضطراب
:- هـ… هما جوة معاها بابا والدكتور ادخلهم يا جواد وتعالى طمني.
ربت فوق كتفها مأومأ برأسه أمامًا بتعقل وهدوء وأسرع يتوجه نحو غرفة والدته هب فاروق واقفًا بغضب بدا على ملامح وجهه ما ان رآه، وصاح به بلهجة مشددة حازمة
:- اطلع برة امشي برة أنت السبب في كل اللي حصلها، أنت وعنادك فينا السبب اطلع برة.
وقف ثابتّا كما هو عينيه مثبتة فوق والدته التي لم تستعد وعيها حتى الآن، وهتف بعصبية ونفاذ صبر
:- بقولك ايه ابعد عني وملكش دعوة بيا لو حد السبب فهو أنتَ مش أنا، أنت اللي عاوز كله يمشي على مزاجك بس مش موضوعنا انا جاي عشان اتطمن على أمي مش عاوز اتكلم في اي حاجة تاني.
امتعضت ملامح وجهه بغضب شاعرًا بالدماء تغلي داخل عروقه بعصبية وأردف صائحًا بحدة حازمة دافعًا إياه إلى الخلف ليجبره على ترك الغرفة
:- اطلع برة… برة يا جواد مش هتقعد في الاوضة دي لحظة اطلع برة.
استسلم جواد لدفعه وخرج تاركًا الغرفة بخطى واسعة غاضبة متجاهلًا هتاف شقيقته، غالقًا باب غرفته خلفه بغضب عارم.
جلس بمفرده في غرفته شاعرًا بالحزن يعتصر قلبه كالقبضة القوية، أغلال قوية تؤلمه مود الصراخ بأعلى صوته.
يخاف أن يصيب والدته شئ سئ ويرى الجميع أنه المتسبب كما يقول والده، قطع تفكيره صوت رنين هاتفه المزعج بالنسبة له ليخرجه من ضجيج أفكاره السابح بها.
تنهد بغضب عارم عندما رأى ان اروى هي من تتصل عليه، هتف بسباب غاضب بحدة وأغلق عليها بضيق لكنه رآها لن تصمت بل تكرر أتصالاتها عليه بلا ملل.
تنهد بحرارة واضطر مجبرًا أن يرد عليها وقبل ان يتحدث جاءه صوتها المتسائل بنعومة ودلال مفرط مصطنع
:- الو يا جواد إيه يا حبيبي مش بترد عليا ليه؟
قبض فوق هاتفه بغضب وقوة ضارية تعكس مدى غضبه من سماعه لصوتها ورد عليها متمتمًا بحدة
:- ايوة يعني عاوزة ايه مقولتيش متصلة ليه؟!
تأفأفت بغضب ونفاذ صبر لكنها التقطت انفاسها بصعداء محاولة تهدئة ذاتها وردت عليه بهدوء زائف
:- هعوز ايه يا جواد هو أنا مش خطيبتك يا حبيبي مش بتكلمني ليه تطمن عليا زي أي اتنين مخطوبين.
لم يستطع أن يصمت كثيرًا على المسرحية التي حدثت في حياته بقرار والده الخاطئ فصاح بها غاضبًا
:- لأ يا أروى انتِ لا خطيبتي ولا بتاع أنتي أروى بنت عمي اللي زي سما اختي اقولهالك تاني انتي زي سما اختي، اقفلي بقى عشان مش ناقصك ولا فايق لهبل اهلك دة.
صُدمت من حديثه البجح المهين لها ولكرامتها التي تنازلت عنها من البداية وتحدثت بصدمة وتوتر
:- جـ… جواد انت بتقول ايه؟!!
لم يرد عليها بل وصلها إجابته المتبجحة عندما وجدته يغلق الهاتف من دون الرد على حديثها الذي ليس له فائدة أو قيمة بالنسبة له..
بحث في هاتفه حتى وصل إلى صورتها المحتفظ بها في هاتفه حاول منع ذاته من التطلع في صورتها لكنه فشل، هو في حاجتها معه وبجانبه يتذكر ذكرياته معها القليلة وقصتهما التي منعها والده من قبل بدايتها.
هو الآن يريدها بجانبه يعلم كم هي ذات قلب طيب يملؤه الحنان الذي يحتاجه.
اغلق الصورة مسرعًا لاعنا فعلته المتسرعة محاولا تهدئة ذاته والتقاط أنفاسه بانتظام متمتمًا لذاته بتعقل
:- اهدى يا جواد بلاش جنان هي دلوقتي متنفعش.
سيطر على ذاته ومشاعره بصعوبة شديدة وخرج من غرفته ليطمئن على والدته..
اقترب من شقيقته وغمغم متسائلًا بقلق
:- هي دلوقتي بقت كويسة صح يا سما؟
اومأت له شقيقته بابتسامة هادئة وردت تؤكد حديثه بهدوء
:- اه يا جواد بقت كويسة انا سمعت الدكتور وهو بيطمن بابا.
طالعته بحزن وتردد ثم تمتمت بحب آخوي
:- مـ… مش عاوزاك تزعل من كلام بابا ولا من أي حاجة حصلت عشان خاطري.
احتضنها بحنان مبتسما طابعًا قبلة حانية فوق جبهتها مغمغمًا بلا مبالاه حاول يظهرها بمهارة
:- مش زعلان هو كدة على طول عشان يبقى فاروق بيه الهواري سيبك من كل اللي حصل.
في نفس الوقت
ألقت أروى هاتفها في الحائط بعصبية وتمتمت بغرور رافعة رأسها بتكبر
:- بقى كدة يا جواد بتقفل في وشي ماشي هتندم وهتندم اوي كمان.
أسرعت متوجهة صوب والدتها بضيق وغيظ متمتمة بحدة ونبرة مرتفعة غاضبة
:- بقى كدة عاجبك كدة ادي اخرة جواد واللي عمله فيا بيقفل في وشي أنا وبيزعقلي.
طالعتها والدتها بعدم تصديق وتمتمت متسائلة بذهول
:- أنتِ بتقولي ايه يا اروى جواد قدر يعمل كدة؟
اومأت برأسها أمامًا بغضب
:- ايوة عمل كدة لأ وعمل الأنيل كمان وبيقولي بصراحة أن أنا زي سما اخته، أنا بقيت زي أخته فالآخر.
تابعت مديحة بوعيد غاضب وبدت العصبية عليها
:- والله ليندم على اللي عمله هجيبهولك يعتذرلك كمان وهو كان فين كلامه وزعيقه دة لما ابوه قال أنه هيخطبكم هو هيتعمل عليكي أنتي.
صاحت أروى غاضبة
:- اتصرفي بقى عشان انا مش ناقصة الجنان دة كلمي عمي خليه يربيه.
اومأت مديحة برأسها أمامًا متناولة هاتفها بعصبية وقامت بالاتصال على فاروق الذي كان بجانب جليلة تأفأف غاضبًا عندما رأى اسم مديحة لم يريد الرد عليها أو على أحد هو فقط يريد البقاء مع زوجته فقط أغلق عليها ثم أغلق هاتفه تمامًا ليمنع أي اتصال منها.
تطلعت أروى أمامها بنفاذ صبر متسائلة
:- إيه ياماما مبيردش ولا إيه؟!
ردت بعصبية وغضب والشرر يتطاير من عينيها
:- قفل موبايله هو في إيه؟ هما هيستهبلوا والله ما هسكت.
تنهدت أروى بغضب حاد وتمتمت بعدم فهم معقدة لحاجبيها
:- يعني إيه اللي بتقوليه دة؟
صاحت مديحة بحدة أخرستها والدماء غلت في عروقها
:- اخرسي خالص دلوقتي يا أروى وادخلي اوضتك أنا مش عاوزة حد دلوقتي خالص.
سارت أروى متوجهة نحو غرفتها تاركة والدتها خلفها تستشيط غضبًا.
بعد أن هدأت قليلًا قامت بالاتصال على عصام ابنها الذي ترك رنيم دافعًا إياها إلى الخلف ببرود ولا مبالاه غير مبالي لمشاعرها المحطمة تمامًا وقام بالرد على والدته بارتباك وقلق
:- ا… الو يا ماما في إيه؟
أجابته متسائلة بجمود حاد
:- عمك فاروق فينه وإيه اللي حصل عشان ميردش عليا ويقفل تليفونه.
قطب ما بين جبينه بدهشة وتحدث يجيبها بتوتر وعدم فهم
:- معرفش يا ماما مكلمتهوش ولا هو اتصل بيا أنتِ عاوزاه في حاجة مهمة؟
صاحت به غاضبة بلهجة مهددة حادة
:- بقولك ايه فوق وركز قسما بالله اقلبها على دماغك واخد ** اللي فرحانلي بيها دي وأخليك قاعد لوحدك زي ماكنت اتصرف واعرفلي فاروق فين وايه اللي حصل عشان ميردش عليا..
ابتلع ريقه بتوتر خوفًا من أن تنفذ تهديدها له وأردف بتأزم مضطرب
:- ل… لأ خلاص اهدي بس وأنا هتصرف وهعرفلك كل حاجة.
تابعت بقسوة ونبرة آمرة
:- بسرعة بطل العك والقرف اللي بتعمله وركز في اللي عاوزاه.
أغلقت في وجهه من دون أن تنتظر رده فأسرع يحاول الاتصال بفاروق لكن كانت محاولاته بلا جدوي فهاتفه مغلق تطلع نحو رنيم التي كانت تبكي في صمت بألم وصاح بها بعصبية
:- انتي هتفضلي مرزوعة تعيطي كدة كتير دة ايه القرف دة قومي غوري في داهية.
التقطت أنفاسها بصعداء وردت بضعف واستسلام
:- أ… أنا مستنياك معرفش انك خلصت لو عاوز تقـ تلني المرة الجاية.
لكمها في وجهها بعصبية جعلت الدماء تسيل من فمها المتورم صائحًا بها بغضب وحدة
:- قومي غوري في داهية مش طايقك ولا عاوز حاجة دلوقتي.
اومأت برأسها أمامًا بانكسار ولملمت ثيابها الممزقة بحزن ودلفت إلى المرحاض تاركة إياه خلفها يحاول الوصول إلى فاروق ليفعل ما تريده والدته وترضى عنه.
قام بالإتصال على السكرتيرة الخاصة بعمه وأردف متسائلًا بجدية
:- فاروق بيه موجود ولا لأ؟!
أجابته الاخرى نافية باحترام
:- لأ يا عصام بيه هو مجاش انهاردة.
أغلق معها وقام بإخبار والدته عن عدم ذهابه إلى الشركة اليوم لكنها وبخته كعادتها
جن جنونه من حديثها الدائم عن فشله فبدأ يحطم في الغرفة بعصبية..
كانت رنيم في المرحاض تتطلع على جسدها المشوه بسبب أفعاله بها هو دنس روحها وبراءتها وشوه جسدها، تطلعت إلى علاماته الدائمة الذي فعلها بالمدية لتلازمها طوال حياتها وتظل متذكرة أفعاله، بكت بعنف وحزن على حالها تشعر بالتعب وضعف ضاري على حياتها.
ارتعشت بخوف والرعب ملأ قلبها عندما وصل إلى مسامعها صوت ما يفعله في الخارج تخشى أن يفعل بها شئ آخر ليفرغ عصبيته وغضبه كما يفعل دومًا، جسدها لن يتحمل ما سيفعله بها.
❈-❈-❈
على الجهة الأخرى
استعادت جليلة وعيها وجدت فاروق يجلس بجانبها ممسك بيدها بقلق أسرع يتحدث بلهفة عندما رآها تحاول فتح عينيها
:- جليلة انتي كويسة طمنيني حاسة بإيه؟
اومأت برأسها أمامًا مبتسمة بهدوء وأجابته باتزان تطمئنه
:- متخافش يا فاروق انا كويسة.
احتضنها بحنان خوفًا من فكرة أفتقادها الذي شعر بها اليوم، فأكملت حديثها بقلق وتوتر
:- جـ… جواد هو فين جواد مرجعش لسة.
تأفأف بضيق وامتعضت ملامحه مجيبها بعدم رضا
:- جواد جه أول ما عرف وهو وسما مستنيينك تفوقي بس سيبك من دة كله أنتي لازم ترتاحي كنتي تعبانة جامد والدكتور قال ترتاحي.
حركت رأسها نافية وأكملت باصرار
:- لا يا فاروق انا هرتاح لما اشوف جواد اندهه عاوزة اتكلم معاه بس براحة يا فاروق عشان خاطري جواد طيب ميستاهلش كل دة بس هو تفكيره مختلف عنك مش اكتر.
لم يريد التحدث في أي شئ لأجل صحتها وتوجه للخارج وجد جواد أمامه فتحدث بجدية حادة
:- أمك عاوزة تكلمك هي بقت كويسة دلوقتي الحمدلله.
كادت سما أن تدلف معه لكن أسرع فاروق يقبض فوق يدها متمتمًا بهدوء
:- استني يا سما أمك عاوزة تتكلم معاه.
دلف جواد إليها بلهفة، قلق وسعادة، فرح بداخله مشاعر عديدة مختلطة لأهم واحدة في حياته هي مَن تسانده دومًا فكرة افتقادها تجعله يخاف بشدة.
أسرع مقتربًا منها ممسك يدها يقبلها بحب وشغف شديد متمتمًا بمرح
:- إيه يا ست الكل عاوزة تسيبينا ولا إيه فوقي كدة معانا هو الواحد بيحب حد قدك.
ضحكت بصخب مربتة فوق كفه بحنان وردت عليه بهدوء
:- هتحب يا سيدي هتيجي اللي تخطفك وتبقى من نصيبك.
شرد في صورة رنيم التي تجمعت داخل عقله وبدا الحزن فوق ملامحه وتمتم بأسى متبرمًا
:- مش باين خلاص هو أنتِ وبس ياست الكل.
طالعت حالته بعدم رضا وغمغمت معترضة بهدوء
:- شيلها يا جواد وهتحب هو حد يطول حضرة الظابط جواد الهواري أنت اللي موقف حياتك شوف أروى بنت عمك لو مرتاحتش سيبها وربنا يوفقها.
تنهد بصوت مرتفع وأجابها بجدية
:- بقولك ايه ارتاحي انتي وسيبك من الكلام دة ومن كل اللي حصل انا خلاص نهيت حوار أروى دة وقولتلها انها زي سما اختي وعمرها ما هتكون ازيد من كدة.
شهقت بدهشة واعتدلت في جلستها أمامه، وتمتمت متسائلة بتعجب
:- يعني إيه يا جواد أنتَ عملت ايه بالظبط؟
قبل رأسها بحنان ورد عليها بهدوء وقلق عليها
:- بقولك ايه ياست الكل سيبك من كل اللي حصل دة وركزي في صحتك ولا عاوزة تسيبي جواد ابنك حبييك.
ابتسمت بهدوء واحتضنته مربتة فوق ظهره بحنان
:- ماشي يا جواد اللي أنتَ عاوزه يا حبيبي المهم ترتاح.
شعر بالارتياح ما أن ࢪأى ابتسامتها وهدوءها وربت فوق كتفها بحب
:- ارتاحي انتي بقى أنا هخرج وأسيبك نتكلم بعدين تكوني بقيتي كويسة.
بالفعل خرج تارك إياها لترتاح قليلًا بسبب ما تعرضت له اليوم بعدما دعت له بدعواتها الدائمة طالبة من ربها أن يحفظه لها..
❈-❈-❈
في الصباح ذهب فاروق لمديحة بعد اتصالاتها العديدة له عندما فتح هاتفه وجدها تجلس في انتظاره بملامح وجه ممتعضة غاضبة وتمتمت بضيق وعصبية
:- أخيرا يا فاروق جيت، ماشي بمزاجك وبتيجي وقت ما تعوز ولا مهتم باتصالاتي.
وقف أمامها بشموخ وكبرياء يجيبها ببرود حاد
:- وأنتِ عاوزاني امشي بمزاج مين يا مرات اخويا الله يرحمه ماهو لازم امشي بمزاجي دة أنا فاروق الهواري كبير العيلة دي.
قبضت فوق يدها بعصبية رامقة إياه بنظرات حادة غاضبة لكنها أومأت برأسها أمامًا وتمتمت ببرود زائف من بين أسنانها
:- ماشي يا فاروق وأنا مكلماك عشان أنت كبير العيلة زي ما بتقول ينفع اللي جواد عمله مع اروى بنتي فاروق أنا بنتي غالية اوي اللي ابنك بيعمله دة مينفعش أروى غير عصام.
زفر بضيق وغضب متسائلًا بجدية
:- عمل إيه جواد هو جواد كان فاضي عشان يعمل حاجة حتى.
اومأت أمامًا بتأكيد وأردفت بغضب ثائرة
:- لا عمل اتصل هزقها وقالها بصراحة انها زي سما اخته وقعد يزعقلها وعمالة اتصل من امبارح عشان أقولك.
اقتضبت ملامح وجهه بغضب لا يريد التحدث في ذلك الأمر لكنه رد عليها بلهجة مشددة قوية
:- بقولك ايه يا مديحة أنا مش فاضي للحوار دة دلوقتي واجليه أنا حاولت اعمل اللي عاوزاه بس جليلة امبارح تعبت ومش هينفع اتكلم في الحوار دة دلوقتي استني لما الدنيا تهدا بعدين أنا مديكي كلمة وهنفذها كدة كدة جواد لـ أروى مش لازم بقى كل شوية كلام في نفس الحوار.
شعرت بالغيرة من حديثه واهتمامه بزوجته ذلك الشعور التي حُرمت منه وتحدثت مغمغمة بغل وغيظ
:- أه جليلة تعبت لا الف سلامة عليها، احنا هنوقف كلنا حياتنا لغاية ما جليلة تخف عشان تعرف تكلم ابنك اللي بقالك يجي سنة وشوية بتحاول معاه في أم الحوار دة.
ضرب فوق الحائط بعصبية مفرطة سيطرت على عقله وأومأ برأسه أمامًا مؤكدًا لحديثها ببرود ولا مبالاه
:- اه يا مديحة مش هتكلم في حاجة غير لما تبقى كويسة بعدين لو على أروى أنا هراضيها قوليلها أن بكرة هتكون عندها عربية جديدة احدث موديل كمان.
جاءت أروى صارخة بحماس وطمع واحتضنت عمها بسعادة وفرح
:- اوووه بجد يا عمو والله أنت احلى عم في الدنيا كلها خلاص اعتبرني نسيت الزعل طالما هتعوضني كدة وكمان هتتكلم مع جواد.
ربت فوق ظهرها بهدوء وسار مبتعدًا عنها متوجه صوب الخارج
:- اه يا حبيبتي هلحق امشي أنا بقى عشان الشركة والشغل.
رمقته مديحة بغيظ فقابل نظراتها ببرود متجاهل اياها تمامًا بغضب تلك المرة وذهب من دون أن يبالي بمشاعرها، طريقته جعلت الدماء تغلي في داخل عروقها بغضب..
❈-❈-❈
بعد مرور يومين…
كان عصام يجلس أمام حاسوبه يعمل رغمًا عنه لأجل أوامر عمه الصارمة يشرب سيجارته بعصبية فصاح بحدة وعصبية
:- رنــــــــيـــــــم..
صمت لوهلة متابعًا حديثه بقوة ونبرة تزداد حدة
:- انتي يا زفتة تعالي اخلصي.
تحاملت على ذاتها بعد أفعاله المختلة التي يفعلها بها وتوجهت نحوه ببطء شديد، تمتمت متسائلة بخفوت وضعف
:- نـ…. نعم يا عـ… عصام أنا جيت أهو.
وزع بصره عليها بنظراته الماكرة التي تشعر أنها تعتريها، وضعت يدها تتمسك بالفستان الذي ترتديه فضحك ساخرًا وغمغم بتبجح
:- ادخلي اعمليلي قهوة وتعالي عشان رجلي وجعاني.
شعرت بالضيق لأنها تعلم مقصده جيدًا تعلم ما يريده تعلم أنه فقط يريد إهانتها لكنها قررت ألا تجادله بإعتراضها فهي تعلم نتيجته جيدًا والذي سينعكس على جسدها المنهمك بضراوة.
دلفت نحو المطبخ وبدأت تعد قهوته الخاصة ثم وضعتها أمامه متمتمة بنبرة خافتة
:- ا… اتفضل يا عصام القهوة اهي.
حلست أسفل قدمه بطريقة مهينة ودموعها تسيل فوق وجنتيها بصمت وهو مستمتع لرؤيته لها هكذا، مستمتع وهي ذليلة أسفل قدمه يفعل بها ما يشاء.
بدأت تدلك له قدميه ارتشف القهوة بارتياح وبرود ثم فجأة وجدته يلقيها عليها صائحًا بها بغضب
:- ايه القرف دة هي دي قهوة.
صرخت مسرعة محاولة أن تبعد ثيابها عنها وبدأت دموعها تزداد بعنف شاعرة بنيران تنبعث من صدرها حيث وقعت القهوة الساخنة نهضت مسرعة لتبدل ثيابها لكنه أسرع مردف باسمها ببرود وكأنه لم يفعل شئ للتو
:- استني عندك أنتِ رايحة فين هو أنا قولتلك تمشي.
غرزت أسنانها في شفتها بضعف محاولة التمسك بالهدوء لترد عليه من بين دموعها دون ان تجعله يثور عليها منفجرًا بها كعادته
:- هـ… هروح اغير الفستان عشان مش قادرة القهوة كانت سخنة أوي اتحرقت.
رفع كتفه إلى أعلى بلا مبالاه ورد عليها متبجحًا ببرود
:- مش مشكلتي عاوزة تقلعي اقلعي هنا غير كدة تفضلي مرزوعة تكملي اللي كنتي بتعمليه.
حركت رأسها نافية رافضة لفكرته الوقحة وجلست كما كانت تكمل ما يريده منها.
رمقها بضيق وغضب من تمردها ثم ضغط بقدمه فوق أصابعها بقوة جعلها تصرخ متألمة بضعف
:- آاااه آه ايدي مش قادرة اوعى يا عصام.
ضغط أقوى فكررت صرخاتها بألم وضعف فبدأت محاولاتها في دفعه بعيد عنها لكنها فشلت قامت بغرز أسنانها في ساقه بقوة جعلته يدفعها هو إلى الخلف صائحًا بها بعنف غاضب
:- اوعي يا بنت ال*** يا وسـ*ـة والله ما هسيبك عشان تبقي تنسي نفسك.
ركلها بقدمه عدة مرات بقوة وغضب حاولت الدفاع عن ذاتها بضعف لكن قوتها لا تعي شئ أمام قوته تمتمت بضعف وخفوت
:- كفاية يا عصام…خلاص هموت والله هموت ابوس رجلك كفاية..
رأت أن محسن على حق هو حقًا يستحق القتل أخطأت عندما كانت ستتراجع عن تلك الخطوة، لكنها ستقتله بذاتها انتقامًا لما يفعله بها وفي حياتها التي دُمرت على يده، ستجرد قلبها من أي معانٍ للرحمة والشفقة تجاهه وتثأر لذاتها وحقها المهدور بسببه.
قطعت فكرها صارخة بضراوة وصوت مرتفع عندما رأت في يدها سلاح ناري “مسدس” لا تعلم كيف حُصلت عليه وبجانبها جثة عصام الهامدة الغارق في دماءه وقبل أن تستوعب ما يحدث حولها وجدت رجال الشرطة أمامها تقتحم المكان.
صرخت بعنف عدة مرات مكررة جملتها بصدمة
:- مقتـ لتوش….لأ لأ والله ما قتـ لته مقتلتوش.

يتبع

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لهيب الروح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى