روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل الحادي عشر 11 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل الحادي عشر 11 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الجزء الحادي عشر

رواية أصفاد الصعيد البارت الحادي عشر

رواية أصفاد الصعيد
رواية أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الحلقة الحادية عشر

مازالت تلك الضجه مستمره من حوالها وطلقات النار تعلو من الحين للآخر ..
ولكنها تفاجأت بيد نرمين الذي تُحثها علي النهوض..نهضت بقدم تشبه الثلوج وكأنها تقاوم بألا تذوب وتنهار أمامهم ..
تسير بجانب نرمين بخطوات آليه تتحكم بها بصعوبه ..
لم تدرى ما يحدث حوالها ولكن ظلت عيونها متعلقه بذلك الباب المقفل أمامها والذي يعد منذ الآن غرفتها هي ورحيم ..
أدخلتها نرمين وقبلتها من جبينها وهي تتمني لها السعاده والذريه الصالحه وتوصيها بأن اول طفل لها سيكون علي اسم زوجها الحبيب محمد وعمها في آن واحد …
لتتركها وحيده في تلك الضجه الذي مازالت تسيطر علي عقلها وفؤادها وتنزل للاسفل مره اخرى حيث تجلس النسوه..
شردت لتلك الأيام الذي تحفظها عن ظهر قلب تذكرت تلك الكلمات الفرحه عن أمنيات والدتها الراحله عن حضور زفافها وتسليمها لعريسها ..
ولكن سرعان ما أفاقت من ذلك الشرود علي صوت دقات الباب وحمحمه رحيم قبل الدخول ..
اعدلت في جلستها سريعاً وهي تنطوى علي نفسها وكأنه مُقبل علي افتراسها..
اقترب رحيم منها ليجلس أمامها قائلاً في ثبات: متخافيش يا فيروز انتِ هنا في بيتك وسط عليتك واهلك وناسك وواحده واحده هتتأقلمي.. انا عارف زين أن الوضع صعب ليكي بس انا هكون علي طول في ضهرك والسبب الجواز دا اني أحافظ عليكي وعلي حقك لحد ما أظهر أنتِ مين .. ومن هنا للوقت دا انا مش هقرب منك نهائى يا فيروز متخافيش وبعدها هيكون القرار ليكي ..
كانت في حاله ذهول وكلماته تقع عليها كأنها احجار .. لم تتخيل بأنه يفكر بتلك الطريقه التي تتناسب مع اسمه .. ولكن لماذا اختلف عن الايام السابقه ..
ابتسم رحيم وكأنه يقرأ حديث عقلها من مُقلتيها التي تتحرك مره تلو الأخري بإستغراب..
ليستكمل حديثه قائلاً: انا عارف ان الايام اللي فاتت معرفناش بعض كويس وكنت بالنسبه ليكي بوعوبع كبير زى ما كنتي بتقولي لريم ..
قفزت فيروز من مكانها قائله : اي دا عرفت منين .. قصدي يعني مين قالك هي اللي قالتلك كدا ؟!..
مازالت ابتسامته تزين ثغره علي تلبكها الواضح أمامه : لا هي مقالتش حاجه انا اللي مره سمعتك وأنتِ بتقولي كدا .. المهم دى فرصه كويسه نعرف بيها بعض اكتر..
اومت رأسها بالايجاب وتلك الابتسامه زينت ثغرها ..
مد يده ليأخذ مخده ويتخذ من تلك الكنبه سرير له يتمدد عليه..
_ اي دا انت هتنام هنا ؟!
رفع أحدي حاجبيه قائلاََ: اومال هنام فين يا فيروز !.
اخذ التوتر يزين معالم وجهها قائله: يعني شوف اوضه تاني نام فيها وسيبلي الاوضه دى ..
نظر أمامه مره اخرى قائلاً: نامي يا فيروز ربنا يهديكي احنا مش لوحدنا عشان اروح اوضه تانيه.. في ناس يامه في القصر ولو خرجت هيكتر القيل والقال عليا وعليكي فمينفعش..

تركته وذهبت للمكان المخصص ل الملابس فتلك الغرفه كانت ضخمه بشكل ملحوظ وكأنها منزل وليست غرفه ..
اخذت متعلقاتها الخاصه وذهبت للحمام الملحق الغرفه لتغير ملابسها ..
لم تتركها عيون رحيم فكانت تتبعها اينما ذهبت بهدوء وهو يتظاهر بالنوم ..
وبعد نص ساعه من محاولاتها للخروج اخذت قرارها بالثبات والخروج ..
ولكن عندما أوشكت الجلوس علي حافه السرير سمعت ضحكات رحيم الذي مازالت أنظاره متعلقه بيها ..
نظرت له ومُقلتيها تشعل بيها النيران قائله: حضرتك بتضحك ليه شايف أرجوزة قدامك ..
جاهد رحيم في إقاف ضحكاته قائلاً: ايوه الصراحه .. أنتِ مش شايفه نفسك لابسه اي !..
ليستكمل ضحكاته بينما هي تنظر لملابسها بإستغراب تحاول معرفه سبب سخريته تلك ..
كانت ترتدى بيچامة فضفاضة من يراها يشعر بأنها لسن اكبر من سنها بمراحل مرسوم على التيشيرت الخاص بها ميكي موس وتصل لاسفل ركبتيها وترتدي حجابها الفضفاض وتلك الشرابات المزينه بصور ميكي موس أيضا في قداميها..
اقتربت منه لتقف أمامه بطريقه مباشره قائله وتلك النيران تتقاذف من مُقلتيها : والله شكلك مش بتشوف كمان يا استاذ رحيم .. وبعدين مالها البيچامه ثم اصلا انت مالك البس اي ها ..
رفع يديه في حاله استسلام قائلاً بين ضحكاته : البسي اللي تلبسيه يا ستي ..
صوت ضحكاته كانت تربكها تجعلها غير قادره ماذا تفعل كانت تشعر بدقات فؤادها التي تشبه قرع الطبول..
تركته واتجهت للسرير ليتها تنعم بهدوء مريح في تلك الليله .. اندثرت جيدا بالغطاء الموضوع أمامها وكأنها تخاف شبح ما ..
بينما رحيم ألقي عليها نظره اخيره ومازالت تلك الابتسامه تزين ثغره ..
****************************
في مكانِ ما حيث يعم الظلام ..
فتح وليد عينيه ليجد نفسه مقيداََ بالحبال في ذلك الكرسي الجالس عليه.. حاول القيام سريعاً ولكنه لم يستطيع من تلك الحبال ..
كان صوته يعلي تدريجياً لعل يسمعه احد ليساعده ..
حاول جاهداً تذكر ما حدث ولكن كل ما يتجول بخاطره هو أثناء اشتباكه مع رحيم وبعدها لم يدرى بأحد ..
وجد اضاءه خافته تأتي من بُعد ليس ببعيدا عنه وظلت تقترب منه تدريجيًا وذلك الظل يقترب أيضا..
ظلت تقترب لأن اقترب منه ذلك الظل واتضحت الرؤيه له ..
كانت الصدمه تحتل معالم وجهه ليتحدث بصدمه قائلاً: حسام ..!
جلس حسام أمامه وذلك الغضب يبدو عليه قائلا: ايوه حسام يا واد عمي ..
_ انت ازاى تعمل أكده مين اداك الحق تربطني أكده اياك ..فكني يلا يا حسام بدل ما هتشوف حاجه مش هتعجبك واصل ..
ابتسم حسام قائلا بهدوء : انت فعلا مش عاوز تتربط كدا انت عاوز يتولع فيك يا وليد ..
_ ازاى بتقول أكده اتجننت اياك ..
اقترب منه حسام قائلا بصوتِ يشبه الفحيح قائلا: كله إلا ريم يا واد عمي والراجل الصُح مش بيفبرك صور لبنت عمو ..
كانت كلماته كالصاعقه لوليد الجالس أمامه ..
استكمل حسام حديثه قائلاً: طبعا بتسأل نفسك عرفت منين .. هقولك واريحك يا واد عمي قبل ما نهايتك تقرب ..
الواد اللي وزه يفرك الصور ويحطها قدام السرايه في الوقت دا بالذات عشان تفضح ولاد عمك وقع في إيد ذكريا واللي طبعا عارفني كل حاجه وبدأت اتصرف قبل ما حد يعرف ..
اقترب اكثر منه قائلاً: ورحيم كمان عارف ب اللي حصل كله وحسابك معاه بعدين لما يفوقلك يا وليد ..
بدات تحتل معالم الإنكار والقلق علي وجه وليد من حديث حسام ..
ليتحدث قائلاً: معملتش حاجه من كل اللي قولته دا .. وهوريكوا ازاى تتكلموا اكده زين يا واد عمي ..
قاطع حديثه حسام قائلا: ريم خط احمر يا وليد ..
ابتسم وليد قائلاً: قول إكده بقي .. اي اللي بينك وبين ريم يا واد عمي ..
لم يتمالك حسام نفسه ليلكمه في وجهه قائلا: اسكت يا وليد عشان مخليش نهايتك دلوقتي بدل بكرا ..
ليتركه ويذهب بينما وليد يجلس وهو يشعر بأن فؤاده يغلي من الحقد الذي تمكن بداخله ..
************************
كان يتجول هنا وهناك لم يعلم ما هي وجهته ولكن مازال وجهها يسيطر علي آفاق عقله .. لا يعلم ما ذلك الشبه الذي جعل قلبه ينتفض وجعلت ذكرياته تتهيئ أمامه..
كانت سعاد فلذه كبده ليست شقيقته فقد ..فهي تؤامه الذي حُرم منها بسبب قرار والده بقتلها..
شعر محمود بأن فؤاده يضيق بالماضي وصوره فيروز تتردد بعقله فعند رؤايتها اليوم جعلته يرى شقيقته الراحله فيها نفس عيونها وملامحها البريئه .. شعر بأنه يود حمايتها شعر بإنها جزء منه ، يود أن يعود الماضي ليحمي شقيقته التي جعلت فؤاده يبكي للان ..
“أسوأ أنواع الوحدة تلك التي تجتاحك، وأنت في حنين لمن رحل من الأحبة.”
انتهي شروده وهو في نفسه سؤال رحيم علي أهل فيروز الذي لم يراهم ولم يأتوا إليهم لعل ما يدور في عقله صحيح ليصلح خطأ الماضي الذي عجز عن تصليحه وقتها ..

********************
استيقظت كلا من فيروز ورحيم في فزع اثر تلك الضجه التي تحدث في الاسفل .. شعرت فيروز بأن فؤادها يرتجف اثر ذلك الصوت الضخم الذي شعرت بكميه الشر الذي يكمن بداخله..
بينما رحيم قفز من مكانه سريعاً وهو يعلم صاحب ذلك الصوت الذي أقسم علي تلقينه درساَ لن ينساه..
التفت لفيروز قبل نزوله قائلاً: متخافيش مفيش حاجه .. ومتخرجيش من الاوضه لحد ما اجي متجيش ورايا يا فيروز ..
هبط رحيم للاسفل قائلاً بهدوءِ : كنت متاكد انه انت ..
بينما تراقبه فيروز من الاعلي لرؤيه ذلك الشخص الغاضب رغم تحزير رحيم لها ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أصفاد الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى