روايات

رواية لن تجدني الفصل السابع 7 بقلم دعاء الأنصاري

رواية لن تجدني الفصل السابع 7 بقلم دعاء الأنصاري

رواية لن تجدني الجزء السابع

رواية لن تجدني البارت السابع

رواية لن تجدني الحلقة السابعة

_أختفيتي كدة ليه ؟ لما تفتحي طمنيني عليكِ..
كتبها كريم بأصابع مترددة وهو ينظر للرسالة بحيرة هل يبعتها ولا لأ ولكنه بعد تفكير طويل ضغط على send
ومقدرش يتغلب على قلقه على ندى اللى مختفيه ليها فترة ،لوهلة تذكر ابتسامتها و مر طيفها الجميل قدامه ،نظرت عيونها البريئة الطفولية وضحكتها اللي حرفياً شبه ضحكة الأطفال ،بداخله أشياء كتير بتتمني لو تظفر بس بلمسة من يدها او ضمة صغيرة إلى صدره…
حاول كتير يمنع خواطره ولكن خواطره تأتى من حبه وحبه لها مستحيل ينتهي او يقدر هو على إنهاءه وبالتالي الخواطر دي هتستمر حتى يجمع الله بينهما ،ابتسم لما تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما رأيتُ للمُتحابين خيرٍ من النكاح”
_كريم!
بص وكانت زميلته يارا ،حط فونه ع المكتب وقام و اتجه نحوها وهو بيحاول انه يبدو هادئ
_خير؟
_مالك؟
_مالى!
_معرفش حسيتك زعلان من حاجة

 

 

_انتِ بتنادي عليا عشان كدة يعني؟
_لا اتفضل شوف الملفات دي معايا
حس بقلة ذوقه وأنه سخيف بعض الشيء فـ قعد ورسم على وشه ابتسامه ملهاش معني وبدأ حديثهم حول الشغل وخدوا اليوم كله لحد ما جي معاد انصرافه من شغله وقبل ما يمشي من مكتب يارا قال بأدب جَمّ
_معلش انا عصبي شوية النهاردة
-ابتسمت-
_ولا يهمك يا كريم
_شكراً…عن اذنك
بعد خروجه فتح فونه بسرعة عشان يشوف إذا ندى ردت عليه او لأ ولكنه اتصدم لما لقى رسالته حتى موصلتش…بدأ القلق يزحف نحو قلبه ،دخل الاوراق المهمه داخل الادراج وقفل عليهم وقفل اللاب بتاعه وخد.مفاتيحه ونزل بسرعه و بمجرد خروجه من مبني الشغل فتح فونه وجاب رقمها و رن …جرس طويل ممل ومفيش رد…رن تاني وبرضو مفيش رد
زاد قلقه وبدأ يرن بشكل هستيري على امل انها ترد عليه ولكن فضل على الحال ده اليوم بأكمله ومع اقتراب الفجر ،قرر يجرب مرة أخيرة لعل وعسى ترد
رن والجرس كان كئيب كالعادة.لدرجة انه بقى كاره يسمعه ولكن المرة دي مكنش طويل…ادرك وقتها انها كنسلت
رن مرة تانيه بسرعه ولكنه كان ماسك الفون في ايده وباصص علي الشاشة وفعلاً بمجرد انه رن هي كنسلت مرة تانيه،الأمل رجعله ،انها محصلهاش حاجة وفونها معاها…بس مين قال انه معاها ما يمكن اتسرق او هي تعبانه فعلاً ومش قادرة تتكلم
قرر انه مش هيبطل يتصل لحد ما ترد عليه وهكذا توالت رناته المتتاليه ومفيش رد …غلبه النوم ولكن القلق لازال جوا قلبه ..في الساعة السادسة صباحاً استيقظ على جرس المنبه
انتبه لوجود رسالة جديدة في الواتساب فتحه وكانت ندى
“لو سمحت عايزة اقعد وحدي”
بعت “ليه؟”
وقام وجهز نفسه ونزل الشغل وهو كل شوية يفتحه فونه لعلها ردت عليه ولكنه اخد اليوم كله منتظر اجابتها ولم ترد
بدأ يسأل نفسه ،ايه اللي حصل! فيه شيء غلط بيحصل ،دي مش ندى ولا دي تصرفاتها! ندى بتحبه ومستحيل تعامله بالبرود ده
مسك فونه واتصل بها مرة تانيه و في اخر الرنه وبعد ما فقد الأمل أنها ترد سمع صوتها المرتعش الخفيض بيرد
_الو!
_حصل ايه!
_عايزة اقعد وحدى
_افهم الاول فيه ايه وبعدين تقعدي وحدك براحتك
_مش مضطرة اوضح

 

 

_لا مضطرة ولازم توضحي
_عايزة سبب لده
_انك مش لوحدك في العلاقة دي! مش بمزاجك تقربي بمزاجك وتبعدي بمزاجك!
_بس بمزاجك انت!
_انتِ عارفة احنا بعدنا ليه ومقتنعة بده..متحسسنيش اني بلعب بيكي!
_تمام
_ندى! فيه ايه!
_مفيش حاجة
_لو سمحتى!
_كريم انا مبقتش مهتمه بحاجة وبطلت اخاف أصلا
_تخافى من ايه؟
_اخاف من اني اخسر حد! من اني افضل لوحدي منغير ما حد يحبني! انا بطلت اقدم تنازلات عشان حد
_ممكن افهم سبب اللى بتقوليه دا
_كريم انت عارف اني عارفة كل حاجة
تسارعت دقات قلبه وحس بخوف، عمره ما كان بيخاف من حد ولا بيهمه شيء ولكنه حس بخوف…خوف من انه يفقدها للأبد ..حاول يتمالك نفسه وبصوت حاول يظهر منه قوته
_تقصدي اي بكلامك …وضحي!
_مش هوضح حاجة لأن كل حاجة واضحة بس عايزة اقولك أنى كنت صريحة معاك وكويسة ووثقت فيك يا كريم
_وانا مخنتش الثقة دي
_لا خونت!
_لا مخونتش …انا مُخلص ليكي لأبعد الحدود
_بعد اذنك ممكن اقفل!

 

 

_احنا بنتكلم! قولتلك قولى اللى عندك واعملى اللى عايزاه بعدين…مش لعب عيال هوا !
سكتت وسكت كل شيء حوله وحولها وبعد مرور دقائق قالت بصوت ضعيف
_من كام يوم رقم غريب بعتلى صور…صورة ليك أنت وواحدة وماسك ايدها
وأحس ان قلبه سقط منه ، دقات قلبه تسارعت ورجفت سريعة مرت بداخله ،الخوف والرهبة بلغت منه مبلغها بس ليه؟ هل هو خايف منها اكيد لأ ، خايف يفقدها اكيد ولكن مش ده السبب اللى خلى كيانه كله يهتز…السبب هو أنه مش عايز يأذيها وفي الحقيقة هو عمره ما أذي حد قبل كدة …طول عمره بيتمنى أنه يسير في الدنيا بلا ضرر او ضرار ، دائما بيعمل الخير وإن لم يلقى في المقابل إحسان ،عمره ما أذى نملة فكيف بقلب هو يحبه ..قلبها هى!
حاول يتكلم ولكن الكلمات خرجت من بين شفتيه مخنوقة،ممزقة
_ايه اللى بتقوليه دا
_ ده محصلش؟ انا عارفاك مبتكدبش يا كريم لو قولتلي لأ او آه هصدقك ومش ههتهم بأى حاجة تانيه
_ندى ممكن اشوفك ونتكلم؟
_ممكن انت تسيبني لوحدى،بعد اذنك
_هستناكى ف الجزيرة…دلوقتي
_مش جاية ومتروحش هناك. ..مش جاية يا كريم
_هستناكى هناك قولتلك ….
_كريم قولت…
_انا قولت اللى عندى لو هتيجي وتسمعيني كان بها مش هتيجي يبقى انتِ عمرك ما حبتيني
_متدخلش الدخلة دى
_انا ليا اللى قدامى..اللى بيحب بيعذر
_حلو اهو انت قولتها…يبقى تعذرنى انى مش قادرة اشوفك ولا نتكلم
_اسمعى قبل ما تحكمي
_اسمع ايه!!! انت بتقول ايه!! انت كنت ماسك ايدها !! متخرجنيش عن شعوري لو سمحت انا هقفل
سكت وجواه ضيق من صوتها العالي ،هو عنده عقدة من الصوت العالى وخصوصاً لو كان صادر من ست…الرجل الشرقي اللى جواه بيمنعه انه يتقبل اى أنثى ترفع صوتها فوق صوته ولكن جزء منه تقبل عصبيتها ،جزء عارف انها معاها بعض من الحق وليس الحق كله ..
فـ من وجهة نظره كون إن الإنسان زعلان من شيء او من شخص فـ ده ليس عذر انه يفعل ما يحلو له زي انه يتعصب او يقول كلام خادش ويتعدى حدوده! كانت دى وجهة نظره الدائمه “استمرار التقدير الإحترام حتى وقت الغضب”
_متعليش صوتك…تمام؟
_قولتلك عايزة اقعد لوحدى
_وانا قولت هشوفك نتكلم وبعدين تعملى اللى عايزاه …مش هنكرر نفس الكلام تانى يا ندى..هستناكى هناك، انا رايح دلوقتي اهو

 

 

_تمام
اغلق المكالمة وجواه ضيق وحزن ..بسرعه خد تاكسي وتوجه نحو المكان المقصود
فى مكانهم المُعتاد كان مستنيها ولكنها اتأخرت ،هل مش هتيجي؟ لا لا اكيد هتيجي متقدرش تعمل كدة، هى بتحبه و رغم قلبها المكسور فهى اكيد هتمنحه الفرصة انه يتكلم…طلع فونه من جيبه اكتر من مرة وهو بيفكر يتصل بيها ولكن كبرياءه بيمنعه او خجله منها
بعد مرور ساعة من انتظاره لها لمحها وهى بتقطع تذكرة وبتدخل المكان ،كانت جميلة كعادتها ولكن جمالها حزين ..عيونها حواليهم سحابة داكنه ووجهها باهت وخُيل إليه إنها زادت نحافة
اقتربت وفستانها الرمادى يتمايل فوقها من الهواء …اقتربت واقتربت ووقفت قدامه وهى صامته وتنظر في عيونه نظرة طويلة ،نظرة غريبة لم يفهمها ولكنه قدر يقرأ على وشها علامات الشعور بالخذلان والخيبة ..بعد صمتهم الرهيب حاول انه يكسره بكلماته
_اتفضلى تعالى نقعد هنا
مشيت وراه بهدوء وجلست بجواره وهى ساكته وتنظر له ذات النظرة..حس انه عايز يختفى او يموت ،نظرتها باردة مؤلمة وقاتله …تنهد وقال وتعابير وجهه متأثرة
_بصي انا هحكيلك كل حاجة ومش هخبي وعارف انى غلطت انى خبيت الموضوع ده من الأول بس اللى حصل بقا
بص في عيونها ولازالت نفس النظرة اللى كلها لوم وعتاب وخُذلان …استجمع كل طاقته وقوته وقرر أنه مش هيخبي وهيقول الحقيقة زى ما هي ومش هيحاول يجمل فيها شيء ، قرر وهو يعلم أن كلامه هيوجع قلبها ولكنه اتعود ع الصدق وميكدبش ابدا ولو فيها موته..
_انا مش هكدب يا ندى انا فعلاً كنت معاها وماسك ايديها و ده لأن كان فيه بينا علاقة استمرت ٣ سنين وكنت هتجوزها ولكن خلال ال٣ سنين دي شوفت منها تصرفات وافعال كلها متناسبنيش ..هتقوليلي ايه اللى خلاك تكمل كل ده طالما هى مش مناسبة هقولك إني حبيتها بجد
-تنهد –
لما شوفتك وقربت منك عرفت انك انتِ اللى اتخلقتى عشانى واتخلقت عشانك ..انا كنت مستعد أتخلى عن كل شيء في حياتى مقابل ان ابقى معاكى..انا معاكى شخص تانى ،بتكلم براحتى وعلى طبيعتي وحقيقي عمري ما فكرت إني ابهرك بيا زي ما كنت بعمل معاها….انا غلطت لما خبيت عنك بس خوفت تشوفيني واحد بتاع بنات وبلعب بيكى ، صدقيني يا ندى انا مكنتش عايزة اجرحها وحرفياً اتعذبت عشانها..بس اللى عايزك تبقى متأكدة منه وواثقة منه مليون في الميه انى بمجرد ما عرفتك قطعت علاقتي بـ “يارا” نهائي وتعاملى معاها بقى لمجرد الشغل وبس
سكت وهى لازالت تنظر له للحظات وبعد صمت طويل قال والرجاء في عيونه
_مصدقاني؟
ولوهلة انسابت دمعة من عيونها وهى صامته ،كانت بصمتها بتقتل قلبه ، ياليت تعلى صوتها ،تتعصب ،تعمل اى حاجة لكن الصمت القاتل ده بيتمنى لو ينتهى

 

 

زادت دموعها وشهقاتها وفي لحظة سابته ومشيت …مقدرش ينادى عليها ،مقدرش يشرحلها…هيشرح ايه في انه كان ماسك ايد واحدة غيرها ..طبيعي هتشوفه واحد كداب وكان بيضحك عليها ،وانه كان عايز يخلص منها وملقاش طريقة غير انه يقولها عايزها في الحلال ومش عايز حرام، مكنش بيلومها كان مُشفق عليها
جواه كره كبير لذاته عايز يعاقب نفسه عاوز يموتها …و لأول مرة من سنين طويلة انزلقت دمعة من عيونه
احساس الفقد هو ابشع إحساس وبتزيد بشاعته لما نبقى عارفين أن الطرف التانى بيحبنا حب غير محدود وغير مشروط بيزيد لما بنبقي عارفين ان لو لفينا الدنيا كلها عمرنا ما هنلاقي شريك حياة مناسب لينا اكتر منه
مرت الأيام وكريم منتظر …منتظر لعلها تكون شافته صح، شافته من قلبها و برغم ألمها تبقى مدركة وعارفة هو مين..كان منتظر روحها اللى تعارفت على روحه وحبتها…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن تجدني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى