روايات

رواية في هواها متيم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سماح نجيب

رواية في هواها متيم الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سماح نجيب

رواية في هواها متيم الجزء الثاني والعشرون

رواية في هواها متيم البارت الثاني والعشرون

رواية في هواها متيم الحلقة الثانية والعشرون

أنار الله دروبكم وأسعد قلوبكم وفرج كروبكم ورزقكم سعادة الدارين ❤️❤️❤️
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الشبع، إن القوم لما شبعت بطونهم، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا.
٢٢ – ” قلبى يهواك ”
لم يعد بإمكانها سحب كلماتها ثانية ، فهى قد زل لسانها وأنتهى الأمر ، ولعل ذلك أفضل ، فهى لن تقضى وقتها بأكمله تقاوم شعورها نحوه ، فهى قد قالتها وقضى الأمر ، انتظرت أن ترى أثر عبارتها بنفسه ، فوجدته مازال يحدق بها بما يشبه الذهول ، كأنما تجمدت ملامحه وتيبست أطرافه ، ولن يكون قادراً على التحرك ثانية
أرادت لململة أذيال خيبتها ، فربما هو قد سأم من أفعالها الطفولية ، لذلك تجده لا يأتى حراكاً ،كأنها لم تصرح له بأنها لا تفكر بأحد غيره
خطت بقدميها صوب باب الغرفة ، وهى تشعر بدموع المهانة ملحة على عينيها ، ولكن قبل أن تصل للباب ، كان هو قابضاً على ذراعها ، فجعلها تستدير إليه ، وحدق كل منهما بوجه الأخر بصمت ، ولكن قبل أن تتفوه بكلمة ، جاءها عناق حار منه ، كادت تشعر بأن أنفاسها ذابت تحت وطأة شعورها بالخجل ، أحست بأصابعه تطبق على ذراعها النحيل ، ولكنها لم تستطع ان تفعل شيئاً ، ولكن لمسته جعلت شعوراً جميلاً يسرى بحواسها ، ولكن كان عليها أن تضحى بمشاعرها ، وتبتعد فهى لا تريد الغرق بتلك الهاوية الآن ، فهى تريد وقت كاف للتأقلم على وضعها ، ولكنها لم تكن سريعة إلى حد كاف ، فكفيه يقبضان على ساعديها كأنهما قفل حديدى ، وبإستطاعتها أن تشعر بدقات قلبه الهادرة بداخل صدره
فحاولت مرة أخرى أن تضع مسافة كافية بينهما وهى تهتف به برجاء :
– رفيق أرجوك أدينى وقتى اللى أقدر أتأقلم فيه عليك وعلى وضعى الجديد
أنحسرت موجه جنونه العارم ، بسماع رجاءها له ، فكيف غفل عن أنها مازالت صغيرة ، وبحاجة لمزيد من الوقت ، فأسرع فى الإبتعاد عنها وهو يقول :
– أسف يا ليان أن مقدرتش أتحكم فى نفسى
لم تكن تريد إعتذاره بقدر حاجتها أن يبث بقلبها الأمان ، وأن يجعلها تأمن صحبته ، فقبل أن تتهدل قسمات وجهها بشعور الإحباط ، كان يعود ويضمها إليه بحنان ، كأب يشعر بأن إبنته بحاجة إليه ولن يخيب رجاءها به
فإستمعت له يكمل حديثه قائلاً:
– أنا مستعد إستناكى عمرى كله يا ليان بس أكون واثق أنك فى الأخر هتكونى ليا مش عايز أتعلق بأمل والأخر ألاقى نفسى فى كابوس
أخذ قلبها يدق بعنف ، وانطلقت الكلمات من بين شفتيها بهمس:
– أوعدك أن مش هكون لحد غير ليك بس أن عايزة أخد وقتى بحيث أكون قادرة نبدأ حياتنا مع بعض يعنى ممكن نعتبر الفترة دى فترة خطوبة أقدر أعرفك وتعرفنى فيها كويس
كلماتها التى كانت تفيض حلاوة ووعوداً ، قد بدا اثرها على وجهه فرد قائلاً:
– أنا موافق يا ليان بس خليكى قدام عينى متبعديش عنى
أردف بكلماته وذهب إلى فراشه ثانية وهو يسحبها من يدها بدون ان يسمع منها كلمة إعتراض ، فجعلها تستلقى على الفراش ودثرها بالغطاء جيداً ، فحاولت أن تزوغ بعينيها من عيناه المتألقتين ، فعلى الطرف الأخر من الفراش ، كان يتمدد على جانبه الأيسر واضعاً يديه أسفل رأسه ، وينظر لها لا يصدق أنها الآن قريبة منه ، فحولت بصرها عنه ، فهذا الرجل بات شعور يتسلل بداخلها ، أنه قادر على سلب قوة ارادتها وجعلها منصاعة له ، فتخشى أن يرغب بوصالها فتطيعه على الفور ، رغما عن تلك الوعود والعهود التى أخذتها عليه
________________
منذ سماعه بخبر إستقالتها من الشركة و احتمال خطبتها ، وهو يسير فى رواق المنزل ذهاباً وإياباً ، كأسد جريح لايقوى على ان يتحمل جراحه الثاخنة ، فلم الحياة تعانده فمن تكون زوجته ، غير مبالية به لا تهتم سوى بنمط حياتها الذى يثير فى نفسه الحنق والغضب ، فرآها تخرج من غرفة النوم بعد إنتهاء زينتها ، التى تبدو على أكمل وجه
فأستوقفها بصوته قائلاً :
– شهيرة أنتى راحة فين
رفعت شهيرة يدها تزيح شعرها من على جبهتها وهى تقول:
– راحة عيد ميلاد واحدة صاحبتى وإحتمال كمان أبات عندها النهاردة
فغر أكمل فاه بعد قولها ، فهل وصل بها الأمر للمبيت خارج المنزل ، فهى قضت على أخر ذرة تعقل لديه ، فصرخ بوجهها قائلاً:
– تباتى إيه ! أنتى عايزة توصلى بينا لفين عايز أعرف أنا خلاص زهقت وطهقت
نفخت شهيرة بضيق وقلبت عيناها بملل وقالت :
– بقولك أيه يا أكمل مش هنبدأ بقى الحوار ده من تانى ولا تحب أخلى بابى المرة دى ينفذ تهديده ويخرب بيتك أنت وصاحبك باى يا بيبى وخلى بالك من كنزى على ما أرجع
خرجت من الباب ، وهو مازال يحدق بأثرها بشئ من الحدة ، فماذا يفعل أكثر مما يفعله معها ، فهو تخلى عن كبرياءه من أجل ضمان سلامته وسلامة صديقه من أذى عامر لهما
فهو عندما ظهرت له فتاة ، شعر بالحب نحوها ، كان غير قادر على ان يخطى خطوة إيجابية ، بسبب تلك المرأة التى يشعر انها تكبل روحه بأغلال واصفاد لاسبيل له على التحرر منها
لم يفيق من عواصف افكاره الا على صوت صغيرته تناديه وهى تقول بتذمر :
–:” بابى بابى عايزة اخرج يا بابى انا زهقت من اللعب فى البيت ”
أنحنى إليها وجلس أمامها قائلاً :
–:” عايزة تروحى فين يا حبيبتى”
صفقت كنزى بيدها وقالت بحماس :
–:” عايزة اروح عند سارة”
فمالها تلك الطفلة تتحالف مع افكاره ، التى تدور بذهنه ، فلم ينتظر ان تزيد ابنته كلمة اخرى ، وجد نفسه يأخذ بيدها يتجه الى سيارته ، ليذهب الى منزلها ، فتلك النيران فى قلبه لا تهدأ فكثرة التخيلات ، ربما ستصيبه بالجنون ،وصل إلى تلك البناية التى تقطن بها ، وخرج من سيارته يصطحب طفلته
وصل الى تلك الغرفة ،التى تسكنها ، فطرق الباب وفتحت سارة الباب بدهشة جلية على وجهها ، وهى تراه يقف على الباب يلتقط أنفاسه ، بسبب الدرج العالى الذى تسلقه ليصل اليها
فقطبت حاجبيها وقالت:
–:” أستاذ اكمل ”
رد أكمل وهو يحاول إلتقاط أنفاسه :
–:” انا اسف ان انا جيت فى وقت زى ده بس كنزى كانت عايزة تشوفك”
تبسمت سارة للصغيرة وهى تقول:
–:” اهلا كنزى نورتى الدنيا كلها”
فردت الصغيرة بخجل قائلة :
–:” شكرا يا سارة وحشتينى”
سمعت والدتها صوت احد يحدثها ، فتركت ضيوفها وخرجت لترى من القادم ، فدهشتها لم تقل عن دهشة ابنتها ، ولكنها رسمت ابتسامة خفيفة على وجهها وهى ترحب بقدومهما :
–:” اهلا يا استاذ اكمل اتفضل نورت”
حاول أكمل أن يبدى أسفه على القدوم وهو يقول:
–:” أنا بجد آسف على أن جيت فى وقت زى ده بس كنزى كانت بتعيط علشان تشوف سارة”
حاولت والدتها تقبل عذره الواهى ، فهى لم تكن ساذجة ، لترى نظرات ذلك الرجل ، ولكن اذا صح ظنها فهى لن تسمح له بأن يغرر بعقل ابنتها ، فهو اولاً وأخيراً متزوجا ولديه طفلة
فأشارت لهما بالدخول قائلة :
–:” لا ابدا اتفضلوا دا حتى عندنا ضيوف”
فهو ربما يعلم من يكون الضيوف ، فلابد انه العريس ، الذى أخبرته عنه ، فدلف أكمل إلى الغرفة ووقع بصره على ذلك الشاب ، فهو شاب حقاً وسيماً ، ويبدو عليه أنه شاب جيد وهذا مازاد فى شعوره بالغيرة ، التى تكاد ان تفتك بقلبه ، فألقى التحية عليهما
فرفعت والدة سارة يدها تشير له وهى تقول:
– ده الأستاذ أكمل صاحب الشركة اللى كانت سارة بتشتغل فيها ودى بنته كنزى دى ست روحية جارتنا وابنها الاستاذ طارق”
مد طارق يده يصافحه وهو يقول:
– :” اهلا تشرفنا يا استاذ أكمل”
صافحه أكمل قائلاً:
–:” الشرف ليا واسف لو كنت جيت فى وقت مش مناسب”
تبسمت والدة طارق قائلة :
–:” بيقولوا الخير على قدوم الواردين”
تبسم أكمل بشعور خالى من السعادة وهو يقول:
–:” متشكر جدا على ذوقك”
جلست سارة تشعر بمشاعر صاخبة فوضوية ، فلماذا أتى هو الآن ؟ ألا يكفى انها تحاول التماسك بالكاد حتى ترى الى ماذا ستؤل أمورها ؟ ولكنه اتى فى تلك اللحظة الحاسمة ، لينثر رماد افكارها الواهية ، يجعلها تنفض عن ذهنها ماكانت تنوى فعله
مرت عدة دقائق بصمت مطبق ، كأن الجالسين يخشون أن يتفوهوا بكلمة ، ولكن ابتسمت والدة طارق معتذرة لتغادر برفقة ابنها مع حصولها على وعد من والدة سارة بالرد عليها فى شأن تلك الزيجة
فنهضت من مكانها قائلة بإبتسامة ودية :
–:” احنا هنمشى بقى يا أم سارة وأبقى ردى عليا”
أماءت والدة سارة برأسها وهى تقول:
– :” ان شاء الله شرفتونا ونورتونا”
تبسم طارق لسارة قائلاً:
–:” السلام عليكم يا باشمهندسة سارة”
أطرقت سارة برأسها وهى تقول:
–:” وعليكم السلام ”
لما يلفظ اسمها ولما يناديها ، فأكمل الآن ليس بوعيه ، فهو كأنه يريد ان يجابه ذلك الشاب ، الذى بات عقله يوسوس له بأنه سيأخذ حق من المفترض يكون له هو ، ربما عقله اصابه الجنون فهى ليست من حقه ، ولكن قلبه قد اعلن عليه راية العصيان
بعد ذهابهما كأنه وصل الى حافة تحمله ، فهو يجب أن يخرج ما بداخله ، والا ربما سيتعس قلبه ، لما تبقى من عمره
وجد نفسه بعد خروج طفلته للعب خارج الغرفة ، ينظر لوالدة سارة يخاطبها كأنه يستجديها وهو يقول:
–:” انا طالب ايد بنتك سارة وأرجوكى توافقى”
ذهول وصدمة تملكت من حواسهما ، فماذا يقول هذا المجنون الآن ؟
ردت والدة سارة قائلة بصدمة :
–:” انت بتقول ايه يا استاذ اكمل انت حضرتك واعى بتقول ايه”
قال أكمل بإصرار :
–:” ايوة انا فعلا عايز اتجوز سارة ارجوكى توافقى”
هبت والدة سارة واقفة وهى تصيح بغضب :
–:” أستاذ أكمل أنت ناسى أنك متجوز ومخلف أنت عايزنى أفرط فى بنتى لراجل متجوز وأنت إزاى تفكر أنك تتجوز على مراتك أنت كده تبقى خاين لمراتك”
حاولت أكمل تبرير فعلته ، فطفق يقول :
–:” أنا ومراتى مفيش بينا تفاهم وأنا بجد حبيت بنتك وعايز اتجوزها”
رفعت سارة رأسها ، بعد سماعها تلك الكلمة منه ، فماذا يقول؟ هل يصرح بحبه لها الآن؟
نظرت له والدة سارة قائلة بجمود :
–:” وأنا آسفة معنديش بنات للجواز واتفضل حضرتك أمشى من هنا والحمد لله أن بنتى قدمت إستقالتها من الشركة مع السلامة يا استاذ أكمل”
أغمض أكمل عينيه ، يحاول التماسك من ذلك الشعور بالخذلان ، فربما هى لديها كل الحق فيما قالته ، وجد نفسه يخرج من الغرفة ويأخذ طفلته ، متجه الى منزله يكمل عمره فى حياته الزوجية البائسة
لم تستطيع سارة منع دموعها وشهقاتها ، التى انطلقت مع مغادرته ، فنظرت لها والدتها بعين الغضب ، فهى علمت الآن سبب تركها للعمل بالشركة
فأقتربت منها وقبضت على ذراعها بشئ من التعنيف وهى تقول:
–:” بتعيطى ليه أنتى دلوقتى ها أنتى كمان حبتيه مش كده بس بقولهالك أهو يا سارة دا مش هيحصل أبداً انا مش هميل بختك يا فرحتى الوحيدة ولا عايزة حد يقول عليكى أنك خطافة رجالة وأخدى الراجل من مراته”
لم تزد كلمة اخرى ، فأرتمت سارة على فراشها تكتم صوت بكاءها ، فربما سيصيب قلبها الشقاء اكثر وخاصة بعد علمها بحبه لها هو أيضاً ، ولكن تعلم أن والدتها فعلت الصواب ، فهى لا تريد أن ينظر لها الأخرين بأنها صائدة للرجال ، وتسببت بخراب بيت إمرأة أخرى من أجل سعادتها
_____________
شعرت كأن العديد من الفراشات الملونة راحت تضرب قلبها بجناحيها منذ رؤيتها له وهو يلج القاعة الدراسية ، فعودتهما للدراسة اليوم شهد صخبًا من خفقات قلب يهوى آسره ، فما أن وقف أمام ذلك المكتب الصغير ، وقع بصره عليها هى وشقيقته ، فهما جالستان بالمقدمة ، لا يفصل بينه وبينهما سوى بضع خطوات ، ماستان براقتان ، كل منهما ملكت شطرًا من قلبه ، إحداهما مدللته والأخرى ساحرته ، فإبتسم على غير عادته عندما يكون بالقاعة الدراسية ، فربما إبتسامته كانت ذات وقع غريب بنفوس الطلاب ، الذين لم يروه يبتسم مرة واحدة خلال تدريسه لهما منذ بدأ العام الدراسى
ولكن جاءت عبارته الهادئة متممة لشعورهم بأن ربما من يقف أمامهم ليس ذلك المحاضر متجهم الوجه الذى كان عليه دائماً :
– أخباركم إيه كلكم ، وإن شاء الله تكون إجازة نص السنة كانت اجازة سعيدة عليكم ، وتكونوا عملتوا ريفريش لعقلكم ، علشان تقدروا تكملوا الترم التانى ، يلا بينا نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم
بدأ الشرح وساد الصمت ، ولكن ليان شعرت بأن ذلك الهدوء والصمت ستفسده تلك الخفقات التى علا صوت طنينها بأذنيها ، فمن يراها وهى تكاد تلتهمه بعيناها بشغف ، لن يصدق أنها كانت تتمنى موته أحياناً كثيرة
فبتذكرها ذلك الأمر ، راحت تتمتم بصوت هامس:
– بعد الشر عليه ، يارب احفظه واحميه علشان خاطر الناس اللى بتحبه
ردت رهف قائلة بذات الهمس :
– يارب يا أختى يارب
أطمئنت ليان لعدم إنتباه رفيق عليهما وهو يوليهما ظهره لكتابة بعد النقاط الهامة على تلك اللوحة الدراسية المتصدرة الجدار ، فأدنت برأسها من رهف قائلة :
– أنتى رامية ودنك فى بوقى يا رهف ، خلى يومنا يعدى ، دا النهاردة لسه أول يوم فى الترم التانى ، كفاية فضيحة الترم الأول
أدعت رهف الحكمة والجدية وقالت :
– متقلقيش هبقى مؤدبة ومش هضحك ، بس موعدكيش أنا ….
لم يسعفها الوقت بقول شئ أخر ، إذ وجدت شقيقها يلتفت إليهما يزجرهما بنظراته الحادة ، فأبتلعت لعابها لعلمها بأن ربما أفرطتا بهمسهما حتى بات مسموعًا ، فألتزمتا الصمت حتى أنتهى الوقت ، فخرجتا من القاعة وظلت تبحث عنه بعينيها لترى أين ذهب ؟ كأن تفقد شعورها بالأمان كلما غاب عن عيناها ، ولكن نظرت بهاتفها بعد رنينه دليلاً على وصولها رسالة نصية
ففتحت الرسالة وقرأتها بصوت منخفض :
– أنا عارف أن لسه عندكم محاضرات تانية بس أنا روحت الشركة لشغل ضرورى ، أول ما تخلصوا خلوا السواق يوصلكم على البيت على طول مفهوم يا ليان
زفرت بإحباط ، فإنتبهت رهف عليها ، فعلمت ما أصابهما بعدما أخبرتها برحيل رفيق من الكلية ، فأقترحت رهف قائلة:
– أقولك بعد المحاضرات هنزوغ ونروح لأبيه الشركة إيه رأيك
سعدت ليان بإقتراحها فردت قائلة :
– ماشى هو أنتى عارفة الشركة فين ؟
حركت رهف رأسها بالايجاب وهى تقول :
– أه طبعاً ، دا الموظفين هناك عارفنى برهف أم لبان وشيكولاتة
أبتسمت ليان على قولها وعادتا للقاعة الدراسية ، فبعد إنتهاء المحاضرات ، أوصت رهف السائق الخاص بتلك السيارة الخاصة بها هى ووالدتها بأن يذهب بهما للشركة ، فظلت ليان طوال الطريق تفكر فى رد فعل زوجها إذا رآها ، فهى تخشى أن يشعر بالضيق أو الإستياء لعدم سماعها لأمره بأن تعود هى ورهف للمنزل ، فقبل أن تحث رهف على أن تخبر السائق بعودتهما ، وجدت رهف تصيح بسعادة من أنهما وصلتا للشركة
فترجلت ليان على مضض ، كأنها تخشى أن تطأ المكان بقدميها ، ولكن رهف جرتها خلفها حتى وصلوا للطابق الواقع به غرف مكاتب المدراء
فأقتربت رهف من بسمة وهى تبتسم قائلة :
– هو أبيه رفيق جوا يا بسمة
ردت بسمة قائلة بإبتسامة هادئة:
– لاء فى أوضة الاجتماعات خمس دقايق ويرجع مكتبه هى مين دى اللى معاكى
ردت ليان قائلة بسرعة :
– أنا أبقى واحدة قريبتهم
عقدت رهف حاجبيها فقبل أن تقول شيئاً ، جذبتها ليان من ذراعها لتجاريها بكذبتها ، فكأنها خشيت التصريح بكونها زوجته ، ولا تعلم سر تصرفها هذا ، ولجتا غرفة مكتب رفيق ومرت الخمس دقائق ورآت رفيق يلج الغرفة
فما أن رآهما حتى أسرع بخطواته تجاههما وهو يقول بقلق :
– أنتوا جيتوا هنا ليه حصل حاجة
إبتسمت رهف وردت قائلة:
– مفيش حاجة يا أبيه متقلقش أنا جبت ليان تتفرج على الشركة هو مالك فى مكتبه أروح أرخم عليه
هز رفيق رأسه بهدوء ، فخرجت رهف من الغرفة ، بينما ظلت ليان جالسة مكانها ، كأنها تخشى التحرك من مكانها ، فأقترب رفيق من تلك الأريكة الجالسة عليها وجلس بجوارها قائلاً:
– إيه رأيك فى الشركة عجبتك ؟ بس كده متسمعوش الكلام وبدل ما تروحوا البيت تيجوا هنا
أزدردت ليان لعابها وردت قائلة بخفوت:
– هى رهف اللى اقترحت عليا والصراحة أنا وافقت بسرعة علشان كنت عايزة أشوفك وأنت صاحب الشركة ، لايق عليك الدور القيادى أوى
لا يعلم إرتجاف يدها الملحوظ عائداً لشعورها بالبرد ، أم هناك سبب أخر ، فما أن أخذ يديها بين كفيه ، حتى زفرت ليان زفرة مطولة ، كأنها بذلك تحاول إخراج ذلك الهواء الجاثم بصدرها ، والذى إذا ظل عالقاً برئتيها سيصيبها بالإختناق لا محالة
فإبتسم قائلاً بتسلية لعلمه بما أعتراها :
– يعنى عجبتك وأنا عامل مدير
ظلت تهز رأسها بالإيجاب ، تتمنى لو أن بإمكانها أن تخبره أن يطلق سراح يديها ، وإلا ستظل تؤمى برأسها هكذا ببلاهة ولن تفه بكلمة ، فأمتنت لتلك الطرقات على الباب ، لكونها جعلته يتركها ويأذن للطارق بالدخول ، فالقادمان لم يكونا سوى رهف ومالك ، فألقى مالك عليها التحية بإبتسامته البشوشة وبعد مرور نصف ساعة أعلن رفيق عن ضرورة عودتهما للمنزل
فبالمنزل كانت والدتهم جالسة تتفكه مع باسم ، الذى عاد بعد إنتهاء يومه الدراسى بتلك المدرسة الجديدة ، التى إنتقل إليها ، وأنهى مذاكرته وجلس مع سيدة المنزل لحين عودة باقى أفراد الأسرة
فما أن رآى شقيقته هب واقفاً وأقترب منها واحتضنها وهو يقول بسعادة :
– ليان المدرسة الجديدة دى حلوة أوى
ربتت ليان على ظهره وردت قائلة بحنان :
– الحمد لله يا حبيبى أن المدرسة كويسة وعجبتك ، سيبنى بقى أطلع أغير هدومى وأنزل تحكيلى بالتفصيل عملت ايه فى المدرسة
هبت منى واقفة ورحبت بعودتهم ، فأمرتهم بحزم قائلة :
– يلا غيروا هدومكم وتعالوا علشان تاكلوا دا انا عملتلكم محشى مشكل و ورق عنب ومكرونة باشميل والحلوة بسبوسة وكنافة
صاحت رهف قائلة:
– يا نهارى على الريجيم اللى هيروح فى داهية النهاردة بسبب ست الحبايب يا حبيبة ، بس ولا يهمنى يغور الريجيم ، احنا هنعيش كام مرة ، أغرفى يا ماما ثوانى وهكون أول واحدة على السفرة
صعدت رهف الدرج بخطوات شبه راكضة ، وذهب كل منهم لتبديل ثيابه ، فأسرعت ليان بتبديل ثيابها حتى تخرج من الغرفة ، فتلك الحدود التى وضعتها معيارا لإلتزامهما بذلك الوعد المختص بأخذ وقتهما الكافى للتأقلم على طباع بعضهما البعض ، جعلها تحترس أثناء وجودها معه بمكان واحد ، فما أن رآت مقبض باب المرحاض يتحرك دلالة على أن رفيق أنتهى من إغتساله ، فرت هاربة من الغرفة وهبطت الدرج للطابق السفلى
مر شهراً كاملاً على المنوال ذاته ، صخباً عالياً و أصوات تصم الأذان ، اغمض عينيه ووضع يديه على أذنيه ، لمنع تلك الأصوات من أن تتسلل الى مسامعه فربما لديها الإصرار أن تصيبه بالصمم ، ولكن بالرغم من ذلك تصنع الهدوء محاولاً ضبط أعصابه ، فهو يكره الصوت العالى بشدة
فناداها قائلاً بحزم :
–:” ليان وطى صوت التليفزيون شوية مش عارف أركز فى شغلى كده”
أسرعت ليان بإطفاء التلفاز وهى تقول :
–:” أنا أسفة أصل مبعرفش اتفرج على التليفزيون الا اذا كان صوته عالى كده وانا بردانة والجو سقعة ومكنتش قادرة أنزل تحت أتفرج على المسلسل اللى متبعاه
إبتسم رفيق على قولها وقال :
– طب هو مينفعش تتفرجى على المسلسل إلا لما تعلى الصوت أوى كده دا أنتى حتى ودانك توجعك من الصوت العالى يا حبيبتى ”
بالرغم من ذلك أخذته الشفقة عليها ، فقام بسحب إحدى الأغطية الخفيفة ووضعها على كتفيها ، فبهتت من فعلته ، فعلى الرغم مما تفعله معه ، إلا انه يتعامل معها بلين ورفق فهى مر عليها عدة أيام بمنزله ، بالبداية فعلت كل ما يغضبه ولكنه قابل تصرفاتها الطفولية بصدر رحب
وجدها تنظر اليه ، ابتسم ابتسامة خفيفة ، اخذت هى بتلك الغمازة ، التى ظهرت بوجنته اليسرى ، فكم هو حقاً وسيماً لديه ابتسامة تسترعى الانتباه ، سرت رجفة قوية فى اوصالها من ذلك الشعور ، الذى بدأ يتسلل بداخلها قابضاً على قلبها يجعلها فى تلك اللحظة لا تفكر سوى فى أن تغوص بين ذراعيه بإحدى نوبات العناق الحارة ، الذى بات محرماً عليهما
فحمحمت تجلى صوتها وهى تقول:
–:” انت ليه بتعمل كده يعنى انا عملت كل حاجة تنرفزك وتزهقك وبالرغم من كده انت سكت لو حد مكانك مكنتش استبعد انه يضربنى”
اتسعت ابتسامته ، فهى تتحدث معه بذلك الهدوء ، الذى شب بقلبه عواصف ، من رؤيتها هادئة ، تتحدث بلطف ذلك اللطف الذى لم يرى منه شئ منذ أن تعرف عليها ، سوى بأوقات قليلة جداً
فرد قائلاً بهدوء :
–:” لأن انا عندى اخت فى نفس سنك وانا اللى مربيها فتقريبا عارف انتوا بتفكروا ازاى”
مطت ليان شفتها وقالت :
–:” يا سلام للدرجة دى يعنى أنت صبور”
ترك مكانه وجلس بجانبها ، فرفع يده يتلمس منبت شعرها وهو يقول بصوت متهدج:
–:” متستغربيش يا حبيبتى، رهف بالنسبة ليا مش اخت بس دى بنتى اللى ربتها على ايدى واللى عارف كل حاجة عنها”
وجدت نفسها تهتف بداخلها ، انها يا ليتها هى الأخرى كانت تربت على يده ، يعلم خباياها ويعاملها بحنان ورفق
فعقدت حاجبيها فبما تفكر هى الآن ؟ وجدت نفسها تترك مكانها تبتسم بتوتر ، وخطت بقدميها صوب الباب لتخرج منه
فتعجب من فعلتها وقال:
–:” انتى راحة فين كده يا ليان”
أبتلعت ليان لعابها قائلة:
–:” هنزل تحت علشان تعرف تشوف شغلك هنزل اقعد مع رهف وماما منى”
لم تزد كلمة أخرى فخرجت قبل ان تخذلها قدميها ، وتخر ساقطة من وابل تلك الابتسامات التى يمطرها بها
خرجت من الغرفة كالمغيبة ، فالرجل الذى كانت تتتمنى اختفاءه من حياتها ، أصبح يشغل قلبها وعقلها ، ماذلك الوخز الذى تشعر به فى قلبها ؟ ذلك الوخز المؤلم ولكن تشعر بلذة بسببه ، تلك اللذة التى لم تشعر بها عندما كانت تظن انها تحب ماجد ،هل قالت تظن ؟ هل ما شعرت به لماجد لم يكن حباً فربما كان إعجاباً فقط لانها تعرفه منذ زمن بعيد.
تلك الحقيقة كشفت لها أنها وقعت بذلك الفخ الجميل وهو حب رفيق أو إذا صح القول حب …زوجها
هبطت الدرج وهى سارحة بأحلامها ، ولكنها تذكرت أنها لا ترتدى حجابها ، وربما مالك جالساً برفقة والدته وشقيقته ، فعادت أدراجها ثانية وهى تهرول على الدرج ، فقبل أن تدير مقبض الباب ، وجدت رفيق يفتح الباب وهو يحمل حجابها ، فنظر إليها بغضب :
– أنتى نزلتى إزاى من غير حجاب
ردت ليان قائلة :
– ملحقتش أنزل لتحت وأفتكرته ورجعت أخده
أخذته منه ووقفت أمام المرآة ، لتظبط وضعه على رأسها ، ولكنها وجدته يقف خلفها ، فشعرت بالإرتباك أكثر ، فحاولت أن تنتهى سريعاً وتخرج من الغرفة ، ولكن بمجرد إستدارتها للخلف ، وجدت نفسها تقع أسيرة ذراعيه ، فهو يبدو عليه الإستمتاع بتوترها ، ولا ينتوى إطلاق سراحها
فحاولت دفعه عنها برفق وهى تقول:
– ررفيق فى إيه أبعد شوية
أطلق رفيق نهدة عميقة وهو يقول:
– هى فترة الخطوبة دى هتطول كتير دا مش عدل أبدا أبقى شايفك قدام عينى ومش قادر أقرب منك دا ايه العذاب ده
أرتاحت يداها على صدره ، فنظرت بداخل عيناه وهى تقول:
– كل شئ فى أوانه جميل يا رفيق
– طب أوانه ده هييجى أمتى شكل كده إنتظارى هيطول
قالها رفيق بتذمر ، فتبسمت هى على قوله ، فهو يبدو أنه وصل لحافة صبره ، أرادت منحه مكافئة صغيرة ، فأقتربت منه وقبلت وجنته وقالت:
– طب خليك شطور بقى وأصبر شوية كمان
أرادت أن تمزح معه ، ولكنها لا تعلم أن بفعلتها تلك ، قد ساهمت بإشعال النيران بقلبه ، فهو يرى أنه قد طال إنتظاره لها ، وهو من كان دائماً يتحلى بالقدرة على الصبر والصمود ، ولكن معها هى فالأمر يحتاج لقوة مضاعفة من الصبر ، الذى ينفذ سريعاً إذا وقعت عيناه عليها وخاصة خضراواتيها
_____________
ذات ليلة أخذ أكمل قراره ، فهو سيتحدث معها ، لعله يصل الى حل ، يرضى جميع الأطراف ، فهو لن يستمر معها هكذا فيكفى ما يحدث منها لهذا الحد ، فهى تحزم أمتعتها الآن ، لترحل إلى إحدى تلك البلاد ، التى تقضى بها أوقاتها باستمتاع ، غير عابئة به أو بطفلتها الصغيرة التى هى بحاجة إليها
فناداها أكمل بحزم قائلاً :
–:” شهيرة انا عايز اتكلم معاكى ضرورى”
ردت شهيرة بعدم إكتراث وهى تضع ثيابها بالحقيبة :
–:” ها خير فى ايه أكمل قول بسرعة علشان مش عايزة أتأخر”
وضع أكمل يديه بجيبه قائلاً ببرود :
–:” احنا لازم ننفصل مش هنكمل حياتنا كده يا شهيرة كفاية لحد كده كل واحد يروح لحاله”
تركت شهيرة ما بيدها وألتفتت له قائلة بإستنكار :
–:” ايه ننفصل بتقول ايه حضرتك”
حاول أكمل أن يتحدث بهدوء ، لعلها تقتنع بصحة قراره :
–:” طالما مش مرتاحين مع بعض يبقى كل واحد يشوف حياته جايز تقابلى واحد احسن منى وتعيشى مبسوطة معاه طالما لا قادرة تحبينى ولا حتى تحبى بنتك وأوعدك أن أنا وكنزى مش هنكون عقبة في طريقك”
ألتوى ثغرها وتبسمت بسخرية وهى تعقد ذراعيها فردت قائلة:
:” قول كده بقى انت عينك زاغت على واحدة تانية ما تقول خايف ليه ”
–:” ايوة يا شهيرة أنا بحب واحدة تانية وخلاص زهقت من حياتنا دى فنطلق أحسن مش هفضل عمرى كله عايش العيشة دى”
قال أكمل حديثه دفعة واحدة ، بدون أن يحاول إلتقاط أنفاسه ، فنظرت اليه بعيون جاحظة ، فهى لم تتخيل أن يتفوه بتلك الكلمة بهذه البساطة ، ولكنها لن ترتضى بما يقول ، بل ستجعله يدفع الثمن غالياً بأن عيناه رأت امرأة أخرى ، ستذيقه ويلاتها وستجعله يخر عند قدميها طالباً الصفح مما سيحدث له
فدفعته بصدره وهى تصرخ بوجهه:
–:” انت بتحب واحدة تانية والله لاندمك يا أكمل هخليك تقول يا ريت اللى جرا ما كان ومن دلوقتى مش هتشفنى انا ولا بنتك”
أتسعت مقلتيه وهو يقول برفض :
–:” لاء كنزى لاء”
كزت على أنيابها بغيظ عظيم قائلة :
–:” انا هخليك تعيش بحسرتك على بنتك”
أسرعت بالخروج من الغرفة ، بل أغلقت الباب بالمفتاح حتى لا يستطيع اللحاق بها ، فظل أكمل يطرق الباب وهو يصرخ بصوت عالى :
– شهيرة أفتحى الباب ملكيش دعوة بكنزى شهيرة حد يفتح الباب
إستمعت الخادمة لصوت صيحته القادمة من غرفة النوم الكبيرة ، فأسرعت بفتح الباب ، فركض خارجاً من الغرفة ، فبذات الوقت ، كانت شهيرة سحبت ابنتها من يدها بعنف وأستقلت سيارتها وخرجت من المنزل
اخذ سيارته ليلحق بها ، كان يحاول ايقافها عما تفعل الا انها لم تعير ما يفعله اهتماماً ، فأقترب بسيارته من سيارتها وهو يناديها برجاء :
–:” شهيرة اعقلى وبطلى جنان نزلى كنزى وقفى العربية بقولك”
نظرت له شهيرة قائلة بحقد :
–:” أنت لسه شوفت جنان صبرك عليا يا أكمل”
قادت سيارتها بأقصى سرعة ، يتبعها هو بسيارته يحاول ايقافها دون جدوى ، فلم تعير لصراخ صغيرتها الذى ملأ أرجاء السيارة إهتماماً
بل أنها صرخت بوجهها وهى تقول:
–:” اخرسى بطلى صراخ اسكتى أنتى فاهمة”
صرخت كنزى وهى تنادى أبيها :
–:” بابى الحقنى ااااه”
كلما حاول أكمل أن يصل بسيارته إليها ، تزيد من سرعة قيادة السيارة ،حتى شعر انها ستطير بالسيارة
فحاول إتباع اللين معها وهو يرجوها أن تهدأ من سرعة قيادة السيارة:
– :” شهيرة اهدى ووقفى العربية شهيرة اسمعينى بس أنتى كده هتأذى نفسك أنتى وكنزى”
لم تستمع لتحذيره ، بل أنها تجاوزته بالسيارة وهى تضغط على المكابح بقوة ، إلا أنها لم تستطيع التحكم بها ، فأطلقت صرخة رعب مدوية ، وهى ترى تلك الشاحنة التى كانت اضواءها تعمى أبصارها
صوت صرخات قوية ، شقت سكون الليل بهذا الطريق ، قبل أن تصطدم بهما الشاحنة ، تحدث انقلاباً سريعاً فى السيارتين
ألسنة لهب ودخان وأجساد مغطاة بالدماء وسيارات تحولت إلى حطام
حاول أن يفتح عينيه ليعود و يغلقها بصعوبة ، تتنازع روحه على البقاء واعياً يهمس باسم طفلته ، وهو يراها ملقاة على وجهها والدماء تغطى جسدها ، ففرت دمعة من عينيه قبل أن يغلقهما وينسحب إلى تلك الهوة السوداء لايرى بها شئ سوى ظلام دامس
____________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في هواها متيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى