روايات

رواية لن تجدني الفصل الرابع 4 بقلم دعاء الأنصاري

رواية لن تجدني الفصل الرابع 4 بقلم دعاء الأنصاري

رواية لن تجدني الجزء الرابع

رواية لن تجدني البارت الرابع

رواية لن تجدني الحلقة الرابعة

_اي يا مروان ….اي اللي بتعمله ده ،بتمد ايدك على اختك ليه؟
قالها كريم وهو بيبعد مروان عن عبير بصعوبه، رد مروان والقهر يظهر من صوته
_شوف الفاجرة دي … اسألها كانت بتعمل اي
ثم وجه حديثه لأخته بغيظ
_قوليله كنتى بتعملي ايه ياللي مشوفتيش رباية…انا هربيكي من اول وجديد يا بنت ال***
وانطلق في سباب ومحاولات أنه يمسك اخته مرة تانيه يضربها ولكن كريم كان بيصده وهو بيصرخ في وشه انه يهدى ويفهم اللي حصل ولكنه فشل …كل اللي قدر يعمله انه خد اخته الاوضة و بصعوبه افلتها من ايد مروان…قفل الباب بعنف وقعد جنب اخته اللي ملئت الدنيا بكاء
_اخلصي انطقي يلا….عملتي ايه!!!
نظرت عبير في خوف و بدأت تبكي من جديد…حس كريم أنه زود خوفها ،فـ صَمت وبعد مرور بعض من الوقت لمحت عينه علبه مناديل فقام ألتقطها وحطها جنب اخته وقال وهو يحاول يخفف عنها
_خدي بربري الأول واحكيلي بعدين حصل اي؟

 

 

اخدت بضع مناديل ومسح دموعها ونظرت لكريم وكالعادة وجدت بين قَسمات وجهه الراحه ، كريم هو صديقها وهو اللي عوضها عن فقدان والدها وأعطاها الحنان اللي هما الأتنين أفتقدوه وكأنه خاف على قلبها أنه يحس بالوحشة والألم اللي حاسس هو بيهم بسبب وفاة والده …برفق قال
_اتكلمي يا عبير..احكيلي بالراحة حصل ايه
مطأطأه الرأس بدأت تحكي لأخوها اللي حصل وشفتاها ترتعش وبداخلها خوف كبير بسبب تَغير ملامح كريم بعد ما حكت له اللي حصل ،بدأ العرق اللي بين عيونه يظهر وهو بيظهر في العادة لما يكون اخوها غاضب …بدأت تخاف من رد فعله وبدون ما تشعر كانت بتزحف بعيد عن اخوها كل شوية..احس بتوترها ولكنه كان غاضب
بداخله ألف فكرة وفكرة ، اخته تستاهل الضرب ولازم تتربي لأنها.. لأنها حبت؟
هنا حضر خاطر غريب بداخله وهو ان الحب شيء عادي وممكن يحصل مع كل البنات بس اخواته لا! ليه لأ ؟! لأنه يمكن شايفهم صغيرين او شايف أنهم اغلى وارقي من انهم يحبوا او ان حد يظفر بإبتسامة منهم او أنه يحصل على قلوبهن …ان اخته تحب ده معناه انها مش كويسة !،طيب ما ندى بتحبه وهو بيحبها وناوي يتجوزها … ف اشمعنا اخته عبير ما يمكن تكون بتحب حد ناوي فعلاً يتقدملها رسمي

 

 

ولكن ثار الرجل اللى بيحمله بين ثنايا قلبه وبحدة قاله “كله غلط! الحب غلط لما يبقي فيه تجاوزات! لما يحصل شيء لا يرضي الله! وهو حاول يتجنب التجاوزات دي وفعلاً منعها ومنع اي لقاء بينه وبين ندى او حتى اى حديث عابر ولكن الشخص اللي المفروض بيحب اخته معملش ده بل والعكس هو بيقابلها عادي ومستحل الحرام معاها…
تمالك نفسه وبنبرة جادة وكلها لوم وعتاب
_انتِ شايفه أن اللي حصل ده صح؟
صمتت عن بُكائها ونظرة لكريم كأنها بتحاول تتفحص وجه قبل أن تتكلم وتعبر عن اللي بداخلها
_مش صح بس انا معملتش حاجة تخلى راسكم في الأرض زي مروان ما بيقول
_مهو انك تعرفي واحد وتقابليه من ورا اهلك ده يخلي راسنا في الأرض
_بس احنا بنح..
ولوهلة أدركت أن كريم بيحاول يتمالك نفسه ويتناقش معاها بهدوء فأنسحبت الكلمات من بين شفتيها وأكتفت بهز رأسها بأنها توافقه على كلامه
_اسمعي…بعيد عن اي مبادئ وبعيد عن أنك خُنتي نفسك قبل ما تخوني ثقتنا فيكِ بس هل ده يرضي الله؟ هل العلاقة دي ربنا راضي عنها بكل اللي حصل فيها من تجاوزات! علاقة أنتِ اصلا مش ضامناها ولا عارفة إذا كانت بجد ولا مجرد وهم وكذبة كبيرة حضرتك عايشة فيها وع الاغلب ده اللي بيحصل! ف تغضبي ربنا ليه بحاجة مش هتستمر وحتى لو هتستمر تبدأى حياتك بحرام ليه؟
تعثرت الكلمات بشفتيها ولكنها تمالكت نفسها وتحدثت بجرأة
_احياناً بتحصل حاجات غصب عننا.

 

 

_الحب تقصدي!…الحب الصح بيبقي عفيف وحتى لو حصل فيه تجاوزات فتبقي مرة او اتنين و ده غلط برضو المفروض انتِ عايزة حياة صح يبقى تختاري صح وتحبي صح..لكن متمشيش ورا وهم وتضيعي ثقتنا فيكى وتغضبي ربك منك!
_مش وهم! انت عارفني كويس يا كريم، انا عمري ما هرضى بحد او علاقة انا عارفة انها مش هتكمل ولا هلعب واتسلى زي ما غيري بيعمل
_نعم يعني ! انتِ غبية ! افهمي بقولك اي
احمرت خدودها وانكمش وجهها والغضب بدأ يظهر في عيونها تحدي ،وبدأت رغبة في الدفاع عن شيء يُمثل لها عمرها بأكلمه تدفعها دفعاً
_بس الإنسان مش لازم يحكم على حاجة منغير ما يعرف هي ايه ولا جواها ايه يمكن لما يعرف الشيء ده كويسه يحبه ويعرف انه كان ظالم في حقه
_بت انتِ! بلاش كلام فاضي…. الموضوع ده معروف مين فين الصح ومين الغلط الدين بيقول كدة والعادات والتقاليد والمبادئ وحق نفسك وقلبك عليكي بيقولوا كدة!
_بس يا كري…
_خلاص بقولك… والفون هيتسحب منك ولما تيجي امك هنشوف هي كانت مشغولة ف ايه ومش مركزة مع بنتها المحترمة بتعمل ايه!
قام وخرج والعصبية تكسو وجهه وسار وهو يدق الأرض بقدميه..
غاصت عبير في حيرتها “هل والدتها هتقف معاها وتظهر لاخواتها إنها تعرف الموضوع منذ بدايته او إنها هتظهر العكس وتبين قدام مروان وكريم انها هي اللي هتربي بنتها وهتعلمها الصح وتحاول تلم الموضوع ”
امتلئت عيونها بالدموع وقلبها بالخوف…خوف من الفقد! من إنها تفقد الشخص اللى روحها تعلقت به من سنوات ،تفقده بعد ما اقتربت نهايتهم السعيدة انها تحدث
الإنسان بيفضل عايش سنين بيدور على شخص يكون احنه منه على نفسه،شخص يجعل حياته جنة …شخص مختلف عن كل الناس شخص على مقاسه…يتجنن ،يتصرف تصرفات أطفال ، يرقص، يفرح ،يعيش،يجري،ينبسط…يعيش كل متع الحياة معاه حتى لو كانت بسيطة ولكنها بتبقى فيها سعادة قلبه لمجرد أنه مع شخصه المفضل
بعد وقت قصير سمعت صوت امها بتتكلم مع مروان وكريم والاتنين كانت اصواتهم عاليه وبعد فترة دخلت الأم الاوضة على وجهها امارات الغضب..قربت من عبير وهى تردد
_يا غبية! يا حمارة…ازاى تعملي كدة
_مهو مكنش فيه حد ف البيت

 

 

_تقومي تكلميه وانتِ ف الصالة..وبتكلميه من ورايا! مش انا قولتلك هنمنع كلام معاه واتفقنا على كدة…بتضحكى عليا يا بت!
_يا ماما غضب عني وكانت دي آخر مرة
_اكدبي عليا تانى ايوة
واستمر بينهم الحديث ومع مرور الأيام انتهت المشكلة ولكن استمر خصام مروان لعبير وكريم كان يكلمها للضرورة فقط!
مضت الأيام كأنها اعوام ،كانت متعرفش اي شيء عنه،كانت تتمنى لو يسمحوا لها بدقيقة فقط ترسل له رسالة تطمئن عليه وتعطيهم الفون تاني ولكن مستحيل تطلب ده او تفكر انها تطلبه حتى!
ولكن الصبر ملأ قلبه واليقين بأن الأيام دي ستمر وربها هيعوضها بأنه يجمعها مع الشخص اللى قلبها اختاره كان بيزداد يوم بعد يوم ،يقين راسخ مثل يقين الصائم بأن المغرب قادم ويقين اللليل بأن الشمس ستأتي تبدد عتمته
هكذا رحمة الله بالقلوب اذا تألمت ،يرزقه الأمل وهو في جوف المحن والمصائب ،يرفق بقلب عبده مهما كان عبده مُخطئ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن تجدني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى