روايات

رواية لم يفت الأوان بعد الفصل الرابع 4 بقلم نرمين قدري

رواية لم يفت الأوان بعد الفصل الرابع 4 بقلم نرمين قدري

رواية لم يفت الأوان بعد البارت الرابع

رواية لم يفت الأوان بعد الجزء الرابع

لم يفت الأوان بعد
لم يفت الأوان بعد

رواية لم يفت الأوان بعد الحلقة الرابعة

نظرت له وهي تعلم انه يقول كلاما صحيحا اعترفت بصدق لنفسها هي لم تكن تهتم أن تعرف سواء ان ابقت عمتها على قيد الحياه ام لا ،
ولكن كل الذي كان يخلد في عقلها ان تبتعد لابعد مكان لا يعلم عنه أحد شيء لكي تختباء عن العيون لتخفي من كان في احشائها
أخفت اسيل عيونها برموشها الكثيفة حتي لا يري دموعها ولكن ذهنها فجاءة انتقل اللي إبنها فاهي تشعر بالغربه من غيره ، فهذة اول مرة تبتعد عنه كل ذلك الوقت ، لكنها ابتسمت حين تذكرت طريقة في الحديث و ضحكته
قطع هذا الصمت دخول الممرضة تعلن عن فتح وقت الزيارة هزت اسيل رأسها لها وقامت معها في اتجاه الغرفة
ولكن أوقفها نور بأنه جذبها من يدها وقال لها بصوت منخفض:
– خدي بالك ان الجلطه اصابه نص وشها بشلل ممكن تقول كلام غير مفهوم وتعبير وشها متغيره حاولي اعملي نفسك مش واخده بالك
هزت راسها له دون ان تنظر له والدموع تتجمع في عينيها وتحاول جهاده اخاؤها
دخلت الغرفة ولكنها وقفت مكانها من هول ما رأت
كانت عمتها ما زالت نائمه وشعرها البني الذي كانت تتذكره جيدا قد تحول الى هاله بيضاء تحيطه بالوجه النحيل الصغير والدوائر الزرقاء كانت تحيطه بالعيون الرماديه التي كانت فيما مضى تنبض بالحيويه والاشعاع فكانت عمتها جسد بلا روح اقتربت اسيل من السرير والدموع التي تشكلت داخل عيونها تمنعها من الرؤيه بوضوح قد سقطت على وجهها دون التحكم بها قالت بصوت هامس مبحوح و هي تمسك يد عمتها:
– عمتي عمتي انا جيت انا سو بنتك اللي مش كتني انتي الوحيده اللي بتقوليلي يا سو كنت بحب قوي اسمع الاسم ده منك
تحركت الرموش وانشقت عن العيون الرماديه الغائره التي اجتمعت بعدم تصديق حينما سمعت صوت المنادي عليها وقالت بصوت هامس يكاد يكون مخنوق
= سو بنتي انتي هنا بجد ولا انا بحلم
ممتده اليد الاخرى تتحسس بارتعاش وجه اسيل وهي غير مصدقة أن ابنت أخيها هي التي تقف أمامها فعلا
ابتسمت لها اسيل والدموع تغرق وجهها بالكامل :
– انا جيت يا عمتي و مش ناوية اسيبك تاني
خفي كده علشان في حاجات كتير عاوزة احكيلك عليها
اندفعت الدموع من عين العمه وتحركت العيون نحو نور وهمست قائله:
– شكرا ليك يا ابني ان انت لقيتها انا كنت خائفة اموت قبل ما اشوفها
مش عارفه اقول لك ايه ربنا يفرح قلبك زي ما فرحت قلبي
وامتدت يدها مجدد الي وجه اسيل وقالت فرحة
– شفت يا نور اسيل زي ما هي لسه جميله عيونها وشعرها وكل حاجه فيها ما تغيرتش بالعكس بقيت اجمل من الاول حاجه واحده بس اللي اتغيرت فيها ابتسامتها اسيل بنتي اللي انا ربيتها كانت الضحكه ما بتفارقش وشها دلوقتي وشها وعيونها كلهم حزن خير يا اسيل احكي لي يا بنتي ايه اللي اللي حصل لك وطفي اللمعة اللي فعيونك ، الحزن غطى عيونك ولمعه الفرح اللي كانت في عيونك راحت فين يا اسيل
سو بنتي حبيبتي سابتيني وراحت فين
تنهدت اسيل وحاولت أن تبتسم :
كلنا بنكبر يا عمتي و كل حاجة بتكبر معانا المهم بقا سيبك مني دلوقتي وصحصحي كده علشان ليكي عندي حته مفاجأة هتخليكي تقومي تجري من الفرح
نظر لها نور نظرات ريبة خشي أن تكون اسيل قد تزوجت غيره ولكن هذا لا يجوز فاهي مازلت زوجته وان كان علي ورق ودون أن يعلم أحد هي مازلت زوجته ولم يرمي عليها يمين الطلاق يعلم أنه مزق ورقته أمامها ويعلم أنه جرح كبريائها بشده ولكن لم يلقي عليها يمين الطلاق ويعلم أن ورقتها مازلت لديها
نظرت عمت اسيل لها بتمعن وقالت بوهن شديد :
– سو اوعي تسبيني تاني وتمشي
هزت اسيل رأسها نافيا وقالت وهي تبتسم لعمتها:
– مقدرش اسيبك تاني يا عمتو
التفت العمة اللي نور وقالت بهمس:
نور خالي بالك من سو علشان خاطري خد بالك منها لحد مخرج من هنا
اجاب نور ويده تحاوط كتف اسيل وكأنه يعلن ملكيته لها:
– متقلقيش سو في عنيا لحد ما تخرجي من هنا هي هتنزل عندي في السرايا متقلقيش عليها
شيء قاسي اعتصر قلب اسيل ونهضت من مكانها بعصبية وهي تبتعد يده عن كتفها وقد عادت المرارة القديمة تتحرك داخلها وقالت بعنف غير مبرر:
-انا متهيقلي أن كبرت كفايا أن اقدر اخد بالي من نفسي كويس مش محتاجة وصي عليا علشان ياخد باله مني
رمقها نور بنظرات تحذيرية وقال وهو ينظر العمة بحب:
متقلقيش سو معايا ومش هسبها اهتمي انتي بس بنفسك علشان تخرجي من هنا بسرعة
تنهدت العمة وقالت:
– انا مطمنه طول ما هي معاك بس هتها بكرة الصبح عندي من بدري عاوزة اشبع منها
اطمأنت اسيل علي عمتها و ودعتها علي امل إلقاء غدا في الصباح الباكر
خرجت اسيل بصحبة نور وقالت له و هي تتصنع العبث داخل. حقيبتها وكأنها تبحث عن شيئ مفقود :
– لو سمحت يانور اطلع بيا علي فندق علشان أكد الحجز وكمان عاوزة ارتاح لأن السفر تعبني والجو حر
وقف نور مكانه و قد تبدلت ملامح وجهه ونظر لها نظرات مليئة بالغضب ولم يتفوه بأي كلمة ثم أكمل طريقه اللي السيارة في صمت تام
استفز اسيل تجاهله لكلامها وصلا اللي مكان السيارة ركبت اسيل بجواره وكررت كلامها مرة أخري مما زاد من احتقان وجه ونظر لها نظرة كفيله أن تجعل الكلام يقف في حلقها
قاد السياره دون أن يجيب عليها في اتجاه السرايا
كسر نور حالة الصمت وقال :
شكرا اسيل انك جيتي و شوفتي عمتك
نظرت له وضحكت بسخرية :
– هو انت مش واخد بالك أنها عمتي انا والمفروض أن انا اللي اشكرك علي اهتمامك بيها
=تمام كويس انك عارفة ده
جزت اسيل علي أسنانها حتي تسيطر على غضبها كان تود أن تخبرة أنها كانت ترعي ابنه طول مده الثماني سنوات الماضية و لكنها أمسكت نفسها في اخر لحظة
وصلوا اللي باب السرايا وكان هذا اخر مكان تود اسيل أن تراه
نزل من السيارة وحاول أن يمسك يدها فانتفضت بشده وابتعدت عنه وقالت بغضب مبالغ فيه:
اياك تحاول تلمسني مرة تانية يا نور
تراجع هو خطوة الي الوراء من عمق الكره والنفور الذي رآه داخل عيونها
فيما هي كانت تفكر في ياسين وحرمانه من حضن وحنان أباه
ثم كررت اسيل وهي ترتعش
اوعا تلمسني فاهم اوعا تسمح لنفسك انك تلمسني أو تحط ايدك عليا مرة تانية
صعدت اسيل سلالم السرايا في صمت تام و بداخلها بركان يعزم علي الانفجار حاولت جاهدة أن تهدأ اعصابها بقدر المستطاع
وقفت علي أحدي الدرج ثم استدارت له وقالت :
انت مرضتش أن انا انزل في فندق وصممت أن اجي هنا برغم انك عارف ان مش عاوزه ده علشان يكون في علمك انا هقعد هنا في بيتنا و اوضتي القديمة اللي كنت قاعده فيها انا وعمتي
ضحك وقال بثقة:
– شكلك بردو مش هتقدري تعملي ده كمان يا سو
لان البيت الصغير اللي ملحق بالسريا تقريبا مهجور من سنتين وبقي مخزن للحاجات القديمة تقريبا كده مبقاش ينفع يتسكن اصلا
قالت وهي تتراجع لتنزل الدرج :
– تمام انا هرجع أكد حجز الفندق تاني
ولكن نظرة منه كانت كافية لايقافها مكانها وقفت اسيل مكانها ودن حركة منها أشار لها بعينيه أن تستكمل صعودها التفت دون ادني صوت فاهي تعلم هذة النظرة جيدا وتعلم أن نور عندما ينظر هذة النظرة يكون وصل إلى آخر مالديه من صبر
دخلت السريا وراءه وكأنه تحتمي بيه ولكنه وقفت عندما لمحت طفله صغيرة تجري عليه بحب وهو يفتح ذراعه لها ويحتويها داخل حضنه
أدمعت عينيها وتذكرت ياسين وكيف حرم من هذا الحضن من المؤكد أن هذه الفتاه ابنته
حملها نور داخل حضنه ومشي بيها وهو يقول لها :
= عصفورتي الصغيرة شربت اللبن ولا تعبت ماما كالعادة
ضحكت الطفله بعفوية وقالت:
– تؤتؤ يا نوري اكيد طبعا تعبتها انا مش بشرب اللبن غير من ايدك انت بس وانا صحيح مخصماك خالص
= يا خبر ابيض عصفورتي مخصماني لاء كده كتير عليا مخصماني ليه بقا
– علشان نزلت صبح بدري من غير ما تقولي
شعرت اسيل بلغيرة و أن ابنها محروم من كل هذا الحنان فقالت بكرة دون ان تنظر له
من فضلك شوف انا هقعد في أي اوضة علشان عاوز ارتاح
أشار لها نور علي مكان غرفتها التي كانت بالطابق الاعلي وقبل أن تتوجه لها رن هاتفها ابتسمت حين رأت هاويت المتصل أجابت بعفوية وحب:
– حبيبي وحشت قلبي قوي عامل ايه من غيري يا قلبي
التفت نور اللي كلامها و دبت الغيرة في كل عروقه من هذا الذي تدعيه حبيبي هل قلبها تعلق باحد غيرة هل عشقت من جديد
غضب بشده منها وقال:
– اظن ده مش وقت تليفونات اتفضلي قدامى علشان تعرفي حدودك في البيت هتكون فين علشان متتعدهاش
أكملت كلامها وقالت علي الهاتف:
ماشي يا قلبي انا عندي بس شغل اخلص واكلمك علطول يا روحي وأغلقت الخط
نظرت له بغضب وشعرت بالاهانه وقالت:
– علي فكرة أنا علشان عارفة حدودي كويس طلبت انزل في فندق بس انت اللي صممت اجي هنا وانا بحلك من كلمتك و هرجع الفندق تاني علشان متجاوزش حدودي اللي انا عرفها كويس
بنت المربية الوضيعة بتكرر شكرها و امتننها ليك واللي عملته معاها ومع عمتها وتسمحلي دلوقتي امشي علشان متعداش حدودي
=

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لم يفت الأوان بعد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى