روايات

رواية حق قلبي الفصل الرابع 4 بقلم ناهد خالد

رواية حق قلبي الفصل الرابع 4 بقلم ناهد خالد

رواية حق قلبي الجزء الرابع

رواية حق قلبي البارت الرابع

رواية حق قلبي
رواية حق قلبي

رواية حق قلبي الحلقة الرابعة

“لن يهدأ قلبي حتي يري قلبك يعاني مثلما عاني ” ناهد خالد.
توقفت بصدمه وهي تري فادي علي بعد سنتيمترات منها كادت تلتف لتغير طريقها لكنها استمعت له ينادي عليها بلهفه واستغراب :
_أماني؟
توقفت وهي تدعي الثبات وابتسامه فاتره ظهرت علي ثغرها.. اقترب حتي وقف أمامها وقال :
_وحشتيني.. بقالي شهر مشوفتكيش وبقالك كتير مبتكلمنيش كمان، كنت حالف ما اكلمك علي فكره بس اعمل ايه بقي بشوفك قلبي بيضعف..
ابتلعت ريقها بهدوء وقالت :
_أنت كمان وحشتني يا فادي عامل ايه؟
ابتسم بحنو وقال :
_ بخير طول ما أنتي كويسه.. رغم إني كنت تعبان من أسبوع وفي المستشفى يوم كامل..

 

 

شهقت بلوعه تقول :
_ايه؟ مستشفي؟ مالك أنت كويس؟ ايه الي حصلك وازاي متكلمنيش و….
قاطعها بضحك وقال :
_بس بس ايه كل ده اهدي.. أنا كويس يانونو متخافيش.. كانت نزله شعبيه حاده، بس راحت لحالها .
قطبت حاجبيها بغضب وقالت :
_أنت ازاي متعرفنيش! ازاي تتعب ومتبلغنيش!
ابتسم بهدوء يقول :
_عارف أنك هتقلقي علي الفاضي.. وأنا عارفك بتخافي عليا ازاي محسساني إني بيبي..! بعدين مي كانت معايا..
اشتعلت عيناها بغيظ وهي تهتف :
_وأنا مالي زفت معاك ولا لأ ! أنت يعني كده بتهديني ! لما اشوفها هي كمان أنا هعرفها ازاي متبلغنيش..
حاول تهدأتها وهو يقول :
_طب اهدي بس بلاش عصبيه ومتزعليش احنا والله خوفنا نقلقك والموضوع مكنش يستاهل..
نظرت له وهي تتنهد :
_فادي أنت عارف معزتك عندي.. حقيقي أنا مليش أصدقاء غيرك!.. من وقت متخرجت من الكليه وأنا محاولتش اكون أي صدقات فكنت صديقي الوحيد.. ولما اخويا اتخلي عني.. بقيت أنت مكانه وأكتر بكتير، اخويا معملش ربع الي عملته معايا!، ليا حق اخاف وأنت الشخص الوحيد الي في حياتي والي ممكن الجأله لو وقعت في مشكله..
_عارف يا أماني.. وربنا يعلم أني بشوف فيكِ أختي سما الله يرحمها وبحاول أعمل معاكِ الي ملحقتش اعملهولها.. بقف جنبك وبساندك وبتمني ييجي اليوم الي أسلمك فيه لعريسك بأيدي..
_ربنا مايحرمني منك.. المتخلفه خطبيتك عامله ايه؟
ضحك وقال :
_بس بقي قطعتي في فروة البت..
تمتمت بغيظ :
_لما اشوفها بس.. هجيبها من ودنها عشان تبقي تعملها تاني ويكون حد فيكوا تعبان ومتعرفنيش..
_حرام عليكِ هي يعني عشان أصغر منك ب٣ سنين مستقويه عليها!

 

 

ابتسمت بحبور وقالت :
_مي دي أختي الصغيره فعلاً.. عشان كده لما تغلط املصلها ودانها…
ضحك علي جملتها الأخيره وقال:
_برضو! مفيش فايده فيكِ..
انمحت ابتسامته ما إن أدرك وقوفهما أمام المطعم وقال:
_هو أنتِ كنتِ جوه؟
نظرت له بثبات زائف :
_لأ.. يعني كنت داخله وحد دلق عليا العصير قلت ارجع الفندق أغير..
نقل نظره للفندق المجاور وقال:
_أنتِ نازله فيه؟
أومأت بصمت، ابتلع ريقه بتوتر وهو يقول :
_طب ماتيجي الفندق الي جمب الشركه عندي أفضل من ده بكتير..
_ياسيدي أنا كلها بكره وهمشي..
نظر للمطعم بقلق وقال :
_هترجعي تاني؟
تصنعت النعاس وهي تقول:
_لا هروح أنام.. أصل لسه واصله النهارده ومنمتش.. سلام..
تركته وذهبت وهي تتنفس الصعداء.. يا إلهي لقد كادت تقع في المحظور.!
_______( ناهد خالد )_______
مرَّ اليوم بسلام وقد تحججت لأمير أنها شعرت بالإرهاق فجأه ففضلت النوم , أتي الصباح محملاً بالكثير من المفاجأت , نزلت للأسفل بعدما بعث لها أمير برساله يطلب منها النزول ويخبرها أنه بانتظارها , ارتدت فستان صيفي أزرق اللون بنصف أكمام واسع و يصل لأسفل ركبتيها , رأته يقف أمام المصعد ينتظرها وهو يرتدي بنطال قصير يصل لركبتيهِ أسود اللون ويعلوه “

 

 

تيشرت ” أبيض تشغله كتابه سوداء .
– صباح الخير .
قالتها بابتسامه ساحره , نظر لها للحظات قبل أن يبتسم وهو يرد :
– صباح الفل والياسمين , جاهزه ؟
قطبت حاجبيها باستغراب وقالت :
– جاهزه لأيه ؟
ابتسم بعبث وهي يغمز لها :
– هخطفك .
ضحكت بخفوت قبل أن تحرك كتفيها بدلال وقالت :
– وأنا معنديش مانع .
أخذها لذلك المركب السياحي الذي حجزه خصيصًا لهما ليقضيا اليوم بأكمله فيهِ , تناولا الإفطار ولم يخلو من الحديث والضحك , سعاده بدت بوضوح علي وجههما , من يراهما سيعلم أنهما يقضيان أسعد أوقاتهما الآن , وبعد الإفطار وقفا يجربان الصيد الذي تعالت فيهِ ضحكاتهما الشغوفه المتحمسه ولم يخلو من صراخ أماني المتحمس حتي قال أمير بضجر :
– بطلي تصرخي جمب ودني .
ضحكت باستفزاز وقالت :
– بتحمس لما بحس أن الصناره تقلت في ايدي بفكر اصطدت .
كانت عيناها لامعه سعيده , متحمسه , دفعته للإبتسام وهو يتابعها تعود للصيد مره أخري وابتسامتها تطغو باتساع فوق شفتيها , تناسي الصيد وتناسي الصناره التي بيده وأخذ ينظر لها ويراقبها باستمتاع وبعد دقائق وجدها تصرخ بحماس رهيب وتضحك في آنٍ واحد وهي ترفع صنارتها التي تعلقت بها سمكه صغيره , انتبه للصناره فاقترب يجلب السمكه منها ووضعها في الدلو المختص لحفظ الأسماك , وما إن اعتدل في وقفته لا يعلم متي وجدها تقفز لتحتضنه بسعاده وهي تهتف :
– اصطدت قبلك .
تجمد جسده بين أحضانها , بالطبع ليست المره الأولي التي يحتضن فتاه ولكن لمَ يشعر أنها هكذا ! , لمَ تيبس جسده وكأنه لأول مره يشعر بفتاه بين أحضانه ؟ لمَ يشعر أن إحساسه بها الآن يختلف تمامًا عن كلاً من سبقاها !؟

 

 

شعر بها تبتعد فجأه وهي تهتف بتلعثم :
– آسفه , الحماس خدني بس …
حمحم بارتباك لم يشعر بهِ من قبل وقال :
– ولايهمك .
عادوا للصيد مره أخري حتي جاء موعد الغداء وتناولاه بنفس المرح والسعاده التي لم تقل آنشًا واحدًا , نظرت أمامها بعد أن انتهت من الطعام وقالت فجأه :
– أنا نفسي في موكا ( نوع من القهوه )
قالتها بأعين متسعه تدل علي مدي اشتهائها لها , رآها كطفل صغير رأي شيئًا نصب عينيهِ فاشتهاه بشده , ابتسم لها بحنان وقال :
– ايه رأيك اعملهولك ؟
رفعت حاجبيها بدهشه وهي تهتف :
– بجد ؟
أومئ بتأكيد وهو يقول :
– في مطبخ في الدور الي تحت فيه كل حاجه يلا ؟
وقفت سريعًا واتجهت معهِ للأسفل ووقفت تشاهده وهو يصنع لها المشروب الذي طلبته وسط ابتسامتها السعيده وعيناها المتلهفه للحصول عليهِ , أنتهي ليقدمه لها بابتسامه ويقول :
– دوقي وقولي رأيك ؟
ارتشفت القليل منه ومن ثم رفعت نظرها له وهي تقول بابتسامه :
– يجنن يا أمير , حلو اوي .
وبدون وعي منهِ وجد نفسه يقول :
– مش أحلي منك .
نظرت له باستغراب , ليحمحم وهو يقول :
– يلا بقي نطلع فوق .
أومأت بتوتر من نظراته لها وهي تسبقه لأعلي , وقف يزفر أنفاسه بضيق وهو يقول :
– بعدين بقي ؟ , أنا الي بيحصلي ده !
صمت قليلاً قبل أن تتجمد ملامحه حين توصل عقله لشئ ما فقال بذهول :
– هو أنا وقعت ولا ايه ! , مش كنت بقول صديقه بس !

 

 

عن أي صديقه يتحدث فكل ما يشعر بهِ تجاهها لا يمت للصداقه بصله ! من الواضح أنها قد حضرت من احتلت قلب ” الدنجوان “.
تنهد بعمق قبل أن يتبعها لأعلي و قلبه وعقله مشغولان بالتفكير بأمرها ….
__________( ناهد خالد )__________
دلفت لغرفتها بعدما أنتها يومها الذي أخطتفها فيهِ أمير كما أخبرها فقد قضوا اليوم بأكمله في المركب السياحي , من العاشره صباحًا للثانية عشر ليلاً , ورغم متعة اليوم إلا أنها قد أُرهقت حقًا , وجدت هاتفها يدق برقم مجهول غير مُسجل , فتحت المكالمه وقالت ..
– ألو ؟
أتاها صوت مضطرب وهو يقول :
– أماني , أنا إبراهيم .
تجمدت ملاحمها وهي تستمع لصوته , أخيها!، أيحدثها بعد كل هذه السنوات ؟ , أللتو تذكرها ! ؟ , ردت بجمود تام :
– خير ؟
صمت قليلاً ومن ثم قال :
– أنا .. أنا كنت عاوزك في موضوع لو ينفع أقابلك .
كان صوته متوترًا , مترددًا , خجِل ! , لكنها ردت بنفس الجمود :
– مش هينفع أنا مش في القاهره , قول الي عاوزه .
استمعت لتنهيده عميقه صدرت منهِ قبل أن يقول :
– أنا لفيت كتير ومبقاش ليا غيرك , كنت محرج الجألك بعد الي عملته معاكِ وانشغالي عنك طول الفتره الي فاتت , بس مبقاش قدامي حل تاني .
صمت قليلاً وبدأ يقول :
– ابني اتولد من سنه ونص , وكان تعبان معظم الوقت , عنده مشكله في العضم وبياخد حقنه كل 3 شهور ب 10 آلآف , قدمت طلب للإداره عندنا بحالته عشان أخد دعم من الدوله , وهم وصلوا الطلب وفعلاً باخد الحقنه دلوقتي مدعومه وخفضوا المبلغ الي بدفعه ل 3 آلاف , أنا مرتبي كله 4 الآف وأنتِ عارفه العيشه والمصاريف , أول شهر جبتها ب 10 آلأف كان بعد ولادته بأسبوعين وكان في معاها مصاريف تانيه لعلاجه وهدومه الي اشتريتها وغيره , طبعًا مكنش معايا المبلغ فاستلفت 12 ألف من صاحبي , وكنت كل شهر بديله ألف بس في شهور معرفتش اديله حاجه , المهم سديتله 7 الاف ولسه الباقي , خد 5 حقن لحد دلوقتي , وللأسف بقيت سالف من أكتر من شخص الي له عندي ألفين والي له تلاته والي بقيله خمسه , كل ده مش مهم عندي بس أنا مبقاش عندي حد استلف منه وكلها شهر ونص وهيحتاج الحقنه الجديده , أنا أقدر أسدلهم فلوسهم هوفر ألف ولا اتنين واديهم لحد منهم وكل شهر هكذا وهطلب منهم يصبروا عليا , لكن …لكن أنا مش عارف أعمل ايه مع الحقن الي مطلوبه مني , يعني الحقنه الجايه دي هجيب 3 الآف منين تاني ! ولو وفرتهم مش هعرف ادفع جنيه من الي عليا , أنا عارف أني مليش حق أكلمك , وعارف أن حقك متساعدنيش , بس مكنش قدامي غير أني أحاول معاكِ عشان ابني يستحق أني أعمل اي حاجه عشانه , ومش هلومك لو رفضتي تساعديني مش هلومك أبدًا , بس عاوزك تعرفي أن ربنا

 

 

جبلك حقك مني , علي فكره أنا دلوقتي مطلق , أمه مستحملتش العيشه معايا بعد ما ظروفنا اتدهورت بعد ولادة ياسين والحقن الي بياخدها كل ده أثر علي عيشتنا وكنا عايشين يدوب , فراحت عند أهلها وبقيت عايش في الشقه لوحدي , اطلقنا من سنه , والمشكله انها ملازمني بكل حاجته , أكل ولبس وكل حاجه , أهلها مبيساعدونيش في اي حاجه , تخيلي جت من شهر تقولي خده قعده معاك , وفعلاً خدته وبوديهلها وقت الشغل بس وارجع اخده , سمعت أنها بتفكر تتجوز وأنها هتسبهولي طبعًا لما تتجوز , من أول ما ابني اتولد وعرفت بمرضه جيتي في بالي يا أماني , حسيت أن ربنا بيعاقبني فيه , ولما المشاكل كترت بينا وطلقتها , برضو حسيت أنه عقاب ربنا ليا بسبب أني رميتك وطردتك من بيت أبوكِ وحتي مكلفتش نفسي أسأل عنك طول ال٤ سنين الي فاتوا , أتمني تسامحيني والله ما في يوم غيبتي عن بالي فيه من وقت ولادة ابني , من وقت ماحسيت بالي عملته , بس مكنش عندي الشجاعه بعد أجي أكلمك وأسأل عنك , وده كان غلط مني أنا عارف , بس حقك عليا , ولو حتي مش هتساعديني مش مهم , والله ماهزعل بس تسامحيني وتسمحيلي اطمن عليكِ من وقت للتاني , وبيت أبوكِ موجود تعالي اقعدي فيه لو هتقبلي , أنا علي فكره روحت بعد ولادة ياسين بشهرين للمحامي وكتبتلك نصيبك في الشقه , أنا عارف أن ده مش هيفرق معاكِ , بس أهو بحاول أصلح أي حاجه من الي عملتها .
كانت تستمع له ولم يُخفي عليها نبرة انكساره ولا غصة البكاء التي تحتل حلقه , ظلت تستمع له وهي تشعر بالأسف والحزن من أجل الصغير , أخذت نفس عميق وهي تجلس فوق الفراش ببطئ , وهتفت بهدوء :
– هتروح فندق اسمه رويال , هبعتلك العنوان في رساله , وعمومًا هو فندق مشهور لو قلت لسواق التاكسي عليه هيعرفه , هتروح وهتسأل الاستقبال عن مستر إيهاب مساعد المدير , هتقابله وتعرفه بيك وهيديك 10 الآف أنا هبلغه يسيبهملك , دول للديون الي عليك الي استلفتها عشان حقن ياسين ولو باقي حاجه عليك عرفني , ولما ييجي معاد حقنته الجايه قبلها هيكون عندك ال3 آلآف , وتبلغني بمواعيد الحقن امتي بالضبط , كل حقن ياسين وعلاجه عندي، ولو أمه اتجوزت وسابته ليك ابقي بلغني وأنا أجيبله بيبي سيتر تقعد معاه وقت شغلك .
أما عنه فكانت ملامحه وكأنها تصلبت كتمثال منحوت من الصخر , يتسمع لها ولا يصدق ما تلقيهِ علي مسامعه , أحقًا ستفعل كل هذا !؟ , أقصي ما توقعه إن وافقت علي مساعدته ستعطيه خمسة آلآف أو عشره بأقصي تقدير وتخبره ألا يهاتفها مره أخري ليطلب مساعدتها , لكن أتبنت حالة إبنه وكل تكاليف علاجه للتو !؟ وستجلب له جليسه إن أحتاج ؟ وتدفع عنه ديونه !؟, يعلم أنها مديرة فندق أي مرتبها أضعاف أضعاف مرتبه , ولكن ليست مجبره لفعل كل هذا !
هتف بلجلجه :
– أنتِ … أنتِ بجد هتعملي كل ده !
ردت بصلابه :
– مش عشانك , عشاني وعشان ابنك , عشان ابنك الي أنا في الآخر عمته وهو من دمي وطفل ملوش ذنب في أي خلفات بينا , وعشاني ..عشان ربنا ميحاسبنيش , عشان صلة الرحم الي ربنا قال فيها ” فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ • أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ».
كمان الرسول صلي الله عليه وسلم قال : ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها.»
وفي حديث لما جه راجل للرسول يشتكي له من قرايبه وقال: «يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ , فقال الرسول : إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.»

 

 

عارف معناه ايه رد النبي عليه , بيوضحله الأذي الي هيطولهم بسبب تعاملهم معاه , بيقوله أنه بالي بتعمله ده وكأنك بتأكلهم رماد سخن نفس الألم الي بيحس بيه الشخص لو أكل رماد سخن مولع هو نفس الأذي الي هيعانوا منه وجزائك عند ربنا كبير , عشان كده أنا هساعد ابنك لأنه من دمي , حتي لو أبوه قرر زمان ريميني ويقطع صلاة الرحم الي بينا، وهسمحلك أنت كمان تتواصل معايا زي ماتحب لأني عمري ما هكون المبادره بالقطيعه , بس أنسي أني أرجع اتعامل معاك زي الأول أو أنسي الي عملته معايا .
أغلقت معه الهاتف وهي تتنهد براحه , فكما كان الأمر شاق عليها وهي تقاطع أخيها وتقطع صلة الرحم بينهما , أبيها الحبيب هو من لقنها الكثير من الأحاديث والأيات القرآنيه في مختلف مواضيع الحياه ولم تنسي يومًا ما أخبرها بهِ , فقد كان حسِن الحديث , وحسِن الشوري , وحسِن التفهم , وحسِن الدين , رحمه الله .
__________( ناهد خالد )__________
في اليوم التالي ترجلت للأسفل لتناول الغداء فلم يستيقظا علي الإفطار بعد إرهاق البارحه , ارتدت بنطال أبيض فوقه كنزه بنفسجيه وحذاء رياضي أبيض وعسقت شعرها علي شكل ذيل حصان , ابتسم ما إن وقع بصره عليها فهو ينتظرها منذ نصف ساعه حين دق بابها فخرجت له وهي تفرك عيناها تحاول فتحهما من أثر النوم , كم بدت حينها لطيفه , جميله , شهيه !
أخبرها بأن تتجهز وتلحق بهِ ليتناولان الغداء .
– صباح الخير .
– اسمها مساء الخير , الساعه 2 الضهر .
فردت ذراعيها بكسل وهي ترد :
– بجد اليوم امبارح كان مرهق أوي .
كان يطالعها بابتسامه شغوفه , وهي تكمل في حين تستند بكوعها علي الطربيذه وتضع كفها أسفل وجنتها تسند رأسها وتنظر له بأعين نصف مفتوحه من الكسل والرغبه في النوم :
– بجد لو مكنتش صحيتني مكنتش قومت دلوقتي , حاسه أني كسلانه أوي و….

 

 

كان ينظر لها وهي تتحدث , خطفت قلبه بمظهرها هذا كطفله تتدلل وترفض الاستيقاظ وحين استيقظت بدت كسوله راغبه في إكمال نومها , نظر لها مشدوهًا , كيف يتجمع بها كل ما يجذبه ويجعل قلبه يهفو لها ! , البراءه والمكر , الأنوثه والطفوله , الوداعه والشراسه , والضعف والقوه , المرح والجديه , كيف لها أن تجمع بين كل هذا ! , كيف لها أن تخطفه من نفسه هكذا !؟
جاء النادل ليضع الطعام فاعتدلت سريعًا رغم الكسل الذي تشعر بهِ لكنها جائعه أيضًا , أكلت من المعكرونه بالصوص الأبيض المفضله لها وهي تهمهم بلذه , ولم تنتبه لتناثر الصوص علي ذقنها , لم يمد يده للطعام فقط ينظر لها بشغف ويتابعها , انتبه لما وقع علي ذقنها , فلم يشعر بنفسه وهو يقترب منها ويمد كف يده ليزيله بإبهامه برفق , توقفت وتوقف الطعام بحلقها لحركته المفاجئه , أبعد كفه بعد أن نظر لها نظره غامضه , فقالت بتوتر بعدما ابتعد :
– ش..شكرًا .
– بحبك .
اتسعت عيناها بدهشه وهي تسعل بقوه بعدما استمعت لما قاله , وللحقيقه لم يكن هو أقل دهشه منها !

يتبع

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية حق قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!