روايات

رواية لماذا أنا الفصل التاسع 9 بقلم نورا سعد

رواية لماذا أنا الفصل التاسع 9 بقلم نورا سعد

رواية لماذا أنا البارت التاسع

رواية لماذا أنا الجزء التاسع

رواية لماذا أنا
رواية لماذا أنا

رواية لماذا أنا الحلقة التاسعة

أنتهى اليوم، وجاء اليوم التالي، كان موعد لقاء امجد ومليكة في الكافية المُتفق عليه، كان يجلس على أحدى الطاولات منتظرها، وها هي أخيرًا وصلت بعد تأخرها عن موعدها بنصف ساعة، نظر في ساعدية وقال بحنق: كل دَ تأخير؟
جلست وقالت دون الأهتمام لحديثه: كنت متأكده أنك هتوافق.
-قولي اللي عندك يا ملكية.
-اللي عندي لسه مجهز، اسبوعين وهبلغك بكل التفاصيل، وهبلغك أيه اللي هيحصل بالظبط.
ابتسم بسخرية وقال: يسلام ومدام حضرتك اللي هتجهزي كل حاجة كده، أيه لزمتي في الموضوع؟
ضعت ساق فوق الأخر وقالت بثبات: عشان انت راس المال يا أمجد، أنا معنديش سيوله، وأنت اللي هقوم بكده، واللي بفكر في وبجهزله هيعجبك متقلقش.
نهت حدثها ببتسامة واثقة، نظرت له لثواني ثم نهضت وقالت: هتصل بيك أول لما أجهز كل حاجة، بااي.
ودعته وغادرت المكان، اما هو فنظر في أثرها وظل عقله يطرح عليه مئات من الأسئلة.
*******************
مَرَّ أسبوعين بدون احداق جديدة على أبطالنا، فكانت صداقة غيث ومازن تتوطد أكثر مع الفتيات، تعلَق أربعتهم ببعضهم، فكل يوم بعد أنتهاء العمل يذهبوا لكي يتناولوا الغداء مع بعضهم ثم يذهب كل منهم إلى منزله، أما أمجد فَ حتى الآن لا يعلم ماذا تُدبر مليكة.
كان الشباب يتمشون فب شوارع وسط البلد بعد انتهائهم من العمل، هتف مازن وهو ينفخ في يده لكي يُدفئ من حاله لبعض الشيء.
-بقولكم أيه يا شباب.
ردت عليه ريم وهي تحرك كرسي غيث بصعوبة بعض الشيء: خير؟
ضربها مازن على مؤخرة رأسها وهتف: مش بكلمك يا دبش.
امتعضت ملامحها وصاحت بتذمر: أيدك تقيله يا زفت.
هتفت ملك بملل:بس لعب عيال بقى، قول يا مازن عايز أيه؟
وقف أمامهم وقال وهو يكتف ساعديه أمامه: أي رأيكم نخرج بكرا؟ احنا من يوم ما أتعرفنا على بعض وأحنا مخرجناش خروجة توحد ربنا، وأهو فرصة نفك من الشغل شوية.
رفع غيث يده وعلى وجهه ابتاسمة عريضة: موافق وابصم بالعشرة كمان.
تبادلوا الفتيات النظرات ثم رفعا الأثنين يدهم معًا، ابتسم الجميع فصاح غيث وهو يحرك كرسيه للأمام: على خيرة الله، ها بقى هنروح فين بقى يا عسل؟
صاح مازن معترضًا:يعني أنا اللي قايل الأقتراح وكمان هفكر هنروح فين! يا بجاحتك يا أخي، بجد يا بجاحتك.
-بااس لقتها.
نظروا جميعًا لريم التي صاحت فاجأة وكأنها عثرت على كنزٍ! رأت النظرات ثُبتت إليها فواصلت: بصوا أحنا نروح ملاهي، أو لا لا جليد، ولا اقولكم عارفين أنتوا المكان اللي كله طنطيت دَ، هو دَ نروحه، أو نروح المكان اللي في مصر الجديدة دَ اللي هو عبارة عن اوضة فيها لغز ولازم نحله عشان نعرف نفتح الباب ونخرج، الله بجد هتبقى ممتعة اوي.
سقفت ملك بحماس وهي تهتف: الله يلا نروحهم كلهم.
مازن نظر لهم بتعجب ثم صاح: هو مين اللي قال أن العيال دِ هتيجي معانا أصلًا! هو أنا هفسح ولاد اختي!
ضحك غيث ثم قال: اخلصوا شوفوا هتروحوا فين.
صاحت ملك: أنا موافقة على الجليد.
انضم لها مازن وقال: وأنا.
وقبل أن تُهم ريم بالموافقة هي الأخرى، تذكرت غيث! عذرًا؛ فَهُم نسوا تمامًا آمر غيث، وأن يتحكم بهِ كرسيه المتحرك، كتفت ساعديها أمام صدرها وقالت بعتراض برعت في أتقانه: وأنا مش موافقة.
نظر لها مازن وملك نظرات تعجب وعينان تطلق شرار، فواصلت وهي تحرك كرسي غيث في أشارة لها لأكمال طريقهم: جليد أيه يا عم وهبل أيه منك ليها، فينا حَيل أحنا للفرهدة بتاعت الجليد، ونقعد بقى نقع ونتعور وبتاع، لا لا، هو خلاص أنا عرفت هنروح فين.
أخيرًا أدرك مازن الموقف فتسأل: وهنروح فين يعسل؟
وقفت وقالت بفخر: هنروح سنيما 3d، ويسلام بقى لو دخلنا فلم رعب يختاااي على المتعة يبني، بص بص، خلاص أنا قررت أننا هنروح السنيما خلاص.
نظر لها مازن بغيظ وصاح فيها: هو يا بنتي مش في بني آدمين تاخدي رأيهم؟
-لا مفيش، هو خلاص قررت.
هتفت بها ريم بجدية مُزيفه، ضرب ماظن كف على الأخر وقال: يا مصبر الوحش على الجحش.
كان ملك وغيث يشاهدون ذلك الشجار من بعيد، فهم اعتادوا على مثل تلك المشاجرات بين مازن وريم، كانوا يتابعون ما يحدث ويضحكون عليهم، فتقدم غيث منهم وقال: معلش هنقطع عليكم الخناقة الجميلة دِ بس حقيقي أنا عايز أنام، يلا يا ريم نكمل بكرا يا ماما.
صاحت ريم معترضه: انت بتمشي بنت اختك يبني! أنا ليه حاسه أني بتهزء هنا؟
مسكت ملك يدها لكي يصعدوا للسيارة وقالت وهي تضحك: حاسه يا بيبي مش متأكده؟
*******************
أنتهى اليوم سريعًا، وفي الصباح مَر الشباب على الفتيات وذهبوا للسنيما كما اتفقوا أمس، وفي حين كانوا الشباب يمرحون ويستمتعون بوقتهم، كان يوجد عقارب يخططون كيف يدسون سمهم في حيات هؤلاء الشباب.
في أحدى المطاعم.
– مش هتعرفينا؟
هكذا هتف أمجد عندما جلست أمامه مليكة بصحبة رجل ما، فكانت هيئة ذلك الرجل تبدوا عادية بعض الشيء، رجل عريض المنكابين، ذات شارب صغير وأنف طويلة، وشعره أكرت بعض الشيء، ذات بشرة قمحية.
ابتسمت مليكة وقالت وهي تشير للرجل: سامر، مسؤل البضاعة اللي بتتحول لمخازن غيث.
ابتسم أمجد بشر، فلآن فقط فهم ما يدور في عقل مليكة، وللحق أُعجب جدًا بتفكرها ذلك، ابتسم وقال: ويترى البضاعة الجديدة هتوصل أمتى للمخازن؟
-كمان يومين.
ابسمت مليكة، فقالت وهي تمسك فنجان الشاي الخاص بها: كده يبقى التنفيذ يوم تسليم البضاعة، وطبعًا أنت عارف يا سامر المطلوب.
واصلت بعدما أرتشفت من فنجانها: ومتهيألي أنت فهمت أنا هعمل أيه يا امجد، صح؟
ابستم امجد وقال: تقريبًا، بس أين كان اللي هيحصل، فَفي واحد من رجالتي هتكون معاك يا سامر يوم التنفيذ.
هتف سامر معترضًا:لا يا باشا، ونا مبحبش اشتغل مع حد معرفوش.
-اشمعنا؟
تسأل امجد في صرامه، فوضح سامر: عشان لمؤخذة كده بيكون لَبخة كده، أنا بحب أشتغل فرداني، خفيف خفيف من الأخر.
اشاح بعيناه بعيدًا وقال بعدم أكتراث: هو دَ اللي عندي.
صاحت مليكة بملل: هو في أيه يا أمجد؟ ما تسيبوا على راحته، أحنا كل اللي يهمنا أن الموضوع يخلص.
ابتسم وقال بسخرية:يسلام! وأنا اللي يضمنلي أن كل الكلام دَ صح؟ مش يمكن تكوني عامله الفلم دَ عشان تقَلبي مني فلوس؟ صُدمت مليكة من تفكيره، فَهو حقًا غبي لأبعد الحدود، هل حقًا تفكيره صور له هذا التخاريف! هتفت بحنق: حقيقي أنت دماغك سرحت بيك أوي!
واصلت وهي توجه حدثها لسامر: اسمع، في واحد من رجالته هيكون معاك في التنفيذ، أديلوا كل التعليمات وهو هينفذها بالحرف، ومتقلقش دَ هيكون حسابه مع أستاذ أمجد، يعني حسابك ملوش دعوة بيّ، تمام؟
ابتسم سامر وهتف برضا: أمين يا هانم.
*******************
أما عند الشباب، فخرجوا من قاعة السنيما بعد أنتهاء الفلم واتجهوا للمطعم لكي يتنالوا فيه الغداء.
-بقولكم أيه هو أنتوا أيه حكايتكم بقى؟
هكذا تسأل مازن بدون مقدمات، تبادلوا الفتيات النظرات ثم تسألت ريم: حكاية أيه؟
-يعني… عرفتوا بعض ازاي؟ أنتوا صحاب بجد ولا قرايب، كده يعني.
تناولت ملك كوب المياة أرتشفت منه ثم قالت: يهمك أوي تعرف يعني؟
رد غيث: الصراحة أنا كمان عايز اعرف.
ابتسمت ريم وقالت: حيث كده بقى يبقى نعمل اتفاق.
هتف الشباب في صوت واحد: خير؟
ضحك الجميع، ثم قالت ريم: هنحكلكم حكايتنا، وفي المقابل كل واحد يحكي حكاية، اشطا؟
تبادلوا النظرات ثم هتفوا: أشطا.
نظرت ريم لملك ثم بدات في قص حكايتها: بص يا عم أنت وهو، مبدائيًا أحنا صحاب مش قرايب، أنا مامتي اتوفت من وأنا عندي 9سنين، كنت راجعة من المدرسة وفاجأة عرفت أن… أن ماما مش موجودة، طب راحت فين عند ربنا، أبويا مكنش عنده خُلق يربي عيال، عشان كده وفي أقل من شهر كان متجوز، وزي أي فلم عربي قديم مرات أبويا كاظت بتعملني اسوء معامله، بس اللي كمل الفلم بجد، هو أبويا، أبويا اللي لقيته جاي وأنا في أولى ثانوي، يقولي يلا عشان هتشتغلي، هشتغل أيه يا أبويا بس؟! هتشتغلي في البيوت! وقتها حرفيًا مكنتش مصدقه، أزاي أبويا يوافق على كده؟ أزاي يقولي كده؟ طب هو فعلًا محتاج لشغلي أوي كده؟ وكانت كل الأجابات لا، هو مش محتاج، هو مش من حقه ينزلني شغل زي دَ، وعشان مكنش في أيدي حاجة اعملها وافقت وسكت، 3 سنين شغاله في بيوت، بتهزء من دَ وبتشتم من دَ، تقدروا تقولوا شوفت كل حاجة قذرة ممكن تتشاف، كنت مستحمله بس عشان أخلص 3ث، كنت مقررة أن اول ما النتيجة تطلع هعمل الرغبات بتاعت الكليات في محافظة تانية، هو دَ اللي كان مصبرني، ومتستغربوش أني كملت تعليم، لأن أصلًا أنا لما نزلت شغل، كنت نازله وأنا حاطه شرط لـ أبويا أني هكمل تعليمي، وهو عشان يشتري دماغه وافق، وفعلًا اول لما النتيجة ظهرت، عملت الرغبات كلها في محافظات تانية، وربنا قبل صلاتي وجيت هنا جامعة القاهرة، نسيت اقولكم انا من دمياط اصلًا، وخد 4سنين في كلية تجارة القاهرة، كنت ساكنة في السكت الجامعي، ونزلت اشتغل أي حاجة عشان أصرف على نفسي، وبعد ما جيت هنا ب سنتين بالظبط، عرفت أن أبويا مات، خبر موته عدى عليا زي أي حاجة عاديه عادت عليا! تخيلوا! متأثرتش، مزعلتش، محزنتش عليه! المهم أن في السنة التالتة اتعرفت على ملك، كانت زميلة سكن معايا، بس هي دِ حكايتي.
نهت حدثها وهي تمسح بقايا دموعها، ابتسمت ملك وهي تحضن يد صدقتها، نظرت لهم وبدأت هي الاخرى في قص حكايتها: أنا بقى حكايتي أخف منها شوية، الحكاية كلها أني كنت عايشة في البلد، الصعيد من الأخر، كنت عايشة في بيت عيلة، عمامي كلهم في نفس العمارة، وكلهم خلفتهم رجالة، مفيش في البيت كله غير بنت وحده واللي هي أنا، وأزاي بنت وتتعلم! ازاي بنت وتطلب أنها تروح جامعة! ومن هنا حصلت المصايب، عمامي كلهم وقفوا لـ أبويا، كلهم اعترضوا على تكميل تعليمي، وفاجأة الكُل عايز يجوزني لأبنه! مكنتش فاهمة هو في أيه، مين دِ اللي عايزين يجوزوها! أبويا مكنش عارف يعمل أيه وسطهم، النار اتفتحت عليه من كل ناحية، الحرب قامت بين عمامي عليا! لحد.. لحد ما ابويا قرر يوقف الحرب اللي حصلت بسببي، قالهم أني أتجوزت، هربني على مصر وقالهم أني أتجوز وسافرت مع جوزي، الكل قاطع أبويا، بس بعد سنتين الكل نسي، ولحد دلوقت الكل فاكر أني متجوزه، وأبويا كل فترة بيبعتلي فلوس وبيجي يشوفني كمان، ولحظر الحلو، أني نقلت في المبني السكني بتاع ريم في سنة تانية، واتعرفنا على بعض، ومن وقتها وأحنا مش بنسيب بعض، حتى بعد ما خلصنا جامعة، خدنا الشقة اللي شوفتوها دِ، وربنا كرمنا بالشغل مع بعض معاكم، حقيقي شكل ربنا بيحبنا أوي.
أنتهت مني قص حكايتها وهي تبتسم، وريم كانت تُحضن كف صديقتها، ابتسم غيث ومازن عليهم، فحقًا تلك الفتيات عانوا كثيرًا في حياتهم، والحقيقة أن أثنتهم لم يتخيلوا أن يوجد فتيات في هذا الزمن يتحملوا كل ذلك الصعوبات، ابتسم غيث وبدأ هو الأخر في قص حكايته لهم، وهكذا قضوا الأصدقاء اليوم، أنتهوا أخيرًا من ذلك التجمع وذهب كل منهم لمنزله، ومَرّ أيضًا يومين دون أحداث جديدة، واليوم هو اليوم المنتظر! فاليوم معاد تحويل بضاعة الشهر الجديد للمخازن الخاصة بشركة غيث ومازن، فكانت مليكة وامجد ومايا يجتمعون في منزل امجد.
جلست مايا بجوار أمجد الذي كان ظاهر على وجهه علامات القلق، وتسألت: هو التنفيذ أنهاردة صح؟
-أيوا.
واجهت سؤالها لمليكة وقالت: هو.. هو المفروض أيه اللي يحصل بالظبط يا مليكة؟ وأنتوا مستنين أيه دلوقت؟
نظرت لها مليكة وقالت: المفروض أن…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لماذا أنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى