روايات

رواية لعلك تشتاق فتعود الفصل الخامس 5 بقلم بسملة محمد

رواية لعلك تشتاق فتعود الفصل الخامس 5 بقلم بسملة محمد

رواية لعلك تشتاق فتعود الجزء الخامس

رواية لعلك تشتاق فتعود البارت الخامس

رواية لعلك تشتاق فتعود الحلقة الخامسة

بعد مرور عامٍ ونصف تغيرت بهِ حياة “بتول” كثيرًا فهي تخطت “أمير” بشكلٍ نهائي رغم محاولاتهِ العديد في إسترجاعها ولكنها أبت ذلك وأخبرتهُ انها ستظلمه ان قررت إستكمال الباقي من حياتهَ معهُ فهي مهما حدث لن تغفر لوالدته وهذا سيشكل خلافًا كبيبر بينهم وسيجعلهُ في صراع دائم بينهم ،فكرة هي بكل ذلك ورفضت الخنوع لرغبتهِ، في تلك العام ونص حققت “بتول” إنجازات عديده وأولهم انها رسخت وقتها للعمل فقط مما أدي إلي تقدمها بهِ وترقياتها العده فهي أستخدم مهارتها المهنيه وذكاءها الفطري في محاولات عده لنجاحها وإثبات نفسها وأدي ذلك إلي جعلها مطمع للكثير من الرجال فحقًا أغلب من تعامل معاها أعجب بشده بشخصيتها القويه الجديه الصارمه وكأن تلك الرقيقه دُفنت مع ماضيها ،تقدم لها الكثير من أجل الزواج بها لمصالحهم الشخصيه ولكنها ولذكاءها كانت لديها القدره لفهم طبيعة الشخص القابع أمامها .
………..
كانت تجلس في أحد الكافيات تقرأ كتابًا ما فهي إعتادت فعل ذلك يوم عطلتهَا وكانت تعبيرتها تختلف مع كل سطرًا تقرأهُ، ليأتي مزعجٍ مطتفل يقطع خلوتها وهو يجلس أمامها ويردد بإبتسامه مرحه بينما يغمز بأحد عينيهِ:
_أستوقفتني الأن إحدي المقولات التي تداولها الفيس بوك وهي “الأفعي تذداد سُمًا” وهذا ما لن أقبل بهِ عزيزتي..!
لم تبدي أي رد فعل علي ما قال وأجابتهُ بجمود صارم وهي تغلق الكتاب وتضعهُ أمامها :
_نعم..؟

 

 

=تسمحيلي أطتفل عليكِ شويه وأشاركك اللحظه دِ !
قالها ببسمه سمجه من وجهة نظرها وهو يسند ذقنهُ علي كفي يده ،لتجيبهُ هي بتهكم طفيف وهي تنظر لهُ بنظرات مشتعله غاضبه من ملاحقتهُ المستمره لها :
_بتستأذن بعد ما قعدت !
=اي دا هو انتِ ممكن ترفضي…يقطعني مكنتش أعرف؟!
قالها بنبره مرحه وهو يغمز لها بطرف عينيه ،لتسيطر علي بسمتها بصعوبه منه وتقول وهي تكز علي أسنانها بغيظ منهِ مجيبهَ إيها بتهكم حانق لم يذيدهُ هذا إلا مشاكسةٍ لها:
_قوم من هنا بعد أذنك ،انا لحد دلوقت بتكلم بأدب بدل ما أجيب الأمن يرميك بره.!
أردف بمشاكسة وكأنها لم تتحدث له،معاكسٍ لها قائلاً بعبث وهو يغمز لها بعينيه مرهٍ أخري مرددًا بنبره مرحه:
_ما تقرب يا بعيد ومتخلكش عنيد !
لم تبدي رد فعل سوي نظره قاتمه من عينيها صوبتها عليه ليكمل وهو يحمحم بحرج من عدم تأثرها ويشعر بمدي سخافتهِ لإستخدام تلك الواسائل البديئيه في فتح حديث معاها بما يريد،ليقرر فتح معاها الحديث مباشرًا حتي لو أحضرت لهَ الشرطه لن يصمت هذهِ المره فهو حقًا سئما ملاحقتها علهُ-يذيب كتلتة الثليج تلك-من وجهة نظره بنبرة أكثر جديه وهو يقول بثبات:
_بصي يا مدام “بتول” أول حاجه بابكِ عارف اني جاي قابلك هنا ،لأن وبصرح يأِست، انا طالبك في الحلال وجيت البيت لأبوكِ أكتر من مره وكنتِ بترفضي بدون أسباب وانا مش همشي من هنا إلا لما أعرف اسباب رفضك !
ببرود أجابته متهكمه وهي تنظر لهُ بقوه وجمود:
_أسبابي ومحتفظه بيها لنفسي ..!
إستفزهُ برودها ليقول بحنق وهو يحاول تمالك نفسه ،والهدوء ليستطيع جعلها تسمع لهُ:
_بس أنا مصِر أعرف أسبابك دي..؟!
رمقته نظره شملتهُ من أعلاه لأسفلهِ محتقره لهُ ،مما جعله يستشيط غضبًا قائله بإزدراء:
_لا أنتَ ولا إصرارك يهموني..!
وقامت بفتح حقيبتها وأخرجت منها بعض النقود ووضعتها أمامه علي الطاوله ،وأردفت بتعالٍ وهي تتخطاه مُغادرة المكان وتنظر له ساخره منهِ:

 

 

_حساب الحاجه اللي لسه متطلبتهاش عليا….سلام..!
وغادرت من أمامهُ ؛ليظل متابعًا لها بعينيه وبعد تخطيها للبوابة قام بسرعة البرق للحاق بها وأردف بعد أن وقف أمامها وجهٍ لوجه وهو يقول بلامباله زائفه وهو يرمقها بغضب جامٍ يشتعل بحدقتيهِ مردفًا لرد بعضٍ من كرامتهِ التي أهدرتها هي هباءٍ ولم تلتفت لهُ حتي ،فقرر بداخلهِ رد إعتبار لهُ ولكرامتهِ المجروحه قائلاً بنبره جافه لم تعتادها منهِ :
_فلوسك وخليهالك انا مش محتاجها ،ومش أنا اللي مفرقش معاكِ انتِ ومن اللحظه دِ مش فارقَلي لأنك واحده نانيه ومغروره ،انا حولت ودا عشان كنت معجب بيكِ وصدقيني انا ندمان علي محاولاتي دِ ،وأوعدك بأني مش هخليكِ تشوفي وشي لأني وبصرحه مش عايز أشوفك .
أقترب منها وقام بسحب معصم يدها فهي كانت ترتدي دريس محتشم وأكمامهُ طويل وتضيق عند نهاية المعصم،ليرفع يداها ويقوم بوضع المال بها وينظر لها بغضب مستحقرًا لها متمتمًا بـِ:
_ودِ فلوسك لو عايزه تحاسبي حاسبي علي قدك ..!
وغادر تاركًا لها تنظر لهُ بفراغ وضياع فهي لا تعلم ماذا أصابها ولا ما سبب ما تشعر بهِ من ضيق وآلم إجتاحها بعد ذهابهُ ،أردفت لنفسها بحزم مردده لكِ تقنع نفسها بشئ ليس له صِحه من الأساس:
_أحسن كدا ..هو كدا كدا أساسًا مكنش يفرقلي ودا اللي أنا عايزاه من الأول..!
………………..
عادت للمنزل وعقلها لم يكف أو يرحمها من التفكير فهي طيلة طريق عودتها تفكر بهِ ولم تستطيع التوقف عن ذلك ،وشعورها بآلم شديد يعتصر قلبها وهي تتذكر إلحاحه عليها وإلحاحهُ في محاولتهِ الحديث لها رغم رفضها الدائم وصدها له مما جعلهُ حقًا يمِل ويسأم منها ..وهنا توقف عقلها عن التفكير وهي تردد هل حقًا سأم منها؟…هل سيتفذ وعده بعدم جعلها ترآه ثانيًا ؟ …ظل عقلها يروي لها عدة صوره ومنها وهو مع إخري غيرها هنا توقف عقلها عن العمل وأردفت بصوت مسموع نسيبيًا شارده وبداخلها يشتعل من الغضب في مجرد التفكير بذلك:
_لأ مش هيحصل ..مستحيل يحصل كدا.!
=هو اي المستحيل يا “بتول”؟!

 

 

هتف بها والدها بتساؤل بعد أن فتح لها ووجدها تحدث نفسها ،لتفيق الأخره من سرحانها علي سؤال والدها لتجيبهُ بتعلثم مضطرب:
_لا أبدًا مفيش يا بابا !
=متأكده..؟
_اااه.!
ليكمل بعد أن حبس دُفعة هواء كبيرها بداخلهِ وأردف متسائلاً:
_طب ادخلي عايز أتكلم معاكِ.
أومات برأسها،ودلف هو بعد أن رمقها نظره متفحصه لتلحق بهِ ولكن قبلها تغلق باب شقتهم خلفها.

في داخل غرفة النوم وبعد أن لحقت بهِ ،أفسح لها الطريق وواقف عند مدخل الباب وبعد مرورها من أمامهِ لحق بها وأغلق الباب خلفهم وبعدها أردف بتساؤل وهو يصوب كافة حواسه مع كل تعبيرات وجهها وإرتباكها الواضح أمامه وحركت يدهَ التي تفعلها حين إضطرابها او إرتباكها من شئٍ ما :
_اتكلمتِ مع ” يوسف” في اي..؟
رفعت رأسها له ما أن سمعت سؤاله ونظرت لهُ بوجه مِحمرٍ من شدة توترها وخوفها وخجلها إن قالت ما فعلتهُ ،لانها تتذكر وعدها لوالدها بأنها ستحاول إعطائهُ فرصه والحديث معه، لتسحب نفس عميق وتحبسهُ داخل رئتيها وتردف بخفوت وهي تفرك بكف يدهَ من شدة التوتر:
_متكلمتش معاه..؟!
جعد هو حاجبيهِ بإستغراب وهو يردف متسائلاً :
_مجلكيش الكافيه ولا أي..؟

 

 

ردت بتلقائيه مجيبه علي سؤالهِ بكل براءه:
_لأ جه !
أردف هو بنظرات قاتمه بعد أن توقع ما حدث وما فعلت إبنتهِ العنيده كالعادة؛ ليقول بتهكم وهو يضعط علي أسنانهُ بعنف متسأل بعد أن توقع ما حدث:
_وحصل زي ما بيحصل كل مره وبهدلتيه صح..؟!
أجابته بعفويه سريعًا ولم تفكر ولو ثانيه بما تتفوه بهِ:
_هو جه وقعد يقول شوية كلام أهبل كدا،وبعدين قالي انهُ مستأذن منك بس انا مصدقتش وقومت وسيبته وجيت علي البيت عشان أعرف منك هو كداب ولا لأ …كدا أنا غلط !
أجابها والدها بغيظ ووجه ممتعض :
_رغم إني عارف إنْ دِ نص الحقيقه بس هقول تاني ‘إحكي كل اللي حصل بتفصيل يا بتول’.
أومات برأسها بوجه ممتعض بالحنق وهي تبدأ بسرد له ما قالتهُ وما قالهُ ،وبعد أن انتهت صمتت لتسمح له بالحديث الذي لن يخلوه من التوبيخ لها ،ليفهم ما يدور بخلدها وقرر فعل عكس ما تتوقع هي ليجلس علي السرير ويردف بتنهيده هادئه ثباته تعاكس ما يشعر بهِ تجاهها من حنق وغضب :
_طب وانتِ شايفه انه كدا غلط في حاجه؟!
هزت رأسها نافيه ليكمل والدها بتنهيده مُسهده وهو يربت بجوارهِ قائلاً:
_تعالي جنبي هنا يا “بتول” .
أصغيت لهُ وجلست بجواره؛ليكمل بحنان ونبره هادئه بثت الطمأنينه بداخلها وهو يقول بتروي :
_مالك يا بنتي؟…اي اللي مخليكِ كدا..؟ ؛أي هو سبب الرفض اديني سبب واحد بس وانا أوعدك مش هفتح الموضوع دا تاني ،كل الحكايه اني شايف انه مناسب ليكِ وغيرهُ شاريكِ ؛لو مكنش شاريكِ مكنش صبر كل دا ومستعد يصبر كمان قالي كدا ،دا بيكلمني كل يوم يطمن عليكِ ويشوفكِ قبلتي تقعدي تسمعيه ولا لأ!، كل اللي بتعمليه مستحيل يطلع من “بتول” بنتي انا واثق إنك فيكِ حاجه صارحيني بيها يا حبيبتي وأنا أوعدك هحاول أفهمك…وبلاش مبررات واهيه لأني مش هصدقها!!.
أجابتهُ بحيره شارده وهي تخبره بما تشعر بهِ ،وهواجسها التي تسيطر علي عقلها لتمنعها من التفكير بمنطقيه :
_صدقني يا بابا انا.. مفيش حاجه !،
انا حتي مش عارفه مالي بس كل ما افكر في الموضوع دَ بخاف …بخاف أخوض التجربه تاني وأفشل !، خايفه أتخدع تاني !،خايفه من حاجات كتير وأولها إصراره الغريب بنسبالي ،خايفه لا يكون دا مجرد فضي ..فراغ ..أي حاجه بيحاول يضيع وقته بيها ….خايفه أتوجع تاني يا بابا انا مش ممكن أتحمل وجع تاني اللي مريت بيه كفايه اووي ،انا مش بس خايفه أنا مرعوبه أدخل أي علاقه تاني وأتوجع وتأذي انا مش هتحمل خساير تاني انا ممكن أروح فيها…!

 

 

أبتسم والدها إبتسامه جانبيه لم تلمحها هي ،ومحاها سريعًا فهو مدرك كل ما تمر بهِ وما شعورها ورغم تحليها بالصمت والهدوء كان يعلم ما يخفيهِ ذلك الهدوء ،وما أسعدها أنها أباحت له بمكنون قلبها ومخاوفها كلها ليقول بتروي وهدوء متسائلاً لكِ يشتتها ويتقابلا في نقطه واحده:
_أفهم من كلامك أنك خايفه ولا….
صمت لبره وهو يتابع تعبيراتها ليكمل بعد أن رسمت الحيره والفضوله علي قسمات ووجهها :
_ولا انتِ عايزه ترجعي تاني ل”أمير”.؟
=مستحيل يا بابا دا يحصل!،”أمير” نقطه في الماضي وانا نسيتهُ من زمان ومستحيل أرجع ليه لو فيها موتي!
قالتها بإحتدام ونبره حاده تأكد له أنه لم يعد يعني لها شئ حقًا، ليتسأل محاولاً لتشتيت وإرباك عقلها:
_يعني أنتِ كدا رافضه “أمير” والرجوع ليه تحت أي ظرف…عظيم!، بس ممكن أعرف سبب الرفض ل”أمير” بعد تغيره الجذري دا وبعد محاولاتهُ في إنك ترجعي ورفضتِ ولحد الأن مسألتش عن سبب رفضك؟!
اجابتهُ بعد أن أخذت نفس عميق وردت بهدوء وعقلانيه أعجبته بشده وهي تشرح لهُ الامر من وجهة نظرها:
_أول حاجه يا بابا انا مش حابه أكون سبب في عقوق أبن لأمه وانا مش هتحمل أشوف أو تعامل او أقعد مع مامته في مكان ،وهو مش مجبر ايوه علي دا ويقدر يبرها بعديد عني بس لما يحصل مناسبه أي حاجه هتخليها تيجي بيتي انا مش هبقي مأمنه ليها ولا مرتاحه في وجودها ودا هيبان أكيد ل”أمير” وهتبقي دِ نقطه لمشكله بينا !، تاني حاجه “أمير” شخصيه ضعيفه اللي هي أبن أمه زي ما بيقولوا وكلمتها سيف عليه، أنا مش بقول ان دِ حاجه وحشه بس هي كدا حتي في أصغر تفاصيل حياتنا بتدخل في أي حاجه!،وهو كل صغيره وكبيره بينا بيعرفها بالمعني الحرفي ،ومستقبلًا لو في ولاد انا مش هأمن عليهم عندها بابا انتَ متخيل انها كانت بتأذيني وبتسعي انها دمرلي حياتي وهي نجحت في دا ،ثلاثًا انا عمري ما هنسي قسوة “أمير” عليا ولا معايا ولا حتي حاول يقف جنبي في أكتر وقت صعب مريت بيه ودا كله كان بسبب والدته!، لو وافقت أرجعلوا كدا هكون بدمر نفسي أكتر وبقتل سعادتي ف ليه احط نفسي في وضع زي دا؟!.
نظر لها والدها بفخر وإعتزاز فلم يكن ببالهِ أن أبنتهِ ذو عقلٍ كبير تفكر في أصغر الأمور ،وتدرسها جيدًا ليجيب عليها بسعاده بالغه قائلاً:
_لو تعرفي أنا فخور بيكِ أزاي دلوقت!

 

 

لتبتسم بخجل له ،ويكمل هو بجديه تامه وإصرار :
_طب كدا أتأكدت إنك مستحيل ترجعي ل”أمير” ورغم اني كنت شاكك سبب رفضك ل”يوسف” هو، بس دلوقتِ اي المانع!،خايفه !…من إمتي وانتِ جبانه كدا!، أول مره أشوفك بالضعف دا !!، تجربه غلط دخلتِ فيها تسببلك كل الخوف دا لدرجة انك مش عارفه تميزي بين إنسان عايزك وشاريك وبين تاني كنت من الأول مش مرتاحله بس مرضيتش أزعلك!!، أديني سبب منطقي لرفضك ل”يوسف” وانا اوعدك اني هحترم رفضك ومش هنفتح الموضوع دَ تاني ،انا كل اللي طالبه منك تقعدي تسمعيه بس!…
قاطعته بخفوت حزين وهي تتذكر ما فعلتهُ بهِ وما قالتهُ وما قالهُ هو الأخر -وشعرت بغصه بحلقها وهي تذكرهُ-:
_إستحاله الي بتقول عليه دا وبعد اللي حصل بينا انهارده!
أجابها والدها بمكر وهو يرفع حاجبيه بإنتشاء متمتمًا بسعاده وهو يسألها:
_إن كان عليه متقلقيش المهم إنك وافقتي تقابليه!!!
……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لعلك تشتاق فتعود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى