روايات

رواية لأنها استثناء الفصل الحادي عشر 11 بقلم ياسمينا أحمد

رواية لأنها استثناء الفصل الحادي عشر 11 بقلم ياسمينا أحمد

رواية لأنها استثناء الجزء الحادي عشر

رواية لأنها استثناء البارت الحادي عشر

رواية لأنها استثناء الحلقة الحادية عشر

الحاديه عشر (طمأنينه)
صعقه ما سمعه اخيرا من جمل غزل المتلاحقه مع هذا الشخص الغريب وما سمعه الآتى :
_ ازاى يعنى هقول لبابا انها ,,,,,
قطمت الكلمه سريعا وسبته قائله : انت مجنون ولا ايه ؟
_ لا انا ما عملتش كل دا عشان حد يقف بينى وبينها انا هتجوزها يعنى هتجوزها
سجى ليا انا ويستحيل اسيبها مهما كان
_ مينفعش نقول لبابا انت عايزه يروح فيها هو كمان
نطق صبحى ليفيقها من صدمتها و ذهولها :
_ ايه اللى خايفه تقوليهولى يا غزل ؟
ثم اشار نحو أنس :
_ ومين الجدع دا ؟
جف حلقها وهى تهمهم بـ :
_ بـ ,,,بــابـا ….. اااا
تحرك أنس صوبه بعدما سمع اسمه عرف انه والدها فهتف بحماس :
_ انا هقولك على كل حاجه
مدت غزل راسغها بينه وبين والدها وهدرت محتده عليه :
_ انت تســـكت خالص ,, واتفضل اطلع بره
اذدا دهشه “صبحى ” وصاح بضيق من شعوره بالجهل فى وسط الامر :
_ فى ايه يا غزل الرجل دا عايز ايه ؟
هتفت من فوق كتفها وهى تحدق بتحذير تام لـ أنس قائله :
_ مافيش يا بابا هو هيمشى من سكات
_ لا مش هسكت أنا يا عمى جاى اطلب ايد سجى
هكذا هدر” أنس” باندفاع اصاب “صبحى ” بانزعاج فقضب جبينه وهدر بسخط :
_ ايد سجى ,,سجى متجوزه يا ابنى بقالها اسبوع
لم يكف “أنس “عن محاولاته فى الوصول الى هدفه دون الاكتراث للعواقب التى سيخلفها
من بعده تشدق بـ :
_ لا يا عمى كانت جوازه باطله , وسجى جوه دلوقت
زمجرت غزل بضيق من اصراراه على طرح الموضوع دون مقدمات :
_انــــــــــس ,,بــــيـــه احنا متشكرين على اللى عملته مع سجى ولو سمحت اتفضل دلوقت
هتف “صبحى” وهو يقترب منه فقد زاد ضيقه وكشف امر غزل فى محاولتها اخفاء شئ مهم
ربما خطر خلف كلماتها المحتده لهذا المجهول :
_ جوازة ايه اللى باطله وسجى جوه فين ؟
استدارت غزل الى والده وامسكت كتفه لطمئنه بـ :
__ ما فيش حاجه يا بابا ,,,, اطمن سجى كويسه
دفع يدها وقد ضاق صدره من تصرفات ابنته هدر بحده لها :
_ ابعدى من طريقى كدا
ووقف بمواجهة “أنس” الذى بدى مستعدا لهدر الحقيقه كامله دون خجل أو خوف فان كان بينه وبينها جبل سيحركه
_ انت مين ومالك ومال بنتى ؟
هدر أنس بنبره يتضح عليها الندم والارتباك بعض الشئ :
_ انا انس ابن المهندس على الدمنهورى ,بحب سجى بنتك وعايز اتجوزها
هتقوالى متجوزه هقولك بنتك مطلقه من تلات ساعات عشان جوزتها كانت مبنيه على باطل
وانا جاى اصصح الوضع
كانت أحجيه صعبة الفك على عقل” صبحى” الذى كان يستقبل كل مفاجاته بتعبير
متهجمه تشير الى صعوبه فى الفهم :
_ جوزاتها مبنيه على باطل ليه ان شاء الله ؟
لم يبخل” انس” فى الاستفاضه ,لكن غزل كانت تحول بينهم بصوت محمل برجاء لكليهما :
_ بابا ,,انس ارجوك اسكت
احتد انس وتمسك برأيه فى انهاء عذابهما جميعا قائلا :
_ مش هسكت ,انا غلط وربنا غفور رحيم غِلط وجاى اصلح غلطى اهرب ليه واخاف من ايه
انا عايز اربى ابنى فى حضنى واصون امه واشيلها على راسى زى ما هى فى قلبى متشاله
هنا زمجر صبحى :
_ فى ايـــــــــــــــــه فهمونى بدل ما انا عامل زى الاطرش فى الزفه كدا
اجاب انس اجابة قاطعه :
_ انا ضحكت على بنتك وهى حامل منى ,,,
الصدمه اخرسته , انس بلاشك غرس سكينا حاد فى منتصف قلبه
لم يستطيع “صبحى” لم يتمالك اعصابه بعد ما سمعه من أنس وترنح يمين وشمالا
حتى سقط دون ان تسعفه قدمها
هنا صرخت غزل وهى تسقط فوقه :
_ بــــــابــــــا
وتبعتها “سجى” بصراخ هستيرى باسم والدها بعدما سمعت الحوار كاملا من الداخل :
_ بـــــــابـــــا,,, مالوا
___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ____________
(فى قصر يمين )
وقفت “سنيه ” فى طرف الجنينه الواسعه تتابع “فهد”
الذى لا يلاحظها لقد كبر واصبح شابا ناضجا وقوى يسحر العيون
ويفتن القلوب تابعته باعين مليئه بالدموع وفم يرسم ابتسامه صغيره
اردت الركض نحوه واحتضانه وبالفعل نفذت قدماها رغبتها لكن يد “يمين ”
هى من منعتها ,,,امسك براسغها وهتف :
_ بلاش تـــهـــور
التفت اليه ترجوه بقلب منفطر :
_ سيبنى اروحله ارجـــوك
جال بعينه فى حالتها الغيرطبيعيه من وقت علمها بوجوده فى القصر وهتف :
_ هتروحيله بس مش دلوقت
احتدت وهى تشير اليه بتحذير شرس:
_ مش هسيبك تأذيه
نفخ “يمين” بضيق فالاول مره يقف شخص بوجه ويعارض رغبته شخص لا يستطيع قتله على الفور
كررت “سنيه ” تحذيرها لكن هذه المره كان بانهيار فى احضانه :
_ مش هتأذيه ,قول انك مش هتأذيه ,,,,اوعى تأذيه
رغم عنه رفع يده التى كان يقبضها بغل وبسطها ليمسح على ظهرها بلطف وهو يقول مهدئا :
_ إ هــــدى ,,,,إهــــدى
_____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
(بين جودى وسليم(
اعدت معه الطعام وتعلمت منه الكثير فى الساعات الماضيه كان “سليم” ودود معها بدرجه كبيره
جعلتها تشعر بالخزى من نفسها من استغفالها شخصا مثله وادعائها انها فتاه شريفه شردت الى ايامها
السالفه وخيم على عينيها سحابه كثيفه من الدموع قاطع “سليم” نزولها بسؤال :
_ مـــالك ؟
انتبهت بسرعه وراحت تكفف بأطراف اصابعها جفون عينيها وهى تهدر بتصنع :
_ مافيش عينى اترفت
ابتسم سليم وهتف :
– انا بقولك مالك سرحانه ليه ؟ مش بتعيطى ليه ؟
لطمت جبهتها بخفه وهى تلعن فشلها حتى فى الكذب وقالت وهى تبتسم :
_ اخ انا باين عليا لخبط اعذرنى
لمعت عين “سليم” على ابتسامتها وهدر بصدق :
_ شكلك حلو اوى وانتى بتضحكى شبه الملايكه
اوقفتها الكلمه وتشنجت تعبيرها وهى تردد بسخط :
_ مــلايــكـــه !!
حرك “سليم” عجلات كرسيه تجاها واستعد ليبوح بمكنون صدره تجاها فلاول مره
يغزوه شعور الحب وتسيطر عليه مشاعر ناعمه :
_ ايوه واحلى من الملايكه كمان انتى حاجه ,,,,
قطع كلماته عندما لاحظ دموعها التى انهمرت فجاه على وجنتيها وسألها متاثرا بحالتها العجيبه :
_ انتى بتعيطى ليه …..هو انا كلامى ضايقك ولا حاجه
ابتلعت ريقها وانسحبت من امامه وهى تقول :
_ لا ,, عن اذنك
تبعها “سليم” بنظرات متحسره لقد قطعت حديثه وافقدته الثقه فى نفسه انه يستحق
ان يحب نظر الى قدماها العاجزه امامه ولوى فمه بضيق وهو يهدر بحزن :
_ عندها حق مين هتبص لواحد عاجز
____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوربتا _________
(فى طرف اخر)
وقفت “توبا” فى المطبخ تحدق بتمعن فى تاريخ صلاحيات احدى المعلبات قبل ان يفزعها
صوت “تيم ” من خلفها :
_ انا كنت هنا قريب والحاجات دى سليمه
نفخت بضجر من افزاعه لها ولكنها فضلت ان لا تلتفت , تابع “تيم ” حركاتها السريعه
على الطاوله الرخاميه وعقد ساعديه امام صدره ثم اسند كتفه الى الباب لا يعرف
سبب لمراقبتها الممله ولا سببا لتخليه عن التمدد على الاريكه والوقوف هنا
تمعن فى خصلاتها الذهبيه المنسدله على ظهرها بحريه فابتسم بمرح وقرر تنفيذ ما برأسه
مستغلا انشغالها ,تقدم نحوها بخفه وامسك خصلاتها بيديه الاثنين انتبهت هى الى اقترابه
وهدرت بتحذير :
_ ابعد ايدك عنى
لم يجيبها سوى بهسيس محذر :
_ هشششش
تغلغلت اصابعه بين خصلاتها فحركت رأسها بالرفض واعلنت رفضها بـ:
_ ابعد ايدك عن شعرى
وجه “تيم ” تركيزه على ما يفعله وقسم خصلاتها بين اطراف اصابعه بدء التلاعب
بهم وكأنه يعزف على البيانو لم يلتفت لضيقها وتململها وصنع من شعرها ضفيره
رائعه باتقان ثم لملمها بالتواء ليصنع منها كعكه فوق رأسها وثبتها بمهاره ,,,
مسح بعينه خصلاتها الشارده على عنقها وباغتها باحتضان ظهرها امسكت “توبا ”
يده التى عقدت بشده اعلى بطنها وهتف بانفعال :
_ قولتلك ابعد
لم يتحرك ولم يجيب كان يبدوء مسترخى ومن دفئ انفاسه التى تشعر بها على عنقها
ابتلعت ريقها كى تحاول ضبط نبضها المتذايد وانجراف مشاعرها نحوه وبصعوبه شديده
قالت :
_ ابــعــد عـــنى
قالتها بطريقه مختلفه وكأنها تقوله له “لا تبتعد ابدا ” حرر يده عنها قليلا ودارها باتجاه
لقد كان بحاجه لرؤية وجهها الذى حتما سيكون مخضبا بالحمره جال بعينه فى وجهها
ونمشها المميز الفتنه الخاصه بها دون عن جميع النساء عينه كانت تعانقها دون عناق
وقلبه يحتضنها رغم المسافات معشوقته وحبيبته طفلته الصغيره مهما كبرت
هتف بصوت ناعم لعل قلبها يلين :
_ بــحــبــك
و هذه الكلمه لا تقاوم من بين شفتيه لها سحر مختلف اجفلت عينها امامه كأنها
مسحوره امسك يدها ورفعها الى جهة قلبه شهقت بقوه عندما لامست جلده العارى
فأردف بعشق جلى فى نبرته :
_ قـــلــبى بيــحــبك
تداركت نفسها سريعا قبل ان تذوب كقطعة الثلج بين يده و دفعته عنها بقوه, وامسكت
من خلفها سكينا حاد وهدرت بعداء :
_ اياك انا بحذرك يا “سلطان” تقربلى تانى او تمثل عليا الحب انا مش زى اللى تعرفهم
انا بنت محمود الرواى لو نسيت
لم يتحرك له ساكن برغم غليانه من حدتها ونبذه بهذه الصوره وذكر اسم عدوه على لسانها هتف بضيق :
_ دا انتى فــصيله , بس ماشي يا بنت عمى انا هوريكى بنت محمود الراوى دى هتعمل ايه
ارعبتها جملته ولكنها ضيقت عينها وهى تساله ببلاهه :
_ هتعمل ايه يعنى ؟
_ انا عارف اللى زيك بيتعمل معاهم ايه ؟
انطلق من امامها دون ان يوضح جملته ان كانت حيره ام ثقه
__________–جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______
(لدى صبحى )
نقله أنس على الفور الى احدى المستشفيات وسارعوا الاطباء فى اكتشاف حالته
مبكرا قبل ان تصل الى حد الذبحه الصدريه وها هو مازال فى غرفه العنايه
بين يدى الاطباء بينما انس وغزل وسجى فى انتظاره بالخارج لم تكف عين
غزل او سجى كان بكائهم حار على حالته والدهم التى تسببت فيها “سجى”
التى تضاعف حزنها وانهارت قواها ووضح تدهور حالتها الصحيه وهى ترتجف
جانبا اقترب منها أنس وجلس الى جوارها وهو يسالها باهتمام :
_ انتى كويسه ؟
لم تجيبه واستمرت بالارتجاف ما كان منه الا ان وضع يده حولها وجذبها الى حضنه
لم يكن لديها القوه لدفعه او حتى رفضه كانت بحاجه لكتف يحمل همومها وما ان استقرت
عند صدره حتى غابت عن الوعى ,شعر أنس بتثاقل جسدها بين يده ومال برأسه ليتفقدها
وهو يناديها :
_ ســجـى ,,, سـجى
عدم استجابتها له أفزع قلبه وصرخ عاليا لينبه من حوله بما فيهم “غزل” الشارده :
_ دكـــــــــــــتــــــــــور بــــــــــســـــــــرعـــه
التفت له غزل بتحير لقد زاد الضغط عليها من كل الجهات فما عادت تحتمل اى مفاجاه اخرى
فسقطت مغشيا عليها هى الاخرى
__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________
(بين سليم وجودى)
دفع كرسيه ببط نحو غرفة توبا التى اصبحت الان مستقر ل “جودى ” تحمحم بخشونه
ليلفت انتبهاها وهى متكومه على الفراش لم تجيبه بسبب انخراطها فى نوبه بكاء حاره
شعر “سليم” بالم ورغبه فى الربت على كتفها بحنو لعلها تهدأ وبسبب تفاعلها واستسلامها للحزن لم تسمع
لصوت حفيف الكرسي على الارض فقد شعرت بيد تلمس ظهر ها افزعتها على الفور هذا الشعور الذى
لم تجربه ابدا لذا كل لمسه تفزعها دون داعى انتفضت سريعا وهى تحدق بذعر فيما حولها
ليندهش “سليم “من ردة فعلها تراجع ببط وشعر انه لابد ان يعتذر كثيرا حتى تهدأ لذا لم يتردد فى القول :
_ انا آسف ..آسف لو ضايقتك
كانت انفاسها متلاحقه من اثر لمسته لقد كرهت عالم الرجال كلهم وكرهت لمساتهم ورغباتهم الذكوريه
الامر معقد بالنسبه لها لذا من الصعب كى تفهم ان “سليم ” مختلف وايضا استثنائئ هتفت بنبره محتده :
_ اوعك تلمسنى تانى ولو حتى بدون قصد
تمعن بدقه فى بنية عينبها التى التمعت بشراسه لا تليق بنعومتها ,وبدء يشفق على حالتها التى لا يعرف عنها
شئ كان متيقن انه خلف هذا التصرف خلفيه مشوه وذكرى اليمه لكنه ابدا لن يأتى فى مخيلته انها بشعه ابتلع ريقه
لبهدء من روعها :
_ انا بس كنت عايزز اهديكى
ظلت على نفس حدتها وهى تكرر بتحذير :
_ لا اوعى تلمسنى لا بسبب ولا من غير سبب
ماكان من “سليم ” الا ان هتف بهدوء :
_ حاضر
بعدما شعر بنقص حاد بثته طريقتها دون قصد فكلاهم مجروح ولكن الجروح تختلف دفع كرسيه
للخارج تحت نظراتها المطوله القلقه ..
____________________ صفحة بقلم سنيوريتا ____________________
فى المستشفى
وقع “انس ” فى حيره لقد دفع بالعائله كامله لحالة سيئه لن يسامح نفسه ان تضرر احد اليله وبمساعدة
الممرضات انتقلت “غزل ” الى غرفة الفحص وكذلك “سجى ”
اهتم “أنس ” انس بسجى اكثر لان حالتها كانت غير مطمئنه بالمره بالاضافه ان غزل بدءت تسعيد وعيها
قليلا دلف معها الى غرفة الفحص وقد اخبر الطبيب بحملها كى يحرص على الاهتمام بحالتها كنت حالتها
الصحية متدهوره للغايه بسبب ما عانته وبرغم من ذلك كان وجهها الغافى على السرير الجلدى ملائكى للغايه
بملامح طفوليه اختلطت مع قسوة الحياه جلس الطبيب على الكرسي المجاور وبيده جهاز الاشاعه المسمى بالايكو
اشار الى “انس ” ليكشف بطنها حتى يتثنى له رؤية وضع الجنين وبحذر شديد وأصابع مرتعشه كشف عن بطنها
وكأنها شيئا رقيق يخشي كسره كانت دقات قلبه تتسارع وهو يقترب من رؤية طفله فى احشائها وضع الطبيب
الجيل الخاص ووضع الجهازاعلى بطنها وبدء يحركه ببطء ليستكشف الوضع بالداخل كانت الشاشه سوداء
وبدء الابيض يظهر شيئا فشيئا كالنور الذى يشق الظلمات اتسعت عينه وهى معلقه بذلك الجسم غير محدد
الملامح لكنه برغم صغره سلب لبُه واحدث اضطراب كبير فى مشاعره لم يكن هذا الرابط المتين الذى يجعله
متشبثا بها بل ما يكنه لها من عشق وهوس وهذا الجنين عزز من تقويته وجعله متماسكا اكثر مما كان
صحيح انه كان نتاج خطأ لا يُغفر لكن ليس كل البشر يسعون لتصحيح الاخطاء
هتف الطبيب ليخرجه من غمرة اندهاشه وهو ينهض من مكانه :
_ الحمد لله النبض كويس لكن حالتها الصحية صعبة جدا الضغط واطى جدا ولازم تمشي على
داواء ضغط هكتبهولك وكمان تغذا كويس انا متاكد انها عندها نقص جامد فى الحديد ولازم ترتاح
راحة تامه
كان “أنس ” يحفظ كل تنبيهاته بوعى تام و متلهف لتعافيها بأسرع وقت ليعوضها عن كل ما تسبب
به خاصتا انها مازلت فاقدة للوعى تابع الطبيب وهو يخط على الروشته الدواء وهدر دون ان يرفع
وجه عن ما يفعل :
_ لو سمحت اهتم بالادويه وخاصتا النوع دا لان لو ما خدهوش ممكن لاقدر الله يحصل تشوهات للجنين
والتغذيه مهمه برضوا عشان الوضع ما يبقاش خطر وضروى متابعه لحالتها
غموض تام كان يكسوه وجه انس وهو يهتف بشرود :
_ كل حاجه هتبقى كويسه
عاد الى رشدة وقد قفز الى رأسه سؤال مهم لن يبقيه جهر به على الفور :
_ هى فى الشهر الكام ؟
اجابة الطبيب :
_ فاضلها اسبوعين وتكمل شهرين
التوى ثغر “أنس” بابتسامه لكنه عاد يسأل بحراره :
_ هى هتفضل كدا ,يعنى هتفوق امته ؟
قدم اليه الطبيب الروشته وهو يهتف مطمئنا :
_ وقت قصير وهتقوم بس المحلول يخلص
ابتسم ابتسامه بسيطه كى يختم حواره معه وليطمئن “أنس ” على حالة “غزل” هى الاخرى
هتف :
_ممكن بس طمنى على الحالة التانيه
هدر الطبيب وهو يحافظ على نفس ابتسامته اللطيفه :
_ تمام حالتها كويسه بس هى كمان حامل
________________صفحة بقلم سنيوريتا ___________
_ حامل
نطقتها غزل غير مصدقه لقد اتى الحمل فى توقيت قاتل فى وسط تخبطها من اتخاذ موقف
محدد من “فهد ” بين قلب ممزق وعقل ينفجر زفرت بالم وقد ساءت الامور كلها من حولها
لقد تحولت الكذبه الى حقيقه وما رفضت بوحه “لعبود وحقى” اصبح حقيقيا وقيدها بسلسله
من حديد فى هذه العائله الملوثه كان الهم ثقيل اثقل جوارحها لم تجد من يفرح معها لم تجد عينا تلمع عندما
تخبرها هذا الخبر المفرح تكتفت “غزل ” بالالم وحاوطتها المشكلات من كل جانب وقبل ان تنهض تماما عن الفراش
كى تطمئن على حالة “سجى” فجأها “انس ” بتواجده سألها وهو يدلف الى الداخل باهتمام لا يدعيه :
_ عامله ايه ؟
حركت رأسها بإيماء بسيط حتى انها لم تستطع رفع وجهها اليه , دنا منها بهدوء وهدر :
_ مبروك ع البيبى
لم تجيبه لكنها فرحت انه هناك من تلى على مسامعها كلمه طيبه فى هذا الوقت العصيب
بينما ” انس ” بحالتها السيئه فلم يرد ان يكون أنانى فسالها بفضول :
_ انتى مضايقه من حاجه
اشارت برأسها فى نفى كان يثبت انها كاذبه حك طرف ذقنه باحراج وسالها من جديد :
_ هو باباه فين ؟
رفعت وجهها وقد التهب قلبها من سؤاله ظلت ترمقه بنظرات غريبه وكانها تبحث عن اجابه وقوره
تخبره به انه غير موجود عوضا عن انه مخطوف لا تعرف عنه شئ طالت نظراتها واختفت كل الاجوبه
فوجدت نفسها تتسلح بقوتها وتخرج صوتها الحاد وهى تجيبه بسؤال اخر :
_ وانت عايز منه ايه ؟ اصلا انت جاى هنا ليه ؟
اجفل عينه واطلق زفيرا مسموع حتى يستجمع قواه التى فورا حضرت عندما تذكر حالة “سجى ”
هتف وهو يجلس على الكرسي بمواجتها وقد ظهرت نبرته جاده للغايه :
_ اسمعى اللى هقوله دا كويس ولازم تساعدينى فيه عشان كل حاجه تطلع مظبوطه
انتبهت لجديته لكنها اظهرت عكس ذلك فهى لازلت تراه سببا رئيسيا لما حدث لوالدها وأيضا لسجى
اشهر اصبعه فى وجهها وأردف بجديه تامه :
_ انا هجيب والدى والدتى واختى ونتقدم لسجى بصفه رسميه وفى خلال الاسبوع دا سجى هتكون
مراتى رسميا
اتسعت عينها وهى تستمع لخطته المستحيله وحركت رأسها نافيه وهى تعترض بشده :
_ انت عايز تخربها وتقعد على تلها الناس تقول ايه كانت متجوزه امبارح واحد وانهارده
هتجوز واحد تانى من غير عدة ولا غيروا
اوقفها بيده ليوضح قائلا :
_ الامر بسيط جدا سجى اتجوزت لكن جوزها ما لمسهاش واطلقت كدا عدتها تسقط
وما تقلقيش اللى اسمه عون دا انا نبهت عليه انه هيمشى من الحته كلها يعنى مافيش فرصه
حد يعرف الحقيقه والحقيقه هتدفن بينى وبينك وبين سجى وبكدا الناس مالهاش حجه جوازه ما تمتش
واطلقت عادى
سألته بسخريه من استهتاره بالامور الحساسه التى اى شعره به عابثه ستفضح الامور :
_ وبالنسبه الاهلك هما كمان هيعرفوا انها كانت متجوزه ولا حامل منك
اتسعت عينها وعلا صوته محذرا :
_ لأ اطلاقا لا هيعرفوا انها كانت متجوزه ولا حامل سجى هتدخل بيتى وهى رافعه رأسها
مستحيل اخلى حد يبصلها بصه وحشه أو يعاملها بأقليه كفايه انى انا عارف الحقيقه وواثق فيها
شعرت “غزل ” بشئ بالاعجاب والاطمئنان من جانب أنس بهذه الفعله وكونه يريد التستر ع الماضى
وبدء صفحة ناصعة البياض مع سجى نقطه تحسبله وطمأن قلبها هذا ما دفعها لتلين لغة الحوار معه :
_ بس انت هتقولهم ايه هتخليهم يوفقوا يعنى ,,,
بتر جملتها وقد فهم ما ترميه انها لا تليق بعائله كبيره فى يوم وليله ومؤكدا سيسالوا عن ماضيها
ولن ينسى الناس تلك الزيجه التى لم يمر عليها شهر فهدر بايضاح :
_ انا هتصرف المهم الجواز يبقى بأقصى سرعه عشان موضوع الحمل ما ينكشفش
كمان سجى حالتها تعبانه ومحتاجه رعايه واهتمام مضاعف وانا عايزها تحت عينى بأسرع وقت
ابتلعت “غزل ” ريقها وقد تحيرت للغايه فهى لاتعرف ايهما أرجح ان تطوى صفحة أنس وتظهر
سجى للجيران بأنها حامل من زوجها السابق الذى لم يتم ,ام تترك “انس” يصحح خطاه ويأوى طفله
بينهم وامام ذكر الطفل اشتعلت غريزة الامومه لديها وتغلبت على كل الثوابت رفعت وجهها اليه
وتسالت بجديه :
_ طيب سجى هتوافق انا مستحيل اخليها تجوز غصب عنها
نهض من مكانه عندما اتضح لين “غزل” وهتف بنيره محتقنه بالحزن لما آلت اليه الامور :
_ لازم توافق عشان مصلحتها ,دا دورك وانتى هتقنعيها وتقنعى والدك
كانت “غزل” فى صدمه الامر كله اشبه بالخرافه التى لا تصدق ظلت ترمقه بدهشه وجمود
لا تعرف كيف تجيب اصراره لاحظ هو ذلك فهتف بجملة اخيره كى يطمئنها :
_ ما تقلقش ماحدش هيحس بحاحه والماضى هيندفن تماما , سجى هتدخل بيتنا وهى مرفوعه الرأس
بنت بنوت زى ما كان المفروض دا يحصل
لقد طمئنها فعلا لكن مازال التخبط بداخلها وكأنها فى وسط بحر غاضب تدفعها امواجه العاتيه اينما يريد
______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________
(بين تيم وتوبا )
فى المساء
وجدها تململ على الاريكة فى الطابق السفلى فصاح بها بضيق قائلا:
_ انتى بتعملى ايه عندك ؟
انتفضت من مباغته الحاده واعتدلت سريعا وهى تشهق بخوف :
_بسم الله الرحمن الرحيم انت طلعت منين
ظل فى ثوب حدته لم يؤثر به اخافتها ليهدر متبرما :
_طلعت زى ما طلعت المهم جاوبى بتعملى ايه عندك
اجابته “توبا” بقوه :
_هكون بأعمل ايه هنام
صر على اسنانه هو يعرف انها ليست السهله اللينه التى يخبرها برغبته فتستجيب ستجهده ان جادلها لذا قرر اصدار الاوامر :
_ الشليه دا ما فيهوش غير سرير واحد فوق وانتى مش هتنامى غير عليه مش عشان انا خايف عليكى تنامى تحت وانا فوق والمكان خالى ولا حاجه
عشان انا عايز كدا وكونى عارفه لما اعوز كدا هترضي ف خليه بمزاجك احسن ما يبقى غصب عنك
ابتلعت ريقها وهى تستشف نبرته المهدده فعين الجنون إن قررت تحديه الآن وهو يفوق قواتها بمراحل
وقبل ان تجيب بأى اجابه باغتها بصيحه مدوبه بـ:
_ يــلا
صوته رن فى المكان بطريقه مخيفه انتفضت من صراخه وهى تعرف ان سبب تعامله بهذه الحده هو رفضها الصريح له
عندما تودد لها فى المطبخ ولكنه العند المهلك جعلها تنفض رأسها بالنفى وهى تهدر :
_ لأ مش هطـ…..
قطع كلمتها ليس بالقول بل بالفعل مال بجذعه ويلقفها فى الهواء كأنها ريشه لا تزن له شئ تململت فى يده لكنه شدد على
خصرها ليخبرها دون ان ينطق حرفا ان تهدأ سكنت تماما وهى تراه يصعد الدرج محققا رغبته كما اعتاد
فى اختيار طريقا دون تدخل منها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وبعكس ما دار فى خلدها وضعها برفق على الفراش وتمدد الى جوارها وبلطف شديد احتضن خصرها
وجذبها اليه ودس رأسه فى عنقها وهى مستلقيه على ظهرها

لم يعجبها تصرفه الذى يصهر الحديد فهتفت ببرود عكس ما يظهر على بشرتها :
‏_خلاص عملت اللى انت عايزه ممكن تبعد عنى شويه بقى
غمغم وكأنه ثمل تماما فى احضانها :
_ انا لسه ما عملتش أى حاجه من اللى عاوزها
اسخدمت يدها فى تخليص نفسها ولكنه أبى ان يبتعد تثبث اكثر لدرجه انها تقلصت معدتها من اصراره
هدر بتعصب طفيف :
_ بس بقى بطلى حركه انا عايز انام
ورغما عنها صرت على اسنانه لتسبه بحنق :
_ نامت عليك حيطه ان شاء الله
لم تعى متى رفع يده ليقبض على فكها ويحول عنقها الى وجهه اصتدمت بعينه التى تقدح بالنار فابتلعت ريقها
بخوف وهى ترى بأم عينها كيف يتحول بالفعل الى شيطان هدر هو منفعلا :
_ اعرفى ان انا مطول بالى عليكى لحد دلوقت لكن انا مش عارف لحد امته ممكن فى لحظه اتحول لحد تانى انتى ما تعرفيهوش حد ما قابلتيهوش ولا اتمنى فى يوم تشوفيه ولمصلحتك ما تشوفيهوش
كانت انفاسه قريبه لدرجه انها شعرت انها انفتح امامها نارا مستعره لا مجرد هواء ساخن كان جاد فى كل كلمه
اذا هى الآن مرتعبه من نظراته فماذا عن وجه الاخر الذى يخفيه استرسل وهى صامته :
_ ما طوليش لسانك عليا مهما كانت الأسباب انا مش ضامن نفسي وبتحمل على حسب مزاجى
هتفت بصعوبه كى تجعله يحررها من قبضته :
_ انا بس كنت عايزك تبعد شويه
كلامها لم يهده بل جعله يشدد اكثر من قبضته غير مهتم بالامها الذى ظهر دون كلام على صفحة وجهها :
_ ما تطلبيش منى ابعد عشان انا راجل ما اترفضتش
اشتعل قلبها بهذه الكلمه التى توحى مغامراته السابقه واذادت حنق منه فدفعت يده بقوة وهى تهدر بشراسه :
_ انت لسه ما تعرفنيش انا لما اقول لأ يلقى لأ واياك تقرب منى تانى او تعاملنى كأنى جاريه
عندك انا مش زى اللى بتعرفهم
اتكأ على يده وهو يتابع شراستها التى لا تهمه ابدا بقدر سحرها الخلاب فى الايقاع به فى كل حالاتها
حتى وان تحدته فالتحدى منها شئ آخر ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأنها استثناء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى