روايات

رواية لأنها استثناء الفصل الثاني عشر 12 بقلم ياسمينا أحمد

رواية لأنها استثناء الفصل الثاني عشر 12 بقلم ياسمينا أحمد

رواية لأنها استثناء الجزء الثاني عشر

رواية لأنها استثناء البارت الثاني عشر

رواية لأنها استثناء الحلقة الثانية عشر

الثانيه عشر ( انتى تــوبه )
(فى فيلا على الدمنهورى )
دخل “انس ” بعد ليله حافله مع أسرة سجى انتهت بمغادرة “صبحى ” المشفى وقد اصر على اصتحابهم
بسيارته ليطمئن عليهم رغم رفض “صبحى ” الشديد ولكنه نجح فى النهايه فى اقناعه وتنفيذ ما أراد
كان جسده مرهق ويحتاج بشده للنوم ولحمام دافئ كى يزيل كل ألم عظامه ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن
كان والده ينتظره هو وزوجته وكذلك لين فى باحة المنزل على ومن الواضح انهم ينتظرونه من مده طويله
لانهم كانوا يجلسون بأريحيه على الصالون المقابل للبوابه الداخليه للفيلا
هتف والده فور ظهوره بـ :
_ حمد لله على السلامه يا سعادة الباشا
كان “أنس ” يستشف من نبرته الغضب رغم لين منطوقه لكنه آثر الا يغضب ويحدث برؤيه
وقبل ان يجيبه أردف والده تحت صمت والدته وأخته :
_ ممكن لو تسمح يعنى تعرفنا انت كنت فين لحد دلوقت ,,
رفع يده مشيرا لساعة يده وهو يسترسل بحده جعلت لين ووالدته فى حالة تأهب :
_ الساعه سته دلوقتى كنت فين اليله اللى فاتت دى وقافل تليفونك
حافظ “انس “على هدؤئه فهو بحاجه لكسب ود والده عوضا من التحدى اقترب منه
وهتف بنبره هادئه للغايه :
_ حاضر يا بابا هقولك كل حاجه بس ممكن حضرتك تفضل معايا فى المكتب عشان نتكلم على رحتنا
ارتاب والده من هدؤئه واطال النظر اليه ثم نطق محذرا :
_ هعرف كل حاجه يا أنس مش هتنيمنى زى كل مره
هز رأسه بإيماء موافق وهى يؤكد :
_ طبعا يا بابا كل اللى عايز تعرفه هقوله
نهض (على )من مكانه وخطى بخطوات سريعه وغاضبه فى نفس الوقت باتجاه المكتب لقد كان
غاضبا من تصرفات والده الغير طبيعيه فى الآونه الاخيره خاصتا انه يعتبره صديقه لا ابنه وكذلك أنس
علاقتهم كانت جيده حتى تغيرت الاحوال بعد هذه الزيجه المشؤمه ,,,,,,
____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحه بقلم سنيوريتا _________
( لدى يمين )
جلس “فهد” فى غرفتة متوتر للغايه لقد اخبره “حقى ” بكل استفزاز بمحاولة الحرجاوى فى نيل “غزل ”
توجع قلبه وبكت أعينه لأول مره بدموع العجز وقهر الرجال الذى لا يكون هين لقد استقبل الخبر
بصبر و ابتلع جمر عذابه بسكون فمن الصعب افصاح علاقته بـ”غزل “فى هذا التوقيت تحديدا
كادت دمعه اخرى تسقط لكنه تراجع بسرعه عندما شعر بظل ارتمى عليه فحتى الانهيار ليس له وقت
مجبر على تخطى كل شئ رفع وجهه ليتفقد زائره ضيق عينه قليلا ليستوعب وجود امرأه فى غرفته
لم يكن يدرك تماما من هى ابتسامتها ونظرتها الحانيه احيت نبضا مختلف كان قد اختنق وذهب من زمن بعيد
تفرس وجهها بدقه فملامحها المألوفه والتى بدئ وكأنه يعرفها بل ويعرفها جيدا , بينما تمعنت هى فى تفاصيل
وجهه بشوق وكأنه شخص ضال قد عاد لتو من سفر بعيد هرولت نحوه دون ان تمنع نفسها وحاوطت بيدها الناعمه
وجنتيه وهى تناديه بحراره وتلهف :
_ فــهــد
اشتعال عينياه وفمه الذى اتلوى فجأه اخبرها انه تذكرها جيدا فكم كانت تخشي هذه المقايله من أعوام
دفع يدها عن وجه وهو يهدر بحنق بالغ :
_ انــتـى ,,,
سارعت بالدفاع عن نفسها بتلهف , فكم اشتاقت لتسمعه كل مبرارتها وهو الذى منعها من ذلك
من وقت ما غادر لوالده :
_ فهد اسمعنى انت بقالك سنين مش راضى تسمعنى ولا حتى تشوفنى انت كرهتنى لكن انا ما أعرفش
انت حته منى دمك من دمى انت ابــنــى
كان يوليها ظهره و أجاب حرارتها بإذدراء تام :
_ هـه ,,, ابنك ….
للحظه انتصب امام عينه كل ذكرياته المؤلمه التى تصور انها لها اليد العليا فيها وامام حادث “غزل” القريب
انفجر فيها غاضبا :
_ ابنك اللى رمتيه لأبوه بعد ما اتحايل عليكى يقعد معاكى ,,حتى كان راضى يبقى صبى عالمه
ابنك اللى ابوة ما قدرش يرفع عنه أذى مرات قام رميه فى الاحداث ابنك اللى اتربى وسط مجرمين
وقتله وهو أضعف ما فيهم ابنك اللى عاش عمره يتذل بأنه إبن سنيه سكر
كانت “سنيه” قويه فى استقبال كل ألمه لقد كانت متابعه كل اخباره رغما عنه كل ما قاله صحيح لكنها لها رأى آخر
لذالك نطقت باتزان :
_ مش ذنبى انى بقيت سنيه سكر يا فهد انا بعدتك مخصوص عن الكار دا مخصوص عشان ما تعيرنيش
بمهتنى فى يوم انا زي زيك يا فهد اتجبرت على دا كنت مستنى ايه من واحده ما لقتش لقمه تاكلها بالحلال
غير هز الوسط ماعملتش حاجه غلط اتجوزت عبود بعقد عرفى كانت اكبر غلطه فى حياتى
لانه ضحك عليا لا قالى انه متجوز ولا قالى انه مجرم لما لاقيت بتكبر فكرت انك ابنى حبيبى
سعادتك اهم عندى من سعادتى بقربك منى دوست على قلبى ووديتك لأبوك ما كنتش اعرف ان مرات ابوك
بالقساوة دى اصلا ما كنتش اعرف انه متجوز ولا انه مجرم كل عرفه انه غنى وهيعيشك عيشه حلوة
ما أسكت “فهد ” حتى الان هى عاصفة واضرابه الداخلى بكل ذكرايته الاليمه وايامه التى لم يرى
فيها أى خير صرخ بها وهو يستدير :
_ وعملتى ايه لما عرفتى
هتفت “سنيه “وقد سبقتها الدموع :
_ عرفت متأخر وقت ما كنت انت بترفض تشوفنى
لم يحرك ساكنا ظل ينظر لدموعها بجمود لقد مر “فهد” بمشاعر مؤلمه أفقدته الاحساس
لقد تحول لمسخ شيطانى آله قتل متحركه رغما عنه بعدما عاش عمره يحارب شعوره
وكبر تماما على شعور دفئ الامومه ما دفعه للهتاف بسخريه بالغه :
_ وأديكى شوفتينى عاجبك اللى شوفتيه عاجبك ابنك اللى رمتيه بأديكى للتماسيح
اجفلت عينها بمراره لقد ضاق صدرها من فشلها فى المحافظه عليه لقد ظنت انها بهذا
تحقق له الكرامه بعيدا عن التصاقه براقصه كانت تريده يحيى مرفوع الرأس وما جلب لها
هذا التفكير الا فقدان ابنها كليا وقبل ان تدافع من جديد عن نفسها كان “فهد” ادرك تواجودها فى مكان
لا يناسبها وباغتها بسؤال :
_ انتى هنا بتعملى ايه ؟
بالفعل جائها السؤال على فجأه حولت لونها للشحوب
سحبت نفس هادئ ليهدء اضرابها الذى ظهر مع سؤال فهد فليس من السهل إخبار وحيدها انها تزوجت
وعاشت حياه افضل منه لكن لا مفر سيعرف :
_ انا مرات يمين الالفى يا فهد
اتسعت عينه من فرط الصدمه كان أكبر توقعه لم يصدق اذنه فنفض رأسه وهو يجفل
بتعب وكأنه يقاوم الفكرة , فابتسمت بحزن وهى تستأنف :
_ شوفت الدنيا قاسيه معايا ازاى أقبلك بعد كل السنين دى فى بيت الرجل اللى عـايـز يـقـتـــــــلك
__________________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________
بين تيم وتوبا
تحسس الفراش الى جواره فعقله الباطن يظن انها غفيت الى جواره طوال اليل لكن “توبا ” العنيده
أبت تماما كان قديما رغم ارادتها لكن هذه المره هى تملك الاراده الكامله نفخ بصوت مسموع
وهو ينفض الملائه عنه رفع جسده بخفه عن الفراش و مسح الغرفه بعينه الناعسه لكنها
لم تكن موجوده تنحى تماما من جلسته ودلف الى الحمام لكنها ايضا لم تكن موجوده
قاوم الشك الذى يتسرب داخله والتف لينزل الى الطابق الاول ببرود حاول اسطناعه دس يده
الى جيبه واخرج علبة السجاير التقطت منها واحده واشعلها بالقداحه التى كانت ملتصقه بها
دسها بين فمه وعينه لم تكف عن البحث عنها دار فى الارجاء لكنها لازلت مفقوده بالفعل
اصابه قلق ناد بإسمها عاليا ليسكت ذلك الشعور المخيف :
_ تـــوبــه ,,,
لم يسمع سوى صدى صوته بينما هى ايضا لم تجيب فإخطلتت كل المشاعر وانفجرت على صفحة
وجهه دون سابق انذار ان فقدها من جديد يعنى انه خسرها للابد قبل ينال أى شئ لاحب لا مشاعر
ولا حتى أمان ,,,,,
__________________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
فى فيلا الدمنهورى
تحمحم “أنس ” بعدما سأله والداه السؤال الذى أرق نومه من وقت ما طلق “مى ” حتى انه ظل
يرمقه بحدة حتى يريح قلبه بإجابة شافيه جعلته لا يتردد فى الصراحه المتناهيه لكى يحصل على ما يريد :
_ ضحكت عليا يا بابا اتخدعت فيها
استائت تعبير وجه والده وهو يهتف بسخريه :
_ يا أنس الموضوع دا بالذات ما فيهوش خداع دا يا أبيض يا أحمر
زفر”أنس” بصوت مسموع ما كان يريد فتح هذا الموضوع الذى يوتره ويخرجه من تعقله لكن الامر الذى اتى
له يستحق الثبات :
_ كانت خبيثه جدا يا بابا وانا كمان ما كنتش حاببها وعقلى كان مش معها
لمعت عين والده فقد هدر “أنس ” بشئ مهم ولابد عليه كشفه تماما سأله بأهتمام :
_ أومال عقلك كان مع مين يا أنس ؟ !
حك “أنس ” جبهته وهى يشعر بحرج كبير ابتلعه تماما داخله واعتدل ليمنحه اجابه واحده
نطقتها عينه قبل لسانه :
_ ســجــى ,,
طرقع والده أصابعه بيده فى حماس وهو يهدر :
_ايـــوه ســــجــى مالها دى بقى
_ بــحـــــبـــها ,,
قالها ” أنس ” دون أن يترف له جفن قالها بكل حواسه حتى وصل المعنى الحرفى له
توقف والده عن الكلام وأشار بيده ليترك لولده التوضيح الكافى ,سحب “أنس ” نفس مطول
ودفعه وهو يستأنف حديثه :
_ بحبها من مدة طويله لكن ظروف معينه خلتنى اسيبها واكمل مع “مي ”
عقد “على “حاجبيه متسائلا بضيق :
_ ولما انت بتحبها اتجوزت واحده غيرها ليه
آثر “أنس “الصمت حتى يغير والده السؤال وبالفعل لم ينتظر وقت طويل سأله بفضول :
_ مين دى بنت مين يعنى ؟
انتفض قلب “أنس” فهنا تكمن المشكله استخدم يده لتوضيح ولإ ثبات انه لن يتنازل عنها مهما حدث
وتحت أى ظروف :
_ مش بنت أى حد نعرفه ودى اجابة سؤالك اللى قبل دا ,انا اتجوزت واحده تانيه
عشان كنت غبى وفكرت انها مش من مستوايا لكن انا دلوقتى اتاكدت انى مش هعرف اكمل
حياتى غير معاها
كانت عين والده مدهوشه كلامه كان منطقى لولا نبرة التعصب التى افسدت الامر هب “على ” من مكانه
وهدر بكل حده :
_ يعنى ايه اللى بتقوله دا مش كفايا فضايح بقى هنودى وشنا من الناس فين ؟
نهض “أنس ” من على الكرسي ووقف فى وجهه :
– الفضايح هتيجى لو ما اتجوزتهاش انا بحبها وبصراحه مش عرف انساها
كان الجو متوترا لذا دار الحديث بسرعه :
_ شوف واحده تانيه اتجوزها يا اخى مش ضرورى دى
_ انا ما بحبش غيرها و انا لوما اتجوزهاش هفضل طول عمرى مش نسيها
وارجوك ما تجبرنيش اعمل حاجه من وراك انت عودنا على حرية التصرف ارجوك
كن عادل لما اختار شريكة حياتى
ظهر اللين واضح على صفحة وجه والده مما طمئنه قليلا نفخ مغمغما بضيق ثم التف اليه
ليوليه كامل انتباه وهى يسأل سؤال غاضب بعد الشئ :
_ عرفتها منين ولا بيتها فين دى نسأل عنها
اجابه متلهفا من موافقه الضمنيه :
_ انا عارفها كويس وهى بنت ناس طيبين جدا وفى حالهم لو سمحت قول لماما ولين يروحوا
يزروهم انهارده ويتفقوا على ترتيبات الفرح
اتسعت عين والده فجأه وكرر كلمته بصدمه :
_ فرح , فرح ايه الحاجات دى ما بتمش بالسرعه دى
ابتسم “انس ” بمرح ليهدء من صدمة والده :
_ يا بابا ما تقلقش بقولك عارفها وبحبها ….
غمز بطرف عينه ليضغط على نقطة ضعفه ورهف مشاعره مسح على كتفه برفق مداعبا اياه
وهو يسترسل بمرح :
_ ولا انت ما حبتش يعنى
رغم عنه ابتسم والده لقد مرر رغما عنه ذكرايات ومشاعر صبيانيه قد مر عليها زمن طويل
فوكزه “على ” بخفه فى صدره قائلا بشقاوة خفضضت عمره لعشر سنوات :
_عيب عليك دا انا بابا يلااا
قهقه “أنس ” قائلا بصوت عال مشحون بالسعاده :
_ يا بابا يا جاامد
____________________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______
فى منزل صبحى
لم تنم الفتاتان بقيت كل منهما على فراشهما يحدقان للسقف بصمت لم يكن لهن المقدره
للثرثره كما سبق لقد مات لهفتهم وضحكاتهم تحت دمار النضج المبكر ومواجهة قسوة الحياه
قطعت “غزل ” الصمت بعدما التفت الى جانبها وهى تشدق بـ :
_ لسه صاحية يا سجى
كان الكلام ثقيل على لسان “سجى ” تفكر فى الجحيم الذى خرجت منه والتى ستدخله من جديد
هتفت سجى بصعوبه :
_ انام ازاى بعد اللى قولتيه يا غزل
قالت لها “غزل ” بتعب :
_ ما فيش حل احسن من اللى حلوا انس احنا دلوقتى لازم نكفى على الخبر ماجور
وننسي اللى فاتت
ظهرت ابتسامه مريره على فم “سجى “من سخرية القدر منها لقد اتها ما ارادت لكن بعدما اصبحت
لا تريد وترغمها الظروف على اجابة دعوتها برغم نسيانها سقطت دمعه حاره على وجنتها وهى تخبر اختها
بحزن :
_ عارفه يا غزل انا كان نفسي يجى ويطلب ايدى زمان بس دلوقتى انا كل حاجه فيا
رافضاه ومع ذلك مطره اوافق انا كرهته على قد ما حبيته يا غزل ,,
شعرت بانفاسها تنسحب من صدرها بصعوبه وهى تسترسل بصعوبه :
انا كرهت بسبب اللى حصلى من ورا الحب
هنا انتفضت” غزل” من مضجعها وهى تشعر بأن حشرجة صوت اختها ورائها غيمة متلبده بالامطار
تابى الهطول انتقلت لفراشها وبسرعه ضمتها الى احضانها وهى تهتف بحنان اخوى فياض :
_ معلش يا سجى ((عسي ان تكرهو شيئا وهو خيرا لكم وعسي ان تحبوا شيئا وهو شرا لكم) )
خلى ايمانك قوى بالله وارضى بنصيبك
هنا انفجرت” سجى” وانهارت تماما راحت تدس وجهها اكثر فى احضانها بنحيب مؤلم اصاب غزل
بالحزن هى الاخرى ولكن ما العمل هناك خيارات كانت لا تليق لنا وابعدها الله عنها لكننا بغباؤنا وبفهمنا
المحدود تشبثنا بها فننالنا شرها واتنا من ورائها كل شر
______________جميع الحقوق محفوطه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________
(توبا وتيم)
انطلق كالسهم نحو الخارج يمنى نفسه بايجادها بسرعه وان تكون قررت الهرب فى وقت قريب
ظل يبحث بعينه فى المكان الخالى من البشر اجتاز بوابة الشاليه وحدق فى الابنيه المجاوره
التى يسكنها الصمت لا صوت سوى صوت الامواج المطلاطمه
القادمه من الشاطئ تقدم عدة خطوات بالقدر الذى يجعله يرى الشاطئ بالكامل زفر براحه
عندما لمح جسدها القليل يقف هناك على بعد امتار قليله تمشي نحوها بخطوات متبطئه
كى يخفف من شعوره السئ الذى انتابه منذوا قليل يظهر امامها بجموده المعروف كلما
كان يتقرب منها كانت تتبدل نار غضبه الى مثيلاتها من الشغف والاشتياق يتمنى ان تركض
اليه وتحاوط عنقه ويختطفها برشاقه ويدور بها يريد ان يحيا معها مشاعر حب حقيقيه لا تعطى لها
هى اي مساحه تذكر, كانت مميزه فى كل شئ شعرها الاحمر الذى تتناقله الرياح بين اصابعها بخفه
قميصه القصير الذى ترتديه ويظهر ساقيها باغراء ليتها تعرف انه ما فـتن من قبل بامرأه مثلها
وصل اليها اخير وووقف الى جوارها ينفس دخان سيجارته ببرود وهو يهتف بنبره صلبه :
_ خرجتى امته ؟
منحته نظره جانبيه دون ان تلتف وحافظت على صمتها , لكنه لم يطيق الانتظار اكثر من ذلك
وضع يده حول خصرها وجذبه اليه بقوه عندها هدر بضيق حقيقيا :
_ ازاى تخرجى من غير ما تقوليلى وليه ما نمتيش جانبى يا حرمى المصون ؟
حاولت التخلص منه وهى تأمره بحده ممتزجه بضيق :
_ ابعد عنى
شدد من تمسكه بخصرها وهو يزمجر بجنون :
_ مش قبل ما تردى على أسئلتى
نظمت انفاسها فهى لا تعرف عاقبه تحديه واستفزاز جنونه اجابته سؤاله بسؤال اخر :
_ عايز تعرف اى اجابه الاول ؟
مال بجبينه الى جانب جبينها حتى يتثنى له الهمس على بشرتها الناعمه :
_ ليه ما نمتيش جانبى مش واعدتك انى هسيبك على راحتك
اجابته هى باستهزاء :
_ ما اجتمع رجل وامراه الا وكان ثالثهم الشيطان
مسح طرف انفه فى وجنتها وغمغم بلطف محفوف بالخطر :
_ انا مش عارف الشيطان مش قادر غير عليا ليه ؟
دفعته بقوة وهى تهدر بتعصب :
_ عشان ايمانك ضعيف
وقفت على بعد خطوات منه فاقتراب هو منها وعينه مثبته على عينيها الملونه ظل يرمقها
بنظرات ثاقبه اتضح عليها الشرود ابتلعت ريقها من حالته العجيبه وسالته بضيق :
_ فى ايه ؟
لم يحرك عينه عن عينها وبدى كالمسحور وهو ينطق كلماته برقه تتناغم مع لهيب قلبه الذى لا ينطفئ :
_ كنت بـسأل نـفـسي لو كـافــر شاف عــنيكى دى مـمـكن يـؤمـن
كلماته ايقظت كل مشاعرها التى تكتمها داخلها مما لاشك فيه وجودها مع “تيم ” فارسها الاول وحارسها الامين
يجعل قلبها ينيض حبا له برغم استنكارها للامر فالأن عرفت سرانجذابها اليه عندما كان يحتجزها بالشقه
و شعور الامان الذى كان يحاوطها عندما اجبرها على الزواج منه هى تحب “تيم ” القديم وتكره سلطان بشده
لذا اشاحت بوجهها عنه وهى تهدر بحنق مبالغ فيه :
_ انا بـكرهـك
كالمتها الغابطه لم تؤثر على عاشقها المتيم القى بسيجارته ارضا واختصرالمسافه بينهم ليبقى قريبا منها
بقدر الذى يجعله يختطفها فى لمح البصر كانت بين يديه هدأء من ثورتها التى كادت على الانفلات
بقوله المرح :
_ بـس انـا بــحــبــك
هذه المرة شردت هى فى عينه الساحره فهذا الماكر يعرف جيدا ان يحبط عزيمتها فى التصدى له فى قتل الموده بينهم
ابتسم ثغره وهو يخبرها بمشاكسه :
_ هنعمل حاجه مجنونه دلوقت ,هننزل البحر
انتبهت سريعا لما قاله وتشدقت وهى تحرك أصباعيها بالنفى :
_ لأ لا لا بلاش ارجوك المياه ساقعه جدا
لم يعير رفضها اى اعتبار نوى ان يعيش معها لحظات سعيده ولن يتراجع لابد من يوقظ رغبتها
حتى ينعم معها ما تبقى فى عمره ,,,
______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________
(فى فيلا الدمنهورى )
هبت امانى ولين من على الاريكه عندما وجدت على وأنس يخرجان من غرفه المكتب ويبدو
على وجهيهما السعاده وصوت ضحكاتهم يملأ المكان وبرغم دهشتهم الكبيره هدرت امانى بلوم :
_ طيب ضحكونا معاكم بعد ما توترونا كل دا
التف لها “على” وشاكسها :
_ انتى بتغيرى ولا ايه يا مونى
انتقلت “لين” بسرعه الى جانب والدها لتحاوط يدها عنقه بدلال وهى تهدر بعبوس :
_ لا دا انا اللى غيرانه اشمعنا انس يدلع لوحده
حول والدها عنقه اليها ليهدر باسما :
_ معلش يا “لين” يا خدلوا يومين بعد كدا يروح لعروسته تدلعه وانا وانتى ما يبقالناش الا بعض
فرغ فاها فنطلقت ” امانى ” نحوهم تهدر بحده :
_ هو مين دا ما تفهمنا يا على
اجابها بجديه وهو يزيح يده عن لين قائلا :
_ أنس هيتجوز الاسبوع دا يا امانى
وقبل ان يوضح اى تفاصيل سالته هى بتعجب :
_ ازاى يعنى ومين دى اللى هترضى تجوزه بالسرعه دى
اشار لها ” على ان تهدأ حتى تسمح له بالتوضيح :
_ اهدى يا امانى انا هفهمك بعدين المهم جهزى نفسك “انس ” بنفسه هياخدك
ويوديكى لحد هناك تشوفيها وترتبى معاهم سبينى دلوقت بس عشان انا سايب شغل
من الصبح واما ارجع نتكلم
قال جملته وتحرك نحو الباب لتعتدل هى الى “انس ” وتساله مستفسره :
_ فى ايه يا أنس ومين دى اللى هروحلها بنت مين ؟
تحرك ” انس ” نحوها وطبع قبله حانيه على جبينها وتبعها بابتسامه وهو يقول :
_ بعدين يا ماما انا هموت وانام عشان ابقى جاهز اروح معاكم
تركها مباشرا دون انتظار اعتراضها مما جعلها تلتف له وهى تصيح بتشنج :
_ هو فى ايه هو انا كل ما اسال تقولولى بعدين انا عايزه اعرف
لم يلتفت لها ” انس ” واختطف درجات السلم بسرعه حتى لا يطر للشرح . ظلت تحدق اليه
بضيق حتى نقرت ” لين ” على كتفها لتلفت انتباهها بالقول :
_انا هقولك
استدارت لها والدتها وهى لا تقاوم فضولها فى سر انقلاب الاحداث بهذه السرعه :
_ تقوليلى ايه ؟
اجابتها “لين ” وهى تجلس الى الاريكه بأريحيه :
_ أنس بيحب واحده وكان نفسه يتجوزها وباين كدا من سعادته ان بابا وافق
لم يسعد ذلك امامى فهتفت بحنق :
_ يا سلام وانا اخر من يعلم ولا ايه
هرولت هى الاخرى نحو السلم وهو تهدر بضيق جلى :
_ انا لازم اكلم على وافهم منه دا شئ يجنن
على جانب “لين ” اتسعت ابتسامتها وهى تحرك رأسها بانتشاء ولسانها يهتف بفرح :
_ لــقــد فــعــلــتها يــا أنــوس
______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______
(فى فيلا يمين الشرقاوى )
تصنم “فهد ” وكأن جسده ضربه البرق وقف جامدا لايحرك طرف عينه صعق من ذلك الخبر
الصادم حتى انه لم يعير اهتمام للمسات والدته على كتفه وهى تناديه بقلق :
_ فهد فهد فهد
كان يسمعها جيدا لكن جسمه يرفض التفاعل باى طريقه اخير استطاع النطق بكل جفاء :
_ عايزه ايه جايه ليه تحذرينى ولا تهربينى ولا جايه تقتلينى
ابتسمت بمراره وهى تصارع شعورها :
_ نكتة حلوه يا فهد انا ما اقدرش اعمل اى حاجه من دول لو “يمين” ما رعاش العشره اللى بينا
مصرنا احنا الاتنين هيكون الموت عشان بس تعرف ان امك اتظلمت فى الحياه زيها زيك
اثرت كلماته فيه بشكل مبالغ فيه نظر اليه مخفيا كل شعوره تحت ستار الجمود امسكت منكابيه
لتحرك مشاعره اكثر وهى تهدر بحده :
_ بس انا مش هاممنى نفسي المهم انت تعيش انت شاب ولازم تكمل حياتك اذا كنت شايف انى
غلطت فا ا نا مستعده اصلح غلتطى دى بروحى
اجفل عينه وقد بدى زاهدا فى الدنيا سائما قسوة الحياه وجذبه مرارا وتكرار فى طرق لا يريدها :
_ ومين قالك انى عايز اعيش صدقينى انتى كدا بتغلطتى اكتر انتى بتنجى مجرم من الموت
عشان يخرج للعالم من جديد
امسكت ذقنه لتحولها اليه وتضمن استيعابه قائله بقسوه :
_ فوق وغير طريقك انت راجل يا فهد تقدر تعمل دا ما تخليش الدنيا تقف فى وشك
وتضعفك انت اقوى منها اسحب الدنيا لـ إللى انت عايزه اوعى تستسلم
كان جملتها قويه لدرجة انها هزت كيانه جعلته يقف بلا حراك للمره الثانيه لكنه لم يدرك هذه
المره اختفائها انتبه مؤخرا لخروجها كأنها اتت من العدم لتصفع قوته وعناده وتوقظ عزيمته
فى التغير الذى دوما كان يصتصعب طريقه الان نبض قلبه لفتح بوابة هذا الطريق
____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ____________
(تيم وتوبا)
صرخت توبا عندما وصل الماء الى جسدها وظلت تهتف وهى تتلوى فى يده :
_ لا ارجوك المياه ساقعه انا ما بحبش كدا ارجوك
ارخى يده عنها لتقف الى جواره والمياه تغمرهما حتى ما بعد منتصف جسدهم هتف بلطف كى يقضى
على تشنجها :
_ سبيبلى نفسك وانتى مش هتحسي بأى ساقعه كمان شويه مش هتحتاجى تخرجى اصلا
لاحظت نبرته اللعوب لكنها تجاهلت الامر فهى تحتاج مساعدته لكى يخرجها من هذا المكان
التفت حولها وهى ترى الشاطئ بعيد فعلت انفاسها وهى تهتف بنبره مرتعشه :
_ خرجنى من هنا انا بردانه جدا
امام حالتها السيئه وشفاها التى انصبغت بالازرق هدر بقلق واضح :
_ مالك يا توبه انتى فعلا بردانه ولا عايزه تهربى منى ؟
نطقت بسرعه والخوف يظهر من عينيها :
_ انا بردانه خرجنى خرجنى بسرعه ,,
بالفعل كانت تشعر بالبرد من المياه ويزيد ذلك عند شعورها بالخوف فالامر يتعلق بحالتها النفسيه
اكثر عندما شعرت بتودد “تيم “اليها فكرة انه سيقترب منها ويستغل الموقف استغلالا بحت لمصلحته الشخصيه
زاد الامر سؤء
هتف هو مهدئأ وعلى وجهه ظهر القلق :
_ خلاص يا توبه هخرجك بس إهدى
انتشالها بين يده من جديد وعاد حيث اتى لم تكن تتصنع فهى ترتعش بالفعل بين يده لم تقاومه
كعادتها عندما يحملها بل حاوطت عنقه بيدها البارده التى لا يختلف حالها عن باقى جسدها
خشي ان يصيبها مكروه من جراء فعلته المتهوره فانطلق نحو الشاليه بسرعه وضعها على الاريكه
القريبه من المدفأه كانت أسنانها تصتك بشده اشعل المدفاه وحرك النار بالعصي الحديديه المسماه بالسيخ
حتى تشتعل اكثر واكثر ثم التف ليغلق النوافذ حتى يحتجز الهواء الساخن فى المكان واسرع نحو الدرج يبحث عن شيئا
ثقيل ليغطى جسدها به لم يجد سوي ملائه ثقيله بعض الشئ تخفي فوق الخزانه سحبها وعاد لها سريعا
كانت كما هى ترتعش وانفاسها تكاد تنقطع القاها الى جسدها وهو يهتف أمرا :
_ لازم تخلعى هدومك كلها عشان تدفى
اجابته ساخره :
_ ها عشان ادفي ,على حد علمى الناس بتلبس عشان تدفئ مش العكس
ابتسم بعد وقت طويل مر من القلق على الاقل تحتفظ بعنادها المضحك حتى وهى فى هذه الحاله البائسه :
_ هو انتى ما تعرفيش ان الهدوم المبلوله اللى عليكى دى مش هتخليكى تحسي بالدفا الا بعد ما تنشف
اولاها ظهره وهو يهتف بهدوء :
_ خلصى عشان انشفهملك
عينه تشبثت بالنار وبدء قلبه بالخفقان السريع مع سماع صوت حفيف ملابسها وهى تجردها عن جسدها
كان اشبه بالجمر على قلبه انه يشتهيها بقوة لكن لا فائدة منها ابد كأنها جليد تماما كالنيران التى امامه
بسبب شروده لم يستمع لندائها المتكرر بـ :
_ اتفضل ,, اتفضل ,, سلطان ,,يا سلطان ,, انت مش سامعنى
دار على اعقابه يسألها :
_ ايوة يا توبه
سقطت عينه على عينها من جديد سكن تماما وشرد من جديد كيف سيتعامل معها لقد ضاع عمره
فى عشقها وهى بعيده عنه والآن وهى تحت يده وزوجته لا يستطيع ضمها الى صدره وإسكات شغفه
بها واطفأ ناره المستعره بين جنبيه
كانت “توبا” تلاحظ تشتته من بحر عيناه الهائج الذى تتلاطم به الامواج بشده وخشت ان يعود الى
تفكيره الذكورى ومحاولة الاقتراب منها رغما عنها مستغلا حالتها الآن , كست نبرتها بالغضب
وسألته بحده :
_ سرحان فى ايه ؟
رفع حاجبيه بهدوء وظهر على جانب فمه ابتسامه ساخره من فهمها المحدود له هتف بخذلان :
_ سرحت فى النار يا توبه النار دى غريبه ويمكن تشبهنى كل الناس بتخاف من النار لاتحرقهم
زيك بالظبط ما انتى بتخافى منى ,,,
جلس بالقرب من الاريكه التى تتمدد عليها فاعتدلت فى جلستها واحاطت الغطاء باحكام على كتفيها
حرصت بشده الا يظهر منها اى شئ فهى لا تعرف متى سيحرر ذئابه الجائعه لإلتهمها لكنه لم يكترث
جلس بالارض قريبا منها وحدق بالمدفأه وراقب النار وهى تلتهم الحطب ببطء وشراسه فى نفس الوقت
استرسل باستفاضه :
_ النار جميله لما تدفينا وبشعه وتخوف لما تحرقنا وجهان لعمله واحده
ازاح وجه عنها لينظر الى توبه ثم اردف بعمق :
_ صعب يا توبه صعب احميكى واخاف عليكى وانتى مش عارفه تشوفى فيا غير سلطان انا كمان
تعبان من اللى حصلى انا كمان ما كانش بايدى
كانت “توبا” مشوشه بشكل كبير من حالته العجيبه لا تعرف هل يحاول امالة عقلها لنيلها ام انه
فعلا يحبها ابتلعت ريقها واجابته بثقه :
_ لما تبقى تثبتلى انك مش سلطان بتاع زمان سلطان اللى تجارته كانت بالستات
لاحظت عينه التى تحولت الى نار مشتعله فألقت بكلمه ناعمه وهى تحدق الى المدفأه بلا اكتراث :
_ تــوب يا “سلطان ” تــوب يــتـــوب عــلــيك ربنا
كانت كلماته الناعمه كالخنجر المزخرف طعنته بقلبه وهو مسحور بزخرفة شكله تمتم دون وعى
وكأنه لا يعرف سواها توبه :
_ انــتى التــوبــه يــا تــوبــه !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
……………….!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأنها استثناء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى