روايات

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل السادس عشر 16 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل السادس عشر 16 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الجزء السادس عشر

رواية لأجلك نبض قلبي البارت السادس عشر

لأجلك نبض قلبي
لأجلك نبض قلبي

رواية لأجلك نبض قلبي الحلقة السادسة عشر

ظل عمر يقبلها بشغف و لهفه فامالها لتستلقى واضعا يده خلف ظهرها ليريحها عليه و هو لا يزال على حالته يعمق قبلاته اكثر و اكثر و اخذ ينزل بشفتاه على طول عنقها المرمرى فتاهت هى بطيات عشقه
ابتعد عنها ليتفرس ملامحها فوجدها موصده لعيناها تتمسك بشده بقماش الاريكه المستلقيه عليه فوضع يد اسفل ركبتيها و الاخرى خلف ظهرها و حملها متجها بها لغرفه النوم
وضعها على الفراش و اتكئ الى جوارها و عاد ليقبلها بجنون وسط ارتباكها و قله خبرتها فلم تستطع ان تجاريه فيما يفعل فلم تجد بد سوى ان تستسلم لاحترافيته حتى خلع عنه قميصه القطنى و بدء بفك ازرار كنزتها و هو يقبلها من جميع اجزاء جسدها
وصد عينه فى استمتاع لتلك اللحظات الحميميه حتى هاجمته مخاوفه و اقوال طبيبه فانتفض فزعا للوراء و شعرت خديجه بخضته ففتحت عيناها الموصودتين و نظرت له بقلق و حيره و هو يهتف بها صارخا ” انتى ليه سيبانى كده؟ ”
نظرت له بتوجس و رهبه و عيناها تلمع من الحزن ليكمل صراخه بها ” ازاى نفسك رخيصه عليكى للدرجه دى؟ انا لو مكنتش لحقت نفسى كنت ممكن اكمل للاخر ”
بدءت العبرات تنزل دون ارادتها وهى تنظر له بخزى و شعورها بالتخاذل اخذ يزيد بعد ان هدر بها بقسوه “ازاى موقفتنيش؟….عادى كده اللى حصل ده؟”
حاولت التحدث بصوت هادئ فخرج صوتها مختنقا بالبكاء و هى تردد ” انا سيبتك عشان بحبك ”
نظره ناريه خرجت من عيناه القاتمتان و هو يجيبها “و ده معناه انك تسلميلى نفسك بسهوله كده؟!”
هتفت بحده ” عمر…انت جوزى، ايه الكلام اللى بتقوله ده؟”
اجابها بقسوه ” جوزك على الورق و ميت مره احذرك ان مفيش و لا حيكون فى حاجه بينا و انا معنديش اى مشاعر من ناحيتك ”
تذكرت كلام هاله بالتحديد فى تلك الحظه بعدم الاستسلام و تاكيدها بانه يحبها فاصرت على موقفها و تمسكها به فما حدث بينهما منذ قليل اكبر دليل على وجود مشاعر مشتركه بينهما فاقتربت منه ووضعت يدها على ظهره و هو يوليه اياها فشعرت بتيبس جسده اسفل اناملها فادارته ليواجهها و رددت بثقه ” انت بتضحك عليا…و اكبر دليل اللى حصل بينا دلوقتى”
انقشع وجهه بحمره غاضبه فاقترب منها و ارتسمت على وجهه ابتسامه ساخره و ردد بقسوه قاصدا ايلامها ” اللى حصل من شويه ميدلش على اى حاجه لان مفيش راجل حيلاقى قدامه حاجه سهله و رخيصه و يقول لها لا ”
نصل خنجر مسموم طعنت به على غفله فى قلبها ليرشق بمنتصف صدرها يوقف نبضات قلبها و يصعب عليها التنفس فلم تشعر بنفسها الا و هى تصفعه بقوه على وجهه و علامات الغضب تظهر جليه على ملامحها
ادار وجهه للجهه الاخرى اثر تقليه للصفعه و وضع يده على صدغه و اخذ يتنفس بقوه و هو يحاول كتم غيظه فعض على شفتاه بغيظ لتصرخ هى به “الحاجه السهله و الرخيصه دى تبقى مراتك و بشرع ربنا، بس انت عندك حق لانى رخصت نفسى للدرجه اللى اتقالت لى فى وشى و بالشكل ده…بس عارف انا مش زعلانه و لا مضايقه بالعكس انا فرحانه اوى عشان انت باللى عملته دلوقتى قدرت تعمل اللى انا فشلت فيه و هو انى مش بس اشيلك من عقلى و من قلبى….لا ده انت قدرت تخلينى اكرهك ”
اتجهت ناحيه الباب و فتحته على مصراعيه و اشارت بيدها للخارج و هى تردد ” اطلع بره ”
بخطوات ثقيله اتجه للخارج فاوقفه صوتها الحزين “انا بجد مش ندمانه على حاجه، عشان انا زى ما اتعلمت ازاى احب…اتعلمت كمان ازاى اكره و زى ما اتعلمت ازاى اتوجع اكيد حتعلم ازاى اوجع اللى قدامى ”
كففت عبراتها بظهر يدها و رددت بحده ” انا حنساك و ححب…ايوه ححب و اكيد المره الجايه اختيارى حيكون احسن لان الانسان لازم يتعلم من اخطاءه، بس انت حتعيش و تموت لوحدك لانك متعلمتش تحب انت اتعلمت تكره و بس ”
انتحبت بالبكاء فشعر بغصه قويه تضرب قلبه و حاول الاقتراب منها و لكنه تراجع فور ان رفعت عيناها به ببريق لامع و هى تكمل “اول ما نرجع تطلقنى و تحلنى من الارتباط اللى خانقنى ده”
لمعت عيناه بضيق و اقترب منها يمسكها من ذراعها بقوه و هو يهتف بحده ” ايه؟بتقولى ايه؟…..سمعينى تانى كده ”
” بقولك طلقنى ” هتفت باصرار فلمعت عيناه بحمره غاضبه و ردد بحذر ” اه اكيد ده حيحصل بس فى الوقت المناسب ”
” نعم؟و هو ايه بقى الوقت المناسب من وجهه نظرك؟”
تحدثت بتهكم واضعه يدها اعلى خصرها فاجابها ببرود ” بعد رفع الوصايه يا ديچا…زى ما اتفقت مع ابوكى الله يرحمه، لانى راجل و قد كلمتى و عمرى ما خلفت بوعدى لحد ”
ضحكه ساخره رنانه اطلقتها مستهزءه بحديثه فنظر لها بضيق و ردد ” ايه مش عاجبك كلامى؟تحبى افكرك؟…..اتفقت مع ابوكى انى احميكى و احمى مالك و اظن انى قادر اعمل ده، اتفقت مع ابوكى ان الطلاق ميحصلش الا بعد رفع الوصايه و انا برده لسه عند كلمتى….اتفقت معاكى ان جوازنا على الورق و انا برده لسه عند كلمتى، حذرتك اكتر من مره انك تقربى منى او تحبينى لانى مش حتغير و لا حيتغير حاجه بينا و انا برده لسه عند كلمتى….اللى غير كلامه و اتفاقه انتى يا خديجه مش انا ”
بعيون دامعه و صوت مختنق و قلب مجروح رددت “و كل لحظاتنا مع بعض سببها ايه تقدر تفهمنى؟”
ابتلع لعابه بتوتر و ردد بتنهيده ” يمكن من ناحيتك انتى حب زى ما قلتى لكن الاكيد انه مش كده من ناحيتى ”
” امال ايه؟”
هدرت بحده و عصبيه فنظر لها بحسره حاول اخفاءها و ردد بهدوء مصطنع ” انا كلامى ممكن يطلع تقيل عليكى ”
بانفاسها العاليه و صدرها يعلو و يهبط رددت بحنق “لا متخافش انا نحّست من اللى شفته منك و بقيت مش بتوجع”
ردد بخفوت ” اللى بيحصل منى مجرد شهوه، انتى حلوه اوى مفيش كلام و انا بضعف قدام جمالك بس الحمد لله انى بقدر اتحكم فى نفسى قبل الموضوع ما يتطور معايا و يا ريت انتى كمان تمنعينى لو ضعفت تانى قدامك لانى اهو و انا فايق و بكامل قواى العقليه بقولك انك بالنسبه لى زيك زى ليان و اسيل و عمر ما حيكون فى بينا حاجه ”
حاولت اخفاء المها من حديثه فرددت بفضول ” و يا ترى مين سعيده الحظ اللى انت قافل قلبك عليها و مش عايز تفتحه لحد، لا انا و لا لوچين بنت خالك و لا البنت الروسيه اللى كنت بتكلمها ”
اجابها ببرود ” ملكيش فيه ”
ترك الغرفه و خرج فاغلقت الباب خلفه بعنف اهتز على اثرها جدران الجناح و ارتمت على الارض تستند بظهرها عليه باكيه بصوت مكتوم حتى لا يستمع لها و لكنه رأى خيالها من خلف الباب فاسند كفه و جبينه عليه و ردد بهمس
” سامحينى يا روحى و قلبى….سامحينى يا حياتى و عشقى الوحيد، يا ريتك تعرفى ان عشانك انتى و بس قلبى دق و ان اى حاجه قبلك مكانتش حب ”
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
فى ڤيلا الباشا
عادا من سفرتهما متجهمى الوجه و حاولت هاله استنباط اى امر منهما و لكن دون جدوى فلم يفصح اى منهما عما حدث بتلك السفره
اتخذت قرارها بنسيانه و ان تعيش حياتها فكل رفيقاتها تعيش بقصص حب الا هى فجلست تفكر فى امرها حتى واتتها تلك الافكار التى عصفت بكيانها
جلس الجميع على مائده الافطار و بدء طه بالتحدث لابنيه عن سير العمل فهتف ” الفندق الجديد اللى بيتبنى فى الجونه محتاج حد منكم يسافر يباشر الشغل هناك ”
نظر عمر له بجمود و ردد ” يعنى ايه حد منكم؟ انا دخلى ايه بشغلكم؟”
احتد طه بغضب ” دخلك انك ابنى الكبير و مش معنى انى سيبتك تعمل لنفسك شغل خاص بيك يبقى تسيبنى لما اكون محتاس و اخوك يا دوب بيدير فرع القاهره و مش قادر حتى يباشر باقى الفروع ”
قوس فمه بضيق و ردد ” بابا…انا من الاول مفهمك انى بره الشغل ده و طالما شايف نفسك مش قد الفروع الكتيره يبقى متبنيش فنادق تانى كفايه كده و اظن انك ما شاء الله بقيت ملياردير و لا هو البحر بيحب الزياده ”
انقشع وجه طه من حديث ابنه الفج فردد بغضب ” و هو انا بعمل كل ده لمين؟مش ليك انت و اخواتك!!”
اجابه عمر ببرود ” و انا مش عايز حاجه و اظن وقت ما فتحت شركتى حاولت تساعدنى بفلوس و انا رفضت ”
نظر طه لابنه بخزى لينتهز عدى الفرصه حتى يكسب نقطه على حساب عمر فهتف “خلاص يا بابا سيب عمر فى شغله و انا حسافر اباشر الشغل هناك و لا يهمك ”
هتف طه بغضب ” و مين يشوف شغلك هنا؟ ”
” خديجه ” رددها عدى و هو ينظر لها برقه و هيام فتعجبت من اقتراحه و رددت بتخوف ” بس انا معنديش خبره كفايه عشان ادير حاجه بالحجم ده”
ابتسم لها عدى و ردد ” تتعلمى، و انتى شاطره و انا متاكد انك حتتعلمى بسرعه ”
ابتسم طه بود و ردد متسائلا ” ايه رايك يا ديچا؟”
تبتسم بخجل و تردد ” اللى تشوفه يا عمى ”
طه بفرحه ” خلاص يبقى من انهارده تروحى الشغل مع عدى عشان تلحقى تعرفى الدنيا ماشيه ازاى عشان انا عايزه يسافر اخر الاسبوع بالكتير و كويس انك فى اجازه من الكليه عشان تبقى فاضيه ”
رددت بادب و طاعه ” حاضر يا عمى ”
وقف عمر من مكانه و استاذن ليذهب لعمله و هو يشعر بالضيق الشديد فمنذ عودتهما من الاقصر و هى تتحاشى التعامل معه بل و تتحاشى حتى النظر اليه و ها هى تتخذ قرارها دون الرجوع اليه و لكنه اثر الصمت حتى لا يفتح معها اى حديث قد يعكر صفوها فهو يعلم كم آلمها
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ظلت خديجه تذهب يوميا للعمل بفندق الباشا و تتدرب على يد عدى الذى انتهز الفرصه و تقرب منها بشده حتى اصبحا اصدقاء و اصبحا يذهبا سويا و يعودا سويا حتى بعد ان سافر لمتابعه الاعمال ظل يتصل بها يوميا بحجه الاطمئنان على سير العمل و كانت هى تعمل بجد و همه
ظل الوضع هكذا طوال فتره الاجازه حتى عادت الدراسه مره اخرى و هنا تدخل عمر بحده ” انا سبتها تشتغل عشان اجازه انما مع المذاكره مش حينفع ”
ردت هى بتوضيح ” انا كنت فى المنصوره بذاكر و بشتغل فى الطبخ و بعمل سيشن تصوير و مكنتش مقصره فى حاجه ”
اجابها عمر بهدوء ” اعملى اللى انتى عيزاه فى الاجازه انما دلوقتى للمذاكره و الجامعه و بس و مش حعيد كلامى تانى ”
احتدت تعابيرها و ارتفع حاجبها لاعلى و عيناها تلمع بضيق فرددت بغضب ” ده اللى هو ايه؟ يعنى عمى طه موافق و معندوش مشكله و بصراحه مش فاهمه مشكلتك ايه؟”
حاول ان يتحكم بانفعلاته فردد بهدوء ” مش حكرر كلامى تانى يا ديچا و اللى قولت عليه يتسمع ”
” بصفتك ايه؟” رددتها مباغته فالتفت لها بتسرع و اقترب منها و احنى راسه ليقلص المسافات بينهما فحاول عدى تهدئه و لكنه اوقفه بحركه يده و ردد بهدوء مصطنع ” بصفتى الوصى عليكى و ولى امرك”
ابتسمت بغل و رددت بتهكم ” كلها 5 شهور و الوصايه تترفع”
اومئ براسه و ردد بصوت اجش ” و لحد ما تترفع الوصايه يا خديجه حتعملى اللى انا اقول عليه ”
ليمسك ذراعها بقسوه وسط توسلات حياه و هاله بان يتركها فصرخ بهما ” محدش يدخل ”
ثم نظر لها و اردف بضيق ” و حتى بعد الوصايه ما تترفع برده حتعملى اللى انا عايزه….و اظن انتى فهمانى ”
تفهم كل من والداه و حياه و هى بالطبع تلميحه على زيجتهما فاحتقنت الدماء بعروقها و رددت باستهزاء ” كله حيخلص فى اوانه يا ابيه عمر ”
ابتسم من سخريتها و ردد ببسمه ” و لحد ما يخلص يا ديچا…حتعملى اللى اقوله و بس، يعنى لما اقول مفيش شغل يبقى مفيش شغل…..مفهوم؟!”
تحدثت حياه بمهادنه و سلبيه كعادتها ” خلاص يا عمر…اللى انت شايفه، بس سيبها عشان خاطرى ”
نظرت لها خديجه بتخاذل فهى سلبيه ضعيفه الشخصيه و دائما ما يضيع حقها هى و من معها بسبب سلبيتها و ضعفها فحركت راسها باستسلام و حسره على حالها
قطع ذلك الشجار صوت هاتف عمر المعلن عن اتصال وارد ليجد المتصل نهى زوجه صديقه الراحل فاجاب بلهفه ” نهى…..خير فى ايه؟”
اجابته نهى باكيه ” عمر عامل مشاكل فى المدرسه ده يا دوب المدارس بدءت من اسبوع و هو كل يوم مشكله و انهارده ضرب زمايله فى الطابور و المدير رجعه و طالب ولى امره ”
تبكى بحرقه و تردد ” انا مش عارفه اعمل ايه؟ و اتصرف معاه ازاى؟! تصرفاته بقت غريبه اوى يا عمر…انا عارفه انك مشغول بس معلش تعالى على نفسك شويه و حاول تيجى نشوف حل ”
اجابها عمر بضيق ” ايه الكلام ده يا نهى؟عمر ده ابنى و انا المسئول انى اشوف ماله….متعيطيش انتى بس و انا نص ساعه و حكون عندك ”
تنهدت بارتياح فور نطقه لتلك الكلمات ليغلق معها المكالمه فتنظر له هاله بفضول يعلمه جيدا فحدثها مستطردا ” عمر عامل مشاكل فى المدرسه و عنده استدعاء ولى امر، انا حروح اشوف ايه الحكايه و حبقى اطلع على الشركه ”
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
فى منزل نهى
دلف عمر منزل صديقه الراحل بوجه جامد فرحبت به والده صديقه (عنايات) و اجلسته بغرفه الضيوف و اخذت تتحدث بحده و عصبيه ” الولد خلاص مبقاش نافع فيه تربيه، طبعا ما هو بيتربى ما بين اتنين ستات و مش عامل حساب لحد و لا بيخاف من حد…كل يوم و التانى جاى يا اما ضارب زمايله يا اما عامل مشاكل، ده عايز علقه سخنه كده تعلمه الادب يا عمر”
ظلت على حالها غير منتبهه لصمت عمر الزائد عن الحد و الذى عمد ان يتركها تخرج ما فى جوفها حتى انتهت و نظرت له بتفحص و اردفت ” هو انت ساكت ليه؟مش سامعنى؟”
رد بجمود و ايجاز ” سامعك يا حجه ”
الحاجه عنايات بحده” امال مش بتتكلم ليه؟”
نظر لها بصرامه و اجاب ” حتكلم لما ابنى ييجى و افهم منه ايه الموضوع؟”
و بالفعل دلفت نهى ممسكه بيد الصغير عمر و هو مطئطئ الراس بخجل و خزى ووقف امام عمر بخضوع فتضايق الاخير من حاله الصغير فوضع يده اسفل ذقنه و رفعها لاعلى و هو يهتف بحده ” ارفع راسك فوق….و اياك اشوفك مطاطى كده تانى ابدا، فاهم؟ انت ابن البطل و مينفعش ابن البطل يبقى كده ”
بكى الصغير فحمله عمر و اجلسه على فخذه و نظر له ببسمه و ردد ” احكيلى ايه اللى حصل؟”
ردد الطفل ببكاء ” انا معملتس حاجه غلط….هم بيضايقونى ”
” طيب احكيلى و انا حصدقك ”
رددها عمر بهدوء فبث الطمأنينه فى داخل الطفل فردد بصوت طفولى ” كل يوم يضايقونى و يقولولى انت الدغ مس بتعرف تتكلم….و الولد حسام ده بيقول انا معنديس بابا،قلتله عندى بابا عمر و بابا احمد البطل ده عند ربنا بس هو ضحك عليا و قال انى كداب ”
شعر عمر بوغزه قويه تضربه و لكنه حاول التماسك امام الطفل حتى يظل الاخير يثق بقدرته و قوته فردد بقوه ” انت صح يا بطل….ابوك احمد البطل الشهيد، و انا ابوك التانى…بس برده انت مقلتليش ليه ضربتهم؟”
اردف الطفل بحزن ” عسان قالولى باباك مات و انت مفيس عندك بابا تانى و بيضحكو على كلامى عسان الحروف بتاعتى مس صح”
ضحك عمر ضحكه رنانه و ردد بمرح طفولى ” ما الحروف اللى بايظه بصراحه بتضحك يا بطل و احنا قولنا لازم تتعالج عشان تتعدل مظبوط؟!”
ردد الطفل ” مظبوط ”
تنهد بعمق و اكمل ” و كمان انت كبرت و بقى عندك 7 سنين يعنى خلاص مفيش كلام صغيرين تانى، و موضوع ان بابا الله يرحمه مات….فهم غلطانين لان الشهيد مش بيموت الشهيد بيعيش بس عند ربنا و انت المفروض تفهمهم ده بس براحه من غير خناق..و اخر حاجه بقى موضوع ان عندك اب تانى هم مش فاهمين عشان كده مش مصدقين، بس دى امرها ساهل ”
ردد الطفل بعفويه ” افهمهم ازاى يعنى؟”
ابتسم عمر و ردد ” من غير ما تفهمهم انا حروح بنفسى للمدرسه و اخليهم يشوفونى و يعرفو باباك التانى يا بطل ”
ابتسم الطفل بفرحه و احتضن عمر بقوه ساعديه الصغيرين و ردد ” انا بحبك اوى يا بابى ”
قبله عمر و ردد بحب ” و انا بموت فيك يا روح بابى، بس فى حاجه لازم تعرفها عشان مزعلش منك ”
نظر الطفل بفضول و ترقب فابتسم عمر من رده فعله و اردف “انا مش حسمح لحد انه يضايقك لكن انت كمان متزعلش حد و لو حصل و حد ضايقك بعد كده متردش عليه و تعالى احكيلى و انا حتصرف انما لو جت شكوى تانيه منك يا عمر حخاصمك و مش حكلمك تانى…مفهوم؟ ”
اردف الطفل ” مفهوم…بس اجى احكيلك ازاى عن اللى بيزعلونى؟ و انت مس موجود معانا ”
عمر بمهادنه” انت اذكى من كده يا بطل….اول ما تبقى عايزنى خلى ماما و لا تيته يتصلو بيا و انا حجيلك بسرعه خالص خالص ”
اومئ الطفل بالموافقه فنظر عمر لنهى و هتف ” خلى عمر يروح يعمل الهوم ورك بتاعه و تعالى عشان انا عايز اتكلم معاكم ”
لبت نهى اوامره و جلست بجوار والدة احمد و يظهر عليها الارتباك من شكل عمر الواقف يحك انفه بضيق و يشعل سيجارته و يزفرها بغضب
نظر عمر لوالدة رفيقه بقسوه و ردد ” انا سمعتك للاخر يا حجه…فضلتى تتكلمى عن تربيه عمر و كأن عيب ان اللى يربيه امه لمجرد انها واحده ست….”
قاطعته عنايات بعصبيه ” الولد مينفعش يتربى الا بوجود راجل جنبه الست عمرها ما تقدر تعمل ده لوحدها”
ابتسم عمر بسخريه و ردد متسائلا ” قوليلى يا حاجه…انتى عاجبك رباينى؟يعنى شيفانى انسان متربى كويس؟”
” طبعا ما شاء الله عليك يا بنى ”
اجابها بسخريه ” انا تربيه ست…..اللى ربتنى واحده ست و مش امى كمان، امى ماتت و ابويا اتجوز و سافر يعمل فلوس و سابنى مع مرات ابويا اللى كانت احن عليا من امى و ربتنى التربيه اللى انتى شيفاها…يبقى العيب مش فى مين اللى بيربى، العيب فى اسلوب التربيه نفسه ”
نظر لنهى و عاد بنظره لوالدة صديقه و اكمل ” انتو الاتنين بتتكلمو قدامه عن كل حاجه و من غير ما تاخدو بالكم انه بيفهم و الكلام ممكن يلمسه جامد، انا داخل و حضرتك يا حجه عماله تشتمى فيه و فى ربايته و عماله تخوفيه بالضرب و الاهانه و التصرف اللى الولد عمله فى المدرسه ده طبيعى جدا للى بيشوفه و يسمعه، يبقى لما نحاول نصلح غلط لازم نمسك البكره من الاول خالص مش من النص يعنى من عندكم انتم ”
يقف منتصبا و يردد ” اسلوبكم معاه لازم يتغير و انا ححاول انى اتواجد معاه وقت اكبر من كده بس عشان ده يحصل لازم اخده عندى ما هو مش حينفع اقضى كل الوقت اللى هو محتاجه منى هنا ”
قررت الحاجه عنايات انتهاز فرصه حديثه هذا و رددت بخبث “لا انت عارف تتواجد معاه الوقت الكافى و لا ينفع هو يروح عندك و لا ينفع تفضل داخل خارج علينا من غير صفه الناس بتتكلم علينا خلاص بقينا لبانه فى بق الناس بسبب كده و انت اللى فى دماغك فى دماغك و فى الاخر عرفت انك اتجوزت”
فهم على الفور ما تحاول ان ترمى اليه فردد بحده طفيفه ” هو انا مش من حقى اعيش و اتجوز زى باقى الناس و لا ايه؟ده اصغر واحد فى زمايلى متجوز من اكتر من 5 سنين ”
حاولت تلطيف الاجواء فرددت ” طيب منا قلتلك ان الولد محتاج يكون فى بيت مستقر، و هو بيحبك يمكن اكتر ما بيحب ابوه لانه ميعرفوش ”
لمعت عيناه ببريق الغضب و هتف بغضب ” يبقى نعرفه مين هو ابوه عشان مش بس يحبه…لا و كمان يبقى فخور بيه يا حاجه ام احمد ”
ضغط على لقبلها علها ترجع عن تفكيرها من زواجه بنهى فهو لن يستطيع ان يؤلم خديجه الى هذا الحد فقد رأى المها و وجعها و لا يريد ان يزيد الامر عليها
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
فى ڤيلا الباشا
جلست خديجه بعد العوده من الجامعه على الوسائد المبطنه الموجوده بالحديقه امام المسبح تمسك بيدها كتابا تستذكره فانتبهت لذلك الصوت محدثا اياها
امير برقه ” الجميل قاعد لوحده بيعمل ايه؟”
ابتسمت فى خجل و اجابت ” بذاكر ”
سحب وساده الى جوارها و جلس على مقربه منها و هو يردد ” طيب تسمحيلى اقعد معاكى؟”
ضحكت ضحكه رقيقه فهو قد جلس بالفعل و يبدو انه لم يحتاج لموافقتها على جلوسه معها من الاساس
مد يده بلفافه ورقيه بداخلها كتاب و ردد بهدوء “عرفت من ليان انك بتحبى القرايه فجبتلك الروايه دى ”
نظرت بداخل اللفافه فوجدت روايه رومانسيه تتحدث عن العشق فابتسمت و رددت بمجامله “متشكره اوى…بس تعبت نفسك مكانش فيه داعى”
حاول فتح حديث معها فردد ” بصى انا مليش خلق على القرايه فقلت لازم اخلى حد يجبرنى عليها عشان كده انا جبت لنفسى نسخه من نفس الروايه و قلت خلينا نتفق نقرا كل يوم جزء كده و نتناقش فيه عشان تتاكدى انى قريت ”
ابتسمت هى بخجل و رددت ” ماشى ”
دخل عمر فى تلك الاثناء فنظر لذلك الجالس على مقربه منها بصوره استفزت رجولته ناهيك عن ابتساماتها و ضحكاتها الرنانه على نكاته و دعاباته التى يطلقها على مسامعها فاشتطاط غيظا و احترق بنار الغيره
ظل واقفا متسمرا ينظر لهما باعين محتقنه و تلك الواقفه من بعيد تراقب انفعالاته فرددت فى نفسها
لوچين ” و الله يا عمر ما حسيبك ليها ابدا….انت ليا انا و حعمل المستحيل عشان ابعدك عنها ”
اقترب عمر منهما فانتفض امير من مكانه بفزع على صوته الاجش ” بتعمل ايه عندك؟”
ارتبك و تلعثم وردد ” ابدا يا عمر كنت جايب حاجات لخديجه و ماشى على طول ”
نظر فى يدها فوجد تلك الهديه الملفوفه بورق هدايا فسحبها منها عنوه و نظر بداخلها ليجدها تلك الروايه الرومانسيه فردد بحزم ” يعنى انت سايب شغلك و جاى مخصوص عشان تجيب لها الكلام الفارغ ده….الظاهر ان عدى مش بيقرص عليك فى الشغل كويس ”
ردد برهبه ” لا و الله ده انا جيت فى البريك و ماشى على طول اهو ”
هرع امير من امامه فهو يهابه و يهاب عصبيته و بطشه و فور ان خرج من ابواب الڤيلا نظر عمر لخديجه الواقفه لا تشارك بالحديث و مسكها من ذراعها بقسوه الامتها و غرس اصابعه فى لحمها و ردد بحده ” مش تاخدى بالك من تصرفاتك شويه”
رددت بهدوء قاتل ” و انا كنت عملت ايه؟”
احتقنت الدماء بعروقه و هو يردد بغضب و يصر على اسنانه من حده الغيظ ” مكنتيش حاسه بنفسك و انتى قاعده لازقه فيه و عماله تتمرقعى و تضحكى و لا همك حد ”
حاولت الهدوء قدر استطاعتها فتجاوزت عن اهاناته و ردد ببرود مصطنع ” انا معملتش حاجه غلط، ابن خالك جه و قعد معايا اكيد يعنى مكنتش حطرده ”
اقترب من وجهها بصوره اثارت غيره و غيظ تلك الواقفه تراقب كل ما حدث و حدثها بصوت خفيض لم يسمعه غيرها ” اعملى حساب الراجل اللى انتى شايله اسمه و لما ابقى اطلقك ابقى امشى على حل شعرك زى ما انتى عايزه ”
اهانه اخرى اشد و اعمق تلقتها منه فهو قد اعتاد اهانتها و التقليل منها بل و طعنها فى كرامتها فآثرت ان تتركه و تذهب بعيدا و لكنه اوقفها بحده “استنى عندك انا لسه مخلصتش كلامى ”
نظرت له بعيون حاده و رددت ” لسه عايز تقول حاجه تانيه؟”
” اه…..من انهارده تعملى حسابك مفيش قعاد مع البنى ادم ده تانى، فاهمه؟”
تحدثت بذهول ” قصدك مين؟امير؟”
عمر بعصبيه” ايوه زفت ”
لمعت الفكره براسها….حسنا الان ستشرب من نفس الكأس فرددت بلامبالاه ” و ده ليه بقى؟ انا من حقى اشوف نفسى و اعيش حياتى و لا حفضل مربوطه كده؟ من حقى اتعرف على ناس و اتكلم و اصاحب و احب….”
قطعت حديثها فور ان رأت تاثير تلك الكلمات عليه خصوصا الكلمه الاخيره و لمعت عينه بنار مشتعله فردد بقسوه ” قلتلك لما اطلقك ابقى اعملى اللى انتى عيزاه لكن طول ما انتى على ذمتى اياكى اشوفك تانى قاعده معاه…و ده اخر كلام عندى ”
رددت بتهكم ” فاضل اقل من 5 شهور…..هانت يا ابيه”
ابتسم بتألم و هز راسه و ابتعد عنها فاوقفته محاوله استكمال استثارته ” هات الروايه”
حاول اعطائها اياها فانزلقت قداماها و سقطت بالمسبح فقفز عمر خلفها بسرعه رهيبه فور ان خلع عنه سترته فهو يعلم انها لا تستطيع السباحه و اخرجها و هى تلهث بانفاسها
ظلت تسعل من اثر دخول الماء برئتيها و عمر يربت على ظهرها حتى اخرجت الماء من جوفها و حملها عنوه و اتجه للداخل وسط رفضها ” انا كويسه…نزلنى يا ابيه، نزلنى بقى”
تحجر جسده و هو يحملها بين ذراعه كدميه صغيره و اتجه للداخل و كانها لا تحدثه فشهقت هاله و حياه من منظرهما المبتل و المياه تقطر منهما و رددت هاله بخضه ” عمر! ايه اللى حصل؟”
” اتزحلقت و وقعت فى البيسين ”
اتجهت حياه ورائهما و هو يصعد بها غرفتها و انزلها على قدميها دون افلاتها امام انظار حياه فحاولت الخروج من حصار يديه المحاطه بخصرها و لكن دون جدوى فاستكانت بين ذراعيه و هى تضغط على شفتها السفليه باسنانها بغيظ
حرر يد واحده ليفرق شفتها المحاصره باسنانها ببسمه و انحنى على اذنها و ردد ” مش قلت بلاش الحركه دى ”
نظرت خديجه لوالدتها السلبيه واقفه لا تتحدث و كان الامر لا يعنيها بالمره و دفعته فى صدره بعيدا و حدثت امها ” ماما….لو سمحتى خدى ابيه عمر معاكى عشان اغير هدومى”
حياه ” حاضر يا ديچا…و انت يا عمر روح غير هدومك بدل ما تاخد برد ”
ابتسم ابتسامه جانبيه و تحرك خارج الغرفه و هو يشعر بالانتشاء من قربه منها فهو شعور لا يوصف
فى نفس الاثناء وقفت لوچين تتابع كل شئ و هى تفكر و تخطط فرددت فى نفسها “مبتعرفش تعوم…حلو ده، يبقى موتك على ايدى يا خديجه لو فكرتى بس تاخديه منى”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك نبض قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى