روايات

رواية كواسي الفصل الخامس 5 بقلم نسمة مالك

رواية كواسي الفصل الخامس 5 بقلم نسمة مالك

رواية كواسي الجزء الخامس

رواية كواسي البارت الخامس

رواية كواسي الحلقة الخامسة

كواسي..
✍️نسمة مالك✍️..
..بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
وقفت “كواسي” تتنقل بين “عُبيد” و بين عائلتها بأعين ذائغة،
الجميع بلا استثناء تأكدوا الآن أنها حقًا مجنونه،
كانت تصرخ صرخات مذعورة، ثلهث بأنفاس متقطعة مرددة بهمس مرتجف..
“صدقوني أنا مش مجنونة.. في عفريت في الأوضة معانا قالي محدش يقدر يشوفه غيري أنا بس يا ماما”..
تعالت الضحكات المكتومة من الواقفين يشاهدون ما يحدث باستمتاع كما لو كانوا بأحد صالات السينما..
” اممم.. عفريت ايه اللي أنتي شيفاه يا كواسي.. أنتي مش هتبطلي هزارك ده يا بت “..دمدمت بها “صفية” و هي تصطك على أسنانها بغضب ، رمقتها بنظرة متوعدة مكملة..
“لو متعدلتيش و بطلتي حركاتك دي هطلع أنا عليكي عفاريتي.. عايزة الناس تقول عليكي مجنونة يا بنت سيد! “..
عادت” كواسي”بنظرها ل” عُبيد”الذي أهداها ابتسامته و تحدث بصوته العذب قائلاً..
“خرجيهم يا كواسي”..
نظرت لأهلها الذين يرمقونها بنظرات تقدح شررٍ، لا تعلم من أين أتت تلك الإبتسامة التي زينت ملامحها الباهتة، تشعر بحزن بأعماقها يفوق التحمل، نظراتهم لها تحرق قلبها، عادت بنظرها ل “عُبيد” الواقف أمامها بطوله المُهيب و وابتسمت له هو الأخر، فأطبق جفنيه بقوة لعلمه بمدى حزنها،

 

ف أصدق حزن إبتسامة في عينٍ دامعةٍ،
أطلقت تنهيده حارة و قالت بنبرة مرتجفة تظهر ذعرها الشديد..
“أنتو مش مصدقين أني شايفة عفريت؟!”..
حالة من الفزع أصابت الواقفين فبدأو يهرولوا للخارج حتى لم يتبق سوي والدتها و والدها و جدتها، تطلعوا لها بنظرات يملؤها الشفقة و من ثم تبادلوا النظرات بينهما..
“البت دي ميتسكتش عليها أكتر من كده يا سيد.. لازم نلحقها و نوديها للدكتور تاني “..
همست بها” صفيه” بصوتٍ خفيض لكنه وصل لسمع “كواسي”..
بقت ساكنة محلها، تطلع لهم بملامح خالية من التعبير، فقط احتشد الدمع عند المقل من دهشة الألم ..
“كواسي”.. نطق بها “عُبيد” جعلها تنظر له ، و تابع بلهجه هادئة يبث الطمأنينة من خلالها..
” متخافيش مني.. أنا مستحيل أذيكي”..
صمت لبرهةً و تابع بإبتسامته الجذابة..
“أنا هنا عشان أشيل عنك حزنك و وجعك”..
بغمضة عين تبدلت ملامحها المذعورة لأخرى مطمئنة قليلاً بعد ما قاله لها، و برأسها يدور سؤال واحد،
هل ما يحدث لها نتيجة حزنها الذي كف عن التطور حتى أصابها الجنون؟! ..

 

لتندهش عائلتها حين رأوها تسير بعينيها بانحاء الغرفة حتى توقفت بجوارهم تمامًا، تحديداً بجوار جدتها حيث وقف هو، عقد “عُبيد” حاجبيه بتعجب و هو يتأمل حاجبين جدتها قائلاً..
“قوليلهم يخرجوا و ياخدوا جدتك و حواجبها معاهم”..
بهتت ملامحها من جديد و قفزت من مكانها أصبحت مختبئة داخل حضن جدتها صائحة ببوادر هذيان..
“أخرجوا و خدوا تيته و حواجبها معاكوا”..
أنهت جملتها و تمسكت بجدتها بكلتا يديها و حتى أنها تعلقت بها بقدميها أيضًا و نظرت لها نظرة متوسلة و هي تقول..
” لا لا متسبنيش أنتي يا تيته..أخرج يا بابا أنت و ماما بس خليكي معايا أنتي يا وليه يا تيته بالله عليكي”..
قالت جدتها بغضب و هي تدفعها بعيدًا عنها، لكن “كواسي” ظلت متمسكة بها بكل قوتها..
“بقى بتتريقي على حواجبي تاني و عايزانى أفضل معاكي.. أوعى يا بت أنا هخرج مع ابني و أسيبك لوحدك مع العفريت يكش ياكلك أنتي و أمك و يريحنا منكم”..
صاحت” صفية” بغيظ قائلة..
” تصدقي يا كواسي يا كبيرة أن انا اللي هاخد جوزي و نمشي واسيبك أنتي مع بنت ابنك و عفرتها “..
أنهت جملتها و سحبت زوجها خلفها للخارج مكملة..
” يالا يا سيد.. أنا ضغطي عالي لوحده مش ناقصة فرسة من أمك و بنتك “..
قالت الجدة بغضب..

 

” ماشي.. أما وريتك يا صفية يا مفترية يا قوية مبقاش أنا كواسي”..
حاولت إبعاد حفيدتها عنها لكن
” كواسي” انكمشت بخوف داخل حضنها مرددة بصوتٍ خفيض..
“متسبنيش يا تيته.. أنتي الوحيدة اللي لازم تصدقيني.. العفريت ده مطلعش غير لما نزلت الأوضة السرية اللي خبتيني فيها.. أنا مرعوبة يا تيته.. خديني في حضنك و خبيني منه “..
لم تستطيع جدتها فهم ما تقوله لها بسبب شدة خوف “كواسي” الذي جعل أسنانها تصطك ببعضها،
شعرت بذراعين يلتفان حول جسدها، ظنت في بدأ الأمر أن جدتها هي التي تضمها، لكن قوة الضمة و عرض الصدر الذي أخفها داخله قد تبدل في طرفة عين،
أبعدت وجهها ببطء و من ثم فتحت عينيها و نظرت لمن يضمها بكل هذا الحنان و الاحتواء!!
تجمدت الدماء بعروقها حين وجدته هو الذي يحتوي جسدها بين ذراعيه، يقف بينها و بين جدتها التي ترمق “كواسي” بنظرة متعجبة..
“بت يا كواسي..أنتي بتزقيني و تحضني نفسك يابت؟!”..
حركت “كواسي” رأسها لها بالنفي ، و لم تقوى على التفوه بحرف واحد من قوة صدمتها، لوهلة ظنت أنها فقدت النطق و الحركة بسبب قربه منها بتلك الحميمية..
“قولي لجدتك تخرج يا كواسي”..
همس بها داخل اذنها بلهجة أرغمها على النطق بما لا تريده..
” أخرجي يا تيته”..

 

قالتها و هي تحرك رأسها يمينًا و شمالاً تحثها على عدم أخذ حديثها بعين الاعتبار مكملة بتناقض ..
“متخرجيش يا وليه يا تيته أبوس شعر حواجبك”..
“تاني.. بتتريقي على حواجبي تاني!!.. طيب أنا بقى هخرج و خليكي هنا متعفرته لوحدك”.. قالتها و سارت لخارج الغرفة، لتصرخ” كواسي” بصوتٍ مبحوح قائلة و هي تحاول الفرار من حصاره..
“لا يا تيته.. متسبنيش يا تيته أبوس رجلك”..
لم تكترث جدتها لتوسلتها، و غادرت الغرفة غالقة الباب خلفها، هبطت دموع” كواسي” على وجنتيها و نظرت ل” عُبيد” نظرة يملؤها الهلع محدثه نفسها بقوة زائفة.. “على فكرة أنا مش خايفة منك حتى بعد ما تيته خرجت و خدت حواجبها معاها.. لأنك مش حقيقي أصلاً”..
نظر بعمق لعينيها بعينيه الجريئة نظرة زلزلت كيانها كله دفعة واحدة، رمشت بأهدابها عدة مرات حين همس لها بنبرة صوته الذكورية..
” لا أنا حقيقي.. بس مش عايزك تخافي مني.. أنا أمانك يا كواسي”..
شهقت بخفوت حين رفعها لداخل حضنه من خصرها بذراع واحد، حتى لم تعد قدميها لامسة الأرض، حمل مقعد خشبي بيده الأخرى، ألتفت تجاه الحائط و سار عليه بكل أريحية، جحظت عينيها على أخرها، و سقط فمها أرضًا من هول ما تعيشه و هي تراه يضع المقعد على سقف الغرفة و جلس فوقه و اجلسها على قدميه!! ..
بكت “كواسي” بكائها الطفولي المزعج و هي تقول
“أحيه.. أنت بتمشي على الحيطة!! و مقعدني على رجلك و في السقف كمان !!”..

 

أغلقت عينيها و ظلت تردد الكثير من الآيات القرآنية لوقت ليس بقليل..
“صدق الله العظيم”..
قالها “عُبيد” جعلها تفتح عينيها ثانيةً و تنظر له بصدمة..
“عفريت مسلم!”..
فك حجابها و من بعده عقدة شعرها و همس بافتنان..
” أنا مش عارف أنا أيه ..و لا حتى عارف أنا جيت منين بالظبط.. كل اللي أعرفه هو أسمى و أسم اللي حررتني و بقيت ملك ليها لوحدها “..
ذادت حدة بكاء” كواسي” و هي تقول..
“هو بعد مشيك على الحيطة بيا دلوقتي و شعلقتك ليا في السقف بالمنظر ده.. فأنت هتكون أي حاجة غير إنك تكون إنسان.. و بصراحة أنا خايفة أقولك عيب و ميصحش تقعدني على رجلك كده.. تقوم سيابني أنزل زرع بصل على نفوخي “..
لم تعطيه فرصة للرد عليها و اكلمت قائلة..
“و بعدين أسمها أيه اللي منها لله اللي حررتك و خلتك تطلعلي؟ “..
كان يستمع لها و هو يتاملها بإبتسامة هائمة، تأمل ملامحها بهيام هامسًا أمام شفتيها تمامًا..
“كواسي.. أسمها كواسي”..
قالها و هو يهبط بها فجأة فوجدت نفسها معه داخل الحمام، انزلها أرضًا بحذر و هو يقول ..
” قولتلك مرة قبل كده كليتك بتسثغيث..يالا أعملي الأول متمسكيش نفسك أكتر من كده و بعدين نكمل كلمنا” ..
همست بصوتٍ مرتعش قائلة..
“أعمل أيه بالظبط؟!”..

 

“أعملي حمام!”..
وقفت كالصنم تطلع له، ما يحدث معها الآن عقلها غير قادر على استيعابه،
كانت الدهشة، الذهول، الفزع و الكثير من المشاعر المختلطة تظهر على ملامحها حتى أعطاها سروال بيدها، فعقدت حاحبيها و هي تتفحصه مغمغمة..
” أنا عندي بنطلون شكل ده بالظبط!”..
“ما هو ده بتاعك.. أنا ساعدتك و قلعته لك عشان أنتي مش قادرة بسبب خوفك.. تحبي أساعدك في الباقي؟”.. هكذا اجابها ببساطة،لم تتحمل أكثر من ذلك، فاسرع هو بفتح ذراعيه لها حين رآها تترنجح بوقفتها، و بلحظة كانت سقطت على صدره داخل حضنه مغشيًا عليها..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كواسي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى