روايات

رواية كواسي الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك

رواية كواسي الفصل الثاني 2 بقلم نسمة مالك

رواية كواسي الجزء الثاني

رواية كواسي البارت الثاني

رواية كواسي الحلقة الثانية

كواسي..
✍️نسمة مالك ✍️..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
دخلت “كواسي” إحدى المتاجر القريبة من منزل صديقتها “عزة” ، فتحت البراد و حملت منه الكثير من العصائر و علب المشروبات الغازية و ضعتهم أمام البائع على المكتب..
“لو سمحت عايزة ظرف هدايا صغير و شوف كده الحساب كله كام من فضلك”..
أعطها البائع ظرف صغير منقرش بالورود ففتحت حقيبتها و أخرجت منها حفنة سخية من النقود وضعتهم بداخل الظرف، و تركته داخل حقيبتها، و وقفت تنتظر البائع حتى أنتهي من حساب ما ابتعته..
“الحساب كده ٣٥٠ ج يا فندم”..
اعطته المال و حملت الأكياس بكلتا يديها و سارت بخطوات مسرعة رغم ثقل ما تحمله، وجهها يظهر عليه الفرحة الغامرة، تشعر بسعادة حقيقية لأجل رفيقتها المقربة..
وصلت لمنزلها و فور دخولها من باب المنزل المزين بالانوار المبهجة أطلقت وابل من الزغاريط..
” ألف ألف مبروك يا طنط سماح”..
قالتها “كواسي” و هي تحتضن والدته “عزة” و تعطي لها ما تحمله..
“الله يبارك فيكي يا بنتي.. عقبال فرحك يا كواسي”..
نظرت نظرة سريعة على ما أعطته لها و من ثم نظرت لها بإبتسامة مكملة..

 

“ليه بس التعب ده يا بنتي.. كل مرة تيجي فيها عندنا لازم تتعبي نفسك و تشيلي و تحملي كده”..
بادلتها “كواسي” الإبتسامة و هي تقول..
“تعبكم راحة يا طنط.. و بعدين لو متعبتش ل عزة يوم فرحها أتعب لمين بس..دي أكتر من أختي”..
صمتت “سماح” لدقيقة كاملة و رمقتها بنظرة مطولة قبل أن تربت على ظهرها برفق مغمغمة تنهيدة..
” طيب تعالي أطلعك ل عزة يا بنتي إحنا عاملين قعدة في الشقة الفاضية اللي فوق”..
لم تتوقف ” كواسي” عن الزغاريط و هي تصعد خلفها، و فور رؤيتها لصديقتها لمعت عينيها بدموع الفرح و ضحكت ضحكتها الجميلة الصافية، قبل أن تركض عليها و تعانقها بحب صادق مرددة..
“يا حبيبتي يا عزة ألف مليون مبروك “..
ابتعدت عنها قليلاً و تأملت هيئتها بفرحة تُشع من عينيها و من ثم عانقتها من جديد مكملة..
“ماشاء الله تبارك الله عليكي يا روحي عروسة زي القمر” ..
لم تبادلها “عزة” عناقها، بل دفعتها عنها بغضب و هي تقول .. “بقى جيالي أخر واحدة يا صاحبتي و أنا اللي قولت أول ما هقفل معاكي أصبح هتلبسي و تجيلي “..
نظرت لها “كواسي” بتوتر و إحراج ، فبتسمت “عزة” إبتسامة صفراء و قد حققت مبتغاها كعادتها بأن تجعلها تشعر بالذنب على إرتكاب خطأ هي لم تفعله رغم إنها أخبرتها بموعد خطبتها في نفس ذات اليوم! ..

 

“حقك عليا يا عزة إني اتأخرت.. بس أنتي فاجئتيني و مكنش عندي حاجة مناسبة أحضر بيها فرحك و نزلت أشتريت الدرس ده مخصوص عشان أجيلك بيه”..
توجهت بنظرها للعريس الجالس على المقعد بهنجعية و ينظر لها نظرات شفقة و قالت بإبتسامة بشوشة..
“ألف ألف مبروك يا بشمهندس إبراهيم ربنا يتمم لكم على خير”..
رد عليها بلهجة بدت ساخرة..
” الله يبارك فيكي يا آنسة؟؟ معلش فكريني بإسمك لأنه غريب بصراحة و مبفتكرهوش! “..
“كواسي.. أسمى كواسي”.. قالتها و هي تبتعد بنظرها عنه و نظرت ل”عزة” التى ترمقها بنظرات سامة و بحاجب مرفوع أثناء تقيم فستانها الزهري ذات حزام أبيض رفيع حول خصرها وحجابها الأبيض المنقرش بورود صغيرة من اللون الوردي أضافت لطلتها جمال فوق جمالها المميز،مرددة بملامح يملؤها الاشمئزاز و الكثير من السخرية ..
“أيه اللي عملاه في نفسك ده يا صندوق؟! “..
ضحكت “كواسي” على ما قالته ظنًا منها أنها تمزح معاها، و من ثم أخرجت من حقيبتها الظرف الصغير المملوء بالنقود و وضعته بيد صديقتها في الخفاء..
“مبروك يا حبيبتي.. ربنا يسعدك و يوفقك في حياتك يا عزة”..

 

أخذته منها “عزة” و قامت بفتحه في الحال، عدت النقود التي بداخله دون إخراجها و نظرت لها بلوية فم و ضحكت ساخرة..
“بقي قيمتي عندك ٥٠٠ج يا بخيلة”..
للمرة الثانية في نفس الوقت تنجح في إحراجها، لترد عليها” كواسي” ردًا يليق بقلبها الملائكي..
“قيمتك عندي كبيرة أوي متكفهاش فلوس الدنيا كلها يا عزة “..
لم تهتم” عزة” بما قالته و جلست بجوار عريسها لتقف “كواسي” خلفها تصفق و تزغرط لها، لينظر لها “إبراهيم” و هو يضع الهاتف على فمه و يتحدث به مغمغمًا..
“أخيراً افتكرت لك إسمها يا دكتور.. إسمها كواسي”..
تعجبت” كواسي” لما قاله، نظرت له بتسأل ليبتسم هو لها إبتسامة سامجه و هو يقول..
“أنا بكلم دكتور نفسي عايش في ألمانيا قولتله على حالتك و إنك مريضة نفسيًا زي ما قوليلي.. هو صاحبي أوي و هيهتم بحالتك و هيساعدك تتعالجي “..
اختفت إبتسامة” كواسي” و تبخرت من عينيها لمعة الفرح، لم يتبق سوي نظرتها الحزينة الدائمة التي اختفت لوقتٍ قصير بسبب فرحتها لصديقتها، بينما ملامحها شحبت كشحوب الموتى من صدمتها حين مد هو يده لها بالهاتف مكملاً بمنتهى القسوة و قلة الزوق..
” خدي اتكلمي معاه عشان يقدر يعرف مرضك أيه بالظبط”..
تنقلت “كواسي” بعينيها بينه و بين صديقتها تنتظر أن توقفه عن ما يقوله، لكنها شعرت بدلو من الماء البارد سقط فوق رأسها حين قالت “عزة” بتأيد..
“خدي يا كواسي منه الفون وانزلي تحت في اوضتي كلميه و بالمرة شوفي حجاب تاني من عندي البسيه بدل الأبيض اللي أنتي لابساه و مبين سوادك أوي.. اختاري حجاب يليق على لون بشرتك مينفعش تلبسي فاتح كده وأنتي سودة يا حبيبتي “..
“أنا سودة يا عزة!”.. قالتها” كواسي” بصدمة وقد بدأت الدموع تتجمع بعينيها، لتنهض” عزة” و تقف أمامها و تنظر لها ببراءة مصطنعة و هي تقول..
” أيه يا عبيطة أنتي زعلتي مني و لا أيه! .. ده أنا مريتك و محدش هيكون صريح معاكي و لا يخاف عليكي قدي، و بعدين هما السود وحشين.. ده حتى بيقولوا السمار نص الجمال”..
نظرت ل “إبراهيم” و أخذت منه الهاتف وضعته بيد “كواسي” الواقفه محلها كما لو كانت تيبست و تابعت بأمر..
” ردي علي الدكتور بسرعة عشان متصل من برة و المكالمة غالية أوي من عنده بس فداكي يا ست كواسي المهم نعالجك و تخفي من أمراضك النفسية دي بقي عشان تتخطبي و نفرح بيكي أنتي كمان “..

 

ختمت حديثها بضحكة تُشبه تمامًا ضحكة الساحرة الشريرة!
“كواسي معاك أهي و سمعاك يا دكتور”..
قالتها” عزة” و هي ترفع يدها التي بها الهاتف و وضعتها على أذنها ليصل إلى” كواسي “صوت رجولي هادئ يتحدث بلطفٍ و إحترام شديد قائلاً..
” أولاً قبل أي حاجة أنا بعتذر لك يا آنسة كواسي على قلة أدب و قلة زوق الاتنين اللي عندك دول على كل كلمة قالوها و أكيد زعلوكي بيها”..
في تلك اللحظة شعرت “كواسي” برغبة قوية في البكاء تُداهمها، جاهدت للتحكم في دموعها حتى لا تخونها و تسيل على وجنتيها، و حاولت إخراج صوتها طبيعيًا لكنه خرج مختنق بالبكاء مدمدمة..
” احمم.. أنا اللي آسفة إني مسمعتش كلام والدتي لما قالتلي مجيش هنا و جيت “..
أنهت جملتها، و ركضت مسرعة للخارج وقد انهمرت دموعها من عينيها أغرقت وجهها..
أطبق جفنيه بقوة، و هو ينهض من مكانه و يدور حول نفسه بغضب، لا يعلم لما شعر بقبضة تعتصر قلبه حين استمع لصوتها الرقيق و الحزين رغم أنها اول مكالمة بينهما و لم يسبق له معرفتها فتحدث بنبرة راجية قائلاً..
“أرجوكي متزعليش و!”..
“دي زعلت و مشيت يا دكتور! “.. أتاه صوت “عزة” بتلك الجملة و تابعت بصوتٍ يملؤه الحقد قائلة..
“وإحنا اللي عايزين نساعدها و نعالجها من جننها و نفسيتها المعقدة”..
شعر بالغثيان فور سماع صوتها البغيض، و تحدث بضيق قائلاً..
“أدى الفون ل إبراهيم من فضلك “..
أعطته” عزة” الهاتف، أخذه منها و تحدث إليه قائلاً..
“معاك يا غالي”..
رد الأخر بلهفة نجح في اخفائها و خرج صوته بطبيعته قائلاً..

 

“إبراهيم هات لي رقم كواسي من خطيبتك حالاً”..
أخرج “إبراهيم” الهاتف الخاص ب “عزة” من جيب بدلته و قام بفتحه و أظهر رقم” كواسي” و املاه له..
“تمام يا إبراهيم.. و مبروك عليك خطيبتك.. سبحان الله يا أخي لايقين على بعض أنتو الاتنين بصراحة.. نفس الجليطة و قلة الزوق بالظبط “..
أنهى جملته و أغلق الهاتف بوجهه، و قام بالاتصال على رقم “كواسي” و جلس ينتظر ردها بقلقٍ جم و هو على يقين إنها تسير باكية بالطريق الآن..
……………….. صلِ على محمد وآل محمد……..
بمنزل” كواسي”..
وقفت” صفيه” بشرفة المنزل، تنتظر عودة ابنتها بخوف يأكل قلبها..
“يا صفيه كفاية وقفة في البلكونه عشان رجليكي اللي بتوجعك دي و ادخلي بقى اقعدي و أستنى كواسي جوه”..
قالها “سيد” و هو يجذبها بمنتهى الرفق من معصمها يحثها على السير معه..
قالت “صفيه” بتنهيده حزينه..
“سيبني يا سيد.. أنا مش هقعد و لا ارتاح إلا لما بنتي ترجع من عند البت دي”..
صمتت لبرهةً و أكملت ببوادر غضب..
” تصدق أنا اكتشفت إن كل مرة كواسي تروح ل عزة ال*لب دي بترجع زعلانه و عينيها زي ما تكون معيطة!.. تصدق يا سيد إن البت اللي بنتك بتحبها يمكن أكتر من كريمان و كندة أخواتها و دايماً تقول عليها دي صاحبة عمري هي السبب في تعب نفسية بنتك! “..
اندهش “سيد” من ما تفوهت به و تسأل مستفسرًا..

 

“ليه بتقولي كده بس يا أم كواسي؟! “..
أطلقت” صفيه” زفرة نزقه من صدرها و هي تجيبه..
” بعد الحركة الأخيرة اللي بت عزة عملتها مع بنتك دي أنا كشف علتها مع إن عمري ما درست بيطرة”..
” بيطرة!! بيطرة أيه يا وليه؟!”..
رمقته “صفيه” بنظرة مغتاظه و هي تقول..
“بيطرة.. طب بيطري بتاع البهايم يا راجل اللي بيعالج الناس اللي زي عزة ال*لب كده”..
“متشليش ذنب بشتمتك ليها يا صفيه، و التمسي العذر لغيرك ، و اتأكدي إن الناس مش زي بعضها و لا تربيتهم و أصولهم زي تربيتنا لبناتنا و الأصول اللي ربناهم عليها”..
“عذر أيه يا أبو عذر اللي التمسه للخبيثه دي “..
قالتها و هي تصفق له بكلتا يدها و تابعت بغيظ و هي تصطك على أسنانها..
” أنا لو عليا كنت ببقى عايزة اطردها من عندنا كل مرة بتيجي فيها.. بس كنت بسكت و بعصر على نفسي فدان لمون عشان خاطر بنتي.. و أقول اللي بنتي تحبه أنا ابلعله الظلط.. لكن البت دي بالذات كانت واقفه في زوري بالعرض معرفتش ابلعاها و طلعت على حق في الأخر و قلة بأصلها و ظهرت على حقيقتها و وافقت على عريس صحبتها بعد ما خلتها ترفضه!!”..
قالت الأخيرة بأعين ترقرقت بها العبرات، لكنها كبحت عبراتها و منعتها من الهبوط، و توجهت بنظرها لإحدى ابنتيها الجالستان بداخل و تحدثت بحدة قائلة..
” بت يا كريمان قومي حمري حبتين بطاطس و اسلقي بيضتين و اعملي حتة جبنة بطماطم من الجبنة اللي أختك كواسي بتحبها عشان لما تيجي تتعشى بيهم”..
انصاعت ابنتها لحديثها على الفور و نهضت من مكانها و هي تقول بطاعة..
“حاضر يا ماما”..
بينما نظرت “صفيه” لزوجها نظرة حارقة مكملة..

 

” بنتك بتيجي من عند اللي سبتها تروح عندها واقعة من الجوع.. مبيهنش عليها تقدم لها بوق المية و رايحة تفتح الحصالة بتاعتها و تاخد القرشين اللي محوشاهم عشان تجيب طرحة و فستان ب ٦٠٠ ج تحضر بيهم فرح ال! “..
صمتت فجأة و كأنها استوعبت ما تفوهت به للتو، بدأت عينيها تتسع رويدًا رويدًا و انطلقت من أمام زوجها للداخل بخطوات شبه راكضه و هي تقول..
” أما هاكلها علقة مخدهاش حمار في موقف لو خدت حاجة تاني من الفلوس غير ال٦٠٠ج اللي خدتهم “..
دخلت” غرفة” كواسي” كالقذيفة التي تتوهج منها النار، مندفعة نحو الخزانة و فتحتها بلهفة أخرجت منها حصالة صغيرة و قامت بفتحها، لتشهق شهقة قوية صائحة بغضب عارم..
“الحصالة دي كان فيها ٩٠٠ج غير ال٦٠٠ج اللي خدتهم.. بنتك خدت الفلوس اللي حوشتها كلها عشان تنقّط الخبيثة اللي مصحباها و تنقِطني أنا يا سيد! “..
……………………… لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير……………

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كواسي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى